دائرة المعارف الكتابية : حرفيا تحت سفر أيوب

 

سفر ايوب والأساطير :

         هناك ثمة عبارات فى سفر أيوب ، تبدو عليها مسحة أسطورية ، ويقولون : كيف تتفق هذه الإشارات الأسطورية فى السفر مع النظرة إليه كسفر من أسفار كلمة الله ؟

        وأكثر ما تظهر هذه العبارات ، عندما يتحدث المتكلم عن قوى الطبيعة كالعواصف والنيران والبحار ألخ، وكذلك فى الحديث عن عجائب المخلوقات والعوالم، وأيضاً فى الحديث عن ممارسات الديانات الوثنية، والحديث الأخير ورد مرة واحدة وسنتناوله هنا لإيجاز :

        "ليلعنه لاعنو اليوم المستعدون لإيقاظ التنين (لوياثان)" (أيوب 3 : 8)، وكأن أيوب يطلب من السحرة أن يلعنوا يومه، ويظنون أن فى ذلك إشارة إلى إيقـاظ الوحش البحرى الذى بحسب الأساطير البدائية كان يبتلع الشمس أو القمر فيحدث الكسوف والخسوف، وهو ما يتمشى مع القرينة، لأن أيـوب تمنى لو أن يوم مـولده قد هلك أو صار ظلاماً، ويبدو أن الفقرة الأخيرة من العدد الخامس تشير إلى الكسوف : "لترعبه كاسفات النهار" ، وليس فى هذا الأمر مشكلة لأن أيوب كان فى حالة اضطراب تعرض فيها للخطأ ، فاستخدم قولاً شائعاً تعبيراً عن آلامه النفسية، وكان يعلم جيداً أن الرب ينهى عن استخدام السحرة، وخطيته التى لا نكاد نجد لها مبرراً فى الحقيقة هى لعنته ليوم مولده متشككاً فى حكمة مقاصد الله كلي السيادة .

        لقد كانت أفكار أيوب وأصحابه مشوشة فيما يتعلق بعدالة الله، فكانت تصدر منهم أحيانا عبارات انسياقا وراء الآراء التى كانت شائعة فى عصرهم، ولكننا لا نجد شيئاً من ذلك فى أقـوال الله المدونـة فى الأصحاحـات 38-41، فهى خاليـة تماماً مـن مثـل هذه المزاعم الأسطورية.