قال القس الفاضل :
قال المعترض الغير مؤمن : ورد في 1ملوك 33:15 : (( فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لآسا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ أَرْبَعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً. )) وفي 2أخبار 16: 1 : (( في السنة السادسة والثلاثين لمُلك آسا صعد بعشا ملك إسرائيل على يهوذا وبنى الرامة .)) ولا يخفى أن بعشا مات في السنة 26 من حكم آسا، وعليه فلا يُعقَل أن يكون بعشا قد صعد في السنة 36 من حكم آسا . وللرد نقول بنعمة الله : أجمع المحققون على أن المراد بقوله السنة 36 هو من انفصال العشرة أسباط اسرائيل من سبطي يهوذا وبنيامين وتقسيم المملكة إلى قسمين: قسم لإسرائيل وقسم ليهوذا. وعليه فتكون السنة 16 عشرة من حكم آسا على يهوذا هي السنة 36 من انقسام المملكة. وجروا على هذه الطريقة في سفر ملوك يهوذا وإسرائيل وفي سجلات تلك العصور ___________________________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : يدعى القس عبد النور أن مقصود نص 2أخبار 1:16 هو أن بعشا مَلِكِ إسرائيل صعد على يهوذا و بنى الرامة فى السنة 36 من انفصال الأسباط لا من ملك آسا زاعماً إجماع المحققين على ذلك! 1) بدايةً نسأل من هم هؤلاء المحققون و على أى أساس بُنى ذلك الاجماع المزعوم ؟ و أين برهانهم على ما يقولونه ؟ فالقس المحترم يعتمد أقوالاً مبهمة لا تُغنى من جوع، إضافةً إلى أنه لا يصح الاحتجاج بمفسرى أهل الكتاب لاثبات صحته إن لم يمتلكوا الدليل خاصةً فى الأخبار لأنهم بذلك يكونون خصماً و حكماً!! بعكس الحال لو اعترف علماء أهل الكتاب بما يعج به كتابهم من أخطاء و تحريفات. و لو كان التاريخ المذكور هو من وقت انقسام المملكة فلماذا لا يُطبق ذلك على نص سفر الملوك أيضاً و سنجد حينها أن آسا كان ملكاً وقت الانقسام !! 2) على القس المحترم أن يعلم أنه لا يخاطب عمياناً غير قادرين على قراءة النص الصريح الذى يصرخ قائلاً (( فى السنة السادسة و الثلاثين لملك آسا صعد بعشا ملك إسرائيل على يهوذا و بنى الرامة.. )) 2أخبار 1:16، فالتاريخ هنا لم يُحتسب من وقت الانقسام بل من وقت ملك آسا ، علماً أن هذا هو ما جرت عليه العادة من تأريخ أحداث هذه الحقبة بمدد حكم الملوك فى الأسفار التاريخية فنقرأ : (( فى السنة الثامنة عشر لملك يربعام ملك ابيا على يهوذا )) 2أخبار 1:13 ، (( و فى السنة العشرين ليربعام ملك إسرائيل مَلك آسا على يهوذا )) 1ملوك 9:15، (( و فى السنة السادسة و العشرين لآسا ملك يهوذا مَلَك أيلة بن بعشا..)) 1ملوك 8:16، (( و فى السنة السابعة و العشرين لملك آسا ملك يهوذا مَلَك زمرى..)) 1ملوك 15:16، (( و فى السنة الواحدة و الثلاثين لأسا ملك يهوذا، ملَكَ عمرى على إسرائيل )) 1ملوك 23:16…..إلخ 3) أن نص 2أخبار 1:16 جاء تحت عنوان " سنوات آسا الاخيرة " ( ترجمة الفانديك ) و نقراً بعده فى 2أخبار 12:16- 14: (( و مرض آسا فى السنة التاسعة و الثلاثين من ملكه فى رجليه حتى اشتد مرضه، و فى مرضه أيضاً لم يطلب الرب بل الأطباء ثم اضطجع آسا مع أبائه و مات فى السنة الحادية و الأربعين لملكه )) و من هنا نجد أن بعشا صعد على يهوذا و بنى الرامة فى السنة السادسة و الثلاثين لملك آسا ، و مرض آسا فى السنة التاسعة و الثلاثين من ملكه ، و مات فى السنة الحادية و الأربعين لملكه ، فتلك أحداث السنوات الأخيرة لملك آسا الذى مَلَكَ احدى و أربعين سنة حسب سفر الأخبار، و هو ما أكده أيضاً سفر الملوك الأول فقال: (( و أخاب بن عمرى ملًك على إسرائيل فى السنة الثامنة و الثلاثين لآسا ملك يهوذا )) 1ملوك 29:16 ، و قال أيضاً : (( و ملك يهوشافاط بن أسا على يهوذا فى السنة الرابعة لأخاب ملِك إسرائيل ))1ملوك 41:22 فهذه النصوص القطعية ترد على القس عبد النور محاولاته لتحريف التواريخ أو إدعاء أن أحد السفرين أرخ من وقت إنقسام المملكة. وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|