هل
انتشر الاسلام بالسيف؟؟
من كتاب
: الاسلام و حركة الحياة لفضيلة الشيخ : محمد متولى الشعراوى
قالوا: ان الاسلام انتشر بالسيف.
فأحب المسلمون
أن يردوا على ذلك ,
فقالو: لا, ان الاسلام لم ينتشر بالسيف , و السيف لم يستعمل فى
الاسلام الا دفاعا عن النفس ,ولكنهم ما فطنوا الى خبث هذه الدعوة.
خبث هذه الدعوة نشأ من ماذا؟؟
نشأ من خوف خصوم الاسلام أن يحقق الاسلام المراد من وجوده على الارض, و
الاسلام وجوده فى الارض
"ليظهر على الدين كله" : أن مهمته اثبات الرشد للانسانية كلها , هم
يريدون للاسلام أن
يكتفى بالبقعة التى هو فيها , و لا يفكر تفكيرا طموحيا فى أن ينساح ليجعل كلمة الله هى العليا, فيقولون:
الاسلام جاء للدفاع فقط , و ما دام جاء للدفاع فقط فليس له أن يتعدى سائر حدوده.
تلك كلمة
براقة , تبرىء الاسلام من أنه انتشر بالسيف , و لكنها تعوق الاسلام عن مداه الذى أراده الله له, لآن
الاسلام ما جاء لينشىء
أمة واحدة فى الارض و انما جاء ليعمم عدالة السماء فى الارض كلها , و لكنه لا يفرضها فرضا, فماذا يكون
الموقف؟
انه ان
فرضها فرضا بقوته – ان كان يملك قوة الفرض للعقائد – فانه قد استولى على القوالب, و الاسلام لا يريد
ان يستولى على قوالب
, وانما يريد أن يستولى على قلوب, لان الاستيلاء على القوالب يحكم ظاهر الاشياء, ولكنه لا يحكم خفيات الآشياء , فقصارى
أن تملك القالب و الشكل, ان صاحب القالب و الشكل يحاول ألا تراه منحرفا عن منهج الحق, فاذا ما خلا له الجو أو
اذا استطاع أن
يستتر بجرمه فانه يفعله.
لمـــــاذا؟؟
لانك لم
تملك قلبه, و انما ملكت
قالبه. اذن, فقالبه هو موضوع الحساب و الجزاء.
لذلك وضع
الحق منهج فى انسياح
الاسلام, فقال : "لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى".
ما دام لا اكراه فى الدين, فكيف تريد أن يمتد الاسلام الى رقع
أوسع؟؟
نقول: أن الذى يمنع منطلق عدالة الاسلام
هو قوى الطغيان فى
الارض, فالاسلام حين ينشر مبادئه و يجد قوة من قوى الطغيان تحاول أن ترد المسلم عن قول دعوته و عن الدعوة الى
الله , فلنا أن نقف أمام هذه القوة, و أن تدكها دكا. و بعد ذلك نترك الناس أحرار ليروا رأيهم بحرية و بمحض اختيار,
فلا فرض للعقيدة, و
لذلك نجد أن الاسلام حينما فتح بلدا من البلاد, أجمل كل أهله على أن يسلموا؟, أم ظل فيهم من ظل على دينهم؟
فلو أن
الاسلام جاء لينشر بالسيف, فان معنى ذلك أن كل بلد فتحه الاسلام كان و لابد ان يسلم أهله, ولكننا نجد
كثيرا من البلاد المفتوحةظل
أهلها على دينهم, و لا حرج عليهم.
اذن, فماذا فعل الاسلام؟
بواسطة : خادم
الإسلام والمسلمين