عقلانية الناسخ والمنسوخ - هل الله يكتشف خطأها فيغيرها؟
 

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
كثر كلام المدلسين عن الناسخ والمنسوخ
يقولون كيف يغير الله احكامه هل تبين له خطأها فغيرها؟
الجواب :
سأجيب عقلا بعيدا عن التكرار أولا هذا كلام مغفلين والله فليس الأمر أن الله أكتشف عيب هذا أو صحة ذاك وتبين له خطأ فيصلحه لا هذا كلام مغفلين أغبياء ولكن نمثله بمثل الطبيب مع مريضه بعد عملية ما ... يقول له لا تأكل طعاما دسما وبعدها بشهر عندما يتحسن يقول له كل ما بدا لك....فالطبيب نسخ حكمه بحرمة الأكل الدسم إلى تحليله...فهل الطبيب يناقض نفسه؟ ....وهل الطبيب جاهل أو يكتشف خطأه فيعدله بالقطع لا..تماما هذا ما يحدث في التشريع يا عقلاء....والنسخ لا يقع في العقائد ولا في القصص ...أنما في الأحكام الفقهية فقط...حلال وحرام
كذلك بالنسبة كمعاملة الإنسان ...ينبغي أن تعاملة معاملة معينه في الطفوله ومعاملة أخرى في الكبر وكذلك في الشيخوخة...الخ
فمثال قضية الخمر والقصة مشهورة
أنقل من مقال الدكتور حبيب الناسخ والمنسوخ في الكتاب المقدس والقرآن يقول "مراحل تحريم الخمر في الإسلام:
المرحلة الأولى: وهي تتضح في الآية رقم 67 من سورة النحل .. يقول القرآن “وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" .. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أنه أنعم على الخلق بثمرات النخيل والأعناب .. فمنهم من يحوله إلى المسكرات وهذا شيئ لايحبه الله .. ومنهم من يأكله طيبا حسنا وهذا يحبه الله .. وذلك كمثال أن أقول أعطيتك أموالا فأنفقتها أنت في الباطل والحق .. فأنا لاأرضى عن الباطل وأرضى عن الحق .. ولله المثل الأعلى.
المرحلةالثانية: وهي تتضح في الآية رقم 219 من سورة البقرة .. يقول القرآن "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا" .. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أن أضرار الخمر والميسر ومفاسدهما أكبر من نفعهما .. ولذلك فإنه من الواجب على كل صاحب عقل أن يقلع عنهما.
المرحلة الثالثة: وهي تتضح في الآية رقم 43 من سورة النساء .. يقول القرآن "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ".. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أنه من الواجب على كل مسلم أن لايقترب من الصلاة وهو سكران حتى يعقل ما يقول في صلاته .. وبما أن المسلم يصلي خمس صلوات في اليوم والليلة .. فإن المسلم يجب عليه الإقلاع عن شرب الخمر .. لأنه لن يجد وقتا يفيق فيه لأداء الصلاة المكتوبة.
المرحلة الرابعة: وهي تتضح في الآيتين رقم 89 - 90 من سورة المائدة .. يقول القرآن " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون"َ .. حيث يقول الله تعالى للمؤمنين أن الخمر والميسر عمل سيئ ومن الأعمال التي توقع العداوة والشحناء بين الناس وتصدكم عن الصلاة وعن أن تذكروا الله .. فهلا انتهيتم .
ومن السابق يتضح أنه لا يوجد تعارض ولا تناقض بين الآيات .. فلم يقل الله "الخمر حلال ثم عاد وقال الخمر حرام عليكم" .. بل إن التعارض والتناقض هو ما نجده في الكتاب المقدس .. من حل للخمر في أعداد .. وتحريمها في أعداد .. وذمها في أعداد .. ثم مدحها في أعداد أخرى .. فأنت لا تعرف فيه حقا من باطلا .. وذلك لأن أيدي الكتبة قد تلاعبت به . "أنتهى
مثال اخر زيارة القبور
أول الأمر كان العرب أمة تعظم الأصنام وتعبدها ويعبودون قبور الصالحين ...ولذلك حرم رسول الله زيارة القبور بأمر الله ثم لما ثبت الأمر بالمسلمين ومكن الله الإسلام والتوحيد في قلوبهم قال لهم رسول الله "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الموت"
تماما كتعامل الطبيب مع المريض لقد راعى حالة المريض في علاجه ليس لجهل بل لحكمة...فوالله فإن نسخ الأحكام إعجاز في الإسلام يبين أن منزل هذه الأحكام هو أحكم الحاكمين الذي ربى هؤلاء الصحابة بيد نبيه حتى جعلهم يفتحون العالم أجمع في نصف قرن ووالله ما فعلتها أمة قبلهم بل وأسلمت الأمم ودخلوا في دين الله أفواجا لمجرد رؤية من رباهم الله و رسوله
وهكذا هو النسخ يا نصارى فأين عقولكم أم أنكم لا تفقهون؟
والله ملك السماوات والأرض يحكم لا معقب لحكمه وهو شديد العقاب
وتلك شبهتهم الواهية وأمهم هاوية