قال القس الفاضل :

قال المعترض : يؤخذ من إنجيل متى 3:27 أن رؤساء الكهنة اشتروا الحقل بالثلاثين من الفضة التي ردَّها يهوذا، ويُعلم من أعمال الرسل 18:1 أن يهوذا كان اشترى الحقل بها، فإنه قيل : وهذا معلوم في جميع سكان أورشليم ,

وللرد نقول : نص أعمال 18:1 فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها، وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم , فنسب إليه الاقتناء لأنه كان السبب فيه, وكثيراً ما يُنسب إلى الإنسان الفعل لأنه السبب فيه، فنُسب إلى الملك بناء القصر مع أنه ليس هو الباني حقيقة، ولكنه يأمر به

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : يقول القس عبد النور بأن نص أعمال الرسل نسب ليهوذا شراء الحقل لأنه كان السبب فيه و هذا تدليس مفضوح من جناب القس  فالنص يقول (( فإن هذا -اقتنى- حقلاً بأجرة الظلم , و إذ سقط على وجهه انشق من الوسط , فانسكبت أحشاءه كلها , و صار ذلك معلوماً عند سكان أورشليم حتى دُعى ذلك الحقل فى لغتهم (حقل دما) : أى حقل دم )) أعمال 18:1-19 فالنص صريح بأن يهوذا هو الذى اقتنى الحقل أى إمتلكه و جاء السياق فى سفر الأعمال للعبرة ليقول أن مال الغدر لا يغنى عن صاحبه شيئاً و أن الله عاقبه فسقط على وجهه فانسكبت أحشاءه كلها , و أن ذلك الحقل سُمى حقل الدم لذلك , بينما متّى يؤكد أن الكهنه هم الذين اشترو الحقل و قد اشتروه بنقودهم التى كانوا قد أعطوها ليهوذا و أعادها عن قريب فيهوذا لم يشتريه أو يقتنيه يوماً و إنما الكهنه فعلوا ذلك و برأيهم .

و أما المثال التقريبى الذى ضربه القس فهو ظاهر الوهن و البطلان , فعندما نقول أن الملك الفلانى بنى ذلك القصر أواشترى تلك الحديقة قد لا يفهم من ذلك أنه قد فعل ذلك بيديه و لكن يفهم بالضرورة أنه أمر موظفيه بأن يفعلوا ذلك باسمه و لحسابه و على نفقته فهل اشترى الكهنة الحقل باسم يهوذا و لحسابه ليقتنيه؟؟!! بالطبع لا . ولنقرأ ما جاء في متى 27 : 3 : (( فَلَمَّا رَأَى يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَنَّ الْحُكْمَ عَلَيْهِ قَدْ صَدَرَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ، 4وَقَالَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُكُمْ دَماً بَرِيئاً». فَأَجَابُوهُ: «لَيْسَ هَذَا شَأْنَنَا نَحْنُ، بَلْ هُوَ شَأْنُكَ أَنْتَ!» 5فَأَلْقَى قِطَعَ الْفِضَّةِ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ قِطَعَ الْفِضَّةِ وَقَالُوا: «هَذَا الْمَبْلَغُ ثَمَنُ دَمٍ، فَلاَ يَحِلُّ لَنَا إِلْقَاؤُهُ فِي صُنْدُوقِ الْهَيْكَلِ!» 7وَبَعْدَ التَّشَاوُرِ اشْتَرَوْا بِالْمَبْلَغِ حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ لِيَكُونَ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ ))

وأخيرا :

نجد انه بحسب ما ورد في انجيل متى فإن يهوذا الخائن كان قد مات قبل ان يشتري الكهنة الحقل بينما المفهوم من اعمال الرسل أن موت يهوذا الخائن كان بعد شراء الحقل حتى انه توفي فيه ، واليك النصين :

انجيل متى 27 : 3 : (( فَلَمَّا رَأَى يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَنَّ الْحُكْمَ عَلَيْهِ قَدْ صَدَرَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ، 4وَقَالَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُكُمْ دَماً بَرِيئاً». فَأَجَابُوهُ: «لَيْسَ هَذَا شَأْنَنَا نَحْنُ، بَلْ هُوَ شَأْنُكَ أَنْتَ!» 5فَأَلْقَى قِطَعَ الْفِضَّةِ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ قِطَعَ الْفِضَّةِ وَقَالُوا: «هَذَا الْمَبْلَغُ ثَمَنُ دَمٍ، فَلاَ يَحِلُّ لَنَا إِلْقَاؤُهُ فِي صُنْدُوقِ الْهَيْكَلِ!»  وَبَعْدَ التَّشَاوُرِ اشْتَرَوْا بِالْمَبْلَغِ حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ لِيَكُونَ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ ))

اعمال الرسل 1: 18 : (( وَكَانَ يَهُوذَا يُعْتَبَرُ وَاحِداً مِنَّا، وَقَدْ شَارَكَنَا فِي خِدْمَتِنَا. 18ثُمَّ إِنَّهُ اشْتَرَى حَقْلاً بِالْمَالِ الَّذِي تَقَاضَاهُ ثَمَناً لِلْخِيَانَةِ، وَفِيهِ ( أي في الحقل ) وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ، فَانْشَقَّ مِنْ وَسَطِهِ وَانْدَلَقَتْ أَمْعَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَعَلِمَ أَهْلُ أُورُشَلِيمَ جَمِيعاً بِهَذِهِ الْحَادِثَةِ، فَأَطْلَقُوا عَلَى حَقْلِهِ اسْمَ حَقَلْ دَمَخْ بِلُغَتِهِمْ، أَيْ حَقْلَ الدَّمِ.))   [ ترجمة كتاب الحياة ]

 

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا