التعريف بالسيدة عائشة:
هى الصديقة إبنة الصديق الطاهرة العفيفة المبرأة من فوق سبع سماوات
….. حبيبة رسول الله التى ولدت فى بيت خير إنسان وطء الأرض بعد الأنبياء أبى بكر
رضى الله عنه … ثم انتقلت من سن التاسعة لتتربى فى مدرسة بيت النبوة و قد كناها النبى
صلى الله عليه و سلم بأم عبدالله….، وقبض عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة، وبقيت إلى
خلافة معاوية رضى الله عنه، وتوفيت سنة ثمان، وقيل سبع وخمسين وقد قاربت السبعين،
وأوصت أن تُدفن بالبقيع، وكان وصيها عبد الله بن الزبير بن العوام…. فما أطهرها و ما
أزكاها !
قال الحافظ الذهبى: [ كانت
عائشة رضى الله عنها إمرأة بيضاء جميلة و من ثم يقال لها الحميراء و لم يتزوج النبى صلى الله عليه و سلم
بكراً غيرها و لا أحب إمرأة حبها و لا أعلم فى أمة محمد و لا فى النساء مطلقاً
إمرأة أعلم منها و ذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من أبيها و هذا مردود، و قد جعل
الله لكل شىء قدراً بل نشهد أنها زوجة نبينا فى الدنيا و الأخرة ، فهل فوق ذلك من
مفخر؟ ] (سير أعلم النبلاء 2/140)
تقول أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها :
{فضِّلت بعشرٍ ، فذكرت من هذه العشر مجئ جبريل بصورتهاـ
ولم ينكح بكراً غيري ـ ولا امرأةً أبواها مهاجران غيري ـ وأنزل الله براءتي
من السماء ، وكان عليه الصلاة والسلام ينزل عليه الوحي وهو معي ، وكان يصلي وأنا
معترضة بين يديه ـ غرفة صغيرة جداً لا تتسع لصلاة النبي ونومها ، فكان إذا صلى أزاحت
رجلها قليلاً كي يسجد ـ وقُبض بين سَحْري ونحري في بيتي وفي ليلتي ، ودفن في بيتي}
(سير أعلم النبلاء للذهبى 2/147 ، قال الألبانى: إسناده
صالح)
من فضــائلــــــها
(1) كان بين السيدة
عائشة رضى الله
عنها و بين ربها جل فى علاه قربة متينة… فكان القرأن يتنزل بشأنها و بسببها فى
مواضع شتى منها:
* - تنزلت الأيات لتذب و تدافع عنها مصداقاً لقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا
و نقصد بهذا كلام ربنا فى تطهير
ام المؤمنين من الإفك الذى وقع .. حين أُتهمت فى عرضها و شرفها من قبل بعض
سفهاء و منافقى المدينة و ذاعت الفرية ….و هى الطاهرة العفيفة الطيبة زوجة الطيب… فنزلت
سبع عشرة أية فى كتاب الله من فوق سبع سموات تبرأة لها، آيات تتلى إلى أن يأذن الله
برفع كتابه من الأرض، وذلك في قول الله تعالى من سورة النور: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير
لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم إلى قوله
الخبيثات للخبيثين
والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات
أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم
فهذه الآيات من أكبر الأدلة على
طهارتها، وشرفها، وعلو شأنها في الدين.
تقول أم المؤمنين عائشة: { والله
ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن
يتكلم الله في بأمر، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها……. الحديث} رواه البخارى
- و أنزل رب العزة تبارك و
تعالى يعاتب السيدة عائشة و السيدة حفصة حين دفعتهما الغيرة من السيدة زينب
إلى التظاهر كما فى حديث عائشة : {انّ النبي كان
يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي فلتقل: انّي
أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير، فدخل على أحدهما فقالت: له ذلك...الحديث}
فعاتبهما القرأن عتاب المـــربى المحــــــــب و أمرهما بالتوبة فقال تعالى إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا
وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ
- *و أنزل الله فى كتابه أيضاً ما أظهر به فضل أمهات
المؤمنين و عظيم شأنهن و على
رأسهن أم المؤمنين عائشة ……. و من ذلك أمر الله تعالى لنبيه المصطفى أن يخير نساءه بَيْن أَنْ
يفارقهم فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا و زينتها و بين الصبر على ما
عنده من ضيق الحال و لهن عند الله فى ذلك الثواب الجزيل و ذلك فى قوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ
تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ
مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً
فَاخْتَرْنَ رَضِيَ اللَّه
عَنْهُنَّ وَأَرْضَاهُنَّ
اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَجَمَعَ اللَّه تَعَالَى
لَهُنَّ بَعْد ذَلِكَ بَيْن
خَيْر الدُّنْيَا وَسَعَادَة الْآخِرَة.
و فى هذا المقام كانت السيدة عائشة صاحبة السبق فى
اختيار الله و رسوله و تبعها على ذلك سائر أمهات المؤمنين رضى الله عنهم
قال ابن كثير: َ[حَدَّثَنَا
اِبْن وَكِيع
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشِير عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي
سَلَمَة عَنْ عَائِشَة رَضِيَ
اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ آيَة التَّخْيِير بَدَأَ بِي رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " يَا عَائِشَة إِنِّي عَارِض عَلَيْك أَمْرًا
فَلَا تَفْتَاتِي فِيهِ بِشَيْءٍ حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْك أَبِي
بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا " فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه
وَمَا هُوَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
" يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة
الدُّنْيَا وَزِينَتهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا
جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَإِنَّ
اللَّه أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا " قَالَتْ فَإِنِّي
أُرِيد اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَلَا أُؤَامِر فِي ذَلِكَ أَبَوَيَّ أَبَا
بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فَضَحِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اِسْتَقْرَأَ الْحُجَر فَقَالَ " إِنَّ
عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ كَذَا وَكَذَا " فَقُلْنَ وَنَحْنُ
نَقُول مِثْل مَا قَالَتْ عَائِشَة….. رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ كُلّهنَّ] )و كذا روى البخارى و أحمد و ابن جرير و
ابن أبى حاتم نحوه)
فأنزل الله تعالى أية تهدف فى الأساس إلى بيان شرف و
مكانة أمهات المؤمنين و هى قوله
تعالى لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ
بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً
قال ابن كثير: [ ذَكَرَ
غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء كَابْنِ عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك
وَقَتَادَة وَابْن زَيْد وَابْن جَرِير وَغَيْرهمْ أَنَّ هَذِهِ
الْآيَة نَزَلَتْ مُجَازَاة لِأَزْوَاجِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَرِضًا عَنْهُنَّ عَلَى حُسْن صَنِيعهنَّ فِي اِخْتِيَارهنَّ اللَّه
وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة لَمَّا خَيَّرَهُنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْآيَة فَلَمَّا اِخْتَرْنَ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَزَاؤُهُنَّ أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَصَرَهُ
عَلَيْهِنَّ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَزَوَّج بِغَيْرِهِنَّ أَوْ يَسْتَبْدِل
بِهِنَّ أَزْوَاجًا غَيْرهنَّ وَلَوْ أَعْجَبَهُ حُسْنهنَّ إِلَّا الْإِمَاء
وَالسَّرَارِيّ فَلَا حَرَج عَلَيْهِ فِيهِنَّ ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى رَفَعَ
عَنْهُ الْحَرَج فِي ذَلِكَ وَنَسَخَ حُكْم هَذِهِ الْآيَة وَأَبَاحَ لَهُ التَّزَوُّج
وَلَكِنْ لَمْ يَقَع مِنْهُ بَعْد ذَلِكَ تَزَوُّج لِتَكُونَ الْمِنَّة
لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ ]
-*و بل و جعل الله تعالى السيدة
عائشة سبباً لنزول بعض الأحكام التشريعية منها على سبيل المثال
التيمم
قالت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها :
{خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض
أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء
فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول
الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى
الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم
والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت عائشة فعاتبني أبو بكر
وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا
مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على
فخذي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله
آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير
الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته}
(رواه البخارى – كتاب التيمم – باب فامسحوا و قول الله تعالى
فلم تجدوا ماء فتيمموا ثعيداً طيبا)
قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما
لأم المؤمنين حين عادها و هى على فراش الموت [
: كنتِ أحبَّ نساء النبي
صلى الله عليـه وسلَّم إليه ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يحب إلا
طيِّباً "
وقال : " هلكت قِلادتكِ
بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يلتقطها ، وبعدها لم يجد ماءً
للوضوء فأنزل الله عزَّ وجل أية التيمم
" وأنزل الله
براءتك من فوق سبع سنوات ، فليس مسجدٍ يُذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه
آناء الله وأطراف النهار " .
فكان جواب أم المؤمنين
المخلصة : " يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نَسياً منسيا] . (أحكام النساء ص125)
لأن المخلص لا يلتفت إلى مديح الناس ، ومديح
الناس لا يملأ قلبه…بل يضع نصب عينيه دائماً لقاء ربه و هول المطلع
(2) و في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال: رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوماً : {يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام، قلت: وعليه
السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا أرى "تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم}
(3) وعن أبي موسى
الأشعري - رضي الله عنه
- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ كمل من
الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة
فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام})....متفق عليه)
(4) وعن هشام بن
عروة عن عائشة
قالت إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول: { أين أنا اليوم؟ أين أنا غداً؟ استبطاءً ليوم عائشة قالت:
فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري}.متفق عليه
(5) روى الحاكم
في المستدرك من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
{أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة، قالت: بلى والله ، قال: فأنت
زوجتي في الدنيا والآخرة}
(6) وعن هشام بن
عروة قال: {كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة
والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما
تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا
إليه حيث كان أو حيث ما دار، قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت:
فأعرض عني، فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان الثالثة ذكرت له فقال:
يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة
منكن غيرها}
(رواه البخاري كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائش)
(7) وعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على
جيش ذات السلاسل قال : {فأتيته فقلت:
أي الناس أحبّ إليك؟
قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من قال: ثم عمر بن
الخطاب فعدّ رجالاً.}(..متفق عليه)
(8) وقال صلى الله علية وسلم لام سلمة: {يا ام سلمة، لا تؤذيني في
عائشة، فانه والله ما نزل علي الوحي وانا في لحاف امأة منكن غيرها}
(رواه البخارى- كتاب فضائل الصحابة- باب فضل عائشة رضي الله عنها)
(9) دعى لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : {اللهم اغفر
لعائشة بنت أبي بكر الصديق مغفرة واجبة، ظاهرة، باطنة}
(رواه الحاكم فى المستدرك- كتاب معرفة الصحابة – باب ذكر
الصحابيات من أزواج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم)
(10) قال محمد بن يعقوب حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد
الغني بن سعيد حدثنا موسى بن
عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه إلى النبي -صلى الله لعيه وسلم- قال: {لما توفيت
خديجة نزَل جبريل بصورة عائشة في سرَقة حرير خضراء، فقال: "يا محمد هذه عائشة زوجتك في الدنيا وزوجتك في
الآخرة عوضا من خديجة".}
(غريب بهذا الإسناد تفرد به عبد الغني، ورُوي عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة)
(11) و كانت هذه السيدة الجليلة تسأل النبي عليه الصلاة
والسلام : {" كيف حبك
لي ؟ " فكان عليه الصلاة والسلام يقول : " كعقدة الحبل " . أي عقدة
متينة جداً لا تُفَك . فكنت أقول من حينٍ إلى آخر : " يا رسول الله كيف
العقدة ـ طمئنّي ـ " . فيقول عليه الصلاة والسلام : "
على حالها}
-و عن عروة عن
عائشة رضي الله عنها قالت{
سابقني النبي صلي الله عليه
وسلم فسبقته ما شاء الله حتى إذا رهقني اللحم سابقني فسبقني فقال يا عائشة
هذه بتلك }
فقــــهها
و علمــــها
(1) روت عن الرسول الكريم علماً كثيراً، وقد بلغ مسند عائشة رضي الله عنها الفين
ومئتين وعشرة احاديث. وكانت رضي الله عنها افصح اهل زمانها وأحفظهم للحديث روى عنها
الرواة من الرجال والنساء. وكان مسروق اذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق
البريئة المبرأة.
قال الحافظ الذهبى: [ روت عنه عليه السلام علماً كثيراً
طيباً مباركاً فيه وعن أبيها و عن عمر و سعد و حمزة بن عمرى الأسلمى و جدامة بنت
وهب] (سير أعلام النبلاء 2/135)
(2) قال عطاء بن
أبي رباح: [كانت عائشة من افقه
الناس واحسن الناس راياُ. ] (سير أعلام
النبلاء2/185)
(3) وقال عروة: [ما رايت احداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضى
الله عنها] (الإصابة8/18)
و عن هشام عن عروة قال: [ كان عروة يقول لعائشة: يا
أمتاه لا أعجب من فقهم أقول زوجة نبى الله و إبنة أبى بكر، ولا أعجب من علمك
بالشعر و أيام الناس ، أقول إبنة أبى بكر كان أعلم الناس ز لكن أعجب من علمك
بالطب، كيف هو و من أين هو و ماهو؟
قالت : " إن رسول الله صلى
الله عليه وسلَّم
كان يسقم في آخر عمره ـ أي يمرض ـ فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجهٍ ،
فتنعت له ـ أي تصف له الأدوية ـ
فكنت أعالجه ، فمن ثمَّ علمت أساليب الطب " . فكانت بارعةً بالطب ].
(مسند أحمد 6/67-الحلية2/50-مجمع الزوائد9/242)
وقال أبو الزناد : [ ما رأيت أحداً أروى للشعر من عروة ،
فقيل له : ما أرواك ؟ قال :
روايتي من عائشة].
(5) وقال أبو
موسى : [ ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة ،
إلا وجدنا عندها فيه علماً ] (رواه الترمذى 3883) .
- وقال الزهرى : [ لو اجتمع علم
عائشة إلى
علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل
] (المستدرك4/11) .
- وقال مسروق : [ رأيت مشيخة
أصحاب رسول الله الأكابر يسألونها عن الفرائض] (الدرامى2/342 -الطبقات
الكبرة 8/45).
- وكان
الشَعْبي يذكر عائشة فيعجب من فقهها وعلمها ثم يقول : [ ما ظنُّكم بأدب
النبوة ؟ " هذه تربية النبي اللهمَّ صلّ عليه .]
- قال بعضهم : [ لو كان لأبيها
الصديق ذَكَرٌ مثلها لما خرج الأمر من يده ]
(6) و عن السيدة
عائشة رضى الله عنها قالت : { لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه و سلم وإني
لجارية ألعب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر
وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده}
ومن أهم أسباب غزارة علمها إنها كانت تشهد نزول
الوحي على رسول الله، وكانت(رضي الله عنها) تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم
وإلى ما تشير إليه بعض الآيات.فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن من النبيصلى الله عليه و سلم
فور نزوله وتلقي معانيه أيضا من رسول الله.
وقد جمعت (رضي الله عنها) إلى
جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها و علو بيانها.
زد على هذا كله العلم الغزير
الذى نقلته للأمة من
سنة رسول الله العملية فى بيته
عبادتها و زهدهـا و
ورعها
أما زهد هذه السيدة الجليلة
زوجة رسول الله صلى
الله عليه وسلَّم فقليلا ما تشهد
صفحات القليل ما يقربه:
* فعن
القاسم بن محمد قال : [كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تصوم حتى يزلقها
الصوم " . أي يجهدها .]
و قال: [
كانت تصومر الدهر لا تفطر إلا يوم فطر أو أضحى] (رواه ابن سعد فى الطبقات و رجاله
ثقات 8/47)
* وعن ابن
المنكدر ، عن أم ذَرَّ وكانت
صاحبة عائشة رضى الله عنها ، قالت : [ بعث إليها بمالٍ أراه ثمانين
أو مئة ألفٍ فدعت بطبقٍ ، وهي
يؤمئذٍ صائمة فجلست تقسم بين الناس ، فأمست وما عندها من ذلك درهمٌ واحد…… فلما أمست قالت : "
يا جارية أين فطوري ؟ " فجاءتها بخبزٍ وزيت ،
مئة ألف وزَّعتها وهي صائمة ، ولم تبقِ منها شيئاً ، فجاءت بخبزٍ وزيت ، قالت لها
أم ذر : " أما استطعت مما
قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهمٍ نفطر عليه ؟ فقالت عائشة: " لا تعنفينى و لكنتِ
ذكرتينى لفعات"] (الطبقات الكبرى 8/46- الحلية2/47 رجاله ثقات)
- وقال عروة : [ لقد رأيت عائشة
رضي الله عنها تقسم سبعين ألفاً وإنها لترقع جيب دِرعها....، و قال: كانت عائشة لا
تمسك شيئاً جاءها من رزق الله إلا تصدقت به ] (السمط الثمين ص88).
* و عن ابن يمن المكى قال: [دخلت على
عائشة رضى الله عنها و عليها درع قطرى ثمنه خمسة دراهم فقالت: "ارفع بصرك إلى
جاريتى فانظر إليها فإنها تُزهى – تترفع- أن تلبسه فى البيت و قك كان منهم درع على
عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فما كانت إمرأة تُقيّن – تُزين- فى المدينة
إلاأرسلت تستعيره ] (السمط الثمين 87)
وفى الحديث أن النبى عليه
السلام قال:
{ يا عائشة إِذَا أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي
فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ
الأَغْنِيَاءِ وَلا تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ} )رواه الذهبى فى ميزان الاعتدال2/292 )
* و عن السيدة عائشة انها قالت
{كان يأتي علينا الشهر ما نوقد ناراً , إنما هو التمر و
الماء إلا أن نؤتي باللحيم}(....البخارى 6458)
* وعنها (رضي الله عنها ) قالت لعروة : {ابن أختى إن كنا
لننظر إلى الهلال ثلاثة أهله في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلي الله عليه
وسلم نار.فقلت
:"ما كان يعيشكم ؟
قالت :"الأسودان
التمر والماء,إلا أنه كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم جيران
من الأنصار كان لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلي الله عليه وسلم
من أبياتهم فيسقيناه }. (رواه البخارى 6459
)
* وعنها (رضي
الله عنها ) قالت :{توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وما في
بيتى من شئ يأكله ذو كبد الإشطر شعير في رف لى فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني}..(البخارى3097)
* و عن عروة قال: [كنت إذا غدوت ابدأ ببيت عائشة رضى
الله عنها فأسلم عليها فغدوت
يوماً فاذا هى قائمة تسبح و تقرأ فمن الله علينا و وقانا عذاب السموم و تدعو و تبكى و ترددها
فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتى ثم رجعت فإذا هى قائمة كما هى تصلى و
تبكى] (السمط الثمين ص90)
* و عن يزيد ابن الأصم تلقيت عائشة و هى مقبلة من مكة أنا و إبن
أختها ولدُ لطلحة قريب لميمونة و قد كنا وقعنا فى حائط بالمدينة فأصبنا منه فبلغها
ذلك فأقبلت على إبن أختها تلومه، ثم وعظته موعظة بليغة ، ثم قالت: {أما علمت أن
الله ساقك حتى جعلك فى بيت نبيه ، ذهبت و الله ميمونة و رمى حبلك على غاربك أما
إنها كانت من أتقانا إلى الله و أوصلنا للرحم } (المستدرك 4/32- الطبقات 8/99)
- فهكذا كان
علمها و هكذا كان زهدها و عبادتها … لأنها تلميذة رسول الله صلى الله
عليه و سلم تربت على منهجه و تزكت على يديه … فكانت أمة وحدها رضى الله عنها
الشبهة الأولى
قالوا: نقرأ فى كتب السنن
الكثير من الأحاديث التى ترويها السيدة عائشة و تتناول أمور الحيض و غيره من أمور النساء
مثال ذلك:
{حدثنا أبو
النعمان قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا الشيباني قال حدثنا عبد الله بن شداد قال سمعت
ميمونة تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه
أمرها فاتزرت وهي حائض}(
صحيح البخاري ، كتاب الحيض ، باب مباشرة الحائض)
{حدثنا يحيى بن يحيى وأبو
بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى أخبرنا و قال الآخران حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة
عن عائشة رضي الله عنها و حدثنا شجاع بن مخلد حدثنا يحيى بن أبي زائدة حدثنا
الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة
رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو
صائم ولكنه أملككم لإربه} )صحيح مسلم ، كتاب الصيام ، باب بيان أن القبلة في
الصوم ليست محرمة على من لم تحرك)
{حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن
عائشة قالت :كنت أغتسل أنا والنبي صلى
الله عليه وسلم من إناء واحد من قدح يقال له الفرق}
(رواه البخارى – كتاب الغسل)
فقالوا أن هذه
الأحاديث و شبيهاتها تتناقض مع ما رواه أحمد فى مسنده قال:
{حدثنا عبد الصمد قال ثنا حفص السراج قال سمعت شهرا يقول حدثتني أسماء بنت
يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال
لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأرم
القوم فقلت إي والله يا رسول الله إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون قال فلا تفعلوا فإنما
ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها
والناس ينظرون}
و التوجيه بعون
الله:
أ- أن الحديث الذى ينهى المرأة عن تحديث الناس بما
يقع بينها و بين زوجها ، يرسخ شرعاً للأمة و هو ما يتناسب مع الأدب و الحياء خاصة و أن الناس
يتحدثون فى هذه الأشياء لغواً و عبثاً بيد أن البيوت حرمات ولا يجوز الحديث فى
ما يقع بين الزوجين لأحد من الناس،
و لكن كل ما سبق لا علاقة له
بأحاديث أم المؤمنين عائشة ، إذ الموقف مع (
أمهات المؤمنين) يختلف وحياتهن
مع رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ليست أمراً شخصياً لا يجوز حكايته، و إنما هى من صميم
الدين الذى ما ترك صغيرة ولا كبيرة إلا و تناولها فكانت أمهات المؤمنين ينقلن شرع الله
الذى تلقينه عن رسول الله (صل الله عليه و سلم) فى ما يتعلق بكيف معاشرة الرجل زوجته فى
مختلف الظروف ، و صفة صيامه و قيامه و كافة أمور حياته العملية داخل بيته..إلخ، و هذه
الأحاديث التى ذكرها المعترض اشتملت على علماً غزيراً و خيراً كثيراً و كان
الصحابة الأبرار و التابعين يشدون الرحال إلى أمهات المؤمنين ليتعلموا دينهم و ما
نظر أحدهم لهذا بهذه النظرة المريضة الحاقدة التى يخرج علينا أنصاف الأميين بها!
فأمهات المؤمنين نقلن
لأبناء الأمة دينهم كما أمرهن
الله و رسوله ، قال تعالى وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ
مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً
فأيات الله هى القرأن ، و الحكمة هى السنة النبوية المشرفة
فما روته أم المؤمنين عائشة كان
ديناً و تعليماً و ليس لغواً !
وقد تولى رسول الله صلى الله
عليه و سلم أرشاد أمهات المؤمنين لهذه الوظيفة الهامة ...
و لنقرأ مثلاً ما رواه مسلم من
طريق عمر بن أبي سلمة وهو ربيب النبي صلى الله عليه وسلم أنه " سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم ؟ فقال : {سل هذه (يعنى أم سلمة أمه) فأخبرته
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك . فقال : يا رسول الله قد غفر
لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر . فقال : أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له}
فأرشد رسول الله عمر فى هذا
المقام أن يأخذ جواب سؤاله من
أمه أم سلمة
و كذلك ما ذكره مسلم في صحيحه
عن عائشة زوج
النبي قالت ان رجلاً سأل رسول الله عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليه
الغسل و عائشة جالسة فقال رسول
الله: { إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل}
فأخبر رسول الله صلى الله عليه السلم الرجل بما يجب
عليه بناءً على ما أعلمه إياه من فعله الشريف و سنته مع أهل بيته
الشبهة الثانية:
قال معترض: «ونتساءل عن حرب
الجمل التي أشعلت نارها أم المؤمنين عائشة، إذ كانت هي التي قادتها بنفسها، فكيف
تخرج أم المؤمنين عائشة من بيتها التي أمرها الله بالاستقرار فيه بقوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج
الجاهلية الأولى
ونسأل بأي حق استباحت أم المؤمنين قتال خليفة المسلمين علي ابن
أبي طالب وهو ولي كل مؤمن
ومؤمنة....
وجوابــه بعون
الله:
أن قوله إنها
أشعلت نار حرب الجمل وقادتها
بنفسها .فهذا من أظهر الكذب الذي يعلم فساده كل من له إطلاع على التأريخ وأحداث موقعة الجمل، وذلك
أن هذه المعركة لم تقع بتدبير أحد من الصحابة لا علي ولا طلحة ولا الزبير ولا
عائشة، بل إنما وقعت بغير اختيار منهم ولا إرادة لها، وإنما انشب الحرب بينهم قتلة
عثمان لما رأوا أن الصحابة - رضي الله عنهم - أوشكوا على الصلح، كما نقل ذلك المؤرخون وصرح
به العلماء المحققون للفتنة وأحداثها:
يقول الباقلاني: « وقال جلة من
أهل العلم إن الوقعة بالبصرة بينهم كانت على غير عزيمة على الحرب بل فجأة، وعلى سبيل دفع كل
واحد من الفريقين عن أنفسهم لظنه أن الفريق الآخر قد غدر به، لأن الأمر كان
قد انتظم بينهم وتم الصلح والتفرق على الرضا، فخاف قتلة عثمان من التمكن منهم
والإحاطة بهم ، فاجتمعوا وتشاوروا واختلفوا، ثم اتفقت أراؤهم على أن يفترقوا
ويبدؤوا بالحرب سحرة في العسكرين ، ويختلطوا ويصيح الفريق الذي في عسكر علي: غدر
طلحة والزبير، ويصيح الفريق الآخر الذي في عسكر طلحة والزبير: غدر علي، فتم
لهم ذلك على ما دبروه، ونشبت الحرب، فكان كل فريق منهم مدافعاً لمكروه عن نفسه،
ومانعاً من الإشاطة بدمه، وهذا صواب من الفريقين وطاعة لله تعالى إذا وقع، والامتناع
منهم على هذا السبيل، فهذا هو الصحيح المشهور، وإليه نميل وبه نقول». (التمهيد في الرد على الملحدة ص233.)
ويقول ابن العربي: [ وقدم علي
البصرة وتدانوا
ليتراؤوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجر بينهم
الحرب، وكثرت الغوغاء على
البغواء، كل ذلك حتى لايقع برهان، ولا تقف الحال على بيان، ويخفى قتلة عثمان، وإن واحداً في الجيش
يفسد تدبيره فكيف بألف] (العواصم من القواصم
ص159)
ويقول ابن حزم: [ وأما أم
المؤمنين والزبير وطلحة - رضي الله عنهم - ومن كان معهم فما أبطلوا قط إمامة علي ولا
طعنوا فيها... فقد صح صحة ضرورية لا إشكال فيها أنهم لم يمضوا إلى البصرة لحرب علي ولا
خلافاً عليه ولا نقضاً لبيعته ... وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا، فلما
كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراغة والتدبير عليهم، فبيتوا عسكر طلحة
والزبير، وبذلوا السيف فيهم فدفع القوم عن أنفسهم فرُدِعُوا حتى خالطوا عسكر علي،
فدفع أهله عن أنفسهم، وكل طائفة تظن ولا تشك أن الأخرى بدأتها بالقتال، فاختلط
الأمر اختلاطاً لم يقدر أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه، والفسقة من قتلة عثمان،
لعنهم الله لا يفترون من شب الحرب وإضرامها] (الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/238-239)
ويقول ابن كثير واصفاً الليلة
التي اصطلح فيها الفريقان من الصحابة: [وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة،
وباتوا يتشاورون، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس] (البداية و
النهاية 7/5)
ويقول ابن أبي العز الحنفي: [
فجرت فتنة الجمل على
غير اختيار من علي ولا من طلحة والزبير، وإنما أثارها المفسدون
بغيرإختيار السابقين ]
(شرح العقيدة الطحاوية ص723(
فهذه أقوال العلماء المحققين
كلها متفقة على أن الحرب يوم الجمل نشأت بغير قصد من الصحابة ولا اختيار منهم، بل
إنهم كانوا كارهين لها، مؤثرين الصلح على الحرب، ولم يكن لأي أحد من الصحابة أي دور في
نشوبها ولا سعي في إثارتها، لا عائشة -رضي الله عنها- كما زعم هذا الرافضي ولا غيرها، وإنما
أوقد جذوتها وأضــرم نارهــا سلف هذا الرافضي الحاقد، وغيرهم من قتلة عثمان - رضي
الله عنه - وهو اليوم يرمي أم المؤمنين بذلك، فعليهم من الله ما يستحقون، ما أشد
ابتلاء الأمة بهم، وأعظم جنايتهم عليها قديماً وحديثـــاً.
وأما قوله: إنها خرجت من بيتها، وقد أمرها الله
بالاستقرار فيه في قوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية
الأولـى
فالرد عليه: أن عائشة -رضي الله عنها- إنما خرجت للصلح
بين المسلمين،
ولجمع كلمتهم، ولما كانت ترجو من أن يرفع الله بها الخلاف بين المسلمين
لمكانتها عندهم، ولم يكن هذا
رأيها وحدها
بل كان رأي بعض من كان حولها
من الصحابة الذين أشاروا عليها
بذلــك.
يقول ابن العربي: « وأما خروجها
إلى حرب الجمل
فما خرجت لحرب، ولكن تعلق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم
الفتنة وتهارج الناس، ورجوا
بركتها في الإصلاح وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت للخلق، وظنت هي ذلك، فخرجت مقتدية بالله في
قوله: لاخير في كثير من نجواهم إلا من
أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح
بين الناس
وبقوله:
وإن طائفتان من المؤمنين
أقتتلوا فأصلحوا بينهما
والأمر بالإصلاح ، مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثى حر أو عبد...»
وقد صرحت عائشة نفسها بأن هذا
هو سبب خروجها، كما ثبت ذلك عنها في أكثر من مناسبة وفي غيرما رواية.
فروى الطبري أن عثمان بن حنيف -
رضي الله عنه - وهو
والي البصرة من قبل علي بن أبي طالب أرسل إلى عائشة -رضي الله عنها- عند قدومها البصرة من يسألها عن سبب قدومها،
فقالت: { والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطّي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل
الأمصار، ونزاع القبائل، غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحدثوا فيه
الأحداث، وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل
إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال
الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار
قوم كانوا كارهين لمقامهم، ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين، ولا يقدرون على
امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس
وراءنا، وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة
أو معروف أو إصلاح بين الناس
فنهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل ، وأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم الصغير والكبير
والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه، ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على
تغيــــيره}.
وروى ابن حبان أن عائشة -رضي الله عنها- كتبت إلى أبي موسى الأشعري
والي علي على الكوفة: [فإنه قد كان من قتل عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين
الناس، فمر من قبلك بالقرار في منازلهم، والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبون من صلاح
أمر المسلمين].
ولما أرسل علي
القعقاع بن عمرو لعائشة ومن كان
معها يسألها عن سبب قدومها، دخل عليها القعقاع فسلم عليها، وقال: [ أي أُمة ما أشخصك وما أقدمك
هذه البلدة؟ قالت: أي بنيّ إصلاح بين النـــاس]
تاريخ الطبري 4/488، والبداية
والنهاية لابن كثير 7/248.
وبعد انتهاء الحرب يوم الجمل جاء علي إلى عائشة
-رضي الله عنها- فقال لها: (غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح).(نقله ابن العماد في شذرات الذهب 1/42)،
وروى
هذا الأثر بدون قولها: { ما
أردت إلا الإصلاح} (الطبري في تأريخه 4/534))
فتقرر أنها ما خرجت إلا للإصلاح
بين المسلمين، وهذا سفر طاعة لا ينافي ما أمرت به من عدم الخروج من بيتها، كغيره من
الأسفار الأخرى التي فيها طاعة لله ورسوله كالحج والعمرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
-رحمه الله- في الرد على الرافضة في هذه المسألة: [فهي -رضي الله عنها- لم
تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، والأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة
مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة، أو خرجت مع زوجها في سفره، فإن هذه الآية قد
نزلت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقد سافر بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد ذلك كما سافر في حجة الوداع بعائشة -رضي الله عنها- وغيرها وأرسلها مع عبد
الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم، وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي
صلى الله عليه وسلم بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم يحججن كما كن يحججن معه في خلافة عمر- رضي الله عنه - وغيره،
وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان، أو عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة
جائزاً،فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين فتأولت في ذلك] (منهاج السنة 4/317-318.(
وأما قوله: استباحت قتال خليفة
المسلمين ... فقد تقدم إنها ما
خرجت لذلك، وما أرادت القتال، وقد نقل الزهري عنها أنها قالت بعد موقعة الجمل: (إنما أريد أن
يحجز بين الناس مكاني، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك
الموقف أبداً) [المغازي للزهري ص154]
ولهذا ندمت -رضي الله عنها- بعد
ذلك ندماً عظيماً على شهود موقعة الجمل، على ماروى ابن أبي شيبة عنها أنها قالت: {
وددت أني كنت غصناً رطباً، ولم
أسر سيري هذا } [المصنف لابن أبي شيبة 7/543]
وفي الكامل لابن الأثير أنها
قالت للقعقاع بن عمرو: ( والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة
).
وموقف عائشة -رضي الله عنها-
هذا هو موقف
علي - رضي الله عنه - من الحرب بعد وقوعها.
فقد روى ابن أبي شيبة: أن علياً
قال يوم الجمل: ( اللهم ليس هذا
أردت، اللهم ليس هذا أردت )
وعنه - رضي الله
عنه - أنه قال: ( وددت أني كنت
مت قبل هذا بعشرين ســـنة)
فثبت بهذا أن
عائشة -رضي الله عنها- ما أرادت
القتال أولاً، وندمت أن شهدته بعد وقوعه، فلئن كان ذنباً فهو مغفور لها من وجهين: بعدم القصد،
وبالتوبة منه، هذا مع ما ثبت أنها خرجت لمقصد حسن وهو الصلح بين المسلمين، فهي بذلك
مأجورة على قصدها مغفور لها خطؤها.
وموقف علي - رضي الله عنه - من
الحرب دليل على أنه يرى أنها حرب فتنة، ولهذا تمنى لو لم يدخلها، وأنه مات قبلها
بعشرين سنة، وذلك لاشتباه الأمور فيها، ولكونه لم يظهر له أن في قتال مخالفيه يوم الجمل
حقاً ظاهراً، ولو أنه كان يعتقد في مخالفيه ما يعتقده الرافضة فيهم من الكفر والردة عن
الإسلام بحربهم لعلي - رضي الله عنه -، فإنه لو كان يعتقد فيهم هذا لما ندم على قتالهم
ذلك الندم العظيم، ولفرح بقتلهم وقتالهم لما في ذلك من عز الإسلام وقمع أعدائه،
ولما فيه من الأجر العظيم. كما حصل ذلك منه بعد قتال الخوارج -مع كونه لا يعتقد
كفرهم- إلا أنه فرح بقتالهم فرحاً عظيماً، وكبر الله سروراً بقتلهم لمّا تأكد له
وصفهم، الذي عهد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك وجود ذي الثدية فيهم، على ما
جاء ذلك مخرجاً في الصحيحين.)
وفي هذا أكبر رد على هؤلاء
الطاعنين في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المتهمين لهم بالعظائم، فلو كان لهم
عقول لما حادوا عن موقف علي من مخالفيه الذي لم يكن يتهمهم في دينهم، ولا يذمهم بشيء
مما يتشدق به هؤلاء الأفاكون المجرمون ،
بل ثبت ثناؤه عليهم، ووصفه لهم بالإيمان والتقوى، واستغفاره لهم،. (نقلاً عن
فضيلة الشيخ عثمان الخميس)..
[ كتبه فضيلة الشيخ عثمان الخميس]
الشبهة الثالثة:
قال المعترض: أخرج البخاري
في صحيحه من كتاب الفتن التي
تموج كموج البحر قال: لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر والحسن بن علي
فقدما علينا الكوفة، فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه، وقام عمار
أسفل من الحسن ، فاجتمعنا إليه فسمعت عماراً يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة ،
ووالله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه
تطيعون أم هي.
و الجواب بعون
الله:
أن ليس في قول عمار هذا ما يطعن
به على عائشة -رضي الله
عنها- بل فيه أعظم فضيلة لها، وهي أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في
الدنيا والآخرة، فأي فضل أعظم
من هذا، وأي شرف أسمى من هذا، فإن غاية كل مؤمن رضا الله والجنة، وعائشة -رضي الله عنها- قد تحقق
لها ذلك بشهادة عمار - رضي الله عنه - الذي كان مخالفاً لها في الرأي في تلك الفتنة، وأنها
ستكون في أعلى الدرجات في الجنة بصحبة زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما
شهد لها بذلك علي نفسه بعد انتهاء حرب الجمل على ما نقل الطبري أنه جاءها فأثنت
عليه خيراً وأثنى عليها خيراً وكان فيما قال: [ أيها الناس صدقت والله وبرّت... وإنها
لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ].
وبهذا قد جاء الحديث الصحيح
المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم على ما روى الحاكم في المستدرك من حديث عائشة
-رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ( أما ترضين أن تكوني زوجتي في
الدنيا والآخرة، قالت: بلى والله ، قال: فأنت زوجتي في
الدنيا والآخرة)[ رواه الحاكم في المستدرك 4/10، وقال: « حديث
صحيح ولم يخرجاه]
فيكون هذا الحديث من أعظم فضائل
عائشة -رضي الله عنها- ولذا
أورد البخاري الأثر السابق عن عمار في مناقب عائشة -رضي الله عنها
وطعن الجاحد
به على عائشة دليل على ضعف عقله، وقلة فهمه، وهذا مصداق ما ذكره العلماء عنهم أن هؤلاء الرافضة
هم أكذب الناس في النقليات وأجهل الناس في العقليات وأنه ليس في أهل الأهواء أضعف حجة ولا
أحمق منهم.)
فتبين أن أثر عمار هذا حجة على المعترض لا له، وأما
قول عمار في الجزء الأخير من الأثر: (ولكن الله ابتلاكم
لتتبعوه أو إياها) فليس بمطعن على عائشة -رضي الله عنها- وبيان
ذلك من عدة وجوه:
الوجه الأول: أن قول عمار هذا يمثل رأيه. وعائشة -رضي الله عنها- ترى خلاف ذلك، وأن ما هي عليه
هو الحق، وكل منهما صحابي جليل، عظيم القدر في الدين والعلم، فليس قول أحدهما حجة
على الآخر.
الوجه الثاني: أن أثر عمار تضمن معنيين أولهما قوله: ( إنها
زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ) وهذا نص حديث صحيح كما تقدم. والآخر قوله: (
ولكن الله ابتلاكم بها لتتبعوه أو إياها ) وهذا قول عمار، فإن كان قول عمار غير
معارض للحديث فلا مطعن حينئذ، وإن كان معارضاً للحديث فالحديث هو المقدم.
الوجه الثالث: أن الشهادة بأنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا
والآخرة، حكم عام باعتبار العاقبة والمآل. وقول عمار حكم خاص في حادثة خاصة، فرجع
الحكم الخاص إلى العام وآل الأمر إلى تلك العاقبة السعيدة فانتفى الطعن.
الوجه الرابع: أن غاية ما في قول عمار هو مخالفتها أمر الله في تلك الحالة
الخاصة، وليس كل مخالف مذموماً حتى تقوم عليه الحجة بالمخالفة، ويعلم أنه مخالف، وإلا
فهو معذور إن لم يتعمد المخالفة، فقد يكون ناسياً أو متأولاً فلا يؤاخذ بذاك.
الوجه الخامس: أن عماراً - رضي الله عنه - ما قصد بذلك ذم عائشة ولا انتقاصها، وإنما
أراد أن يبين خطأها في الاجتهاد نصحاً للأمة، وهو مع هذا يعرف لأم
المؤمنين قدرها وفضلها وقد جاء في بعض روايات هذا الأثر عن عمار أن عماراً سمع رجلاً
يسب عائشة، فقال: (اسكت مقبوحاً منبوحاً،والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا
والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم أتطيعوه أو إياها) [نقله ابن كثير في البداية
والنهاية 7/248.]
ونحن نقول لهذا الرافضي المتطاول على أم المؤمنين
كما قال عمار: [اسكت مقبوحاً منبوحاًاتؤذى حبيبة رسول الله؟] (رواه الترمذى و ابن سعد فى الطبقات)
[
كتبه
فضيلة الشيخ عثمان الخميس]
الشبهة الرابعة:
قالوا: أخرج البخاري أيضاً في
كتاب الشروط، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام
النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: ههنا الفتنة ههنا
الفتنة ههنا الفتنة، من حيث يطلع قرن الشيطان.... وبعد كل هذا أتساءل كيف استحقت
عائشة كل هذا التقدير والاحترام من أهل السنة والجماعة، ألأنها زوج النبي صلى
الله عليه وسلم ، فزوجاته كثيرات، وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي صلى
الله عليه وسلم نفسه».
جوابه بعون
الله:
أنه لا يخفى ما في كلامه هذا من
التضليل والتلبيس
،وقلب الحقائق والتدليس على من لا علم عنده من العامة وذلك بتفسيره قول
الراوي: (فأشار نحو مسكن عائشة)
على أن الإشارة كانت لبيت عائشة وأنها سبب الفتنة، والحديث لا يدل على هذا بأي وجه من الوجوه،
وهذه العبارة لا تحتمل هذا الفهم عند من له أدنى معرفة بمقاصد الكلام.
فان الراوي قال: ( أشار نحو
مسكن عائشة ) أي جهة مسكن عائشة، ومسكن عائشة -رضي الله عنها- يقع شرقي
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فالإشارة إلى جهة المسكن وهو ( المشرق ) لا إلى
المسكن، ولو كانت الإشارة إلى المسكن لقال: ( أشار إلى مسكن عائشة ) ولم يقل: ( إلى
جهة مسكن عائشة) والفرق بين التعبيرين واضح وجلي.
وهذه الرواية التي ذكرها أخرجها
البخاري في كتاب فرض الخمس باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم وليس كما زعم المعترض أنها في كتاب الشروط.
وهذا الحديث قد جاء مخرجاً في
كتب السنة من الصحيحين وغيرهما من عدة طرق، وبأكثر من لفظ، وقد جاء التصريح في
هذه الروايات بأن الإشارة كانت إلى المشرق، وجاء النص فيها على البلاد المشار
إليها بما يدحض دعوى المعترض ويغني عن التكلف في الرد عليه بأي شيء آخر.
وها هي ذي بعض روايات الحديث من
عدة طرق عن ابن عمر
-رضي الله عنهما-.
فعن ليث عن نافع عن ابن عمر
-رضي الله عنهما- أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: { ألا أن الفتنة هاهنا
من حيث يطلع قرن الشيطان }.
أخرجه البخاري في: ( كتاب
الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق(
وعن عبيد بن عمر قال: حدثني
نافع عن ابن عمر: { أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قام عند باب حفصة فقال بيده نحو المشرق: الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان
قالها مرتين أو ثلاثاً }.
أخرجه مسلم: (كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق...
4/2229.)
وعن سالم بن عبد
الله عن أبيه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: {وهو مستقبل المشرق، ها إن الفتنة ههنا، ها إن الفتنة ههنا، ها إن
الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان}.
أخرجه مسلم: (كتاب الفتن، باب
الفتنة من المشرق 4/2229. )
وفي هذه الروايات تحديد صريح
للجهة المشار إليها وهي جهة المشرق، وفيها تفسير للمقصود بالإشارة في الرواية التي
ذكرها المعترض.
كما جاء في بعض الروايات الأخرى للحديث تحديد البلاد
المشار إليها.
فعن نافع عن ابن
عمر قال: ( ذكر النبي صلى الله
عليه وسلم اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يارسول الله وفي نجدنافأظنه
قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) [أخرجه البخاري]
وعن سالم بن عبد الله بن عمر
أنه قال: يا أهل
العراق؟ ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن
عمر يقول: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: { إن الفتنة تجيء من ههنا وأوْمَأ بيده نحو المشرق ، من حيث يطلع قرنا
الشيطان}.[ أخرجه مسلم]
وفي بعض الروايات جاء ذكر بعض من يقطن تلك البلاد من
القبائل ووصف حال أهلها.
فعن أبي مسعود قال: ( أشار رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيده نحو اليمن فقال: ألا إن الإيمان ههنا، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل، حيث
يطلع قرنا الشيطان في ربيعة
ومضر) [ النهاية لابن الأثير 3/419، متفق عليه]
فدلت هذه الروايات دلالة قطيعة
على بيان مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: (الفتنة هاهنا) وأن
المقصود بذلك بلاد المشرق، حيث جاءت الروايات مصرحة بهذا، كما جاء في بعضها وصف أهل
تلك البلاد وتعيين بعض قبائلها، مما يظهر به بطلان ما ادعى الرافضي من أن
الإشارة كانت إلى بيت عائشة، فإن هذا قول باطل، ورأي ساقط، لم يفهمه أحد وما قال به أحد
سوى هذا الرافضي الحاقد. والذي يحمله على هذا هو بغضه لأم المؤمنين عائشة -رضي
الله عنها- فعليه من الله ما يستحق وألبسه الله بطعنه في الصحابة لباس الذل والخزي في
الدنيا والآخرة.
[ كتبه فضيلة الشيخ عثمان الخميس]
أخيراً نقول بخصوص الفتنة التى
نشبت بين صحابة
رسول الله صلى الله عليه و سلم أن هذه فتنة قد أخبر عنها النبى الكريم … و قد
شهد عليه السلام لطلحة و الزبير
و على و أم المؤمنين عائشة بالجنة
و قال تعالى وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
فأثببت الأية احتمال وقوع
القتال بين طائفتين نسبت الإيمان لكليهما …فلله الحمد و المنة
و العجيب أننا نقرأ فى كتب
النصارى عن وقوع مثل هذه الفتن والحروب بين المؤمنين منهم بزعمهم و
لكن من اجل أسباب خسيسة و دنيئة .. حتى انقسمت مملكة اليهود - شعب الله المختار-
الى مملكة يهوذا و السامرة و دارت بينهما حروباً طاحنة ولا يزال يكفر بعضهم بعضاً الى
يمنا و توراة كل منهم تختلف عن الأخر
- و مما نقرأه فى كتب النصارى
من حروب .. حرب شاول (النبى) مع داود (النبى) بعدما حقد عليه الأول و خاف سلطانه فأخذ
يتتبعه و انتهى الحال بمقتل شاول و ابنه ناثان على يد الفلسطينيين [ صموئيل
الأول]
- و نقرأ حرب
داود ضد ابنه و فلذة كبده
أبيشالوم فقاتله داود حتى قُتل و قُتل معه عشرين ألفاً من الإسرائيليين الموالين له (2صموئيل 18) فما
هذا النبى الذى يقتل أبناءه و عشيرته بهذه الطريقة لأجل الملك يا ترى؟
- و نقرأ أيضاً عن داود أنه
قاطع طريق يبتز الناس .. فأرسل إلى نابال يطلب منه أجراً مقابل أنه لم
يسلبه شىء ، فرفض الرجل هذا الاستغلال فما كان من داود إلا أن حضر جنده لقتال الرجل
الضعيف و قتله
(( حين كان رعاتك بيننا لم نؤذهم و لم يفقد لهم شىء طوال الأيام
التى كانوا فيها فى الكرمل …..فهب عبيدك و ابنك داود ما تجود به نفسك)) فأجاب الرجل : ((من
هو داود و من ابن يس؟ قد كثر اليوم العبيد الهاربون من أسيادهم)) فقرر
داود قتله (( فانصرف غلمان داود و رجعوا إلى داود فأخبروه بكلام نابال فقال داود لرجاله
ليتقلد كل منكم سيفه و سار على رأس أربعمئة رجل )) 1صموئيل27: 7-13
- و نجد أيضاً قصة ظلم المؤمن
لأخيه المؤمن
من خلال سفر القضاة إذ نقرأ قصة رجل من سبط لاوى كانت له محظية (عشيقة) فغضبت منه يوماً و لجأت إلى بيت أهلها فذهب يسترضيها و
أخذها ليعود بها لمدينته وفى الطريق اقترح خادمه أن يلجؤوا إلى مدينة اليبوسيين
للراحة فقال له سيده: لا لن ندخل مدينة غريبة ليس بها إسرائيلى واحد بل لنعبر إلى جبعة
(قضاة 19: 12)
)) استضافهم
فى جبعة شيخ و استضافهم فى بيته
و علف حميرهم فغسلوا أرجلهم و تناولوا طعاماً و شراباً ((
المهم أن أهل المدينة -اليهود
الموحدين- جاؤوا ليحاصروا بيت شيخ طالبن ممارسة اللواط بالضيوف عنده
)) أخرج إلينا الرجل الذى
استضفته لنعاشره
(23) فخرج إليهم صاحب البيت و قال لهم: لا يا أخوتى لا ترتكبوا هذا العمل
المشين ن فارجل ضيفى و قد دخل
بيتى (24) هاهى ذا ابنتى العذراء و محظيته ، فدعونى أخرجهما لكم فتمتعوا بهما و افعلوا ما يحلو
لكم((
و فى النهاية أخرج الرجل
محظيته (( فظلوا يتناوبون على
اغتصابها طوال الليل حتى انبلاج الصبح )) و فى نهاية الامر ماتت ((28 فحملها الرجل على الحمار و
انطلق حيث يقطن)) ثم قام و تناول سكيناً و شرع فى تقطيع محظيته إلى اثنتى عشرة قطعة
من عظامها و وزعها على جميع أسباط بنى إسرائيل!!
و قد أسفر ذلك عن حرب داخلية
بين بنى اهل التوحيد : (( الإسرائيليين و البنياميين هلك فيها أربعون ألفاً و ستون
إسرائيلياً و خمسون ألف بنيامينى (48) و ارتد بنو أسرائيل إلى مدن بنيامين و قضوا على
أهلها قاطبة بحد السيف ، و ذبحوا البهائم و كل ما وجد فيها و أحرقوها بالنار)) (القضاة
20: 48(
و يلاحظ أن ما
حدث من خطيئة ضد لمحظية كان من
اليهود علماً بأن صاحبها رفض الدخول لأرض غير يهودية لاعتقاده بعدم الأم و الأمان فإذا بالإرهاب
يتم على يد أخوته ، و هل هناك أقصى من اغتصاب امرأة حتى الموت؟! و أيضاً قام هو
باثارة قومه و عشيرته ضد باقى اليهود بتقطيع المحظية و بذلك رد الارهاب الجنسى
الفاحش بفتنة إرهابية قتل فيها 90060 رجلاً بخلاف فناء مدن البنياميين عن بكرة
أبيهم و لم يبق سوى 600 رجل فقط من سبط بأكلمه (( و تمكن ستمائة رجل منهم من الهرب))
(قضاة 20: 47)
و هؤلاء الرجال
بعد الصلح لم يجدوا نساء
يتزوجوا بهن ( قضاة 21: 16)
فكان الحل إرسال جيش
لقتل رجال و نساء (يابيش جلعاد)
و كانت الوصية للجيش ((اقتلوا كل ذكر و كل امرأة عاشرهل رجل فوجدوا بين أهل يابيش جليعاد
أربعمائة فتلة عذراء فقط لم يضاجعهن رجل ، فجاؤوا بهن)) (القضاة 21: 11، 12)
و تبقى مائتا رجل بلا امرأة و
كان الحل هو سرقة و اختطاف مائتى امرأة من (شيلوه) أثناء احتفال راقص
(قضاة 21: 20، 21)… [ نقلاً عن كتاب المرأة بين اليهودية والمسيحية و الاسلام]
فأين هذا
التاريخ الأسود من تاريخ المسلمين؟!
الشبهة الخامسة:
قال المعترض: إن أم المؤمنين
عائشة أدخلت المعازف المحرمة فى بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وإستدل
على ذلك بالحديث الذى رواه مسلم عن السيدة عائشة و فيه {دخل علي أبو بكر وعندي
جاريتان من جواري الأنصار. تغنيان بما تقاولت به الأنصار، يوم بعاث. قالت : وليستا
بمغنيتين. فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وذلك في يوم عيد...الحديث}
الجواب بعون الله:
أن فعل السيدة عائشة لا حرج فيه
لحداثة سنها وقتئذ من جهة و لأن
مقولة أبى بكر كانت إجتهاداً منه،
و قد أجاز رسول الله فعل السيدة عائشة و بين للصديق أن ضرب
الدفوف و التغنى فى الأعياد مباح لأهل الإسلام فى بيوتهم فقال الله صلى الله عليه وسلم فى
تتمة الحديث : "يا أبا بكر ! إن لكل قوم عيدا. وهذا عيدنا".
و بهذا تنتفى السبهة كلية بفضل
الله تعالى
الشبهة السادسة:
قال المعترض: قرأنا فى البخارى
حديث:
Vحدثنا عبد الله بن محمد قال حدثني
عبد الصمد قال حدثني شعبة قال حدثني أبو
بكر بن حفص قال سمعت أبا سلمة يقول دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة
فسألها أخوها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم فدعت بإناء نحوا من
صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب}
رواه البخارى- كتاب ابغسل- باب الغسل بالصاع و نحوه
فقالوا كيف لأم المؤمنين ان
تتكشف و تغتسل
أمام الأغراب بهذه الطريقة؟
الجواب بعون الملك الوهاب:
أن الحضور فى هذا الحديث لم
يكونا أجنبيين عن أم المؤمنين بل كانا من محارمها فالأول هو أخوها كما نصت الرواية صراحة
و الثانى هو أبو سلمة و هى خالته من الرضاع أرضعته أختها أم كلثوم ،
أما قوله أنها تكشفت أمامها فهو
باطل إذ نص الحديث
على وجود حجاب بين أم المؤمنين و بينهما
قال القاضي عياض: [ظاهره
أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل نظره للمحرم ; لأنها خالة أبي
سلمة من الرضاع أرضعته أختها أم كلثوم وإنما سترت أسافل بدنها مما لا يحل للمحرم
النظر إليه.
قال : وإلا لم يكن
لاغتسالها بحضرتهما معنى . وفي فعل عائشة دلالة على استحباب التعليم بالفعل ; لأنه
أوقع في النفس ولما كان السؤال محتملا للكيفية والكمية ثبت لهما ما يدل على الأمرين
معا : أما الكيفية فبالاقتصار على إفاضة الماء وأما الكمية فبالاكتفاء بالصاع
]
فلله در أم المؤمنين المعلمة
الفاضلة التى حجبت عن محارمها
ما لا تحجبه نساء النصارى عن الأجانب فى كنائس الكفر
كيف لا و هو التى وصل بها
حياؤها أن احتجبت عن عمر ابن الخطاب حتى بعد وفاته فقالت رضوان الله عليها:
{كنت ادخل بيتى الذي فيه رسول الله صلى الله عليه
وآله واني واضع ثوبي واقول انما هو زوجي وابى فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت
الا وانا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضى الله عنه} (رواه الحاكم
فى المستدرك و قال: هذا حديث
صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )
الشبهة السابعة:
قال المعترض: كيف تمتدحون السيدة عائشة و قد سبت
عثمان و اتهمته بالكفر و هو الذى تستحيى منه المائكة
و كانت تقول في كل وقت: اقتلوا
نعثلا، قتل الله نعثلا. فلما بلغها مقتله فرحت بذلك
الجواب بعون الملك
الوهاب:
أن هذا الخبر لم يأتى من طريق صحيح البتة و هو من
الكذب البين على السيدة عائشة …
و قد أخرج الإمام الألبانى هذا الخبر فى السلسلة
الضعيفة 4/329 و قال : (هذا الحديث مكذوب)
و كيف يتستقيم أن تطالب السيدة
عائشة بقتل عثمان رضى الله عنه و تتهمه بالكفر و هى اول من حزن على مقتله و طالبت
بالقصاص من قتلته عليهم من الله ما يستحقوا؟!
الشبهة الثامنة:
قالوا: جاءت روايات تطعن فى
حياء أم المؤمنين عائشة بل و فى حياء رسول الله صلى الله عليه و سلم و نقصد بهذا ما
اخرجه صاحب البرهان عن على بن ابي طالب : أنه أتى رسول الله وعنده أبو بكر وعمر
(فجلست بينه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدت إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا
عائشة) (البرهان في تفسير القرآن 4/225)
وجاء مرة أخرى فلم يجد مكاناً
فأشار إليه رسول الله: ههنا -يعني خلفه- وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء: فجاء علي
فقعد بين رسول الله وبين عائشة، فقالت وهي غاضبة: (ما وجدت لاستك -دبرك أو
مؤخرتك- موضعاً غير حجري؟ فغضب رسول الله وقال: يا حميراء لا تؤذيني في أخي) (كتاب سليم
بن قيس 179.)
الجواب بهون الملك
الوهب:
أن هذه الروايات لا تساوى
قيمة الورق الذى كُتبت عليه فهى
من مرويات الشيعة و أكاذيبهم و خزعبلاتهم التى امتلأت بها كتبهم ككتاب البرهان فى تفسير
القرأن و كتاب سليم هذا....... ولا حجة بها على أهل الإسلام .
الشبهة التاسعة:
كان من إعتراضهم على أم
المؤمنين عائشة رضوان الله عليها ما نُقل إلينا من مواقف غيرتها على رسول الله صلى
الله عليه و سلم و منها:
(1) عن هشام عن
أبيه عن عائشة قالت :{إستأذَنت هاله بنت خويلد أخت خديجة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
فَعرف إستأذان خديجة فارتاح لذلك . فقال : اللهم هاله بنت خويلد فغِرتُ فقلت وما تَذكُر
من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر ، فأبدلك الله خيرا منها}
2437مسلم
(2) عن أُمّ محمّد في قصة مخاصمة عائشة مع زينب و سبابها لها حتّى قال
رسول الله لعائشة: {سبيّها، فسبت عائشة زينب، وان زينب ذهبت إلى فاطمة وقالت لها:
انّ عائشة وقعت بكم وفعلت، فجاءت فاطمة وجاء علي إلى اخر الحديث} … . سنن أبي داود
4: 276 كتاب الادب.
(3) فى الحديث أن السيدة عائشة قالت عن السيدة صفية {إن صفية امرأة
وقالت بيدها هكذا كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر لمزج}.
رواه الترمذى
(4) قول السيدة
عائشة للنبى عليه السلام : (( إن ربك يسارع لك فى هواك)) عندما وهبت
خولة بنت حكيم نفسها للنبى عليه
الصلاة و السلام
و جواب هذا من وجوه:
أولاً:
أن السيدة عائشة وسائر
أمهات المؤمنين مع مكانتهن العظيمة و فضائلهن و تقواهن ، فهن بشر و ليس
لأحد العصمة إلا أنبياء الله تعالى … و من الظلم البين ان يتغافل أعداء الله عن خيرات
أم المؤمنين عائشة التى تملأ الكتب و يتربصوا بها زلات بسيطة تعد على أصابع اليد
و ما خرجت إلا لحداثة سنها وقتئذ و غلبة عاطفة حب رسول الله و غيرتها عليه على فكرها و هو أمرطبيعى
جُبلت عليه النساء!
قال الطبري وغيره من العلماء: [ الغيرة
مسامح للنساء ما يقع فيها ولا عقوبة عليهن في تلك الحالة لما جبلن عليه منها ,
ولهذا لم يزجر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة عن ذلك ].
وتعقبه
عياض بأن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها وأول شبيبتها
و قد كان النبى صلى الله عليه و
سلم يستحضر هذا و يتسع صدره لأزواجه مراعياً طبيعة المرأة الفطرية الجبيلية من الغيرة على
زوجها لا سيما إن كانت حديثة السن كحال السيدة عائشة …و كان يربى أهل بيته و
يعلمهم بحكمة و فقه و ذكاء عليه صلوات ربى و سلامه
* فتارة نجده يحتمل نتاج الغيرة و يتعامل معها بالرفق و
اللين مالم
تسبب أذى للغير مثال ذلك:
روى النسائي في سننه أن أم سلمة
أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله وأصحابه، فجاءت عائشة متزرة
بكساء ومعها فُهْر ـ هو الحجر ـ ففلقت به الصحفة ، فجمع النبي بين فلقتي الصحفة ويقول
لأصحابه: "كلوا غارت أمكم" مرتين، ثم أخذ رسول الله صحفة عائشة فبعث بها إلى أم
سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة. سنن النسائي3894
-* و تارة كان ينبهها عليه
السلام تعريضاً أن الغيرة الشديدة قد تفتح الباب لأذى الشيطان كما فى الحديث:
عن السيدة عن عائشة أن رسول
الله خرج من عندها ليلا قالت
:فغرت عليه فجاء فرأي ما أصنع فقال : - مالك يا عائشة أغرت ؟ فقلت : ومالي لايغار مثلي على مثلك ؟
فقال : أو قد جاءك شيطانك ؟
فقلت : يارسول الله أو معي
شيطان ؟
قال : نعم
قلت : ومع كل إنسان شيطان
؟
قال نعم قلت: ومعك يارسول الله
؟
قال : نعم ولكن ربي أعانني عليه
حتي أسلم
-* و تارة كان ينصحها النبى
بالرفق مبيناً لها الخطأ إن وقع مرهباً من عاقبته كما فى الحديث الذى رواه الترمذى عن
عائشة قالت:
{حكيت للنبي صلى اللّه عليه وسلم رجلا فقال: مايسرني أني حكيت رجلا
وان لي كذا وكذا. قالت فقلت يا رسول، إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا كأنها تعني
قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر لمزج}. الترمذى المجلد الرابع و اوب داود المجلد الثانى 4875
* و
تارة كان النبى صلى الله عليه و
سلم ينكر بالشدة إن إحتاج الامركما فى رواية أحمد و الطبرانى عن عائشة قالت :{إستأذَنت هاله بنت
خويلد أخت خديجة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فَعرف إستأذان خديجة فارتاح
لذلك . فقال : اللهم هاله بنت خويلد فغِرتُ فقلت وما تَذكُر من عجوز من عجائز
قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر ، فأبدلك الله خيرا منها.. قالت: فغضب رسول
الله صلى الله عليه وسلم غضبا ما رأيته غضب مثله قط وقال: " ما أبدلني الله
خيرا منها آمنت بي إذ كفر بي الناس و إن الله رزقها مني ما لم يرزق أحدا منكن" قلت:
يا رسول الله أعف عني عفا الله عنك والله لا تسمعني أذكر خديجة بعد هذا اليوم بشيء تكرهه}
فبأبى هو و أمى رسول الله صلى
الله عليه و سلم …
نرى كيف كان سيد الأولين و الأخرين الذى تهابه الأمم و يستحييى كبار
وزراءه من فرسان الصحابة ان
يملئوا منه أعينهم…. كيف كان زوجاً متواضعاً بسيط العيش واسع الصدر مع أزواجه رضوان الله عليهن
ثانياً:
أن الناظر فى
الإعتراض يجد ان ما أورده من
أخبار للطعن فى أم المؤمنين إنما تُحسب لها لا عليها
لأن سائر هذه الأحاديث وصلتنا
عن طريق السيدة عائشة نفسها … و ما هذا إلا لشدة حرصها و أمانتها العلمية فى نقل أخبارها
مع رسول الله و العبر المستفادة من سنته عليه السلام …. و كذلك حرصها على تبليغنا فضائل
نظيراتها من أمهات المؤمنين و إن كان الثمن الإبلاغ عما وقع منها من زلات الغيرة….
فهذا و الله لقمة إنكار الذات و الأمانة و الشجاعة من شخصها الكريم رضى الله عنها و
أرضاها
و لننظر فى
الأمثلة المذكورة لنتبين أنه لا
إشكال فيها باذن الله تعالى :
ففى
الحديث الأول:
الذى رواه مسلم عن عائشة قالت
{إستأذَنت هاله بنت خويلد أخت خديجة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
فَعرف إستأذان خديجة فارتاح لذلك . فقال : اللهم هاله بنت خويلد فغِرتُ فقلت وما تَذكُر
من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر ، فأبدلك الله خيرا منها.. و
فى رواية أحمد و الطبرانى قالت: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا ما رأيته
غضب مثله قط وقال: " ما أبدلني الله خيرا منها آمنت بي إذ كفر بي الناس و إن الله
رزقها مني ما لم يرزق أحدا منكن" قلت: يا رسول الله أعف عني عفا الله عنك والله لا
تسمعني أذكر خديجة بعد هذا اليوم بشيء تكرهه}
فهذا الحديث الذى روته عائشة
يظهر مناقب أم الؤمنين خديجة و درجة حب رسول الله و وفاءه لها حتى بعد موتها …. و
كيف كانت حميته عليها إذ عنف السيدة العائشة حين تكلمت فى حقها … فأنابت و قالت "يا
رسول الله أعف عني عفا الله عنك والله لا تسمعني أذكر خديجة بعد هذا اليوم بشيء تكره"
و لولا نقل السيدة عائشة
الصديقة لهذا الخبر لما علمنا
كل ما سبق….
و لننظر أيضاً فيما نقلته
السيدة عائشة
من مناقب أم المؤمنين خديجة
عن هشام عن أبيه أن عائشة قالت
: {ما غرت على امرأة قط ما غرت على خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني
بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت من قصب
في الجنة وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها خلائلها } البخاري 2435
حدثنا عثمان بن أبي شيبة
حدثنا عبدة عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت
{بشر رسول الله
صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة}
صحيح مسلم – كتاب
فضائل الصحابة- باب فضل خديجة
أم المؤمنين رضى الله عنها 4462
حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
{ لم يتزوج
النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة
حتى ماتت}
رواه مسلم
و قالت ام المؤمنين عائشة فى
بيان مناقب زينب بنت جحش :
{قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن
يدا قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق} رواه مسلم 4490
و قال ابن عبد البر: روينا
من وجوه عن عائشة قالت: {كانت
زينب بنت جحش تسامينى فى المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وما رأيت امرأة قط خير فى
الدين من زينب و أتقى لله و أصدق حديثاً و اوصل للرحم و أعظم صدقة رضى الله عنها}
الاستيعاب 4/316
و قالن السيدة
عائشة فى فضل السيدة سودة
{ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من
سودة بنت زمعة} مسلم 2657
و قالت فى مديح أم سلمة:
{ لما تزوج رسول الله أم سلمة حزنت حزناً شديداً لما ذكر لنا من
جمالها، فتلطفت حتى رأيتها فرأيت والله أضعاف ما وصفت}.الإصابة 4: 459، الطبقات لابن
سعد 8/75 .
اما
الحديث الثانى:
عن أُمّ محمّد في قصة مخاصمة
عائشة مع زينب و سبابها لها حتّى قال رسول الله لعائشة: «سبيّها، فسبت عائشة زينب، وان
زينب ذهبت إلى فاطمة وقالت لها: انّ عائشة وقعت بكم وفعلت، فجاءت فاطمة وجاء علي
إلى اخر الحديث … . سنن أبي داود 4: 276 كتاب الادب.
فنقول:
(1) إن هذا الحديث ضعيف ، قال
الألبانى رحمه
الله: (هذا الحديث فيه علي بن زيد بن جدعان لا يحتج به يأتي في رواياته
بالمنكرات غالبا وهذا فيه نكارة
وأم محمد مجهولة …اهـ)
(2) مع
افتراض صحة هذه الواقعة فهى مما يقع مثلها بين الضرائر … و قد سكتت
السيدة عائشة و لم ترد على السيدة زينب رضى الله عنها حتى أذن لها رسول الله لقوله
تعالى لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ
إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً
اما
الحديث الثالث :
و هو الحديث
الذى رواه الترمذى و فيه عن
السيدة عائشة {إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزج بها
ماء البحر لمزج}
فعلمنا من هذا
الحديث حفظ رسول الله للسيدة
صفية فى غيابها و رده على السيدة عائشة ، و علمنا كذلك مدى عظمة الغيبة و إن كانت بالتمثيل دون
اللسان…
و كل هذا العلم نُقل إلينا
بواسطة السيدة عائشة رضى الله
عنها
أما
الحديث الرابع:
, و هو قول السيدة عائشة (( ما أرى ربك إلا يسارع في
هواك )) حين وهبت السيدة خولة نفسها للنبى عليه السلام
فالتوجيه
:
هذا حديث ورد في صحيح
البخاري وقد قال النووي رحمه
الله في معنى يسارع في هواك : [أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور
ولهذا خيرك] ، وقال القرطبي : [هذا
قول أبرزه الدلال والغيرة , وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله , وإلا فإضافة
الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا
يفعل بالهوى , ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك . ]
ومما يوضح لنا أن قول
عائشه كان من باب الدلال
والغيرة ليس إلا ، هو ما جاء في صحيح مسلم : عن عائشة : {كنت اغار على اللاتي
وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم} . صحيح مسلم ...
أخيراً نقول لمن يتهكمون و
يسخرون من أمهات الطيبات
الأخيار ، و اتهامهم اياهن زوراً و عدواناً ..ألا تنظرون لحال النساء فى
كتابكم؟
فإننا لا نكاد نجد امرأة صالحة
فى كتاب النصارى .. بل كل النساء بيوت النبوة و الصلاح تقريباً كن حاقدات أو مخادعات او
زانيات و من ذلك:
حقد سارة زوجة ابراهيم (حرب الضرائر)
نقرأ فى كتب النصارى ان الغيرة
وصلت بسارة زوجة إبراهيم أنها كانت تضرب هاجر و تؤذيها حسداً من عند نفسها ((
فقالت ساراى لإبرام ( ليقع ظلمى عليك ، فأنا قد زوجتك من جاريتى و حين أدركت أنها
حامل هنت فى عينها ليقض الرب بينى و بينك ) فأجاب ابرام ( هاهى جاريتك تحت تصرفك
فافعلى بها ما يحلو لك ، فأذلتها ساراى حتى هربت منها )) [تكوين 16: 4-6]
ثم ما لبثت أن طلبت منه
ظلماً و جوراً أن يطرد هاجر و
ابنها الرضيع و ادعت أنهما لا يحق لهما أن يرثا مع ابنها اسحق بعد أن ولدته!!
((و رأت سارة أن ابن هاجر الذى أنجبته يسخر مع إبنها
اسحق فقالت لابراهيم : اطرد هذه
الجارية و ابنها فإن ابن الجارية لن يرث مع ابنى اسحق فقبح القول فى نفس ابراهيم لأجل ابنه
فقال الله له: لا يسوء فى نفسك أمر الصبى و أمر جاريتك و اسمع لكلام سارة فى كل ما
تشير به عليك لأنه باسحق يدعى لك نسل و سأقيم من ابن الجراية أمة أيضاً لأنه نسلك ))
[ تكوين 21: 9-13]
و العجيب أن
الرب وافقها بما تقول فقط
إرضاءً لحقدها!
مريم النبية أخت موسى تغار من زوجة أخيها!!
نقرأ فى [العدد 12: 1، 2، 9] ما يلى : (( و انتقدت مريم و هارون موسى
لزواجه من امرأة كوشية و قالا: هل كلم الرب موسى وحده؟ ألم يكلمنا نحن أيضاً؟.... و
احتدم غضب الرب عليهما ثم مضى عنهما فلما ارتفعت السحابة عن خيمة الإجتماع إذا مريم برصاء
كالثلج ، فالتفت موسى و هارون نحو مريم فإذا هى مصابة بالبرص((
يقول القس إلياس مقار فى كتاب
"نساء الكتاب المقدس" : [ تزوج موسى بإمرأة كوشية و ليس المجال
هنا مجال الحكم عليه أو له أأخطأ أم أصاب- لاحظ أخى القارىء أسلوب التعالى و الغمز فى نبى
الله موسى- إنما يعنينا أمر واحد ـ وازن القلوب و كاشف الأسرار اكتشف تياراً
أسود ا ندفع من قلب مريم .....عاطفة غير كريمة.... شعور بالغيرة و الحسد إزاء هذا
الدخيل ، الذى جاء به موسى ليقطن فى بيته ... ثارت مريم على موسى و أثارت معها الأخ
الوادع هارون ]
فيتضح من كتاب النصارى و تفاسير
كبراءهم ان الغيرة و الحسد قد تمكنا من امرأة وصلت لدرجة النبــــوة فسخرت من أخيها
و هيجت أخاها الأخر عليه أيضاً..
و العجيب أن الرب انتقم منها فأصابها بالبرص و
لم يمس هارون بأذى مع أنه اعترض على زواج موسى معها ... إنه تعصب الكتاب اللامقدس ضد المرأة!
ميكال زوجة داود تسفه زوجها بعد أن وجدته يرقص كالسفهاء!
نقرأ فى 2صموئيل6: 20 قول ميكال
لداود : (( ما كان أجل ملك إسرائيل اليوم حين استعرض نفسه امام إماء خدامه كما
يستعرض أحد السفهاء نفسه))
فنجد سلاطة لسان ميكال مع زوجها
النبى داود و سوء أدبها معه ... فكانت عقوبتها كعادة الكتاب المقدس مع النساء قاسية ..
إذ حُرمت من الإنجاب إلى يوم موتها!
(( و لم تنجب ميكال زوجة داود ولداً إلى يوم موتها))
2صموئيل 6 :23
و ميكال هذه صاحبة أغرب و أقذر
مهر عرفه التاريخ ألا و هو مئة غلفة – قطعة الجلد التى تقطع من الذكر عند الختان- من غلف
الفلسطينيين ، و الأعجب أن داود وافق على هذا المهر اللا إنسانى و دبح مئة فلسطينى
ليتزوج بمحبوبته!
بثشبع أم سليمان يزنى بها داود!
نصل إلى قصة امرأة يفترض بها
انها زوجة نبى و أم نبى .... و لكن هذه المرأة كانت ساقطة لا تعرف للشرف معنى...
فعبدة الصليب الذين يتهجمون على السيدة عائشة لأنها توضأت أمام أخيها.... نسوا أن بثشبع
زوجة أم سليمان و زوجة داود الذى يتغنى النصارى بنسبة المسيح إليهما و إليها هى
شخصياً ... وصل بها الإنحطاط أن تستحم عارية دون اتخاذ حجاب يسترها من الناس فنظر داود
من سطح قصره يوماً فوجدها عاية تستحم فُتن بها و أرسل إليها و زنى بها فحملت منه
فأخبرته .. فأرسل زوجها أوريا الذى هو أحد قواده المؤمنين المجاهدين فى معركة و
حمله الراية ليُقتل و كان.... ثم تزوج بها و أنجب منهل سليمان!! [2صموئيل11]
سارة زوجة ابراهيم تتاجر فى نفسها ليكسب من وراءها خيرات!!
))وحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ
يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ
أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ
أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ
امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي
لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ
بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ)) (تك 14:12)
لا تعليق!
راحيل زوجة يعقوب و أم يوسف تعبد الأصنام و تسرقها
و تكذب من أجلها!
تحكى لنا التوراة أن
امرأة أخرى من أل بيوت النبوة و
هى راحيل زوجة يعقوب النبى و أم يوسف النبى جعلت من زوجها قرطاساً كبيراً ... ففى حين كان زوجها
كما هو مفترض يمارس واجبه من الدعوة إلى الله الواحد نفاجأ أن زوجته راحيل كانت لصة و مشركة
فى أن واحد... إذ سرقت أصنام أبيها و احتفظت بها لنفسها و يعقوب أخر من يعلم
بما يجرى فى بيته!
((وأنتَ إنَّما اَنصَرَفْتَ مِنْ عِندي لأنَّكَ اَشتَقْتَ إلى
بَيتِ أبيكَ،
ولكنْ لماذا سَرَقْتَ آلِهَتي؟» 31فأجابَه يعقوبُ: «خفتُ أنْ تغتَصِبَ
بِنتَيكَ مني. 32وأمَّا
آلِهتُكَ، فإذا وجدْتَها معَ أحدٍ مِنا فلا يستَحِقُّ الحياةَ. أَثبِتْ ما هوَ لكَ معي أمامَ
رِجالِنا وخذْهُ». وكانَ يعقوبُ لا يعرِفُ أنَّ راحيلَ سَرَقَت آلِهةَ لابانَ. 33فدخلَ
لابانُ خيمةَ يعقوبَ وخيمةَ لَيئةَ وخيمةَ الجاريتَينِ، فَما وجدَ شيئًا. وخرَج مِنْ خيمةِ
لَيئةَ ودَخلَ خيمَةَ راحيلَ. 34وكانَت راحيلُ أخذَتِ الأصنامَ ووَضَعَتْها في
رَحْلِ الجمَلِ وجلست فوقَها. ففَتَّشَ لابانُ الخيمةَ كُلَّها، فما وجدَ
شيئًا، 35وقالت راحيلُ لأبيها: «لا يَغيظُكَ يا سيِّدي أنِّي لا أقدِرُ أنْ أقومَ
أمَامَك لأنَّ عليَ عادَةَ النِّساءِ». فلم يَجدْ لابانُ أصنامَهُ التي فتَّشَ
عَنها)) تكوين 30:31
نستخلص من هذا النص
الأتى:
أ- أن لابان حمى يعقوب و شريكه
و معينه كان
كافراً مشركاً
ب- و أن راحيل أم يوسف النبى و
زوجة يعقوب النبى و التى يتسمى اليهود كثيراً باسمها كانت إمرأة مشركة سرقت أصنام
أبيها بل و كذبت لتغطى على سرقتها!
ج- أن يعقوب النبى ابن الأنبياء
و أبو الأنبياء كان بيته مقراً للشرك بالله ، و الصاعقة أنه ما أنكر على حميه حين
جاء طلباً للأصنام الوثنية بل أعانه و توعد من قد يكون أخفى هذه القاذورات مؤكداً
أن سارق هذه الأصنام لا يستحق الحياة!
ليئة زوجة يعقوب و أم عشرة أسباط تخدع يعقوب و تزنى به!
((وقالَ يعقوبُ للابانَ: «إكتملتِ المُدَّةُ فأعطِني اَمرأتي لأتزوَّجها». 22فجمعَ لابانُ
كُلَ أهلِ حارانَ وصنعَ لهُم وليمةً، 23وعِندَ الغُروبِ أخذَ لَيئةَ بَدلَ راحيلَ وجاءَ بها إلى
يعقوبَ فدخلَ علَيها. 24ووهبَ
لابانُ جاريتَه زِلْفةَ لابنتهِ لَيئةَ. 25فلمَّا طَلعَ الصَّباحُ عرَفَ
يعقوبُ أنَّها لَيئةُ، فقالَ
للابانَ: «ماذا فعلْتَ بي؟ أما خدمتُكَ لآخذَ راحيلَ؟ فلماذا خدعْتني؟»)) تكوين29: 21-25
فنجد ههنا كيف أن يعقوب وقع
بليئة و هو
يظنها راحيل أى زنى بها لأنها لم تكن مقصودة بالزواج
و كيف أنها جعلته
قرطاساً فنامت معه دون ان يعلم
من التى يعاشرها
ثم جمع يعقوب بينها و بين أختها
كزوجتين فى أن واحد!
رفقة زوجة اسحق النبى و أم يعقوب النبى تخدع و
تغش زوجها فى شيبته !
نقرأ فى تكوين 27عن
رفقة زوجة يعقوب التى استغلت
ضعف زوجها و مرضه لتسلب عيسو حق البركة و تضع يعقوب مكان عيسو ليبارك كذباً و زوراً:
((وكانَت رِفقةُ سامعةً حينما كلَّمَ إسحَقُ عيسو اَبنَهُ. فلمَّا خرج عيسو إلى
البرِّيَّةِ ليصطادَ صَيدًا ويجيءَ بهِ إلى أبيهِ، 6قالت رِفقةُ ليعقوبَ اَبنِها:
«سَمِعتُ أباكَ يقولُ لعيسو أخيكَ: 7جئْني بصيدٍ وهَيِّئْ ليَ أطعمةً فآكلَ مِنها
وأباركَكَ أمامَ الرّبِّ قَبلَ موتي. 8والآنَ يا اَبني، اَسمَعْ لكلامي واَعملْ
بِما أُوصيكَ بِه. 9إذهبْ إلى الماشيةِ وخذْ لي مِنها جديَيْنِ مِنْ خيرةِ المَعَزِ، فأُهيّئَهُما أطعمةً لأبيكَ كما
يُحِبُّ. 10فتُحضِرُهما إلى
أبيكَ، ويأكلُ لِيبارِكَكَ قَبْلَ موتِهِ». فقالَ يعقوبُ لرِفقةَ أُمِّهِ: «لكنَّ عيسو أخي
رَجلٌ أشعَرُ وأنا رجلٌ أملَسُ. 12ماذا لو جسَّني أبي فوجدَني مُخادِعًا؟ ألا أجلِبُ
على نفْسي لعنةً لا برَكةً؟» 13فقالت لَه أمُّهُ: «عليَ لعنَتُكَ يا اَبني. ما علَيكَ
إلاَ أنْ تسمَعَ لِكلامي وتذهبَ وتجيئَني بالجديَينِ. 14فذهبَ وجاءَ بهما إلى أُمِّهِ،
فهيَّأت أطعمةً على ما يُحبُّ أبوهُ. 15وأخذت رِفقةُ ثيابَ عيسو اَبنِها
الأكبرِ الفاخرةَ التي عِندَها في البَيتِ، فألبسَتْها يعقوبَ اَبنَها الأصغرَ 16وكست
يَدَيهِ والجانبَ الأملَسَ مِنْ عُنُقِهِ بِجلدِ المَعَزِ. 17وناولت رِفقةُ يعقوبَ ما
هيَّأتْهُ مِنَ الأطعمةِ والخبزِ)) [ تكوين27: 5-17]
ابنتا لوط تهينان أباهما النبى و تسكرانه
ثم تفحشان معه!
((وصعد لوط من صوغر فسكن في مغارة بالجبل هو وابنتاه. وقالت البكر
للصغيرة : أبونا قد شاخ. وليس في الأرض رجل ليدخل علينا. هلمي نسقي أبانا خمرًا
ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة، ودخلت البكر
واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت
للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي: ، فَتَعَالَيْ نسقيه خمرًا الليلة أيضًا. وقامت
الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما))
[تكوين 19: 30]
زوجات سليمان كافرات سقنه إلى الكفر بالله!
))و أولِعَ سُلَيْمَانُ
بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ، فَضْلاً عَنِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، فَتَزَوَّجَ نِسَاءً
مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ
وَحِثِّيَّاتٍ، وَكُلُّهُنَّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَمِ الَّتِي نَهَى الرَّبُّ بَنِي
إِسْرَائِيلَ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْهُمْ قَائِلاً لَهُمْ: «لاَ تَتَزَوَّجُوا مِنْهُمْ
وَلاَ هُمْ مِنْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُغْوُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ».
وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ.
فَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ من السراري، فَانْحَرَفْنَ
بِقَلْبِهِ عَن الرَّبِّ. فَاسْتَطَعْنَ أَنْ يُغْوِينَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ
أُخْرَى، فَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ مُسْتَقِيماً مَعَ الرَّبِّ وَمَا لَبِثَ أَنْ
عَبَدَ عَشْتَارُوثَ آلِهَةَ الصِّيدُونِيِّين)) [ملوك11:1]
زوجة نبى الله هوشع زانية!!
(ول ما كلم الرب هوشع قائلاً: اذهب خذ لنفسك امرأة زانية وأولاد زنى لأن الأرض قد
زنت زني( هوشع 1: 2
نساء شمشون ما بين زانية و خائنة!
نقرأ فى سفر القضة أن شمشون الذى جاء بوعد الهى و
بركة من الله (قضاة13: 2-5) قد تزوج بامرأة فلسطينية ثم راهن قومها إن أستطاعوا حل أجيته ان
يعطيهم ثلاثين قميصاً و ثلاثين حلة … فجندوا زوجته فظلت تتحايل عليه و تبكى طوال
الوقت حتى أخبرها بالحل من كثرة مضايقاتها فخانته و أخبرت قومها فاضطر للوفاء بنذره
فقتل ثلاثين انسان برىء و قدم حليهم و ثيابهم قضاءًً للرهان!! [قضاة 14]
و قال لهم شمشون لما عرفوا الحل
(( لولا أنكم حرثم على هجلتى لما وجدتم حل أحجيتى))
[قضاة14: 18]
فلاحظ كم امتهان المرأة فى كتاب النصارى فيصفونها
بالعجلة!!
ثم أحب شمشون امرأة أخرى
تسمى دليلة فجندها الفلسطينيون
ليعرفوا منها سر قوته … و كذب شمشون – التقى- ثلاثة مرات و فى النهاية اخبرها بسر قوته
(( أنا نذير الرب منذ مولدى، لهذا لم أحلق
شعرى، و إن حلقته فإن قوتى
تفارقنى و أصبح ضعيفاًُ كأى واحد من الناس)) [ قضاة16: 17]
و بذلك تم أسر شمشون و إذلاله
بعد أن ((أضجعته على ركبتها و أحضرت حلاقاً حلق له خصلات شعره السبع و شرعت فى إذلاله
بعد أن فارقته قوته)) [قضاة 16]
و من نساء حياة شمشون أيضاً امرأة عاهرة ذهب
اليها و فحش بها فى غزة
((و ذات يوم ذهب شمشون إلى غزة حيث التقى بامرأة عاهرة فدخل إليها))
[قضاة16: 1]
ثامـــــــــار
ثاماركنة يهوذا و جدة المسيح
تخدع يهوذا كبير الأسباط و تزنى به دون أن يعرف شخصيتها ثم ينتج عن هذا الزنى فارص جد
المسيح الأكبر[ تكوين38]
دينا ابنة يعقوب تُغتصب من قبل شكيم بن حمور!
تحكى لنا التوراة أن دينا ابنة
يعقوب خرجت لزيارة بعض صديقاتها فتعرض لها شكيم بن حمور و اغتضبها و لوث شرفها
[تكوين 34: 2]
راحاب جدة المسيح زانية و خائنة!
تحكى لنا التوراة قصة راحاب تلك
المراة الزانية التى خانت قومها الذين ما فعلوا شيئاً إلا ان أرادوا حماية بلادهم
من مستعمر لا يريد منهم إيماناً ولا عدلاً بل يريد فقط ذبحهم أو استعبادهم!
فخانتهم لتحمى جواسيس اليهود
و من ثم اعتبت قديسة.. إذ من
شيم المستعمر ان يعلى من شان خونة أوطانهم طالما حققو مصالحه و أن يعتبر من يقاومه من أبطال
إرهابيين ، فلما تمكن اليهود من البلاد أحرقوها و أبادوها عن بكرة أبيها أما راحاب
فقد باعت شعبهامقابل أن تنجو بنفسها و أهلها
)) و استحيا يشوع من راحاب
الزانية و بيت أهلها و كل مالها ، فأقامت فو وسط شعب إسرائيل إلى هذا اليوم ، لأنها
خبأت الجاسوسين)) [يشوع 2: 25]
و راحاب الزانية هذه أم بوعز جد المسيح !
يقول بولس عنها: (( بالإيمان
راحاب الزانية
لم تهلك مع العصاة ، إن قبلت الجواسيس بسلام)) [عبرانيين11: 31]
فانظر الى هذا الهرطيق بولس و هو يصف عاهرة كانت
تدير بيتاً للدعارة بأنها مؤمنة و يجعل سبب ذلك خيانتها لقومها و هى الخيانة التى
تمت لتحقق امنها الشخصى و اموالها و لم تقل التوراة حتى أنها وحدت الله بعد ان عاشت
بين اليهود!!
أســــــــتير
يقدس أهل الكتاب هذه المرأة و يعتبرونها نموذج للفتاة
الإسرائيلية التى أنقذت شعبها من الإبادة مستغلة انوثتها و جمالها، حيث فتنت الملك لتطلب
منه مساعدتها و قومها و قتل هامان ففعل !!
و قد أنشات هذه القصة فى الفكر
اليهودى النصرانى جواز التضحية بالشرف لتحقق الفتاة اهدافها النبيلة ، و من هناأصبح
استخدام الفتيات لتحقيق السياسات سمة اهل الكتاب
راعوث الموأبية جدة المسيح
راعوث هذه هى جدة المسيح و
يفترض أنها و نسلها من أصحاب الجحيم الأبدى لانها موأبية و الرب يقول عن الموأبيين
((4ولا يدخلْ عَمُّونيًّ ولا مُوآبيٌّ ولا أحدٌ مِنْ نسلِهِ في جماعةِ المُؤمنينَ
بالرّبِّ، ولو في الجيلِ العاشِرِ وإلى الأبدِ)) تثنية 23: 4
و هكذا نجد أن بيوت الأنبياء ما
كان يقطنها إلا نساء شقيات كافرات أو زانيات أو خائنات أو أو
و لو استفضنا فى درسة الكتاب
المقدس لما كدنا نجد امراة
صاحلة بداية من حواء التى يجعلونها رأس كل بلاء و ختاماً بالمراة الزانية التى كانت من أشهر تلاميذ
يسوع و لم تستحيى ان تمسح قدمه بشعر رأسها اما الرجال فى مشهد مقزز!!
فهل يحق لمن كان هذا حال
الصالحات عندهم و نساء أنبياءهم أن يتفوهوا ببنس شفة تجاة أمهات المؤمنين
الطيبات الأطهار؟
مريم الصديقة كافرة بموجب الإنجيل
يحكى
الكتاب المقدس أن أم المسيح وأخوته ذهبوا يطلبونه حتى وصلوا لمقر اجتماعه
بالتلاميذ فأبى أن يعيرهم اهتماماً و تركهم محقرين و لم يأذن لهم بالدخول و تبرأ
منهم :((فجاءت حينئذ اخوته وامه ووقفوا خارجا
وارسلوا اليه يدعونه . وكان الجمع
جالسا حوله فقالوا له هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك . فاجابهم قائلا من امي واخوتي . ثم نظر حوله الى الجالسين وقال ها امي واخوتي . لان من يصنع مشيئة الله هو اخي واختي
وامي )) لوقا 8: 31
و العجيب أن المسيح تبرا من أخوته و أمه فقال
أن أمه و أخوته هم من يصنع مشيئة الله يقصد الأخوة الايمانية ، و نحن نعلم أن أخوة
المسيح الأشقاء لم يكونوا يؤمنون به كما جاء فى يوحنا 3: 5 ((لان اخوته
ايضا لم يكونوا يؤمنون به .))
و لكن السؤال ان كان المسيح لا يمنح وقته ولا
يمن بجهده الا على المؤمنين فلماذا لم يستقبل مريم أليست هى أول المؤمنين و أولى
من تلاميذه أيضاً؟
و هكذا نجد
المسيح وفق هذه النصوص يعتبر أمه كافرة لا تعمل مشيئة الله
فهذه نبذة
عن أوضاع النساء الصالحات فى كتاب القوم
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين