فَلا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ ، الجَوَارِ الكُنَّسِ

 
كتب : السيف البتار

 
يدعي بعض الجهلة المضللين أن المقصود بهاتين الآيتين أن الله عز وجل يقسم بالبقر الوحشي ، علماً بأن كل لغة لها معاني مفردات ... فمثال لذلك
وبالرجوع إلى قاموس الياس

اللغة الإنجليزية :
كوكب المريخ أو الاهُ حربِ :Mars
 
ملـَف اسطواني أو دَرْج أو قائمة أو رَغيف أو دَحْرجة :Roll
 
اللغة الفرنسية : مكان استخراج الأحجار أو مهنة : carrière
 
وهذا يوضح أن اللغة العربية ليست لغة شاذة عن لغات العالم
فكل لغة لها معاني مفردات ولهذا توصل العلم إلى أهمية وجود قواميس للغة أمر من الأمور الهامة للثقافات علماً بأن كثير من الكلمات تحمل معاني عدة .
 
فلو نظرنا للنصارى نجدهم ينصرفوا عن معجم الوجيز أو ما شابهه للتعرف على ادعاءات قساوسهم بالكذب على القرآن كنوع من أنواع التدبر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّنْ دُونِ اللَّهِ

فكما حدث معي من إحدى النصارى عندما ذكرت له أن سفر ارميا يذكر { حرفتم كلام الرب } وأن كلمة ((حرف الكلام)) معناها بالقاموس : غيره وصرفه عن معاني ... وأنه لا يوجد أكثر من ذلك معنى يثبت أن الكتاب المقدس مُحرف ... فقال لي : لا .. ارجع لتفسير هذه الفقرة لأن أصل لغة الكتاب المقدس ليست العربية
مصيبة بل مُصيبتين بل ثلاث بل أكثر ... لأنه بذلك أقر بوقوع خطأ في الترجمة .. وما وقع في القليل وقع بالكثير ... وطالما وقع الخطأ ظهر التحريف ... فهل يوجد معنى آخر للتحريف غير هذا ؟!

ونجد كلمة الخُنَّسِ
 
خَنِسَ – خَنَساً : انخفضت قصبة أنفِه مع ارتفاع قليل في َطرَف الأنف
خَنِسَ القدم : انبسط أخْمـَصـُها
للرجل : أخـْنـَسُ
للنساء : خنـْسَاءُ ..... جمعها خـُنـْس
الخَنْسَاءُ : البقرة الوحشية
الخُنَّسِ : الكواكب كلها
وخنوسُها : استخفاؤها نهاراً
 
وبهذا يظهر لنا أن كلمة الخُنَّسِ لها عدة معاني كما هو ظاهر في عدة كلمات أجنبية أخرى
ولكن الحقد والكراهية والغيرة من قوة الإسلام وعظمته جعلتهم يتشككوا في معاني كلمات القرآن لدرجة الجهل والغباء
كـَنـَسَ : الظـَّبْيُ – كـَنْـسًا: دخل كِناسَهُ
للنجوم : كُنُوساً : استمرت في مسارها ثم انصرفت راجعة ً .. فهي كانِسة ،(جمعها : كـُنَّـٌس .
والجواري الكـُنَّس : الكواكب السَّيـَّارة
وللمكان – كـَنـْسًا : نَحَّي عنه القًمامة
وهكذا وضح لأعمى القلب والبصر أن لكل كلمة عدة معاني فالأمانة في النقل مطلوبة ولكن .... السارق يعتقد أن كل الناس مثله ، والغشاش يعتقد كذلك ايضاً

ولنقدم للسادة النصارى مثال صغير لكي يثبتوا أنهم أحق منا
ما هو الفرق بين : مَنْ ، مِنْ ، مَنَّ
وما معنى كلمة : دون

 
ولو وصل بنا المستوى إلى هذا الانحطاط فما أكثر الكلمات بالكتاب المقدس التي تحمل المعاني والتي يثار حولها الجدل ومنها
يوحنا
14: 26 و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم
فهل تعرف ما هو معنى كلمة معزي : هو واحدة المـَعْز .... بمعنى ان اليسوع سيطلب من الأب أن يرسل للنصارى حيوان لهم
فنسألهم : من المفروض أن هذا الرب السيوع صادق : فهذا الحيوان بينكم الآن ، فهل نقصت الحيوانات من الدنيا ليرسل لكم الرب اليسوع حيوان آخر .... أهذا هو روح الحق ؟ هل روح الحق أصبحت من عالم الحيوانات ؟
فأعتذر لهذا الأسلوب ولكن علينا أن نتبع قول :
خاطبوا الناس على قدر عقولهم
 
وها هو موقع يوضح أمر فاضغط على الخبر
فَلا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ ، الجَوَارِ الكُنَّسِ
 
واضاف الدكتور هشام عزمي

 
من تفسير الطبري للآية :

 
وقوله: فَلا أُقْسِمُ بالخُنّسِ الجَوَارِ الكُنّسِ. اختلف أهل التأويل في الخُنّس الجوار الكُنّس. فقال بعضهم: هي النجوم الدراريّ الخمسة, تخنِس في مجراها فترجع, وتكنس فتستتر في بيوتها, كما تكنِس الظباء في المغار, والنجوم الخمسة: بَهْرام, وزُحَل, وعُطارد, والزّهَرَة, والمُشْتَري. ذكر من قال ذلك:
28211ـ حدثنا هناد, قال: حدثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن خالد بن عُرْعُرة, أن رجلاً قام إلى عليّ رضي الله عنه, فقال: ما الجَوَارِ الْكُنّسِ؟ قال: هي الكواكب.
28212ـ حدثنا ابن المثنى, قال: حدثنا محمد بن حعفر, قال: حدثنا شعبة, عن سِماك بن حرب, قال: سمعت خالد بن عُرْعُرة, قال: سمعت عليا عليه السلام, وسُئل عن لا أُقْسِمُ بالخُنّسِ الجَوَارِ الْكُنّسِ قال: هي النجوم تخنس بالنهار, وتكنِس بالليل.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سماك, عن خالد بن عرعرة, عن عليّ رضي الله عنه, قال: النجوم.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن رجل من مُراد, عن عليّ: أنه قال: هل تدرون ما الخنس؟ هي النجوم تجري بالليل, وتخنس بالنهار.
28213ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: ثني جرير بن حازم, أنه سمع الحسن يُسْأل, فقيل: يا أبا سعيد ما الجواري الْكُنّس؟ قال: النجوم.
28214ـ حدثنا محمد بن بشار, قال: حدثنا هوذة بن خليفة, قال: حدثنا عوف, عن بكر بن عبد الله, في قوله: فَلا أُقْسِمُ بالخُنّس الجَوَارِ الْكُنّسِ قال: هي النجوم الدراريّ, التي تجري تستقبل المشرق.
28215ـ حدثني أبو السائب, قال: حدثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن مجاهد, قال: هي النجوم.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن رجل من مراد, عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فَلا أُقْسِمُ بالخُنّسِ الجِوَارِ الْكُنّسِ قال: يعني النجوم, تكنس بالنهار, وتبدو بالليل.
28216ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: فَلا أُقْسِمُ بالخُنّسِ الجِوَارِ الْكُنّسِ قال: هي النجوم تبدو بالليل وتخنس بالنهار.
28217ـ حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن الحسن, في قوله فَلا أُقْسِمُ بالخُنّسِ الجَوَارِ الْكُنّسِ قال: هي النجوم تخنس بالنهار, والجوار الكنس: سيرهنّ إذا غبن.
28218ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: الخُنّسِ الجَوَارِ الكُنّسِ قال: الخنس والجواري الكنس: النجوم الخنس, إنها تخنِس تتأخر عن مطلعها, هي تتأخر كلّ عام لها في كلّ عام تأخر عن تعجيل ذلك الطلوع تخنس عنه. والكنس: تكنس بالنهار فلا تُرَى. قال: والجواري تجري بعد, فهذا الخنس الجواري الكنس.
وقال آخرون: هي بقر الوحش التي تكنس في كناسها. ذكر من قال ذلك:
28219ـ حدثنا الحسن بن عرفة, قال: حدثنا هشيم بن بشير, عن زكريا بن أبي زائدة, عن أبي إسحاق السّبيعيّ, عن أبي ميسرة, عن عبد الله بن مسعود أنه قال لأبي ميسرة: ما الجواري الكنس؟ قال: فقال بقر الوحش قال: فقال: وأنا أرى ذلك.
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا يحيى, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن أبي ميسرة, عن عبد الله, في قوله الجِوَارِي الْكُنّسِ: قال: بقر الوحش.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن عمرو ابن شرحبيل, قال: قال ابن مسعود: يا عمرو ما الجواري الكنس, أو ما تراها؟ قال عمرو: أراها البقر, قال عبد الله: وأنا أراها البقر.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن أبي ميسرة, قال: سألت عنها عبد الله, فذكر نحوه.
28220ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: ثني جرير بن حازم, قال: ثني الحجاج بن المنذر, قال: سألت أبا الشّعثاء جابر بن زيد, عن الجواري الكنس, قال: هي البقر إذا كَنَست كوانسها.
قال يونس: قال لي عبد الله بن وهب: هي البقر إذا فرّت من الذئاب, فذلك الذي أراد بقوله: كنست كوانسها.
28221ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال جرير, وحدثني الصلت بن راشد, عن مجاهد مثل ذلك.
28222ـ حدثني أبو السائب, قال: حدثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن إبراهيم, في قوله: الجَوَارِ الكُنّسِ قال: هي بقر الوحش.
28223ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن مغيرة, قال: سُئل مجاهد ونحن عند إبراهيم, عن قوله الجَوَارِ الْكُنّسِ قال: لا أدري, فانتهره إبراهيم وقال: لِمَ لا تدري؟ فقال: إنهم يروُون عن عليّ رضي الله عنه, وكنا نسمع أنها البقر, فقال إبراهيم: هي البقر. الجواري الكنس: جِحَرة بقر الوحش التي تأوي إليها, والخنس الجواري: البقر.
28224ـ حدثنا يعقوب, قال: حدثنا هشيم, قال: أخبرنا مغيرة, عن إبراهيم ومجاهد أنهما تذاكرا هذه الاَية فَلا أُقْسِمُ بالخُنّسِ الجَوَارِ الْكُنّسِ فقال إبراهيم لمجاهد: قل فيها ما سمعت, قال: فقال مجاهد: كنا نسمع فيها شيئا, وناس يقولون: إنها النجوم قال: فقال إبراهيم: إنهم يكذبون على عليّ رضي الله عنه, هذا كما رَوَوا عن عليّ رضي الله عنه, أنه ضمن الأسفل الأعلى, والأعلى الأسفل.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران,عن سفيان, عن المغيرة, قال: سُئل مجاهد عن الجواري الكنس قال: لا أدري, يزعمون أنها البقر قال: فقال إبراهيم: ما لا تدري هي البقر قال: يذكرون عن عليّ رضي الله عنه أنها النجوم, قال: يكذبون على عليّ عليه السلام.
وقال آخرون: هي الظباء. ذكر من قال ذلك:
28225ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: فَلا أُقْسِمُ بالخُنّسِ الجَوَارِ الْكُنّسِ يعني: الظباء.
28226ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن يمان, عن أشعث بن إسحاق, عن جعفر, عن سعيد بن جُبَير فَلا أُقْسِمُ بالخُنّسِ قال: الظباء.
28227ـ حدثني يعقوب, قال: حدثنا ابن علية, قال: حدثنا ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: فَلا أُقْسِمُ بالخُنّسِ الجَوَارِ الْكُنّسِ قال: كنا نقول: «أظنه قال»: الظباء, حتى زعم سعيد بن جُبير أنه سأل ابن عباس عنها, فأعاد عليه قراءتها.
28228ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: الخُنّسِ الجَوَارِ الْكُنّسِ يعني الظباء.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بأشياء تخنس أحيانا: أي تغيب, وتجري أحيانا وتكنس أخرى, وكنوسها: أن تأوي في مكانسها, والمكانِس عند العرب, هي المواضع التي تأوي إليها بقر الوحش والظباء, واحدها مَكْنِس وكِناس, كما قال الأعشى:
فلَمّا لَحِقْنا الْحَيّ أتْلَعَ أُنّسٌكمَا أتْلَعَتْ تَحْتَ المَكانِسِ رَبْرَبُ
فهذه جمع مَكْنِس, وكما قال في الكِناس طَرَفة بن العبد:
كأنّ كِناسَيْ ضَالَةٍ يَكْنُفانِهَا وأطْرَ قِسِيَ تَحْتَ صُلْبٍ مَؤَيّدِ
وأما الدلالة على أن الكِناس قد يكون للظباء, فقول أوس بن حَجَر:
ألَمْ تَرَ أنّ اللّهَ أنْزَلَ مُزْنَةً وعُفْرُ الظّباءِ فِي الْكِناسِ تَقَمّعُ
فالكِناس في كلام العرب ما وصفت, وغير مُنكر أن يُستعار ذلك في المواضع التي تكون بها النجوم من السماء, فإذا كان ذلك كذلك, ولم يكن في الاَية دلالة على أن المراد بذلك النجوم دون البقر, ولا البقر دون الظباء, فالصواب أن يُعَمّ بذلك كلّ ما كانت صفته الخنوس أحيانا, والجري أخرى, والكنوس بآنات على ما وصف جلّ ثناؤه من صفتها.

 
الرئيسيه