جاء في كتاب القس المذكور ما يلي : قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تكوين 35: 16-20 أن راحيل ولدت بنيامين بن يعقوب في كنعان, ولكنه في نفس الأصحاح والآية 26 ذكر أسماء أبناء يعقوب وقال إنهم وُلدوا في فدان أرام , وللرد نقول بنعمة الله : ذكر النبي موسى بالتفصيل قصة ولادة بنيامين في كنعان (آيات 16-20), ثم ذكر في 23-26 أسماء كل أبناء يعقوب (بمن فيهم بنيامين) وقال بالإجمال إنه وُلدوا في فدان أرام، تاركاً للقارئ أن يدرك أنه استثناءً من ذلك وُلد بنيامين في كنعان، الأمر الذي كان قد ذكره بالتفصيل في العدد السابق, ____________________________________ وكما ترى أيها القارىء الكريم فإن رد القس على المعترض _ الغير مؤمن _ وتبرير الاختلاف بأن موسى ترك للقارئ فرصة لتصور الاستثناء في حق بنيامين يعد محاولة يائسة للتبرير ، فلا توجد في النص قرينه تؤكد ذلك الزعم ، واليك البيان ومن الله الهداية و الرشاد : ان ما جاء في هذين الخبرين عن ولادة بنيامين يخضع لثلاث احتمالات : الأول : ان يكون بنيامين في أحد الخبرين هو غير بنيامين في الخبر الثاني وهذا مرفوض من سياق النص وباتفاق المفسرين وبشهادة الدكتور القس بأنه هو نفسه بنيامين . الثاني : أن يكون بين الموضعين ( كنعان وفدان ارام ) عموم وخصوص وهذا مرفوض لأن كل موضع من الموضعين في جهة مستقلة عن الأخرى وهو المفهوم من كلام القس أيضاً ، وللذي لا يعلم فإن فدان ارام هو اسم سامي معناه " سهل ارام " لموقع يوجد في بلاد ما بين النهرين ( تك 24 : 10 و 25 : 20 و 28 : 5 ) . ( قاموس الكتاب المقدس )الثالث : وهو الصحيح أن القولين متعارضين ولا يمكن الجمع بينهما ، ذلك لأن كاتب التكوين قد فصّل فى بيان أسماء أبناء يعقوب تفصيلاً وذكر بنيامين صراحة فقال : (( و ابنا راحيل يوسف و بنيامين )) ثم علق على هذه الأسماء كلها فقال : (( هؤلاء بنو يعقوب الذين ولدوا له فى فدان أرام )) فأدخل بنيامين صراحة فى من ولدوا بفدان أرام ، ولا دليل على الإستثناء الذى يدعيه القس . وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|