جمع القرآن

 

جمع القران

قوله" خطيرة الأمور التي بينتها وأكدتها لنا روايات قصة جمع القران .
لا يمكن للباحث بصدق عن الحق ان يتغاضى عنها بحال من الأحوال نذكر منها:
1}
ان النبي قد قبض - مات- دون ان يجمع القران كله بين السطور.
لم يجمع النبي القران بل اكتفى بتدوين القرآن على الجلود والعظام والعسب وغير ذلك، ولم يجمعه في مصاحف، بل كان مفرقا بين الصحابة. "
يقال فى الرد عليه
اولا العلة من عدم جمع القران فى مصحف واحد
قال الخطابي‏:‏ إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أوتلاوته فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورةعمر
عدم جمع القران فى عهد النبى ليس من الامور الخطيرة كما يدعى الكاتب
لسببين
اولا ان كل جزء من القران حفظه عن النبى عدد يحصل التواتر باقل منهم
قال تعالى"بل هو ايات بينات فى صدور الذين اوتوا العلم" العنكبوت
ثانيا هو ان القران كان مكتوبا بالفعل
قال تعالى"فمن شاء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدى سفرة كرام بررة"
وقال الحارث المحاسبى في كتاب فهم السنن‏:‏ كتابة القرآن ليست بمحدثة فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقاً في الرقاع والأكتاف والعسب فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعاً وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قرآن منتشراً فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء‏ "الاتقان فى علوم القران"

و فى الحديث الصحيح"انى ربى قال لى انى منزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرأه نائما و يقظانا"
و فى حديث اخر"قال موسى ربى انى اطلعت فى الالواح فوجدت امة اناجيلهم فى صدورهم اللهم اجعلهم امتى قال هى امة محمد"
فعلم ان حفظ القران ليس مفتقرا لحفظ الصحف لانه محفوظ فى الصدور و قد حفظ كل جزء منه عن النبى عدد يحصل التواتر باقل منهم
و قوله" إن الكثير من آيات القرآن لم يكن لها قيد سوى حفظ الصحابة، وأن بعضهم قد قتل في المغازي، وذهب معهم ما كانوا يحفظونه من القرآن قبل أن يأمر أبو بكر بجمع القرآن "
يقال فى الرد عليه
انه دعوى باطلة لا تستند الى اساس
فكل جزء من العرضة الاخيرة كان محفوظا فى صدور عدد من الصحابة يحصل التواتر باقل منهم عندما جمع القران فى عهد الشيخين
و بالرغم من استحرار القتل يوم اليمامة
كما ان القران جميعه كان مكتوبا
و ان كان التعويل فى الاساس على النقل المتواتر بحفظ الصدور

و قوله"قال محمد صبيح: في كتابه {عن القران}ص 87-88"ولا بد لنا هنا من ان نسأل سؤال آخر: هل كان الصحابة جميعا يحفظون القرآن كله؟ - المرجح انهم لم يكونوا يحفظون كل القرآن.
وورد في (فجر الإسلام) للأستاذ احمد أمين: " ولم يكن شائعا في عهد النبي ص. حفظ القرآن جميعه كما شاع بعد. إنما كانوا يحفظون السورة آو جملة آيات ويتفهمون معانيها فإذا حذقوا ذلك انتقلوا إلى غيرها. فكان حفظ القرآن موزعا على الصحابة. قال ابو عبد الرحمن السلمي حدثنا الذين يقرأون القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود انهم كانوا، إذا تعلموا من النبي عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل"
يقال فيه
بل هناك من جمع القران كله حفظا فى صدره
قال السيوطى فى كتاب الاتقان
روى البخاري عن عبد الله بن عمروبن العاص قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبيّ بن كعب أي تعلموا منهم‏.‏
والأربعة المذكورون إثنان من المهاجرين وهما المبدوء بهما واثنان من الأنصار وسالم هوابن معقل مولى أبي حذيفة ومعاذ هوابن جبل‏.‏
قال الكرماني‏:‏ يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده‏:‏ أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك‏.‏
وتعقب بأنهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين وقد قتل سالم مولى أبي حذيفة في وقعة اليمامة ومات معاذ في خلافة عمر ومات أبيّ وابن مسعود في خلافة عثمان وقد تأخر زيد بن ثابت وانتهت إليه الرياسة في القراءة وعاش بعدهم زمناً طويلاً‏.‏
فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد جماعة من الصحابة‏.‏
وفي الصحيح في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم القراء وكانوا سبعين رجلاً‏.‏
روى البخاري أيضاً عن قتادة قال‏:‏ سألت أنس بن مالك‏:‏ من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أربعة كلهم من الأنصار‏:‏ أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبوزيد‏.‏
قلت‏:‏ من أبوزيد قال‏:‏ أحد عمومتي‏.‏
وروى أيضاً من طريق ثابت عن أنس قال‏:‏ مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبوزيد‏.‏
وفيه مخالفة لحديث قتادة من وجهين‏:‏ أحدهما التصريح بصيغة الحصر في الأربعة والآخر ذكر أبي الدرداء بدل أبيّ ين كعب‏.‏
وقد استنكر جماعة من الأئمة الحصر في الأربعة‏.‏
وقال المازري‏:‏ لا يلزم من قول أنس لم يجمعه غيرهم أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك لأن التقدير أنه لا يعلم أن سواهم جمعه وإلا فكيف الإحاطة بذلك ككثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد وهذا لا يتم إلا إن كان لقي كل واحد منهم على انفراده وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا في غاية البعد في العادة‏.‏
وإذا كان المرجع إلى ما في علمه لم يلزم أن يكون الواقع كذلك‏.‏
قال‏:‏ وقد تمسك بقول أنس هذا جماعة من الملاحدة ولا متمسك لهم فيه فإنا لا نسلم حمله على ظاهره‏.‏
سلمناه ولمن من أين لهم أن الواقع في نفس الأمر كذلك سلمناه لكن لا يلزم من كون كل فرد جميعه بل إذا حفظ الكل الكل ولوعلى التوزيع كفى‏.‏
وقال القرطبي‏:‏ قد قتل يوم اليمامة سبعون من القراء وقتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ببئر معونة مثل هذا العدد‏.‏
قال‏:‏ وإنما خص أنس الأربعة بالذكر لشدة تعلقه بهم دون غيرهم أولكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم‏.‏
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني‏:‏ الجواب عن حديث أنس من أوجه‏.‏
أحدها‏:‏ أنه لا مفهوم له فلا يلون أن لا يكون غيرهم جمعه‏.‏
الثاني‏:‏ المراد لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بها إلا أولئك‏.‏
الثالث‏:‏ لم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته وما لم ينسخ إلا أولئك‏.‏
الرابع‏:‏ أن المراد بجمعه تلقيه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بواسطة بخلاف غيرهم فيحتمل أن يكون تلقى بعضه بالواسطة‏.‏
الخامس‏:‏ أنهم تصدوا إلى القائه وتعليمه فاشتهروا به وخفي حال غيرهم عمن عرف حالهم فحصر ذلك فيهم بحسب علمه وليس الأمر في نفس الأمر كذلك‏.‏
السادس‏:‏ المراد بالجمع الكتابة فلا ينفي أن يكون غيرهم جمعه حفظاً عن ظهر قلبه وأما هؤلاء فجمعوه كتابة وحفظوه عن ظهر قلب‏.‏
السابع‏:‏ المراد أن أحداً لم يفصح بأنه جمعه بمعنى أكمل حفظه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت آخر آية فلعل هذه الآية الأخيرة وما أشبهها ما حضرها إلا أولئك الأربعة ممن جمع صفات العفووالعذاب وعلم الحشرو الحساب والنبوات‏ "
و قوله"
وهذا من أسباب خوف عمر حين قتل القراء الذين كانوا يحفظون القران، فلو كان القران قد جمع آي كتب كما يدعي المسلمين لما كان هناك مبرر لخوف عمر وآبو بكر من ان يذهب كثيراً من القران بمقتل القراء اي حفظة القران "

يقال فى الرد عليه "
قلت لان المكتوب قد يقع فيه غلط فلا يعول عليه كثيرا
بينما النقل المتواتر تنتفى معه احتمالات السهو و الغلط
فاذا قتل خلق كثير من الصحابة دون ان يجمع القران فى مصحف واحد و يكون جمعه تحت سمع و بصر كبار الصحابة و علماءهم و باتفاقهم على مااثبت فيه
فان ذلك قد يعرض القران لوقوع التحريف و الاختلاف فيه

وقوله"
احتمال أن بعض الآيات لم يتوفر لها شاهدان أو لم يلتفت لها أصلا ، وهذا الاحتمال وارد وفي محله لأن هذا هو المعتاد في مثل هذا النوع من الجمع العشوائي للآيات ، خاصة أن عمر بن الخطاب جاء شاهدا على جملة ادعى قرآنيتها فرفض زيد بن ثابت دمجها في المصحف لأن ابن الخطاب كان وحده ولم يشهد معه رجلٌ آخر !.
اخرج ابن اشته في المصاحف عن الليث بن سعد قال: أول من جمع القران ابو بكر، وكتبه زيد، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية آلا بشاهدي عدل، وان آخر سورة براءة لم توجد آلا مع آبى خزيمة بن ثابت فقال:اكتبوها، فان رسول الله جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب، وان عمر بن الخطاب أتي بآية الرجم فلم يكتبها لانه كان لوحده. راجع السيوطي 1/78 ."
الحديث عن مسالة انه يشترط شاهدين نقول
وأخرج ابن أبي داود أيضاً من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر ولزيد‏:‏ اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من متاب الله فاكتباه‏.‏
رجاله ثقات مع انقطاعه‏
المصدر " الاتقان للسيوطى
قال ابن حجر‏:‏ وكأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب
وقد أخرج ابن أشتة في المصاحف عن الليث بن سعد قال‏:‏ أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية بشاهدي عدل وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع أبي خزيمة بن ثابت فقال‏:‏ اكتبوها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب وإن عمر آتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده‏
حديث مقطوع لان الليث بن سعدليس صحابيا و لم يعاين و لم يشهد جمع القران
انما كان من التابعين على اكثر تقدير ان لم يكن من تابعى التابعين

بل وصح عن عمر انه قال

( 1132 ) -
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ : إنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ قَرَأْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا فَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : مَا نَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَإِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى : عَلَى مَنْ زَنَى ، إذَا أَحْصَنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ . إذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ بَعْدَ قَوْلِهِ أَوْ الِاعْتِرَافُ وَقَدْ قَرَأْنَاهَا { الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ } وَبُيِّنَ فِي رِوَايَةٍ عِنْدَ النَّسَائِيّ مَحَلُّهَا مِنْ السُّورَةِ وَأَنَّهَا كَانَتْ فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ ؛ وَكَذَلِكَ أَخْرَجَ هَذِهِ الزِّيَادَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمُوَطَّإِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ زِيَادَةُ { إذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ نَكَالًا مِنْ اللَّهِ وَاَللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } وَفِي رِوَايَةٍ " لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَكَتَبْتهَا بِيَدِي " وَهَذَا الْقِسْمُ مِنْ نَسْخِ التِّلَاوَةِ مَعَ بَقَاءِ الْحُكْمِ ، وَقَدْ عَدَّهُ الْأُصُولِيُّونَ قِسْمًا مِنْ أَقْسَامِ النَّسْخِ
سبل السلام للصنعانى باب حد الزنا اية الرجم
فقوله لولا ان يقول الناس زاد عمر فى كتاب الله
دل على ان الاية كانت مما نسخ رسمه و ليست مما استقر فى العرضة الاخرة
و قوله" قرانها ووعينها و رجم رسول الله و رجمنا بعده " يدل على انها ايه مشهورة معروفة محفوظة و ليس مما اختص عمر بمعرفته كما يزعم الزاعمون

و قوله" عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما قتل أهل اليمامة أمر أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت فقال : اجلسا على باب المسجد فلا يأتينكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه يشهد عليه رجلان إلا أثبتماه ، وذلك لأنه قتل باليمامة ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قد جمعوا القرآن. كنز العمال ح 2 ص 572 حديث 4755 و4754.
هل جملة ( فلا يأتينكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه ) ممكن ان تدل أن بعض الآيات كانت تكتب من غير شاهدين وبعضها كانت تحتاج لشاهدين لأن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت لم يسمعا بـها بعد !.

سؤال: هل وجود شاهدي عدل يعني ان القوم كانوا قادرين على ان يأتوا بمثل هذا القران ؟{ لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا آلا اساطير الأولين} أنفال 31- ان ضرورة وجود شاهدين عدل يشهدا على ان القران الذي سمعاه من فيه النبي لا يتماشى مع قول القران {لئن اجتمعت الأنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القران لا يأتوا بمثله}.

وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آيه آلا بشاهدين ، وان أخر سورة براءة لم توجد آلا مع ابي خزيمة بن ثابت فقال: أكتبها ان رسول الله قد جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب، وان عمر أتا بآية الرجم فلم يكتبها لانه كان وحده راجع الاتقان 1/78.
و للجواب نقول
قد تقدم الحديث عن قوله" عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما قتل أهل اليمامة أمر أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت فقال : اجلسا على باب"الحديث
انه فيه انقطاع فان عروة بن الزبير لم يشهد جمع القران
و لم يسند هذا الكلام الى من شهدجمع القران
فان المعول عليه فى اثبات الايات ضمن العرضة الاخره هوالنقل
المتواتر و ليس شهادة واحد او اثنين ان هذه الاية المكتوبة كتبت فى عهد النبى و تحت سمعه و بصره
و انما كان طلب الايات مكتوبة كان من باب الاحتياط و لم يكن شرطا
مثل قول زيد فى شان الاية التى وجدها عند أبي خزيمة الأنصاري"، لم أجدها مع غيره"
فاثبتها لانها متواترة و ان كانت ليست موجودة مكتوبة مع غيره
و قد اتفق بحمد الله و منته ان كانت العرضة الاخرة كلها مسطورة
اما مايروى من ان عمر اراد ان يدخل اية الرجم
فالرد عليه فى مقامين
الاول هو ان هذه الرواية لا يصح سندها لانقطاعه
الثانى هو بتقدير ان عمر اراد ادراجها لعدم علمه انها ممانسخ تلاوته
و منع من ذلك لعلم زيد و غيره ممن كانوا شهداءا على العرضة الاخرة انهامما نسخ تلاوته
و يؤيد ذلك
ما اخرجه الزمخشرى عن زر بن حبيش
واخرج الزمخشري عن ذر بن حبيش قال: قال لي ابي بن كعب: كم تعدون سورة الأحزاب؟.قلت: ثلاثاً وسبعين آية قال: فوالدي يحلف به ابي بن كعب ان كانت لتعدل سورة البقرة ، أو أطول،ولقد قرأنا منها آية الرجم .(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز الإتقان للسيوطي 2/3.
قوله ان كانت لتعدل سورة البقرة اى قبل نسخ تلاوتها
و كان فى جملة مانسخ تلاوته اية الرجم
قوله" هل جملة ( فلا يأتينكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه ) ممكن ان تدل أن بعض الآيات كانت تكتب من غير شاهدين وبعضها كانت تحتاج لشاهدين لأن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت لم يسمعا بـها بعد"
قلت تقدم الحديث ان هذا حديث فيه انقطاع كما قال السيوطى
و المقصود من قوله تنكرانه اى لم تسمعا به و هذا بعيد جدا لان زيد بن ثابت كان ممن جمع القران فى صدره كما تقدم
و قد يحمل قول الصديق بتقدير صحة نسبة هذا القول اليه
على انه اراده على سبيل التقدير بمعنى بتقدير ان هناك من جاء و معه شاهدين الخ
فعليه ان يثبته ضمن العرضة الاخرة
و ان لم يسمع بها زيد
و معنى ذلك ان منهج الصديق كان يعتبر ذلك كافيا للتثبت من صحة ثبوت الايات فى العرضة الاخرة
و لا يلزم من ذلك وقوعه فى الحقيقة من ان هناك من اتى بقران مستقر فى العرضة الاخرة لم يسمع به زيد
و قوله سؤال: هل وجود شاهدي عدل يعني ان القوم كانوا قادرين على ان يأتوا بمثل هذا القران ؟{ لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا آلا اساطير الأولين} أنفال 31- ان ضرورة وجود شاهدين عدل يشهدا على ان القران الذي سمعاه من فيه النبي لا يتماشى مع قول القران {لئن اجتمعت الأنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القران لا يأتوا بمثله}.
قلنا ان الذى كان يثبته زيد فى المصحف هو ما استقر فى العرضة الاخرة
و ليس كل ما نزل من القران
فكان من ياتى بصحيفة وومعه شاهدغيره ان ذلك كتب فى عهد النبى"
بشرط ان يكون مما استقر فى العرضة الاخرة
كان يثبته بخلاف من جاء بصحيفة نسخ تلاوة محتواها
وكان اشتراط الصحيفة و الشاهدان
او صحيفة وشاهد
من باب الاحتياط
فقد تقدم ان العرضة الاخيرة حفظ كل جزء منها عن النبى عدد يحصل التواتر باقل منهم
و قد اتفق بحمد الله ان كل جزء من العرضة الاخرة الى جانب النقل المتواتر به كان مكتوبا و هناك من يشهد انه مكتوب بين يدى النبى
قال احمد بن حجر العسقلانى
الشاهدان هما الحفظ و الكتاب
و قوله
"
قال أبو بكر بن ابي داود في المصاحف : عن ابن شهاب، قال : بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير، فقتل علماؤه يوم اليمامة، الذين كانوا قد وعوه، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب، فلما جمع أبو بكر وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحد بعدهم، وذلك فيما بلغنا حملهم على أن يتتبعوا القرآن، فجمعوه في الصحف في خلافة ابي بكر خشية أن يقتل رجال من المسلمين في المواطن معهم كثير من القرآن فيذهبوا بما معهم من القرآن، فلا يوجد عند أحد بعدهم، فوفق الله تعالى عثمان، فنسخ ذلك الصحف في المصاحف، فبعث بها الى الأمصار، وبثها في المسلمين
يقال فى الجواب عليه"
قوله عن ابن شهاب
هو محمد بن شهاب الزهرى
و الحديث فيه انقطاع لان الزهرى لم يشهد جمع القران و لم يعيه وهو من التابعين
و قوله" بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير، فقتل علماؤه يوم اليمامة، الذين كانوا قد وعوه، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب "
يمكن حمله على انه قران ليس من العرضة الاخرة فهذا ما يوحى به قوله"قران كثير"
و انه مما نسخ تلاوته
و قوله"
فقد أخرج ابن الأنباري في المصاحف : " من طريق سليمان بن أرقم عن الحسن وابن سيرين وابن شهاب الزهري وكان الزهري أشبعهم حديثا قالوا : لما أسرع القتل في قراء القرآن يوم اليمامة قتل معهم يومئذ أربعمائة رجل لقي زيد بن ثابت عمر بن الخطاب فقال له : إن هذا القرآن هو الجامع لديننا فإن ذهب القرآن ذهب ديننا وقد عزمت على أن أجمع القرآن في كتاب ، فقال له : انتظر حتى نسأل أبا بكر ، فمضيا إلى أبى بكر فأخبراه بذلك ، فقال : لا تعجل حتى أشاور المسلمين ثم قام خطيبا في الناس فأخبرهم بذلك ، فقالوا : أصبت فجمعوا القرآن وأمر أبو بكر مناديا فنادى في الناس من كان عنده من القرآن شيء فليجئ به ، قالت حفصة : إذا انتهيتم إلى هذه الآية فاخبروني {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}(البقرة/238). فلما بلغوا إليها قالت : اكتبوا ( والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر ) ، فقال لها عمر : ألك بـهذا بينة ؟ قالت : لا ، قال: فوالله لا ندخل في القرآن ما تشهد به امرأة بلا إقامة بينة ، وقال عبد الله بن مسعود : اكتبوا ( والعصر إن الإنسان ليخسر وانه فيه إلى آخر الدهر ) فقال عمر : نحوا عنا هذه الأعرابية " [1].الدر المنثور ج 1 ص 302 طبعة دار المعرفة

و فى الجواب على ذلك نقول "
قوله و قالت حفصة"اكتبوا و الصلاة الوسطى صلاة العصر"
فهذا بطريق الواحد
و الراجح فيه انه شرح للاية و ليس من الاية
فبتقدير ثبات هذا من جهة النقل فهذا وهم منها رضى الله عنها و كذلك قول ابن مسعود" والعصر إن الإنسان ليخسر وانه فيه إلى آخر الدهر "
فان هذا ورد بطريق الواحد و لعله احد الاحرف السبعة غير العرضة الاخرة
و التى تواتر النقل بها
ووفقا لها امر الشيخان زيد بن ثابت بجمع القران
قال ابن تيمية رحمه الله
ثبت فى الصحاح عن عائشة و ابن عباس رضى الله عنهم ان جبريل كان يعارض النبى بالقران مرة كل عام فلما كان العام الذى قبض فيه عارضه به مرتين"
و العرضة الاخيرة هى قراءة زيد بن ثابت و غيره و هى التى امر الخلفاء الراشدون ابو بكر و عمر و عثمان و على بكتابتها فى المصاحف و كتبها ابو بكر و عمر فى خلافة ابى بكر فى صحف امر زيد بكتابتها
ثم امر عثمان فى خلافته بكتابتها فى المصاحف و ارسالها الى الامصار. انتهى
مجموع الفتاوى المجلد13
صفحة213
395/12
و قوله" قرر كثير من علماء المسلمين أن المصحف الذي جمع في زمن أبي بكر كان أكبر حجما من حجم مصحفنا بستة أضعاف ، وذلك لاشتماله على الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن وهذا قد نص عليه عدّة ممن تطرق لذكر الفروق بين الجمعين الأول في زمن أبي بكر والثاني في زمن عثمان ، قال في الإتقان :
قال القاضي الباقلاني في الانتصار لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن وإلغاء ما ليس كذلك وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل أثبت مع تنـزيل ولا منسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته وحفظه خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد ، وذكر كلام المحاسبي مثله ومن قبل القاضي ذكر كلام ابن تين وغيره وكلهم سواء في المعنى. الاتقان 1/60."
فى الرد عليه مقامين
الاول
فان هذا كلام عار من الادلة
فان الثابت فى الصحيح ان عثمان انتسخ نسخا من المصحف الذى كان عند حفصة و جمع فى عهد الشيخين
‏قدم على ‏ ‏عثمان بن عفان ‏ ‏وكان ‏ ‏يغازي أهل ‏ ‏الشام ‏ ‏في فتح ‏‏ أرمينية ‏ ‏وأذربيجان ‏ ‏مع أهل ‏ ‏العراق ‏ ‏فرأى ‏ ‏حذيفة ‏ ‏اختلافهم في القرآن فقال ‏ ‏لعثمان بن عفان ‏ ‏يا أمير المؤمنين ‏ ‏أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏فأرسل إلى ‏ ‏حفصة ‏ ‏أن أرسلي إلينا بالصحف ‏ ‏ننسخها ‏ ‏في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت ‏ ‏حفصة ‏ ‏إلى ‏ ‏عثمان ‏ ‏بالصحف فأرسل ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏وسعيد بن العاص ‏ ‏وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ‏ ‏وعبد الله بن الزبير ‏ ‏أن انسخوا الصحف في المصاحف وقال ‏ ‏للرهط ‏ ‏القرشيين ‏ ‏الثلاثة ما اختلفتم أنتم ‏ ‏وزيد بن ثابت ‏ ‏فاكتبوه بلسان ‏ ‏قريش ‏ ‏فإنما نزل بلسانهم حتى نسخوا الصحف في المصاحف بعث ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى كل ‏ ‏أفق ‏ ‏بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوا ‏
‏قال ‏ ‏الزهري ‏ ‏وحدثني ‏ ‏خارجة بن زيد بن ثابت ‏ ‏أن ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏قال ‏ ‏فقدت آية من سورة ‏ ‏الأحزاب ‏ ‏كنت أسمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقرؤها ‏فالتمستها فوجدتها مع ‏ ‏خزيمة بن ثابت ‏ ‏أو ‏ ‏أبي خزيمة ‏ ‏فألحقتها في سورتها
و المقام الثانى
انه ما عناه القاضى ابو بكر الباقلانى
ان عثمان لم يكرر ما فعله ابو بكر انما جمع الناس على احد الاحرف و هذا الحرف هو الذى وفقه له جمع القران فى عهد ابو بكر الصديق رضى الله عنه
و قوله"
"}
أن آيات القرآن جمعت ودمجت في هذا المصحف بشهادة رجلين، أي بخبر الآحاد ، فلا تواتر !
كيف يكون القرآن متواترًا كله مع ما يروى من وجود بعض الآيات عند الواحد من الصحابة
يقال فيه
اولا قوله بشهادة رجلين اى بخبر الاحاد ينم عن جهله بمدلولات الالفاظ فالخبر الاحاد هو خبر الواحد لا خبر الاثنين
ثانيا
لم يثبت شىء فى المصحف الذى جمع الا بالنقل المتواتر
و قضية الشاهدين
و الذى قيل فيه انه الشاهد و الكتاب
انما ليشهد ان ذلك الكتاب كتب بين يدى النبى
فانهم لم يكونوا يثبتوا اية الااذا وجودها مكتوبة و ذلك احتياطا منهم
لكن نفس العرضة الاخرة فالنقل بها متواتر عن النبى
و زيد نفسه كان ممن جمع القران فى صدره و فى الصحيح انه كان يجمع القران من صدور الرجال و بجانب ذلك الرقاع و الاكتاف الخ
وقد نقل البخارى وغيره حديث زيد عن كيفية جمعه للقران لما كلفه ابو بكر وعمر بذلك، قال (فتتبعت القران اجمعه من العسب والقحاف وصدور الرجال)
و قوله" عن عائشة قالت: ان آية الرجم والرضاعة نزلتا ن 000 وكان القرطاس المكتوبتان فيه تحت فراشي . ومات رسول الله حينئذ. وفيما انا منشغلة بموته دخلت بهيمة واكلت القرطاس .راجع المحاضرات 2/250 سنن ابن ماجة باب إرضاع الكبير مسند احمد 6/269 وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة .
يقال فيه"
فان هذا الذى كان فى تلك الصحيفة مما نسخ تلاوته كما تقدم
و قوله
"
وناهيك بحديث : « أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها » . من الأحاديث المتواترة بين المسلمين"
قول ان دل على شىء دل على جهل صاحبه
فان هذا الحديث لا يصح فضلا عن ان يكون متواترا
انظر مجموع الفتاوىالمجلد الرابع
410/4
و الموضوعات لابن الجوزى
و الترمذى"و قال حديث غريب منكر "
و قوله"
"
سؤال خطير نجد الإجابة عليه في رواية آبى ذر الغفاري حين قال: {لما توفى رسول الله جمع علي القران وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله فلما فتحه ابو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر فقال: ياعلي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه علي وانصرف ثم احضر زيد بن ثابت وكان قارئاً للقران فقال له عمر: جاءنا بالقران وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا ان نؤلف قران ونسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار فجاوبه زيد إلى ذلك ثم قال: فان انا فرغت من القران على ما سألتم واظهر علي كل ما فعلتم ، قال عمر فما الحيلة؟ قال زيد انتم اعلم بالحيلة ، قال عمر ما الحلية دون ان نقتله ونستريح منه فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك. راجع الاحتجاج للطبرسي باب جمع القران.
رواية آبى ذر هذه تؤيدها وتؤكدها حادثة محاولة قتل علي على يد خالد بن الوليد بآمر من ابو بكر الصديق والتي ذكرتها كتب الفريقين -السنة والشيعة-
روى سفيان بن عيينة والحسن بن صالح بن حي وآبو بكر بن عياش وشريك بن عبد الله وجماعة من الفقهاء ان آبا بكر الصديق آمر خالد بن الوليد فقال: إذا انا فرغت من صلاة الفجر وسلمت فاضرب عنق علي فلما صلى بالناس في آخر صلاته ندم على ما كان منه فجلس في صلاته مفكراً حتى كادت الشمس ان تطلع ثم قال: يا خالد لا تفعل ما امرتك. راجع الاستغاثة 19-21والايضاح للنيسابوري 80-8"
ادعاء باطل
و من يقول به فقد اعظم الفرية على اصحاب النبى صلى الله عليه و سلم
فهذا قول لا يقوله الا زنديق من زنادقة الرافضة و لا يصح نسبته الى ابى ذر الغفارى و لاغيره.
و الطبرسى هذا هو أحمد بن أبي طالب الطبرسي "
من علماء الرافضة
بل ان الرافضة يحملون هذا الكلام على ان الذى اسقطه زيد هو تاويل الامام على للقران بزعمهم
من جنس تبت يدا ابى لهب اى ابو بكر و عمر الى ما سوى ذلك من اباطيلهم

و كذبه معلوم ببداهة العقول
فان من يقول ان اصحاب النبى تواطؤا على اختلاق شىء من القران و اسقاطه
فانه من الممكن ان يقال ذلك فى غيره من الانبياء
كالمسيح و حوارييه
فان قالوا ان المسيح اله و الحواريين رسله
قيل و هذا القدر من الممكن ان يقال فيه ان الحواريين تواطؤا عليه
فزعموا ان المسيح قال لهم انا ربكم الاعلى و هم رسله!
و بذلك يمكن القدح فى جميع الشرائع
و قوله"
وعن يحيى بن عبد الله بن حاطب قال :" أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم شيئاً من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح ، والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان ، فقتل وهو يجمع ذلك إليه ، فقام عثمان فقال : من كان عنده من كتاب الله شيئا فليأتنا به ، وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان."
فهذا لا يصح لان الذى ثبت فى الصحيح هو ان القران جمع فى خلافة ابى بكر
و كل قول فيه ان القران جمع بعد ابى بكر فهو كذب
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف بسند حسن عن عبد خير قال‏:‏ سمعت علياً يقول‏:‏ أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر رحمة الله على أبو بكر هوأول من جمع كتاب الله‏
وأخرج ابن أبي داود من طريق الحسن أن عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل‏:‏ كانت مع فلان قتل يوم اليمامة‏.‏
فقال‏:‏ إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف‏.‏
إسناده منقطع والمراد بقوله فكان أول من جمعه أي أشار بجمعه‏
الاتقان فى علوم القران
وفي مغازي موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال‏:‏ لما أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة فأقبل الناس بما كانوا معهم عندهم حتى جمع على عهد أبي بكر في الورق فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في المصحف‏

الاتقان فى علوم القران
هذا بالاضافة للحديث الصحيح الذى ذكره البخارى فى كتاب فضائل القران باب جمع القران
‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏ابن السباق ‏ ‏أن ‏ ‏زيد بن ثابت الأنصاري ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏وكان ممن يكتب الوحي ‏ ‏قال أرسل إلي ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏مقتل ‏ ‏أهل اليمامة ‏ ‏وعنده ‏ ‏عمر ‏ ‏فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏إن ‏ ‏عمر ‏ ‏أتاني فقال إن القتل قد ‏‏ استحر ‏ ‏يوم ‏ ‏اليمامة ‏ ‏بالناس وإني أخشى أن ‏ ‏يستحر ‏ ‏القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه وإني لأرى أن تجمع القرآن قال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏قلت ‏ ‏لعمر ‏ ‏كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏هو والله خير فلم يزل ‏ ‏عمر ‏ ‏يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى ‏ ‏عمر ‏ ‏قال ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏وعمر ‏ ‏عنده جالس لا يتكلم فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة ‏ ‏التوبة ‏ ‏آيتين مع ‏ ‏خزيمة الأنصاري ‏ ‏لم أجدهما مع أحد غيره
لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم
‏إلى آخرهما وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏حتى توفاه الله ثم عند ‏ ‏عمر ‏ ‏حتى توفاه الله ثم عند ‏ ‏حفصة بنت عمر
















جمع الناس فى عهد عثمان رضى الله عنه على
على قراءة واحدة




روى البخاري عن أنس :« أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال لعثمان: أدرك الاَُمّة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل إلى حفصة : أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ، ثمّ نردّها إليك ؛ فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف . وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن ، فأكتبوه بلسان قريش فإنّه إنما نزل بلسانهم ، ففعلوا، حتّى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كلّ أُفقٍ بمصحف ممّا نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفةٍ ومصحفٍ أن يحرق
فان عثمان اراد ان يجمع الناس على احد الاحرف الا و هو العرضة الاخرة
و منع من سائر الاحرف الاخرى خشية الاختلاف
و كانت العرضة الاخرة جمع المصحف وفقا لها فى خلافة ابو بكر
و العلة من ذلك
قال ابن جرير الطبري في تفسيره بسنده عن أبي قلابة : " لـما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل و المعلم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين ، قال أيوب : فلا أحسبه إلا قال : حتى كفّر بعضهم بقراءة بعض " [1].جامع البيان للطبري ج 1/21.

وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : " وفي رواية عمارة بن غزية أن حذيفة قدم من غزوة فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان فقال : يا أمير المؤمنين أدرك الناس ! قال : وما ذاك ؟ قال : غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرؤون بقراءة أبي ابن كعب فيأتون بـما لم يسمع أهل العراق و إذا أهل العراق يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود فيأتون بـما لم يسمع أهل الشام فيكفر بعضهم بعضا ".
وقال أيضا " ومن طريق محمد بن سيرين قال : كان الرجل يقول لصاحبه : كفرت بـما تقول . فرفع ذلك إلى عثمان فتعاظم في نفسه ، وفنده ابن أبى داود أيضا من رواية بكير بن الأشج أن ناسا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال : ألا إني أكفر بـهذه ففشا ذلك في الناس . فتح الباري شرح صحيح البخاري ج 9/22 حديث 4702
فكان جمع الناس على احد الاحرف هو سياسة راشده منه رضى الله عنه
و باقى الاحرف ما هى الا نظير للعرضة الاخرة
و قد نبه النبى على ان المطلوب القراءة و فق ما تيسر من الاحرف و ليس جميعها
و قال البخارى
‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن عفير ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏الليث ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عقيل ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عروة بن الزبير ‏ ‏أن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏وعبد الرحمن بن عبد القاري ‏ ‏حدثاه أنهما سمعا ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏يقول ‏
‏سمعت ‏ ‏هشام بن حكيم بن حزام ‏ ‏يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فكدت ‏ ‏أساوره ‏ ‏في الصلاة فتصبرت حتى سلم ‏ ‏فلببته ‏ ‏بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت كذبت فإن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة ‏ ‏الفرقان ‏ ‏على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أرسله اقرأ يا ‏ ‏هشام ‏ ‏فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا ‏ ‏عمر ‏ ‏فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كذلك أنزلت ‏ ‏إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه


و قوله"قال زيد : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف ، قد كنتُ أسمع رسول الله يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) (الأحزاب: 23) فألحقناها في سورتها في المصحف» . راجع : صحيح البخاري 6 : 315 9"
يؤيد ان ان القران حفظه عن النبى زيد و غيره
و انهم لما راجعوا المصحف الذى كان لدى حفصة افتقدوا الاية
لانها مستقرة فى صدورهم و ان كان سقوطها من المصحف وقع سهوا
و ليس المقصود ان الحفاظ نسوها
فلما راجعوا المصحف علموا بحفظهم ان هناك اية ساقطةمن المصحف
و الصاحبى الذى وجدوا عنده الاية مكتوبه غير الذى وجدوا عنده اخر التوبة
فهذا هوخزيمة بن ثابت الانصارى
اما الذى وجدوا معه اخر التوبة
هو ابو خزيمة الانصارى
و هذا يدل ان المعتبر لديهم هو النقل المتواتر لايات القران و ان وجوده مكتوبا كان فقط من باب الاحتياط
قوله"أمورا خطيرة أحدثها عثمان في القران أثناء جمعه له التغاضي عنها يعتبر خيانة للدين وللتاريخ .
الذي يفهم من رواية البخاري هو أنـهم نسخوا المصحف العثماني من جمع أبي بكر ، وهذا لا يمكن قبوله بـهذه البساطة لأمور :

1-
قالوا إن جمع أبي بكر كان يشتمل على الأحرف السبعة ومصحف عثمان ينقص عنه بستة أضعاف ، فكيف يصح القول أن المصحف العثماني كان مجرد نسخة عن جمع أبي بكر"
فهذا اولا تطاول احمق جاهل
ثانيا
فهذا قول عار من الصحة انما جمع القران وفقا لاحد الاحرف فى عهد ابو بكرو هو العرضة الاخرة
و لكن لم يمنع الناس من القراءة وفقا لباقى الاحرف الا فى زمن عثمان للاسباب السابق ذكرها
قال ابن قيم الجوزية : " ومن ذلك جمع عثمان رضي الله عنه الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة ، التي أطلق لهم رسول الله القراءة بـها لما كان ذلك مصلحة [2]، فلما خاف الصحابة على الأمة أن يختلفوا في القرآن ورأوا أن جمعهم على حرف واحد أسلم وأبعد من وقوع الاختلاف ، فعلوا ذلك ومنعوا الناس من القراءة بغيره " [3].الطرق الحكمية في السياسة الشرعية

و قوله"قال د فهد عبد الرحمن الرومي استاذ الدراسات القرانية في كلية المعلمين بالرياض:" إن جمع أبي بكر (رض) على الأحرف السبعة ، أما جمعه في عهد عثمان فقد كان على حرف واحد ". راجع : دراسات في علوم القران الكريم ."
فهو قول عار من الادلة
و قد تقدم ان جمع القران كان وفقا للعرضة الاخرة و هى احد الاحرف السبعة















موقف عبد الله بن مسعود رضى الله عنه من جمع الناس
على احد الاحرف السبعة




بتقدير صحة ما نسب الى بن مسعود فهو رأى بن مسعود و لا نعتقد صوابه بل الصواب فيما فعله عثمان
و القراءة وفقا للاحرف السبعة غير ضرورية لقول النبى فاقرؤا ما تيسر منه
فكل حرف هو بديل للاخر و نظيره و ليس غيره
و موقف ابن مسعود من جمع الناس على احد الاحرف كموقف زيد بن ثابت من جمع القران ابتداءا
فهل يقول عاقل ان موقف زيدبن ثابت من جمع القران هو الصواب؟ بدعوى ان النبى لم يفعله؟
كما ان ابن مسعود من الصحابة الذين تروى عنهم قراءة القران وفقا للرسم العثمانى
و قراءة بن مسعود هى قراءة ابو بكر شعبة بن عياش عن عاصم بن ابى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود
كما ان قراءة ابى بن كعب هى
رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الاسدى الكوفى لقراءة عاصم بن ابى النجود الكوفى التابعى عن ابى عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمى
عن عثمان بن عفان و على ابن ابى طالب و زيد بن ثابت و ابى بن كعب
و قوله"نذكر هنا ما ورد في الصحيحين البخاري ومسلم في القران.
عن عبدالله... (وما اُوتوا من العلم إلاّ قليلاً) قال الاعمش: هكذا في قراءتنا. والمذكور في المصاحف الشريفة: (وما أُوتيتم). صحيح البخاري رقم : 125.
عن ابن عباس: كان عكاظ و... فنزلت: (ليس عليكم جناج ان تبتغوا فضلاً من ربّكم في مواسم الحج. صحيح البخاري رقم 1945 كتاب البيوع .
وعن انس... فكنا نقرأ: (ان بلغوا قومنا ان قد لقينا ربّنا فرضي عنا وأرضانا) ثم نسخ بعد... صحيح البخاري رقم 2647 كتاب الجهاد. صحيح مسلم 5: 85. صحيح البخاري رقم 1328.
وعنه أُنزل في الذين قتلوا في بئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد: (بلغوا قومنا ان قد لقينا ربّنا فرضي عنا ورضينا عنه). صحيح البخاري 2659 كتاب الجهاد .
وقرأ ابن عباس: (امامهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصباً وأما الغلام فكان كافرا وكان ابواه مؤمنين.
وفي صحيح مسلم مثله بزيادة: سفينة صالحة. صحيح البخاري ذيل 3220 كتاب الانبياء صحح مسلم 15: 142.
عن علقمة... فقرأت عليه: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى والذكر والاَُنثى) قال والله أقرأنيها رسول الله من فيه الى في . صحيح البخاري رقم 3532 كتاب فضائل الصحابة، وانظر صحيح مسلم 6: 109
عن ابن عباس: قال عمر لقد خشيت ان يطول بالناس زمان حتّى يقول قائل: لا نجد الرجم في كتاب الله... صحيح البخاري رقم 6441 كتاب المحاربين .
وعن عكرمة... قال: لولا ان يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي. صحيح البخاري بعد رقم 6748 كتاب الاحكام.
عن عمر ـ في حديث طويل ـ ثم انّا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: (أن لا ترغبوا عن ابائكم فانّه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم) أو (أن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم…). صحيح البخاري رقم 6442 كتاب المحاربين .
عن أبي يونس... فأملت عائشة عليَّ (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) قالت عائشة: سمعتها من رسول الله. صحيح مسلم 1: 130، سنن النسائي 1: 236.
عن عائشة انّها قالت كان فيما اُنزل من القرآن: (عشر رضعات معلومات يحرمن) ثم نسخ بخمس معلومات، فتوفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن. صحيح مسلم 10: 29 و30 كتاب الرضاع سنن ابى داود 2: 230.
عن عمر بن الخطاب... فكان مما أُنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلنا، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فاخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل: مانجد الرجم في كتاب الله... وانّ الرجم في كتاب الله حق. صحيح مسلم 11: 191 كتاب الحدود.
و فى الرد على ذلك نقول
قال الامام النووى رحمه الله
‏وقولها : ( فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ ) ‏
‏هو بضم الياء من ( يقرأ ) ومعناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدا حتى أنه صلى الله عليه وسلم توفي وبعض الناس يقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآنا متلوا لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى
و قد تقدم الكلام عن اية الرجم
اما مايروى عن ابن عباس فهذا بطريق الواحد و لعله احد الاحرف السبعة غير العرضة الاخيرة

و قوله"



عن عائشة: لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها. صحيح البخاري رقم 1945 كتاب النكاح.
هذا ما جاء في صحيح البخاري ومسلم . اصح كتابين بعد القران كما اجمع علية العلماء الأفاضل
"
القول فيه يكون فى مقامين
الاول ان ما تقدم ذكره ليس من العرضة الاخرة
الثانى"هو اما ان يكون احد الاحرف الاخرى او مما نسخ تلاوته
كديث اية الرجم و الصحيفة التى اكلها الداجن و حديث سورة الاحزاب التى كانت تعدل سورة البقرة

و قوله" عن عائشة: لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها. صحيح البخاري رقم 1945 كتاب النكاح.
هذا ما جاء في صحيح البخاري ومسلم . اصح كتابين بعد القران كما اجمع علية العلماء الأفاضل
"
القول فيه يكون فى مقامين
الاول ان ما تقدم ذكره ليس من العرضة الاخرة
الثانى"هو اما ان يكون احد الاحرف الاخرى او مما نسخ تلاوته
كديث اية الرجم و الصحيفة التى اكلها الداجن و حديث سورة الاحزاب التى كانت تعدل سورة البقرة
و قوله"
قوله"- قال ابوعبيد في فضائل القرآن : حدثنا حجاج، عن هارون بن موسى، قال أخبرني الزبير بن خريت، عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيه حروفا من اللحن، فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال ستعربها بالسنتها، لو أن الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف. فضائل القرآن ج
نورد فى الرد عليه كلام شيخ الاسلام الامام ابن تيمية"
قال شيخ الاسلام بن تيمية
وهذه الصحيفة التي أخذها من عند حفصة هي التي أمر أبو بكر وعمر بجمع القرآن فيها لزيد بن ثابت، وحديثه معروف في الصحيحين وغيرهما، وكانت بخطه؛ فلهذا أمر عثمان أن يكون هو أحد من ينسخ المصاحف من تلك الصحف، ولكن جعل معه ثلاثة من قريش ليكتب بلسانهم، فلم يختلف لسان قريش والأنصار إلا في لفظ ‏:‏ ‏(‏التابوه‏)‏، و‏(‏التابوت‏)‏، فكتوبه‏:‏ ‏(‏التابوت‏)‏ بلغة قريش‏.‏
وهذا يبين أن المصاحف التي نسخت كانت مصاحف متعددة، وهذا معروف مشهور، وهذا مما يبين غلط من قال في بعض الألفاظ‏:‏ إنه غلط من الكاتب، أو نقل ذلك عن عثمان، فإن هذا ممتنع لوجوه‏:‏
منها‏:‏ تعدد المصاحف، واجتماع جماعة على كل مصحف، ثم وصول كل مصحف إلى بلد كبير فيه كثير من الصحابة والتابعين يقرؤون القرآن ويعتبرون ذلك بحفظهم، والإنسان إذا نسخ مصحفاً غلط في بعضه عرف غلطه بمخالفة حفظه القرآن وسائر المصاحف، فلو قُدِّرَ أنه / كتب كاتب مصحفاً ثم نسخ سائر الناس منه من غير اعتبار للأول والثاني، أمكن وقوع الغلط في هذا، وهنا كل مصحف إنما كتبه جماعة ووقف عليه خلق عظيم ممن يحصل التواتر بأقل منهم، ولو قُدِّر أن الصحيفة كان فيها لحن فقد كتب منها جماعة لا يكتبون إلا بلسان قريش، ولم يكن لحناً، فامتنعوا أن يكتبوه إلا بلسان قريش، فكيف يتفقون كلهم على أن يكتبوا‏:‏ ‏{‏إِنْ هَذَانِ‏}‏، وهم يعلمون أن ذلك لحن لا يجوز في شيء من لغاتهم، أو‏:‏ ‏{‏وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ‏}‏، وهم يعلمون أن ذلك لحن، كما زعم بعضهم‏.‏
قال الزجاج في قوله‏:‏ ‏{‏وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ‏}‏‏:‏ قول من قال‏:‏ إنه خطأ ـ بعيد جداً، لأن الذين جمعوا القرآن هم أهل اللغة والقدوة، فكيف يتركون شيئاً يصلحه غيرهم، فلا ينبغي أن ينسب هذا إليهم، وقال ابن الأنباري‏:‏ حديث عثمان لا يصح؛ لأنه غير متصل ومحال أن يؤخر عثمان شيئا ليصلحه من بعده‏.‏
قلت‏:‏ومما يبين كذب ذلك‏:‏ أن عثمان لو قدر ذلك فيه، فإنما رأي ذلك في نسخة واحدة، فإما أن تكون جميع المصاحف اتفقت على الغلط، وعثمان قد رآه في جميعها وسكت؛ فهذا ممتنع عادة وشرعًا من الذين كتبوا، ومن عثمان، ثم من المسلمين الذين وصلت إليهم المصاحف ورأوا ما فيها، وهم يحفظون القرآن، ويعلمون أن فيه لحناً / لا يجوز في اللغة، فضلاً عن التلاوة،وكلهم يقر هذا المنكر لا يغيره أحد، فهذا مما يعلم بطلانه عادة، ويعلم من دين القوم الذين لا يجتمعون على ضلالة، بل يأمرون بكل معروف وينهون عن كل منكر أن يدَعوا في كتاب اللّه منكراً لا يغيره أحد منهم، مع أنهم لا غرض لأحد منهم في ذلك، ولو قيل لعثمان‏:‏ مر الكاتب أن يغيره؛ لكان تغييره من أسهل الأشياء عليه‏.‏
فهذا ونحوه مما يوجب القطع بخطأ من زعم أن في المصحف لحناً أو غلطاً، وإن نقل ذلك عن بعض الناس ممن ليس قوله حجة، فالخطأ جائز عليه فيما قاله، بخلاف الذين نقلوا ما في المصحف وكتبوه وقرؤوه فإن الغلط ممتنع عليهم في ذلك، وكما قال عثمان‏:‏ إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش، وكذلك قال عمر لابن مسعود‏:‏ أقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل؛ فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل‏
مجموع الفتاوى المجلد الخامس عشر تفسير سورة طه
قلت و قد يحمل قول عثمان بتقدير صحة نسبته اليه على
ماوقع فى المصحف من الفاظ رسمها يخالف طريقة النطق حيث ان هناك حروف تنطق ولا تكتب اوتكتب ولا تنطق اوتكتب على غير ما تنطق

و مثال ذلك كلمة" الربوا"فان واو الربوا لا تنطق فتصير "الربا"
و كذلك قوله تعالى " و الله مع الصبرين" فان كلمة الصبرين تنطق الصابرين بوضع الف بعد الصاد
و كذلك"قوله تعالى وو اورثنها قوم اخرين"سورة الدخان
فانها تقرا باضافة الف بعد النون فتصير "و اورثناها
و يؤيد ذلك ماذكره الشيخ ابو عمر الدانى فى كتاب المقنع فى رسم مصاحف الامصار حيث قال"
فأن قال قائل فما تقول في الخبر الذي رويتموه عن يحيى بن يعمر وعكرمة مولى ابن عباس عن عثمان رضي الله عنه إن المصاحف لما نّسخت عُرضت عليه فوجد فيها حروفا من اللحن فقال اتركوها فأن العرب ستقيمها أو ستعربها بلسانها إذ يدل على خطأ في الرسم قلت هذا الخبر عندنا لا يقوم بمثله حجة ولا يصح به دليل من جهتين أحدهما انه مع تخليط في إسناده واضطراب في ألفاظه مرسل لأن ابن يعمر وعكرمة لم يسمعا من عثمان شيئا ولا رأياه وأيضا فأن ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان رضي الله عنه لما فيه من الطعن عليه مع محلّه من الدين ومكانه من الإسلام وشدّة اجتهاده في بذل النصيحة فغير متمكن إن يتولى لهم جمع المصحف مع سائر الصحابة الأتقياء الأبرار نظرا لهم ليرتفع الاختلاف في القرآن بينهم ثم يترك لهم فيه مع ذلك لحنا وخطأ يتولى تغييره من يأتي بعده ممن لا شك انه لا يدرك مداه ولا يبلغ غايته ولا غاية من شاهده هذا مالا يجوز لقائل إن يقوله ولا يحل لأحد إن يعتقده.
فأن قال فما وجه ذلك عندك لو صحّ عن عثمان رضي الله عنه قلت وجهه إن يكون عثمان رضي الله عنه أراد باللحن المذكور فيه التلاوة دون الرسم إذ كان كثير منه لو تُلي على رسمه لا نقلب بذلك معنى التلاوة وتغيرت الفاظها إلا ترى قوله "اولاأذبحنّه" و"لأاوضعوا" و"من نبأي المرسلين" و"سأوريكم" و"الربوا" وشبهه مما زيدت الألف والياء والواو في رسمه لو تلاه تالٍ لا معرفة له بحقيقة الرسم على صورته في الخط لصير الإيجاب ولزاد في اللفظ ما ليس فيه ولا من اصله فأتى من الحن بما لا خفاء به على من سمعه مع كون رسم ذلك كذلك جائزا مستعملا فأعلم عثمان رضي الله عنه إذ وقف على ذلك إن من فاته تمييز ذلك وعزبت معرفته عنه ممن يأتي بعده سيأخذ ذلك عن العرب اذهم الذين نزل القرآن بلغتهم فيعرفونه بحقية تلاوته ويدلونهّ على صواب رسمه فهذا وجه عندي والله اعلم.
و قال ايضا
فان قبل فما معنى قول عثمان رضي الله عنه في آخر هذا الخبر لو كان الكتاب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد هذه الحروف قلت معناه أي توجد فيه مرسومة بتلك الصور المبنية على المعاني دون الالفاظ المخالفة لذلك اذ كانت قريش ومن ولي نَسْخ المصاحف من غيرها قد استعملوا ذلك في كثير من الكتابة وسلكوا فيها تلك الطريقة ولم تكن ثقيف وهذيل مع فصاحتهما يستعملان ذلك فلو انهما وليتا من امر المصاحف ماوليه من تقدم من المهاجرين والانصار لرستما جميع تلك الحروف على حال استقرارها في اللفظ ووجدها في المنطق دون المعاني والوجوه اذ ذلك هو المعهود عندهما والذي جرى عليه استعمالها هذا تأويل قول عثمان عندي لو ثبت وجاء مجيء الحجّة وبالله التوفيق
و قال ايضا فى شان ما يروى عن عائشة رضى الله عنها
فليس ما قصدته فيه بداخل في معنى المرسوم ولا هو من سببه في شيء وانما سّمى عروة ذلك لحنا وأطلقت عائشة على مرسومه كذلك الخطأ على جهة الاتّساع في الاخبار وطريق المجاز في العبارة اذ كان ذلك مخالفا لمذهبهما وخارجا عن اختيارهما وكان الأوجه والأولى عندهما الأكثر والافشى لديهما لا على وجه الحقيقية والتحصيل والقطع لما بيّناه قبل من جواز ذلك وفشوه فب اللغة واستعمال مثله في قياس العربية مع انعقاد الاجماع على تلاوته كذلك دون ما ذهبا إليه إلا ما كان من شذوذ أبي عمرو بن العلاء في "إن هذين" خاصّة هذا الذي يُحمل عليه هذا الخبر ويتأوّل فيه دون إن يقطع به على إن ام المؤمنين رضي الله عنها مع عظيم محلّها وجليل قدرها واتّساع علمها ومعرفتها بلغة قومها لّحنت الصحابة وخطأت الكتبة وموضعهم من الفصاحة والعلم باللغة موضهم الذي لا يجهل ولا ينكر هذا مالا يسوغ ولا يجوز وقد تأوّل بعض علمائنا قول امّ المؤمنين اخطئوا في الكتاب أي خطئوا في اختيار الأولى من الاحرف السبعة بجمع الناس عليه لا إن الذي مدّة وقوعة وعظم قدر موقعه وتأوّل اللحن انه القراءة واللغة كقول عمر رضي الله عنه عن أبي واِناّ لندع بعض لحنه أي قراءته ولغته فهذا بين وبالله التوفيق.
قلت و خلاصة القول ان ما ذهبت اليه عائشة رضى الله عنها
هو ان ما وقع فى المصحف يخالف ما ذهبت اليه و لم تنفى صحة ما وقع فى المصحف بصفة مطلقة انما ما وقع فى المصحف يخالف مذهبها و ترى ان ما ذهبت اليه هو الاصح و لا يعنى ذلك ان خلافه خطا لكن هناك الصحيح و هناك الاصح و لم تكن تعنى ان ما وقع فى المصحف لحن بمعنى انه لا يجوز فى شىء من لغة العرب كلا
مثل قول عمر رضى الله عنه لابن مسعود‏:‏ أقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل؛ فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل و هذا رايها رضى الله عنها و ان كنا نرى غيره
و سنبرهن ان شاء الله فى مبحث خاص على ان ما وقع فى المصحف هو الاصح
و على خلو المصحف من اللحن و ما يسمى باالاخطاء الاعرابية"



و قوله"
و قوله": وذهـب الى خطأ قـراءة قـولـه تعالى (إنّ هذان لساحران} من علماء السنة أبو عمرو وهو زبان بن العلاء التميمي أحد القرآء السبعة. ( قال فيه الذهبي : و كان من أهل السنة و قال يحيى بن معين : ثقة راجع سير أعلام النبلاء ج 1 ص 241 رقم 1012."
قال شيخ الاسلام
وكان أبو عمرو إماماً في العربية، فقرأ بما يعرف من العربية‏:‏ ‏(‏إِنّ هذين لَسَاحرِاَنِ‏)‏‏.‏ وقد ذكر أن له سلفاً في هذه القراءة، وهو الظن / به‏:‏ أنه لا يقرأ إلا بما يرويه، لا بمجرد ما يراه، وقد روي عنه أنه قال‏:‏ إني لأستحيي من اللّه أن أقرأ‏:‏ ‏{‏إِنْ هَذَانِ‏}‏؛ وذلك لأنه لم ير لها وجهاً من جهة العربية، ومن الناس من خَطَّأ أبا عمرو في هذه القراءة، ومنهم الزجاج، قال‏:‏ لا أجيز قراءة أبي عمرو، خلاف المصحف‏
"
و سياتى ان شاء الله قريبا الكلام عن ما يسمى باللحن فى القران و توضيح ان هذا وهم ممن ذهب الى ان فى القران لحن
"
و قوله"وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه قرأ (( أفلم يتبين الذين آمنوا )) فقيل له إنها في المصحف (( أفلم ييأس )) فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس"
و قوله تعالى افلم ييأس الذين امنوا
قال السيوطى
وأخرج فيه عن أبي صالح في قوله تعالى {أفلم يياس الذين آمنوا} قال‏:‏ أفلم يعلموا بلغة هوازن‏
و هذا وجه من اوجه اعجاز القران ان الله ضمن فيه شىء من لهجات العرب الاخرى
ليدل على ان من الف هذا هو العليم الخبير فان الله وسع علمه كل شىء بما فيه لهجات العرب و غير العرب
فوقوع شىء من هذا فى القران دل على ان هذا لا يصدر عن بشر
فان فردا لا يطيق ان يستوعب جميع لهجات العرب و يضمن شىء منها فى ما يكتبه و قد وقع كثير مثل هذا فى القران مما ليس هو من لغة قريش و انما من لغة غيرها من احياء العرب
راجع فصل"ما نزل بغير لغة قريش " الاتقان فى علوم القران

و قد تقدم الكلام عن من قال بوقوع اللحن او الاخطاء الاملائية او السهو فى القران فى قول

شيخ الاسلام ابن تيمية


و قوله"قال الشنقيطي في مذكرة أصول الفقه : " فالعجب كل العجب من كثرة هؤلاء العلماء وجلالتهم من المالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم القائلين بجواز النسخ لا إلى بدل ووقوعه مع أن الله يصرح بخلاف ذلك في قوله تعالى {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }(البقرة/106). مذكرة أتصول الفقه للشيخ محمد الشنقيطي ص 49
راجع : فضائل القرآن ج 2 ص 146 . الإتقان للسيوطي 2/30 وروح المعاني 1/25 والدر المنثور 2/298.
اولا هذا تلبيس منه لانه بهذا يوهم ان الشيخ الشنقيطى ينكر نسخ التلاوة
و هذا كذب لا شك
ثانيا
ان المقصود من قوله تعالى"ماننسخ من ايه او ننسها"
اى نسخ الحكم لا نسخ التلاوة
و تقديره ان الله لا يبطل حكم اية الا باية اخرى تنسخها
و قد تكون هذه الاية نظيرتلك الاية او خير منها
اما نسخ التلاوة فهذا ثابت
و من يقول ان القران ضاع شىء منه كبقية سورة الاحزاب او ايه الرجم او الرضاع او غيرها فقد خلع من عنقة ربقة الاسلام
و هذا لا يقوله الا الزنادقة
و لكن هذا مما نسخ ه و هذا مما اجمع عليه العلماء
قال ابن كثير رحمه الله"وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد " مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة " قَالَ نُثْبِت خَطّهَا وَنُبَدِّل حُكْمهَا حَدَّثَ بِهِ عَنْ أَصْحَاب عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ"
وَقَوْله " نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلهَا " أَيْ فِي الْحُكْم بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَصْلَحَة الْمُكَلَّفِينَ كَمَا قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا يَقُول خَيْر لَكُمْ فِي الْمَنْفَعَة وَأَرْفَق بِكُمْ
و قوله"أخرج أحمد بن حنبل في مسنده :" حدثنا عبد الله ثنا خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بـهدلة عن زر عن أبي بن كعب أنه قال : " كم تقرؤون سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاثا وسبعين آية . قال : قط ! لقد رأيتها وأنّها لتعادل سورة البقرة وفيها آية الرجم ! قال زرّ : قلت وما آية الرجم ؟ قال : ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ) ".مسند احمد 5/123 حديث 21245 . والاتقان 2/25 .

هذه الرواية صريحة في أن الأحزاب التي عرفها سيد القرّاء أبي بن كعب كانت ثلاثة أضعاف الموجود ، وأنه لم يعهد السورة بـهذا العدد القليل من الآيات فتعجب من سقوط أكثرها ، وكما ترى لو كان للضياع أصل يعوّل عليه لما خفي عن مثل سيد القراء أبي بن كعب ، وإلا فما معنى أن الرسول أمر الصحابة أن يستقرئوه القرآن بعد عبد الله بن مسعود ؟!
"
قد تقدم الكلام على ما فوق سورة الاحزاب كما هى الان الى تمام مايعادل سورة البقرة انه مما نسخ تلاوته
قَالَ الْبُخَارِيّ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى أَخْبَرَنَا سُفْيَان عَنْ حَبِيب عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ قَالَ عُمَر : أَقْرَءُونَا أُبَيّ وَأَقْضَانَا عَلِيّ وَإِنَّا لَنَدَع مِنْ قَوْل أُبَيّ(ويقول ابن حجر العسقالانى ‏في رواية صدقة " من لحن أبي " واللحن اللغة , وفي رواية ابن خلاد " وإنا لنترك كثيرا من قراءة أبي) وَذَلِكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُول : لَا أَدَع شَيْئًا سَمِعْته مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَالَ اللَّه " مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة أَوْ نُنْسِهَا
فقول عمر يدل على ان ليس كل ما يرويه ابى من القران ضمن العرضة الاخرة بل فيه ما نسخ تلاوته
فعلم ان قوله تعالى ما ننسخ من اية او ننسها يدخل فيه نسخ الحكم و التلاوة
و لكن قوله تعالى ناتى بخير منها او مثلها خاص بنسخ الحكم كما تقدم
وَقَالَ قَتَادَة" نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلهَا " يَقُول آيَة فِيهَا تَخْفِيفٌ فِيهَا رُخْصَةٌ فِيهَا أَمْرٌ فِيهَا نَهْيٌ .

امال قوله"وأخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب مرفوعاً القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين رجاله ثقات إلا شيخ الطيراني محمد ابن عبيد بن آدم بن أبى إياس تكلم فيه المذهبي لهذا الحديث وقد حمل ذلك على ما نسخ رسمه من القرآن أيضاً إذا الموجود الآن لا يبلغ هذا العدد‏
الاتقان للسيوطى
و فى المصدر السابق

وقد أخرج ابن الضريس من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس قال‏:‏ جميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة آية وست عشرة آية وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفاً‏.‏
قال الداني‏:‏ أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك فمنهم من لم يزد ومنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات وقيل وأربع عشرة وقيل وتسع عشرة وقيل وخمس وعشرون وقيل وست وثلاثون‏.
و قال ابن العربى"وتعديد الآي من معضلات القرآن وفي آياته طويل وقصير ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام ومنه ما يكون في أثنائه‏.‏"
فسبب الخلاف اذا هو اختلافهم فى محل انتهاء الايات
فمنهم من يحسب ايه ايتين و منهم من يحسب ثلاث ايات اية
اما نفس الكلمات و ترتيبها فى السورة فتوقيفى و لا خلاف فيه
فان المعنى تارة لا ينتهى بانتهاء الاية و تمتد جملة واحدة فى ايتين
مثل قو الله تعالى"كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون(219 ) فى الدنيا و الاخرةو يسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير و ان تخالطوهم فاخوانكم" الاية سورة البقرة
و قوله تعالى " فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون(43 ) بالبينات و الزبر" الاية سورة النحل
و قوله"وأخرج الحاكم في موضع آخر بسنده :" عن حذيفة رضي الله عنه قال : ما تقرؤون ربعها يعني براءة وهي سورة العذاب ".المستدرك 2/230 .

وفي مجمع الزوائد : "عن حذيفة قال : تسمون سورة التوبة وهي سورة العذاب وما تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها ". مجمع الزوائد 7/2.

ويا ليت أمرها اقتصر على الروايات فقط ، بل تعداه إلى ما يعتقده القوم ! حتى ذهب إمام المالكية مالك بن أنس إلى أن سورة براءة –التوبة- سقط منها الكثير عندما سقطت البسملة، وهذا ما ذكره الزركشي في البرهان عن الإمام مالك بن أنس حين تعرضه لأسباب سقوط البسملة من أوّل براءة فقال الزركشي :" وعن مالك أنّ أوّلـها لما سقط سقطت البسملة ".البرهان في علوم القران 1/263"
القول فيه كالقول فى سورة الاحزاب ان سقوط اولها او غير ذلك انما نسخ تلاوته

و قوله"البخاري ذكر إنكار ابن مسعود لقرآنية المعوذتين في صحيحه !
ويكفينا أن إنكار ابن مسعود للمعوذتين قد أخرجه البخاري في صحيحه في ( باب تفسير سورة قل أعوذ برب الناس ) : " عن زر قال : سألت أبي بن كعب قلت : يا أبا المنذر ! إن أخاك ابن مسعود يقول : كذا وكذا [1] ، فقال أبي : سألت رسول الله ، فقال لي : قيل لي ، فقلت . قال : فنحن نقول كما قال رسول الله صحيح البخاري ج 4 ص 1904 حديث 4693 و4692 "
و هذا بتقدير صحة نسبته لابن مسعود او غيره من الصحابة
فهذا انما راى راه بن مسعود رضى الله عنه و هو وهم لا شك
فان الذى عليه غيره من الصحابة انهما من القران."

و كذلك ما يروى عنه انه اثبته فى مصحفه "لو كان لأبن آدم واديان من ذهب لابتغى اليهما ثالثا ويملاء جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ."
فهذا مما نسخ تلاوته
او انه وهم منه فهذا خبر الواحد فلا يعول عليه
و نظيره ما يروى عن ابى بن كعب انه فى مصحفه"اللهم إنا نستعينك ) و(اللهم إياك نعبد"
او ما يسمى بسورة الحفد فان هذا مما نسخ تلاوته

و قوله"فقدان سورتين إحداهما تعدل التوبة وأخرى المسبحات !
أخرج مسلم في صحيحه : " عن أبي الأسود ظالم بن عمرو قال : بَعثَ أبو موسى الأشعري إلى قرّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجلٍ قد قرءوا القرآن . فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم . فأتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنـّـا كنّـا نقرأ سورةً كنّـا نشبِّهـها في الطّول والشّدة ببراءة ، فأنْسيتُها ، غير أنّي قد حفظت منها : ( لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ) وكنّا نقرأ سورة كنّا نشبـّـهها بإحدى المسبِّحات فأنسيتها غير إنّي حفظت منها ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادةٌ في أعناقكم فتُسألون عنها يوم القيامة )". صحبح مسلم ج 3 ص 100 وبشرح النووي ج 7 ص 139-140 الاتقان في علوم القران 1/"
فقوله ط و انا كنا نقرأ فانسيتها" فصريح انها مما نسخ تلاوته
قال تعالى ما ننسخ من اية او ننسها ناتى بخير منها او مثلها
و قال ايضا" سنقرؤك فلا تنسى الا ما شاء الله"
و قال تعالى" يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب"
وعن الدر المنثور " وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري قال : نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدة ثم رفعت وحفظت منها ( إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ) ". الدر المنثور1/105"

و قولههذا نص سورة الخلع :
]
اَللّهُمّ إِنّا نَسْتَعِيْنُك وَنَسْتَغْفِرُكَ ونُثْنِيْ عَلَيْكَ اَلْخَيْرَ ولا نَكْفُرُك ونَخْلَعُ ونـَــتـْرُكُ مَنْ يَفْجُرُك [
ونص سورة الحفد:
]
اَللّهُمّ إيّاكَ نَعْبُدُ ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نَرْجُوْ رَحْمَتَكْ ونَخْشَى عَذَابَكَ اَلْجَد إِن عَذَاْبَكَ بِالكُفّاْرِ مُلْحِقٌ ["
]
هو ايضا مما نسخ تلاوته
وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال : نبدأ في القنوت بالسورتين ثم ندعو على الكفار ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات
فان كان الصحابة على علم بها فما الذى يمنعم من ادراجها فى المصحف الامام؟ ليس الا انها مما نسخ تلاوته
فما نسخ تلاوته لا يجوز اعتباره ضمن القران).
و الرواية السابقة صريحة فى ان الصحابة كانوا يقولون بها فى دعاء القنوت
و دعاء القنوت هو الذى يلى الاعتدال من ركوع الركعة الثانية من صلاة الصبح
كلمة اخيره
قال الامام بن الجزرى رحمه الله.فى كتاب النشر فى القراءات العشر
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقام بالأمر بعده أحق الناس به أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقاتل الصحابة رضوان الله عليهم أهل الردة وأصحاب مسيلمة وقتل من الصحابة نحو الخمسمائة أشير على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد خشية أن يذهب بذهاب الصحابة فتوقف في ذلك من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر في ذلك بشيء ثم اجتمع رأيه ورأى الصحابة رضي الله تعالى عنهم على ذلك فأمر زيد بن ثابت بتتبع القرآن وجمعه فجمعه في صحف كانت عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفي ثم عند عمر رضي الله عنه حتى توفي ثم عند حفصة رضي الله رضي الله عنها.
ولما كان في نحو ثلاثين من الهجرة في خلافة عثمان رضي الله عنه حضر حذيفة بن اليمان فتح أرمينية وآذربيجان فرأى الناس يختلقون في القرآن ويقول أحدهم للآخر قراءتي أصح من قراءتك فأفزعه ذلك وقدم على عثمان وقال أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلى إلينا بالصحف ننسخها ثم نردها إليك فأرسلتها إليه فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف وقال إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم فكتب منها عدة مصاحف فوجه بمصحف إلى البصرة ومصحف إلى الكوفة ومصحف إلى الشام وترك مصحفاً بالمدينة وأمسك لنفسه مصحفاً الذي يقال له الإمام ووجه بمصحف إلى مكة وبمصحف إلى اليمن وبمصحف إلى البحرين وأجمعت الأمة المعصومة من الخطأ على ما تضمنته هذه المصاحف وترك ما خالفها من زيادة ونقص وإبدال كلمة بأخرى مما كان مأذوناً فيه توسعة عليهم ولم يثبت عندهم ثبوتاً مستفيضاً أنه من القرآن. وجردت هذه المصاحف جميعها من النقط والشكل ليحتملها ما صح نقله وثبت تلاوته عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان الاعتماد على الحفظ لا على مجرد الخط وكان من جملة الأحرف التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "أنزل القرآن على سبعة أحرف" فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صرح به غير واحد من أئمة السلف كمحمد بن سيرين وعبيدة السلماني وعامر الشعبي قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لو وليت في المصاحف ما ولي عثمان لفعلت كما فعل، وقرأ كل أهل مصر بما في مصحفهم وتلقوا ما فيه عن الصحابة الذين تلقوه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قاموا بذلك مقام الصحابة الذين تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم (فممن كان بالمدينة) ابن المسيب، وعروة، وسالم، وعمر بن عبد العزيز، وسليمان وعطاء إبنا يسار، ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القارئ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج،وابن شهاب الزهري، ومسلم بن جندب، وزيد بن أسلم (وبمكة) عبيد بن عمير، وعطاء، وطاووس، ومجاهد، وعكرمة، وأبن أبي مليكة (وبالكوفة) علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس، والربيع بن خثيم، وعمرو بن ميمون، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وعبيد بن نضيلة، وأبو زرعة ابن عمرو بن جرير، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، والشعبي،. (وبالبصرة) عامر بن عبد قيس، وأبو العالية، وأبو رجاء، ونصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر، ومعاذ، وجابر بن زيد، والحسن، وابن سيرين، وقتادة (وبالشام) المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان بن عفان في القراءة وخليد بن سعد صاحب أبي الدرداء. ثم تجرد قوم للقراءة والأخذ واعتنوا بضبط القراءة، أتم عناية حتى صاروا في ذلك أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم ويؤخذ عنهم، أجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم بالقبول ولم يختلف عليهم فيها اثنان ولتصديهم للقراءة نسبت إليهم (فكان بالمدينة) أبو جعفر يزيد بن القعقاع ثم شيبة بن نصاح ثم نافع بن أبي نعيم (وكان بمكة) عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن محيصن (وكان بالكوفة) يحيى ابن وثاب وعاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش ثم حمزة ثم الكسائي (وكان بالبصرة) عبد الله ابن أبي إسحق وعيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء ثم عاصي الجحدري ثم يعقوب الحضرمي (وكان بالشام) عبد الله بن عامر وعطية بن قيس الكلابي وإسماعيل بن عبد الله بن المهاجر ثم يحيى بن الحارث الذماري ثم شريح ابن يزيد الحضرمي.
ثم إن القراء بعد هؤلاء المذكورين كثروا وتفرقوا في البلاد وانتشروا وخلفهم أمم بعد أمم ، عرفت طبقاتهم، واختلفت صفاتهم، فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية، ومنهم المقتصر على وصف من هذه الأوصاف، وكثر بينهم لذلك الاختلاف. وقلَّ الضبط، واتسع الخرق، وكاد الباطل يلتبس بالحق، فقام جهابذة علماء الأمة، وصناديد الأئمة، فبالغوا في الاجتهاد وبينوا الحق المراد وجمعوا الحروف والقراءات، وعزوا الوجوه والروايات، وميزوا بين المشهور والشاذ، والصحيح والفاذ، بأصول أصولها، وأركان فصلوها،




انتهى

و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

 

Mosslem_b