قال القس الفاضل :

قال المعترض : « ورد في 2أخبار 13 : 1 « في السنة 18 للملك يربعام، ملك أبيا على يهوذا. ملك ثلاث سنين في أورشليم. واسم أمه ميخايا بنت أوريئيل من جبعة». وورد في 2أخبار 11 : 20 « ثم بعدها أخذ معكة بنت أبشالوم فولدت له أبيا ».

وللرد نقول : ميخايا هي نفسها معكة، فقد جرت العادة أن يتغيَّر اسم الذي يتولى المُلك، رجلاً كان أم امرأة. وميخايا أو معكة هي ابنة أبشالوم، أو بنت أوريئيل. فإن ثامار بنت أبشالوم تزوَّجت بأوريئيل ورُزِقَت منه بمعكة، فهي حفيدة أبشالوم (1ملوك 2:15) وهي أم أبيا وأم آسا (1ملوك 10:15). والدليل على ذلك أن أبشالوم لم يخلِّف سوى ثامار (2صموئيل 14:27). وقال المؤرخ يوسيفوس إن ثامار بنت أبشالوم تزوجت أوريئيل وولدت معكة أو ميخايا (8:10 و11 من كتاب يوسيفوس). فقوله معكة بنت أبشالوم صحيح لأنه جدها، ونُسِبَت إليه لأنه الأب الأصلي، ولأنه كان مشهوراً أكثر من غيره.

_______________________________________________

 

بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  :

أولاً : قال القس الفاضل أن معكة بنت أبشالوم هي أم أبيا وأم آسا ، وبهذا نفهم أن أبيا وآسا أخوة وهذا ما نلاحظه أيضاً من خلال النصوص الآتية :

سفر الملوك الأول 15 : 1 : (( وفي السنة الثامنة عشر للملك يربعام بن نباط ملك ابيام ( ابيا ) على يهوذا . 2 ملك ثلاث سنين في اورشليم . واسم امه معكة ابنة ابشالوم . )) وسفر الملوك الأول 15 : 9 : (( وفي السنة العشرين ليربعام ملك اسرائيل ملك آسا على يهوذا . 10 ملك احدى واربعين سنة في اورشليم . واسم امه معكة ابنة ابشالوم . ))

ولكننا نجد نصوصاً أخرى واضحة الدلالة بأن أبيا وآسا لايمكن أن يكونا من أم واحدة لأن أبيا هو أبو آسا وليس أخوه !!

ففي سفر الملوك الأول 15 : 8 : يقول الكاتب : (( ثم اضطجع ابيام مع آبائه فدفنوه في مدينة داود وملك آسا ابنه عوضا عنه )) وكذلك في سفر أخبار الأيام الثاني 14 : 1 : (( 1 ثم اضطجع ابيا مع آبائه فدفنوه في مدينة داود وملك آسا ابنه عوضا عنه ))

وبهذا نجد أن القس قد قرر أن معكة هي أم لأبيا وآسا متجاهلاً عن عمد أو عن جهل أن آسا هو ابن أبيا ولا يمكن أن يكونا أخوة من أم واحدة .

وعليه فنحن نسأل القس : هل أبيا وآسا أخوة أم أن أبيا هو أبو آسا ؟ وأي هذه النصوص صحيحة وأيها كاذب ؟!

ثانياً : يلاحظ القارىء ان معكة وميخايا تنتمي كل واحدة منهما إلى مدينة مختلفة عن الأخرى مما يثبت أن ميخايا ليست هي نفسها معكة . فقد جاء في سفر أخبار الأيام الثاني 13 : 1 ، 2 قول الكاتب : (( في السنة الثامنة عشر للملك يربعام ملك ابيا على يهوذا. 2 ملك ثلاث سنين في اورشليم. واسم امه ميخايا بنت اوريئيل من جبعة )) بينما يقول كاتب سفر الملوك الأول 15 : 20 : (( فسمع بنهدد للملك آسا وارسل رؤساء الجيوش التي له على مدن اسرائيل وضرب عيون ودان وآبل بيت معكة )) .

وبذلك يتضح أن المدينة التي تنتمي اليها ميخايا تسمى جبعة بينما المدينة التي تنتمي اليها معكة تسمى آبل . وهذا يؤكد لنا أن ميخايا ليست هي نفسها معكة .

ثالثاً : حاول سيادة القس أن يقنعنا بأن معكة بنت أبشالوم هي ميخايا بنت أورئيل مدعياً أن معكة أو ميخايا هي ابنة ثامار بنت ابشالوم وأن نسبها الى ابشالوم لأنه كان مشهوراً أكثر من غيره !

ونحن نسأل : هل يثبت النسب بالشهرة ؟!

هل نسب الشخص يكون إلى الجد لأم ؟!

ان القارىء لعبارة ( معكة بنت أبشالوم ) لن يشك لحظة واحدة  بأن الكاتب يتكلم عن ابنة حقيقية لأبشالوم . 

رابعاً : جاء اسم ( ميخايا بنت أورئيل ) في الكتاب المقدس بطريقة غريبة جداً فقد ذكر اسم ( معكة بنت ابشالوم ) مرتين في 2أخبار ومرتين في 1ملوك كما ذكر اسم ( معكة ) منفرداً كذلك مرتين في 2اخبار ومرتين في 1ملوك فلماذا لم يذكر الأسم : ( معكة بنت أورئيل ) للدلالة على أنها نفس الشخصية إذا كان ذلك الأمر حقيقة ؟

أم أن اسم معكة من مستلزمات اسم أبشالوم واسم ميخايا لا يأتي إلا مع أورئيل ؟

أخيراً نقول ان معكة بنت ابشالوم وميخايا بنت أورئيل هما شخصيتان مختلفتان فالأولى تنتمي لمدينة آبل والثانية لمدينة جبعة الأمر الذي  يبطل محاولة القس الفاضل في رفع  التناقض  .

 

كتبة الأخ : مؤمن فايز .

 

وفي تعليق له يقول الدكتور منقذ السقار :

- يذكر سفر صموئيل أنه " ولد لأبشالوم ثلاثة بنين وبنت واحدة اسمها ثامار ، وكانت امرأة جميلة المنظر " ( صموئيل (2) 14/27 ).

وفي سفر الملوك يذكر ابنة أخرى غير ثامار الوحيدة ، فيقول : " معكة ابنة أبشالوم "( ملوك (1) 15/1 ) فكيف زعم سفر صموئيل أنها وحيدة ؟

- يذكر سفر الأيام أن رحبعام أحب معكة ابنة ابشالوم، وأنها ولدت له أبيا " وأقام رحبعام أبيا ابن معكة رأساً وقائداً " ( الأيام (2) 11/22 ) فمعكة بنت أبشالوم أم أبيا.

لكنه في نفس السفر يقول : " ملك أبيا على يهوذا ، ملك ثلاث سنين في أورشليم ، واسم أمه ميخا بنت أوريئيل من جبعة " ( الأيام (2) 13/1 - 2 ) فقد تغير اسم أمه من معكة بنت أبشالوم إلى ميخا بنت أوريئيل؟ ولا يمكن أن تكون كلتاهما أمه.

ثم يعود سفر الملوك فيأتي بالعجب وهو يتحدث عن أسا بن أبيام (أبيا) الذي ملك بعد أبيه (انظر ملوك (1) 15/8 )، فيقول السفر عن أسا " ملك آسا على يهوذا ، ملك إحدى وأربعين سنة في أورشليم ، واسم أمه معكة ابنة أبشالوم " ( ملوك (1) 15/9 - 10 ).

فأصبحت معكة زوجة أبيام حسب سفر الملوك ، وأما لابنه آسا ، بينما رأيناها في سفر الأيام أماً لأبيام " أبيا ابن معكة " ( الأيام (2) 11/22 ) ، فهل هي زوجة أبيا وأم أبنائه أم أمه؟ ولا يمكن أن تكون الاثنين معاً .

 

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا