قال القس الفاضل :

قال المعترض : " في 1ملوك 21 : 19 تنبأ النبي إيليا بموت الملك أخآب وأن تلحس الكلاب دمه في يزرعيل، حيث قتل نابوت. ولكن 1ملوك 22 : 37 و38 يقول إن الملك مات في راموت جلعاد ".

وللرد نقول : بعد أن قتَل الملك أخآب نابوت اليزرعيلي وبَّخه النبي إيليا بقوله : "هل قتلت وورثت أيضاً؟ في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك أنت أيضاً " 1ملوك 21 :19. فاتَّضع الملك أخآب وتاب، بعد توبيخ إيليا له، وقيل عنه : "ولما سمع أخآب هذا الكلام شقَّ ثيابه وجعل مسحاً على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت، فكان كلام الرب إلى إيليا التشبي : هل رأيت كيف اتَّضع أخآب أمامي؟ فمن أجل أنه قد اتضع أمامي لا أجلب الشر في أيامه، بل في أيام ابنه أجلب الشر على بيته " 1ملوك 21 : 27-29. وهكذا تغيَّرت عقوبة الله له بسبب توبته، ولم يحلَّ به إلا بعض العقاب لما أصابه سهمٌ قتله، فسال دمه في مركبته، ثم غُسلت المركبة في بركة السامرة، فلحست الكلاب دم أخآب "حسب كلام الرب الذي تكلم به" 1ملوك 22 : 38. وحلَّ العقاب بابنه يهورام 2ملوك 9 : 24-26 كما قال إيليا.

_____________________________

بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

وقع التناقض فى المكان الذى قتل فيه أخاب الملك، و بمراجعة جواب القس الفاضل يتبين ضعف الرد، فهو يزعم أن عقوبة الرب لأخاب قد تغيرت - بعد أن تقررت - بسبب توبته ، وهذا جواب باطل لأن القس قد قال فى موضع أخر من كتابه في 1ملوك 29:21 [ ولما كانت توبة أخآب سطحية، فقد وعد الله بتأجيل القصاص وقتياً، ولم يعِدْهُ بإلغاء العقوبة الصادرة ضده. ولما لم تكن خطية أخآب فردية فقط، بل كانت خطية قومية أيضاً ] و بهذه الكلمات الطريفة نجد أن خطيئة أخاب "كانت قومية" و أن توبته "لم تكن جدية" فاستجاب لها الرب استجابة متوسطة تليق بمستواها!!

و نحن لا نعلم ما هى الخطيئة القومية؟ فأخاب هو الذى ظلم و قتل نابوت فكيف يعاقب غيره؟! كما أننا  لم نسمع من قبل عما يُسمى بالتوبة السطحية ؟ فالتوبة لها شروط معلومة متى توافرت تقبلها الله و إلا فلا، و لكن القس لم يجد حلاً آخر يفسر به الظلم الفادح  باهلاك الأبناء عن وزر أبيهم كما قال الرب : (( فمن أجل أنه قد اتضع أمامي لا أجلب الشر في أيامه، بل في أيام ابنه أجلب الشر على بيته )) 1ملوك 21 : 29

وهكذا تقبل الرب توبة أخاب بأن أعطاه الأمان فى حياته مقابل إنزال العذاب على أهل بيته من بعده!!

و رغم سذاجة الرد و بطلانه، فهو لم يحل الإشكال أبداً ، لأن الرب لم يرفع العقاب عن شخص أخاب كما وعد بل نفذ فيه وعيده بأن يُقتل وتلحس الكلاب من دمه (( واشتد القتال فى ذلك اليوم و أوقف الملك مركبته مقابل أرام و مات الملك فى مركبته ، ..... فمات الملك و أدخل السامرة فدفنوا الملك فى السامرة، و غسلت المركبة فى بركة السامرة فلحست الكلاب دمه، و غسلوا سلاحه، حسب كلام الرب الذى تكلم به )) 1ملوك35:22-38،

ومن العجيب أن القس الفاضل يقول [ تغيَّرت عقوبة الله له بسبب توبته، ولم يحلَّ به إلا بعض العقاب لما أصابه سهمٌ قتله، فسال دمه في مركبته، ثم غُسلت المركبة في بركة السامرة، فلحست الكلاب دم أخآب ]  فجناب القس يناقض نفسه داخل الجواب الواحد ، فبعد أن قال أن العقوبة تحولت من أخاب إلى أهل بيته من بعده بسبب توبته ، عاد وقال أن أخاب حلت عليه بعض العقوبة، و بهذا عوقب أخاب ، كما عوقب ابنه يهورام أيضاً ، فما زادته توبته حينئذ إلا خساراً !!

وبجانب هذا التخبط فمعلوم أن ما وقع بأخاب ليس بعض العقوبة بل ان الرجل قُتل شر قتلة و لحست الكلاب من دمه كما توعده ربه، فهل هذا بعض العقوبة؟ و هل من مصير أبشع من هذا يعاقب به إنسان؟!

 و بهذا يظل التناقض الأصلى قائماً بلا جواب يدفعه ، إذ ذُبح أخاب فى جلعاد و لحست الكلاب دمه فى السامرة  و كان المفترض أن يحدث هذا فى يرزعيل ، اللهم إلا إن كان القس المبجل يرى أن  كلاب السامرة أفضل من كلاب يرزعيل فيكون هذا هو مكمن استجابة الرب لتوبة أخاب!!

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا