تعدد الزوجات في النصرانية -البحث الأخير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
يكشف لنا التاريخ عن أباطرة رومان تزوجوا اكثر من زوجة مثل شارلمان و لوثير و
بابين. وفي كتاب ( تاريخ ذبول وسقوط الإمبراطورية الرومانية- Edward Gibbon, Esq.)
المجلد الثاني الفصل الثاني, نقرأ حول المرسوم الذي اصدره الامبراطور فلنتينو
الثاني سامحا بتعدد الزوجات. وقد قام هو نفسه بالزواج من جستينا و سيفيرا في نفس
الوقت. ويذكر لنا المؤرخين ان هذا الزواج تم بمباركة الكنيسة ولم يعارضه احد.
وهذا رابط للكتاب وللفصل المشار اليه
http://www.cca.org/cm/rome/vol2/ch2507.html
والإمبراطور الوثني قسطنطين معتنق النصرانية ومؤسس البنية التحتية للكنيسة وجامع
الفرقاء والمتخلص من المعارضين والأعداء, والمعتبر والممجد عند النصارى الى اليوم,
والملقب بالحواري الثالث عشر لسبب مكانته الرفيعة في النصرانية, كان هو نفسه متزوجا
من أكثر من زوجة في نفس الوقت, ورغم ذلك لم ينبس احد من الآباء في ذلك الوقت ببنت
شفة ضده ولم نسمع احتجاجا من احد بسبب تعدد زوجاته.
أفلا يدل هذا السكوت على تعدد زوجات قسطنطين دليلا واضحا على ان تعدد الزوجات كان
من المسلمات ومن الحقوق الشخصية للنصارى التي كفلها لهم دينهم؟ وإلا فاين الإعتراض
على قسطنطين؟
والسؤال الذي أود طرحه هنا هو: لو افترضنا ان هناك شخص ما متزوج من أربع زوجات,
وقرر الشخص اعتناق النصرانية ,فهل ستقبله الكنيسة مع زوجاته الأربع ام ستجبره علي
تطليقهن؟ وكيف يطلقهن والنصرانية تحرم الطلاق إلا لعلة الزنى !؟
فماذا إذا ستفعل الكنيسة معه في هذه الحالة؟
خلال فترة الإصلاح الديني البروتستانتي, قدم مؤسس البروتستانتيه والمدعو بالمصلح (
مارتن لوثر) نصيحة لـ ( فيليب هس ) الملقب بالنبيل او الشهم ومؤسس الجامعة
البروتستانتية الأولى (جامعة ماربورج) , قائلا له أنه لم يجد أي شيء في الكتاب
المقدس يتعارض أو يمنع تعدد الزوجات لكنه نصحه فقط بابقاء زواجه الثاني سرا حتى
يتجنب الاعتراضات الشديدة من الكاثوليك واستغلاله في الطعن بالبروتستانتية.
وهذا اعتراف واضح وصريح من اهم شخصية بروتستانتية بصحة تعدد الزوجات وعدم تعارضها
مع احكام الكتاب المقدس.وكذلك الممارسة الفعلية لهذا الزواج من قبل الاتباع
المؤسسين للمذهب.
في كتاب ( دليل سلسلة النسب للبحث الألماني - Larry O. Jensen ) صفحة 59 نقرأ هذه
الفقرة المدهشة من تاريخ المانيا ...
( في الرابع عشر من فبراير 1650 اصدر برلمان نورنبيرج قرارا يقول فيه انه بسبب موت
الكثير من الرجال خلال حرب الثلاثين سنة, لم تستطع الكنائس في تلك السنوات اللاحقة
قبول أي رجل يقل عمره عن 60 سنة في الدير. ويسمح للكهنة والقساوسة الغير مرتبطين
بأي دير الزواج. واخيرا , يصرح القرار بأن من حق كل رجل الزواج من عشرة نساء كحد
أقصى. وعلى الرجال ان يكرموا زوجاتهم ويؤمنون لهن المتطلبات, ويمنعون الحسد
والبغضاء بينهن. ) 1
نأتي الآن الى ( القديس ) اوغسطين (المبارك) هكذا يدعوه الكاثوليك, وحتى
البروتستانت يجلونه جدا ويعتبرونه ( السلف الروحي للبروتستانتية ). ولا عجب, فان
مارتن لوثر مؤسس البروتستانته تدرب ليكون ( راهبا اوغسطيني ).
في كتابه (The Good marriage ) في الفصل الخامس عشر.
http://www.ccel.org/fathers2/NPNF1-03/npnf1-03-32.htm
يعلل اوغسطين هذا سبب اتخاذ الأنبياء في العهد القديم والآباء لأكثر من زوجة قائلا
: ( لقد كان جائزا عند الآباء الأولين , إن كان جائزا الآن ايضا, فانني لن استعجل
واصرح بذلك. لأنه لم تعد الآن ضرورة لإنجاب الأطفال, كما كان بالسابق, فحتى حين
تنجب الزوجات الأطفال,كان من المسموح التزوج من أخريات أضافة ( على السابقات) حتى
يكثروا الذرية والنسل.)
إن اوغسطين يحاول الخروج من مأزق التعارض الشديد بين السماح بتعدد الزوجات في العهد
القديم وعند الأولين وبين رفض الكنيسة له, بالقول ان سبب جواز هذا الفعل سابقا هو
من اجل اكثار النسل والذرية حيث كان ذلك ضرورة.لكنه يعود ويقول بأن الوقت الآن
مختلف ولا حاجة للإستمرار بهذا الفعل حيث انه لم تعد هذه الضرورة قائمة. وكما نرى
فانه يفشل في تخطيئ الأنبياء والآباء الأولين الذين اتخذوا اكثر من زوجة في نفس
الوقت, ولم يدرج نصا واحدا من كتابه المقدس يعزز به هذا الإدعاء. وقبل كل ذلك فمن
هو اوغسطين أصلا حتى ينقض شيئا قد جاء المسيح مؤكدا عليه؟ فقد قال يسوع حسب انجيل
متى 17/5 ( ماجئت لأنقض الناموس او الأنبياء ولكن لأكمل ) !
ويبرر اوغسطين بعد ذلك محاولا التؤكيد على ادعاءه الباطل قائلا : (إذا فالإتصال
جنسيا مع إناث في زواج , كان للرجال المقدسين في ذلك الوقت مسألة واجب وليست شهوة.)
إذا هي مسألة واجب وليست شهوة؟ حسنا... سأقبل بهذا التبرير الآن والزم النصارى
بالاعتراف بان زواج محمد صلى الله عليه وسلم من زوجاته كان بدافع الحاجة والضرورة
والواجب والرحمة والنبل ولا يحط هذا من قدره كنبي كما انه لم يحط من قدر هؤلاء
(المقدسين) كما وصفهم القديس اوغسطين !
أم ان الأمر كما يقول المثل ( حلال على بلابل الدوح حرام على الطائر من كل نوع ) !؟
ومن زاوية اخرى, فان النصرانية لا تقدم لنا حلولا حول زيادة اعداد الإناث مقارنة
بالذكور؟ فهل الواجب يتوقف عند انجاب الأطفال فقط؟ ففي الولايات المتحدة الاميريكية
فقط يفوق عدد النساء عدد الرجال بثمانية ملايين إمرأة, فماذا يفعل بهؤلاء النسوة
ممن لا يجدن لهن زوجا؟ هل نتركهن هكذا فريسة الضياع والسقوط في المعصية والذنوب
والخطيئة؟ أين العدل الإلهي من هذا كله؟
وماذا لو احتاج النصارى الى زيادة في المواليد لتعويض عددهم المتناقص, فهل ستشرع
الكنيسة تعدد الزوجات مرة اخرى؟ كما حدث مع برلمان نورنبيرج الذي شرع الزواج باكثر
من عشرة زوجات ؟ فها هي الحاجة التي يتحدث عنها اوغسطين قد عادت مرة اخرى !!
لكن ايضا هل سبب رفض اوغسطين لممارسة تعدد الزوجات ومخالفة الكتاب المقدس هو انتفاء
الحاجة والضرورة للإنجاب وتكثير النسل كما ادعى أم أن في موقف اوغسطين هذا أمرا خفي
عنا؟ فما الذي يجعل اوغسطين يضع نفسه في هذا الموضع المحرج طالما ان الكتاب المقدس
لا يوجد به ما يتعارض مع تعدد الزوجات؟
لقد زل لسان اوغسطين وأجاب عن هذا التساؤل في نفس الكتاب وفي نفس الفصل موفرا علينا
عناء البحث حيث قال: (بالفعل ففي وقتنا الحاضر, وبمحافظتنا على التقاليد الرومانية,
فلم يعد مسموحا باتخاذ زوجة أخرى مع اخرى لاتزال حية ) !
وهنا يحل لنا اوغسطين دون ان يدري اللغز الكبير الذي جعله يرفض تعدد الزوجات ويتنكر
لها. فتعدد الزوجات لم يكن شائعا او من تقاليد المجتمع الروماني الإغريقي على
الصعيد الشكلي والرسمي على الأقل وهو المجتمع الذي نشأت وترعرعت به النصرانية في
بداياتها. فوجد اوغسطين نفسه مضطرا لمجاملة هذه الأمم الوثنية رغم علمه ان ما يفعله
هو مخالفة صريحة لكلمة الله, لكن يبدو ان الشعور بالقوة والسلطة والنفوذ وكسب
الاتباع اهم بكثير عند اوغسطين من الكتاب المقدس.
إضافة Slave of Allah
تعدد الزوجات أمر كان منتشراً في النصارى الأوائل في القرون الأولى الذين ظلوا
على ما كانت عليه الشريعة اليهودية من إباحة التعدد.
فـ"ترتليانوس" وهو من القرن الثالث له كتاب سماه (التزوج بامرأة واحدة) ولعله كان
لدعوة النصارى للاقتصار على امرأة واحدة.
ولعل سبب هذه الدعوة هو السبب نفسه الذي دعا أغسطينويس إلى الدعوة إلى الاقتصار على
زوجة واحدة وهي تقاليد الدولة الرومانية.
وعدم وجود دليل كتابي يمنع التعدد لا في العهد القديم أو الجديد جعل بعض رجال الدين
منهم مطارنة ورهبان في الكنيسة المصرية في القرن السابع عشر يبيحون التعدد.
فقد رأى (مطران دمياط) في مطلع القرن السابع عشر جواز تعدد الزوجات وكان يفتي به.
وأيده في ذلك كثير من رجال الدين والرهبان وطوائف الشعب من نصارى مصر. مما أدى إلى
حدوث انقسام في الكنيسة بين من يرى بجواز تعدد الزوجات، ومن يمنعه.
وأصدر البابا مرقس الخامس بابا الكنيسة في ذلك الوقت منشوراً يحرم فيه تعدد
الزوجات، كما أصدر منشوراً بعزل المطران عن مطرانيته وحرمانه من الكنيسة.
ولكن المطران كان يناصره فريق قوي من رجال الدين والرهبان فاستطاعوا عزل البابا
وعينوا أحد الرهبان المؤيدين لتعدد الزوجات مكان البابا المعزول.
ونظراً لتعدي البابا على الأقباط الذين رأوا تعدد الزوجات، ونتيجة لمطالبة الأقباط
فقد قامت الدولة بسجن مرقس الخامس.
والذين أجازوا التعدد لم يكونوا من العوام، وإنما من الرهبان والمطارنة، وبلغوا من
القوة والعدد ما مكنهم من عزل البابا، لكن التقليد في النصرانية أقوى من الحق، فقد
استطاع مناصروا البابا من التحرك لدى الدولة وأعادوه إلى كرسي البابوية من جديد.
وظل كثير من النصارى على الرغم من ذلك يمارسون التعدد بالرغم من رفض الكنيسة**،
سواء بعيداً عن أعين الكنيسة أو رفضاً أن يكون الرأى المحرم للتعدد هو الرأى الوحيد
في هذه المسألة التي هي في مجملها مسألة فرعية فقهية يمكن أن تختلف فيها الأراء.
لكن سلطان الكنيسة ولجوءها إلى الحرمانات التي هي أقسى عقوبة يمكن أن تطبق على
النصراني من قبل كنيسته كان له أثره الكبير في إحجام النصارى بعد ذلك عن التعدد.
**[يراجع في ذلك: "تاريخ الكنيسة المصرية" لرفيق حبيب ومحمد عفيفي___ الأقباط في
العصر العثماني لمحمد عفيفي]
وعندنا في إثبات تعدد الزوجات في دين المسيح دليلان: مثل ونبوءة.
أما المثل فهو مثل العريس والعذارى.
فقد ضرب المسيح مثلاً لملكوت السموات، فشبهه بعشرِ عذارى أَخْذنَ مصابيحَهن وخرجنَ
للقاء العريس، فكان من هؤلاء الأبكار، خمسٌ حكيماتٌ وأخر جاهلات.
أما الحكيماتُ فأخذنَ المصابيحَ وزيتاً في آنيتِهن، وأما الجاهلاتُ فأخذن المصابيحَ
ولم يأخذن زيتاً لها.
فلما جاء العريسُ قامتْ جميعُ العذارى للقائِه، وذهبتْ الجاهلاتُ ليبتعن زيتاً،
وأما الحكيماتُ فأخذهنَ العريسُ ودخل بهن العُرْسَ، وأغلقَ البابَ، ولما جاءتْ
الأخرياتُ أبى أن يفتحَ لهن البابَ لجهلهن.
وهو مثل ذكره متّى في الإصحاح الخامس والعشرين.
ففي هذا المثل أن هذا العريس كان له عشر عرائس ينتظرنه وهن العَشْرُ عذارى، فازت به
خمس وهن الحكيمات، وخسرت الحمقاوات.
وربما قيل أنهن خرجن للاستقبال كما يُستقبل العريسُ، وليس لأنه عريسُهن.
وليس صحيحاً لأنه لو كان ذلك لخرجن لاستقبال العروس لا العريس.
ولضرب المسيحُ المثل برجالٍ خرجوا لاستقبال العريس لا أبكار عذارى. فالأصل والذوق
أن تكون النساءُ مع العروس، والرجالُ مع العريس، لا أن تخرج النساءُ لاستقبال
الرجال.
فأبيجايل لما أرادها داود زوجةً له، وأرسل إليها رسلَه ليخطبَها إلى نفسِه (قامتْ
وسجَدَتْ على وجهِها إلى الأرض وقالت هو ذا أمتُكَ جاريةٌ لغسلِ أرجلِ عبيدِ سيدي.
ثم بادرتْ وقامت أبيجايل وركبتْ الحمارَ مع خَمْسِ فتياتٍ لها ذاهباتٍ وراءها وسارت
وراء رسل داود وصارت له امرأة) (كما في صموئيل الأول 25: 40-42)
فالفتيات خرجن مع المرأة لا مع الرجل.
والمسيح عبر بقوله خرجن للقائه، وليس لاستقباله، والاستقبال قد يشترك فيه الناس،
أما اللقاء فهو بين شخصين على ميعاد أو اتفاق، أو أمر بينهما، وهو أخص من
الاستقبال.
وتخصيص المسيح كونهن عذارى، ولم يقل نساء، أو رجال ونساء خرجوا للقائه، إنما كان
لمعنى أراده يزيد عن مجرد الاستقبال.
وهو معنى الزواج وأنهن عرائس للعريس.
فالعذارى كثيراً ما يذكرن في الأسفار لهذا المعنى.
ففي الملوك الأول الإصحاح الأول...لما شاخ داود، "وتقدم في الأيام وكانوا يدثرونه
بالثياب فلم يدفأ، فقال له عبيده: ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف أمام
الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك"فأتوا بهذه العذراء فكانت
حاضنة الملك.
فقولهم عذراء صغيرة عنوا به زوجةً صغيرة، أو عروساً صغيرة. فلما قيل عذراء في مثل
هذا السياق فهمنا أنها زوجة، وكذلك في مثل المسيح العذارى مع العريس زوجات له، أو
عرائس له. وتجد مثل ذلك أيضاً في سفر أستير.
فإنه لما اختير للملك أًحَشْوِيرُوش عرائسٌ قيل عنهن عذارى كما قال السفر ((ولما
جمعت العذارى ثانية كان مُردخاي جالساً بباب الملك)) والعذارى هنا هن العرائس
اللاتي اختارهن الملك وكان عددهن سبع عذارى، وكن يدخلن عليه في المساء ثم يخرجن
صباحاً إلى بيت النساء، واختيرت أستير منهن لتكون الملكة. كالعذارى اللاتي ذكرهن
المسيح في مثله... كن عرائس العريس، وكما جمعن لهذا ، جمعن لهذا أيضاً للقائه، وكما
فازت عذارى أًحَشْوِيرُوش به سبعٌ من جملة العذارى، فازت عذارى العريس به في مثل
المسيح خمسٌ من عشر.
وأما النبوءة فهي ما جاء في مزمور الخامس والأربعين "كرسيُّك يا الله إلى دهر
الدهور. قضيب استقامة قضيب مُلْكِك. أحببتَ البرَ وأبغضتَ الإثمَ من أجل ذلك مسحك
الله إلهك بدُهن الابتهاج أكثر من رفقائك" فهذه نبوءة يحملها النصارى على المسيح.
ففي الرسالة إلى العبرانيين "وأما عن الابن كرسيُّك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب
استقامة قضيب مُلْكِك. أحببتَ البرَ وأبغضتَ الإثمَ من أجل ذلك مسحك الله إلهك
بدُهن الابتهاج أكثر من شركائك"
فهي نبوءة إذن عن الابن كما يقول كاتب العبرانيين. فماذا تقول النبوءة بعد ذلك؟
"بنات ملوك بين حظيّاتك، جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير"
فكان رمز سعة ملكه وانتصاره أن جعل الله بنات الملوك بين نسائه وجواريه.
فإن قيل هذا مثل وليس بالضرورة أن يكون له حظيّات وملكة، وإنما هو الرمز.
قلنا: صحيح، لكن إذا ضرب له الرمز لا يضربه إلا برمز صحيح ومثل صحيح في الشرع، وفي
حكم الله. فكيف يضرب له مثلاً بحظيات، ودينه يحرم تعدد الزوجات فضلاً عن السراري
والجواري؟! أيجوز أن يضرب له مثلاً لسلطانه العظيم بالزنا بالنساء؟
بالطبع لا يجوز، فالزنا فاحشة. فكذلك إذا ضرب المثل لسلطان المسيح وذكر فيه أن له
نساءً وحظياتٍ، علمنا أن ذلك ليس حراماً ولا فاحشةً، بل أمرٌ جائزٌ في شرعه ودينه.
إضافة Jihad
اعتقد ان تحريم تعدد الزوجات عائد للتقاليد الرومانية الوثنية القديمة التي
ورثتها المسيحية
ورد في الموسوعة الكاثوليكية :
" الشعوب المهمة الوحيدة التي لم يظهر فيها اثر لتعدد الزوجات هي شعوب اليونان
والرومان "
http://www.newadvent.org/cathen/09693a.htm
ويذكر Westermarck في كتابه ( The History of Human Marriage ) صفحة 433 :
" الرومان القدماء كانوا ( monogamists ) يتزوجون من امراة واحدة فقط ( زواج أحادي
) "
واستمر ذلك في القوانين المسيحية التي تشربت العادات الرومانية والعقائد الوثنية
التي مثلها الإمبراطور الوثني قسطنطين، إضافةإلى بعض الأسباب التي ذكرتها الموسوعة
منها :
" لَيسَ هناك عدد كافي من النِساءَ ، ولا أغلبيةَ الرجالِ قادريين على إعالة أكثر
مِنْ واحدة. "
ورغم كل هذا فقد حصلت بعض التعديات من بعض الفرق ، وهو ما ذكره أخونا ميجا ، وفعلا
اعترض الكاثوليك عليها مثل ما حصل مع ( مارتن لوثر)
" ويَقتبسُ Boswell من كلام الدّكتور صموئيل جونسن، تَعليقاً على لوثر الذي سمح
لهيس بالزواج من أكثر من واحدة حيث يقول: "ما كان هناك أذى في هذا، بقدر ما هي(يقصد
الزوجة الاولى) كَانتْ قلقةَ فقط. لكنها كانت إهانة للمجتمع وإهانة لقانونِ
الإنجيلِ، الذي فيه رجل واحد وإمرأة واحدة ." "
http://www.newadvent.org/cathen/02564a.htm
فقد اعتبرها الكاثوليك إهانة وصفعة لكتابهم المقدس الذي يحرم التعدد حسب قولهم،
ورغم عدم وجود نص صريح بهذا إلا أنهم يستنبطون ذلك من عدة فقرات :
" لقد كانت مشكلة (يقصدون حكم تعدد الزوجات) شَغلتْ الآباءِ وعلماءِ دين الكنيسةِ
من البداية ولجوابها اتخذ هؤلاء العلماء كلام المسيح في إنجيل متى الإصحاح 19 ،
المقتبس من العهد القديم ، والذي ينطبق على الطلاق ينطبق على تعدد الزوجات ،
فالقانون الصارم للزواجِ أعلنَ إلى أبائِنا الأوائلِ في الجنةِ: "They shall be two
in one flesh" "هم سَيَكُونونَ إثنان في لحمِ واحد" (تكوين 2:24) عندما يَقُولُ
النَصَّ المقدّسَ إثنان يَستثني تعددَ الزوجات، وعندما يَقُولُ لحمَ واحد يَستثني
الطلاق."
http://www.newadvent.org/cathen/09071a.htm
ولنا عودة قريبا لبعض أدلة الكاثوليك على حرمة التعدد والتي ردتها بعض فرق
البروتستنت والمورمون وبعض المتحررين بقولهم ان التعدد مشروع :
" Christian Polygamy
Marriage Authorized By God "
إقتباس :
( والسؤال الذي أود طرحه هنا هو: لو افترضنا ان هناك شخص ما متزوج من أربع زوجات,
وقرر الشخص اعتناق النصرانية ,فهل ستقبله الكنيسة مع زوجاته الأربع ام ستجبره علي
تطليقهن؟ وكيف يطلقهن والنصرانية تحرم الطلاق إلا لعلة الزنى !؟
فماذا إذا ستفعل الكنيسة معه في هذه الحالة؟ )
بالنسبة لسؤالك اخي ميجا فقد وجدت إجابة قصيرة وغير منطقية البتة حيث يرد الكاثوليك
فيها على حالة من الزواج الثنائي بقولهم:
" وايضاً على غير الكاثوليكي أو غير المعتمد الذي له اكثر من زوجة وتحول حديثاً
للمسيحية أن يبقي الزوجة الأولى ويطلق الثانية في حال تحولت الأولى معه ، أو يبقي
تلك التي اعتمدت "(1).
المشاكل:
1- كيف سيطلق واحدة منهم والطلاق محرم ( إلا لعلّة الزنى ) حسب الكتاب المقدس ،"
واما انا فاقول لكم ان من طلّق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني.ومن يتزوج
مطلّقة فانه يزني "( متى 5:32) ، كما ذكرت سابقاً.
2- لو افترضنا أن الطلاق مشروع في هذه الحالة من سيطلق لو اعتمدت كل منهما ؟
وازيدك من الشعر بيتا ً :
لو افترضنا أن رجلاً تزوج بعد وفاة زوجته ، ليعلم بعد مدة أن زوجته لم تتوفى
.....ماذا يصنع حينها ؟
-----------------------------------------------------------------
(1) (C. 8, X, de divort., IV, 19, Pius V, "Romani Pontificis", 2 Aug., 1571;
Gregory XIII, "Populis ac nationibus", 25 Jan, 1585).
http://www.newadvent.org/cathen/09244a.htm