الحلقة الثالثة -القيامة بالجسد هو الركن الأساسي والوحيد للعهد الجديد

 

القيامة بالجسد من تفاسير النصاري و أقوال آباء الكنيسة الأوالين

القيامة بالجسد هو الركن الأساسي والوحيد للعهد الجديد
****************************



تبين لنا من حلقتي الأولي والثانية من هذه السلسلة أن النصاري يرون أنفسهم أكثر قدسية من الله حيث أنهم يترفعون عن الأكل والشرب في الملكوت بينما لا ينزهون عن الأكل الذي يطعم ولا يطعم ( الأولي بكسر العين والثانية بفتح العين )
وفي هذه الحلقة سوف نلقي الضوء علي الإصحاحات التي يستندون عليها في عدم الأكل في الملكوت وتلك التي تعارضها, وهل يمكن التوفيق بينهما


يرفض صاحب كتاب الجنة في الإسلام فكرة البعث بالجسد نهائيا, مستدلا بإصحاح يتيم قال فيه يسوع :


Mt:22:30:
30 لانهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء.

ندعوا صاحبنا الذي ينكر البعث بالجسد ان يلقي نظرة علي العدد الذي قبل هذا العدد وسوف يفاجيء يسوع ينتهره قائلا

Mt:22:29:
فاجاب يسوع وقال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله.


وقد يتسائل صاحبنا المحهول صاحب كتاب مفهوم الجنة في الإسلام
لما ينتهرني يسوع
أقول
لأنك تضل ولا تعرف الكتب, ولأنك مثل الصدوقين تنكر مبدأ القيامة بالجسد مستعظما ذلك, سقول لك يسوع : انك لا تعرف قوة الله

فاجاب يسوع وقال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله.

ولنسرد القصة كاملة
Mt:22:23:
. في ذلك اليوم جاء اليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه

24 قائلين يا معلّم قال موسى ان مات احد وليس له اولاد يتزوج اخوه بامرأته ويقيم نسلا لاخيه.
25 فكان عندنا سبعة اخوة وتزوج الاول ومات.واذ لم يكن له نسل ترك امرأته لاخيه.
26 وكذلك الثاني والثالث الى السبعة.
27 وآخر الكل ماتت المرأة ايضا.
28 ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة.فانها كانت للجميع.
29 فاجاب يسوع وقال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله.
30 لانهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء.



قد يقول صاحبنا أن الصديقين أنكروا قيامة الروح لا الجسد, نقول هذا ليس صحيحا
حديث الصديقين عن الزواج في قولهم في القيامة لمن من السبعة تكون زوجة.فانها كانت للجميع دلالة علي أنهم ينكرون البعث بالجسد, بل أن القول بقيامة الأرواح مناقض لتعاليم النصرانية حيث أن القوم يعتقدون ان الروح لا تموت, فكيف تقوم وهي لم تمت أصلا مستدلين بما جاء في لوقا 20:36


Lk:20:36:
36 اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة(1 )هم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة

وكذالك في المزامير

Ps:118:17:
لا اموت بل احيا واحدث باعمال الرب


ويؤكد الأب تادرس يعقوب ملطي في تفسيره لهذا الإصحاح بأن الصديقين أنكروا قيامة الجسد حيث قال



"إذ كان السيِّد المسيح يتحدّث عن الملكوت السماوي كملكوت أبدي، تقدّم إليه الصدّوقيّون الذين سيطر عليهم الفكر المادي، خاصة في تفسير الكتاب المقدّس بطريقة حرفيّة، فلم يستطيعوا أن يقبلوا عودة الجسد بعد انحلاله لذلك أنكروا القيامة، فاصطدموا بكلمات السيِّد في هذا الشأن."

تفسيره لمتي 22 الصفحة العاشرة


وبهذا قال أيضا القديس جيروم حيث قال

" ان هذا يشير إلى قيامة الجسد ليشترك مع النفس في مرارة الظلمة الخارجيّة."
المصدر السابق الصفحة الثامنة, انظر ايضا إلي تفسير إصحاح 8 ص 7 لنفس المفسر
ومرة أخري يؤكد القمص تادريس يعقوب هذا المفهوم في تفسيره للوقا 20 إذ يقول
" ، قام قوم من الصدوقيين يجربونه في أمر القيامة من الأموات. وكان هؤلاء لا يؤمنون بقيامة الجسد بل ويظنون أن النفس تموت مع الجسد فلا تقوم." ص 7
ويقول بنيامين بنكرتن من مفسري القرن التاسع عشر, يقول في تفسيره للإصحاح العشريين من إنجيل لوقا أن الصديقين تسآئلوا
" فكيف يمكن أن تكون إقامة أجساد الناس إن كانت تنتج نتائج تعيسة كما تصوَّروا؟ يحب الإنسان العديم الإيمان أن يستعمل عقلهُ في أُمور الله ويتفلسف ويُركّب قياسات منطقيَّة ويفتخر إذا تمكَّن من أن يُشكّك أخصامهُ ويُلزمهم بالصمت لأنهُ مُفتكر في نفسهِ والله تعالى بعيد عن أفكارهِ."
تفسير بنيامين
http://www.baytallah.com/Bible_commentary/Luke_BP/luke_chapter20.HTM
أما العلامة ترتليان ققد وصف الصديقين بانهم ينكرون البعث بالجسد قائلا
" أما الصديقين فلن أتكلم عنهم هنا, هؤلاء الغلاظ الذين أنكروا القيامة بالجسد against all heresies p 4 ) )

بل أن العلامة ترتليان له كتاب كامل كرسه للرد علي منكري القيامة بالجسد سماه ( عن القيام بالجسد )
يقول فيه
ان قيامة المسيح لهو أكبر دليل علي القيامة التي ينكرها الصديقيون, لذالك الآن علينا أن نهيء أنفسنا ضد فرقة أخري من الصديقين, أنها فرقة أخري ولكنها تشاطر الصديقين بعض أفكارهم, انهم يؤمنون بقيامة الروح ولكنهم ينكرون قيامة الجسد كما ينكرون حقيقة تجسد الرب, أنه لا ينكر القيام بالجسد إلا المهرطقين القائلين ثنائية اللاهوت
عن القيام بالجسد, ص 33


من الشواهد السابقة يستنتج أن مفهوم الآباء للقيامة هي قيامة الجسد بالروح, وأن الشرذمة التي تهاجم الإسلام لا تدري من أي منطلق تتكلم, شرذمة تقول ولا تعي ما تقول, يضلون إذ لا يعرفون الكتب ولا قوة الله

مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( الجمعة 5 )


البعث بالجسد هي دعوة التلاميذ الأساسية

القيام بالجسد ركن أساسي من اركان الإيمان المسيحي بل أننا إن دققنا في قرأة العهد الجديد, سوف نكتشف أن الدعوة الوحيدة الواضحة المعالم هي الإيمان بالبعث, لذالك تجد انه لا توجد خطبة أو موعظة ألقاها التلاميذ أو اتباع التلاميذ إلا وذكر فيها موضوع قيامة الأموات بينما لا نجد في العهد الجديد من اوله إلي آخره ذكرا للاهوت يسوع ولا الأقانيم الثلاثة بل كلمة أقنوم ليست من ضمن مفردات الكتاب المقدس وكذالك كلمة ناسوت ولاهوت, أما عن آدم الذي بسببه تجسد الرب, لم يذكره يسوع لا بحير ولا شر
وقد عبر العلامة ترتليان عن ذالك بقوله

أن إنكار القيامة بالجسد هدم لأساس الإيمان المسيحي
عن القيامة بالجسد, ترتليان ص 39



أن أي مبشر من مبشري النصاري, لو وقف اليوم يخطب أمام جمع من الناس لا يتوقع أن لا يشير إلي ألوهية يسوع وأنه يحبنا لذالك مات من أجلنا.


لكننا نجد بولس في أعمال الرسل واقفا يخطب لليونانين يحدثهم عن الديانة الجديدة ونفاجئ أنه لم يذكر شيأ عن لاهوت يسوع ولا ناسوته ولا الاقانيم ولا المحبة بل عن الله الواحد الأحد

، أَنَا أُبَشِّرُكُمْ. 24إِنَّهُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ الْكَوْنَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي لاَ يَسْكُنُ فِي مَعَابِدَ بَنَتْهَا أَيْدِي الْبَشَرِ، لأَنَّهُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، 25وَلَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى خِدْمَةٍ يُقَدِّمُهَا لَهُ النَّاسُ. فَإِنَّهُ يَهَبُ جَمِيعَ الْخَلْقِ الْحَيَاةَ وَالنَّفْسَ وَكُلَّ شَيْءٍ. 26وَقَدْ أَخْرَجَ الشُّعُوبَ جَمِيعاً مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَأَسْكَنَهُمْ بِلاَدَ الأَرْضِ كُلَّهَا، وَحَدَّدَ مُسْبَقاً أَزْمِنَةَ وُجُودِهِمْ وَحُدُودَ أَوْطَانِهِمْ، 27لِكَيْ يَبْحَثُوا عَنِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَهْتَدُوا إِلَيْهِ! فَإِنَّهُ لَيْسَ بَعِيداً عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا، 28 لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ، أَوْ كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ: نَحْنُ أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ! 29فَمَا دُمْنَا ذُرِّيَةَ اللهِ، فَيَجِبُ أَلاَّ نَنْظُرَ إِلَى الأُلُوهِيَّةِ كَأَنَّهَا صَنَمٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ حَجَرٍ يَسْتَطِيعُ إِنْسَانٌ أَنْ يَنْحَتَهُ أَوْ يَصُوغَهُ كَمَا يَتَخَيَّلُ! 30فَاللهُ الآنَ يَدْعُو جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ تَائِبِينَ، وَقَدْ غَضَّ النَّظَرَ عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ الَّتِي مَرَّتْ،

Acts:17:22 – 30


ثم يختم كلامه بالركيزة الأساسية التي دعا إليها العهد الجديد ألا وهي البعث بالجسد, وما قيامة يسوع إلا لإقامة البرهان والحجة علي منكري القيام بالجسد

31لأَنَّهُ حَدَّدَ يَوْماً يَدِينُ فِيهِ الْعَالَمَ بِالْعَدْلِ عَلَى يَدِ رَجُلٍ اخْتَارَهُ لِذَلِكَ. وَقَدْ قَدَّمَ لِلْجَمِيعِ بُرْهَاناً، إِذْ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ».

القيامة بالجسد هي الدعوة التي نادي بها بولس والتلاميذ لذالك لا نجد في الكتاب المقدس من وجه إليه تهمة تأليه يسوع بل كل ما كان متهما به هي قوله بقيام يسوع


Acts:25:19:
19 لكن كان لهم عليه مسائل من جهة ديانتهم وعن واحد اسمه يسوع قد مات وكان بولس يقول انه حيّ

وأقد أقر بولس أنه لا يدعوا لشيء سوي أن يسوع قام من الأموات. عدي ذالك فهو علي ملة آبائه يشارك قومه في كل العبادات يشكوا إليهم قائلا اني من اجل قيامة الاموات أحاكم منكم اليوم



Acts:24:11:
11 وانت قادر ان تعرف انه ليس لي اكثر من اثني عشر يوما منذ صعدت لاسجد في اورشليم.
14 ولكنني اقرّ لك بهذا انني حسب الطريق الذي يقولون له شيعة هكذا اعبد اله آبائي مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس والانبياء. (SVD)
15 ولي رجاء بالله في ما هم ايضا ينتظرونه انه سوف تكون قيامة للاموات الابرار والاثمة
21 الا من جهة هذا القول الواحد الذي صرخت به واقفا بينهم اني من اجل قيامة الاموات أحاكم منكم اليوم


ويخبرنا سفر أعمال الرسل أن بطرس أيضا ألقي موعظة أمام جمع غفير من اليهود يحدثهم عن الديانة الجديدة, وكما فعل بولس فعل بطرس ولم يخبر عن شيء سوي قيامة يسوع من الأموات بجسده الذي لم ير فسادا

Acts:2:29:
29 ايها الرجال الاخوة يسوغ ان يقال لكم جهارا عن رئيس الآباء داود انه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم.
30 فاذ كان نبيا وعلم ان الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه (SVD)
31 سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا. (SVD)

غير أن بطرس لم يكتفي أن يتمسك بيهوديته كما فعل بولس لكنه كان أيضا يدعوا الآخرين إلي الدخول في اليهودية لذالك يعاتبه بولس في رسالته إلي غلاطية متهما صخرة الكنيسة بعدم الإستقامة


Gal:2:14: لكن لما رأيت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت وانت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهوّدوا. (SVD)


ولم لا وقد قال عنه يسوع انه شيطان

يتبع
M Abasheikh

1 النصاري لا يقولون أن بنورانية الملائكة بل أرواح



المراجع
عن قيامة الجسد
ON THE RESURRECTION OF THE FLESH Tertullian, copyright 2002 Blackmask .
مناهضة كل الهرطقات ( ضد كل الهرطقات )
AGAINST ALL HERESIES Tertullian copyright, 2002 Blackmask

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي, كنيسة الشهيد ماري جرجس بإسبورتينج

ملحوظة
الترجمة من كتب ترتليان لصوماليانوا وهي مقتصرة وليست حرفية

 

عوده