قال القس الفاضل : قال المعترض الغير مؤمن : الآيات الخمس الأخيرة من سفر يشوع 24: 29-32 ليست من كلام يشوع، بل ألحقها فينحاس أو صموئيل النبي . للرد نقول بنعمة الله : كتب صموئيل النبي قصة وفاة يشوع لإتمام التاريخ حتى يكون مستوفياً، فإنه لو ترك الأمر بدون تدوين وفاته، لجاءت سيرة حياة يشوع ناقصة. وقد ذكرنا أن يشوع بن نون دوّن خبر وفاة موسى في آخر التثنية، فكذلك دوّن صموئيل النبي وفاة يشوع، وأضافه في آخر سفره ليكون الكتاب مستوفياً وكاملًا . _____________________________ بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : أقر القس الموقر أن الأعداد الأخيرة من سفر يشوع ليست من كلامه ، ثم ألصقها بصموئيل و علل وجودها فى سفر يشوع بحجة اتمام قصته كما فعل يشوع نفسه مع موسى! و بهذا اعترف القس أن هذه الأسفار قد تدخلت فيها أيد غريبة عن من تُنسب إليهم، وهذه نقطة هامة، أما تبريراته و تعليلاته فهى واهية يسهل الرد عليها من جهتين : 1) لم يقدم القس دليلاًَ واحداً من أى موضع على أن الزيادات فى آخر سفر يشوع كتبها صموئيل ليتمم الكتاب ونفس الحال بالنسبة للزيادة فى نهاية سفر التثنية التى نسبها إلى يشوع إرتجالاً وهى لا يمكن أن تكون من كلامه لأن يشوع كان تلميذ موسى المقرب وصديقه الصدوق فكيف يجهل مكان قبر موسى كما قال من قص خبر وفاته؟! (( فمات موسى عبد الرب فى أرض موأب حسب قول الرب، و دفنه فى الجواء فى أرض موأب مقابل بيت فغور، و لم يعرف إنسان قبره إلى اليوم )) تثنية 5:34، 6 - وقد صاغ القس الإعتراض بطريقة توحى للقارىء أن المعترض (المؤمن) يقر بأن صموئيل هو كاتب هذه النصوص الدخيلة مع أن علماء المسلمين ما قالوا هذا بل نقلوا أقوال أهل المسيحية ليظهروا اختلاف أقوالهم الناجم عن افتقارهم للقرائن العلمية على ما يزعمونه ، فمنهم من قال أن هذه زيادة أدخلها فنحاس و منهم من قال أن كاتبها صموئيل و منهم من قال العازر و منهم من قال ارميا رجماً بالغيب مع أن الزمن بين هؤلاء يبلغ مئات السنين! و إذا كان الأمر كما يدعيه القس الدكتور فمن الذى كتب خبر وفاة صموئيل فى 1صمويل1:25 ؟ خاصة و أنه قد استفاض و أضاف ستة إصحاحات كاملة بعد ذلك، و الأعجب من هذا أن نجد سفراً كاملاً منسوب لصموئيل (2صموئيل) مع أن صموئيل مات حتى قبل أن يتم سفره الأول!! 2) لو أن صموئيل كتب خبر وفاة يشوع ليتمم قصته ، فكيف نفسر ورود أحداث فى مواضع أخرى من سفر يشوع لم تقع إلا بعد وفاة يشوع ، فهل نسى روح القدس هذا الأمر؟ مثال ذلك: ما ورد في يشوع 15: 63 (( وأما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم، فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم )) . مع أن بني إسرائيل لم يستولوا على أورشليم إلا بعد وفاة يشوع! فقال القس الموقر فى جواب ذلك : ( اختلف العلماء لأنهم لا يقبلون قضية كلية ولا جزئية إلا بعد البحث والتدقيق، حتى تأكدوا أن نبياً وضع هذه الآية للشرح والبيان ) و بهذا اعترف مرة أخرى بالحاقية هذا النص الباطل و نسبته زوراً إلى سفر يشوع، و من الطريف أن القس يمتدح اختلاف علماء المسيحية حول هذه المسألة وأنهم لا يقبلون صغيرة ولا كبيرة إلا بعد البحث حتى (تاكدوا) أن نبياً وضع هذا العدد ، و نحن نطلب من القس الفاضل ملحين أن يطلعنا على الأدلة التى رُتب عليها هذا التأكد لعلنا نستفيد ، و من هو ذلك النبى الذى ألحق هذا النص من بين ثلة الأنبياء الذين نسبو النص إليهم؟! إن الأمر بسيط جداً و ليس بحاجة للعلماء و الجهابذة لنعلم أن ما وقع بعد موت يشوع لا يمكن أن يكون من كلام يشوع، و إنما هو من كلام من يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله . وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|