قال القس الفاضل :

 

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 51:27-53 قيام الموتى القديسين وآيات عظيمة, فلو حدثت هذه فعلاً لآمن كثيرٌ من الرومان واليهود ,

وللرد نقول بنعمة الله : لو كان عمل المعجزات والآيات كافياً وحده في هداية الأنفس إلى الحق، لاهتدى فرعون وقومه إلى الحق وآمنوا بالإله الحي بسبب معجزات النبي موسى, ومع أن بني إسرائيل رأوا قوة الله القاهرة، إلا أنهم تركوه واتخذوا العجل إلهاً لهم, ومع أن المسيح كان يفتح أعين العميان ويشفي الأكمه ويقيم الموتى، إلا أن اليهود رفضوه وصلبوه,

ولا يخفى أن إقامة الموتى وتفتيح أعين العميان وشفاء المرضى بمجرد كلمة واحدة، وتسكين العواصف وغيرها من الآيات البينات، هي أعظم من انشقاق حجاب الهيكل وتشقيق الصخور وقيام الموتى من القبور, فالمعجزات ليست هي الواسطة الوحيدة في هداية الأنفس، بل الهدى هو هدى الرحمن,

_____________________________________

 

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : يبدو أن القس عبد النور لم يفهم إعتراض المسلمين (المؤمنين) أو أنه تعمد تحريف الكلم عن مواضعه لعجزه عن الجواب, فنحن لا نسأل فقط لماذا لم يؤمن اليهود ، لأننا نعلم جيداً أن الهدى هدى الله تعالى  مع كونه أمراً عجيباً جداً ألا يؤمن و لو القليل بعد كل هذه الخوارق, و لكن اعتراضاتنا تتضمن الأتى :

(1) هذه القصة مكذوبة قطعاً إذ لا يوجد ذكر فى التاريخ و لو على لسان مؤرخ واحد لهذه الحادثة الخارقة التى تشمل انشقاق الهيكل و تشقق القبور و خروج القديسين من قبورهم ، فنحن نتحدث من الناحية العلمية هنا و لنكن أكثر وضوحاً فنحن نسأل لماذا لم يؤمن حتى لوقا و مرقس و يوحنا بهذه المعجزة و هم أصحاب ثلاثة أناجيل من الأربعة المعتمدة  لدى النصارى؟ هل نسى الروح القدس أن يخبرهم بأن القبور قد تفتحت و قامت منها أجساد القديسين و ظهروا لكثيرين بينما حرص على تذكيرهم كلهم - بكرنفال الجحش-أن المسيح دخل المدينة المقدسة على ظهر جحش (متى 7:21, مرقس 7:11, لوقا 35:19, يوحنا 14:12) ؟!

بل إن الأمر لا يحتاج إلى وحى أو إلهام فأى طفل صغير فى الثالثة من عمره لو عاين مثل هذه الواقعة أو سمع بها لما نسيها طيلة عمره فكيف بكتاب الأناجيل المعصومين؟!!

(2) هذه القصة المكذوبة تعارض صريح قول بولس الذى صرح بأن المسيح أول من يقوم من الأموات فقال (( ان يؤلم المسيح يكن هو اول قيامة الاموات مزمعا ان ينادي بنورللشعب وللامم )) أعمال الرسل 26 : 23

(3) كيف يُعقل أن تحدث هذه الأمور الخارقة أمام اليهود و الرومان ثم يذهب اليهود فى اليوم الثانى هكذا بكل بساطة ليكملوا ما بدأوه و يطلبوا من بيلاطس قائلين (( يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال و هو حى إنى بعد ثلاثة أيام أقوم, فمر بضبط القر إلى اليوم الثالث لئلا يأتى تلاميذه ويسرقوه, و يقولوا للشعب أنه قام من الأموات, فتكون الضلالة  الأخيرة أشر من الأولى )) متى63:27و64, فهم يخشون من ضلالة خلو قبر المسيح بينما قبور القديسين مفتوحة و أجسادهم ظهرت للكثيرين و حجاب الهيكل منشق و الصخور مشققة بالإضاقة إلى أن الأرض كلها كانت قد أظلمت لثلاث ساعات يوم الصلب؟! و حتى بيلاطس استجاب لهم بسهولة و كأن ما يحدث أمر طبيعى!!!

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا