قال القس الفاضل
قال المعترض : "جاء في 1صموئيل 7 : 15 "وقضى صموئيل لإسرائيل كل أيام حياته". ولكن صموئيل عاش بعد تمليك الملك شاول كما نرى في 1صموئيل 8 : 5 و 12 : 1 و 25 : 1 ". وللرد نقول : عندما ملك شاول تنازل النبي صموئيل عن مسئولياته المدنية، لا المسئوليات الدينية، وكان هناك فصلٌ بين الدين والسياسة، فلم يكن مسموحاً للملك أن يقوم بأي ممارسات دينية (كما في 2 أخبار 26 :16-23) كما لم يعُد للأنبياء أية سلطات سياسية، ولكن النبي كان صوت ضمير الأمة للملك. ____________________________ بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : انصرف القس الفاضل عن الإعتراض إلى الحديث عن المسئوليات الدينية و المدنية و الفروق بينهما مما لا علاقة له بالإشكال ، لأن التناقض واقع فى نقطة محددة وهى تولى سلطة القضاء الذى ينظم حياة الناس و يحفظ حقوقهم، فنقرأ فى 1صموئيل 15:7 (( وَقَضَى صَمُوئِيلُ لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. وَكَانَ يَذْهَبُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ وَيَدُورُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَالْجِلْجَالِ وَالْمِصْفَاةِ وَيَقْضِي لإِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ. وَكَانَ رُجُوعُهُ إِلَى الرَّامَةِ لأَنَّ بَيْتَهُ هُنَاكَ. وَهُنَاكَ قَضَى لإِسْرَائِيلَ, وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ )) فيتبين هنا أن صموئيل كان يتولى شخصياً مهمة القضاء للاسرائيليين طوال حياته ، ، إلا أننا نفاجأ به فى الإصحاح الثامن يعين أبناءه قضاة لاسرائيل بعد أن شاخ فكان قضائهم بوراً أسخط الشعب الذى طالب صموئيل بتعيين ملكاً يقضى لهم (( وَكَانَ لَمَّا شَاخَ صَمُوئِيلُ أَنَّهُ جَعَلَ بَنِيهِ قُضَاةً لإِسْرَائِيلَ ، وَكَانَ اسْمُ ابْنِهِ الْبِكْرِ يُوئِيلَ, وَاسْمُ ثَانِيهِ أَبِيَّا. كَانَا قَاضِيَيْنِ فِي بِئْرِ سَبْعٍ. وَلَمْ يَسْلُكِ ابْنَاهُ فِي طَرِيقِهِ بَلْ مَالاَ وَرَاءَ الْمَكْسَبِ, وَأَخَذَا رَشْوَةً وَعَوَّجَا الْقَضَاءَ. فَاجْتَمَعَ كُلُّ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى صَمُوئِيلَ إِلَى الرَّامَةِ وَقَالُوا لَهُ: هُوَذَا أَنْتَ قَدْ شِخْتَ, وَابْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طَرِيقِكَ. فَالآنَ اجْعَلْ لَنَا مَلِكاً يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ الشُّعُوبِ.)) 1صموئيل 1:8-5 و وتتوالى الاحداث فيعين شاول ملكاً و يملك سنتين (1صموئيل1:13) ثم يندم الرب بزعمهم على تعيينه و ينزع منه الملك (اصموئيل35:15) ثم ملك داود الذى تنوعت مغامراته ما بين انتصارات حربية و مشاكل شخصية مع شاول و فراره منه ثم انتصاره عليه و بعد كل هذه الأحداث توفى صموئيل : (( وَمَاتَ صَمُوئِيلُ فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ.)) 1صموئيل 1:25 فنستخلص من هذا أن صموئيل أمضى فترة كبيرة من حياته لا يقضى لاسرائيل. و بذلك يبرز التناقض بوضوح و بغض النظر عما إن كان صموئيل قد مارس سلطات دينية أم لا ، لأن هذه السلطات لا تمس القضاء بحال و إنما تتمثل فى اقامة الشعائر و تقدمة الذبائح.....إلخ، فهى سلطة روحية منفصلة عن سياسة البلاد كما قال القس، علماً أن دعوى القس المبجل أن الانبياء لم تكن لهم أى سلطات سياسية هى دعوى خاطئة إذ أن داود و سليمان و شاول كانوا أنبياءً و ملكوا على البلاد، غاية ما فى الأمر أن بعض الشعائر و الأعمال الدينية كانت قاصرة على الكهنة من بنى هارون كما تقرر فى سفر اللاويين و هذا لا يعنى أن الدين منفصل عن السياسة عموماً و إنما هى سنة مشرعة فى التوراة تسرى على الملوك و غيرهم!
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|