الرد على شبهة السامري

 
سوف أرد بعون الله تعالى وتوفيقه هنا على شبهة يسأل عنها النصارى ، وهي في الاصل مقتبسة من كتاب ( هل القرآن معصوم ) ...
 
ولنستعرض الشبهة سوياً...
يقول المعترض :

 
جاء في سورة طه 20: 85-88 "قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ العَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخَلَفْتُمْ مَوْعِدِي قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ القَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدا لهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هذا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ".
 
وقالوا: السامرة مدينة في فلسطين لم يكن لها وجود لما خرج بنو إسرائيل من مصر وسافروا في سيناء، فعمل لهم هارون العجل الذهبي كطلبهم. فكيف نتخيل سامرياً يصنع لهم العجل قبل أن يكون للسامريين وجود؟

 
وللرد نقول وبالله تعالى نتأيد :
قبل ألخوض في التفاصيل أنبه الى شيء ، وهو أن المعترض المسيحي ينصّب الكتاب المقدس حكماً على القرآن ، وهذا أمر مرفوض بتاتاً ، لأننا نحن المسلمين نؤمن ونقطع بتحريف الكتاب المقدس وتبديله ، وعلى ذلك لا نقبل أن يجعلوه حكما على القرآن الكريم ، ولا نسلم بصحة معلوماته التاريخية ، فكيف نقبل بكتاب نؤمن بتحريفه أن يكون حكماً على القرآن الكريم ؟؟؟؟
 
فهنا تكون الشبهة ساقطة من أساسها ، وفي هذا كفاية ، فلسنا بعد ذلك بحاجة للرد إلا تطوعاً منّا وتكرماً ، وبالرغم من ذلك ، سوف نثبت لهم بإذن الله على فرض صحة كتابهم سقوط شبهتهم وبطلانها .

ولنبدأ في التفاصيل وسوف نفترض هنا أن معلومات الكتاب المقدس التاريخية صحيحة فنقول :

لقد بنى المعترض إعتراضه على أن اسم ( السامري مقتبس من مدينة تسمى ( السامرة ) ، وكذلك يرى المعترض أن السامرة هي أول شيء أطلق عليه سامرة ، وفي هذا خطأ جسيم ...
 
أولاً اسم السامرة ( شومرون بالعبري ) مشتق من سامر ( شامر بالعبرية الذي معناه الحارس ) ، والاسماء التي من أصل عبري مثل ( موسى ، يسوع ، سبت ، سامر ) ، يلفظها العبريون هكذا ( موشى ، يشوع ، شبت ، شامر ) ، ومعنى السامرة هو مركز الحارس ( أنظر قاموس الكتاب المقدس ) .
 
وبنيت هذه المدينة على جبل اسمه( جبل السامرة ) ، وهذا الجبل كان يمتلكه رجل اسمه شامر ، وفي أيام حكم الملك عمري ملك يهوذا ، إشترى الملكُ الجبل من شامر ، ثم بنى المدينة عليه ، ولهذا دعيت المدينة مدينة السامرة نسبة الى شامر الذي كان يمتلك الجبل الذي بنيت عليه ، إقرأ معي الملوك الاول ( 16 : 23 و 24 ) :
 
23 في السنة الواحدة والثلاثين لآسا ملك يهوذا ملك عمري على اسرائيل اثنتي عشرة سنة . ملك في ترصة ست سنين .
24 واشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضة وبنى على الجبل ودعا اسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب الجبل السامرة .
 
فمن هنا نستخلص الآتي :
أن اسم السامرة لم يوجد لأول مرة زمن وجود المدينة ، بل كان هذا الاسم موجوداً قبلها وهو شامر ، وطالما أن هذا الاسم موجود قبل وجود المدينة ، فلا يمنع أن يكون هذا الاسم قديماً وأن يكون هناك قبل شامر صاحب الجبل بمئات السنين من تسمى بهذا الاسم ...

ويُحتمل أن يكون السامري الذي في القرآن يعود اسمه الى قبيلة أو عشيرة أو قرية دعيت باسم شامر ، لأن كما هو معلوم أن الكثير من القرى والمدن والقبائل و الشعوب دعيت بأسماء رجال أو نساء ، مثل الشعب الكنعاني نسبة الى كنعان بن حام بن نوح ، واليهود نسبة الى يهوذا بن يعقوب ، ومثل الشعب الاسرائيلي نسبة الى النبي اسرائيل أو يعقوب عليه السلام ، ومثل سبط اللاويين نسبة إلى لاوي بن يعقوب ، وومثل مدينة حنوك التي دعيت باسم حنوك بن قايين ( تكوين 4 : 17 ) وغيرها ...
 
فإذن نقول إنه من الجائز أن يكون هناك قبيلة أو عشيرة (1) أو قرية دعيت باسم شامر في زمن النبي موسى عليه السلام ، والسامري الذي في القرآن هو رجل من هذه القبيلة أو القرية ، فإذن سقط الاعتراض ولله الحمد .
 
هذا شيء ، وهناك شيء آخر ألا وهو القول إن الملك عمري هو أول من بنى مدينة السامرة أمر ليس مقطوعاً بصحته ، بل ذهب قاموس الكتاب المقدس الى إحتمال أن الملك عمري أصلح بناء المدينة ، وهذا ما يقوله القاموس :

السامرة:
اسم عبراني معناه (( مركز الحارس )).
( 1 ) عاصمة الأسباط العشرة أثناء أطول مدة في تاريخهم. وقد بُنيت المدينة أو أصلح بناؤها أيام عمري بن آخاب ملك إسرائيل ...
 
وقوله ( بنيت أو أصلح بناؤها ) يُفيد إحتمالاً وهو أن المدينة موجودة من قبل ، وربما كانت مهدمة أو قديمة فأعاد الملك عمري بناءها ...

والذي يدل على ان المدينة قديمة وموجودة قبل الملك عمري هذا النص في سفر الملوك الاول ( 13 : 32 ) :
لانه تماما سيتم الكلام الذي نادى به بكلام الرب نحو المذبح الذي في بيت ايل ونحو جميع بيوت المرتفعات التي في مدن السامرة .
 
وهذا الكلام ذكر قبل ثلاثة اصحاحات من ذكر بناء الملك عمري للمدينة ، فكيف يقول ( في مدن السامرة ) ولم تكن المدينة قد بنيت بعد ؟؟؟؟
 
فإما أن يقولوا إنّ هذا تحريف في الكتاب المقدس أو يُقروا أن المدينة موجودة قبل الملك عمري ولا يُعرف زمن بنائها ، ولا يستطيع أحد أن يحدد في هذا الاحتمال أن المدينة لم تكن موجودة في زمن موسى عليه السلام ولربما انها موجودة قبل موسى أيضاً وهذا ما لا يمكن الجزم به .
 
فإذن سقط الاعتراض من أساسه ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وهذا الردّ النافع من أخي وحبيبي في الله الأستاذ eeww2000 ، وهو ردّ قاصم يقلع الشبهة من جذورها ويقضي عليها إلى الأبد في منتدى آخر .
 
وأترككم مع نص كلامه حفظه الله في حواره مع أحد النصارى :
 
نقول العهد القديم ينسب صناعة العجل الى هارون و القران ينسبه الى السامرى و تعجب معى ينسبوا الكفر الى نبى كبير من بنى اسرائيل و يصدقوا كاتب سفر الخروج على هزله و يكذبوا القران الذى يبرىء النبى هارون من هذه الفعلة الشنيعة .
قد تسال لماذا اقول على هزله لان كاتب السفر رغم انه ينسب هذه الفعلة الشنيعة الى هارون الا انه يجعله يفلت من العقاب تماما كما جعله يفلت من العقاب فى قصة زوجة موسى الكوشية .
و سبب اخر يجعلنى اقول ان كاتب هذا السفر يهزل تعامله مع الرب بطريقة هزلية كذلك انظر النص
الذى يخاطب فيه موسى الرب
ِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ وَنْدَمْ عَلَى لشَّرِّ بِشَعْبِكَ.
موسى يراجع الرب فى غضبه و يطلب منه ان يندم
و الكارثة ان الرب ندم فعلا بعد كلام موسى الذى خلاصته محاولة اقناع الرب بالعفو عن عبدة العجل حتى لا يشمت فيه المصريين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

ولماذا لا تتسال ما الذى يجعل القران اذا كان من عند غير الله بزعم بعض المتسرعيين بتبرئة النبى هارون لماذا يخالف القران التوراة التى ينقل منها و يضع الذنب كله على السامرى الذى سنعرف بعد قليل لماذا سمى بهذا الاسم .
تماما مثلما اهتم القران بحادثة التكلم فى المهد التى تبرىء السيدة مريم الصديقة و كتبة الاناجيل لم يهتموا الا بوضع نساء زانيات فى نسب المسيح عليه السلام .
القران يختصم اهل الملتين و لا سبب الا لانه وحده هو المهيمن و العليم بكل ما كان ...........

انتم تلقون الشبهات على امل الا يرد احد و لكن الله يشاء دائما غير ما ترجون و هو سبحانه غالب على امره و لكن اكثركم لا تعلمون ..............
عن السامرى تتحدث كيف ينسب السامرى الى مدينة جاءت بعده ب نصف قرن ؟؟؟؟؟؟؟.
اليك هذه المفاجأة و اذا كنت او غيرك لن ترد حاول ان تفكر بينك و بين نفسك فقط لعل الله يهديك الى الحق او على اقل تقدير تعترف فى النهاية ان الشبهات المذكورة فى هذا الموضوع سخيفة و متهافتة و لن تذكروها بعد اليوم ....
السامرى يا صديقى ليس نسبة الى السامرة البلدة التى هى شمرون بالعبرية و انما هى صفة على النسب الى شمرون بن يساكر بن يعقوب الذى ينسب اليه الشمرونيين عشيرة شمرون من سبط يساكر ابن يعقوب احد اسباط بنى اسرائيل الاثنى عشر .
السامرى الذى فى القران هو من صميم اسباط بنى اسرائيل فى التيه لا شان له بالسامريين الساكنين السامرة فى فلسطين لم يسمه القران بل نسبه الى بنى ابيه ......
البلدة اسمها شمرون و ابن يساكر اسمه شمرون

اذ تفاعلت مع الموضوع و سمعت منك اى رد ساكمل لاخبرك ان معنى السامرى التى هى شمرونى بالعبرية سيكون لا مساس المذكورة فى القران و لكن هذه الامور تحتاج الى جدية فى البحث بصراحة افتقدها فى هذا الموضوع .
 
بقيت بعض التوضيحات عن السين و الشين معروف ان السين هى التحويل العربى للشين العبرية
و هذا النص يثبت ما اقول
1 الملوك 16 ك 24
24 واشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضة وبنى على الجبل ودعا اسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب الجبل السامرة.
 
رغم ان اسم صاحب الجبل شامر الا ان التسمية على اسمه اصبحت سامرة
و هذا النص عن شمرون الذى هو نفس اسم البلدة بالعبرية
العدد 26 : 24
Nm:26:24:
24 ولياشوب عشيرة الياشوبيين.ولشمرون عشيرة الشمرونيين. (SVD)
 
اذن الشمرونيين تصبح بنفس القاعدة السامريين و هو المطلوب اثباته
و لك كل الشكر و التحية
هل تعرف لماذا اشكرك لانك تحفزنى على البحث بصرف النظر عن الرد من عدمه و لاحظ ان هناك من يقرا و يفكر و ربما يصل الى الحق فى يوم من الايام
اشكرك مرة اخرى .....

و الحمد لله رب العالمين

 
كتبه الأخ الفاضل eeww2000

 

 
الرئيسيه