جاء في كتاب القس المذكور :

قال المعترض الغير مؤمن: هناك اختلاف حول مكان صعود المسيح, فيقول في لوقا 24: 50 و51 وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم, وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وصعد إلى السماء , ولكن يقول في أعمال 1: 9 و12 ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم, حينئذٍ رجعوا إلى أورشليم من جبل الزيتون ,

وللرد نقول بنعمة الله : يسهل التوفيق بين هذين الفصلين على من كانت له ولو معرفة قليلة بجغرافية أورشليم وما حولها, فبيت عنيا واقعة على المنحدر الشرقي من جبل الزيتون, نعم إن يسوع خرج بتلاميذه إلى بيت عنيا، وهناك على جبل الزيتون صعد إلى السماء, وإذ ذاك يَصْدق الراوي إذا قال إن يسوع صعد من جبل الزيتون كما لو قال إنه صعد من بيت عنيا, ومما يجب ذكره أن كاتب سفر الأعمال هو لوقا نفسه، فلا يمكن إذاً أن يناقض نفسه!

_____________________________________________

ان سيادة القس الدكتور أراد أن يوهم القارىء بأن قرية بيت عنيا تقع على نفس جبل الزيتون فقال : " فبيت عنيا واقعة على المنحدر الشرقي من جبل الزيتون"  وبالتالي ليس هناك تناقض إذا قيل أن يسوع صعد من جبل الزيتون وهو قد صعد من قرية بيت عنيا لأن القرية تقع على نفس الجبل في المنحدر الشرقي منه كما زعم القس الفاضل !!

ورداً على ما قاله سيادة القس سنورد له نصوص الاناجيل التي تثبت وتأكد أن قرية بيت عنيا تقع بالقرب من جبل الزيتون وليست عليه فلكل منهما جغرافيته ، مما يجعل القول بأن صعود المسيح من جبل الزيتون لا يناقض القول بصعوده من قرية بيت عنيا هو ضرب من الهذيان!!

جاء في إنجيل مرقس 11 : 1 (( وَلَمَّا اقْتَرَبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، إِذْ وَصَلُوا إِلَى قَرْيَةِ بَيْتِ فَاجِي وَقَرْيَةِ بَيْتِ عَنْيَا، عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ يَسُوعُ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ ))

وفي إنجيل لوقا 19 : 29 : (( وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا، عِنْدَ الْجَبَلِ الْمَعْرُوفِ بِجَبَلِ الزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِه ))

فهذه النصوص واضحه وضوح الشمس في رابعة النهار بأن قرية بيت عنيا لا تقع على جبل الزيتون ولكنها بالقرب منه !

مع ملاحظة ان نصوص الاناجيل عندما تذكر قرية بيت عنيا فإنها لا تقصد جبل الزيتون وعندما تذكر جبل الزيتون فإنها لا تقصد بيت عنيا ، فعلى سبيل المثال : هناك نصوص تتحدث عن وجود المسيح في قرية بيت عنيا ثم خروجه منها إلى أورشليم ثم خروجه من أورشليم إلى جبل الزيتون ( انظر متى 26 : 6 _ 30 )  ويالتالي لا يمكن أن نقول ان مقصود الكتاب بصعوده من جبل الزيتون يساوي مقصوده من قرية بيت عنيا !!

وأخيراً فإن القس الدكتور منيس عبد النور يقول "  ومما يجب ذكره أن كاتب سفر الأعمال هو لوقا نفسه، فلا يمكن إذاً أن يناقض نفسه!"

فما أعظم هذا التبرير !!  ان القس الدكتور يريد بنعمة الله : ان يوهم العوام بأن التناقض لا يأتي من شخص واحد فالشخص الواحد لا يمكن ان يتناقض في كلامه !!!!!!

وأخيراً  نود ان نذكر القس الفاضل ان الاناجيل لا تتناقض في تحديد مكان صعود المسيح فحسب بل وتتناقض حتى في تحديد يوم صعوده :

فبحسب إنجيل لوقا أن صعوده كان في نفس اليوم الذي قام فيه من بين الأموات [ لوقا 24 : 36 _ 50 ] وسياق الكلام ينفي ان تكون هناك فترة بين قيامته المزعومه وصعوده . لمن يتأمل !

لكن حسب سفر أعمال الرسل أن صعوده كان بعد 40 يوماً من قيامته ! [ 1 : 2-3 ]

 

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا