متى 8 : 5 هل قائد المئة جاء إلى المسيح بنفسة أم ارسل لة شيوخ اليهود

 

قال القس الدكتور  :
قال المعترض : يقول متى 5:8-13 إن قائد المئة جاء إلى المسيح بنفسه، بينما يذكر لوقا 1:7-10 أن قائد المئة أرسل شيوخ اليهود يحملون رسالته للمسيح, وهذا تناقض ,
وللرد نقول : يقول متى إن قائد المئة طلب من المسيح، لأنه طلب ذلك بواسطة شيوخ اليهود، ولا مانع من أن يكون قد جاء للمسيح بعد أن أرسل شيوخ اليهود، فلما أبطأوا عليه توجَّه بذاته, فاقتصر متى على ذكر قائد المئة لأنه الطالب الحقيقي، أما لوقا فذكر ما كان من مساعي أئمة اليهود، لأنهم أول من فاتح المسيح في شفاء الغلام, ومن الأمور القانونية المقرّرة أن ما يفعله الإنسان بواسطة غيره يُنسب إليه فعله، لأنه يكون السبب فيه، وما يعمله الوكيل يُنسب إلى موكله, كما أن تلاميذ المسيح عمَّدوا الناس، وعُزي العماد للمسيح يوحنا 1:4
_________________________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : نلاحظ أن القس عبد النور يبرر التناقض هنا بنفس الحجة الفاسدة التى حاول بها حل التناقض فى متى 20:20 , فقال بأن متى يقول إن قائد المئة هو الذى طلب من المسيح، لأنه طلب ذلك بواسطة شيوخ اليهود فنُسب إليه الفعل لأنه السبب فيه،  و نحن بطبيعة الحال نجيب بنفس الجواب إذ أن متى لم ينسب الطلب إلى قائد المئة مجازاً بل حقيقةً و أكدت روايته  أنه جاء للمسيح  بنفسه فعلاً  فنقرأ فى متى 5:8-13 (( و لما دخل يسوع كفر حانوم, جاء إليه قائد مئة يطلب إليه و يقول : (( يا سيد غلامى مطروح فى البيت مفلوجاً متعذباً جداً )) فقال له يسوع: (( أنا أتى و أشفيه )) فأجاب قائد المئة و قال: (( يا سيد لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفى و لكن قل كلمة فيبرأ غلامى لأنى أنا أيضاً إنسان تحت سلطان لى جند تحت يدى أقول لهذا : اذهب! فيذهب,و لأخر: ائت! فيأتى و لعبدى: افعل هذا فيفعل )) فلما سمع يسوع تعجب , و قال للذين يتبعون: (( الحق أقول لكم لم أجد و لا فى إسرائيل إيمان بمقدار هذا )) .... ثم قال يسوع لقائد المئة: (( اذهب و كما آمنت ليكن لك )) فبرأ غلامه فى تلك الساعة ))
فالنص واضح كشمس النهار كما نرى في ان قائد المئة هو الطالب الحقيقي وانه جاء بنفسه فعلا و لا يحتاج النص إلى تعليق إضافى .
ثم انتقل القس للرد الفاسد الآخر فقال بعدم وجود ما يمنع أن يكون قائد المئة قد جاء للمسيح بعد أن أرسل شيوخ اليهود، فلما أبطأوا عليه توجَّه بذاته , وذلك القول يبطله تماماً نظرة واحدة فى روايتى  متى و لوقا المتناقضتين فسنطرح نص رواية لوقا أولاً ثم نعلق على مجموع النصين ليظهر الحق ساطعاً بإذن الله تبارك و تعالى , ففى لوقا 1:7-10 (( و لما أكمل أقواله كلها فى مسامع الشعب دخل فى كفر حانوم , و كان عبد لقائد مئة مريضاً مشرفاً على الموت , و كان عزيزاً عنده , فلما سمع عن يسوع أرسل إليه شيوخ اليهود يسأله أن يأتى و يشفى عبده, فلما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه باجتهاد قائلين : (( إنه مستحق أن يُفعل له هذا, , لأنه يحب أمتنا وهو بنى لنا المجمع )) فذهب يسوع معهم و إذ كان غير بعيد من البيت أرسل إليه قائد المئة-أصدقاء- يقول له: (( يا سيد لا تتعب لأنى لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفى لذلك لم أحسب نفسى أهلاً أن أتى إليك لكن قل كلمة فيبرأ غلامى لأنى أنا أيضاً إنسان مرتب تحت سلطان ,لى جند تحت يدى وأقول لهذا : اذهب! فيذهب,و لأخر: ائت! فيأتى و لعبدى: افعل هذا! فيفعل )) فلما سمع يسوع هذا تعجب منه, و التفت إلى الجمع الذى يتبعه و قال: (( الحق أقول لكم لم أجد و لا فى إسرائيل إيمان بمقدار هذا )) و رجع المرسلون إلى البيت فوجدوا العبد المريض قد صح ))
فنستخلص من روايتى متى و لوقا الأتى:
1- قال متى أن قائد المئة جاء بنفسه للمسيح  بينما قال لوقا أنه أرسل إليه شيوخ اليهود !
2- قال متى بأن المسيح حين سمع طلب قائد المئة قال (أنا أتى و أشفيه) فاستعظم قائد المئة ذلك و طلب منه أن يشفيه دون أن يأتى لأن مقامه أكبر من ذلك بينما قال لوقا أن قائد المئة أرسل المئة يسأله أن "يأتى" و يشفى عبده و لم يستعظم  مجىء المسيح بنفسه إلا بعد أن صار على مقربة من المنزل فأرسل إليه أصدقاءه !
3- قال متى بأن قائد المئة قال للمسيح حين قرر أن يذهب للعبد : (( يا سيد لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفى و لكن قل كلمة فيبرأ غلامى )) , بينما قال لوقا أن قائد المئة أرسل من يقول ذلك للمسيح و أنه لذلك اعتبر نفسه غير أهلاً أن يأتى إليه فأرسل إليه الشيوخ "و هذا يقطع بعدم وقوع  أى لقاء مباشر بين المسيح و قائد المئة  وفق رؤية لوقا "
4- قال متى بأن المسيح أعجب بإيمان قائد المئة فقال له (( اذهب و كما آمنت ليكن لك )) فبرأ غلامه من تلك الساعة, بينما لم يذكر لوقا تلك المقولة من المسيح لقائد المئة لأنه لم يقابله و لكن قال أنه حين عاد رسل القائد للمنزل وجدوا العبد قد صح .
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً

 

عوده