قال القس الدكتور :

 

قال المعترض الغير مؤمن : ورد في 1ملوك 5: 16 ما عدا رؤساء الوكلاء لسليمان الذين على العمل 3300 المتسلطين على الشعب العاملين العمل . وفي 2أخبار 2: 2 وأحصى سليمان وكلاء عليهم 3600 . وهذا تناقض .

وللرد نقول بنعمة الله : نظر النبي في سفر الأخبار إلى الرؤساء وإلى غيرهم من الاحتياطيين، وعددهم 300 شخصاً، فإنه لا بد أن يمرض البعض من 3300 رئيس، أو يموت بعضهم. فعيّن سليمان 300 لسدّ ما عساه أن يحصل من العجز. وهذا يلائم حكمة سليمان. فأحد النبيين ذكر عدد الرؤساء الأصلي، أما النبي الآخر فأضاف إلى الرؤساء رجال الاحتياط، وذكر المجموع.

ومن الأدلة على صحة العدد الوارد في الآيتين هو تساوي مجموع الأعداد الواردة في سفر الملوك لمجموع الأعداد الواردة في سفر الأخبار، ففي 1ملوك 23:9 رؤساء الموكلين على أعمال سليمان 550 وفي  16:5 أن رؤساء الوكلاء 3300 = 3850 وفي سفر 2أخبار 8: 10 رؤساء الوكلاء 250 وفي 2: 18 نجد 3600 ، فالمجموع هو 3850 ، وهو يساوي ما ورد في سفر الملوك بالتمام. وإنما الاختلاف في التقسيم، ففي سفر الملوك نظر إلى الرئاسة، وفي سفر الأخبار للمجموع، سواء كان احتياطياً أو غيره. فلا خلاف ولا تناقض. فمن قال إن عدد الرؤساء 3300 هو مصيب، ومن قال إن عددهم 3600 هو مصيب أيضاً.

أما قوله إن بعض المترجمين حرَّفوا الآية الواردة في سفر الملوك بقولهم 3600 قلنا : لو سلَّمنا له بذلك لما تيسّر لهم تحريف الأصل، فالأصل المنتشر عند اليهود في أنحاء الدنيا هو الدستور الذي به نعرف الصحيح من الفاسد، هذا مع تعدد تراجم الكتب المقدسة بلغات شتّى .

____________________________________________

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :

1) يقول القس الفاضل أن عدد الوكلاء كان 3300 و هو الرقم الذى ذكره سفر الملوك بينما يوجد 300 وكيل احتياطى لذلك ذكر سفر الأخبار أن عدد الوكلاء كان 3600، و بذلك الرد المفحم  يكون سليمان قد عين 300 وكيل دفعة واحدة مع وقف التنفيذ إذ ينتظرون موت أو مرض أى من الوكلاء الأصليين!، و  طبعاً هذا الكلام لا سابقة له فى تاريخ علم الإدارة و يخالف بديهيات هذا الفن، كما أن كاتب سفر الأخبار لم يقل أنه كان بين ال3600 وكيل المذكورين هذا الجيش من الموظفين الاحتياطيين فقد قال : (( و استخدم فى ذلك سبعين ألف حمال و ثمانين ألف نحات فى الجبل،يشرف عليهم ثلاث ألاف و ستمائة وكيل )) أخبار2 2:2{ترجمة كتاب الحياة}

 فهؤلاء ال3600 كانوا يشرفون و يمارسون عملهم كما هو واضح، و نسأل القس عبد النور كم عدد العمال الاحتياطيين الذين عينهم سليمان لسد النقص فى حال غياب بعض الحمالين و النحاتين البالغ عددهم 150,000 إذ أنهم المتعرضون للأعمال الشاقة ومظنة الخسائر فيهم أظهر؟!

2) ثم استدل القس على صحة العددين المذكورين بدليل مغاير للرد السابق و هو أن مجموع الوكلاء المذكورين فى السفرين 3850، و هذا الرد عجيب إذ أنه حجة على القس المحترم لا حجة له لسببين :

أ- لأنه يعنى أن كاتبى السفرين علما بأن إجمالى عدد  المشرفين كان 3850 و لكن أخطأ أحدهم فى التوزيع، فنجد أن 1الملوك 16:5 جعل عدد المشرفين على عمال الهيكل 3300 بدلاً من 3600 لأنه اعتبر رؤساء الموكلين على أعمال سليمان  فى 1الملوك 23:9 550 وكيل، اما سفر الأخبار2 2:2 فاعتبر المشرفين على العمال لبناء الهيكل 3600 لذا جعل عدد الوكلاء على العبيد 250فى الأخبار2 10:8

فالاختلاف وقع فى التوزيع ولم يكن راجعاً إذاً إلى وجود وكلاء احتاطيين كما زعم القس و هذا ما اعترف به هو نفسه قبل أن يفبرك المسألة فقال: ( فالمجموع 3850 و هو يساوى ما ورد فى سفر الملوك بالتمام و إنما الإختلاف  فى التقسيم ) وذلك الإختلاف لا يمكن أن يكون من عند الله تعالى و يقيناً أحد التقسيمين مخطىء إن لم يكن كلاهما،

ب- لو أخذناً بقول القس أنه كان هناك رؤساء و احتياطيين و أن سفر الملوك نظر للرؤساء و سفر الأخبار نظر للمجموع ، فهذا يعنى سفر 2الملوك 23:9 حين ذكر عدد رؤساء الوكلاء ب550 كان يذكر الرؤساء دون  الاحتياطيين و لكن 2الأخبار 10:8 جعل عددهم 250 فيكون الرؤساء 550 و المجموع 250! إلا لو كان السفران يتناوبان ذكر الرؤساء المزعومين كى يزيدا المسألة تعقيداً،

 وحتى لو ادعى القس ذلك لكان تزييفه مفضوحاً لأن الفارق بين العددين 250 و 550 يبلغ أكثر من الضعف  فيكون عدد الوكلاء الاحتياطيين أكبر من عدد الرؤساء العاملين أنفسهم و هو أمر لا  معقول.

و أخيراً  نقرأ النصين و نترك لهما فرصة فضح الكتاب المقدس :

(( جميع الشعب الباقيين من الأموريين و الحثيين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين الذين ليسوا من بنى بنى إسرائيل ، أبناؤهم الذين بقوا بعدهم فى الأرض ، الذين لم يقدر بنو إسرائيل أن يحرموهم، جعل عليهم سليمان تسخير عبيد إلى هذا اليوم و أما بنو إسرائيل فلم يجعل سليمان منهم عبيداً لأنهم رجال القتال و خدامه و أمراؤه و  ثوالثه و رؤساء المركبات و فرسانه، هؤلاء رؤساء الموكلين على أعمال سليمان خمس مئة و خمسون  الذين كانوا يتسلطون على الشعب العاملين العمل ))  1ملوك 22:9، 23

(( و أما جميع الشعب الباقى من الحثيين و الأموريين والفرزيين و الحويين و اليبوسيين الذين ليسوا من إسرائيل ، من بينهم الذين بقوا بعدهم فى الأرض ، الذين لم يفنهم بنو إسرائيل ، فجعل سليمان عليهم سُخرة إلى هذا اليوم ، و أما بنو إسرائيل فلم يجعل سليمان منهم عبيداً لشغله ، لأنهم رجال القتال و رؤساء قواده و رؤساء مركباته و فرسانه، هؤلاء رؤساء الموكلين الذين للملك سليمان ، مئتان و خمسون المتسلطون على الشعب )) 2أخبار 7:8-10

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا