قال القس الفاضل :

قال المعترض الغير مؤمن : ورد فى سفر الملوك الأول 26:7 قوله إن البحر (الحوض) يسع 2000 بث  و ورد فى سفر أخبار الأيام الثاني 5:4 أنه يسع 3000 بث ، وهذا تناقض .

وللرد نقول بنعمة الله : نظر النبي في سفر الملوك إلى الماء الذي يضعونه فيه عادة وهو 2000 بث ليتيسّر الاغتسال منه بدون أن يفيض على حافتيه. وهذا لا ينافي أن البحر (الحوض) كان يسع 3000 بث. ولم يقتصر النبي في سفر الأخبار على ذِكر سعة البحر، بل نظر إلى المياه اللازمة لملئه. ومما يؤيد ذلك أن العبارة المستعملة في سفر الأخبار تدل على انصباب الشيء فيه لملئه، فيلزم لذلك نحو 3000 بث، وهو يسع (بغير أركانه) 2000 بث.

____________________________________________

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:

لا ينفك جناب القس عن تأليف الردود الخيالية ثم يذكرها و كأنها حقائق مع أنها  ظنون مضحكة ، فقد ادعى ههنا أن كاتب سفر الملوك نظر إلى ما يتم وضعه فى الحوض (ليستحموا فيه) دون أن يفيض الماء على حافتيه أما كاتب سفر الأخبار فقد نظر إلى الماء اللازم لملئه بصرف النظر عن الحموم، و أنا لا أعلم كيف يستخف القس المحترم بعقول القراء إلى هذه الدرجة؟! فحتى لو كان الروح القدس متفرغاً وخالى البال فهل يُشغل نفسه بإلهام (اليهود) بما يسع الحوض وقت الاغتسال و ما يسعه حتى يمتلىء .... إلى غير ذلك من التفاهات؟!

بيد أن الفارق المهول بين العددين المذكورين فى السفرين يكشف سُخف التعليل الذى يدعيه القس، فلو أن كاتب سفر الملوك ذكر العدد 2000 بث فى الحوض لأنه العدد الذى لا يسمح بأن يفيض الماء بين حافتيه عند الاغتسال فيه، فهذا يعنى بمفهوم المخالفة أن الماء سيفيض لو كانت كمية المياة2100بث فضلاً عن أن تكون2300أو 2400أو 2500 ...، و بهذا التسلسل سنجد أن العدد3000بث  يفوق كثيراًً سعة الحوض حتى لو تم ملئه عن أخره و سيكون الحال أشبه بالفيضان عند الاغتسال فيه طبعاً !! فالفارق هو مبالغة من 2000 إلى3000بث أى بنسبة 50% كاملة !.

- و بالنظر إلى النصين سيوقن اللبيب أن كل محاولات القس للتبرير ليست إلا تكلفاً مفضوحاً فالكاتبين يصفان حال الحوض الذى صنعه سليمان من حيث هيئته و طوله و عرضه و ارتفاعه و سعته- التى وقع فيها الخطأ- دون التطرق للتحليلات الطريفة للقس المحترم ، فنقرأ :

(( وصنع حيرام بركة من نحاس و جعلها مستديرة، يبلغ طول قطرها من الحافة إلى الحافة عشر أذرع و ارتفاعها خمس عشر أذرع، و طول محيطها ثلاثين ذراعاً ، و سبك تحت استدارة محيط حافتها صفين من القثاء، عشر قثاءات لكل ذراع و قد سُبكت كلها من الحافة حين تم سبك البركة . و كانت البركة ترتكز على اثنى عشر ثوراً تتجه رؤوس ثلاثة منها نحو الشمال ، و ثلاثة منها نحو الغرب، و ثلاثة منها نحو الجنوب، و الثلاثة الأخيرة نحو الشرق، أما أعجازها جميعاً فكانت متجهة نحو الداخل، و نصبت البركة عليها، و بلغ سمك جدار البركة شبراً ، و صُنعت حافتها على شكل كأس زهر السوسن وهى تسع ألفى بث )) ملوك1 23:7-26

(( و سبك بركة من نحاس مستديرة طول قطرها من حافتها إلى حافتها عشر أذرع و ارتفاعها نحو خمس أذرع و طول محيطها ثلاثون ذراعاً . و قد سبك بشكل دائرى، و كجزء منها، تحت استدارة محيطها، صفان من القثاء بمقدار عشر  قثاءات لكل ذراع، و قد سُبكت كجزء من الحوض. و كانت البركة قائمة على اثنى عشر ثوراً ، يتجه ثلاثة منها برؤوسها نحو الشمال، و ثلاثة أخرى نحو الغرب، و ثلاثة ثالثة نحو الجنوب، و الثلاثة الأخيرة نحو الشرق، و البركة ترتكز على أعجازها المتجهة نحو الداخل، و بلغ سمك جدار البركة شبراً ، و صُنعت حافتها على شكل زهرة السوسن ، وكانت تتسع لثلاثة ألاف بث )) أخبار الأيام2 2:4-5  {ترجمة كتاب الحياة}

 

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا