جاء في كتاب القس المذكور ما يلي :

 

قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل متى 10: 10 ولوقا 9: 3 أن المسيح منع تلاميذه عن أخذ العصا، وجاء في مرقس 6: 8 أنه سمح لهم بأخذ العصا ,

 

وللرد نقول بنعمة الله : (1) لنورد عبارة البشير متى من عدد 9 ليظهر المعنى, قال: لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً في مناطقكم (10) ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا , ولنورد عبارة مرقس من عدد 8 لنفهم الحقيقة من سياق الكلام: وأوصاهم أن لا يحملوا شيئاً للطريق غير عصا فقط، لا مزوداً ولا خبزاً ولا نحاساً في المنطقة، بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين ,

 

(2) الصعوبة التي تظهر عند مقابلة هذين الفصلين هي أن المسيح حسب ما جاء في متى منع التلاميذ من أخذ عصا، بينما الوارد في مرقس يفيد أنه أذن لهم بأخذ العصا, . .  على أن التوفيق بين هاتين العبارتين يأتي من مقابلة النهيين المستعملين فيهما, فالنهي الوارد في متى هو قوله لا تقتنوا أما النهي الوارد في مرقس فهو أن لا يحملوا بمعنى أننا نرى في متى أنه ينهاهم عن شراء أشياء جديدة، أما في مرقس فيريهم ما يجب أن يأخذوه في سفرتهم, فكأنه بحسب الوارد في مرقس يقول لهم: اذهبوا كما أنتم أو بما معكم الآن، بمعنى أنه كانت معهم عصا فسَمَح لهم بأخذها، ولكن لم يسمح لهم بشراء أخرى,

_______________________________ 

 كما هي عادة القساوسة إما تجاهل الاعتراض أو التلاعب به بحيث يبدوا سخيفاً قابلاً للنقد وذلك للإيهام بجهل المعترض . وكما سترى عزيزي القارئ فإن الرد السابق للقس هو أحد أوضح هذه الأمثلة حيث حصر القس أقوال المعترضين في التناقض بين متّى و مرقس، متجاهلاً التناقض الأساسي وهو بين نصيّ لوقا ومرقس ، فنقول في الرد عليه:

إذا كان النهي الوارد في انجيل متى هو : " لا تقتنوا " والنهي الوارد في انجيل مرقس هو " أن لا يحملوا " قد سببا ايهام التناقض - كما يرى القس - فإنه قد فات القس بأن النهي الوارد في انجيل لوقا الذي أغفل القس عبارته هو أيضاً " لا تحملوا " أي العصا، يقول  لوقا [ 9 : 3 ] : (( وقال لهم لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان ))  ، فقد نهاهم عن حمل العصا التي أذن لهم بحملها حسب مرقس [ 6 : 8 ] : (( واوصاهم ان لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط .لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة . بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين .)) ، فالتناقض بين لوقا مرقس بخصوص حمل العصا أبين من الشمس في رابعة النهار. ولما كان تأويل الإختلاف يحتاج الى قرينة في النص تصرفه عن ظاهره  و ذلك مستحيل فقد فسد التأويل !!

ثم إن ما ورد في متى [10: 10-11]، وهو قوله : "لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم.

ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا احذية ولا عصا" ، لا يقصد منه الشراء كما ذكر القس، بل يراد

منه الحمل بدليل قوله: " ولا نحاسا في مناطقكم"، إذ النحاس يحمل في المنطقة، ومعنى الشراء لا يسيغه النص. فتأمل . .

  وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا