قال القس الفاضل :
قال المعترض : "ورد في 1صموئيل 6 : 19 أن الله ضرب من أهل بيتشمس خمسين ألف رجلاً وسبعين رجلاً (50070 رجلاً)، وهذا مستحيل". وللرد نقول : استكثر المعترض هذا العدد على قرية بيتشمس، مع أن عبارة الكتاب المقدس لا تفيد أن عدد سكانها خمسون ألفاً، بل تقول إن الرب ضرب من الشعب 50070 رجلاً، فإن انتقال التابوت من مكان إلى آخر ليس من الحوادث العادية، فلابد أن يتبعه جماهير كثيرة. ولما أظهر البعض استخفافاً به، ضربهم الله ليتعلّموا توقير ما يختص بالشعائر الدينية المقدسة. والتوراة تقول إن الله ضرب من الشعب، ولم تنص على سكان بيتشمس. ___________________________ بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : يجيد القس الفاضل خاصية التلاعب بالألفاظ للتهرب من الأغلاط اللامتناهية التى يكتظ بها الكتاب المقدس ، و هنا يضرب مثالاً حياً على هذا، حين زعم أن الضربة اللامعقولة التى اهلكت اكثر من خمسين ألفاً وجهت (للشعب الإسرائيلى) و ليس لسكان قرية بيتشمس الصغيرة ، و لكن محاولاته باءت بالفشل لعدة أسباب : 1) لأن انتقال التابوت لم يكن بين المدن الإسرائيلية ولا حتى بعلم الإسرائيليين حتى يجتمعوا بهذه الأعداد الغفيرة، بل كان هذا التابوت فى أيدى الفلسطينيين المنتصرين سبعة أشهر كاملة، و قد أعادوه من تلقاء أنفسهم و بدون إتفاق مع اليهود بعد أن حلت عليهم نقمات إلهية (1أخبار5)، و حتى وجهة التابوت لم تكن محددة بل أشار العرافون على الفلسطينيين أن يضعوا التابوت و معه قرابين ذهبية ظريفة على شكل بواسير وفيران فيضعوها على عجلة تجرها بقرتين ثم ينظروا إلى أين تسير فإن سارت إلى بيت شمس كان ذلك دليلاً على أن النقم من الله إله اسرائيل ، و إن لم تسر فى ذلك الإتجاه تبين أن هذه الكوارث وقعت مصادفةً ليس أكثر، ففعل الفلسطينيون و اتجهت العجلة الى بيت شمس وظل أقطاب الفلسطينيون يتبعونها بأنفسهم حتى دخلت المدينة و فوجىء أهالى بيتشمس بمجىء التابوت و فرحوا به حين نظروه و كانوا وقت مجيئه منهمكين فى أعمالهم يحصدون الحنطة من الوادى : (( فَفَعَلَ الرِّجَالُ كَذَلِكَ, وَأَخَذُوا بَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ وَرَبَطُوهُمَا إِلَى الْعَجَلَةِ, وَحَبَسُوا وَلَدَيْهِمَا فِي الْبَيْتِ, وَوَضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَى الْعَجَلَةِ مَعَ الصُّنْدُوقِ وَفِيرَانِ الذَّهَبِ وَتَمَاثِيلِ بَوَاسِيرِهِمْ. فَاسْتَقَامَتِ الْبَقَرَتَانِ فِي الطَّرِيقِ إِلَى طَرِيقِ بَيْتَشَمْسَ, وَكَانَتَا تَسِيرَانِ فِي سِكَّةٍ وَاحِدَةٍ وَتَجْأَرَانِ وَلَمْ تَمِيلاَ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً, وَأَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ يَسِيرُونَ وَرَاءَهُمَا إِلَى تُخُمِ بَيْتَشَمْسَ. وَكَانَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ يَحْصُدُونَ حَصَادَ الْحِنْطَةِ فِي الْوَادِي. فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَرَأَوُا التَّابُوتَ وَفَرِحُوا بِرُؤْيَتِهِ. فَأَتَتِ الْعَجَلَةُ إِلَى حَقْلِ يَهُوشَعَ الْبَيْتَشَمْسِيِّ وَوَقَفَتْ هُنَاكَ. وَهُنَاكَ حَجَرٌ كَبِيرٌ. فَشَقَّقُوا خَشَبَ الْعَجَلَةِ وَأَصْعَدُوا الْبَقَرَتَيْنِ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. فَأَنْزَلَ اللَّاوِيُّونَ تَابُوتَ الرَّبِّ وَالصُّنْدُوقَ الَّذِي مَعَهُ الَّذِي فِيهِ أَمْتِعَةُ الذَّهَبِ وَوَضَعُوهُمَا عَلَى الْحَجَرِ الْكَبِيرِ. وَأَصْعَدَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِلرَّبِّ. فَرَأَى أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ وَرَجَعُوا إِلَى عَقْرُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْم )) 1صموئيل 10:6-14 2) أما اللفظ الذى تلاعب به القس و هو عبارة (ضرب من الشعب) فيُقصد به ببساطة شعب بيتشمس لا شعب اسرائيل كلها ! و قد أصاب الفزع أهل قرية بيتشمس بعد هذه المصيبة العظيمة التى أحلت بهم، و أرسلوا رسلاً إلى قرية أخرى إسمها يعاريم يخبرونهم أن الفلسطينيين أعادوا التابوت طالبين إليهم أن يأتوا و يأخذوه: (( وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. وَقَالَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ: مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَقِفَ أَمَامَ الرَّبِّ الْإِلَهِ الْقُدُّوسِ هَذَا, وَإِلَى مَنْ يَصْعَدُ عَنَّا؟ وَأَرْسَلُوا رُسُلاً إِلَى سُكَّانِ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ : قَدْ رَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ الرَّبِّ, فَانْزِلُوا وَأَصْعِدُوهُ إِلَيْكُمْ.)) 1صموئيل19:6-21، فهل كان أهل قرية يعاريم يجهلون خبر مجىء التابوت بينما يعلم به كل الشعب الإسرائيلى ؟ و الأعجب أن أهل هذه القرية المغيبة هم الذين يستغيث بهم أهل بيتشمس لاستضافة التابوت!! 3) لا يُعقل أبداً أن يجتمع 500070 شخصاً دفعة واحدة على ذنب واحد ثم يبادوا عن بكرة أبيهم لمجرد النظر إلى التابوت!، و العجب أن القس الفاضل أكد أنهم من شعب إسرائيل الذين شدوا الرحال ليحضروا حادثة نقل التابوت و هذا يدل قطعاً على تدينهم الشديد و تعظيمهم للشعائر ثم و فى نفس الرد يزعم أنهم استخفوا به و بشعائر الرب فاهلك منهم هذه الأعداد الخيالية!! 4) اعترف علماء النصارى أمثال أدم كلارك و هنرى و اسكات بتحريف هذا النص، و اختلف العدد المذكور بين النسخ العبرانية و اليونانية و السريانية، و كذلك خالف المؤرخون و على رأسهم يوسيفوس هذا النص فى تحديد عدد القتلى فقال يوسيفوس أنهم سبعون شخصاً فقط . ولعلمها بعدم معقولية هذا الرقم قامت {ترجمة كتاب الحياة للبروتستانت} بتعديل الرقم فصار النص بعد التعديل هكذا : (( وعاقب الرب أهل بيت شمس فقتل منهم سبعين رجلاً لأنهم نظروا إلى ما بداخل تابوت الرب، فناح الشعب لأن الرب أوقع بهم كارثة عظيمة )) 1 صموئيل 19:6 والمدهش ان القس الدكتور هو احد الأعضاء المشاركين في وضع ترجمة كتاب الحياة !
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|