حول القراءات

 

رحيم

 

 

إقتباس:

السؤال الخامس : كيف يكون القرآن معصوما من أى تحريف و لو صغير .. و قد اختلف المسملون فى بعض شئونه ..
فاختلفوا .. هل التوبة و الأنفال سورتان أم سورة واحدة؟ فقد سمعت هذا القول من أحد المسلمين و حاليا لا أملك مصدرا مكتوبا لذلك ..
و اختلفوا .. فى تشكيل نبؤة سورة الروم (غلبت الروم فى أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون ) .. أنا أتكلم عن الخلاف على تشكيل الآية و ليس تفسيرها .. معنى الخلاف على التشكيل أن التشكيل ليس مقطوعا بصحته
و اختلفوا .. فى ترتيب السور .. بل فى الجزم بما إذا كان الترتيب توقيفيا أم من صنع البشر
و اختلفوا .. هل البسملة آية أم لا
و اختلفوا .. فى الآيات .. فالبعض قد اعتبر نصوصا من القرآن آية واحدة .. و البعض فصلها إلى آيتين

----------------
الجواب:
عزيزي.. ما تطرق إليه الاحتمال، سقط به الاستدلال.
التوبة والأنفال سورتان،
كيف علمنا ذلك؟
بالتواتر.
لو شذَّ شخص وخالف المتواتر في مسألة ما اتفق عليها آلاف الناس، لا يمكن بأي عقل أن يؤثر على إجماعهم.
قد يقول قائل قضية معينة، بحسب علمه.. ولكن حين يُخبَر أن رأيه مغلوط يعود إلى الحق.
فعدد الصحابة في حجة الوداع تجاوزوا 130 ألف شخص، هل تتصور أن 130 ألف شخص علموا نفس العلوم؟!
أهل المدينة المنورة يا عزيزي كانوا مزارعين، والفلاح لا يستطيع مرافقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كل وقت.
ألم تقرأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتفق مع شريكه على التناوب في العمل بالمزرعة وحضور مجالس العلم التي كان يقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

المهم:
قد يكونون اختلفوا في البداية فليس كل صحابي خرج من بطن أمه ملماً بكل شؤون الدين، ثم بعد التعلُّم عُلِّم ..
وما تكرمت بذكره دليل على صواب ما قام به سيدنا عثمان رضي الله عنه حين وحَّد الصحابة على مصحف واحد، أقره عليه ((((جميع)))) الصحابة، ولهذا كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقرأ في المصحف الذي كتبه زيد بن ثابت رضي الله عنه حتى وفاته.

تخيل أن كل ذلك حدث وما يسمى " قواعد منهجية البحث العلمي " لم تستقر بعد!!!!

لهذا فالأصل المتفق والمجمع عليه استقر بحمد الله، ولا يوجد مسلم واحد من 1300 مليون مسلم يخالف غيره في حرف منه.
مهما حاول المستشرقون ـ وأذنابهم ـ التشويش عليه وصرفوا لأجل ذلك المليارات، وحاولوا طباعة عدد من نسخ القرآن الكريم المحرفة، فكان من حكمة الله تعالى أن يُكتشَف تزويرها لا في السعودية ولا مصر .. بل في أكثر بلاد المسلمين فقراً وأمية: أفغانستان واليمن.


وأعيد سؤالك:
ألا توافقني لو أن كتبة الكتاب المقدس تتبعوا نفس منهجية جمع القرآن الكريم، لما كانت تلك الاختلافات في مخطوطات الكتاب المقدس ؟!!

والسؤال الثاني : بالنسبة لقراءة (غلبت الروم) هل تظن أن المسلمين يعتبرونها قراءة صحيحة كباقي القراءات السبع؟!
أجبني: نعم أو لا !
وهل تعتبر أن في تلك القراءة تناقضاً ؟!!

 

 

 

قال الزميل ألفرد

إقتباس:

يا أستاذ رحيم لا داعى لتكرار الرد على السؤال الخامس .. لقد قرأت ردك فى الصفحة الثانية من الموضوع و لا توجد أى مشاكل !! و بالنسبة للأسئلتك فقد رددت عليها .. انظر الصفحة الثانية من الموضوع

ولى عدة أسئلة أنتظر ردك عليها

(
بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضى عنا و رضينا عنه ) .. هذا النص من صحيح البخارى .. فقد ورد أنه كان قرآنا يتلى ثم تم نسخه .. وقد نزل فى جماعة من الصحابة قتلوا على يد المشركين
أرجو أن توضح لى .. هل الحديث صحيح أم لا؟

و بالنسبة للنص ( فلا عدوان إلا على الظالمين )
هل نفهم من الآية أن البدأ بقتال الآخرين يعتبر عدوانا طالما امتنعوا هم عن العدوان؟
أرجو أن ترد بنعم أو لا

ثم .. هل الإختلافات فى القراءات تنحصر فى الأحرف السبعة؟
أرجو الاجابة بنعم أو لا ..



===========================

الإجابة..


جميل:
إذاً اتفقنا أن المسلمين كانوا خيراً من النصارى في جمع كتابهم المنسوب إلى الله جل جلاله، ومن ثم تأكد لنا أن سلامة وصول القرآن الكريم ثابتة راسخة أكيدة. وهذا يؤكده ـ بعد اعترافك ـ عجزك عن إثبات أن ما سميته قراءة (غلبت الروم) هي من القراءات السبع المتواترة كقراءة (ملك يوم الدين ومالك يوم الدين) وهذا دليل أكيد أن القراءات القرآنية مضبوطة معلومة محددة...
أما التحريف فغير منضبط ويخضع لهوى الكاتب وما يراه مناسباً..

----------

إقتباس:

( بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضى عنا و رضينا عنه ) .. هذا النص من صحيح البخارى .. فقد ورد أنه كان قرآنا يتلى ثم تم نسخه .. وقد نزل فى جماعة من الصحابة قتلوا على يد المشركين
أرجو أن توضح لى .. هل الحديث صحيح أم لا؟


------------
عزيزي ،،
نحن نعاني كثيراً من تحريف المنصرين ولا ينبغي الركون إلى ما ورد في المواقع التنصيرية، فهي كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء.

الحديث الذي رواه البخاري هو:

"
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لَحْيَانَ فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا وَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ فَأَمَدَّهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ الْقُرَّاءَ يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ قَالَ قَتَادَةُ وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا أَلَا بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا بِأَنَّا قَدْ لَقِيَنَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ ".

هل رأيت عزيزي:
أنس بن مالك فرد (آحاد)
وشرط قبول قرآنية أي آية قرآنية: التواتر.

ولو نقل هذه الرواية عدد (أقلهم عشرة كما بينت لك) أجزم لك أنها قرآن، والقرآن لا ينبني على الظن.

والآن...
للإمام أنس بن مالك رضي الله عنه مائة ابن، ولم يثبت أن أياً من أبنائه تلا ما نقله، دليلاً على أن أنساً عينه لا يرى بقرآنيتها، وأن ما قاله اجتهاد منه.

والأهم من كل هذا...
مصدر القرآن الكريم ليس أنس رضي الله عنه ( ما يسمى الحديث الموقوف على الصحابي)

بل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما يسمى المرفوع)

وعلى هذا،،

نعم، الحديث صحيح في صحيح البخاري (بصفته حديثاً) فلا يشترط في الحديث أن يكون متواتراً ويجوز أن يكون آحاداً.
ومن ناحية أخرى: " بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضى عنا و رضينا عنه " ليست قرآناً، وأنصحك بقراءة الموضوع الرائع للدكتور إبراهيم عوض حول سورة الولاية، ومن خلال ذلك تحكم هل هذا النص يتفق مع الملامح العامة للسياق القرآني..

فللسياق القرآني حلاوة وطلاوة معلومة.


==============

إقتباس:

و بالنسبة للنص ( فلا عدوان إلا على الظالمين )
هل نفهم من الآية أن البدأ بقتال الآخرين يعتبر عدوانا طالما امتنعوا هم عن العدوان؟
أرجو أن ترد بنعم أو لا


================

هذه حالة يعود تقديرها للحاكم..
مثلاً قد يكون جيش الأعداء يجهز جيشاً فهل تنتظره حتى يكمل تجهيز جيشه وينقض عليك، أم تهجم عليه قبل ذلك ؟
كما حصل في غزوة تبوك مثلاً..

أو لغدر سابق كما فعل بنو قريظة..

فهنالك حالات تتطلب منك المبادرة بالهجوم، لا انتظار الدفاع..


وذلك من الحكمة والمرونة المطلوبة في التشريع الرباني الشامل الخاتم..
إذن:
فلنترك هذا الأمر للحاكم.

المهم أن لا يكون هناك غدر كالغدر المأمور به الكتاب المقدس، جاء في سفر التثنية الإصحاح20: " (10) حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح. (11) فإن إجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. (12) وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. (13) وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. (14) وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك. (15) هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا. (16) وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما (17) بل تحرّمها تحريما الحثيين والآموريين والكنعانيين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك "..

في المقابل:
الإسلام يحرم الغدر: " إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِين " [الأنفال: 58]، " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ " [الحج: 38] ؟

===================

إقتباس:

السؤال الثالث
ثم .. هل الإختلافات فى القراءات تنحصر فى الأحرف السبعة؟
أرجو الاجابة بنعم أو لا ..

==============
بحسبك كلامك الحرفي : " الإختلافات فى القراءات تنحصر فى الأحرف السبعة " لا

لأن سؤالك في ذاته مغلوط.
وليست مهمتي أن أعيد صياغة سؤالك!!

ما يهمنا هنا أن القراءات محصورة مضبوطة سواء كانت متواترة أو غير متواترة.
وعلم القراءات علم يُدرَّس في الجامعة أربع سنوات وكيف أشرحه لك في سطور وأنت لا تمتلك الخلفية العلمية التي تؤهلك لذلك ؟!
يكفيك أن تعرف أن:
-
القراءة: مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراءة مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم، مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها.
وإضافة القراءات إلى الشخص إضافة ملازمة واعتناء واختيار من بين القراءات الواردة، حسب ظروفه لا لأنه اخترعها.
-
أما الأحرف السبعة فهي لغات سبع ، واللغة الواحدة تسمح بنطقين أو أكثر في اللفظ، فتكون القراءات أكثر عددا من اللغات.

مثال ذلك لفظ: (جبريل) قرئ في القراءات بعدة طرق:
بكسر الجيم والراء وإثبات الياء وحذف الهمزة، وبفتح الجيم وكسر الراء وإثبات الياء وحذف الهمزة، وبفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة وياء مد، وبفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة غير ممدودة.
والقراءتان الأوليان على لغة (حرف من الأحرف السبعة ) لا تهمز كأهل الحجاز، والأخريان على لغة تهمز كتميم.

__________________
شبهات حول القرآن الكريم

 

 

أرسل بواسطة : رحيم