هكذا علّم المصطفى عليه الصلاة والسلام

كتب الأستاذ متعلم


الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

فإن محاسن الشريعة من دلائل النبوة. وأسوق فيما إلى القارئ طرفـًا من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ كى يعرف إجابة السؤال: ماذا علَّم محمد صلى الله عليه وسلم ؟

فأقول: هكذا علَّم المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

أمر بالْإِيمَان بِاَللَّهِ, ومحبته، وتعظيمه، وبأن له صفات الكمال وله الكمال فى الصفات، وأنه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير. وأمر بالخوف منه، والرجاء فيه، والشكر له، والوفاء بعهده، والصبر على دينه، والمصابرة عليه، والتوكل عليه، والرضا بقضائه، وحسن الظن به، والحياء منه، والتوبة والإنابة إليه، واستغفاره والتذلل بين يديه. وأمر بحب أوليائه، وبغض أعدائه.

وأمر بالإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله، وَالْقَدَر خَيْره وَشَرّه، وَالْإِيمَان بِالْيَوْمِ الْآخِر من سؤال الْقَبْر وَالْبَعْث وَالنُّشُور وَالْحِسَاب وَالْمِيزَان وَالصِّرَاط وَالْجَنَّة وَالنَّار، وتعظيم رسوله عليه الصلاة والسلام، والصلاة عليه، وطاعته واتباع سنته. وأمر بالإخلاص، وترك الرياء والنفاق. وأمر بالرحمة، والتواضع، وتوقير الكبير، ورحمة الصغير، وترك الكبر والعجب والحسد والحقد والغضب.

وأمر بقول لا إله إلا الله، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم، وتعليمه، والدعاء، والذكر، وترك اللغو والغيبة والنميمية. وحث على الطهارة والتطهير ظاهرًا وباطنـًا، واجتناب النجاسات، وستر العورة. وأمر بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع، والاعتكاف، والتماس ليلة القدر.

وحث على فك الرقاب، والجود والكرم، وإطعام الطعام، وإكرام الضيف، والفرار بالدين، والهجرة من دار الشرك، والوفاء بالنذر، والتحرى فى الأيمان، وأداء الكفارات. وحث على التعفف بالنكاح، والقيام بحقوق العيال، وتربية الأولاد، وبر الوالدين واجتناب العقوق، وصلة الرحم، وطاعة السادة أو الرفق بالعبيد.

وأمر بالعدل، ومتابعة الجماعة، وطاعة أولى الأمر، والإصلاح بين الناس، وقتال الخوارج والبغاة، والمعاونة على البر، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، وإقامة حدود الله، والجهاد فى سبيله، والمرابطة فيه. وأمر بأداء الأمانات إلى أهلها، والوفاء بالعهود، وإكرام الجار، وحسن المعاملة، وكسب المال من حلال، وإنفاقه فى حقه، وترك التبذير والإسراف. وأمر برد السلام، وتشميت العاطس، وكف الأذى عن الناس، وإماطة الأذى عن الطريق، واجتناب اللهو.

[
استفدت فما سبق من كلام ابن حجر رحمه الله فى (فتح البارى) عند تلخيصه لشعب الإيمان].

وبعد .. فهذا غيض من فيض ، مما أتى به المصطفى عليه الصلاة والسلام. فما أحسن ما أمر به وحث عليه، وما أقبح ما نهى عنه وحذر منه.

اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين .. إنك حميد مجيد !