ألوهية السيد المسيح

 معنى إله :
في الإسلام :
الإله: هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الإلهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبوداً محبوباً لذاته إلا هو , وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد.( شيخ الإسلام بن تيمية- اقتضاء الصراط المستقيم )
ومعنى لا إله إلا الله وحده لا شريك له ,  لا معبود بحق إلا الله ..(وحده) تأكيد للإثبات (لا شريك له) تأكيد للنفى. قال الحافظ : كما قال تعالى وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة : 163] وقال وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء : 25].(فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد.عبد الرحمن بن حسن آل شيخ.ص 38)
 في المسيحية : كلمة إله تعني(من يستحق العبادة) أو (سيد- قاضي- نبي).
إن اسم الإله يُطلق على غيره تعالى، إذا كان مضافاً، أو نكرة . فقال الله لموسى: أجعلك إلهاً لفرعون فخصّصه بفرعون ليوقع عليه الضربات بأمر الله، فيقع الرعب في قلب منه. ويكون هرون نبيَّك يعني يبلّغ عنك كل ما تخبره به. (شبهات وهمية حول سفر الخروج  . القس منيس عبد النور ).
(خروج  7 :1 ) 1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.
ودُعي الشيطان إلهاً لهذا الدهر (2كو4: 4 )الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ ( الشيطان) قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.

ويقول الله لليهود حسب الكتاب المقدس , (مز82: 6) "أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم"

وقد قال السيد المسيح لليهود ( يوحنا 10: 34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟).

بذلك  يتضح أن كلمة إله تعني الله أو سيد أو قاضي أو نبي  !! .

بالإنجليزية تتم التفرقة بين إله حقيقي "الله" و"إله غير حقيقي",  بوضع الحرف الأول كبير "كابيتال " في حال "الله"  God" "  ووضع الحرف صغير إن كان الحديث حول "إله" غير حقيقي ( سيد, قاضي...) "god"  .

معنى كلمة رب 
 [ربب] ر ب ب: رَبَّ كل شيء مالكه و الرَّبُ اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا بالإضافة ( رب البيت , رب العمل , ......)وقد قالوه في الجاهلية للملك والرَّبَّانِيُّ المُتأله العارف بالله تعالى ومنه قوله تعالى {ولكن كونوا ربانيين} ( مختار الصحاح للرازي.. باب ربب.)

ولا يختلف المفهوم المسيحي عما سبق,  فقد كتب القس منيس عبد النور :
"إذا أُطلقت كلمة «رب» على غير الله أُضيفت، فيُقال «رب كذا». وأما بالألف واللام فهي مختصَّة بالله. ويُفهم هذا من قرائن الكلام، فإذا قيل «رب المشركين» كان المراد منه معبوداتهم الباطلة، وسمّوها بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحقُّ لها، وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه.، بخلاف ما إذا قيل «رب المؤمنين» فإنه يُفسَّر بالإله الحقيقي المعبود. أما إذا قلنا: الله والرب فهي مختصَّة به تعالى لا يجوز  إطلاقها على غير الله."

(القس منيس عبد النور - شبهات وهمية حول سفر الخروج ),
معنى رب في الإنجليزية
(مصدر الترجمة) .." الكتاب المقدس تمت ترجمته من العبرية واليونانية إلى الإنجليزية ثم تمت ترجمته من الإنجليزية إلى العربية وغيرها من اللغات"

كلمة رب بالإنجليزية هي لورد  (   Lord   ) وهي تعني أيضا" لقب أو مرتبة يتم منحها بمعنى "سيد" , فيطلق على لاعب كرة مصري مثلا" لورد الكرة المصرية" و يمنح الإنجليز اللقب " لورد " كنوع من التكريم والتعظيم. كما يطلق على المعلم أو المدرس نفس اللفظ.
وحسب الكتاب المقدس , اللفظ  "ربي" أو "سيدي" هو ترجمة لنفس الكلمة بالانجليزية
(My Lord )   ومن الممكن أن توجه إلى شخص أو إلى الله تعالى .
تفرق الترجمة الانجليزية بين الكلمتين "لورد" التي تعني الله و"لورد" التي تعني سيد باستخدام الحرف الكبير في بداية الكلمة  "Lord"   و  "lord".
 والأمثلة
كما يلي :
(مزمور 110 : 1.قال
الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.) (سميث وفاندايك). طبعة دار الكتاب المقدس..والنص الإنجليزي كما يلي .

(Psalms 110:1 The LORD said unto my Lord, .......) (KJV).

والملاحظ أن في المرتين قد تم ترجمة  lord  إلى رب ( حسب الترجمة السابقة بالعربية ).
بينما في ترجمة الكاثوليك تم ترجمة لورد
lord   الثانية بمعنى سيد .

 (مزمور 110 : 1 )(قالَ الرَّبُّ لِسَيِّدي: (( اِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيكَ )))

كذلك في الترجمة العربية المشتركة التي اشترك في وضعها كافة الطوائف العربية :

(مزمور 110: 1 " قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِكِ: ((إجلسْ عَنْ يَميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقدَمَيكَ))").

جاء أيضا" في سفر التكوين قول سارة عن إبراهيم عليه السلام (سيدي قد شاخ ) , ولفظ (سيدي ) هي ترجمة  "لورد " (Lord ).
(تكوين 18: 12  فضَحِكَت سارةُ في نَفْسِها قائلةً: (( اَبَعْدَ هَرَمي أَعِرفُ اللَّذَّة، وسَيَدّي قد شاخ؟ )) ).

( Gen.18: 12 ) Sarah laughed within herself, saying, After I am waxed old shall I have pleasure, my lord being old also? ( KJV).

 

بذلك كلمة رب حسب الكتاب المقدس, لا تعني بالضرورة أن المقصود بها الله تعالى .
ومع هذا
, هل أعلن السيد المسيح فقال "أنا الله" أو "أنا إله" أو "أنا الرب"  ؟......الإجابة .........لا !!.
معنى ابن الله وابناء الله في الكتاب المقدس  !!!

جاء تعبير ابن الله وأبناء الله مرات كثيرة بالعهد الجديد والعهد القديم مشيرا" إلى القرب من الله أو إلى كل عبد مخلص لله تعالى ولم يكن هذا التعبير مختصا" بأحد.
فقد أعطي اللقب ليعقوب وسليمان وأدم وأفرايم وعامة الناس الصالحين أيضا" !
يعقوب ( اسرائيل ) هو ابن الله البكر :( خروج 4: 22  وقُلْ لِفِرعَونَ هذا ما قالَ الرّبُّ: ((إِسرائيلُ اَبْني البِكْرُ)))

أفرايم هو ابن الله البكر : (إرميا 31: 9 أنا أبٌ لإسرائيلَ وأفرايمُ بِكْرٌ لي.). ( أيهما البكر اسرائيل أم أفرايم ؟!).

سليمان هو ابن الله : (صموئيل الثاني 7: 13-14 فهوَ يَبني بَيتًا لاَسمي وأنا أُثَبِّتُ عرشَ مُلْكِه إلى الأبدِ. أنا أكونُ لَه أبًا وهوَ يكونُ لي اَبنًا.).

آدم هو ابن الله : آدمَ، اَبنِ اللهِ. [الكتاب المقدس – لوقا 3: 38]

عامة الناس :

بنو إسرائيل ألهة ( لأنهم ينفذون شرع الله ) وأبناءه لأنهم أحباءه (مزامير 82: 6 أنا قلتُ أنتُم آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم.).

(متى 5: 45  فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الّذي في السَّماواتِ. ) .

(متى 5: 48 فكونوا أنتُم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ.).

(التثنية 14: 1 أنتُم أبناءُ الرّبِّ إلهِكُم ).

(رسالة فيلبي 2: 15 حتّى تكونوا أنقِياءَ لا لَومَ علَيكُم وأبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍِ ....).

(رسالة يوحنا الأولى 3: 1-2 أنظُروا كم أحَبَّنا الآبُ حتّى نُدعى أبناءَ اللهِ، ونحنُ بِالحقيقَةِ أبناؤُهُ. إذا كانَ العالَمُ لا يَعرِفُنا، فلأنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ. يا أحبّائي، نَحنُ الآنَ أبناءُ اللهِ. ).

 

كتب شيخ الاسلام ابن تيمية:  " ولفظ الابن عندهم في كتبهم يراد به من رباه الله تبارك وتعالى فلا يطلق عندهم في كلام الأنبياء لفظ الابن قط إلا على مخلوق محدث ولايطلق إلا على الناسوت دون اللاهوت فيسمى عندهم إسرائيل ابنا وداود ابنا لله والحواريون كذلك ".

(الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- الجزء الثاني - فصل في معنى الابن).

وكما سبق فقد استعمل هذا اللفظ في حق الصالحين غير المسيح عليه السلام ، كما استعمل ابن إبليس في حق غير الصالحين.

فلقد قال السيد المسيح موبخا" بعض اليهود ( متى 12 : 34 يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. ). والمقصود بالأفاعي الشياطين , وبالطبع لايقصد أبوة فعلية من الشياطين.

 

هل كان عيسى عليه السلام الابن الوحيد الذي قيل عنه المولود لله ؟ أقرأ في المزامير :

( مزامير 2: 7  إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: [أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ.).

 

نخرج من ذلك بأن اللقب ابن الله , وابناء الله , وأبانا في السماء , وغيرها غير مختصة بالسيد المسيح بل جاءت بمعنى العباد الصالحين والمقربين لله عالى .

ولكن من الذي أخرج ابن الله من المعنى المجازي الذي يعني العباد الصالحون بوجه عام , إلى معنى محدد يختص به السيد المسيح بمفرده "ابن الله الوحيد" ؟؟؟!! , بالطبع لم يكن السيد المسيح .
فلم يكن السيد المسيح من قال "ابن الله الوحيد"  بل يوحنا في انجيله :

(يوحنا 3 : 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ... !).
فلم يقل السيد المسيح " أنا ابن الله الوحيد " أو " أنا ابن الله بالمعنى الحرفي" أو "إن أبي الله وأبيكم ليس الله" أو " "أنا مولود من الله " .

ما الذي قاله السيد المسيح ؟

أقوال السيد المسيح واضحة ولا تحتاج  إلى شرح, فقط القليل من التأمل في أقواله حسب ما جاءت بالعهد الجديد, سنجد أنكل أقواله تشير إلى أن هناك من هو أعظم منه وأرسله وعلمه ويؤيده بالمعجزات ويستجيب له في الدعاء وأعطاه .

( لوقا 18 : 19  فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. )

( مرقس 12 : 29  فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.)

( يوحنا 7 : 16  أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. )

وقال : ( يوحنا 5 : 30  أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. )

وقال : ( يوحنا 5 : 37  وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. .....).

وقال :  ( يوحنا 13 : 16  اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. )

وقال : ( لوقا 4 : 43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) وَقَالَ : ( لوقا 4 : 24 : «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ. )

وقال : ( يوحنا 14 : 28 لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. )

وقال :( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )

وقال :  ( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )

وقال : ( متى 23 : 9-10 وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.,وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ).
وقال لهم : ( يوحنا 20 : 17  
قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
وقال لهم : ( متى 7 : 21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
(

وقال لهم : ( مرقس 13 : 32  وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ. )

وقال لهم عندما حاربه أهل مدينته ( الناصرة ):  ( متى 13 : 57  ... وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ». )

وقال لله وهو يناجيه :  ( يوحنا 17 : 3  وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)

(( يوحنا 17 : 4  ..... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)

((( يوحنا 17 :   لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. )
وقال لله وهو يناجيه : ( يوحنا 11 : 41-42
وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي , وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
وقال لله وهو يناجيه : ( متى 26 : 39
ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»....42 وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». )

وقال لله وهو على الصليب (حسب العهد الجديد )  :

( مرقس 15 : 34  وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)


هل الكلمات السابقة هي كلمات إله , أم كلمات رسول من عند الله تعالى ؟؟
إن الذي يرسل الرسل غير الرسل والذي يعطي غير ال
ذي يآخذ والذي يصلي غير الذي يُصلى له.

من الذي كان يصلي له السيد المسيح ويسجد له !؟

إن التبرير بالصفات الانسانية والإلهية لايصلح , فأصل الطوائف لا يفرقون بين الطبيعيتين, ثم متى وأين قال السيد المسيح أنا لاهوت وناسوت !!!؟؟؟ أو أنا أملك طبيعيتين غير ممتزجتين ولامنفصلتين ؟.
من هو إله السيد المسيح الذي قال عنه في (( يوحنا 20 : إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». ).؟
من هو إله المسيح الذي حسب العهد الجديد قال له ( مرقس 15 : 34 
إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ).؟

من يدعي أن صاحب هذ الكلمات إله فليأتي بأقوال أقوى منها وتعارضها, أقوال صريحة من السيد المسيح في الكتاب المقدس .

إن القضية التي سنناقشها في هذا الفصل , هي قضية ألوهية السيد المسيح , والسؤال الموجهه للنصارى أو الذي يجب أن يوجهوه لقساوستهم هو "كيف عرفتم بألوهية السيد المسيح ؟؟".
وخلال هذ الفصل لن نتحدث عن صحة الكتاب المقدس بل سنجعله مصدرا" موثوق به, وذلك لاننا على ثقة كبيرة من أن السيد المسيح لم يقل أنا إله أو أنا الله , ولم يجروء أحد أن ينسب له هذا القول !!, لأنه لم تتبلور فكرة الألوهية ويتم اكتمالها , إلا في أوقات متأخرة بعد كتابة الاناجيل , ولم يتم الإعتراف بألوهية السيد المسيح إلا في القرن الرابع الميلادي في مؤتمر "نيقية" كما سبق التوضيح.

القول بأن الله تعالى ثالوث يتنافى تمام مع كلمات السيد المسيح بالأعلى, فلا يعقل أن تكون هناك مساواه بين أطراف الثالوث ويصلي أحد الأطراف للأخر ويرسل طرف منهم الطرف الثاني ويعلم جزء منهم شيئا" لا يعلمه الجزء الثاني ,ويرسل جزء الروح لتقوي جزء أخر ‍‍‍‍‍‍!!‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.

 

نعود للسؤال  , كيف عرفتم بألوهية السيد المسيح ؟؟؟      
ننتظر الإجابة لتكون لقد عرفنا ألوهية السيد المسيح عن طريق :
أ- أقواله الصريحة.

ب- أقواله المجازية.
ج- أفعاله ومعجزاته.
د- أقوال وأفعال من حوله
.

أ- أقواله الصريحة :
س : هل قال السيد المسيح أنا الرب أو أنا الله أو أنا الإله !!؟؟؟
ج  : لا لم يقل ...
س : لماذا لم يقل أنا الله ؟
الجواب المسيحي : إعلان السيد المسيح أنه الله كان سيؤخر عملية الفداء ,!.
إجابة أخرى هل كان اليهود سيصدقوه إن قال لهم أنا الله ؟ وهل كانوا سيعبدونه ؟ بالطبع لا ولكنهم كانوا سيرجمونه !!!.

(للمزيد - لماذا لم يقل المسيح أنا الله- ص 1 عبد المسيح بسيط أبو الخير- كاهن كنيسة العذراء بمسطرد).
أي أن الجواب أنه كان خائفا" من أن يعلن أ
نه هو الله فيتم رجمه بالحجارة .! ولا تعليق بل الحمد لله رب العالمين.

 

ب- أقواله المجازية.
يقول الجانب المسيحي , لقد عبر السيد المسيح عن لاهوته (ألوهيته) بالعديد من الأماكن تعبير مجازي أو تعبير غير صريح فقال : ( بعد كل قول سنورد الرد عليه بدلا" من سرد الأقوال كلها والردود بعدها ).
1
يقول النصارى الدليل على الألوهية قول السيد المسيح ( يوحنا 10 : 30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»...ولذلك فهم منها اليهود انه يدعي الألوهية فرجموه .وقال الآب في وأنا فيه !!.

( يوحنا10 :  30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي.   38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».
الرد :
التعبير
" أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».",  الذي يعني الوحدة ( في الهدف ) سبق أن أطلقه السيد المسيح على الحواريين أثناء دعاء السيد المسيح مع الله فقد قال :

( يوحنا 17 : 21 لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22   وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23  أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.).
فالوحدة لا تتعدى وحدة مجازية في الهدف , وإلا كان جميع الحواريين مع السيد المسيح مع الله أقانيم !!.
ونلاحظ
أيضا" من النص أن الله أرسل السيد المسيح , وأعطاه المجد , وأن السيد المسيح يتوجه لل
ه بالدعاء .
وبالنسبة إلى القول (أنا فيه وهو في ) – فلقد قال السيد المسيح عن الحواريين : (لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا  ) وأيضا" قال : (
أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ ).
أما اليهود فقد قالوا له نرجمك لأنك إنسان وجعلت نفسك إله !!, فرد عليهم السيد المسيح موضحا" لهم ومذكرا"  (أن من يحملون كلمة الله من انبياء ورسل يطلق عليهم آلهة ,
فقال لهم :ألم يقل عنكم الله أنكم ( أيها اليهود ) آلهة وأولاد الله كلكم !!؟).
وهو يقصد, ماجاء في العهد القديم ,
(مز82: 6) "أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم"

 

2- يقول النصارى الدليل على الألوهية قول السيد المسيح (يوحنا 14 : 9  اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ)

( يوحنا 14 : 8 قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا».  9 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ ).

الرد :
أصر أحد الحواريين على رؤية الآب
( الآب حسسب العهد الجديد هو الذي ارسل السيد المسيح ) والسيد المسيح يعلم أن الله لا يراه أحد كما جاء :

قول الله حسب العهد القديم (خروج 33: 20 - أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الذي يراني لا يعيشُ.).
وجاء في ( يوحنا 1 : 18
اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ).

والقول من الأقوال المجازية فقد سبق للسيد المسيح أن قال لهم :

( لوقا 10 : 16  اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي». )

( يوحنا 13 : 20 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)

( يوحنا 12 : 44 فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. 45  وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. ).

والأقوال كلها لا تحتمل الوحدة أبدا" , كما أن الرؤية من الألفاظ التي تأتي بمعنى الإيمان , مثل "رأيت الحق" و"رأيت الطريق الصواب" وغيرها , ولفظ من أرسلني الذي كرره السيد المسيح 34 مرة في العهد الجديد يغني عن الشرح والتفسير, فالراسل غير الرسول والعاطي غير الآخذ.

كذلك جاء في ( رسالة يوحنا الثالثة 1 : 11  لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ. )

هل أبصر الله حقيقة من يفعل الخير أم مجازا" كما سبق !!؟.

 هل كان الحواريون وكتبة الأناجيل يريدون أن يخفوا كل مايشير إلى ألوهية السيد المسيح أم إنهم لم يتبينوا أو يلاحظوا أو يفهموا ألوهيته !!؟؟.

نلاحظ أن كل كلمة من الممكن تحميلها أكبر من حجمها لإثبات الألوهية, أمامها الكثير من الجمل التي تعارضها وتنفي ألوهية السيد المسيح !!خاصة أقوال السيد المسيح التي بدأنا بها !!.

 يقول السيد توم هاربر في كتابه "من أجل المسيح"xe "Harpur, Tom":

"في الحقيقة، إن قرأت الإنجيل الذي كتبه مرقس كاملاً و بعناية فإنك ستجد أن التلاميذ كانوا بعيدين كل البعد عن إدراك الإلوهية التي نسبت إلى عيسى لاحقاً. إن الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا الأكثر قدرة على التمييز في هذا "الالتباس" قد وُصفوا بأنهم بليدي الذهن وأغبياء بكل معنى الكلمة... يعتقد العلماء أن مرقس قد حرص على إظهار التلاميذ في مظهر سيء نوعاً ما لأنه كان مدركاً لوجود مشكلة خطيرة. إن كان عيسى هو ابن الله في نهاية المطاف – وفقاً للمفهوم الأورثوذكسي – فكيف كان أصحابه المقربين – وهم شهود معجزاته وأمناء أعمق تعاليمه – غير مدركين أبداً من هو حتى وقت متأخر من قيامته؟"

من أجل المسيح، ص 59 - For Christ’s Sake, pp. 59

 

3- يقول النصارى الدليل على الألوهية قول السيد المسيح: («مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ )

( يوحنا 18 : 36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا».

الرد :

انبياء الله تعالى وعباده الصالحين ينتظرون جزاء الله تعالى في الأخرة ولا يبحثون عن ملك الدنيا, ولقد قال السيد المسيح نفس القول على الحواريين فقال : ( يوحنا 15 : 19  لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ.)

( يوحنا : 17 : 16  لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. )

 
4-
يقول النصارى الدليل على الألوهية قول السيد المسيح : قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».

 ( يوحنا 8 : 56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57  فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58   قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».)

الرد :

تكلم العهد الجديد عن " ملكي صادق " بأنه ليس له نهاية ولا بداية وبدون أب وبدون أم وقدم له إبراهيم الزكاة :
(عبرانيين 7 : 1 لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ،
2   الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ
 3   بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. )
فهل ملكي صادق إله ؟ , حسب المقياس الس
ابق فهو أحق بالألوهية .؟

سليمان عليه السلام جاء عنه بالعهد القديم أنه منذ الأزل !!, ( أمثال 8 : 22 «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ. 23  مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. ).

قال شيخ الإسلام بن تيمية :
فإن قلتم إن كلام سليمان بن داود متأول لأنهما من ولد إسرائيل وليس يجوز أن يكونا قبل الدنيا, قلنا وكذلك قول المسيح أنا قبل الدنيا متأول لأنه من ولد إبراهيم ولا يجوز أن يكون قبل إبراهيم فإن تأولتم تأولنا وإن تعلقتم بظاهر الخبر في المسيح تعلقنا بظاهر الخبر في سليمان وداود وإلا فما الفرق ؟؟. ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – بن تيمية).

إذن المقصود بالعبارة  السابقة إن صحت ! , أن الله تعالى أخبر إبراهيم بمن يأتون من نسله من انبياء ومنهم السيد المسيح. فهل لو كان السيد المسيح إله   كان إبراهيم الذي هو نبي الله سيتهلل بأن يرى يومه !!؟؟.
أما اللفظ "أنا موجود" فجميعنا منذ الأزل موجودين في علم الله تعالى .
وقد جاء في )إرمياء 1 : 5 [قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ].

 

لقد جاء بعد هذا قول السيد المسيح  " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " أن اليهود أرادوا رجمه فهرب منهم !!, فإن كان عنده هذه القدرة على الهرب, فلماذا لم يقل لهم أنا الله ؟ أو أنا أقنوم من أقانيم الثالوث ؟؟!! فلم يكن هذا القول ليعطل عملية الفداء بزعمهم , فكل ماكان عليه أن يهرب كما فعل , أو يسوقونه إلى الصليب وتكتمل التضحية والفداء كما يقولون أن هذا سبب نزوله وتجسده !!؟؟.

 

5 – يقول النصارى الدليل على الألوهية قول السيد المسيح :«يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».

يقول مرقس( 2:  5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟») .

الرد :

حسب العهد القديم , لقد أعطى الله للكهنة غفران الذنوب , ولا يزال هذا الأمر ساريا" عند آباء الأعتراف في بعض الكنائس , فبعد الإعتراف يصرح الكاهن للمعترف أن ذنبه مغفور !.

( لاويين 4 : 35  وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا فَيُصْفَحُ عَنْهُ.)

(سفر العدد 15 : 25  فَيُكَفِّرُ الكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً. )

ولقد غفر أشعياء لجميع الشعب فقال( إشعياء 33:24   وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ. )

 

ملاحظة : الأفعال ( يغفر ويكفر ويصفح ) هي ترجمة لكلمة واحدة بالإنجليزية (Forgive ) , وبالترجمة العربية تم ترجمتها مغفرة حينما تنسب لله تعالى أو للسيد المسيح بينما تم ترجمتها يصفح أو يعفو حينما تنسب للكهنة . ويمكن مراجعة أي نسخة أجنبية للتحقق من وحدة مصدر الكلمة (Forgive ) والإنتقاء في الترجمة !.

 

نلاحظ أيضا" من النص , أن السيد المسيح لم يقل ( أنا غفرت لك ), بل قال مَغْفُورَةٌ والفعل مبني للمجهول , يعود على الله تعالى .فقد كان يكلم جماعة من المؤمنين ، ولم تكن له حاجة أن يثبت لهم أن غفَّار الذنوب هو الله , لذلك تصيَّدَ له بعض اليهود هذه الجملة وقالوا فى أنفسهم («لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟») فلو إنهم أقاموا عليه دليلاً واحداً أنه جدَّف ، لكانوا رجموه أو قتلوه .

ناهيك عن إنه كان فى الهيكل يُعلمهم دينهم ، ويصحِّح لهم عقيدتهم ، فهو لم يأتى بدين جديد: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).

ولقد توجه السيد المسيح بالدعاء إلى الله في أوقات آخرى طالبا" من الله أن يغفر الخطايا فقال :

(متى 6 : 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)

ودعى لليهود بالمغفرة حسب العهد الجديد وقت الصلب المزعوم فقال :

( لوقا 23 : 34   فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»)

فلم يقل أنا غفرت لهم , بل طلب من الله أن يغفر لهم !!.
سؤال : (((إن كان إعتقاد النصارى أن المصلوب هو الله , فهل يعتقدون أن الله (عندهم) استجاب لنفسه عندما دعى نفسه أن يغفر لليهود !!؟ فيصبح اليهود الذين صلبوه في الجنة !!؟؟))).

 

6- يقول النصارى الدليل على الألوهية قول السيد المسيح:(«أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ)

( يوحنا 14 : 5 قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» 6  قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.)

الرد :

إن أي نبي مرسل من الله هو الطريق إلى الله تعالى , لقد كرر السيد المسيح تعبير "الذي ارسلني" 34 مرة في الأربع اناجيل , ولم يذكر مرة واحدة أي لفظ يميزه عن باقي الانبياء.

إن الطريق والحياة والقيامة ليسوا من أسماء الله تعالى , وإن الطريق ليس نهاية المطاف بل هو غاية ووسيلة للوصول إلى الله تعالى , ولقد بين السيد المسيح أن الطريق إلى الآب فقال " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" , فالسيد المسيح هو الطريق لمن أرسله .

لقد قال السيد المسيح:

( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.)

 ( يوحنا 20 : 17  قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«.....َقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)

 

7 – يقول النصارى الدليل على الألوهية قول السيد المسيح:( ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضا)ً.
( مرقس 2 : 27  ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.  28 إِذاً ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً». )

الرد :

علمنا أن كلمة رب تعني سيد أو معلم أو صاحب , وهي ترجمة "لورد" بالإنجليزية ( Lord) .
ولقد استنكر اليهود من أن تلامذة السيد المسيح يعملون في السبت المحرم العمل فيه, فقال السيد المسيح
( ابن الإنسان هو رب السبت أيضا" ) , وابن الانسان تكررت على لسان السيد المسيح في الأربع أناجيل 80 مرة, وتعبير ابن الإنسان هو التعبير المعتاد عن البشرية ونفي الألوهية , فلماذا كررها السيد المسيح كل هذا التكرار ؟؟. كررها لأنه يعلم من الله تعالى أنهم سيعبدونه باطلا" !! فقد قال :

( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )

وقال لهم ( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )

وقال لهم : ( يوحنا 20 : 17  قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )

 

هل عجز السيد المسيح طوال وقته ودعوته لمدة ثلاث سنوات من أن يصرح تصريحا" واضحا" , حتى ولو كان على الصليب كما يدعون , أو بعد قيامته كما يزعمون ؟
هل عجز في أي موضع أو أي وقت أن يقول أنا الله وسأصعد إلى الله لاننا أقنومان وثالثنا الروح القدس !؟
هل عجز أن يقول أنا رب العالمين ؟
هل عجز أن يقول أنا كلمة الله المتجسدة ؟
هل عجز أن يقول أنا أتيت من أجل خطيئة أدم ؟
ما الذي كان المطلوب أن يقوله أكثر من هذا لينفي الألوهية  ؟؟
( انا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه , وباطلا" يعبدونني , وإني أصعد إلى أبي
وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ, وأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ولاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. ).

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة.

 

ج . أفعال السيد المسيح ومعجزاته :

يقول الجانب المسيحي إن ألوهية السيد المسيح واضحه من أفعاله ومعجزاته فلقد قام بشفاء العديد من المرضى وإكثار الطعام القليل ليكفي الكثير من الناس وقام بإحياء الموتى .

وللرد سنتحدث عن ثلاثة نقاط :
الأولى : هل سبق لبعض الانبياء عمل معجزات مشابهة ؟

الثانية  : هل نسب السيد المسيح هذه المعجزات لنفسه أم قال أن الله هو الذي مكنه منها ؟
الثالثة  : هل هناك مواقف للسيد المسيح تؤكد عجزه وقصور قدرته ؟.


النقطة الأولى :

يرسل الله تعالى الرسل ويؤيدهم بالمعجزات الدالة على صدق رسالتهم وقد تم بالعهد القديم ذكر العديد من الانبياء أصحاب معجزات مشابهه لمعجزات السيد المسيح ولم تكن هذه المعجزات دليلا" على ألوهيتهم, وكمثال لذلك :
صبي كان ميتا وأحياه أحد انبياء العهد القديم ( أليشع ) حسب الكتاب المقدس:

( الملوك الثاني 4: 32  وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيِّتٌ وَمُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرِهِ.....35 ثُمَ قامَ وتمَشَّى في الغُرفَةِ، ذهابًا وإيابًا، وصَعِدَ السَّريرَ وتمَدَّدَ على الصَّبيِّ فعَطَسَ الصَّبيُّ سَبعَ مرَّاتٍ وفتَحَ عينَيهِ).

دعى أليشع لأعمى فشفاه الله :

(الملوك الثاني 6: 11 وصلَّى أليشَعُ وقالَ: ((يا ربُّ فَتِّحْ عينَيهِ لِيَرى)). ففَتَحَ الرّبُّ عَينَي خادِمِ أليشَعَ فرَأى ).

أكثر أليشع الطعام القليل : (الملوك الثاني 4: 44 فقَدَّمَ الخادِمُ لهُمُ الطَّعامَ، فأكلوا وفَضَلَ عَنهُم كما قالَ الرّبُّ.)

"إيليا" ( أحد أنبياء العهد القديم ) قد أحيا الموتى بإذن الله تعالى:

(الملوك الأول 17: 21-22 وتمَدَّدَ على الصَّبيِّ ثَلاثَ مرَّاتٍ وصرَخ إلى الرّبِّ وقالَ: ((أيُّها الرّبُّ إلهي، لِتَعُدْ رُوحُ الصَّبيِّ إليهِ)). فاَستَجابَ الرّبُّ لَه، فعادَت روحُ الصَّبيِّ إليهِ وعاشَ.).

جعل "إيليا" قصعة دقيق وخابية من الزيت لا ينفذان لأيام عديدة

(الملوك الأول 17: 14 فالرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ قالَ: قَصعَةُ الدَّقيقِ عِندَكِ لا تفرَغُ، وخابيَةُ الزَّيتِ لا تَنقُصُ إلى أنْ يُرسِلَ الرّبَّ مطَرًا.)

وجاء عن إيليا واليشع في ( الملوك الثاني  2 : 7  ووقف كلاهما بجانب الأردن ، وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء ، فانفلق إلي هنا وهناك فعبر كلاهما في اليبس )

وجاء عن حزقيال أنه أحيا جيشا" كاملا" ( حزقيال 37 : 1  كانت عليّ يد الرب فاخرجني بروح الرب وانزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما..... 10 فتنبأت كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على اقدامهم جيش عظيم جدا جدا ).

وموسى" عليه السلام من معجزاته شق البحر وتحويله العصى إلى ثعبان والماء إلى دم و ...ألخ.


ما سبق جزء صغير من الأمثلة الموجودة بالعهد القديم عن المعجزات التي قام بها الانبياء , ولم يدعي أتباعهم من بعدها أن هذه المعجزات هي دليل على الألوهية .

 

النقطة الثانية :

هل نسب السيد المسيح هذه الأفعال إلى نفسه وسلطته وقوته أم إلى الله !!؟؟

سنستعرض الموقف الوراد بانجيل يوحنا, عندما أخبروا السيد المسيح عن الميت ( الذي احياه بإذن الله تعالى ) , ما الذي فعله ؟ هل قال له قم من الموت ؟؟ ,  أم توجه إلى السماء ليدعوا الله ؟
الإجابة في النص التالي :

( يوحنا 11 : 41   فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42    وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43   وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً»  44  فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)

إلى أين توجه ببصره  ؟ ولمن كان يدعوا ؟ ولماذا كانت المعجزة ؟... راجع الفقرة السابقة ستجد ( لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». ) .أي ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم.

كذلك لقد نسب السيد المسيح سلطته أو قوته لله تعالى الذي اعطاها له فقال :

( متى 28 : 18 فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ )

فمن الذي أعطاه السلطان وقد قال: ( يوحنا 5 : 30  أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً..)

وقال ( متى 12 : 28 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ! )

وقال ( لوقا 11 : 20  وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. )

وقال ( يوحنا 5 : 19  فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ.).

وما الذي قاله الحواري بطرس عن السيد المسيح ومعجزاته؟ ‍:

( أعمال الرسل 2: 22 يا بَني إِسرائيلَ اَسمَعوا هذا الكلامَ: كانَ يَسوعُ النـاصِريُّ رَجُلاً أيَّدَهُ اللهُ بَينكُم بِما أجرى على يَدِهِ مِنَ العجائِبِ والمُعجِزاتِ والآياتِ كما أنتُم تَعرِفونَ.)

 

النقطة الثالثة :

سنذكر ثلاثة مواقف من العهد الجديد ينفيان ألوهية السسيد المسيح عن طريق بيان ضعف قدرته البشرية وعجزه المنافي لإدعاء الألوهية:

1- استولى الشيطان على السيد المسيح وأخذه ليجربه لمدة أربعين يوما" , ليتأكد من انه ابن الله أم لا ‍‍, وقال له اسجد لي فاعطيك ممالك الأرض  , فقال السيد المسيح للشيطان: لا ....لله وحده يكون السجود !!!.

والنص لا يحتاج إلى تعليق.

( متى 4 : 1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً». 4فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. )‍!!.


2- جاع السيد المسيح وهو في الطريق فرأى شجرة تين فذهب ليأكل منها هو والتلاميذ فوجدها فارغة لا ثمار فيها لأنه لم يكن أوان التين ( كان يجهل الأوان ولم يراها جيدا" من بعيد ) , فما الذي فعله ؟
!! .. قال لها لتكوني مثمرة طوال العام ؟؟  ....لا !!,.. قال لها لا يكون منك ثمر أبدا" فيبست الشجرة ‍‍!! .
فلو كانت عنده المقدرة وصحت الرواية لماذا لم يجعلها مثمرة ويحول المكان إلى حديقة لينعم تلامذته
!!  ؟؟. ولماذا لم يتركها ليستظل بها من يريد !!؟؟ .

تعليقات االنصارى على هذا الموضوع ( لأن السيد المسيح لا يستخدم لاهوته لصالح ناسوته ولكن يستخدمه للجميع , مثل موضوع أكثار الطعام !!!!!.)

والرد ولماذا لم يجعلها مثمرة للتلاميذ ؟ ولماذا مشى قبلها على الماء واستعمل لاهوته من أجل ناسوته في ذلك! ؟ ومن الذي قال لكم هذا التبرير ؟ ومن الذي ذكر لاهوته وناسوته وفي أي انجيل وردت ؟ .
رد أخر نصراني, لقد يبس الشجرة لأن الشجرة ترمز للغرور حيث تكون ذات شكل جذاب من بعيد ولكنها خاوية بدون ثمار ‍‍
…!!, سبحان الله , إن كان هو الخالق أو الذي تم به الخلق كما يقولون فلماذا خلق أشجار الزينة في العالم ولماذا.. ولماذا ..الخ. والحمد لله رب العالمين.

( مرقس 11 : 12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.)

 

3- السيد المسيح ترك الحواريين وذهب ليصلي ويتضرع إلى الله , وامتلأ عرقا" فأرسل الله  له ملاك ليقويه ‍!!.

( لوقا 22 : 41  وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42  قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43  وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44  وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)

 

قال الله تعالى : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً [الإسراء : 111]

 

د . أقوال وأفعال من هم حول السيد المسيح :

بالرغم من كافة الأدلة والبراهين السابقة , احيانا" تجد من يقدم اسبابا" للألوهية مناقضة لجميع أقوال وافعال السيد المسيح وسنرد بإذن الله تعالى على أشهرها :

1- يقول النصارى : ظهر السيد المسيح بعد حادثة الصلب, وأصر توما على التأكد من شخصيته, وعندما تأكد صرخ "ربي وإلهي" مما يؤكد ألوهيته .

( يوحنا 20 : 28 27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». 28أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». 29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».030وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.)

الرد:

أولا"  : الصيحة "ربي وإلهي" هي صيحة تعجب ودهشة وليست نداء , فهذه الصيحة من المعتاد قولها تعبيرا" عن الدهشة ( الله  ,  يارب , ياالله ), والتعبير باللغة الإنجليزية أصل الترجمة مشهور جدا"   " My God" بمعنى "يا إلهي" , ويقال عند اكتشاف شيئا" غريبا" غير متوقعا".

ثانيا"  : هل من المنطقي أن يكون الله أو الرب قضى معهم ثلاث سنوات ولم يتبينوا أنه هو الرب , هل هذا منطقي؟؟. وما الذي كان يفعله قبل أن يبدأ الدعوة ؟ (لوقا 3 : 23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً...)

وبالنسخ الإنجليزية ( ابتدأ يعلم .....Start teaching   ).

ثالثا"   : في النص "أجاب توما" , أجاب عن ماذا ولم يكن هناك سؤال ؟! أم كان هناك سؤال محذوف ؟؟.

رابعا"  : كلمة رب وإله لا يختصان بالله تعالى وحده حسب مفهوم العهد القديم والجديد كما ذكرنا من قبل.

خامسا": لقد صرح بطرس الحواري بعدها قائلا" : ( أعمال الرسل 2: 22 .. كانَ يَسوعُ النـاصِريُّ رَجُلاً أيَّدَهُ اللهُ بَينكُم بِما أجرى على يَدِهِ مِنَ العجائِبِ والمُعجِزاتِ والآياتِ كما أنتُم تَعرِفونَ.)

سادسا" : سنفترض جدلا" أن توما والتلاميذ اكتشفوا أخيرا" أن السيد المسيح هو الله !!, وذلك بعد عدة سنوات قضوها معه, ما الذي كان سيتم عمله بعد هذا الإكتشاف العظيم ؟؟.

بالطبع كان على  كاتب الإنجيل أن يبرز ويبين هذه اللحظة , لأقد اكتشفوا أن من معهم هو الله !!, مالذي كتبه في الفقرة التالية كاتب الانجيل ( المجهول ) بعد القول ربي وإلهي !!؟ ( يوحنا 20 : 30وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.) , لقد قال أنه كتب هذه لتؤمنوا أن يسوع هو ابن الله ( التي تحدثنا عن معناها رجل صالح بار , نبي.). فلم يكن هناك أي اهتمام بذكر أن الحواريين اكتشفوا الإله أو رأوه !!ولم يكتب لتعلموا أن المسيح هو الله المتجسد ليكفر عن الخطيئة وهو أقنوم من الثالوث وهو إله والروح القدس إله و...الخ.


وما الذي فعله التلميذ الذي صرخ قائلا" ربي وإلهي ( ويحاولون إظهار الموقف كما لو كان رأى الله أواكتشف أن من  كان معه هو الله !!) هل ذهب ليعلن للعالم أجمع أنه عرف الله أو اكتشف شيئا" ما !!؟؟؟ لا لقد ذهب ليصطاد سمك مع باقي التلاميذ !!.

( يوحنا 21 : 1 بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ وَابْنَا زَبْدِي وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً.).

أ

نلاحظ أن كتبة الاناجيل لم يكونوا من التلاميذ (الحواريين) , ونلاحظ عند قراة أحداث الصلب حسب العهد الجديد أن التلاميذ هربوا فور القبض عليه حتى أن احدهم جرى عاريا" !!.
( متى 26 : 56 ....حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا ).

( مرقس 15 : 50  فتركه الجميع وهربوا. 51 وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فامسكه الشبان.

52  فترك الازار وهرب منهم عريانا).

 

2- يقول النصارى : لقد تقبل السيد المسيح العبادة بأن سمح للبعض أن يسجدوا له, مما يعني أنه إله !!.

( متى 14 : 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!».)

( متى 15 : 25 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!»)

الرد :

أولا" : هناك سجود عبادة وسجود للتحية والتعظيم وهذا كان شائعا" عند اليهود وكان موجودا" بكثرة في العهد القديم ومن امثلته :

اخوة يوسف سجدوا له : ( تكوين 42 : 6 وكان يوسف هو المسلّط على الارض وهو البائع لكل شعب الارض.فأتى اخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم الى الارض).

لوط يسجد لملاكين ويقول لهما عبدكما : ( تكوين 19 : 1 فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض 2 وقال يا سيّديّ ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما..)

سليمان يسجد لامرأة( ملوك الأول 2 : 19 فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه..)

ابراهيم يسجد للشعب : ( تكوين 23 : 7  فقام ابراهيم وسجد لشعب الارض ...).

اولاد يعقوب يسجدون لعيسو (عمه ): ( تكوين 33 : 7 ثم اقتربت ليئة ايضا وأولادها وسجدوا.وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل وسجدا. ).

ثانيا" : إن كان السجود سجود احترام وعبادة فما معنى هذا ؟! : ( مرقس 15 : 19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ.).

( مرقس 14 : 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.)

ثالثا" : حسب إنجيل متى لقد سجد له المجوس , ولم يعتبروه إله ( متى 2 : 2...إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». )

رابعا": لمن كان يسجد ويصلي السيد المسيح !!؟

( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي.)

 

3- يقول النصارى جاء في رؤيا يوحنا أن يوحنا اللاهوتي سمع في رؤيته السيد المسيح يقول ما يثبت ألوهيته فقال : ( رؤيا 22 : 13  انا الالف والياء.البداية والنهاية.الاول والآخر.).

الرد:

سفر الرؤيا هو عبارة عن رؤيا رآها يوحنا , اثناء وجوده في جزيرة منعزلة , في الفترة من 100 إلى 110 ميلادية تقريبا" , وخلال هذه الرؤيا وصف اشياء غريبة منها أنه وجد حيوانات لها سبعة رؤوس وخروف له سبعة أعين وغيرها من الأشياء الغريبة , وتأتي الطامة الكبرى في أنه رأى خروف بجوار العرش وعرف أن هذا الخروف ( حسب الرؤيا) , هو رب الأرباب وملك الملوك وهو المستحق للعبادة وهو الذي يرعى المؤمنين .

(رؤيا 17 : 14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.)

( رؤيا 22 : 3  ولا تكون لعنة ما في ما بعد.وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه.)

فمن يقتنع أن السيد المسيح لم يعلن أنه إله طوال السنوات التي قضاها مع الحواريين , ثم جاء في الرؤيا أو في الحلم ليوحنا المجهول بعد واقعة الصلب بحوالي 70 عاما",  ليخبره أنه هو الإله في هذا النوع من الرؤى !! فليفعل ولا يلومن إلا نفسه.

قال الله تعالى :

وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [الكهف : 29]

 

 4- يقول النصار لقد كتب يوحنا في بداية الإنجيل في البدء كانت الكلمة والسيد المسيح هو الكلمة !

( يوحنا 1 : 1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.)

المعروف أن لفظ " الكلمة " أو "اللوجوس بمعنى العقل أو الحكمة " يطلق على السيد المسيح.

الرد :
أولا": العبارة غير مفهومة فإذا كانت الكلمة عند  الله كيف تكون هي الله !!؟

بالتعويض في العبارة بوضع الكلمة مكان الله ( طالما الكلمة هي الله ) نحصل على النص التالي :

في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله!!..ولا تعليق.

ثانيا"  :هذه الكلمات أو العبارة نسبت إلى يوحنا , ولم تكن من أقوال السيد المسيح.

ثالثا"  : أين الروح القدس ؟ وهو حسب الاعتقاد وقانون الإيمان إله متساوي معهم وله نفس القدرة.

رابعا" : إن كان يقصد يوحنا بهذا العدد أن يقول لنا أن ((عيسى والله هم واحد متساوٍ)),

فما الذي نفهمه من قول السيد المسيح في نفس الإنجيل :

( يوحنا 20 : 17  … إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
وقال لهم ( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )

خامسا" : من أين أتى يوحنا بهذا القول الفلسفي غير المفهوم ؟؟.. الإجابة من فيلسوف يهودي ينسب له هذا القول عاش في القرن الأول الميلادي في الاسكندرية ( يسمى فيليو السكندري ), وقاله متأثر بالفلسفة الأفلاطونية القائلة بأن الله أول خلق قام به هو خلق الحكمة ( اللوجوس ) , والحكمة هي التي خلقت الكون .

كتب وول ديورانت في موسوعة قصة الحضارة عن فيليو السكندري :

وكان فيلو فيلسوفاً أكثر مما كان رجل دين، وكان صوفياً . وكان الله في كتابات فيلو هو الكائن الجوهري في العالم، وهو كائن غير مجسّد، أزلي سرمدي.

وكان فيلو يتأرجح بين الفلسفة واللاهوت، وبين التجريد والتجسيد، ولهذا كان يفكر في العقل الإلهي مرة كأنه شخص وفي ساعة من ساعات نشوته الشعرية يسميه أول ما ولد الله"...... ويقول إنه عن طريق الكلمة كشف الله عن نفسه للإنسان.

ولقد كانت "عقيدة العقل الإلهي" التي يقول بها فيلو من الآراء ذات الأثر الأكبر في تاريخ التفكير البشري. ولرأيه هذا سابقات واضحة في فلسفة هرقليطس وأفلاطون، والرواقيين؛ وأكبر الظن أنه كان يعرف الآداب اليهودية التي نشأت في العصر القريب من عصره، والتي جعلت من حكمة الله بوصفه خالق الكون شخصاً محدداً مميزاً.

وكان فيلو معاصراً للمسيح ويلوح أنه لم يسمع قط عنه، ولكنه قد أسهم على غير علم منه في تكوين اللاهوت المسيحي.

ولقد حاول فيلو أن يوفق بين اليهودية والفلسفة الهلينية؛ فأما من وجهة النظر اليهودية فقد أخفق في مسعاه وأما من وجهة النظر التاريخية فقد أفلح، وكانت ثمرة فلاحه هي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا.

(موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 11– ص103-105- الهيئة المصرية العامة للكتاب. ,وعلى الانترنت ص3807-3809 في الرابطhttp://www.civilizationstory.com/civilization/)

 

ذكرت موسوعة جرويلرز :
"كان هيركليتوس Heraclitus أقدم المفكرين اليونانيين الذين جعلوا من المذهب العقلي مفهوماً أساسياً... ففي العهد الجديد، يعطي الإنجيل المنسوب للقديس يوحنا مكانةً أساسيةً للعقل. حيث يصف مؤلف الإنجيل بأن اللوجوس هو الله خالق الكلمة التي أصبحت جسداً في شخص يسوع المسيح. الكثيرُ من العلماء قد نسبوا جذور مفهوم يوحنا لأصول يونانية - ربما من خلال نصوص توسطت صفحات الإنجيل مستقاة من مؤلفات أناس مثل فيلو الاسكندراني Philo of Alexandria."

Grolier's encyclopedia

 

5- يدعي النصارى أنه جاء في القرآن أن السيد المسيح هو كلمة الله وروح منه مما يعني أنه هو الله !!

أحيانا" يلجأ الجانب النصراني للإدعاء أن ألوهية المسيح واضحة وجلية ومن الممكن اثباتها من القرآن !!, ربما يتعجب القارئ الكريم ولكن ( لاهوت السيد المسيح في القرآن ), هو اسم إحدى المواد التي  تدرس في بعض الكليات الأكليريكية !!!. وخلاصة المنهج الإدعاء بأن القرآن في ظاهره ينفي الألوهية , ولكن في باطنه يقول بألوهية السيد المسيح !!.وكمثال للأدلة الواهية التي يقدموها: 

أ- تم ذكر السيد المسيح بالقرآن الكريم ( عيسى ) 25 مرة ولم يأت اسم محمد( عليه الصلاة والسلام ) إلا 4 مرات !!, كما ورد اسم السيدة العذراء 31 مرة ولم يات ذكر أم محمد عليه الصلاة والسلام !!.
والرد أنه لو كان القرآن من عند محمد عليه الصلاة والسلام لوضع فيه اسمه واسم من يشاء من اقاربه واحباءه!! فهذا ليس دليل لكم بل دليل على مصداقية القرآن الكريم وأنه ليس من اختلاق محمد عليه الصلاة والسلام. ثم ما رأيكم أن إبراهيم عليه السلام ورد اسمه 63 مرة وموسى عليه السلام ورد اسمه 131 مرة هل يكون القرآن يخفي ألوهية موسى عليه السلام !!!!؟.

ب- جاءت آية في القرآن تقول : إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران : 45]  ,

فبذلك بين القرآن أن عيسى كلمة الله وروح من الله نفسه فيكون بذلك هو الله !!
و
الرد : جاء المعنى في التفسير الميسر
وما كنت - يا نبي الله - هناك حين قالت الملائكة: يا مريم إن الله يُبَشِّرْكِ بولد يكون وجوده بكلمة من الله
, أي يقول له: "كن", فيكون, اسمه المسيح عيسى ابن مريم, له الجاه العظيم في الدنيا والآخرة, ومن المقربين عند الله يوم القيامة.

 قال ابن أبي حاتم :" وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه"  قال : ليس الكلمة صارت عيسى ، ولكن بالكلمة صار عيسى  , ( ابن كثير ـ تفسير القرآن العظيم ).
 إنها الكلمة التي جاء بها جبريل إلى مريم ، فنفخ فيها بإذن الله فكان عيسى ـ عليه السلام ـ قال البخاري بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من شهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) ( رواه البخاري ـ كتاب الأنبياء حديث رقم 3435 ، ومسلم ـ كتاب الإيمان ـ باب من لقي الله وهو غير شاك 1/42) ، فقوله في الآية والحديث(  وروح منه)  كقوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ ..... ) [الجاثية : 13] أي : من خلقه ومن عنده ، وليست من للتبعيض كما تقوله النصارى .. بل هي لابتداء الغاية.
وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف ، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله في قوله: ( ...هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَة ....
[الأعراف : 73]، وفي قوله : (....وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ... [الحج : 26] ، أضافها إليه إضافة تشريف وتكريم .
فالكلمة
هي ناتج من كل متكلم متى يشاء التكلم ولا تكون هي نفس المتكلم, كما أن كل جسم له وزن والوزن لا يكون هو الجسم بل خاصية له أو صفة له.

بذلك عند القول "كلمة الله" فقد تم نسب صفة الكلام إلى الله تعالى وعند نسب الصفة إلى الله يكون الله تعالى متصفا" بهذه الصفة مثل "رحمة الله" و "مغفرة الله" .
وعندما يتم نسب شيء قائم بذاته
( ليس صفة ) مثل بيت أو كتاب أو روح أو ناقة يكون نسبها إلى الله تعالى , من باب التشريف والتكريم لها.

 

ولقد جاء لفظ الروح في القرآن الكريم معبرا" عن عدة اشياء منها :
1- الروح التي هي سبب الحياة :

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء : 85]

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29]

2- جبريل عليه السلام :

(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء : 193]

(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل : 102]

وروح القدس ( جبريل عليه السلام ) , هو الذي أيد الله تعالى به عيسى عليه السلام :

(......وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ..... [البقرة : 87]

3- الوحي :

يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ [النحل : 2]

4- التأييد :

قال تعالى عن المؤمنين ( ... أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة : 22]

 

فالتعبير "كلمة الله" لا يعني الله أو اقنوم والتعبير "روح منه" لا يعني أنه جزء منه .
ولقد جاءت آيات بينات محكمات تعارض أي محاولة للاستدلال بالقرآن الكريم فقد قال الله تعالى :

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة : 72]

 

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ [المائدة : 77]

 

العلاقة بين الله والرب !!
في الإسلام
: الله هو الرب. فالمسلم يعبد الله الذي هو الإله الحقيقي الخالق والمتحكم والمالك لكل شيء فهو نفسه رب العالمين , قال الله تعالى :  "  الحمد لله رب العالمين ."(2) الفاتحة.
{ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (102) سورة الأنعام
في المسيحية :

أتت أقوال بولس في العهد الجديد تنسب الربوبية للسيد المسيح , وبالرغم من أنه حسب قانون الإيمان " الآب إله والابن إله" , كذلك "لآب رب والابن رب" , لم يتم جمع إلهين في جملة ( عند الحديث عن الله والسيد المسيح ),

بمعنى أنه عندما يتم الحديث عن الله والسيد المسيح , لم يقل بولس "الإله أرسل الإله" , بل جاء القول "الإله ارسل الرب" , تهربا" من المعنى الذي سيفهم من أنه هناك إلهين منفصلين طالما أن إله ارسل إله ‍‍‍‍‍!!!!.

فجاءت التعبيرات الله ارسل الرب , الله أقام الرب من الموت .....الخ.

ومع أنه حسسب مفهوم النصارى "الله "هو ثلاثة اقانيم ( آب وابن وروح قدس ) , لم يكن من الصحيح أن يأتي القول "الله ارسل الابن " أو "الله ارسل الروح القدس ", فالأصوب لهم أن يقولوا "الآب ارسل الابن ", لأن الله هو نفسه حسسب مفهومهم آب وابن وروح قدس ‍‍, فكيف يرسل جزء منه ؟؟ , في هذه الحالة يلجأون للقول أن "الله" هنا لا تعني ثالوث بل تعني الآب فقط ‍‍!!.

لتوضيح اللبس والتناقض في العلاقة بين الله والرب :

1- الرب مات وأقامه الله من الموت !

(رومية 10 : 9 لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ.)

( العبرانيين 13 : 20 َإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، .،)

2- الله أعطى للرب سلطان ومجد وكرامة !!

( 2 بطرس 1 :17 لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً،... )

( 1 بطرس 1 : 21 أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً..)

3-   الرب يخضع لله !!
( 1 كورنثوس 15 : 28 وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. )

4 - الله أبو الرب
( 2 كورنثوس 11 : 31 اَللَّهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،..).

5- الرب جالس عن يمين الله !
( افسس 1 : 20  الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ،)
6- التداخل !

( أعمال 5 : 30 إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ.  31 هَذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيساً وَمُخَلِّصاً لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا.(  كما جاء ايضا" :

(1 كورنثوس 2 : 7 بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا 8الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ- لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ.).كما جاء أيضا" :

( 1 كورنثوس  8:  6 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ. ).

لذلك حسب العقيدة المسيحية من النصوص السابقة : الله الذي هو المسيح جالس عن يمين الله ولكنهم واحد , وأحدهم سيخضع للأخر ولكنهم متساويان , وقد رفع أحدهم الأخر إلى السماء ولكن لاتميز في قدراتهم , وقد أرسل أحدهم الأخر ولكن كل منهم إله , وأحدهم مولود من الأخر ولكن قبل الولادة كان كلاهما موجود , ومن له المجد تم صلبه وقتله, والله أعظم من المسيح الذي هو الله , والله يعلم موعد االقيامة ولكن المسيح الذي هو الله لا يعلمها , والمصلوب جاء ليكفر عن خطيئة أدم الذي لم يذكر اسمه , ولا يوجد إلا إله واحد ولكن الآب إله والابن إله والروح القدس إله , ولا يوجد إلا رب واحد ولكن هناك ثلاثة كل منهم رب , والإله الوحيد " الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ" أرسل الرب الوحيد " الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ ", وقال الرب عند الصلب ( مرقس 15 : 34 .. إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) ولما لم يجد مجيب له قال قبل أن يموت ( لوقا 23 : 46  وقال يا ابتاه في يديك استودع روحي.ولما قال هذا اسلم الروح). ومات !!! ولكن من أجل خطيئة أكل التفاحة من الشجرة !.

أما القاعدة الاساسية للإيمان فهي :

( فيلمون 2 : 14 اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15  لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ. (

 

كل الأقوال السابقة الموجودة بالكتاب المقدس والتي تتحدث عن السيد المسيح بالألوهية أو الربوبية لم تكن من أقوال السيد المسيح , بل أقوال نسبت إلى بولس ومن اليسير مراجعة الأقوال التي نسبت للسيد المسيح بالأعلى والتي تنفي الألوهية عن نفسه والإصرار على كونه بشرا" ورسولا" من الله تعالى.

 

ولكن كيف تم تأليه السيد المسيح ؟؟؟!!!

نقدم أولا" بعض الامثلة التاريخية عن معتقد تأليه الاشخاص والملوك في التاريخ اليوناني والروماني في عهد نشوء وازدهار المسيحية :
أثناء الحديث عن الاسكندر الاكبر كتب وول ديورانت:
وكان أكبر شاهد على ارتداده عن دينه أو على حسن سياسته هو جهره بألوهيته؛ وذلك أنه بعث في عام 324 (قبل الميلاد )إلى جميع الدول اليونانية,  يبلغها أنه يرغب في أن يعترف به من ذلك الوقت ابناً لزيوس - أمون. وصُدعت معظم الدول بما أمرت، ولم ترَ في الأمر أكثر من لقب صوري، بل إن الإسبارطيين المعاندين أنفسهم لم يخرجوا على الأمر وقالوا في أنفسهم: "فليكن الإسكندر إلهاً إذا شاء". ولم يكن تأليه إنسان ما، بمعنى لفظ الألوهية عند اليونان، ليرفع من شأنه كثيراً؛ ذلك أن الهوة التي تفصل بين الإنسانية والألوهية لم تكن وقتئذ واسعة كما أضحت في الأديان الحديثة. ولقد جمع كثيرون من اليونان بين الصفتين، ومن هؤلاء هبوداميا، وأوديب، وأخيل، وإجينيا، وهلن. كذلك كان المصريون يحسبون فراعنتهم آلهة؛... ولقد أكد كهنة سيوة، وديديما
Didyma، وبابل، وهم الذين يعتقد الناس فيهم أن لديهم مصادر خاصة يستقون منها أمثال هذه الأنباء، أنه من نسل الآلهة.

(موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 8– ص 533- الهيئة المصرية للكتاب.,وعلى الانترنت ص 2612  في الرابطhttp://www.civilizationstory.com/civilization/).

كتب وول ديورانت عن "كاليجولا" الامبراطور الروماني, الذي حكم من 37- 41 ميلادية .
وآخر ما لجأ إليه كالجيولا من العبث أن أعلن أنه إله معبود لا يقل شأناً عن جوبتر نفسه، وحُطمت رؤوس التماثيل الشهيرة المقامة لجوف وغيره من الأرباب، ووضعت في مكانها رؤوس للإمبراطور. وكان يسره أن يجلس في هيكل كاستر وبلكس ويتلقى عبادة الناس. .... وأقام هيكلاً لعبادته، وعين له جماعة من الكهنة، وأمده بطائفة من الضحايا.
(موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 10– ص 112- الهيئة المصرية للكتاب.,وعلى الانترنت ص 3349  في الرابط
http://www.civilizationstory.com/civilization/).

كتب وول ديورانت  عن " هدريان " الامبراطور الروماني الذي حكم  من 117- 138 ميلادية , والذي كان عنده خادم (غلام ) اسمه  أنتنؤوس. :
"وربما كانت الحقيقة أن الإمبراطور الذي لا ولد له قد أحب الغلام لأنه يرى أن الآلهة قد حبته به ليكون ولداً له.وفي هذه الرحلة وبينما كان هدريان في أوج سعادته مات أنتنؤوس في الثامنة عشرة من عمره- ويلوح أنه غرق في نهر النيل وحزن ملك العالم ؛ وأمر بأن يقام له هيكل على شاطئ النهر، ودفن فيه الغلام، وأعلن للعالم أنه إله. ثم أنشأ حول ضريحه مدينة هي مدينة أنتينوبوليس التي قدر لها أن تكون فيما بعد عاصمة من عواصم الدولة البيزنطية.
(موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 10– ص 413- الهيئة المصرية العامة للكتاب.,وعلى الانترنت ص 3653 الرابط
http://www.civilizationstory.com/civilization/).

 

كتب وول ديورانت عن رسائل بولس :

وقد احتفظت بهذه الرسائل الجماعات التي وجهت إليها وكثيراً ما كانت تتلوها على الناس جهرة، ولم يكد يختتم القرن الأول حتى كان الكثير منها معروفاً واسع الانتشار، فها هو ذا كلمنت الروماني يشير إليها في عام 97، ويشير إليها أيضاً بعد قليل من ذلك الوقت كل من أجناسيوس Ignatius وبوليكارب Polycarp؛ ولم تلبث أن دخلت في أخص خصائص اللاهوت المسيحي. ولقد أنشأ بولس لاهوتاً لا نجد له إلا أسانيد غامضة أشد الغموض في أقوال المسيح. وكانت العوامل التي أوحت إليه بالأسس التي أقام عليها ذلك اللاهوت هي انقباض نفسه، وندمه، والصورة التي استحال إليها المسيح في خياله؛ ولعله قد تأثر بنبذ الأفلاطونية والرواقية للمادة والجسم واعتبارهما شراً وخبثاً؛ ولعله تذكر السنة اليهودية والوثنية سنة التضحية الفدائية للتكفير عن خطايا الناس: أما هذه الأسس فأهما أن كل إبن أنثى يرث خطيئة آدم، وأن لا شيء ينجيه من العذاب الأبدي إلا موت ابن الله ليكفر بموته عن خطيئته . وتلك فكرة كانت أكثر قبولاً لدى الوثنيين منها لدى اليهود، ولقد كانت مصر، وآسية الصغرى، وبلاد اليونان تؤمن بالآلهة من زمن بعيد - تؤمن بأوزريس، وأتيس وديونيشس - التي ماتت لتفتدي بموتها بني الإنسان. وكانت ألقاب مثل سوتر (المنقذ) واليوثريوس Eleutherios (المنجي) تُطلق على هذه الآلهة، وكان لفظ كريوس Kyrios (الرب) الذي سمى به بولس المسيح هو اللفظ الذي تطلقه الطقوس اليونانية - السوريّة على ديونيشس الميت الُمفتدى، ولم يكن في وسع غير اليهود من أهل إنطاكية وسواها من المُدن اليونانية، الذين لم يعرفوا عيسى بجسمه، أن يؤمنوا به إلا كما آمنوا بآلهتهم المنقذين، ولهذا ناداهم بولس بقوله: "هو ذا سر أقوله لكم".
وأضاف بولس إلى هذا اللاهوت الشعبي المؤسى بعض آراء صوفية غامضة كانت قد ذاعت بين الناس بعد انتشار سفر الحكمة، وفلسفة افليمون. من ذلك قول بولس إن المسيح هو "حكمة الله" و"ابن الله الأول بكر كل خليقة، فانه فيه خلق الكل... الكل به وله قد خلق، الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل"، وليس هو المسيح المنتظر "المسيا" اليهودي، الذي سينجي إسرائيل من الأسر، بل هو الكلمة الذي سينجي الناس كلهم بموته. وقد استطاع بولس بهذه التفسيرات كلها أن يغض النظر عن حياة يسوع الواقعية وعن أقواله التي لم يسمعها منه مباشرة، واستطاع بذلك أن يقف على قدم المساواة مع الرسل الأولين، الذين لم يكونوا يجارونه في آرائه الميتافيزيقية. لقد كان في وسعه أن يخلع على حياة المسيح وعلى حياة الإنسان نفسه أدواراً عليا في مسرحية فخمة تشمل النفوس على بكرة أبيها والأبدية بأجمعها. وكان في وسعه فوق هذا أن يجيب عن الأسئلة المربكة أسئلة الذين قالوا إنه إذا كان المسيح إلهاً حقاً فلم رضي أن يُقتل؟ فقال: إن المسيح قد قُتل ليفتدي بموته العالم الذي استحوذ عليه الشيطان بسبب خطيئة آدم. فكان لابد أن يموت ليحطم أغلال الموت، ويفتح أبواب السماء لكل مَن نالوا رضوان الله.

(موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 11– ص 264-266- الهيئة المصرية العامة للكتاب.,وعلى الانترنت ص 3961-3963 الرابطhttp://www.civilizationstory.com/civilization/).

 

لذلك يعتبر بولس هو المؤسس الأول للديانة المسيحية بوضعها الحالي حتى أن مايكل هارت في كتابه (المئة الأكثر تأثيراً في التاريخ – The 100, a Ranking of the Most Influential Persons in History) يضع محمد عليه الصلاة والسلام في المرتبة الألى، ومن ثم بولس، وعيسى (عليه السلام) بعد بولس. وكحالة أغلب العلماء في الغرب فإنه يدرك أن بولس يستحق فضلاً أكبر من "المسيح" نفسه فيما يخص "المسيحية".

الخلاصة :

أمر عيسى (عليه السلام) البشرية خلال حياته التي قضاها على الأرض أن يلتزموا بدين موسى بشكل تام إلى نهاية الزمن بلا تساهل. ( متى 5 :17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. ) ولم يطلب منهم العبادة ولم يصرح إلا انه بشر رسول من عند الله تعالى .
جاء بولس الذي لم يقابل السيد المسيح وادعى أن تعاليمه تلقاها بالوحي : (
غلاطية 1: 11  فاعلَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ الّتي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ. فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ.)

اختلف بولس مع الحواريين تلاميذ السيد المسيح ووصفهم انهم مضللين ومنافقين (غلاطية 2 : 11وَلَكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُوماً. 12لأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ، خَائِفاً مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. 13وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضاً، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضاً انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ! 14لَكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيّاً لاَ يَهُودِيّاً، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟»)

خالف بولس وصايا السيد المسيح مناديا" بان المهم هو الإيمان وليس اتباع الوصايا

(رومية 3: 28 فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشَّريعةِ.)

( غلاطية 2 : 16  لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.).

حتى أنه خالف السيد المسيح فقال علانية من يختتن لن ينفعه المسيح في شيء !!

( غلاطية : 5 : 2  ها انا بولس اقول لكم انه ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا.)

اعترف بولس أنه كان قادراً وراغباً في كسب المعتنقين الجدد لديانته بشتى الوسائل المتاحة له:

(1كورنثوس 9: 20 فَصِرتُ لليَهودِ يَهودِيّاً لأربَحَ اليَهودَ، وصِرتُ لأهلِ الشَّريعةِ مِنْ أهلِ الشَّريعةِ وإنْ كُنتُ لا أخضَعُ للشَّريعةِ لأربَحَ أهلَ الشَّريعةِ........22..وصِرتُ لِلنّاسِ كُلِّهم كُلَّ شيءٍ لأُخلِّصَ بَعضَهُم بِكُلِّ وسيلَةٍ.)

(الأولى إلى كورنثوس 6: 12 كُلُّ شَيءٍ يَحِلُّ لي، ولكِنِّي لن أَدَعَ شَيئًا يَتَسَلَّطُ عليَّ.)

خصوم بولس من الحواريين كانوا يبشرون بـ"بشارة أخرى" ويدعون للإيمان بـالسيد المسيح كنبي فكانت أقوال بولس : (2 كورنثوس 11: 3-6 لكنِّي أخافُ أنْ تَزوغَ بَصائِرُكُم عَنِ الصِّدقِ والوَلاءِ الخالِصِ للمَسيحِ، مِثلَ حَوَّاءَ الّتي أغوَتْها الحَـيَّةُ بِحيلَتِها. فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُبَشِّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الّذي بَشَّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الّذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ الّتي تَلقَّيتُموها. لكُنتُم احتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ. ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ!.) , خصوم بولس الذين كانوا يبشرون بـ"بشارة أخرى" ويدعون للإيمان بـ"يسوع آخر". من الواضح أنهم كانوا على درجة عالية من الثقة عند الناس فقد اشار إلى هويتهم بكلمات ((ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ)) فالواضح انهم كانوا تلاميذ السيد المسيح .

عندما حصل اتباع بولس على السلطة والتأثير في روما قاموا بإدانة كل المخالفين في الرأي, كما تم اختيار رسائل بولس والاناجيل المتوافقة معها لتكون اساس العهد الجديد في القرن الرابع الميلادي.

تحتل أقوال بولس المكانة الأولى في التشريع المسيحي بالرغم من أن عيسى عليه السلام لم "يعرف" بولس أبداً, ومعلومات بولس عن عيسى كانت شحيحةً جداً لدرجة أنه لم يستشهد بأقواله مباشرة إلا مرة واحدة [الأولى إلى كورنثوس 11: 26].

 

نبوة السيد المسيح :

لقد قال السيد المسيح :  ( لوقا 4 : 24 : «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ. )

وقال لهم : ( يوحنا 5 : 37  وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. .....).

وقال لهم ( يوحنا 7 : 16  أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. )

وقال لهم ( يوحنا 13 : 16  اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. )

وقال لهم ( لوقا 4 : 43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)

وقال لهم ( يوحنا 14 : 28 لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. )

وقال لهم ( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )

وقال لهم :  ( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )

وقال لهم : ( يوحنا 20 : 17  قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
وقال لله وهو يناجيه :  ( يوحنا 17 : 3  وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
وقال لله وهو يناجيه : ( يوحنا 11 : 41-42
وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي , وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
وقال لله وهو يناجيه : ( متى 26 : 39
ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»....42 وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». )

و جاء في إنجيل لوقا ان المسيح بعدما أحيا الميت بإذن الله , قالوا ( لوقا 7 : 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ) .

وجاء  في ( متى 21 : 10  10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ». )

فهذه شهادة الجموع من حوله وشهادته عليه الصلاة والسلام, ولا ندري ما الذي كان عليه أن يقوله أكثر مما قال ؟! فأقوال السيد المسيح في العهد الجديد لا تخرج عن المعنى :

لا إله إلا الله , عيسى نبي الله ورسوله , أرسله الله تعالى رسولا" إلى بني اسرائيل وأظهر المعجزات على يديه ليؤمنوا بصدق نبوته .

قال الله تعالى : في سورة "مريم" عن "عيسى" عليه السلام انه قال :

قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (36) .

 

وقال الله تعالى :
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 19) فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران :19 -20]
وفي التفسير الميسر :

إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله, ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام, وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية, واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم, الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به. وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى, فتفرقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب; بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا. ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته, فإن الله سريع الحساب, وسيجزيهم بما كانوا يعملون.

فإن جادلك -أيها الرسول- أهل الكتاب في التوحيد بعد أن أقمت الحجة عليهم فقل لهم: إنني أخلصت لله وحده فلا أشرك به أحدًا, وكذلك من اتبعني من المؤمنين, أخلصوا لله وانقادوا له. وقل لهم ولمشركي العرب وغيرهم: إن أسلمتم فأنتم على الطريق المستقيم والهدى والحق, وإن توليتم فحسابكم على الله, وليس عليَّ إلا البلاغ, وقد أبلغتكم وأقمت عليكم الحجة. والله بصير بالعباد, لا يخفى عليه من أمرهم شيء.

 

والحمد لله رب العالمين.

عوده