الرد علي شبه انتباذ مريم
إن فى القرآن: أن مريم انتبذت من أهلها
مكاناً شرقيًٌا ¬ واتخذت لها حجاباً من قبل أن تحبل بالمسيح.
فلماذا انتبذت ؟ هل كانت فى مشاجرة مع أهلها وهم المشهورون بالتقوى
؟ ولماذا تسكن فتاة عذراء بعيدة عن أهلها ؟
فى القرآن تناقض فى هذا المعنى. وهو أنه صرح
بأنها كانت فى المحراب فى كفالة زكريا ¬ وصرح بأنها انتبذت. أى
خرجت منهم بعد مشاجرة.
وقال المؤلف: إن القرآن قد خالف الإنجيل فى
مكان سكناها من قبل الحبل بعيسى عليه السلام ففى القرآن: أنها كانت
تسكن فى محراب أورشليم ¬ أو فى أى مكان مجهول. وفى الإنجيل أنها
كانت تسكن فى " الناصرة " [لو 1: 2623].
الرد على الشبهة:
1 جاء فى إنجيل يعقوب: أن مريم وهى فى سن
الثالثة: ذهبت بها أمها بصحبة أبيها إلى " أورشليم " وسلماها إلى
كهنة هيكل سليمان ¬ وكانت علامات السرور تبدو عليها. ثم تركاها
ورجعا إلى أورشليم ¬ وعاشت مع الراهبات المنذورات إلى أن حبلت.
2 وإن أنت نظرت فى خريطة فلسطين. تجد حبرون
أسفل أورشليم وقريبة منها ¬ وتجد الناصرة على نفس الخط وبعيدة عن
أورشليم. فتكون أورشليم غرب الناصرة ¬ وشرق حبرون.
3 وفى الإنجيل: " وفى ذلك الوقت ولد موسى
وكان جميلاً جدٌَا. فربى هذا ثلاثى أشهر فى بيت أبيه. ولما نُبذ »
اتخذته ابنة فرعون ¬ وربته لنفسها ابناً " [أعمال 7: 21]
قوله " ولما نبذ " لا يدل على أن أهله كرهوه
وإنما يدل على أنهم وضعوه فى التابوت وهم لوضعه كارهون. ومن ينتبذ
عن قوم » لا يدل انتباذه عنهم على كرهه لهم ¬ وإنما يدل على
ابتعاده عنهم لسبب أو لأسباب. وإذ صح وثبت أن ابتعادها عنهم كان
لعبادة الله » يثبت أنها لم تنتبذ لمشاجرة.
4 وقد تبين أن " الناصرة " من نصيب سبط
زبولون وهو من أسباط السامريين وهى من سبط يهوذا على حد زعمه فكيف
تكون من سكان الناصرة ؟ وإذا كانت من سكان الناصرة ¬ فلماذا أتت
إلى أورشليم لتعدٌ مع سكانها. وسكان أورشليم من سبطى يهوذا
وبنيامين ؟ فالحق ما قاله القرآن أنها كانت هارونية. ومعلوم أن
زكريا وامرأته ويوحنا المعمدان كانوا من التابعين لأهل أورشليم.