شهادة القرآن للكتاب المقدس :

يقول النصارى أن القرآن الكريم شهد للكتاب المقدس بالصدق في مواضع عدة, !

والرد الشامل لكل الشبهات التي تثار من هذه الشاكلة هو:
إن كان النصارى يعتقدون أن القرآن الكريم ليس من عند الله تعالى وأن محمد ( عليه الصلاة والسلام) قد إفتراه فلا يصح أن يستشهدوا به ليثبتوا أن كتابهم صحيح, وإن كانوا يعتقدون بمصداقية القرآن الكريم فيجب عليهم الإيمان بكل مافيه ومنها نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام وما جاء في القرآن الكريم مثل: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران.
بالإضافة إلى أنه
قد ذُكر القرآن الكريم بكل وضوح أن الكتب السابقة تعرضت للتحريف في أكثر من موضع, وإثبات التحريف كما سبق في هذا الفصل من علامات صدق القرآن الكريم وصدق نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام, الذي بين منذ أكثر من 1400 عام أن اليهود والنصارى قد حرفوا كتبهم , وتثبت لنا الآيام الضياع والإضافات والاخطاء والاختلافات بين النسخ في الكثير من المواضع وباعتراف علماء الكتاب المقدس أنفسهم كما سبق بيانه.
فالتحريف الذي به هو دليل على صدق الاسلام و نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام .
 وقد ذكر القرآن الكريم أن ما تعرض له  الكتاب هو التحريف بالتغيير والإضافة والكتمان
.
فقال الله تعالى :
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (75) سورة البقرة

( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة: 46
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . آل عمران 78 .

ونتيجة لأن الكتاب المقدس تعرض للزيادة والنقص والتبديل لذلك هو يحتوى على كلام الله مختلطا" مع كلام الأنبياء مع كلام مؤرخين وكهنة بالإضافة لتغييرات الكتبة والنساخ عبر العصور. فلا يمكننا أن نقول أنه محرف بالكامل وذلك لأن فيه آيات تشريع وأخبار ذكرها الإسلام ووافقها.

وسنذكر أيضا" بعض المواضع التي يستشهدون بها عن جهل لاثبات عدم تحريف كتابهم والرد
عليها.
( ولا نعلم على  أي نسخة يدعون عدم التحريف أو أي ترجمة هي التي لم تحرف حسب وجهة نظر المدافعين عن الكتاب المقدس !!).

 

 

 

1- القرآن جاء مصدقا" للتوراة و الإنجيل كما في :
  َأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ  .... الآية ) 48 سورة المائدة.
الرد :  حسب ما جاء بمختصر تفسيرابن كثير للصابوني : {مصدقا لما بين يديه من الكتاب} أي من الكتب المتقدمة المتضمنة ذكره ومدحه، وأنه سينزل من عند اللّه على عبده ورسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم، وقوله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال ابن عباس: أي مؤتمناً عليه، وعنه أيضاً المهيمن: الأمين، قال: القرآن أمين على كل كتاب قبله. وقال ابن جريج: القرآن أمين على الكتب المتقدمة قبله، فما وافقه منها فهو حق، وما خالفه منها فهو باطل.
 تفسير البغوي
  "مصدقا" لما قبله من الكتب في التوحيد والنبوات والأخبار وبعض الشرائع " .


2- القرآن يطلب من النبي الإستشهاد بالكتاب المقدس مما يعني عدم تحريفه حتى ظهور الإسلام ! فيقول فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [يونس : 94] .

الرد : بقية الاية الكريمة التي لا يأتون إلا ببدايتها عند استشهادهم هي( لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ).

وفي مختصر تفسير ابن كثير للصابوني :
هذا شرط، والشرط لا يقتضى وقوعه، ولهذا جاء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "لا أشك ولا أسأل"..
وفي التفسير الميسر :
فإن كنت -أيها الرسول- في ريب من حقيقة ما أخبرناك به فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك من أهل التوراة والإنجيل, فإن ذلك ثابت في كتبهم, لقد جاءك الحق اليقين من ربك بأنك رسول الله, وأن هؤلاء اليهود والنصارى يعلمون صحة ذلك, ويجدون صفتك في كتبهم, ولكنهم ينكرون ذلك مع علمهم به, فلا تكوننَّ من الشاكِّين في صحة ذلك وحقيقته.

 

3- القرآن يطلب من أهل الإنجيل الحكم بالكتاب معنى هذا أنه لم يحرف !!
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة : 47]
الرد :  الآية التي قبلها : {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} (46) سورة المائدة
في مختصر تفسير ابن كثير للصابوني :
{وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل اللّه فيه} قرىء {وليَحكُم} أي وآتيناه الإنجيل ليحكم أهل ملته به في زمانهم. وقرىء {وليحكم} بالجزم على أن اللام لام الأمر، أي ليؤمنوا بجميع ما فيه وليقيموا ما أمروا به فيه وبما فيه البشارة ببعثة محمد والأمر باتباعه وتصديقه إذا وجد، كما قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ...الآية } (68) سورة المائدة}. وتفسير  الآية السابقة كما في المصدر السابق :
يقول تعالى: قل يا محمد: {يا أهل الكتاب لستم على شيء} أي من الدين حتى تقيموا التوراة والإنجيل، أي حتى تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنزلة من اللّه على الأنبياء، وتعملوا بما فيها، ومما فيها الإيمان بمحمد والأمر باتباعه صلى اللّه عليه وسلم والإيمان بمبعثه والاقتداء بشريعته، ولهذا قال ليث بن أبي سليم عن مجاهد في قوله { وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ }: يعني القرآن العظيم.

 

4- القرآن يشهد أن الذين أنزل عليهم الكتاب كانوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم فمعنى ذلك أنه لم يكن حُرف كما في الآية :
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (146) سورة البقرة
الرد : الضمير في قوله (يعرفونه) لا يعود على الكتاب بل على النبي (صلى الله عليه و
سلم) ؛ ففي تفسير الجلالين{ {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ } أي محمداً { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ } بنعته في كتبهم قال ابن سلام: (لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ومعرفتي لمحمد أشدّ(
ففي مختصر تفسير ابن كثير للصابوني :
يخبر تعالى أن علماء أهل الكتاب يعرفون صحة ما جاءهم به الرسول صلى اللّه عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده.

 

5- القرآن يذكر أن حكم الله موجود بالكتاب المقدس مما يعني أنه لم يحرف !!
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [المائدة : 43]
الرد :
كما ذُكر من قبل أن الكتاب المقدس يختلط فيه كلام الله تعالى مع كلام البشر وقد نزلت الآية في اليهود الذين ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليحكم في رجل وامرأة وقعا في الزنا , فأنزل الله تعالى الآية  السابقة التي تبين أن الحكم موجود عندهم في التوراة ولم يتغير من ضمن مابدل و تغير فيها . و الحكم موجود حتى الآن بسفر التثنية كما يلي.

التثنية 22 :22وَإِذَا ضَبَطْتُمْ رَجُلاً مُضْطَجِعاً مَعَ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ تَقْتُلُونَهُمَا كِلَيْهِمَا، فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكُمْ.23وَإِذَا الْتَقَى رَجُلٌ بِفَتَاةٍ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ آخَرَ فِي الْمَدِينَةِ وَضَاجَعَهَا، 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى سَاحَةِ بَوَّابَةِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا....
 في التفسير الميسر:
إنَّ صنيع هؤلاء اليهود عجيب, فهم يحتكمون إليك -أيها الرسول- وهم لا يؤمنون بك, ولا بكتابك, مع أن التوراة التي يؤمنون بها عندهم, فيها حكم الله, ثم يتولَّون مِن بعد حكمك إذا لم يُرضهم, فجمعوا بين الكفر بشرعهم, والإعراض عن حكمك, وليس أولئك المتصفون بتلك الصفات, بالمؤمنين بالله وبك وبما تحكم به.

 

6- القرآن يطلب من الرسول عليه الصلاة  والسلام سؤال أهل الكتاب !.

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 43]

الخطاب في بداية الآية للمفرد وهو الرسول عليه الصلاة والسلام , ثم تحول الخطاب للجمع فالمقصود به ليس الرسول عليه الصلاة و السلام كما في التفسير .

في التفسير الميسر:

وما أرسلنا في السابقين قبلك -أيها الرسول- إلا رسلا من الرجال لا من الملائكة, نوحي إليهم, وإن كنتم -يا مشركي قريش- لا تصدقون بذلك فاسألوا أهل الكتب السابقة, يخبروكم أن الأنبياء كانوا بشرًا, إن كنتم لا تعلمون أنهم بشر. والآية عامة في كل مسألة من مسائل الدين, إذا لم يكن عند الإنسان علم منها أن يسأل من يعلمها من العلماء الراسخين في العلم .

 

-------------------

بوجه عام كل الشبهات التي تثار من هذه النوعية, يكفي الرد عليها قراءة الآيات السابقة والتالية لها , والتأكد من الآية نفسها وعدم اخراجها عن سياقها, والتفاسير تبين وتفند بكل وضوح وبكل عقلانية ما قد يطنه البعض غير مناسب أو غير معقول وما يثار من شبهات واباطيل , وكمثال لاسلوب التلاعب في عرض مثل هذه المواضيع , ما كتبه القس "منيس عبد النور" في كتابه "استحالة تحريف الكتاب المقدس" تحت عنوان "شهادة القرآن للكتاب المقدس"  فقد كتب:

""و يعتبر القرآن الكتاب المقدس أنه كلام الله الذي لا يتغير " وأنزل التوراة و الإنجيل من قبل هدى للناس " آل عمران 3 ، "لا مبدل لكلمات الله" الأنعام 34.""  ( منيس عبد النور- استحالة تحريف الكتاب المقدس ).
ولنظر ماذا فعل بكلام الله تعالى في كتابه !

قال تعالى(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ( 3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [آل عمران :3- 4]

فقد ترك الجزء الأول "نزل عليك الكتاب بالحق" واقتطع منتصف الآية " أنزل التوراة والإنجيل" وترك الجزء الأخير "الفرقان".

فما هو الكتاب الذي انزله الله بالحق على محمد عليه الصلاة و السلام, والذي لم يضع القس الدكتور الجزء الخاص به في استشهاده !!؟  الكتاب هو القرآن الكريم كما يعرفه هو ويعرفه كل من يقرأ.

أما الجزء الثاني الذي اقتطعه ووضعه بجوار الجزء الأول المقتطع ليخدع به اتباعه فهو :
(....وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ..) [الأنعام : 34]
وقد استخرجها من الآية الكريمة :

وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ [الأنعام : 34]

وبداية الآية الكريمة ترد عليه, أما معنى الآية فحسب تفسير الجلالين :
(ولا مبدل لكلمات الله) مواعيده (ولقد جاءك من نبأ المرسلين) ما يسكن به قلبك.

وفي التفسير الميسر:
ولقد كذَّب الكفارُ رسلا من قبلك أرسلهم الله تعالى إلى أممهم وأوذوا في سبيله, فصبروا على ذلك ومضوا في دعوتهم وجهادهم حتى أتاهم نصر الله. ولا مبدل لكلمات الله, وهي ما أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مِن وعده إياه بالنصر على مَن عاداه. ولقد جاءك -أيها الرسول- مِن خبر مَن كان قبلك من الرسل, وما تحقق لهم من نصر الله, وما جرى على مكذبيهم من نقمة الله منهم وغضبه عليهم, فلك فيمن تقدم من الرسل أسوة وقدوة. وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.
وصدق الله العلي العظيم حين قال :

مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ.. [النساء : 46]

ففي تفسير الجلالين : (يحرفون) يغيرون (الكلم) الذي أنزل الله في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم (عن مواضعه) التي وضع عليها, وفي التفسير الميسر : من اليهود فريق دأبوا على تبديل كلام الله وتغييره عمَّا هو عليه.
وقال تعالى :  يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ .....0[المائدة : 41]

في تفسير الجلالين : (يحرفون الكلم) الذي في التوراة (من بعد مواضعه) التي وضعه الله عليها أي يبدلونه. وفي التفسير الميسر : يُبَدِّلون كلام الله من بعد ما عَقَلوه,وهو التحريف اللفظي.

 

كتب فخر الدين الرازى فى تفسير الأيه, فقوله تعالى " يحرفون الكلم عن مواضعه" إشارة إلى أن أهل الكتاب يذكرون التأويلات الفاسدة للنصوص التى عندهم و ليس فيه بيان أنهم يخرجون اللفظة من الكتاب، أما فى الآية الثانية فقوله تعالى "من بعد مواضعه " فهى دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة وكانوا يخرجون اللفظة من الكتاب ) - التفسير الكبير للرازى (..
وهذا ما يعرف إصطلاحا بين الباحثين الآن بنوعى التحريف:
1-
التحريف اللفظى ، أى إخراج و إدخال الكلمات من وإلى النص.
2- التحريف المعنوى، أى تأويل وتفسير النصوص
على غير معناها الصحيح .
فهذه شهادة القرآن الكريم فى وقوع الأمرين فى كتب اليهود والنصارى والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

عوده