قانونية الكتاب المقدس

 

مقدمة :

تُعد دراسة قانونية اناجيل و أسفار الكتاب المقدس أحد أكثر القضايا إثارة للجدل بسبب غياب إجماع الآراء التاريخية  حول ما يشكل الأسفار الشرعية المقبولة.  والواقع ان انتشار الإنقسام بينهم في معظم العناصر الاساسيه المكونة للايمان المسيحي أدي إلى أن يستقل كل طائفة كبرى من طوائفهم إلى استخدام ما يخصه من وجهة نظره كإمام وأطلقوا عليه "الكتاب المقدس". . واصبح لكل كنيسة كتاباتها الخاصة التي تعتقد فيها الصحة .وادت نهاية هذه الخلافات الى انقسام الكنيسة وحتى ظهور ما عرف في التاريخ المسيحي باسم عصر التجديد والاصلاح ثم تلاه عصر إنفصال البروتستانت عن الكنيسة الكاثوليكية  وانقسمت كل طائفة من طوائف النصرانية إلى مجموعات متعددة من الطوائف والمذاهب . ليبقى للأبد إنقسام بلا إتفاق والضحية الوحيدة هي ضياع الحقيقة. وليس مستغرباً على الإرساليات التبشيرية أن تغُض الطرف عن الحديث عن هذا الخلاف . كما أنه ليس مُستغرباً أن تُخفي الكنيسة على أبنائها حقائق من هذا النوع قد تُزعزع الإيمان .وهدفنا هنا هو إظهار الحقيقة أمام الجميع من كتابات آباء الكنائس المختلفة ومخطوطاتهم القديمة وبراهين أهل الكتاب أنفسهم .ونسأل الله الكريم الهداية وإظهار الحق لكل باحث عن الحقيقة.

 

تعريف :

 قانونية الكتاب : تعني أنه كُتب بإلهام موحى به من الله ,خال من التدخل البشري وخال من أي خطأ.

 جاء في الموسوعة الأمريكية (( إن كلمة قانون تعني بالإغريقية مقياساً أو معياراً , ولقد أطلق اللفظ (قانوني ) أو (قانونية) على قائمة الكتب التي قبلتها الكنيسة بوجه عام باعتبارها كتبت بإلهام .ويعني تاريخ قانونية العهد الجديد , تاريخ الكتب التي تم فرزها بالتدريج من بقية المؤلفات المسيحية الاولى ,ثم أضيفت إلى مجموعة الكتب المقدسة اليهودية التي احتواها العهد القديم الاغريقي.((  (1)

 

مقياس الحكم على قانونية الكتاب

لو ان أستاذ قام بشرح محاضرة لتلاميذه مدتها 3 ساعات ولم يحفظ أحد منهم منها شيء ولم يُدونوها , وبعد أربعين عاماً طُلب منهم أن يُعيدوا كتابة المحاضرة , فإذا طُلب منهم إعادتها كلمة بكلمة فهل سيستطيع أحدهم فعل ذلك؟!!!!

بالطبع لا

لأنهم فقدو العنصرين الأساسيين في التذكر

1- التدوين والكتابة

2- الحفظ في الصدور

ولا يُغني أحد العنصرين عن الآخر , لأنه لو دون الكاتب ماسمعه في الحال فهو معرض لحدوث خطأ كتابي غير مقصود أو ربما مقصود ولن يُظهر هذا الخطأ إلا وجود خط مواز له يقيس نقائه وصحته وهو الحفظ في الصدور لإستدراك خطأ أو سهو الكاتب . بل إن الحفظ في الصدور يضمن سلامة الكتاب إذا ما وقع في يد عدو قام بالتغيير فيه . وإذا مضت فترة ليست بالقليلة فإنه يلزم تسليم الوحي المحفوظ وتوارثه في سلسلة غير منقطعة إلى لحظة وصوله في ايدينا اليوم لضمان عدم حدوث الخطأ وتفاقمه جيل بعد جيل .

 وعلى هذا فيلزم أن يتوافر شرط ثالث وهو:

3- سلامة السند وعدم انقطاع سلسلته.

 وعلى هذا فإن أي طائفة في الوجود قد تدعي حفظ كتابها من التحريف او التغيير فعليها تقديم برهان إثبات لا لبس فيه بأنه قد تم التدوين والحفظ في الصدور منذ لحظة الوحي مع تقديم السند بسلسلة غير منقطعة من اول إلى آخر جيل.

 

والآن هل يوجد أي كتاب في الوجود إحتفظ أهله بكتابة وحيه منذ لحظة نزوله وحفظه اهله في الصدور وتسلموه بسند غير منقطع ليضمن سلامته إلى الأبد؟!!!

بالطبع لا يوجد إطلاقاً إلا القرآن الكريم وحي الله الخالد على عبده محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم, و منذ 1426 عاماً وحتى اليوم لينفرد القرآن الكريم وحده بهذه الخواص . 

 

وصدق الله العظيم إذ يقول :

(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

 

وعلى هذا فالحكم على قانونية الكتب يُبنى على االمقاييس الثلاثة الآتية

العنصر الاول : التدوين والكتابة

العنصر الثاني : الحفظ في الصدور

العنصر الثالث : السند

_______________________________________________________________________________

 

 

)التشكيك في المتن وضياع السند (

 

_____________________________________________________________________________________

العنصر الاول : التدوين والكتابة وقانونية الكتب

1- غياب التدوين لمدة لا تقل عن أربعين عاماً كاملة من صعود المسيح: يُقر النصارى أن الإنجيل لم يكن مكتوباً على عهد المسيح عليه الصلاة والسلام ,  ولنا أن نتخيل أن اول محاولات تدوين ما قاله المسيح حدثت بعد صعوده في فترة لا تقل عن أربعين عاماً بل يعترف النصارى على خلاف بينهم وآراء جميعها لا تستند إلى الدليل أن سنة التدوين غير معروفة وأخذت النظريات توضع لترشيح تاريخ تدوين الكتاب في الفترة مابين عام 48 ميلادية إلى 125 ميلادية.إذاً فلم يُكتب الإنجيل لحظة وحيه , بل إنهم توارثوه شفاهاً دون أن يكون لهم أي مستند كتابي يعتمدون عليه أو يُسجلون فيه ما سمعوه من المسيح .وهذه الفترة الزمنية دليلاً كافياً لإثبات تغير النص الذي قاله المسيح أو تطوره عن معناه.

فكيف يتذكر بشري ماقاله المسيح أو رُسُل المسيح بعد ثلاثين أو أربعين عاماً ؟!!!!....

وإن سلمنا بالقدرة الخارقة على حفظ الكلمات تماماً ولا حاجة لتدوين الكلمات التي قالها المسيح لمدة اربعين عاماً فإن هذا الإحتمال وهو النقل التام لكل كلمة قالها المسيح بالحرف الواحد ليسقط ويهوي بشدة مع اول شهادة يُطالعنا بها قساوسة القرن الاول والثاني من اقتباسات لأقوال المسيح في نفس الحدث لا تتفق مع أناجيل اليوم .وهم تلاميذ شهود العيان للحدث .

وإن سلمنا بالقدرة الخارقة على حفظ الكلمات التي قالها المسيح تماماً فإن هذا الإحتمال وهو النقل التام لكل كلمة قالها المسيح بالحرف الواحد ليسقط ويهوي بشدة مع اول شهادة يُطالعنا بها القديس بابياس حين يقول أن متى كتب ما تذكره ....إذاً فهناك مالم يتذكره ....وبابياس أيضاً شاهد وتلميذ لشاهدي عيان الحدث.

وإن لم نعتبر الحفظ الدقيق, واكتفينا بالقدره علي استيعابهم وفهمهم لاقوال المسيح ولا حاجة للتدوين فما الدليل انه بعد اربعين سنه ان تعاليم واقوال المسيح  لم تصاغ باسلوب جديد او طريقه جديده تتناسب مع فهم كاتبها مما قد تغير معنى كلام المسيح او تؤثر علي محتواه ....وهي فتره كافيه لتغير العقول والمعتقدات والافكار ناهيك عن ضياع او نسيان هذه الافكار والتعاليم؟!!!

  بل وإن سلمنا بصحة وصدق أناجيل اليوم وتطابقها مع أناجيل القرن الأول  وقمنا بعمل مقارنة بين أقوال المسيح في نفس الحدث بين إنجيل وآخر من أناجيل اليوم ...فإن هذا الإحتمال أيضاً وهو النقل التام لكل كلمة قالها المسيح بالحرف الواحد  يسقط ويهوي بشدة لاختلاف الكتبة في جملة المسيح عن نفس الحدث.. وسبب إختلافهم أن كل قد كتب بأسلوبه ما فهمه وما تذكره.

هل نستطيع بعد كل ذلك أن نقول أن أحداً منهم نقل تماماً أقوال المسيح؟!!!

 

 2- بل إن أقدم ما وصلنا مُدوناً (من المخطوطات ) يعود بالكاد للقرن الرابع الميلادي : ومع بعض الوريقات من البردي قد تعود للقرن الثاني , وجميع ماوصلنا هو ترجمة للنص الآرامي أو العبري أو اليوناني الاصلي الغير موجود الآن .أي أن المخطوطات ماهي إلا تراجم للأصول المفقودة,بل إن الأصول نفسها كُتبت بلغة يونانية يختلف نصها عن نص المخطوطات اليوم . وبذلك فانعدام تلك الاصول ينعدم معه عقليا وعلميا بشكل قاطع أي دليل قد نستدل به على تماثل او تطابق التراجم مع اقوال المسيح.  هذا وإن وضعنا في الإعتبار أن أقوال المسيح لم تكن قط باليونانية فكيف يكون أول تدوين للكتاب هو باليونانية؟!!!.ويكون هذا إيذاناً بضياع النص الأصلي للغة الإلهية التي تكلم بها المسيح. والنتيجة المُزرية لضياع كلام المسيح واختلاف التراجم هو ما تتركه هذه المخطوطات شاهدة على الإختلاف والفروقات والتغيير والحذف والإضافة .

 

 3- المخطوطات تختلف فيما بينها وتختلف مع ما استشهد به آباء القرن الأول والثاني: فلا تتفق إطلاقاً أي مخطوطة مع الاخرى كما سنوضحه في (.....).  وهذا اثبات اخر على ان الاختلافات واقعه لا محاله ,بسبب ما ذكرنا سابقا من فجوة التأخر في التدوين و فقدان النص الاصلي المدون ومن ثم الترجمه من لغه الي اخري ومن مترجم يصيغ اسلوبه وعباراته كما فهمها حسب مهارته في الترجمة من عدمها وما قد ينتج عنها من إختلاف جذري عن المعنى المقصود.

 ولا تقف هذه المشكلة عند هذا الحد بل إن ماستشهد به آباء الكنيسة الاوائل أنفسهم من فقرات الكتاب والتي حفظتها لنا مخطوطاتهم تتناقض مع ما نمتلكه من مخطوطات  الكتاب المقدس نفسها . بل ولا يتفق كليهما مع ما نقرأه اليوم في الإنجيل الموجود بين أيدينا. وسنتعرض لذلك بالتفصيل إن شاء الله تعالى في (........).

 

4- الكاتب والمُترجم مجهول الهوية : توابع التدوين المتأخر وضياع النص الأصلي ليست هي التحديات التي تواجه علماء النصرانية فكُل ما عرفوه ان هناك إنجيل كتبه متى أو لوقا أو .......الخ, ولكن لا يستطيع أحد منهم التيقن من ان كان هذا الإنجيل المترجم الذي بين أيديهم اليوم هو الصحيح أم لا, بل وقبل علماء اليوم باكثر من الف وسبعمائة عام نجد نفس التخبط مع آباء القرن الرابع أنفسهم..وسبب ذلك هو جهلهم بمن ترجم !!!...فالتحدي الأغرب والأعجب أن لا يعرف آباء الكنيسة في القرن الثالث والرابع من هم الكتبة الحقيقيون للكُتُب ,أإو ماهو سر إختفاء الأصول أو حتى متى ظهرت التراجم ومن هو الذي ترجمها؟!!!!!

فإن كان التدوين الذي وصلنا من آباء القرن الرابع مترجماً ليس هو النص الأصلي ,

فأين ذهبت الأصول؟!!!

وكيف لا يُعرف من ترجمه؟!!!!

وما أدرانا بأمانة من ترجم؟!!!!

هل يحق لباحث في قانونية الكتب أن يتغاضى عن مثل هذه الأسئلة؟!!!!!

هل يصح أن نُطلق على كتاب أنه قانوني لأنه تم الإعتراف به منذ القرن الرابع وحسب , دون التوثق من إن كان هذا الكتاب هو نفسه الذي استخدمه آباء الكنيسة الأولى والثانية؟!!!!!

أليس كل هذا التخبط أعلاه كافياً بإسقاط الإلهامية عن هذا الكتاب المترجم لتراجم التراجم؟!!!!

ويبقى القرآن الكريم هو الكتاب الإلهي الوحيد الذي دُون منذ لحظة وحيه , فيؤخذ من لسان رسول الله وهو ينطق بالوحي والكتبة حوله يدونون ما يتلو.وهو الكتاب الوحيد الذي وصلنا بلغته الأصلية العربية الفُصحى القائمة على الأحرف السبعة الموحى بها دون تحريف او تغيير , ولا تختلف نسخة عن الأخرى حتى في تشكيل الكلمات , ويبقى القرآن الكريم شاهداً ومهيمناً على كل ما سبقه من كتب .

 

وصدق الله العظيم إذ يقول :

(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

 

_____________________________________________________________________________________

 

العنصر الثاني : الحفظ في الصدور وقانونية الكتب

لايوجد أي مسيحي على ظهر الأرض يحفظ الإنجيل أو حتى جزءاً منه كاملاً , فإن كانت الاصول قد ضاعت فأين الحفظة الذين حفظوا كتاب الله ليؤكدوا لنا أن ما بين أيدينا اليوم هو الوحي الأصلي؟!!!... إن آباء الكنيسة الاولى يعترفون بجهلهم بمن ترجم الكتب التي يمتلكونها ولا يعرفون لها أصل ولا يستطيعون تحديد إن كانت صحيحة أم خاطئة كل هذا لضياع حفظه من الصدور وعدم تسلمه بسلسلة السند.بعكس القرآن الكريم فهو الكتاب الإلهي الوحيد الذي حفظه أهله في الصدور منذ لحظة وحيه,  وحتى اليوم نجد الملايين التي تحفظ كتاب الله كاملاً عن ظهر قلب.

 

_____________________________________________________________________________________

 

العنصر الثالث : السند وقانونية الكتب

الإسناد : تتابع الرواة والعنعنة .

وللبرهنة على قانونية الكتاب فيجب إبراز سلسلة السند .فلولا الإسناد لقال كل إنسان ما أراد وإذا كان الناقل مشكوك في أمره أو عُرف بهرطقته وتدليسه فإن ما ينقله يكون مشكوك فيه ولا يُنظر له .وهذا هو ما تفتقر الأناجيل له ...لا يوجد للأناجيل أي سند إطلاقا ولا يُعرف كاتبها ومن نقلها عنه ..هل هو مُهرطق في عُرف الرسل أو تلاميذهم؟!!! أم كان أبيوني أو يهودي أم قد دسه الرومان بعد مذبحة نيرون 70 م لتدمير دين المسيح؟!!!...لا يستطيع أي نصراني مهما أوتي من علم أن ينفي أي شك حول مصدر الكتب الحالية لسبب بسيط هو إنقطاع السند والتشكيك في المتن.

فماهو السند الغير منقطع من الرواة الذي استند عليه الآباء في تحديد قانونية العهد الجديد وصحته؟!! , لا يوجد إطلاقاً لهم أي سند يقفون عليه , بل يعترفون بشكهم في مصدرية الكتب وشكهم في أصحابها واختلفوا في سنة تدوينها . فعلى أي اساس إذن نُطلق على كتاب ما أنه مُلهم من الله إن كان مقطوع السند مشكوك المصدر؟!!!!هذا ما يفتقر النصارى للإجابة عليه .

ولا يُمكن أن يكون للإنجيل سند متصل لأن الآباء الاوائل  لم يقبلوا الكتب كوحي من الله . فهم وإن ذكروا أسماء بعض الكتب فإنهم بوضوح لم ينظروا إليها ككُتب إلهامية بل تناقلوا التقليد الشفهي من رسل المسيح فلم يُفضلوا الكتب التي تُعبر عن رأي أصحابها  وإنما فضلوا ما تناقلوه من الصوت الحي , من تعاليم المسيح ورسله الشفهية , هذا التقليد الذي انتهى بالتشكيك في مصداقيتهم وإتهام أصحابه بضيق الأفق والتخريف !!! فإن كان آباء الكنيسة الأولى لإيمانهم بالتقليد الذي سمعوه من الرسل استحقوا لقب مخرفون تناقلوا الخرافات كما اتهمهم بذلك يوسابيوس القيصري كاتب الإنجيل في القرن الرابع , (2) فإن كانوا مخرفين , فمن هم العقلاء الذين عنهم وصلنا الإنجيل الذي بين أيدينا اليوم؟!!!!!.

يتهم اليهود النصارى بتأليف الإنجيل لأنه مقطوع السند ولأنه لم يثبت بوحي من أنبيائهم.ويتهم النصارى اليهود بتأليف التلمود لأنه مقطوع السند ولم يثبت بسند عن أنبيائهم .

وصدق الله العظيم حين قال

 (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب )

 

ونرى أن اليهود والنصارى يتعاملون بمنطق حين يُهاجم كل منهم الاخر ويرفضون قياس نفس المنطق على أنفسهم وهذا هو عين التخبط . فعلى كل فريق أن يُظهر مصداقية السند من مصداقية من نقل عنهم وأن يُثبت عدم إنقطاع سلسلة النقل , فعلى الأقل لابد أن نبحث عن السند, فلابد أن يكون هناك شهادة في الكتاب من الله ولابد أن تنتقل لنا بالسند من رسل الله وهكذا بالتتابع إلى اليوم الحاضر , فهل يوجد لنا أي شهادة من المسيح بقانونية الكُتُب التي يمتلكها نصارى اليوم؟  بالطبع لا ..!!!... أو هل ترك لنا رسل المسيح أي شهادة بقانونية الكتاب الذي يمتلكه نصارى اليوم ؟!!! أيضاً نفس الجواب ...الطبع لا

وما فيه اليهود والنصارى من تخبط وانقطاع لسلاسل الرواة لايوجد عندنا نحن المسلمون  فإن ماوصلنا كمسلمون يمتلك حجة الإسناد ووسلامة المتن وبهذا نحكم بصحة ما قد وصلنا . وهكذا لايوجد اي كتاب على وجه الارض قد جمع دلائل سلامة المتن إلا القرآن الكريم ,فهو وحده الذي يحفظه أهله في صدورهم..... وهو وحده الذي دونوه لحظة وحيه

لنُلقي نظرة على هذه الإجازة لأحد قراء القرآن والذين تسلموا قراءته من شيوخهم في سلسلة تنتهي بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ......

ولنتأمل ....هل هذا كذاك؟!!!!

إلى النصراني الباحث عن الحق ..... هل توافر في كتاب في الوجود كله مثل هذا الإسناد ....

 

يقول برنارد لويس عن الإسناد عند المسلمين مقارنة بالنصرانية :

" ولكن الفحص الدقيق لسلاسل النقل وجمعهم الدقيق وحفظ المتغيرات في الروايات المستلمة يُقدم لكتابه التاريخ العربي في القرون الوسطي السيادة والتطور الذي لم يسبق له مثيل في العصور الغربية القديمه ولا منافس لها في العصور الوسطي الغربيه المعاصره .وبالمقارنة معه فإن كتابه التاريخ اللاتيني المسيحي يبدو فقير وضعيف ، وحتي التاريخ اليوناني المسيحي الاكثر تطورا وتعقيدا فإن كتابته لا تزال قاصره عن الكتابات التاريخيه للاسلام من حيث الحجم والتنوع وعمق التحليل " (3)

فعلى أي أساس يقوم إختيار النص الإنجيلي ومعرفة أيهم صادق وأيهم كاذب ..إن كان المتن مشكوك في أمره والسند غير موجود؟!!!

 ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

_____________________________________________________________________________________

)النتيجة النهائية لللتشكيك في المتن وضياع السند(

 

وهكذا ترتب على فقدان عناصر القانونية الثلاثة الرئيسية أن ظهرت نتائج جذرية ونبدا الآن دراسة أثرها  :

 

1- قانونية الأناجيل الأربعة

    -  ضياع كتابات الاولين ونصوص الإنجيل الأصلية وظهور نصوص غير معروفة الهوية.

    - ظهور العديد من الأناجيل والرسائل ما بين القرنين الثاني والثالث

    - فقدان إنجيل متى الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

    - فقدان إنجيل مرقس الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

    - فقدان إنجيل لوقا الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

    - فقدان إنجيل يوحنا الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

 

2- قانونية الأسفار والرسائل

    - قوائم القرون الأولى لكتب العهد الجديد

    - لكل كنيسة كتبها القانونية الخاصة

    - تقاليد الكنيسة والآباء وتطور الإنجيل

 

3-الكتب المفقودة

 

4- جداول قانونية العهد القديم والعهد الجديد عبر العصور

 

_____________________________________________________________________________________

 

1- تاريخ قانونية الأناجيل الأربعة

 ضياع التدوين , الحفظ , والسند وأثره على قانونية الأناجيل الأريعة

 

ماذا نتج عن ضياع السند والتشكيك في المتن عند أمة النصرانية؟!!!

    -  ضياع كتابات الاولين ونصوص الإنجيل الأصلية وظهور نصوص غير معروف الهوية.

    - ظهور العديد من الأناجيل والرسائل ما بين القرنين الثاني والثالث

    - فقدان إنجيل متى الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

    - فقدان إنجيل مرقس الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

    - فقدان إنجيل لوقا الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

    - فقدان إنجيل يوحنا الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

 

 

    -  ضياع كتابات الاولين ونصوص الإنجيل الأصلية وظهور نصوص وكتب غير معروف الهوية.

 نتيجة ضياع السند هو اختلاف الملل والنحل حول رسائل وأناجيل عديدة و أصبح لكل كنيسة إنجيلها ورسائلها الخاصة ولمدة ثلاثة قرون : وكل كنيسة تدعي إلهامية كتابها وبُطلان غيره  وظهر الإختلاف والتخبط بين أي الكتب هو وحي الله .... وصارت كلمة الله يُحددها قرار شخص بصلاحيتها أو بطلانها ... ولا حول ولا قوة إلا بالله , ضاع السند والثقة , فاختلفت الملل والنحل والعقائد وظهر التخبط والخلاف في الكنائس الأولى .وهكذا عانت الكنيسة منذ نشأتها مرارة الفرقة وعدم الإتفاق وظهرت الخلافات اللاهوتية الساخنة مع ميلاد الكنيسة حول ما قد يرقى ليُطلق عليه (الكتاب المقدس ) .

وهكذا كان ظهور العديد من الأناجيل والرسائل ما بين القرنين الثاني والثالث : فقد سقطت مصداقية المتن والتقليد الشفهي , وأصبح الإلتفات للمكتوب لا للتقليد وهكذا ظهرت رسائل كثيرة تتباين دوافع أفرادها وكان من بينها رسائل بولس وظهرت أناجيل عديدة وكان من بين هذه الأناجيل تراجم مشكوكة الهوية والمصدر والتي أصبحت فيما بعد الاناجيل الاربعة الرسمية للكنائس , والتي قد أقرت في أواخر القرن الثاني . لتكون هي أول بداية مجموعة  للأناجيل المعروفة اليوم . فإن المتفق عليه عند مؤرخي الكنيسة أن أول من ذكر الأناجيل الأربعة ورسائل بولس معاً ,هو المؤرخ أرمينيوس سنة 200م تقريباً ، وبرغم ظهورها متفرقة في أيدي طائفة أو أخرى من الطوائف إلا أن الكنائس لم تجتمع عليها ولم تشهد بقانونيتها . (وإن كانت قد جُمعت في إنجيل رباعي بدون الرسائل عام 150 ميلادي كمحاولة لخلق شرعية لهم رداً على المحاولة التي قام بها ماركيون عام 140م , لجمع عدد من الكتب المسيحية المقدسة لكي يستأصل نفوذ العهد القديم,وتتعادل مع كتبه) (4) . وكان العهد الجديد عند مارقيون هو إنجيل لوقا والذي يختلف عن إنجيل لوقا اليوم واشتمل الكتاب عنده على رسالة بولس إلى غلاطية والمعروفة بنقدها للناموس وتجريحها في رسل المسيح الذين عاشوا يهوداً متنصرين وضمت 9 رسائل أاخرى لبولس . بل ترك التاريخ شهادات بقانونية أناجيل أخرى غير موجودة في أناجيل اليوم .وهكذا سقط التقليد الشفهي الذي بين أيدي آباء الكنيسة الأولى كاتجاه بدأ ينمو إلى أن أصبح واضح المعالم في القرن الرابع كما يُوضح لنا تاريخ يوسابيوس القيصري والذي نجده  شكك في مصداقيتهم وتعاليمهم والنصوص التي تناقلوها عن الرسل (المتن) , وفتح إحتقار التقليد وضياع السند والمتن الأصلي المجال لظهور كل هذه الكتابات والتي تدعي لنفسها الصدق وجميعهم يفتقرون السند والبرهان .

 ثم كانت البداية الحقيقية للأناجيل الاربعة في القرن الثالث : ففي القرن الثالث شهدت هذه الأناجيل أول بداية حقيقية لها على الساحة حين بدأت المدرسة الإسكندرية في تبني هذه الأناجيل والتي وجدوها تتفق مع ما تركه لهم الفلاسفة الرومان وما دأب عليه المصريون من عادات فكان أول من دافع عنها واعتبرها قانونية واجبة التسليم هو إكليمنضس السكندري في القرن الثالث الميلادي.وهكذا  تظهر فجأة مجموعة في القرن الثالث تدعي السبق في قانونية كتبها واتهامها لكتب الطوائف الأخرى وبلا دليل وبلا أي سند . بل بلغ بالآباء حد الشك فيما يمتلكونه ولا يعرفون هويته أو من هو كاتبه , فعزى أغلبهم ما يمتلكون إلى كتبة قالوا عنهم ربما ويُعتقد أنها تُعزى إليهم دون سند أو تأكيد .

وأخيراً توحيد الكنائس وإجبارها على الاناجيل الأربعة وإختفاء باقي الأناجيل في القرن الرابع : البداية الحقيقية للتوحد حول الأناجيل الأربعة لم يتم إلا بظهور الإمبراطور الوثني قسطنطين في القرن الرابع ووحد الكنائس كلها في مجمع نيقية (325 م ) على عقيدة واحدة , وأمر بقتل كل من يُخالف هذه العقيدة , وحرقه وحرق كتبه ثم أعطى أوامره بنشر الأربعة أناجيل على كل الكنائس , حين أمر هذا الإمبراطور أسقفه المقرب يوسابيوس أسقف قيصرية أن يكتب اربعين نسخة منها ويُرسلها إلى مختلف كنائس الدولة الرومانية . وهكذا أصبحت الأناجيل الأربعة هي أنا جيل الدولة الرومانية الرسمية الموحى بها من الله ,وأصبح أي إنجيل ماعدا الأناجيل الأربعة هو إنجيل منحول وكل من يتبعه مُهرطق . وأخيراً منذ القرن الرابع بدات الكنائس كلها تتوحد على عقيدة واحدة وعلى الأناجيل الأربعة إنجيل متى , مرقس , لوقا ,و يوحنا

وبعد القرن الرابع وكنتيجة لما سبق , اختفت كل كتابات الآباء السابقة التي قد تخالف عقيدة الاناجيل المتفق عليها وأعاد كتابة التاريخ من جديد  تلك الطائفة المنتصرة بقيادة قسطنطين وحاشيته ال 318 أسقفاً :وهكذا كما هو حال التاريخ دائماً فإن من يكتبه هو المنتصر وليس للمهزوم مكان . فاختفت مجلدات بابياس الخمسة , واختفت كتابات اكليمنضدس الرومي , واختفت كتابات آباء القرن الاول والثاني , ولم يتبقى من كتابات آباء القرن الثالث إلا ماوافق عقيدة المنتصرين في مجمع نيقية . فعلى أي اساس حدد قسطنطين أن أناجيل يوسابيوس وال 318 أسقفاً المكونون لمجمع نيقية هم الصواب وأن باقي الأناجيل منحولة؟!!!!..كيف يحكم إمبراطور وثني في عقيدة إلهية ؟!!... وكيف تنتصر أقلية مكونة من 318 اسقفاً ضد أغلبية حُرقت ومُزقت كتاباتها ولم يعد يعرف عنهم التاريخ إلا أنهم مهرطقون؟!!!...وعلى أي أساس حدد ال 318 أسقفاً قانونية ما قد تسلموه من أناجيل؟!!!! ... بالطبع لا يوجد اساس ومنطق إلا أن قسطنطين الوثني اتفقت عقيدته مع عقيدة تأليه البشر . فالوثنية دائماً ما آمنت بهبوط الإله على الارض وتجسده في صورة بشرية فكان لهذه الطائفة ال 318 السبق والريادة والحظوة عند كاهن الوثنيين الإمبراطور القديس قسطنطين , وهكذا توثنت وترمنت الديانة المسيحية ولم تتنصر الدولة الرومانية.

وهكذا رضخت كنائس القرون التالية حتى اليوم لما تسلمته من كنائس القرن الرابع وأصبحت الأناجيل الأربعة الحالية واجبة التسليم ومن إعتقد غير ذلك فقد هرطق وكفر بتعاليم المسيح , ولا يستطيع أي مسيحي مهما أوتي من علم أن يستدل على أي سند لهذه الأناجيل والكثير من الرسائل التي إنتهت قانونيتها أو تم إدخالها ضمن وحي الله قبل القرن الرابع الميلادي .

فإذا سأل النصراني الباحث عن الحق آبائه ما هو مصداقية ما تسلمتموه وعن من أخذتموه فلن يجد إلا المراوغة بلا دليل والهروب إلى الجملة الشهيرة آمن فكلمة الله تدوم إلى الأبد.فكيف يرضى العقل والمنطق السليم أن يتسلم إنسان ما لا يعرف ماهيته وكيف يصل التهاون بكلام الله أن ندعي قانونية سفر وبطلان آخر , وعلى أي اساس نُدخل كتاباً ونُخرج أخر في وحى الله ؟!!!

وهكذا وبعد القرن الرابع أصبح الكتاب المقدس يشمل عند النصارى وحتى اليوم : الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل والرسائل بالإضافة إلى  كتب العهد القديم. إلا أنه وبرغم التوحد على الأناجيل الأربعة إلا ان الخلاف حول الرسائل والكتُب الأخرى مازال حتى اليوم يؤرق مضجع الكنائس المتناحرة ويتركهم مشتتون متفرقون .... وهنا نسألهم مرة أخرى على أي أساس تدعي كنيسة صدق ما تسلمته وتدعي أخرى بطلانه؟!!!

إلا أن إقرار العقيدة عند أمة كبيرة كالنصارى يرجع إلى هذه الكتب الاربعة, ويُفترض أن هذه الكتب ترجع إلى مبادىء المسيح ودعوته , ولذا فإن ثبت اتصال السند في هذه الكتب بالمسيح وبالدليل فإنها تكون قضية عقيدة ودين . اما ان ثبت بالدليل انقطاع السند وعدم اتصاله فإن القضية تتحول الى تحريف للكلم عن مواضعه وتلاعب بكلام الله. ولذا فسنتدارس كل كتاب على حدة .

 

 

    - ظهور العديد من الأناجيل والرسائل ما بين القرنين الثاني والثالث

 

 

 

    - فقدان إنجيل متى الاصلي وظهور نص مترجم مشكوك الاصل والسند

 

متى كما يراه النصارى :

هو أحد الحواريين (رسل المسيح ) الإثنى عشر (متى10 :3 ) ,ويأتي اسمه في قائمة إنجيل مرقص وترتيبه فيها السابع. وكان قبل اتصاله بالمسيح من جباة الضرائب للرومان في كفر ناحوم, من أعمال الجليل بفلسطين وكان اليهود ينظرون للحياة نظرة إزدراء, لما كانت تنطوي عليه من اعمال ظلم وعنف ولأن العمل فيها معين للدولة الرومانية المغتصبة ,التي تحكم ابللاد بغير رضا أهلها, وكانوا يسمونهم العشارين لأنهم كانوا في الغالب يأخذون عشر المحاصيل وغيرها من ضريبة لبيت المال, وقد اختاره السيد المسيح تلميذاً له كما جاء في الإصحاح التاسع من إنجيل متى (متى 9 : 9-13 ) , كما ارتبط اسمه توما وكانت العادة ان يعمل الحواريون مثنى مثنى (مرقص 6: 7 )

وبعد نهاية المسيح أخذ متى يدعو إلى المسيحية مطوفاً في كثير من البلاد ثم استقر في الحبشة وقضى بها نحو ثلاث وعشرين سنة داعياً إلى ديانته, ومات بها سنة 70 ميلادي إثر ضرب مبرح أنزله به أحد أعوان ملك الحبشة , أو على إثر طعنة برمح سنة 62م كما جاء في رواية أخرى . وعلى هذا تكون الحبشة هي موطن دعايته, وإليه ينسب إنجيل من الاناجيل المعتمدة عند المسيحيين. (5)

متى اليهودي :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

_____________________________________________________________________________________

 

2- تاريخ قانونية الأسفار والرسائل

ضياع التدوين , الحفظ , والسند وأثره على  قانونية الأسفار والرسائل

 

ماذا نتج عن ضياع السند والتشكيك في المتن عند أمة النصرانية؟!!!

    - قوائم القرون الأولى لكتب العهد الجديد

    - ظهور العديد من الأناجيل والرسائل ما بين القرنين الثاني والثالث

    - لكل كنيسة كتبها القانونية الخاصة

 

تقليد الكنيسة والإنجيل :

عزيزي المسيحي الباحث عن الحق ... إن إختيارك للكنيسة يُحدد إختيارك لوحي الله ...

 فكل كنيسة لها وحي الله الخاص التي تعتقد صحته وما دونه باطل ...

فإن كان الكتاب له سنده من الله فكيف إختلفت الكنائس في أي الرسائل هي كلام الله؟!!!!

ومن الذي قرر أن هذا الكتاب أو ذاك هو كتاب الله؟!!!

تعالى لنرى مقتطفات مما كتبه عالم الإنجيل واللاهوت بروس ميتزجر :

Bruce M Metzger & Michael D Coogan (Ed.), Oxford Companion To The Bible, 1993, Oxford University Press, Oxford & New York, pp. 79 (Under 'Bible').

وتعالوا نرى نتيجة هذا التخبط في أكبر الكنائس النصرانية الموجودة اليوم:

1- قوائم القرون الأولى لكتب العهد الجديد

القوائم التالية تُمثل آراء الكنائس المختلفة منذ المسيح وحتى القرن الرابع الميلادي . وقد تم أخذها من كتاب قانونية العهد الجديد , منشأه,أهميته وتطوره لبروس ميتزجر (6)

1- القائمة الميوراتورية ( 170 ميلادية)

2- قائمة أوريجانوس ( 185 - 254 م )

3- قائمة يوسابيوس أسقف قيصرية (265 - 340 م )

4- قائمة مجهولة التاريخ في مخطوطة كلارومونتانوس

5- قائمة القديس كيرلس أسقف أورشليم ( 350 م )

6- قائمة شلتنهام (360 م )

7- القائمة التي أقرها مجمع لوديسية (363 م )

8- قائمة أثناسيوس الرسولي ( 367م)

9- قائمة أقرتها (قوانين الرسل ) (380م )

10- قائمة جرجوريوس النزيانزي (329 - 389 م )

11- قائمة القديس امفيلوخيوس اسقف ايقونية (394م)

12- القائمة التي أقرها مجمع قرطاج (397م)

.

لكل كنيسة كتبها القانونية الخاصة

الكنيسة الإنجيلية : كتبها القانونية تجمع ما بين الكنسية الكاتوليكية والطوائف البروتستانتية المحتلفة , فمثل البروتستانت يقبلون التوراة العبرية ولا يقبلون اليوناينة , والعهد الجديد يُضيفون له بعض كتب الأبوكريفا التي يستخدمونها في العظة والصلوات والخطب .... وينقسمون حول قانونية بعض الكتب الأبوكريفا فمنهم من يتبع الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ومنهم من يرفض قاتونية تلك الكتب وإلهاميتها وبتبع الكميسة البروتستانتية , وبصفة عامة فهم خليط ما بين الماضي والحاضر , ويتهمهم البعض بالتحررية الزائدة

الكنيسة الأرمينية : الغريب والمُلفت للنظر عندهم هو ما اعتبروه وحي الله من بعض كتب الأبوكريفا مثل تاريخ يوسف وأثناس , وعهد الغثنى عشر بطريرقاً ,,,والعهد الجديد عنهدهم يضمن رسالة أهل كورنثوس إلى بولس , ورسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنتوس

الكنيسة القبطية : لقد ترك أثناسيوس الرسولي قائمة بأسماء الكتب القانونية 39 ال39 ,و ليست باليونانية فقط ولكن بالقبطية أيضاً مع إختلاف بسيط بينهما وبالرغم من أن القائمة المكونة من 27 متاب للعهد الجديد هم نفش الشيء في اليونانية والقبطية إلا أن الإخحتلاف والشك في قانونية الكتب بين الأقباط مازال معضلة .الترجمة القبطية لقوانين أثناسيويس الخمسة والثمانين تضم التالي من الإختلافات والزيادة بإضافة شيئين آخرين :

الأناجيل الأربعه - رشائل بولس الأربعة عشر دون ذكر لأسمائها , رسالتين لبطرس , ثلاث رشائل ليوحنا , رسالة ليعقوةب , رسالة ليهوذا و رؤسا يوحنا , رسالة كلبمنضوس الأولى والثانية .

ولكن فقد أثرت الكنيسة البروتستانتية تماماً على مقاليد الأمر بالنسبة للكنيسة الارثوذكسية القبطية , فقد رفض البروتستانت بعض الكتب وأجزاء من اتلكتب والتي كانت لقرون في العهد القديم اليوناني وفي التوراة السبعينية والتي لا تعترف الكنيسة القبطية إلا بهم , وبرغم رفض الاقباط لذلك إلا أنهم ما لبثوا ان أصدروا إنجيلهم بما يٌوافق الرؤية البروتستانتية

الكنيسة الأثيوبية : وتحوي أكبر كتاب للعهد القديم على الإطلاق بين الكنائس الأخرى , وتُميز بين قانونية الكتب بمصطلحي (القانون الأضيق ) و (القانون الأوسع) تبعاً لإمتداد الكتاب . فالعهد القديم الأثيوبي يتكون من التوراة العبرية والكتب الأبوكريفية وكتاب اليوبيلات , أحنوخ الأول , وتاريخ اليهود والأمم الأخرى ليوسف بن جوريون ز وينكون العهد الجديد من:

(الأوسع ) : يتكون من 35 كتاب قانوني يحوي ال 27 المعروفين مع ثمانية نصوص إضافية: الأقسام الاربعة لتنظيم الكنيسة ( Sinodos ) ....وقسمين من كتاب العهد الأثيوبي , وكليمنضوس الأثيوبي , والديداسكاليا الأثيوبية ( Didascalia )

( الأضيق) : يتكون فيه العهد القديم من السبعة والعسرين كتابً المعروفة , ولكن العهد اقلديم يُقسم بطريقة مختلفة جاعلاً إجمالي الكتاب 54 كتاياً بدلاً من 46 ....

إجمالي عدد الكتب في القانونية الأضيق والأوسع : 81 كتاباً

R. W. Cowley, Ostkirchliche Studien, 1974, Volume 23, pp. 318-323.

الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية : تحوي جميع كتب الكنيسة الكاثوليكية بالإضافة إلى كتاب إسدراس الأول وصلاة منسى , والمزمور 151 , والمكابيين الثالث , وقانون شالفون يُضيف إشدراش الثاني ولكن يُعيد تسمية إسداراس الأول والثاني بإسدراس الثالث والرابع , والكنائس الشرقية الأخرى لديها المكابيين الرابع.

الكنسية البروتستانتية : تاريخياً فإن هذه الكنائس قبلت العهد اقلديم اليهودي العبري وليس اليوناني وبرغم ذلك فإنهم أعادوا تقسيم بعض كتبه وتغيير ترتيبه لكي يُصبح عددهم 39 كتاباً . وتم تنظيم هذه الكتب على الوضع الذي يوجد عليه الإنجيل الحالي وقبلت الكنائس العربية تقسيمهم برغم مخالفتهم لهم .ليُصبح الكتاب ينكون من ثلاث أجراء :

الكتب التاريخية : من التكوين إلى استير

الكتب الخكمة : من أيوب إلى نشيد الإنشاد

كتب الأنبياء الصغرى السبعة عشر ,

أما العهد الجديد فأضافوا للأناجيل الاربعة 23 كتاباً آخر (الأعمال وال 22 رسالة) ليُصبح هذا هو الكتاب الموحى به من الله الكامل ,وبرغم ذلك إلا أن شكوك لوثر أبو البروتستانتية حول قانونية الرسالة إلى العربانيين ورسالة يعقوب ويهوذا وسفر الرؤيا مازالت تؤرقه مثله كحال آباء الكنيسة الأولائل . ومازال عرب الأقباط والكنيسة القبطية تتبع ما أقرته الكنيسة البروتستانتية بعد القرن السادس عشر ولم تستطع فرض رأيها وأذعنوا لحذف ما يعتقدونه أنه كلام الله لا لشيء إلا لتوحيد الكتب , وهكذا بسط لوثر تفوذه على كنيسة القبط وعلى كلام الله.

الكنيسة الكاثوليكبة : تأثرت أيضاً بالكنيسة البروتستانتية المنشقة عنها في أي الكتب هو وحي الله , وقبلوا التقسيم البروتستانتي برغم رفضهم له , وقبلوا التوراة العبرانية برغم رفضهم لها وإبمانهم بالترحجمة السبعينية , وعقدوا مجمع ترنت (1546) لمواجهة البروتستانت وأقروا كتب طوبيت , يهوديت , الإضافات اليونانية لإستير , حكمة سليمان , سيراخ , باروحخ , رسالة أرميا , (الإضافات اليونانية الثللاثة لدانيال - صلاة عوزلاريا , أغنية الصبيان الثلاثة - سوسنة - بل والتنين ) والمكابين الاول والثاني . فهذه الكتب السابقة مع التوراةو اليهودية والعهد الجدسد يُكونون 73 كتاباً تقبلها الكنيسة الكاثوليكية كوخي من عند الله

أصدر مجمع روما 382م ترتيباً آخر تلى الأناجيل فيه رسائل بولس ثم رؤيا يوحنا ثم الرسائل الكاثوليكية السبعة ، وأما الترتيب الحالي فكان من قرارات مجمع ترنت 1546م .

 

الكنيسة السريانية : استخدمت الكنيسة Diatesseron - الأناجيل الاربعة في كتاب واحد والتي قدمها تاتيان , وكانت تُقرأ في الكنتائس السريانية لوقت قريب إلى أن تم استبدالها بالبيشيتتا Peshitta والتي هي أيضاً تعود مع كتب إضافية أخرى للعهد الجديد , ولكنها تعمل على التقريب بين الكتاب اليوناني والسرياني , ورفضوا بعد ذلك الرسالة الثالثة لكورنثوس , ووضعوا الرسالة إلى فيلمون في الترتيب قبل العبرانيين , وبالإضافة إلى رسائل بولس الاربعة عشر فإنهم أضافوا ثلاث رشائل كاثوايكية أخرى وهي / يعقوب , بطرس الاولى ويوحنا الاولى ) , بينما نجد أن طرس الثاتنية , ورسالة يوحنا 2 , 3 , ويهوذا و الرؤيا غير موجودة في نسخة البسشيتا السريانية .وبالتالي فإن القانونية للكتب السريانية تتكون من 22 كتاب . وهذا هو نقسيم الكتاب بعد مجمع افسس (431) حسث أنهم اتفصلوا عن باقي الكنائس بعدها ككنائس مسطورية.

 

إن المبدا المسيحي اليوم آمن فكلام الله يدوم إلى الأبد ...يسقط ويهوي بشدة أمام التخبط بين الكنائس فهذا قد أضاف كُتُباً إلى كلام الله وهذا قد حذف ...فمن السبب في زوال الكثير من كلام الله إلى الأبد ؟!!!!

 

وتكون النتيجة يا عزيزي المسيحي الباحث عن الحق ...

أن إختيارك للكنيسة يُحدد إختيارك لوحي الله ...

فكل كنيسة لها وحي الله الخاص التي تعتقد صحته وما دونه باطل ...

 

(1) الموسوعة الأمريكية, سنة 1959 م ,الجزء3 , ص651

(2)  Henry Chadwick, The Early Church (New York: Dorset Press, 1967), p. 42. Papias, "living and abiding voice." Fragment in Eusebius, Church History, 3.39.

(3)  Lewis, Islām in History, Open Court Publishing:1993, p.105

(4)  الموسوعة الأمريكية, سنة 1959 م ,الجزء3 , ص653

(5) الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف - الدكتور يحي محمد علي ,ص122

(6)  Bruce Metzger's The Canon Of The New Testament: Its Origin, Significance & Development (1997, Clarendon Press, Oxford).

 

http://64.233.179.104/translate_c?hl=en&langpair=en%7Car&u=http://www.islamic-awareness.org/Bible/Text/Bible/Text/Canon/inspire.html