قال القس الفاضل :
قال المعترض الغير مؤمن : ورد في سفر العدد أصحاح 31 أن بني إسرائيل أفنوا المديانيين في عهد موسى ولم يبقوا ذكراً لا بالغاً ولا غيره، وكذلك لم يبقوا امرأة بالغة. ويؤخذ من القضاة 6 أن المديانيين تقووا حتى عجز بنو إسرائيل عن هزيمتهم ولم يبق لهم سوى مئتي سنة. فكيف يزيد عددهم في مدة 200 سنة حتى يحاربوا بني إسرائيل؟ وللرد نقول بنعمة الله : لم يستأصل بنو إسرائيل المديانيين من الوجود. بل لابد أنه نجا منهم عدد كبير، فقد سبي بنو إسرائيل المنتصرون نساء مديان وأطفالهن (عدد 31: 6). ولابد أن هذا العدد نما في مدة 200 سنة. وإذ تقرر ذلك فلابد أن الذين نجوا صاروا أمة عظيمة في ظرف مائتي سنة، بعد أن تحالفوا مع العمالقة وغيرهم حتى ضايقوا بني إسرائيل من جهة الشمال والشرق. وكثيراً ما يسلط الله أصغر الأمم وأحقرها على الأمم الكبيرة فتضايقها، بسبب تمادي الأمم الكبيرة في الشر والطغيان ----------------------------------------------- بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : ينفى القس أن يكون اليهود قد استأصلوا المديانيين و زاد على هذا بأن ادعى نجاة عدد كبير منهم و قد أطلق القس العنان لخياله ليصور المديانيين وهم يتكاثرون و يصيرون أمة عظيمة خلال 200 سنة حتى حاربوا بنوا اسرائيل واشتدت وطأتهم عليهم كما في قضاة 6 !! و هذا ما يتناقض مع ماجاء في سفر العدد 31 من أن المديانيين لم ينج منهم أحد من الذكور ملكاً كان أو صعلوكاً رجلاً أو طفلاً بل و حتى النساء قتلت كل النساء الثيبات و لم يبقوا غير الأبكار تنفيذاً لأوامر الرب بزعمهم طبقاً للآتي : (( فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل لنَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ )) العدد7:31 وفي العدد 13 : (( فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الجَمَاعَةِ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ. فَسَخَطَ مُوسَى عَلى وُكَلاءِ الجَيْشِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ القَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الحَرْبِ. وَقَال لهُمْ مُوسَى : هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَانْزِلُوا خَارِجَ المَحَلةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَتَطَهَّرُوا كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً وَكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتِيلاً فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ وَفِي السَّابِعِ أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ. )) حتى أن احصائيات الغنائم كانت خيالية فبلغت مئات الألاف من الانعام، و عشرات الألاف من النساء الأبكار فقط بعد ذبح الأطفال والثيبات (( وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلةُ الغَنِيمَةِ التِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الجُنْدِ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلفاً. وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلفاً. وَمِنَ الحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلفاً. وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلفاً. )) 32:31-35 فماذا عساه يقول الدكتور القس بعد هذه الكلمات الرهيبة التى قرأناها؟! و يظهر تخبط القس الفاضل فى رده حين قال " فقد سبي بنو إسرائيل المنتصرون نساء مديان وأطفاله . ولابد أن هذا العدد نما في مدة 200 سنة " فما علاقة السبى بظهور المديانيين كقوة عظمى؟ إن الأمم حين تسبى تمسخ هويتها و تصير غنيمة للمنتصر يتقوى بها ، كما ان القس الفاضل يغفل على ما يبدو أن السبى لم يبقى منه طفلاً ولا امرأة إلا و قتلوا على يد اليهود و لم يستبقوا إلا الأبكار من الفتيات! فننتهى من ذلك إلى أنه لا سبيل لتصديق احدى الروايتين إلا برد الأخرى.
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|