الجزء الثالث      من مناظرة الأخ متعلم و مراسل بمنتدى الأقباط  

متعلم

(غريب)

01/10/03 11:32 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الثالثة بتاريخ 9 / 1

 

فهمت أنت من كلامى عن المواعظ أنى أعظك مواعظ إسلامية .. فهمت خطأ عزيزى مرسل .. لم أن أعظك بغرض هدايتك ، بل لم أطلق لفظ المواعظ أصلاً ، أنت سميت حديثى عن الآيات بذلك فتابعتك عليه ، إنما أنا أشرح لك آيات القرآن التى تعترض عليها ، لأبين لك خلوها مما اتهمتها به وسموها وعلوها فى نفس الوقت .

 

تسألنى عن العبر والمواعظ المستخرجة من الرواية القرآنية لقصة يوسف .. بينت لك بعضها سابقاً .. لكن إن أردت التفصيل فوضح لى .. حتى لا ترجع وتقول إنى أتحدث كثيراً .. فإن القرآن معانيه كثيرة .. وهذا معنى وصفه بأنه " قرآن مجيد " .

 

ولم تتهم الرواية القرآنية عفة يوسف عليه السلام ، ولن تستطيع أن تثبت ذلك أبداً ، بل كل الدلائل تعارضه بشدة ، إنما هى كالعادة دعوى بدون دليل !! .. وأما إثبات هم يوسف فقد بينته لك سابقاً .. ولم تستطع أنت الرد عليه .

 

وقد أوردت أنت تفسير الجلالين للآية .. وأكرر لك ثانية .. نحن لا نقبل كل رأى يرد فى أى تفسير .. حتى لو تبناه المفسر نفسه .. نحن نتحرى لديننا عزيزى مرسل !! .. بل يجب أن يتبع القواعد التى أخبرتك بها سابقاً .. سواء قاعدة التفسير أو قاعدة قبول أقوال أهل الكتاب .. فالعلماء عندنا يتفاوتون فى علمهم وفهمهم .

 

ثم أوردت ابن كثير واتهمته بالتخبط أولاً وسرد الخرافة ثانياً .. وابن كثير لم يتخبط ولم يضطرب كما فهمت خطأ ، إنما قال بأن هناك آراء عدة فى تفسير الآية .. فهو يحكى الآراء المتعددة وفقط .. وليس معنى ذلك أنه يقبلها كلها أو بعضها .. الرجل لم يتخبط . وأما سرده لما تسميه أنت خرافة .. فهو لا يختلف عن السابق فالرجل يورد ما روى وفقط .. ولا يتبنى أى قصة مما وردت لأنه لم يرد دليل صحيح عليها من قرآن أو سنة .. وأنصحك بمراجعة كلامى السابق عن قواعد التفسير وقواعد الأخذ عن أهل الكتاب ، حتى تفهم صنيع مفسرينا فى تأويل آيات القرآن .. رواية آراء السابقين شىء .. وتبنى رأى بعينه شىء آخر .

 

وتقول إن على المتهم الاتيان بأدلة براءته .. أخطأت عزيزى مرسل .. ليس على المتهم ذلك .. ولو فشل فى ذلك لما صح اتهامه بحال .. بل البينة على من ادعى .. البينة عليك أنت عزيزى مرسل .. أما أنا فيكفينى نقض أدلتك فقط حتى تطيش الدعوى وتذهب هباء .. وما فعله الأزهر فى موقعه هو نفس ما فعلته معك .. زدتك ببيان خطأ دعواك أصلاً بالرغم من أنك لم تقم عليها الدليل بعد .. فهو فضل منى معك .. أما لو عاملتك بالعدل فسألزمك بإثبات دعواك وأقف منتظراً .

 

وتقول إن دفاعى إلى الآن محاولات فاشلة .. إذن لماذا لم ترد على هذه المحاولات الفاشلة ؟! .. كالعادة عزيزى مرسل .. دعاوى .. دعاوى .. دعاوى .. أما أدلة فلا !!

 

وتتهمنى بأن ما قلته عن يعقوب عليه السلام أخذته عن موقع آخر .. وهى ليست تهمة عزيزى مرسل .. ولا أمنعك أن تنقل عن مواقع أخرى .. بشرط أن تفهم ما تأتى وتكون قادراً على الدفاع عنه .. وبالرغم من أنى صغت كل ما قلته هنالك بأسلوبى .. لكنى لا أزعم أنى أتيت به من عند نفسى .. بل أقول لك عزيزى مرسل لن آتى لك بجديد مطلقاً من عند نفسى .. كل ما تروجه من تهم ودعاوى موجودة فى كتبنا منذ زمن بعيد .. والرد عليها فى مجلدات عظيمة تفنى الأعمار فى تصفحها .. لا جديد عزيزى مرسل .. أنت تكرر ما قيل قبلاً ، وأنا أكرر الرد !! .. إنما صنيعى أنا وأنت فى التفهيم .. تحاول أن تفهمنى قوة دعواك وأحاول أن أفهمك قوة الرد .. لا أكثر .. لكن لا تحسبن أنك تقول دعوى لم يقل بها أحد قبلك .. ولا تحسبن أنى آتيك برد من عند نفسى .. بل أقول كما قلت لك .. كل الاتهامات والرد عليها فى القرآن !! .. ولكن إما على سبيل الإجمال أو التفصيل حسبما اقتضت حكمة الحكيم العليم !!

 

وأنا لم أخرج عن موضوعنا بإيراد قصة يعقوب عليه السلام ، فهى كما قلت لك إحدى الشخصيات الرئيسية فى النص التوراتى والقرآنى على السواء ، فكيف نهملها ؟ .. ومع ذلك لم تستطع أنت الرد عليها .. ثم تقول إنك لو صنعت مثلى وأوردت اعتراضك على كل آية وسورة لطال الأمر .. لم أطالبك بذلك عزيزى مرسل .. إنما أطالبك بإيراد كل اعتراضاتك على قصة يوسف فقط وهى سورة واحدة فقط من القرآن .. هذا أولاً ثم أطالبك ثانياً أنه فى حالة ردى على كل اعتراضاتك حول قصة يوسف أن تسلم لى أن مثال قصة يوسف لا ينفع للاحتجاج به على اقتباس القرآن من الكتاب المقدس .. ثم تذهب لتأتى بقصة أخرى أو موضع آخر للتشابه فأفنده لك .. وهذا لا يشمل القرآن كله ولا معظمه ولا حتى نصفه أو ربعه .. وهذا ليس فيه إطالة فما دمنا نخرج من كل مقارنة لموضع التشابه بنتيجة فقد استفدنا أنا وأنت .

 

أما أنت فتريد بعد أن ألقيت ما عندك أن تهرب لقصة أخرى .. لا عزيزى مرسل .. ليس بهذه الطريقة نبحث فى الدين .. إنه دين .. ولم يكن مقصدى من النقاش أبداً أن ألقى ما فى جوفى فى قصة يوسف وغيرها وكفى .. أبداً لم يكن يهمنى ذلك أبداً ولا أضيع وقتى فى ذلك .. إنما كان مقصدى أن أبين لك أنت خطأ منطقك ورأيك فى قصة يوسف أولاً .. ثم ما تختاره أنت بعد ذلك .. فتعرف ساعتها مقدار دعواك بالاقتباس !!

 

وأتعجب بعد ذلك من تناولك لبعض ما أوردته أنا عن شخصية يعقوب فى التوراة .. ألم يكن رأيك أنها خارج موضوعنا ؟ .. ما علينا .. المهم .. تبين لى أن اعتراضى على قسوة اليهود يناقضه قسوة المسلمين .. ولا أدرى هل ذلك تسليم منك باعتراضى على نص التوراة ؟ .. إنى أجده كذلك ! .. وطبعاً تريد منى أن أنجر إلى خارج موضوعنا للحديث عن آيات الجهاد وسلوك المسلمين إلى آخر ذلك .. لا عزيزى مرسل .. محاولتك فاشلة !! .. لن أنساق وراء استفزازك .. بعد أن نعرف مقدار دعواك بالاقتباس ، اعقد موضوعاً عن الجهاد فى الإسلام وقسوته .. وساعتها سأناقشك فى ذلك إن شاء الله وقدر .

 

ركز فى الموضوع عزيزى مرسل .. لا تتشتت !!

 

وكلامك عن شريعة العين بالعين والسن بالسن غريب .. أو لو كان الله حرم الزنا على إبراهيم ، كان يجب ألا يحرمه على موسى ، وإلا اتهمنا موسى بالاقتباس ؟! .. خطل وخطأ فاضح .. ثم هل أخفى القرآن أن ذلك لم يرد فى التوراة ، لم يخفى ذلك .. بل قال : " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس .. " .. واعذرنى عزيزى مرسل إن الضحك ينتابنى كلما قرأت اعتراضك على هذه الآية .. فأتصور أن رجل جاء يقول لك " أخوك قال : المطر بالخارج " .. فتهيج أنت وتقول : " لا .. هذا ليس كلامك .. إنه كلام أخى !! .. من أين جئت بأن المطر بالخارج .. أخى قال ذلك !!! .. " .. إنه رد مضحك يثير الضحك طبعاً .. الرجل يقر لك بأنه كلام أخيك بل هو ينقله لك صراحة .. لكن .. هل تعرف حقاً من الذى ينقل ولا ينسب الكلام لقائله عزيزى مرسل ؟ .. سأخبرك بسر .. لقد فعل المسيح ذلك !! .. ولن أذكر لك أين ذلك حتى لا تتهمنى بالخروج عن موضوعنا !!

 

وقد ادعيت أنت أن " نسب الخطية ليعقوب لا يطعن فى صحة النص التوراتى .. " .. بل يطعن عزيزى مرسل .. فكيف يرسل الله لنا بشر خطاؤون ليهدوننا بوحى من عنده .. ألم يجد أفضل من هؤلاء لكى يهدينا على أيديهم ؟ ثم ممن نأخذ القدوة إذا كانوا هم لا يفعلونها ؟ .. عندما يريد المدرس أن ينصب تلميذاً على الفصل حتى يكتب أسماء المشاغبين ، فإنه يختار أفضلهم وأحسنهم .. الله عز وجل عندما يريد هدايتنا يختار هؤلاء ؟! .. لو اتهمتك بشىء مما وصفت به التوراة يعقوب لهجت وثرت ؟! .. ولو اتهمت أباك بذلك لربما قتلتنى إذا وصلت إلى ؟! .. أما أن ينسب ذلك للأنبياء فلا شىء فيه !!

 

ثم إن معاصى الأنبياء يجب أن تليق بمقامهم .. وإلا فما فائدة مقام النبوة ؟ .. وما فائدة تمييز ( النبى ) أصلاً ؟

 

ثم إن الله يجب ألا يقرهم عليها ، بل يستدركهم ويبين الحق ؛ لأنهم مركز قدوة للمؤمنين .. فهل وبخ الله يعقوب على فعل قبيح فعله فى التوراة ؟ .. لن تستطيع إثبات ذلك عزيزى مرسل .. هل تسمعنى .. أنت عاجز عن ذلك !!

 

ثم أى فائدة يجنيها المؤمن من ذكر زنا الابن بسرية أبيه وسكوت الأب والرب عن ذلك ؟ .. هل ذلك يزيد فى الإيمان ؟!

 

ثم ادعيت أن القرآن تجاهل خطايا الأنبياء إلا الزنا لأن الرسول كان يسر بذلك .. تريد منى طبعاً أن أغضب وأنجر لموضوع آخر .. العب غيرها .. بل أقول : كما عودتنا عزيزى مرسل .. دعاوى دون دليل !! .. وأنا أطالبك بالدليل على دعواك .. ولن تستطيع الإتيان به !! .. هل تسمعنى عزيزى مرسل .. لن تستطيع ـ لقد مللت هذه العبارة !! ـ الاتيان بأى دليل !! .. أين هى حالات زنا الأنبياء التى أتى بها القرآن ليسر محمداً بها ؟

 

لقد كان من مصلحة محمد الاتيان بها عزيزى مرسل .. كان من مصلحته ـ وهو النبى الكذاب ـ أن يقلل من شأن الأنبياء السابقين ليعلى من شأنه .. لكنه لم يفعل .. بل أورد حسناتهم واعتذر عن سيئاتهم .. وأعلى شأنهم .. ومدحهم وأمر باتباعهم وخلد ذكرهم .. ولعن من نسب إليهم النقائص وشوه صورهم .. إن كان أتى بالقرآن من عنده حقاً !!

 

لكن إن أردت كتاباً مغرم كاتبه بحالات الزنا عن الأنبياء وغيرهم .. فلن أحرمك أبداً من ذلك .. اقترب حتى لا يسمعنا أحد .. هل تعلم أين تجد ذلك عزيزى مرسل ؟ .. لن أجيب حتى لا تغضب !! .. ولكن الكتاب شيق بحق إنه لا يورد حالات زنا وفقط إن فيها حالات زنا محارم .. هل تعلم اسم الكتاب ؟ .. ليس ذلك وفقط بل يورد بعض التفصيلات أيضاً .. ألا تريد أن تعلم اسمه ؟ .. بل فيه وصف جسدى شبق أيضاً .. أما زلت لا تريد معرفة اسمه ؟ .. لن أجيب حتى لا تغضب !! .. لن أذكر اسم الكتاب ولن أذكر تأثيره على الشعوب المؤمنة به .. لن أذكر شيئاً عن ذلك !!

 

جنبنا الله السوء والفحش فى القول والعمل .

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/10/03 02:11 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

متعلم

 

سلام لشخصك

 

ارجوا منك توضيح قولك " الأحاديث النبوية فنحن نؤمن أنها صيغت بأسلوب بشرى ، على أن معانيها هى وحى من الله " ... ماهو الأهم عندك ، فحوى الكلام وروحه ، ام اسلوبه وبلاغته ؟

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/10/03 03:51 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

انتهيت الأن من قراءة رسائلك ...

 

سريعا بالنسبة للجمل الأخيرة ...

 

اعرف اسم الكتاب جيدا ، اسمه الكتاب المقدس ... الذي يخبرنا عن نجاسة قلب الأنسان وكثرة شروره ... يخبر عن الخطية في قلب الأنسا ن ويخبر عن دينونة الله العادلة لها ...

 

ولكني اعرف كتابا اخر ياسيد متعلم ، كتاب عجيب وغريب ... لاأدري اذا كنت تعرف اسمه ، ولكني ساسهل عليك الأمر ... هذا الكتاب يسمى " ... الكريم " لأنه كريم في تقديم النجاسة للأنسان ... يقدم له الزنى والتمتع والنكاح ويبرر لكاتبه ان ينكح ماشاء من نساء وكل امرأة تقدم له نفسها عليه بتلبية رغباتها ... والقباحة في ذلك ، ان اله هذا الكتاب لايدين هذه الأعمال بل يشجعها ويبارك بها كاتب الكتاب فيعطيه قوة اربعين رجلا على الجماع ويعطيه ان يملك اربه ويسمح له بالتزوج من فتاة عمرها ست سنوات ، ولكن هذا الأله الرحيم لايسمح لنبيه ان يولج اربه فيها لأنها صغيرة فيسمح له بالتفخيد لها حتى تبلغ سن التاسعة من عمرها فيدخل عليها ... المشكلة ... انه يبارك هذا العمل ولايدينه ... هل تلاحظ معي الزنى الشرعي ... قد تعرف اسم هذا الكتاب ياسيد متعلم ولكنك لاتعرفه ... هل تفهم قولي ؟

 

الكتاب المقدس يذكر خطايا الأنبياء ولكنه يدينها ويقاصصهم عليها ... اما الكتاب الكريم في النكاح والقتل والأرهاب فيسمح بالنجاسة ويباركها ويعطيها غطاءا شرعيا ...

 

الجواب على بقية كلامك يأتيك لاحقا ... اما هذا فكلام ع الماشي... لاتدق الباب حتى ماتسمع الجواب ... وبعدك بتقول لي العب غيرها ؟! انا شايف انك بتوقع باللعبة بسهولة ...

 

تحياتي

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات       

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/10/03 10:04 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

متعلم

 

اعود اليك من جديد

 

انا من اصول غير عربية ... لغتي الأولى هي الألمانية ... درست العربية في المدرسة حتى الصف السادس الأبتداءي ... اما لغتي الأم فهي السريانية ...

 

 

تقول (لن تستطيع أبداً أن تثبت أن القرآن فى قصة يوسف عليه السلام قد أتى بعبارة واحدة ليس لها فائدة))

 

اوردت لك قبلا ماهو غير مفيد وخرافي ولايتوافق مع العقل والمنطق ... كلام مفبرك لاأصل له في الرواية الأصلية سمعه الرسول عن بعض اليهود ثم صاغه بلغته واعطاه رونقا اخر... ستطلب مني الدليل على كلامي ، اليس كذلك ياسيد متعلم ؟ دليلي ان هذا الرسول الذي اتي بهذا الوحي له مغالطات كثيرة وقد أخذ روياته عن المخرفين من اليهود ممن عاشرهم وتعلم منهم ... وستقول لي ، اين الدليل ؟ اقول لك : الدليل هو ان الرسول اتى بروايات معروفة في الخرافات والأساطير الوثنية ووضعها في قرآنه وقد اوردت البعض منها في هذا الموضوع وغيره " مصادر القرآن ... خرافات اليهود " و " مصادر القرآن ... اساطير الأولين " ... كما تكلمنا عن ورقة بن نوفل وعلاقته بالوحي القرآني ... والكلام يكثر لدينا عن هذه العلاقة وسنعود اليه ... فأذا كان القرآن قد حوى على الخرافة الوثنية في سوره وآياته فهذا دليل قطعي على اقتباسه من الغير ، فأنت هنا لاتقدر ان تتحجج بالوهية النص القرآني وتقارنه مع النص الخرافي الأصلي لأن مصدر الأثنين غير الهي ...

 

ياسيد متعلم ارجوا ان لايغيب عنك الحق الثابت في المسيحية وهو ، " ان الشيطان ملاك من نور " ولو جاء الشيطان بهيئته الحقيقة لما نجح في مسعاه ... وطبعا ستقول لي هات الدليل على كلامك ...اقول : الدليل يكمن في معاداة هذا الرسول لأهل الكتاب المؤمنين والمطالبة في قتلهم واستعبادهم ... ومن هو الذي يطالب بقتل عباد الله الا الشيطان وأولاد الشيطان ؟؟؟ لماذا اهل الكتاب بالذات ... لماذا لاتدع الناس في حالهم يارسول الله ... لماذا كنت تمدح بهم في البداية ولما استقويت بدأت باضطهادهم ؟؟؟

 

كيف نؤمن بكلام يقال انه الهي وقائل هذا الكلام يرهب الناس ويطالبهم ان يختاروا بين الأيمان به او قطع الرقاب ؟! كيف تريدنا ان نؤمن بقصة يوسف القرآنية وهي منزلة من ملاك مبهم شرير يدعى جبريل ، لاأسمه ولا اقواله تتفق مع كلمة الله ووصايا الله ... كيف تريدنا ان نؤمن بقصة يوسف القرآنية ، والرسول الذي قالها لايشرف في سيرته وأخلاقه ؟! ... رفضنا للقصة وتهمتنا للرسول بانه اقتبسها عن اليهود ومزجها بالخرافة واعطاءها رونقا جديدا لم يأتي من فراغ كما قلت لك مسبقا ، نحن نبني حكمنا في الأقتباس على اسس عديدة وأهمها ، ان محمد ليس بنبي ولارسول ، وعليه فأن مانطق به ليس وحي وانما اقتباس وفبركة ... وهذا لاينطبق فقط على قصة يوسف فقط ... فأنا لااؤمن بأن المسيح تكلم في المهد لذات الأسباب ... ولاحظ معي تحذير كلمة الله لنا في العهد الجديد "

غلاطية 1:8 ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما( أي باطلا)."

" غلاطية 1:9 كما سبقنا فقلنا اقول الآن ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما.

 

فأرجوا ان تكون الرؤيا قد توضحت لك الأن ، وان تكون قد ادركت ان رفض المسيحيين لنبوة محمد والهية قرآنه لم يأتيان هكذا من فراغ ... لقد فضلوا ان يموتوا بحد سيفه على ان يعترفوا به نبيا من عند الله ... لأنه ليس فيه من اوصاف النبي بشيء وليس له مايؤكد وحيه الا السيدة خديجة وورقة بن نوفل ...

 

وستقول لي ، ان هذا المقياس في الحكم باطل لأنني احكم على صحة القرآن ومصادره من منظار الكتاب المقدس ...اقول : هذا حقي لأني مسيحي واحكم على القرآن من خلال كتابي وتعاليمي وعقائدي ... ستقول : ان هذا ليس من العدل والحق لأسباب عديدة منها ، علي اولا ان اثبت صحة كتابي وعقائده ومن ثم يصلح لكي يكون مصدرا للحكم على غيره ومقياسا نتبعه ... وهنا لايبقى لي الا خيارين لاثالث لهما ،فأقول :اما ان الجأ الى قرآنك لكي اثبت لك صحة كتابي وصدقه وأحكامه، او ان اضع كتابي جانبا و التجىء الى العقل والمنطق والضمير لأنزال الحكم في القرآن ...

 

وهنا اعود مكررا الى مثال المهاتما ، ولاأعتقد بانك اطلعت عليه قبلا لأنه من اختراعي وينشر هنا للمرة الأولى ولم يعطى لأحد بعد حق نشره ، ... تقول ( ان هذا المثال فاسد ولايخدمك .. لأن القرآن أخبرنا أنه ليس بعده كتاب.. .. وأخبرنا أن ليس بعد النبى محمد عليه الصلاة والسلام نبى ..)) اقول : ان هذا العمل شبيه تماما بما فعله رسول الأسلام ... لآن لاكتاب بعد الأنجيل ... ولاجاجة لنبي بعد المسيح الذي صرح بأنه سياتي بعده انبياء كذبة ... وتقول ( .. فإن كان هذا الرجل يؤمن أن القرآن أنزله الله .. نقول له كذبت لأن القرآن الذى تؤمن أن الله أنزله قال بخلاف دعواك ..)) وارد عليك بالقول : اذا كان محمد يؤمن ان الكتاب المقدس انزله الله ... نقول له " ..." لآن الكتاب المقدس الذي تؤمن ان الله انزله قال بخلاف دعواك يامحمد ، لابل انك ناقضت كل احكامه بأحكامك التي جئت بها ... وتقول : (( وإن كان الرجل يدعى أن القرآن لم ينزله الله أصلاً .. نحتج عليه بمواضع التشابه ـ إن كانت موجودة كما تقول ، وإن كان التشابه فعلياً حقاً ـ ونقول له فلماذا تشابه كتابك مع كتاب البشر وهو سابق عليه ..)) وهذا ايضا رأيي يامتعلم ، فأقول لك : وأن كان محمد يدعي ان الكتاب المقدس لم ينزله الله أصلا ، او انه قد حرف ولم يعد يعرف له حق من باطل ، وحقيقي من مزيف ، ولم يعد يالأمكان استناد عليه ، فأننا نحتج عليه بمواضع التشابه ، فنقول له : يامحمد ، لماذا تشابه كتابك مع كتاب البشر وهو سابق عليه ... وهنا يرن في اذني صوت رسول الله وهو يلعن ويشتم المعترض ثم يأمر احد صحابته بقطع عنقه ... ولكنك يامتعلم انسان حضاري وديمقراطي ومنفتح اكثر من الرسول نفسه فلاترضى بمثل هذا العمل ولاتقف عند هذا الحد بل تتابع طبعا وتكلمنا عن منطقك في الحوار وكيفية الفصل والتمييز ...

 

لم تحكم بضمير صالح ياسيد متعلم ، فالعقل والمنطق والضمير والتاريخ والكتب والدين ... الكل يصرخ ويقول :" هذا اقتبس من ذاك " وانت تلتمس الدليل ... ودليل بحسب رغباتك وشهواتك ... وبالحق يصح فيك قول المسيح في معشر اليهود " يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل " ...

 

اعرف جيدا باي الأحاديث استدل ... ماترى انت انه غير صحيح وغير حسن عليك ان تأتي بالدليل على ذلك ومن ثم نستبعد الحديث ... ولكن اجمالا ماهو على صفحات الأزهر والشبكة الأسلامية وموقع الحيث فهذا ااخذ به ...

 

لم ترد على " عمران " او " عمرام " ليس لأن هذا خارج الموضوع ، بل لانك عاجز عن الرد ( اليس هذا اسلوبك معي ؟) لقد اعطيتك مثلا للتوضيح ولم اكن سالزمك بالرد لولا اسلوبك الذي تتبعه معي فتنسب لي الهروب لأني اتجاهل بعض كلامك ...هذه النقطة مهمة بالنسبة لي وساتبعها بغيرها لأنها توضح امور عديدة ...

 

ونعود الى دفاعك عن " همت به وهم بها " وابطله بالقول :

 

ان تفسير الجلالين يتوافق مع غيره من تفاسير... فقد قال الواحدي في كتاب البسيط إن المفسرين الموثوق بعلمهم المرجوع إلى روايتهم قالوا : إن يوسف همَّ بهذه المرأة هماً صحيحاً وجلس منها مجلس الرجل من المرأة ،فلما رأى البرهان رجع, وما يثبت هذا قوله :•لنصرف عنه السوء والفحشاء ...

 

كما ان ابن كثير لا يخالف الجلالين في تفسيره ...

 

يَقُول اللَّه تَعَالَى : إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَة فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَة فَإِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّائِي فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا وَهَذَا الْحَدِيث مُخَرَّج فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَهُ أَلْفَاظ كَثِيرَة هَذَا مِنْهَا وَقِيلَ هَمَّ بِضَرْبِهَا(!) وَقِيلَ تَمَنَّاهَا زَوْجَة(!) وَقِيلَ هَمَّ بِهَا لَوْلَا(!)... اذا ، فهو كان ينوي ان يفعل ، كان عازم على الخطأ لولا ... لولا ياسيد متعلم ، ولكن لولا ماذا ؟ وهنا التخبط والأقوال الخرافية والأستنتاجات البشرية التي سببهها النقص والغموض في الرواية القرآنية ... اذا كان ابن كثير لايعرف ماهو الصح من الغلط ، فمن اين عرفته انت يامتعلم ؟

(اذا لولا )أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبّه أَيْ فَلَمْ يَهُمّ بِهَا وَفِي هَذَا الْقَوْل نَظَر مِنْ حَيْثُ الْعَرَبِيَّة حَكَاهُ اِبْن جَرِير وَغَيْره وَأَمَّا الْبُرْهَان الَّذِي رَآهُ فَفِيهِ أَقْوَال أَيْضًا فَعَنْ اِبْن عَبَّاس وَسَعِيد وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن سِيرِينَ وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَأَبِي صَالِح وَالضَّحَّاك وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَغَيْرهمْ رَأَى صُورَة أَبِيهِ يَعْقُوب عَاضًّا عَلَى أُصْبُعه بِفَمِهِ وَقِيلَ عَنْهُ فِي رِوَايَة فَضَرَبَ فِي صَدْر يُوسُف وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس : رَأَى خَيَال الْمَلِك يَعْنِي سَيِّدَهُ وَكَذَا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِيمَا حَكَاهُ عَنْ بَعْضهمْ إِنَّمَا هُوَ خَيَال قطفير سَيِّده حِين دَنَا مِنْ الْبَاب وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ أَبِي مَوْدُود سَمِعْت مِنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ قَالَ رَفَعَ يُوسُف رَأْسه إِلَى سَقْف الْبَيْت فَإِذَا كِتَاب فِي حَائِط الْبَيْت " لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَة وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا " وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر الْمَدَنِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن وَهْب : أَخْبَرَنِي نَافِع بْن يَزِيد عَنْ أَبِي صَخْر قَالَ : سَمِعْت الْقُرَظِيّ يَقُول فِي الْبُرْهَان الَّذِي رَآهُ يُوسُف ثَلَاث آيَات مِنْ كِتَاب اللَّه " إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ " الْآيَة وَقَوْله " وَمَا تَكُون فِي شَأْن " الْآيَة وَقَوْله " أَفَمَنْ هُوَ قَائِم عَلَى كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ " قَالَ نَافِع : سَمِعْت أَبَا هِلَال يَقُول مِثْل قَوْل الْقُرَظِيّ وَزَادَ آيَة رَابِعَة " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا " وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ : رَأَى آيَة مِنْ كِتَاب اللَّه فِي الْجِدَار تَنْهَاهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ اِبْن جَرِير : وَالصَّوَاب أَنْ يُقَال إِنَّهُ رَأَى آيَة مِنْ آيَات اللَّه تَزْجُرهُ عَمَّا كَانَ هَمَّ بِهِ وَجَائِز أَنْ يَكُونَ صُورَة يَعْقُوب وَجَائِز أَنْ يَكُون صُورَة الْمَلِك وَجَائِز أَنْ يَكُون مَا رَآهُ مَكْتُوبًا مِنْ الزَّجْر عَنْ ذَلِكَ وَلَا حُجَّة قَاطِعَة عَلَى تَعْيِين شَيْء مِنْ ذَلِكَ فَالصَّوَاب أَنْ يُطْلَق كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى وَقَوْله " كَذَلِكَ لِنَصْرِف عَنْهُ السُّوء وَالْفَحْشَاء " أَيْ كَمَا أَرَيْنَاهُ بُرْهَانًا صَرَفَهُ عَمَّا كَانَ فِيهِ كَذَلِكَ نَقِيه السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ فِي جَمِيع أُمُوره " إِنَّهُ مِنْ عِبَادنَا الْمُخْلَصِينَ " أَيْ مِنْ الْمُجْتَبِينَ الْمُطَهَّرِينَ الْمُخْتَارِينَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَار صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ ."

 

ها هو المفسر الذي تعشقه وتعتز به يقف عاجزا عن فهم " همت به وهم بها " ... اذا كان تفسير الجلالين لم يعجبك ، واذا كان ابن كثير لايوافق على شيء ولايستنكر شيء ولسان حاله " هذا والله اعلم " من نسأل ياسيد متعلم عن التأويل الصحيح للأية ؟ العلنا ينبغي ان نسألك انت ؟

 

 

تقول :" ... فكتابنا ينضح بإلهية منزله فى كل سورة وفى كل آية .. قد تغضبك هذه الحقيقة أيضاً .. لكن ماذا أفعل ؟ .. إنها حقيقة(( !!

 

اقول : والقرد في عين امه غزال ! لايغضبني القول بقدر مايؤثر في الفكر الذي يقبل ويسلم بمثل هذا الكلام ... يؤسفني جدا وجود من يوصفهم كتابي العزيز بالقول " الشيطان اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا يضيء لهم انجيل مجد المسيح " ... ومواضيعي عن مصادر القرآن هدفها الأساسي تبطيل مثل هذه المزاعم وهدم كل ادعاء يقول بان القرآن كلام من عند الله ... ومن المفروض ان ارد مباشرة عليك الأن وأأتي لك من كل صورة ببضعة آيات تصرخ في وجهك وتقول : " انتبه يامتعلم ، هذه كلمات القى بها الشيطان على فم الرسول ولاعلاقة له بالوحي الألهي " ولكني لأاريد الخروج عن الموضوع الأساسي الأن وسأرجع لتذكيرك بكلامك هذا لاحقا بعد ان نكون قد تعدينا شوطا اكبر في المصادر القرآنية ووصلنا الى الوحي الخاص بالرسول ونساءه وصحابته ... الوحي الخاص بالنكاح واساليبه وطرقه ... طبعا هو كلام من عند الله ، ولكن أي اله ... اله ابراهيم واسحاق ويعقوب ،ام اله هذا الدهر ؟

 

واقول ايضا : اذا كان مقياسك للحكم في الوهية القرآن هو الأسلوب والبلاغة فأقول لك ، انه باطل لأنه الله لايهتم بالأسلوب بقدر مايهتم بايصال الحقائق الى الذهن البشري ... واذا قلت لي بالعبرة ، اقول واكرر ماردته على مسامعك قبلا ، حين يقتبس القرآن من غيره فأنه من غير المعقول والممكن ان يقتبس الحرف من غير معانيه ... لقد اقتبس هذه وتلك ولكن بنقصان وزيادة ... وله في هذا الأقتباس المغلوط اسبابا عديدة منها تم ذكرها ولاداعي لتكرارها ...

 

وتسالني :"هل بينت عدم إلهية القرآن ؟ .. لم تستطع .. وكل ما ذكرته أنت رددت لك عليه ولم تستطع أنت التعقيب .. أم هل بينت ما فى التوراة من لمسة إلهية ؟ .. لم تستطع ذلك أيضاً ... "

 

في الحقيقة لاأدري ماذا اقول ، لقد عجزت عن اثبات الوهية التوراة وفشلت بأن ابرهن على بشرية القرآن ، وبهذا صارت النصرة من نصيبك والهزيمة من نصيبي . يامتعلم يامتعلم ... هل تعي حقا ماتنطق به من كلام ؟ هل هذا كلام شخص يدعي قدرته على القيام بحوار متحضر وموضوعي ؟ اذا كنا حتى الأن لم نقطع شوطا في حوارنا يمثل 1 بالمئة مما نعزم النقاش به فكيف تدعي فشل الطرف الأخر في اقامة الدليل على دعواه ؟ بل كيف توهم وتخدع نفسك بانك اعطيت الدليل ... قلت واكرر على مسامعك الكلام ، الديل لايكون دليل الا اذا نفى هذه التهمة وابطلها ... ماتقدمه الى الأن هو مجرد تقديم أمثلة ... لاحظ تبريرك على الخرافة في قصة يوسف ... لاحظ تبريرك ل " همت به وهم بها "... لاتتباهى في ردودك بل دع القارىء يحكم فيها وفي قوتها ... وطبعا انا لاأنتظر منك ان تأتي وتقر بخرافة النص القرآني ولا أن تعترف بهزيمة ، فهذا من المحال ... كما اني لاأتبع اسلوب الأطفال الصغار واتهمك بالتهرب والهزيمة لأنك لم تأتي بقوة الحجة ...

 

 

، انا ارى انك تتعلق في الأوهام كثيرا وهو امر اختبرته مع غالبية من حاورتهم من المسلمين ، اذ يأتوا لي باي جواب من مواقعهم وردودهم ثم يقولون : " الحمد والمنة لله لقد ابطلنا التهمة " الأهمية تكمن في قوة الدليل ونفعه في الدفاع وابعاد الشبهة عن المتهم ايها المحترم ... لايوجد متهم الا ويحاول ان يقدم دلائل على برائته حتى لو ان جريمته واضحة المعالم لكل ذي عينين ، ولكن هل ينفع الدليل ؟

 

 

تقول (وقد وجدت أن كثيراً من بهاء القرآن يذهب عند الترجمة إلى هذه اللغات ، وفهمت لماذا لا يصح ترجمة القرآن))

 

اقول : لأن بهاء القرآن ومجده ( ان تواجد ) هو في حرف الكلام وليس في روحه ، وحين يضعف الحرف يضعف الكلام ... وهذا ليس كلام الله ، لأن كلام الله لكل البشر والأمم والشعوب والألسنة ولايحد كلامه ومعانيه حرف او ترجمة ... قلت لك : جرد القرآن من حرفه وسترى انه فارغ ...

 

وطبعا من الأفضل عدم ترجمته ... ومن الأفضل على الأنسان ان يقضي الدهر في تعلم العربية ( عربية القرآن ) ومن ثم يؤمن باله القرآن العربي ...

 

 

 

اما بالنسبة لشريعة العين بالعين والسن بالسن ، فأنا ايها المحترم لم أعير الأسلام في اقتباسها من اليهود ، وانما تعجبي كيف تقتبسون شريعة وتمارسونها ومن ثم تنتقدون ممارسة من اخذتموها منه لانه يمارسها ... اليس هذا منطق غريب ؟

 

 

لاتضحك علي كثير يامتعلم ... الضحك هنا قد يعبر على ضعف في الشخصية وعدم ايجاد الرد المناسب ، او قد يعني ايضا استخفافك بفكر الشخص الأخر وفي كلا الحالتين هو سلبي ...

 

 

((فكيف يرسل الله لنا بشر خطاؤون ليهدوننا بوحى من عنده .. ألم يجد أفضل من هؤلاء لكى يهدينا على أيديهم ... ))

اقول : عدم وجود افضل منهم لايعني بالتالي عصمتهم ، الأمور لاتقاس هكذا ...

 

وتقول ايضا : ((ثم ادعيت أن القرآن تجاهل خطايا الأنبياء إلا الزنا لأن الرسول كان يسر بذلك .. تريد منى طبعاً أن أغضب وأنجر لموضوع آخر .. العب غيرها .. بل أقول : كما عودتنا عزيزى مرسل .. دعاوى دون دليل !!))

 

تجاهل خطايا كثيرة بالطبع ولكن ليس كلها ... ولماذا من غير دليل ؟ القرآن ينسب الزنى الى يوسف كما تقدم من تأملنا في " همت به وهم بها " وليس من سبب يجعل الرسول يفتري بهذا على يوسف الا سبب اوحد وحيد ... اذا ان الرسول الكريم لم يستطع ان يؤمن بما يسمى عفة وطهارة ورفض تلبية متطلبات الشهوة ... ويقول عنه الحديث انه اذا رأى امرأة تمر فيشتهي النساء ثم يأمر ان يأتوه بأحدى نسائه فيجامعها ... وطبعا ، حين يروي الرسول قصة يوسف فهو يتخيل نفسه في موقف يوسف ومما كان سيفعله لو عرضت نفسها عليه ...

 

وقد ذكر ان داؤد اخطىء ، وخطية داؤد الكبيرة كانت زناه مع أمرأة غيره ، ولكنه يتجاهل الخطايا الأخرى لداؤد ومنها القتل ...

 

ثم تدعى فتقول : ((كان من مصلحته ـ وهو النبى الكذاب ـ أن يقلل من شأن الأنبياء السابقين ليعلى من شأنه .. لكنه لم يفعل .. بل أورد حسناتهم واعتذر عن سيئاتهم .. وأعلى شأنهم .. ومدحهم وأمر باتباعهم وخلد ذكرهم .. ولعن من نسب إليهم النقائص وشوه صورهم .. إن كان أتى بالقرآن من عنده حقاً(( !!

 

 

وأنا اسألك : هل ينكر الرسول ان الأنبياء خطاؤون حتى تتعجب انت وتنستنكر هذا ؟ اما انك تجهل التصريحات القرآنية بهذا الشأن او انك تعطيها تأويلا اخر ...

 

...

 

أخطأ نوح كما يستدل من سورة نوح 71 :24 29 إذ قال نوح : •وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً وقال بعدها •رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً... ثم قال إذ تحقق أنه أخطأ •رب اغفر لي فطلب الاستغفار لا يكون إلا عن شعور بارتكاب الذنب ...

 

أخطأ إبراهيم كما ورد في سورة الأنعام 6 :76 و77 •فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى القَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَ كُونَنَّ مِنَ القَوْمِ الضَّالِّينَ وهذا حصل له إذ رأى الشمس فإذا كان إبراهيم قال هذا وهو يعتقده فقد أشرك وإلا فقد كذب ،وكلاهما من الكبائر ...

 

وكما ورد في سورة إبراهيم 14 :41 •رَبَّنَا ا غْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ , هنا طلب إبراهيم المغفرة صريحاً له ولوالديه وللمؤمنين ...

 

وكما ورد في سورة البقرة 2 :260 •وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ...

 

هنا شك إبراهيم في قدرة الله ،والشك في قدرة الله من الكبائر... وقد ورد في الحديث •نحن أولى بالشك من إبراهيم ...

 

أخطأ موسى كما ورد في سورة القصص 28 :15 17 وفي سورة الشعراء 26 :20 وايضا الأعراف 7 :150 و151

,

أخطأ داود كما ورد في سورة ص 38 :24 و25 •وَظَنَّ - تيقن - دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ...

 

أخطأ داود إذ ارتكب خطيئة القتل والزنا كما هو مذكور بالتفصيل في التوراة في سفر صموئيل الثاني ص 11 و12 ولكنه عندما شعر بالجرم استغفر ربه فغفر له وكل هذا صريح في التوراة يغنيك عن أقوال المفسرين الطويلة المتضاربة ...

 

أخطأ سليمان كما ورد في سورة ص 38 :31 33 •إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بالعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الجِيَادُ قَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بالحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْنَاقِ ...

 

أخطأ يونس - يونان - كما ورد في سورة الصافات 37 :139 144 •وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الفُلْكِ المَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ المُدْحَضِينَ فَا لْتَقَمَهُ الحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الفعل أبق يدل على أن يونس عصى ربه ،والغرابة أنه عصاه حالة كونه •من المرسلين ومما يثبت عصيانه قوله •وهو مليم ومما يؤكد هذا قوله إنه استحق لأجل عصيانه أن يبقى في بطن الحوت •إلى يوم يبعثون لولا أنه كان من المسبحين أي طالبي المغفرة ...

 

والأن الى الرسول العربي نفسه في القرآن ...

 

فقد أخطأ محمد كما يستدل من سورة الفتح 48 :2 •لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيما ومن سورة محمد 47 :19 •وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِنَاتِ

 

ومن سورة غافر 40 :55 •وَا سْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ

 

ومن سورة النساء 4 :105 و106 •إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بالحَقِّ لِتَحْكُمَ بِيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً

 

فالآية الأولى تدل على أن محمداً أذنب من قبل هذه الآية ،وأنه سيذنب من بعدها ... الباب مفتوح ...

 

اسمح لنفسي ببضعة ايام استراحة في هذا الموضوع الى يوم الثلاثاء القادم حتى يتسنى لي المتابعة في موضوع التحريف في القرآن الشريف

 

تحياتي

 

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

متعلم

(غريب)

01/11/03 01:27 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الأولى بتاريخ 10 / 1

 

إجابة على سؤالك أقول : بالنسبة للقرآن .. مهم فحوى الكلام وروحه ، ومهم إعجازه البلاغى واللغوى .. لأن هذا الثانى داخل فى تحدى الله للإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن .. وأنت ترى أنه لم يكسر أحد هذا التحدى إلى الآن !!

 

جنبنا الله السوء والفحش فى القول والعمل .

 

خيارات      

 

متعلم

(غريب)

01/11/03 01:29 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الثانية بتاريخ 10 / 1

 

أرى ( مرسل ) عاد ثانية لأسلوبه العصبى .. لم تحتمل الهدوء قليلاً .. كم أحب شخصيتك عزيزى مرسل .. تسلس قيادها لمحاورها بسهولة !!

 

سألتك عن اسم كتاب وأجبت بأنه ( الكتاب المقدس ) .. والإجابة خطأ عزيزى مرسل !! .. لم أكن أتكلم عن الكتاب المقدس .. إجابتك خاطئة ولا جائزة لك !! .. حقاً لم أكن أتكلم عنه !! .. أعلم أنك تظننى الآن مراوغاً !! .. تقول إن لم يكن ذلك فى الكتاب المقدس ففى أى كتاب يكون إذن ؟ !! .. لكنى الحق أقول لك لم أكن أتكلم عن كتابك الذى تقدسه .

 

أما عن الكتاب الذى ذكرته فبالحقيقة لا أعرفه !!

 

ادعيت أنت أن ( الكتاب المقدس ) يذكر خطايا الأنبياء لكنه يدينهم ويقاصصهم عليها .. هل تمزح عزيزى مرسل ؟ .. هل قرأت كتابك جيداً ؟ .. هل آتيك بواحدة لم يحاسبهم الرب عليها ؟ .. ثم إن مستوى خطايا الأنبياء فى كتابك المقدس مستوى منحدر جداً من القتل والسرقة والكذب والغش والزنا والشرك !! .. وأنت ترى أن واحداً من عوام المسيحيين قد يموت ولا يرتكب كل ما تأثمه نبى واحد من المعاصى .. فأيهما أفضل إذن عند الرب ما دام الاثنان مؤمنين بنفس العقيدة ؟ .. وما فائدة النبوة إذن ؟ .. وما مدى رفعة قدرها ؟

 

جنبنا الله السوء والفحش فى القول والعمل .

 

خيارات      

 

متعلم

(غريب)

01/11/03 01:42 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الثالثة بتاريخ 10 / 1

 

ادعيت أنا من قبل بأنك لن تستطيع أن تأتى بعبارة واحدة فى قصة يوسف فى القرآن لا فائدة منها .. وبالفعل لم تستطع ولن تستطع !! .. وأنا أقرع سمعك بهذه العبارة كثيراً .. وكل مرة ادعيت أنا أنك لن تستطيع كنت تعجز بالفعل ولا تستطيع !! .. هل تعلم لماذا عزيزى مرسل ؟ .. هل تعلم سر ثقتى فى عجزك ؟ .. لأن كل أمر قلت لك فيه لن تستطيع .. لم يستطع قبلك أهل ملتك الإتيان به طوال أربعة عشر ألف عام .. فكيف ستستطيع أنت فيما عجزوا هم عنه ؟!!

 

وتقول إنك أوردت لى من قبل ما هو غير مفيد فى القصة .. كذبت عزيزى مرسل !! .. لم تورد لى من قبل ولا من بعد .. ولن تستطيع !! .. أما نقدك لقصة يوسف القرآنية فقد فندته لك تفنيداً .. ووقفت أنت مبهوتاً !!

 

وهنا نتوقف لنتعلم أمراً جديداً .. عندنا شىء اسمه ( دعوى ) ، وشىء اسمه ( دليل ) .. فمن السهل أن يأتى أى إنسان بالدعوى ، لكن ليس كل إنسان يستطيع أن يأتى بالدليل .. فلو قال رجل : سرقنى زيد .. فهذه ( دعوى ) .. ولن تسجن الشرطة زيداً من أجل تلك الدعوى .. ولن تطالبه بالأدلة على أنه لم يسرق .. لكن إذا وجدنا عند زيد شيئاً من مسروقات الرجل .. فهذا نسميه ( دليل ) .. وبدون هذا الدليل لا تثبت دعوى الرجل ويظل زيد بريئاً .

 

أما عزيزى مرسل فهو مسرف الدعاوى شحيح الأدلة !! .. ادعى كما شئت عزيزى مرسل لا مشاحة .. قل إن الإسلام خطأ والرسول خطأ والقرآن خطأ .. قل كيفما تشاء .. لكن ما لم تأت بـ ( دليل ) فلن يلتفت عاقل لكلامك وسيبقى هراء فى الهواء .

 

ثم تعود ثانية بعد ذلك لهرائك عن الجهاد فى الإسلام .. وأؤجل الكلام فى ذلك لأنه خارج عن موضوعنا .. أعلم أنك تعشق التشتت !!

 

وتستدل بآيتين من الكتاب المقدس على عدم تغيير البشارة ولو أتى بها ملك من السماء .. ما رأيك لو أثبتنا النسخ فى الكتاب المقدس ؟!!

 

ثم تبرر استخدام مقياسك فى جعل الكتاب المقدس حاكماً على القرآن بأنك مسيحى ومؤمن بذلك وبالتالى فهذا من حقك .. لا ليس من حقك عزيزى مرسل ! .. لأن هذا حقك حين تكون مع نفسك أو إخوتك المسيحيين .. أما حين تناقش من لا يؤمن بكتابك فلا وزن لإيمانك حينذاك .. العقل يقول ذلك !!

 

ثم تحاول أن تتمسك بصحة مثالك عن المهاتما هذا ـ أملك الأخير فى إثبات صحة مقياسك المضحك ـ بعد ما بينت لك بطلانه .. فتحاول أنت أن تشبه حالة القرآن بالكتاب المقدس فى إنكار النبوة من بعده .. وهى محاولة فاشلة ولا شك .. فالقرآن قالها صريحة أما كتابك المقدس فلم يقلها حتى بعد التحريف !! .. كما ادعيت أنت ألا حاجة لنبى بعد المسيح .. بل هناك حاجة شديدة عزيزى مرسل .. فما كان الله ليذر خلقه على الضلالة .. ما كان ليدع من يسبوه ويؤذوه ويقولون المسيح ابن الله ويعبدون مع الله إلهاً آخر .. " ما اتخذ الله من ولد ، وما كان معه من إله ، إذن لذهب كل بما خلق ، ولعلا بعضهم على بعض ، سبحان الله عما يصفون !! " .

 

وفى ردى على مثالك ضربت لك ثلاثة احتمالات للنبى الكذاب : الأول : إما أنه يؤمن أن القرآن من عند الله ؟ .. الثانى : أنه يؤمن أن القرآن لم ينزل أصلاً ؟ .. الثالث : أنه يؤمن أنه منزل لكنه حرف .. والحالة الثالثة هى التى تخص مقياسك الباطل .. وبينت لك فى ردى عليها أننا لن نحتج بمواضع التشابه .. فأتيت أنت هنا لتعقب بما لم تفهم !! .. أغفلت الحالة الثالثة وردى عليها ، وأخذت تشبه بالحالتين الأوليين ، مع أننا لا نؤمن بأن التوراة والإنجيل منزلين ولم يحرفا ، ولم نؤمن بأنهما لم ينزلا أصلاً .. فلا تندرج حالتنا مع الحالتين الأوليين .. بل مع الثالثة التى أغفلتها أنت .. عزيزى مرسل .. ركز قليلاً فى الكلام وأنت تقرأه .. أعانك الله !

 

ثم دخلت فى موضوع الأحاديث النبوية وتدعى أنك تعرف بأى الأحاديث تستدل .. والحق أنك لا تعرف عزيزى مرسل .. لا تخفى جهلك ولا تتملص منه .. أنا حاولت أن أعلمك ما ينفعك فلم تتعلم .. ونصحتك فلم تنتصح .. ولن تجدى هنا عصبيتك شيئاً .. سيبقى الحق كما هو .. أنك لا تعلم بأى الأحاديث تستدل !! .. واضح أنك بعيد عن علوم الحديث تماماً ولا تفقه فيها شيئاً وإلا ما قلت هذا الكلام .. وأنا أعلم أن هذا غريب عليك .. لأنكم لا تتحرون لدينكم عزيزى مرسل .. أى شخص يأتى ويقول لكم قال الرب ذلك تأخذوه .. كما فعل بولس وغيره .. ثم إنكم لم تعرفوا أنتم ولا غيركم التثبت فى نقل الأخبار .. إنما عرفتها أمتى وحدها عزيزى مرسل .. واقرأ كلام المستشرقين أنفسهم فى مدح أمة محمد فى اختصاصهم بهذا الأمر .. فالسند بينك وبين نبيك أو ربك منقطع .. أما أنا فسندى متصل .. السند بينك وبين مجمع نيقية بالكاد تستطيعون إثباته !! .. أما بين مجمع نيقية وبين مؤلفى الأناجيل فالسند منقطع باعترافكم أنتم !! .. ثم إن السند منقطع بين مؤلفى هذه الأناجيل وبين السيد المسيح .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

 

ثم ادعيت أنى لم أرد على ( عمرام ) لأنى عاجز عن الرد ، وتقول إنك تقلد أسلوبى .. نعم هو أسلوبى عزيزى مرسل !! .. أسلوبى أنى أقرع سمعك بهذه العبارة .. " لن تستطيع " .. وما من مرة قلتها إلا وصدقت ولم تستطع أنت الرد فعلاً بفضل الله وقوته .. أما ادعاء أنى لم أرد لعجزى .. فأنت تعرف الإجابة !! .. وما خذلتك من قبل بفضل الله تعالى !! .. لكنى ما زلت مصراً أنك بذلك تخرج عن موضوعنا وتواصل أسلوب الخطف والقفز .

 

ثم تخالف عادتك فى عدم الرد على كلامى .. وتحاول الرد على واحدة مختصة بموضوعنا .. وهو موضوع " هم " يوسف عليه السلام بامرأة العزيز .. وتحاول نصر كلام الجلالين بكلام للواحدى وابن كثير .. وبالنسبة للواحدى فأكرر نفس ما قلته فى الجلالين .. أما ابن كثير فلا يكفى تكرار كلامى بل لا بد أن أوضح لك ما جهلت .. ادعيت أن ابن كثير وافق الجلالين .. كالعادة تسرع وعدم فهم للكلام .. هل تستطيع الإتيان بالدليل على ذلك ؟ .. كالعادة .. لن تستطيع عزيزى مرسل ـ لقد مللت حقاً هذه العبارة !! ـ لن تستطيع أن تثبت موافقة ابن كثير للجلالين .. وبعد ذلك أقول لك : فى الحقيقة لا يهمنى وافقه أو خالفه ، إنما عندنا فى التفسير قواعد نتبعها وقد بينتها لك سابقاً باختصار .. وإن أردت التفصيل فأمرنى فقط وأنا به زعيم .. وما أوردته من أقوال فى تفسير ابن كثير إنما يرويها الرجل عن غيره لا يتبناها لنفسه .. حتى هذه لا تستطيع التمييز فيها ! .. أعانك الله !! .. سكوت الرجل عن استنكار الأقوال التى ينقلها لا يعنى تبنيه لها عزيزى مرسل ..

 

أما لفظة " الله أعلم " التى تنكرها عليه فهى من أدب المسلمين مع ربهم .. وليست شكاً وحيرة فى المعنى .. ولو راجعت تفسير ابن كثير نفسه لرأيته يكررها كثيراً حتى بعد انتصاره لحكم فقهى يراه .. فنحن المسلمين نتأدب مع ربنا ، لأننا مهما علمنا فـ .. "فوق كل ذى علم عليم " .. درس نأخذه من سورة يوسف !!

 

( الأسلوب والبلاغة ) ليس مقياسى للاستدلال على إلهية القرآن وبشرية التوراة .. إنما مقياسى يتكون من عدة أمور أحدها هو الإعجاز اللغوى فى اللفظ والأسلوب .. وأنت تعترض على ذلك بأن الله لا يهتم بالأسلوب بقدر ما يهتم بإيصال الحقائق .. إذن أنت تقر أن الله يهتم بالأسلوب .. لكنه يهتم أيضاً وبقدر أكبر بإيصال الحقائق .. إننا متفقان إذن فى أن الله يهتم بالأسلوب ، لكن ما مقدار هذا الاهتمام ؟ عندها سأختلف معك .. لقد أراد الله لكتابه الأخير أن يكون معجزاً فى لفظه .. بالإضافة إلى شرف المعانى التى يؤديها .. وإنما تكلمت لك عن هذا وذاك عند مقارنتى للقرآن والتوراة .. حسن اللفظ وشرف المعانى .. لكن لا تقول لى إن الله سيصيغ كتاباً ـ ولو كان غير معجز فى لفظه ـ ركيك المعانى مفكك العبارة ممل الأسلوب .. مثلما سأوضح لك فى استكمال مقارنتى لقصة يوسف التوراتية والقرآنية .

 

وبالنسبة لأخذ العبرة فقد ادعيت أنت أن القرآن ما دام اقتبس اللفظ فلا بد أن تنتقل معه العبرة .. أولاً : دعوى اقتباس القرآن لم تثبت بعد ، ولم تستطع إثباتها من مقارنة قصة يوسف التى لم ننهيها بعد .. ثانياً : وضح لى العبر التى صرحت بها التوراة أو أشارت وألمحت إليها فى قصة يوسف .. ثم نقارنها بالعبر من قصة يوسف عليه السلام فى القرآن .. ونرى !!

 

وقد ادعيت أنا عجزك عن إثبات بشرية القرآن وإثبات إلهية التوراة .. فتعتذر عن ذلك بأننا لم ننهى بعد واحد بالمائة من طريقنا .. والحق أنى لم أتكلم عن إثبات بشرية القرآن عموماً .. إنما أتكلم عن إثباتها من خلال قصة يوسف عليه السلام .. فأنت لم تستطع ذلك ولم تستطع إثبات إلهية التوراة .. ما زال مرسل عاجزاً عن ذلك !! .. فإن لم تستطع فلا أطلب منك الإيمان بإلهية القرآن .. بل أطلب منك التسليم بأن موضع التشابه فى قصة يوسف لا يخدمك فى دعواك .. لأنك لم تستطع إثبات ذلك .. فنذهب أنا وأنت لموضع آخر تختاره فنفنده .. وهكذا ..

 

ثم تقول كلاماً كثيراً عن الدليل وقوته .. فلنحاكمك لكلامك عزيزى مرسل .. هل أتيت بدليل من قصة يوسف على بشرية القرآن ؟ .. لم تفعل ولن تفعل .. إنما أوردت اعتراضات وبينتها لك بما لم تستطع رده .. هل أتيت بدليل من قصة يوسف على إلهية التوراة ؟ .. لم تستطع واعتذرت عن ذلك .. بينت لك قدر النص التوراتى فى جزئية واحدة فقط وهى شخصية يعقوب عليه السلام أحد الشخصيات الرئيسية فى قصتنا بنصيها التوراتى والقرآنى .. فهل رددت على ما أوردته لك من اعتراضات مدمغة بالأدلة والحجج ؟ .. لم تفعل وتهربت من ذلك .. فليحاكم مرسل نفسه !!

 

وقد رأيت أنا من قبل أن كثيراً من بهاء القرآن يذهب عند الترجمة .. فتعلل أنت ذهاب بهاء القرآن لأنه فى لفظه لا فى روحه .. وأنا أسألك : ألا تفرق بين ذهاب البعض وبين ذهاب الكل ؟ .. لم أقل إن بهاء القرآن يذهب .. بل قلت إن كثيراً من بهائه يذهب .. سبحان الله .. حتى هذه الحدود المنطقية البسيطة لا تستطيع تمييزها .. أعانك الله !!! .. وتقول إن كلام الله يجب أن يكون لكل البشر .. ومن قال غير ذلك عزيزى مرسل ؟ .. لكن لا بد أن ينزل الكتاب بلغة ما .. لا تستطيع أن تقول إن الله أوحى التوراة بكل اللغات .. وأوحى الإنجيل بكل اللغات .. لا بد للكتاب من لغة واحدة .. أم هذه أيضاً لا تفهمها ؟ .. لكن الأصل هو المحتوى .. والمحتوى ينقل بالترجمة .. وقد نقل محتوى القرآن بالترجمة .. وأنت تدعى أنك لو سلبته حرفه لبان نقصه .. لكن ما باله بعد سلبه لحرفه ـ بالترجمة ـ يؤمن به أناس كثيرون .. من العوام والعلماء .. من النصارى واليهود وغيرهم .. وما زالوا يدخلون كل حين فى الإسلام بفضل الله تعالى .. لكن للقرآن خصوصية إذ هو معجزة النبى نفسه .. وهذه المعجزة تثبت بعجز المعاصرين للرسول عليه الصلاة والسلام عن معارضة القرآن وحتى من بعدهم إلى يوم الدين .. لعل الأمر اتضح لك الآن .

 

الأمر كالعادة عزيزى مرسل .. دعاوى .. ثم دعاوى .. ثم دعاوى .. أما دليل واحد فلا !!

 

ثم تحاول أن تهرب من اتهامك للقرآن باقتباس شريعة السن بالسن والعين بالعين .. وتقول إنك لم تعيره باقتباسها .. إنما تعجبت من نقله لها ثم هو بعد ذلك ينكر على أهلها .. هذا كلامك .. وهو محاولة فاشلة للهرب من الحفرة التى أوقعت نفسك فيها .. لا عزيزى مرسل .. حتى الهرب لا يكون بهذه الطريقة .. كان بحسبك أن تسكت وتغض الطرف وأنا أنسى زلتك .. لكن الاعتذار الفاشل لا ينفع .. ثبت من كلامك ورسائلك السابقة أنك جعلت من هذه الشريعة دليلاً على اقتباس القرآن من التوراة .. ولم تتبعه بكلام مثل كلامك هنا .. ما علينا .. المهم .. حتى اعتذارك فاشل أيضاً .. وتعجبك فى غير محله .. لأن القرآن لم ينكر عليهم بسبب شريعتهم ، إنما أنكر عليهم لتفريطهم فى تطبيقها .

 

وبالنسبة لاعتراضى على تشويه التوراة لصورة أنبياء الله المكرمين ، وتساؤلى ألم يجد الله أفضل من هؤلاء ؟ .. تقول أنت إن عدم وجود الأفضل لا يعنى العصمة .. ومن قال لك إن المسلمين يقولون بالعصمة الكاملة للأنبياء .. عصمة الأنبياء ليست عن الخطأ مطلقاً ، بل قد يقع منهم الخطأ ، إنما عصمتهم هى عن إقرار الله لهم على خطأهم ، بل يستدرك عليهم ويبين لهم ويستغفرون فيغفر لهم . هذه واحدة .. أما الثانية .. فإننا لا نقول إن الأنبياء عندما يقعون فى الخطأ سيأتون بالقتل والزنا والسكر والسرقة والكذب .. إلى آخر ما تصفه بهم التوراة .. معاذ الله .. بل يقعون فيما دون ذلك بكثير .. بل إنهم يحاسبون أنفسهم على التقليل من الطاعات التى ليست مفروضة عليهم فيعتبرون ذلك ذنباً يستغفرون منه .. فأين ذلك مما فى التوراة ؟ .. من تصوير الأنبياء بشرذمة من القتلة والزناة والسكيرين والكذابين والسارقين .. وليس فى كل مرة يذكر أن هذه خطيئة وأن النبى تاب منها .. فأين شرف مقام النبوة ؟ وما هى ميزتها وفائدتها ؟ ما دام أهلها يرتكبون ما لا يرتكبه عوام المؤمنين .. بل أقول : ما هو معنى النبوة إذن ؟ .. تالله عزيزى مرسل لا أفهم معنى النبوة آنذاك !!

 

ونواصل مسلسل ( الدعاوى بدون دليل ) من العزيز مرسل .. آخر الدعاوى أن القرآن ينسب الزنا إلى يوسف !! .. لا مشكلة فى " الدعوى " إنما المشكلة باستمرار فى " الدليل " .. أين الدليل سيد مرسل ؟ .. يسكت مرسل .. أين الآية التى ذكرت ذلك فى القرآن ؟ .. يصمت مرسل .. أى موضع من القرآن تستدل به على دعواك ؟ .. لا مرسل هناك !!

 

ونعقب على العزيز مرسل نفس التعقيب الممل المكرور .. لن تستطيع الإتيان بدليل واحد من القرآن على دعواك .. سواء فى نسبة الزنا إلى يوسف عليه السلام أو إلى أى من أنبياء الله الكرام .. كرام برغم أنف التوراة المحرفة .. هل تسمعنى عزيزى مرسل ؟ .. لن تستطيع .. لن تستطيع .. لن تستطيع .. !!

 

أما قوله تعالى " هم بها " .. فهو الهم الذى لا يخرج عن حركة المشاعر والنفس الطبيعية لأى رجل .. أكنت تظن يوسف مخنثاً ؟ أم كنت تظنه عنيناً ؟ .. برأه الله بهذا اللفظ من ذلك ليبين لنا شدة ابتلائه عليه السلام ، ليرفع لنا قدره بأنه مع كل ذلك كان من المحسنين ، فصرف الله عنه السوء والفحشاء .. ولا تظن أنى آتى بهذا التفسير من عند نفسى .. بل هم علمائنا الذين يتبعون قواعد التفسير التى أخبرتك بها من قبل .. والعلماء ليسوا معصومين .. بل يصيبون ويخطئون .. وإن لم يعجبك تفسير ابن كثير فاذهب لتفسير ابن القيم .. وإن لم يعجبك تفسير ابن القيم فاذهب لتفسير ابن تيمية .. وإن لم يعجبك تفسير ابن تيمية فاذهب إلى تفسير السعدى .. وإن لم يعجبك تفسير السعدى فاذهب إلى تفسير الشنقيطى .. وإن لم يعجبك .. فتعال إلى فأخبرك بالمزيد .

 

ثم كعادتك تحاول التهجم على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم .. وتحاول التشتيت الذى تعشقه .. لن تفلح محاولاتك معى عزيزى مرسل .. سنتكلم عن هرائك عن شخص الرسول فيما بعد .. أما الآن فما زلت أنتظر أدلتك من المقارنة خلال قصة يوسف على اقتباس القرآن من التوراة .. أعلم أنى بذلك أضيق عليك السبل .. لكن صدقنى هذا خير طريق لنخرج بنتيجة .. ما زلت عزيزى مرسل لا تستطع إثبات دعواك فى أول مثل اخترته أنا وهو قصة يوسف .. وما زال النص القرآنى يقف بجانب النص التوراتى منتظرين معى أن تثبت دعوى الاقتباس .. ولا أدرى .. هل سنظل نتوسل إليك كثيراً ؟!!

 

وبالنسبة لوقوع الأخطاء من الأنبياء فقد وضحت لك فى هذه الرسالة عقيدتنا بخصوص ذلك .. ومن الواضح أنك لم تكن تعلمها .. لا بأس .. ليس هذا هو الشىء الوحيد الذى تناقشه ولا تقرأ فيه جيداً .. لكنى أعترض اتهامك لإبراهيم عليه السلام بأنه شك فى قدرة الله .. حاشاه الله أن يفعل ذلك .. والنص القرآنى لا يخدمك .. وأعترض على اتهامك لداود عليه السلام بالقتل والزنا .. حاشاه الله أن يفعل ذلك .. والنص القرآن لا يخدمك أيضاً .. ولا أطيل فى ذلك لأنه خارج عن موضوعنا .. لكنى أسلم لك بأن الخطأ يقع من الأنبياء ، بشرط ألا يقرهم الله عليه ، بل يستدركهم بالبيان والتصحيح .. وليس مثل صنيع التوراة .

 

جنبنا الله السوء والفحش فى القول والعمل .

 

خيارات      

 

متعلم

(مشترك جديد)

01/11/03 01:47 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل ..

 

ادعيت أنت اقتباس القرآن .. واحتججت بمواضع التشابه .. ولما أبطلت مقياسك انتقلنا لأول موضع اخترته أنا .. وهو قصة يوسف عليه السلام فى التوراة والقرآن .. وكتبت أنت اعتراضات .. ثم فندتها لك كلها .. ثم كتبت أنا إليك بأول شىء فى مقارنتى للنصين .. وهو شخصية يعقوب عليه السلام .. وبينت لك كيف صورته التوراة وكيف صوره القرآن .. لكن من بعدها تركت أنت موضوعنا تماماً .. وكنت أنتظر أن تبين لى خطئى فيما كتبته عن يعقوب عليه السلام .. وأراك ساكتاً عن ذلك ولا أدرى ما هو السبب ؟ موقفك بالنسبة لى مضطرب وغير واضح .. فأنت حيناً تقول لى إن شخصية يعقوب خارجة عن الموضوع .. وأحياناً تتناول شيئاً خفيفاً مما كتبته .. فموقفك متذبذب .. ولا أعلم سبب سكوتك ..

 

إن كنت عاجزاً عن الرد فأخبرنى حتى أكمل أنا المقارنة .. وإن كنت غير عاجز فكلى آذان صاغية لك .. وإن كانت حجتك غير حاضرة فوضح لى حتى أنتظرك وأمهلك .. وإن كنت ستتحجج بأنها خارج موضوعنا فنبئنى بذلك حتى أكمل مقارنتى .. أنا لم أنته بعد من أول موضع للتشابه وهو قصة يوسف .. ما زال لدى الكثير لأقوله عزيزى مرسل عن بشرية التوراة وإلهية القرآن من خلال قصة يوسف فى التوراة والقرآن .

 

جنبنا الله السوء والفحش فى القول والعمل .

 

خيارات      

 

مختلف

(محاور)

01/11/03 01:50 PM

 

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

السلام عليكم ورحمة الله ويركاته...

السيد المحترم ((مـتـعـلم))

 

هذا الذي تتحاور معه...ليس لديه شخصية ولا أسلوب...

فهو لايجيد شيئا في حياته كما يجيد المراوغة وتزوير الحقائق..والكذب..لا تستغرب ..فهو أحد تلاميذ الأستاذ((بولس))..

 

ولا أعرف عزيزي كيف تتحل قراءة كتابهم القذر...

لقد حملته مرة على جهازي..وأصابني بالاشمئزاز...

فنقلته إلى ((سلة المهملات))..مكانه الأصلي والذي يجب أن يعود إليه...

 

تحياتي لك و...للكذاب مارسيل...

=============================================

 

مختـاـف ما أحد مثلي ولابعدي ولاقبلي...

 

 

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/11/03 08:07 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

السيد متعلم

 

اعتقد بان صفات التذبذب والخداع تنطبقان في شخصك وليس فيني انا كما تدعي باطلا ... وهاانت تنقل الحوار الى مستوى اوطى مما بدأت عليه وتخلع عنك رداء الحمل الذي تخفي تحته طبيعة الذئب ... تريد ان يتحلى حوارنا بالكلام الشخصي فليكن لك ماتريد ... وساكلمك بلهجتك ...

 

عمرام ام عمران ؟ هذا السؤال هو ضمن موضوعنا وقد طرحته عليك للأسباب التالية ، اولا : لتبيين كذبك وادعاءك بتحريف التوراة فسألتك ان توضح لي مالعبرة من تحريف اسم عمرام ولماذا يتم التلاعب في اسماء لاتقدم ولاتؤخر... وثانيا : انه بالنسبة لي دليل قاطع لايقبل باعتراض ، ان الرسول كان يسمع الكلام وينقله الى قرآنه ... وهنا سمع الميم نون ... والأمثلة كثيرة ... ونحن بصدد اثبات ان الرسول اقتبس الكلام ولم يوحى به اليه... فكف عن المراوغة وكثرة الكلام واللغوا الفارغ ايها المحترم متعلم واشرح لي هذه النقطة ... ومن بعدها نتابع ...

 

وان تابعنا بعد يوسف نتابع ليس في شخصية يعقوب وانما في شخصية مريم القرآنية الممزوجة بالخرافة ... ومن بعدها تختار انت القصة التي تريد ... وطبعا لن نقضيها في شرح القصص والتأمل فيها حتى لانلتهي عن الأهم ... يوجد ماهو مهم في البراهين وماهو اهم ... الأهم عندي ان نتأمل في المصادر القرآنية الخاصة بالرسول ... من بعد اذنك وموافقتك طبعا ، لأني اعلم بأنك اجبن من ان تنتقل الى مابعد يوسف ...

 

تحياتي

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/12/03 07:29 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

وانا لم أسألك بالنسبة لأهمية الحرف في القرآن وأنما في الحديث الشريف ... فطلبت منك توضيح قولك " الأحاديث النبوية فنحن نؤمن أنها صيغت بأسلوب بشرى ، على أن معانيها هى وحى من الله " ... انت تعترف بوحي الحديث وصحته ونفعه وتنسبه الى الله بالرغم من اسلوبه البشري ... اليس كذلك ام اني فهمتك غلط ؟

 

تحياتي

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

متعلم

(مشترك جديد)

01/12/03 07:09 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتيك بتاريخ 12 / 1

 

لم تخيب ظنى فيك !! .. ألم أقل لك كم تعجبنى شخصيتك السلسة !!

 

اتهمتنى بصفات التذبذب والخداع .. لن أغضب .. لكنها دعوى أخرى فقيرة إلى الدليل .. تنضم لسيل دعاواك التى بدون أدلة !!

 

أنا لم أتهمك عزيزى مرسل بالتذبذب .. أتوسل إلى العلى القدير أن تركز قليلاً وأنت تقرأ .. أنا ادعيت أن موقفك متذبذب بالنسبة لشخصية يعقوب عليه السلام .. ثم أتيت بالدليل على صحة هذا الادعاء .. وهو أنك مرة تعتبرها خارج الموضوع ومرة أخرى تناقش بعض ما جاء فيها .. وأنا باستمرار عزيزى مرسل أنبهك أنى لا أتعرض لشخصك مطلقاً ، إنما أعترض وأنعت آرائك ومواقفك ، قد أتهمها بالخطل والخطأ .. إلخ ، وآتى دائماً بالدليل .. أما شخصك فأنا بعيد عنه تماماً .. وإن صدر منى ما يمس شخصك فأنا أعتذر عنه بشدة ، فلا دخل لى بالأشخاص مطلقاً ، إنما أناقش المعتقدات والأفكار والآراء ، فأصفها كيفما أشاء ما دمت آتى بالدليل دائماً .. أما أنت فتتهجم على شخصى .. وهذا لا يهمنى كثيراً لأن الله هو الوكيل !!

 

( عمرام ) ما زلت تصر أنت أنها فى موضوعنا .. إن كنت تقصد أنها فى عموم موضوع اقتباس القرآن فأنت محق ولم أجادلك فى ذلك .. أما إن كنت تقصد أنها فى الموضع الأول الذى وقفنا عنده من مواضع التشابه وهى قصة يوسف فأنت على خطأ .. وأنا لم أنتهى بعد من هذا الموضع .. هل فهمت الآن ؟ .. وبهذه المناسبة أقول : إنك لم تجيب على أسئلتى التى وجهتها لك فى الرسالة السابقة مباشرة .. ولم توضح لى هل سترد على كلامى على شخصية يعقوب أم لا .. وأنا اعتبر ذلك منك سماحاً لى بأن آتى بحلقة أخرى من حلقات مقارنتى لقصة يوسف بين نصيها التوراتى والقرآنى .

 

ثم اتهمتنى بالجبن عن الدخول فيما بعد قصة يوسف .. أما اتهامك لى بالجبن فأدعه جانباً فهو ـ كالعادة ـ أحد دعاواك التى لا تأتى عليها بدليل .. والله ولى المؤمنين !! .. وأما الدخول فيما بعد قصة يوسف فأنا لك به زعيم .. لكن لم ننتهى بعد من قصة يوسف .. أنا أعرف أن جعبتك قد فرغت .. كانت فارغة أصلاً من الأدلة .. ثم فرغت الآن من الدعاوى فى قصة يوسف .. فى الحقيقة لقد خيبت ظنى عزيزى مرسل !! .. لقد ظننت فيك أنك ستأتى بدعاوى فى قصة يوسف لا تقل عن العشرات العديدة ـ التى بلا أدلة طبعاً كما عودتنا !! ـ فإذا بك تأتى بأقل من ذلك بكثير .. لا أبالى خذلانك لى فى الأدلة فهذا عودتنا عليه .. أما فى الدعاوى فقد خذلتنى فيها عزيزى مرسل !! .. لن أسامحك على ذلك أبداً .. كل دعوى لك هى فرصة لى لإثبات إلهية القرآن وبشرية التوراة !!

 

بالنسبة للأحاديث النبوية .. أولاً أحب أن أوضح أن كلامى على ما صح سنده فقط .. فالأحاديث الضعيفة والموضوعة لا تدخل فى كلامنا .. ومعنى صح سنده أى اتصل ورفع إلى النبى صلى الله عليه وسلم .. فالترمذى عندما يقول حدثنا فلان عن فلان .. حتى يصل إلى النبى صلى الله عليه وسلم .. عندما يقول ذلك نقول عن قوله هذا ( سند ) .. ثم يبحث علماء الحديث فى هذا ( السند ) ويطبقون عليه شروطاً مبسوطة فى كتب مصطلح الحديث .. وحسبما تنطبق الشروط يحكمون على الحديث بالصحة أو الحسن أو الضعف على تفصيل تجده فى كتب ( مصطلح الحديث ) ..

 

نؤمن نحن المسلمين بأن الأحاديث النبوية غير معجزة فى اللفظ لأنها من أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم البشرى .. أما معناها فنؤمن أن الله قد أوحاها إليه ، فلا ينطق النبى عليه الصلاة والسلام فى أمور الدين من عند نفسه بل من عند الله .. " وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحى يوحى " .. " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .. وبالمناسبة فإن أسلوب الرسول عليه الصلاة والسلام يختلف عن أسلوب القرآن .. وهذا من الأدلة على أنه لم يأت به من عند نفسه .. إذ إن الأسلوبين متباينان تماماً وبينهما فروق كثيرة .. وهذا قد أثبته علماء كثيرون ـ منهم مستشرقون نصارى ـ من خلال علم الأسلوب والأسلوبية الحديثة .. واختلاف الأسلوبين بهذا القدر الشاسع لا يقدر عليه أى شاعر أو أديب .. فإن كان القرآن من عند محمد فكيف استطاع أن يحبس نفسه عندما يتكلم فى غير القرآن عن ذلك المستوى البلاغى الذى يصل إلى الإعجاز ؟ .. وفى نفس الوقت لا ينحدر تماماً بل يحتل مكانة بين أكابر البلغاء من البشر .. ذلك لم نجده على مر التاريخ لا عن شاعر ولا أديب .. ولا عن عربى ولا غيره .. خاصة وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يعقد جلسة يقول فيها قرآناً فقط .. وجلسة أخرى يقول فيها كلامه البشرى بلا قرآن .. بل كان كلامه مختلطاً هذا بذاك .. وقد يستشهد بالقرآن فى كلامه .. فكيف استطاع فى الدقيقة الواحدة .. أن يرتفع إلى مستوى القرآن .. ثم يهبط إلى مستوى كلامه البشرى .. وقد يرتفع ثانية .. إلخ .. كيف استطاع ذلك إن لم يكن القرآن ليس من عنده بل من عند الله ؟

 

وقانا الله شر أنفسنا !!

 

خيارات      

 

متعلم

(مشترك جديد)

01/12/03 07:11 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل ..

 

أتبع رسالتى هذه بتقديم الحلقة الثالثة من مقارنتى لقصة يوسف عليه السلام بين نصيها التوراتى والقرآنى ..

 

كانت الحلقة الأولى منى رداً ونقداً لعدد من النقاط تكلمت أنت عليها .. وقد أوضحت أنا فيها شيئاً من سمات إلهية القرآن وبشرية التوراة .. وسكت أنت عن ذلك .. فلله الحمد والمنة !!

 

وكانت الحلقة الثانية منى رسالة منفصلة عن شخصية يعقوب عليه السلام ، مقارناً بين صورة يعقوب التوراتية وصورة يعقوب عليه السلام القرآنية .. وسكت أنت عن ذلك متحججاً بأنها خارجة عن موضوعنا قصة يوسف .. وهى ليست خارجة عنه .. فهى إحدى الشخصيتين الرئيسيتين فى القصة .. فكيف تكون خارجة عنها ؟ .. على العموم تعللت أنت عن سكوتك بذلك .. ثم عدت وتكلمت عن شىء مما فيها عقبت أنا لك عليه بما لم تستطع رده .. فلله الحمد والمنة !!

 

وإليك الحلقة الثالثة منى وليست الأخيرة إن شاء الله .. ولا أدرى بماذا ستتعلل هذه المرة .. على العموم كل ما أطالبك به هو الوضوح فى موقفك من حلقاتى .. إن كنت لن تجيب فقل ذلك بصراحة .. وإن كنت ستجيب بعد حين فقل ذلك بصراحة .. حتى لا أتبعها بباقى الحلقات ويتكاثر الأمر عليك عند الرد ..

 

وبعد قراءتك لهذه الرسالة .. لا أريد منك الهياج الذى تفعله كل مرة لتخفى عجزك عن الرد .. لأنى سئمت ذلك .. كن واضحاً وقل أعجز وسأتركك وشأنك .. ولا أريد أيضاً وصفك المنفعل العاطفى لكلامى بأنه خطأ .. ولا أمنعك عن دعاواك التى تحبها .. أكثر من الدعاوى كيفما شئت .. لكن أتبع كل دعوى بدليل واحد على الأقل .. ولتكن منظماً فى كلامك .. هكذا ..

 

الدعوى : كذا وكذا ..

الدليل : كذا وكذا ..

 

وإياك أن تأتينى بالسطر الأول فقط كالعادة .. لا بد أن تتبعه بالسطر الثانى .. فإذا رددت أنا على دليلك تبطل دعواك ويكون الفضل لله .. وإذا لم أرد فهو عجز منى أو سهو .. بحسب ما فى بشريتى من نقص .

 

إليك الحلقة الثالثة ..

 

وقانا الله شر أنفسنا !!

 

خيارات      

 

متعلم

(مشترك جديد)

01/12/03 07:13 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. أتابع معك المقارنة بين الرواية التوراتية والرواية القرآنية لقصة يوسف عليه السلام .. موضحاً لك ما فى التوراة من سمات بشرية .. وفى المقابل ما فى القرآن من سمات إلهية .

 

من سمات بشرية التوراة : الخطأ والاضطراب والتناقض فى بعض أحداث القصة .. وقد مر بنا أمثلة كثيرة على ذلك من شخصية يعقوب عليه السلام ، وأزيدك هنا أمثلة أخرى .

 

ففى التكوين : 38 : 27 .. لا تحرمنا التوراة من بعض الفكاهة .. إذ تروى لنا ولادة ثمرة زنا يهوذا بثامار زوجة ابنه المتوفى ، وكان فى بطنها توأمان ، ولما ابتدأ ينزل أحد التوأمين أولاً ظهرت يده ، فربطت القابلة عليها خيطاً ليعرف أنه هو الأكبر ، لكنه استرد يده ونزل أخوه قبله ! .. ولا تعليق !!

 

وفى الرواية القرآنية .. يرى يوسف عليه السلام رؤيا فى المنام ، فيقصها على أبيه وحده ، فينصحه أبوه ألا يحكيها لإخوته حتى لا يزداد حقدهم عليه ويؤذوه ، ويبين له أن ما رآه فى حلمه إنما هو نعمة إلهية وأن الله سيكرمه ويصطفيه .. تلك هى الرواية القرآنية .. أما الرواية التوراتية فتقول إن يوسف حكى منامه أمام أبيه وإخوته معاً ، ثم ينتهره أبوه مقرعاً إياه على أنه هو وأمه وإخوته سيسجدون له .. وكأن يوسف هو الذى صنع الحلم بنفسه ! .. أو كأنه كان يستطيع ألا يحلمه ! .. كذلك فليس يوسف هو الذى فسر الحلم ، بل كل ما فعله هو أنه حكى ما رآه فى المنام ففسره أبوه على هذا النحو ، فكيف ينتهره إذن ويقرعه ؟ .. ثم إن ذلك تناقض واضح فى الرواية التوراتية ، إذ جاء فيها أن يعقوب أحب يوسف أكثر من سائر بنيه لأنه ابن شيخوخته ، إذ الأب الذى يحب ابنه أكثر من سائر إخوته حب يعقوب ليوسف لا ينتهره ويقرعه هكذا ، ولغير ما سبب كما أوضحت .

 

العجيب فى الأمر ، أنه بالرغم من ذلك ، يرسل يعقوب بنفسه يوسف ـ حسب رواية التوراة ـ إلى إخوته فى المرعى ليأتيه بأخبارهم ويطمئنه عليهم ، وهو يعلم مدى الحقد الذى فى قلوبهم عليه بسبب هذه الأحلام ولإيثاره إياه عليهم كل ذلك الإيثار .

 

ويدخل فى ضمن أمثلتنا هنا على الاضطراب والتناقض فى الرواية التوراتية .. ما ذكرته لك فى رسالة سابقة .. من عدم تحديدها لبائع يوسف إلى عزيز مصر .. هل هم المديانيون أم الإسماعيليون ؟

 

ثم تقول التوراة إن فوطيفار الذى اشترى يوسف كان خصياً ، وهو تناقض آخر من تلك المتناقضات ، ووجه التناقض فيه أن فوطيفار هذا كانت له زوجة .. أما كيف يكون الشخص خصياً وله فى نفس الوقت زوجة ، بله أن ترضى أية امرأة أن تتزوجه ، فهذا ما أتركه لك عزيزى مرسل لتفسره .

 

وفى التكوين : 44 : 10 .. يقترح إخوة يوسف جزاء من يوجد الصواع فى رحله ، فحكموا بأنه يموت ويصبحون هم عبيداً ليوسف .. الغريب أن يوسف يعقب على هذا الحكم قائلاً : " نعم الآن بحسب كلامكم هكذا يكون الذى يوجد معه يكون لى عبداً " ! .. مع أنهم لم يقولوا إن الذى يعثر معه على الصواع يصبح عبداً ، بل ذكروا أنه يموت وهم يصبحون عبيداً .

 

وفى التكوين : 45 : 1 .. يعرف يوسف نفسه لإخوته .. لكن العجيب فى الأمر .. أنه بعد أن يعرفهم أنه هو يوسف ، يسامحهم مباشرة من نفسه دون أن يطلبوا ذلك أو حتى يعترفوا أنهم كانوا خاطئين .. والموافق للعقل هى الرواية القرآنية .. فبعد أن يعرفهم يوسف بنفسه ، يعترفون هم بخطئهم وبتفضيل الله ليوسف عليهم ، ثم بعد ذلك يستغفر لهم يوسف عليه السلام .. وهذا هو منطق العقل ، أما الرواية التوراتية .. فلها منطق آخر !

 

وقد لقبت التوراة حاكم مصر بالفرعون ، وقد اعترض على هذه النقطة كثير من المؤرخين ، قائلين بأن حكام مصر فى تلك الفترة كانوا هم الهكسوس وليسوا الفراعنة ، والهكسوس لم يكونوا يؤمنون بآلهة المصريين ولا يعتنقون دينهم ، بينما كان لقب " فرعون " مرتبطاً بذلك الدين ، فهذا خطأ تاريخى نجا منه القرآن ، إذ لقب حاكم مصر أيام يوسف بأنه " الملك " ، على حين لقبه أيام موسى بأنه " الفرعون " .

 

هذه هى التوراة .. خطأ واضطراب وتناقض .. أما القرآن فلا شىء من ذلك أبداً .. وكيف يقع ذلك فيه وهو من عند الله الحكيم العليم ؟ .. إنما ذلك يقع فى كلام البشر .. " أفلا يتدبرون القرآن ؟ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " ..

 

ومن عجيب أمر القرآن أنه ينبه بإشارة لطيفة على تحريف القصة فى الكتب السابقة .. فيقول : " ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ، وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون " .. لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم حاضراً لأى من أحداث القصة ، فلماذا خص القرآن ونبه على مشهد واحد فقط ، هو مشهد الإخوة وقد أجمعوا أمرهم وهم يمكرون .. والذى جاء فى قوله تعالى .. " فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابة الجب .. " ؟ .. أولاً : هذا المشهد لم يرد فى رواية التوراة ، إذ ليس فيها أنهم دبروا له شيئاً ، وإنما فعلوا به ما فعلوه من وحى اللحظة لما رأوه آتياً لهم فى الحقل ، فكان هذا المشهد بالذات له خصوصية ، إذ لم يرد أصلاً فى التوراة المحرفة ، فهو من أنباء الغيب التى أوحاها الله لنبيه . ثانياً : تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتعريض باجتماع المشركين على المكر به ، فلا تحزن يا محمد من مكرهم ولا تخاف ، فقد يجتمعوا ليمكروا بك كما فعل إخوة يوسف ، لكن الله شاهد عليهم كما كان شاهداً على إخوة يوسف .

 

ومن سمات بشرية التوراة : الإغراق فى التفاصيل بدون داع .. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى ، بل إن القصة كلها من أولها إلى آخرها تدلنا على ذلك ، بل إن قصص التوراة كلها أمثلة على ذلك ، وعلى العموم أضع يدك على بعض المواضع القبيحة .

 

فعند مراودة امرأة العزيز ليوسف ، نجد رد يوسف فيه كلام كثير .. قارن ذلك بما ورد فى القرآن .. " قال : معاذ الله ، إنه ربى أحسن مثواى ، إنه لا يفلح الظالمون " . وبالرغم من ذلك فقد أدى القرآن فى هذه الكلمات القليلة معانى أكثر من كلام التوراة الكثير ! .. فقد بين القرآن اعتصام يوسف بجناب الله بقوله " معاذ الله " ، وليس ذلك فى التوراة .. كذلك فقد بين القرآن تخويف يوسف لها بقوله " إنه لا يفلح الظالمون " ، وليس ذلك فى التوراة .. وهكذا تكثر التوراة دائماً فى هذا الموضع وغيره من الكلام ، وتؤدى القليل من المعانى ، أما القرآن فيقل من الكلام ، لكنه يفى بما يريد من المعانى ، فلا عجب أنه برغم اختصاره هذا يقول فى آخر السورة عما ذكره " وتفصيل كل شىء " !

 

وانظر إلى ركاكة أسلوب التوراة .. " وحلما كلاهما حلما في ليلة واحدة كل واحد حلمه كل واحد بحسب تعبير حلمه . ساقي ملك مصر وخبازه المحبوسان في بيت السجن " .. انظر كيف يذكر من حلما الحلم فى شطر الآية الثانى بجملة طويلة عريضة مع أنه ذكرهما فى الآيات السابقة .. وانظر شطر الآية الأول وما فيه من اضطراب .. هل يوحى الله هذه الركاكة ؟!

 

وانظر إلى الكلام الكثير الذى قاله الرجلان اللذان كانا مع يوسف فى السجن ورأيا رؤيا .. بل إنى ألحظ شيئاً آخر .. أن رؤيا ساقى الملك كانت واضحة غير محتاجة إلى تأويل ! .. فالرجل يرى أن يسقى فرعون ، فأى شىء فى الرؤيا يحتاج إلى تأويل ؟ إن الرجل العادى ليئول هذه الرؤيا بنفسه دون الحاجة إلى براعة يوسف فى التأويل ، كل براعة يوسف فى التأويل أنه أول الثلاثة قضبان بثلاثة أيام ، أما نجاة الساقى نفسه فطافحة من الرؤيا .. ما علينا .. المهم .. أن فى الرواية التوراتية لغط وكلام كثير .. أما فى رواية القرآن .. " قال أحدهما : إنى أرانى أعصر خمراً ، وقال الآخر : إنى أرانى أحمل فوق رأسى خبزاً تأكل الطير منه " .. وفى التأويل .. " يا صاحبى السجن ، أما أحدكما فيسقى ربه خمراً ، وأما الأخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه " .. قمة الإيجاز والإعجاز !

 

وانظر إلى هذه العبارة التوراتية المملة .. " فارسل فرعون ودعا يوسف . فاسرعوا به من السجن . فحلق وابدل ثيابه ودخل على فرعون " .. لا ينسى كاتب التوراة أن يخبرنا أنه حلق وأبدل ثيابه .. أما الحديث عن الله والآخرة فلا .. ثم ما فائدة ذلك فى فهم القصة ؟ ولا أقول ما فائدته فى أخذ العبرة ؟

 

وعندما يقرر يوسف أخذ أخيه ، يتصدى له يهوذا بالكلام ، وكالعادة كلام كثير ممل لا فائدة منه ، إذ يذكر فيه يهوذا كل ما حدث من أول الأمر بطريقة مملة جداً .. وكأن يوسف لم يكن حاضراً لكل هذه الأمور .

 

وفى المقابل من سمات إلهية القرآن : عدم الإغراق فى التفاصيل ، بل الإيجاز هو السمة السائدة ، وهذا الإيجاز متحقق فى عدد الكلمات وفى عدد الأحداث وفى عدد الأشخاص على السواء . إن القرآن لا يحكى قصصه لشغل الوقت وتسلية القراء وإنما ليهدى ويرشد . فتبدأ القصة بآية الرؤيا : " إذ قال يوسف لأبيه .. " .. وهكذا تدخلنا فى صميم أحداثها وحواراتها على الفور .. فلم يقل مثلاً : حلم يوسف حلماً وهو .. لا تقول القصة القرآنية مثل ذلك .. بل يحتاج إلى ذلك البشر مثل كاتب التوراة ! .

 

ثم إننا واجدون هذا الإيجاز فى ذكر مشاهد القصة .. فالقرآن يحذف الكثير من المشاهد التى لا يعوق حذفها من القصة .. ثم نجده أيضاً فى الانتقال من مشهد إلى مشهد .. انظر مثلاً الانتقال من مشهد تآمر إخوة يوسف إلى مشهد مراودتهم لأبيهم عن يوسف .. " .. وتكونوا من بعده قوماً صالحين . قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف .. " .. وانظر مثلاً الانتقال من مشهد قص الملك رؤياه على حاشيته وعدم استطاعتهم للتأويل وتذكر الساقى ليوسف إلى مشهد قص الساقى رؤيا الملك على يوسف .. " .. أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون . يوسف أيها الصديق أفتنا .. " .. لم تكن هناك تفاصيل مثل أنه ذهب وراح ليوسف ودخل عليه .. إلخ .. بل لم تكن هناك حتى لفظة " قال " .. بل يروى القرآن قول الساقى مباشرة " يوسف أيها الصديق .. " .. لأن كل تلك التفاصيل مفهومة من السياق .. ومن براعة الانتقال بين المشاهد .. الانتقال من مشهد تلاوم إخوة يوسف بعد أخذ أخيهم إلى مشهد حوارهم مع أبيهم .. لقد كان قمة الإيجاز والإعجاز فى الوقت نفسه .. " ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق .. واسأل القرية التى كنا فيها والعير التى أقبلنا فيها وإنا لصادقون . قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً .. " .

 

وهذا الإيجاز نراه أيضاً فى تراكيب الجمل .. انظر مثلاً رد يوسف على امرأة العزيز لما راودته فى التوراة .. ثم قارنه بما قاله فى القرآن . ومن هذا الإيجاز أيضاً الروابط التى تصل الجمل ببعضها .. ففى معظم الحالات لن تجد إلا ( الواو ) وأحياناً ( الفاء ) وهما أبسط أدوات الربط ، وأحياناً لا تجد أى رابط على الإطلاق ! ومع ذلك فأنت تشعر بأن الجمل متماسكة تماسكاً متيناً محكماً !!

 

وهذا الإيجاز نجده أيضاً فى الحوار .. فالفعل الذى يقدم به للحوار هو ( قال ) وحده ، وأحياناً لا يذكر أصلاً ! .. لكنه خالف ( قال ) بـ ( شهد ) مرة ، والحكمة ظاهرة لينبهنا إلى قوة قول قريب امرأة العزيز عليها .. وخالفها أيضاً بـ ( أذن ) والحكمة ظاهرة أيضاً لأنه أراد التنبيه على علو الصوت لا مجرد القول .. فسبحان من هذا كلامه !! .. ومن مظاهر الإيجاز فى الحوار أيضاً : عدم ذكر اسم المتكلم إلا فى حالات قليلة .. لكن القرآن خالف هذه العادة مرة حين قال : " وراودته التى هو فى بيتها .. " ألم يكن الأفضل والأوجز ذكر اسم المرأة ؟ .. الحق أن هذا كان لعلة ، فالقرآن ينبهنا أن التى راودته لها نعمة عليه من ناحية ولها السلطة من ناحية أخرى ، وهذا لا شك من إحكام أضلاع صعوبة ابتلاء يوسف عليه السلام .. وخالف القرآن عادته أيضاً فى قوله : " وشهد شاهد من أهلها " .. ألم يكن من الأفضل أن يذكر اسم الرجل بكلمة واحدة ؟ .. والحق أن هذا أيضاً كان لعلة ، فالقرآن ينبهنا أن الذى شهد هو من أهلها ، أى ليس عنده الدافع ليظلمها أو يتجنى عليها .. وخالفها القرآن أيضاً فى قوله : " وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته .. " ألم يكن ذكر اسم الرجل أنسب ؟ .. العلة هنا أن القرآن لم يوضح قبل هذه الآية فى أى بلد بيع يوسف عليه السلام ، فكان ذكر صفته أبلغ من ذكر اسمه .. وسبحان من هذا كلامه !!

 

ولا يخرج السرد فى القصة القرآنية عن حد الإيجاز ، فهو قليل جداً بالنسبة للحوار ، ولا يجىء إلا فى كلمات قلائل مثل " وجاءوا أباهم عشاء يبكون " . وأما الوصف فهو منعدم أو يكاد سواء للأماكن أو الشخصيات . إن القرآن لا يهدف إلا إلى هداية الإنسان وتوجيهه .. والقاعدتان اللتان يجرى عليهما معاً : " خير الكلام ما قل ودل " ، و " السهل الممتنع " .. مع فحولة فى الصياغة وجلال وسمو ورهبة .

 

ومن سمات بشرية التوراة : عدم سوق القصة للعظة والعبرة .. فلا يقدم الكاتب قبل القصة بشىء يدل على ذلك ، ولا يعقب بعدها بذكر مواطن العبرة ، ولا يتخلل القصة أية تعقيبات توضح لنا المغزى من أى حدث .. كذلك فإن القصة لا أول لها ولا آخر ، بمعنى أن قبلها أحداث كثيرة ، وتأتى القصة ضمن هذه الأحداث لا منفصلة ، ثم تستمر الأحداث بعد نهاية القصة ، بل إن هناك أحداثاً تقطع سياق القصة ، مثل قصة يهوذا مع زوجة ابنه . وسر المسألة أن الكاتب لا يسوق قصة يوسف مع إخوته للعظة والعبرة ، ليس من شأنه ذلك ، إنما ذلك شأن الإله الذى يريد هداية عبيده ، أما هو فبعيد تماماً عن هذا الأمر ، إنما هو يسرد أحداثاً تلو أحداث وفقط .

 

وفى المقابل من سمات إلهية القرآن : أنه يسوق القصة للعظة والعبرة .. لأن منزل القرآن إله حكيم .. فمن ذلك أن القصة تبدأ من نقطة فاصلة ، وهى مشهد يوسف عليه السلام وهو يقص على أبيه الرؤيا .. وتستمر الأحداث التى هى عبارة عن تأويل لهذه الرؤيا .. ثم تختم القصة عند تحقق الرؤيا فعلاً .. وتقف الأحداث عند ذلك . وهذا فعل إله حكيم يسوق قصة ليهدى عبيده إلى العبر والمواعظ .

 

ومن ذلك أيضاً أن السورة لا تدخل فى القصة دخولاً مباشراً ، بل هناك ثلاث آيات قبل ذلك كتمهيد للقصة . إن الله يريد منا الانتباه لما سيرويه لننال العظات والعبر والدروس .

 

ومن ذلك أيضاً تدخل التعليق الإلهى فى ثنايا القصة بين الحين والآخر .. مثل التعقيب بعد انتهاء المشهد الأول من القصة .. ومثل التعقيب بعد توصية العزيز لامرأته بيوسف خيراً .. " وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض .. " ومثل التعقيب على ترك يوسف الهم بامرأة العزيز .. " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء .. " .. ومثل التعقيب على نهاية القصة كلها .. " ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك .. " ، وهو يناظر التعليق الأول على القصة .. يناظره فى الموقع ، فقد جاء ذلك فى أول القصة مباشرة وجاء هذا بعد انتهائها على الفور .. ويناظره فى المعنى .. فهذان التعقيبان يشبهان صدفتى المحارة اللتين تحوطانها من الجانبين وتتناظر إحداهما مع الأخرى فى شكل بديع !

 

ومن سمات بشرية التوراة : اختفاء ( الله ) من القصة .. فقبل القصة لا نجد أى آيات تشير إلى أن الله سيقص علينا قصة ليهدينا من خلالها ، وأثناء سرد الأحداث لا نجد أى تدخل من الله ليلفت نظرنا إلى شىء ، أو يشد انتباهنا إلى أمر ، بل إن الذى يسرد الأحداث ليس هو الله أصلاً ، ثم لا نجد خلال الأحداث أى إشارة إلى أن ما يحدث هو من قدر الله وتحت سمعه وبصره ، ثم بعد نهاية القصة لا نجد الله يتحدث إلينا عنها أو عن أحداثها أو عن العبرة منها .. وكاتب التوراة صريح جداً .. لا يزعم أن هذا وحى الله إلينا ! .. لم يدعى الرجل ذلك أبداً .. إن الله ليس أحد الشخصيات الرئيسية فى القصة التوراتية .. إن الله لا يتحدث إلينا فى التوراة ! .. إن التوراة تركز على بنى إسرائيل أكثر من الله !!

 

وفى المقابل من سمات إلهية القرآن : ظهور الله فى كل أجزاء القصة .. وكيف لا يظهر وهو المحرك الحقيقى للأحداث ؟ .. وما قلته لك عن التعقيبات الإلهية يفيدنى هنا .. وأزيدك .. فمن ذلك أنك ترى بعض صيغ التعقيبات تأتى بضمير المتكلم .. " وكذلك مكنا .. " .. " وكذلك نجزى .. " .. وهذا معناه أن الله حاضر يروى لنا القصة ويعقب عليها .. إن الله يكلمنا فى القرآن ويهدينا ويرشدنا ويعلمنا ! .. بل إنى ذهبت أتتبع ذكر الله فى القصة التوراتية .. سواء من الراوى أو على لسان شخصيات القصة .. فوجدته قليلاً جداً .. حوالى عشرين موضعاً .. من ضمن مئات الآيات فى قصة يوسف .. أما فى القرآن فإن ذكر الله يجرى كثيراً على لسان يعقوب ويوسف عليهما السلام بالإضافة لبعض شخصيات القصة الأخرى .. وهذا كله بخلاف التعقيبات الإلهية بين الحدث والآخر .. ثم إن الذى يسرد أحداث القصة كلها فى القرآن هو الله .. بخلاف كاتب التوراة فلم يزعم أن الله يكلمنا أو يقص علينا أو يهدينا !!

 

ومن سمات إلهية القرآن : سمو اللفظ ورقيه وتهذيبه .. ففى مشهد مراودة امرأة العزيز ليوسف قالت : " هيت لك " .. على حين عبارة " اضطجع معى " .. تفجؤنا بكل فظاظتها وغلظها فى النص التوراتى .. وكاتب التوراة يستخدمها كثيراً فى قصصه عن الزنا عموماً .. أنت تعلم عزيزى مرسل مدى غرام كاتب التوراة بذكر قصص الزنا وتفاصيلها !!

 

ومن سمات إلهية القرآن : الحديث عن التوحيد فى ثنايا القصة .. فهناك درس عظيم فى التوحيد على أعظم ما يكون الشرح من يوسف عليه السلام لصاحبيه فى السجن .. وليس التوحيد فقط الذى حظى بذلك .. أما التوراة فحديثها عن ( أمور الدين ) معدوم .. ومال كاتبها وهذه ( الأمور ) ؟! .. أما فى القرآن الحديث عن هذه ( الأمور ) كثير كثير .. على لسان يعقوب عليه السلام ، وعلى لسان يوسف عليه السلام ، وفى التعقيبات الإلهية قبل وأثناء وبعد القصة .. بل وفى طريقة سرد أحداث القصة نفسها !

 

ومن سمات إلهية القرآن : تكريم شخصى النبيين الكريمين يعقوب ويوسف عليهما السلام .. لأن هذا ما يليق بمن اختارهم الله ليبلغوا وحيه إلى عبيده .. فالتوراة يغلب على تصويرها للأنبياء عموماً أنهم شرذمة من القتلة والسكيرين والسارقين والزناة وعباد الأصنام وعباد الدنيا .. ولا أدرى كيف يختار الله أمثال هؤلاء ليبلغنا وحيه ؟ .. ألم يجد خيراً من هؤلاء ؟ .. وليس العجب الأكبر مما فعله كاتب التوراة .. إنما العجب الأشد والأعظم ممن يؤمن بأن هذا وحياً إلهياً .. مع أنه لو نسب أحدهم له أو لأبيه بعضاً مما نسب للأنبياء ، لثار وهاج وماج وقام الدنيا وما أقعدها ، ولو كان الرجل الذى اتهمه يواجهه لربما تعدى عليه بالضرب أو أشد .. أما أن ينسب القتل والسرقة والزنا وعبادة الأصنام والسكر وكل الكبائر إلى الأنبياء .. فهذا لا شىء فيه !! .. بل هو عندهم من حكمة الله !!!

 

وبالنسبة لشخصية يعقوب عليه السلام فى التوراة .. فقد ذكرت لك كيف صورته التوراة فى رسالة سابقة .. صورته دنيوياً غليظ القلب وسارقاً للبكورية والبركة والأغنام والمواشى وكاذباً وخادعاً ومقراً للشرك فى أهله وديوثاً بارد الطباع وغبياً بليداً .. وأوضحت لك الصورة المشرقة التى رسمها له القرآن .. بحسبك فى هذا المقام مقارنة موقف يعقوب حين اعتقد أن يوسف قتل فى التوراة بموقفه حين سمع دعوى إخوته بقتل يوسف فى القرآن . بل إن الأمر يتعدى يعقوب فى التوراة إلى أسرته وبيته .. خذ مثلاً الزنا .. كل من قرأ التوراة يعلم غرام كاتبها بذكر حالات الزنا .. شكيم بن حمور يزنى بابنة يعقوب ، ولا يحرك يعقوب ساكناً .. وراؤبين بن يعقوب يزنى بسرية أبيه بلهة أم إخوته ، ويعرف يعقوب ولا يصنع شيئاً .. وكأن ذلك حجة على أن الزنا أمر لا غبار عليه عند هؤلاء الأنبياء أو اليهود .. ويهوذا بن يعقوب يزنى بزوجة ابنه وهو لا يعرف ، ثم لما بلغه أنها زنت حكم بحرقها ! .. لكنها لما عرفته أنه هو الذى زنى بها لم يفعل شيئاً !!

 

وبالنسبة ليوسف عليه السلام فحاله فى التوراة أحسن من يعقوب ، فقد نجا من كثير مما وصفت به يعقوب ، على أنه لم ينجو تماماً ، فالتوراة تجعله يقسم بحياة فرعون مرتين فى حديثه إلى إخوته عندما وفدوا عليه ليمتاروا منه وهم لا يعرفونه .. ولا أدرى كيف يقسم نبى بغير الله .. الأنكى من ذلك أن قسمه فى المرة الثانية كان كذباً ! .. فقد أقسم إنهم لجواسيس إذا لم يرسلوا بواحد منهم ليحضر أخاهم الصغير الذى بقى مع أبيهم ، مع أنه يعلم تمام العلم أنهم ليسوا بجواسيس .. أى أنه قد حلف بغير الله ، وعلى شىء غير صحيح !!

 

وفى التوراة عندما يعرف يوسف نفسه لإخوته .. يبين لهم أن ما حدث كان خيراً لا شراً .. لأن الله أرسله قبلهم لينقذهم من المجاعة .. وهذا أراه غريباً من نبى كريم .. هل كل همه انقاذ بنى إسرائيل من المجاعة ؟ .. ألم يلحظ فى القصة أى عبرة غير ذلك ؟ .. إن هذا لمريب !!

 

وعموماً .. فـ ( يوسف ) التوراة مختلف تماماً عن ( يوسف ) القرآن .. ففى القرآن صلاحه ظاهر وتقواه واضحة وعلاقته بالله متصلة وحديثه عن الله ملء الأسماع .. بل إن القرآن بلغ من تحرزه فى ذلك أن إخوة يوسف لما ساوموه أن يأخذ واحداً منهم مكان السارق .. قال يوسف : " قال : معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون " .. فانظر كيف لم يقل " .. إلا من سرق .. " .. لأنه كان يعلم أنه ليس بسارق وأنها خدعة .. بل قال " .. إلا من وجدنا متاعنا عنده .. " .. إلى هذه الدرجة من التحرز بلغ القرآن فى نفى الكذب عن يوسف عليه السلام والرفع من قدره !

 

اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا .

 

خيارات      

 

فارس-الليل

(سـلطان حـــوار)

01/12/03 07:50 PM

 

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

الله يعطيك العافية أخي ..

كفيت و وفيت و الله .. لا حرمنا الله من أمثالك ..

" و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعقلون "

 

تحياتي

فارس

 

<img src="http://alfoursan.net//generated/arabian1/06__scaled_640.jpg .gif">

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/12/03 09:40 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

متعلم

 

في الحقيقة صار حوارنا حوار الطرشان ... كل واحد يشد لميله ... واحد لليمين وواحد للشمال ...

 

قلت لك ياسيد متعلم بأنك صبياني في حوارك لعدة اسباب :

 

اولا : انت تدعي تقديم مايبطل مقياسي وعدم قدرتي على الرد ... وكل عاقل يقرأ يرى غير ذلك ...رايح جاي عم تفني على موال واحد " يامرسيل انت لم تستطع ان تثبت اقتباس القرآن في قصة يوسف ... يامرسيل انت عاجز عن الرد ... يااخي االى هذا الحد فكرك ضيق ... تريدني ان اثبت لك ان القرآن اقتبس من الكتاب المقدس بالأستناد على قصة يوسف وحدها ؟؟!! صدقني انك عجيب في فكرك ومضطرب جدا ... لاياسيدي ! الرؤيا لاتتوضح ولاتكتمل الا بكمال الصورة ... وقصة يوسف لاتمثل الى القليل القليل من تركيبات هذه الصورة ولن تكتمل ملامحها الا حين نأتي بالأجزاء الأخرى ونركبها جنبا الى جنب ... انت قد ترى الأن الجزء العلوي من اللوحة ... سماء زرقاء ( وهي ايضا غير صافية ) وهو ماخترته انت واردت ان تراه ... ولكني سأأخذك بعد ذلك الى الأسفل ... ومع ذلك هذه الصورة لن تتضح كليا حتى بعد تكاملها لأننا لابد ان نعلم بعض الشيء عن الرسام الذي يقف خلف هذه الصورة ... عن طبيعته واوصافه وحياته ... ولابد ان نعرف شيئا عن المحيط الذي عاش فيه ... الرسمة تكتسب قيمة بقدر مالراسمها من قيمة ...

 

ثانيا : تتبع اسلوب كثرة الكلام واللغوا الفارغ من الحقائق المفيدة ... فتعلق على نقطة فأجيبك عليها ومن ثم تعيد الكرة وتطالبني بالرد ... وهكذا نبقى في حالة دوران دائم ...

 

ثالثا : نحنا هنا بصدد تبيين حقيقة واحدة لاغير ... ان القرآن اقتبس من الكتاب المقدس ، وهذا لايتطلب بالدرجة الآولى ان اثبت صحة كتابي ، فهو بالنسبة لك محرف ... ولكن الأقتباس يثبت بغض النظر عن كون التوراة من الله ام لا ... وطبعا لك الحق في دفاعك ان تظهر مقدار الوهية القرآن على حساب تبيين بشرية التوراة ، ولكن حتى ان خدعت نفسك واكدت لغيرك ان التوراة ليست من الله فهذا لايرفع تهمة الأقتباس عن القرآن ...

 

رابعا : لك الحق ان تتكلم في قصة يعقوب ولم انكر عليك ذلك ... ولكن عليك ان تكون صريحا مع نفسك ومحقا مع غيرك ... لقد اتفقنا ان تطرح قصة للمقارنة ومن ثم أاتي انا بما لدي ... وهاانا معك في قصة يوسف منذ اسابيع ... وفي النهاية تقفز الى قصة يعقوب متجاهلا كل الأعراف ... ولماذا قصة يعقوب ؟ لأنه منذ قديم الزمان زالى الأن كانت عرضة لأنتقادات المسلمين وكتبوا فيها كتب ... وطبعا كل هذا لتغطية نقصان القرآن ... تهجم على التوراة لكي تحول الأنظار عن القرآن ...

 

خامسا : مرادي ان نقوم بالمقارنات بين هذه وتلك ، فتأتي بمالديك بالمختصر المفيد وااتي بمالدي بالمختصر المفيد ... ولو تأملنا في كل قصة كما نفعل الأن لقضينا الدهر في التأمل ... وطبعا هذا مرادك ولن تراني خاضع له ... اذا كنت ممن يحبون كثرة الكلام فأرجوا ان تعذرني لأني لست منهم ...

 

ياسيدي الفاضل لن اسمح لك يتحوير الحوار والخروج عن الخط الموضوع ... هنا نقول مالدينا عن مصادر القرآن ... وحبن تملك مواضيع اخرى عليك ان تكتبها في مكان أخر... والا اعتبر مايبدر منك هروبا ، ولاأحب ان اتهمك بهذا لأني اثق في نيتك الصادقة على استمرار الحوار ... وارجوا ان لاتنسى انه حوار ...

 

 

 

 

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/12/03 10:04 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

متعلم

 

سأترك ردودك الأخيرة بدون تعليق الى ان اسمع ردك الواضح على سؤالي الأخير ... وبشكل واضح بدون تذبذب او خداع في كثرة الكلام ... عمران ام عمرام ؟ ومن ثم نقرر ( بعد الأنتهاء من يوسف كليا ) اين نتابع ... مع يعقوب ام مع مريم ... واعتقد ان اصرارك على يعقوب يدل على افلاسك وخوفك وقد اجاريك واذهب معك الى باب الدار ... اقول قد ... وارجوا ان تحاول او نحاول قدر الأمكان عدم طرح ومعالجة نقاط بهذه الكثرة مرة واحدة ... فقد اختلط الحابل بالنابل ...

 

تزعم مرارا تهربي من التعليق على ردودك ، كما وتستاء من تجاهلي لبعض النقاط في قصة يوسف القرآنية ... وغير ذلك تتحداني في اظهار او تبيين ماهو غير الهي في هذه القصة ... وتدعي بأنك افحمتني بردودك ... واني لم استطع اقامة الدليل من قصة يوسف ان القرآن اقتبس من التوراة ... اذا دعني اعود لألبي رغبتك محاولا في التعليق على ماتجاهلته ... وافعل ذلك مكرها لانني اعتقد بعدم جدوته كثيرا امام مالدينا من نقاط مهمة للبحث ... ولكن ليس باليد حيلة ، فأنت تلزمني بهذا ولاأدري اذا كنت سألبي رغبتك بالأستمرار بنفس الأسلوب في القصص القادمة ...

 

والأن الى يوسف في القرآن

 

الأية الأولى والكلمة الأولى: الر ... قلنا قبلا انه كلام مبهم غير واضح وغير مفهوم ولاأساس ولاسند له ... فاعترضت انت بالقول : (( غمض عليك معنى الحروف المقطعة فى أول السورة .. ومعناها سهل وواضح عزيزى مرسل ، فالله عز وجل يسرد بعض حروف اللغة العربية ، ثم يقول : " تلك آيات الكتاب المبين " ، أى : من هذه الحروف البسيطة التى تتألف منها العربية جاءت آيات القرآن المعجز ، فلم يجعل الله القرآن يتألف من حروف غير عربية ، ولا جاء لهم بلغة لم يعرفها العرب ، ومع ذلك أعجزهم هذا القرآن أن يأتوا بمثله ، أو حتى بسورة واحدة من مثله ، وعمر هذا التحدى أربعة عشر قرناً ، وما زال هذا التحدى قائماً !))

 

وطبعا تجاهلت ردك هذا واكتفيت بماقلته حضرتك حتى وان لم اقتنع به على الأطلاق ... ولكنك تعيرني وتتهمني بالهروب وبالعجز عن الرد على تعليقاتك التي تعتبرها اداة لأبطال مقياسي ... وفي الخقيقة لاأعلم ماذا اقول ، اذا رديت اكون غير امين على وقتي ، وان لم ارد تواجهني تحدياتك الصبيانية ... لاأدري ... سأحاول ولو كنت ارى نفسي مكرها ...

 

من اين اتيت بتفسيرك السهل والواضح للأية؟

 

الجلالين يقول : " الر" اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِذَلِكَ " ويقول الطبري : " اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : تَأْوِيله أَنَا اللَّه أَرَى ... وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ حُرُوف مِنْ اسْم اللَّه الَّذِي هُوَ الرَّحْمَن ...

 

وقال القرطبي : "وَقَالَ بَعْضهمْ : " الم " أَيْ أَنْزَلْت عَلَيْك هَذَا الْكِتَاب مِنْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ . وَقَالَ اِبْتَعَثَك فِي قَوْله : " الم " قَالَ اِسْم مِنْ أَسْمَاء الْقُرْآن . وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّد بْن عَلِيّ التِّرْمِذِيّ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ اللَّه تَعَالَى أَوْدَعَ جَمِيع مَا فِي تِلْكَ السُّورَة مِنْ الْأَحْكَام وَالْقَصَص فِي الْحُرُوف الَّتِي ذَكَرَهَا فِي أَوَّل السُّورَة , وَلَا يَعْرِف ذَلِكَ إِلَّا نَبِيّ أَوْ وَلِيّ ..."

 

ابن كثير لايذكر شيئا في هذا المجال ويشير الى تفسيره على صورة البقرة ...وحين ذهبت الى هناك لأرى مايقول فوجئت بقوله " عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ مَا مِنْ بَيْت تُقْرَأ فِيهِ سُورَة الْبَقَرَة إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَان وَلَهُ ضُرَاط " وغشيت على نفسي من الضحك ... وماعلينا فالرجل يتابع في التخبط كالعادة فيقول :

 

"قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ وَلَمْ تَرِد كُلّهَا مَجْمُوعَة فِي أَوَّل الْقُرْآن وَإِنَّمَا كُرِّرَتْ لِيَكُونَ أَبْلَغَ فِي التَّحَدِّي وَالتَّبْكِيت كَمَا كُرِّرَتْ قِصَص كَثِيرَة وَكُرِّرَ التَّحَدِّي بِالصَّرِيحِ فِي أَمَاكِن قَالَ وَجَاءَ مِنْهَا عَلَى حَرْف وَاحِد كَقَوْلِهِ - ص ن ق - وَحَرْفَيْنِ مِثْل" حم " وَثَلَاثَة مِثْل " الم " وَأَرْبَعَة مِثْل " المر " وَ " المص" وَخَمْسَة مِثْل " كهيعص - وَ - حم عسق " لِأَنَّ أَسَالِيب كَلَامهمْ عَلَى هَذَا مِنْ الْكَلِمَات مَا هُوَ عَلَى حَرْف وَعَلَى حَرْفَيْنِ وَعَلَى ثَلَاثَة وَعَلَى أَرْبَعَة وَعَلَى خَمْسَة لَا أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ " قُلْت " وَلِهَذَا كُلّ سُورَة اُفْتُتِحَتْ بِالْحُرُوفِ فَلَا بُدّ أَنْ يُذْكَر فِيهَا الِانْتِصَار لِلْقُرْآنِ وَبَيَان إِعْجَازه وَعَظَمَته ..."

 

فهذا بيان اعجاز القرآن وعظمته !!!

 

في الحقيقة ، ان معشر المسلمين يتخبطون خبط العشواء في تفاسيرهم ولايمكنك ان تأخذ مهم حق من باطل ...

 

ولكن للسريان تفاسير اقرب الى الحقيقة من التفاسير الأسلامية ... ومما يجعلنا نأخذ بها اكثر من غيرها ، الحقيقة التاريخة التي تشير الى كون اللغة السريانية في ذاك الزمان باعتبارها من اللغات السائدة في العالم العلمي والتجاري والديني ... كما ايضا علاقة الرسول الكريم بمن تكلموا هذه اللغة واجادوها امثال ورقة بن نوفل وراهب بحيرا ... ولنا ايضا من الأحاديث مايؤكد اهتمام الرسول بهذه اللغة كاالأحديث التالية :

 

‏"حدثنا ‏ ‏علي بن حجر ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏خارجة بن زيد بن ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏قال ‏

‏أمرني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن أتعلم له كلمات من كتاب ‏ ‏يهود ‏ ‏قال ‏ ‏إني والله ما آمن ‏ ‏يهود ‏ ‏على كتابي قال فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له قال فلما تعلمته كان إذا كتب إلى ‏ ‏يهود ‏ ‏كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم ‏

‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏وقد روي من غير هذا الوجه عن ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏رواه ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت بن عبيد الأنصاري ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏قال ‏ ‏أمرني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن أتعلم ‏ ‏السريانية ‏( سنن الترمذي )

 

ويأمررسول الإسلام كاتبه وشاعره زيد بتعلم السريانية ...

 

"حدثنا الإمام أبو الوليد ، و أبو بكر بن قريش قالا : حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ، عن زيد بن ثابت قال :

قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : أتحسن السريانية فقلت : لا قال : فتعلمها فإنه يأتينا كتب فتعلمها في سبعة عشر يوماً . قال الأعمش : كانت تأتيه كتب لا يشتهي أن يطلع عليها إلا من يثق به . "

 

ماهذا يامتعلم ؟! في الحقيقة اجمل خدمة تقدمها لي في حوارنا انك تحثني على البحث والتنقيب في صفحات الحديث الشريف ... لقد عثرت على كنوز لاتقدر بثمن ياعزيزي ، ومنها الأثبات ان الرسول كان يطلع على الكتب اليهودية والسريانية بسرية تامة ولايسمح الا للمقربين اليه ان يطلعوا على هذا الأمر ... سأعود الى ذلك لاحقا واتمنى ان اسمع تعليقك على هذا ...

 

والأن الى حسابات السريان ...

 

هل تعرف ابجد هوز؟؟؟ هناك طريقة مشهورة علميا فى الحسابات وبها نعرف بعض الالغاز ...

 

أ= 1 ب=2 ج=3 ذ= 4 ة= 5 و=6 ز=7 ح=8 ط=9 ى=10 ك=20 ل=30

م=40 ن= 50 س=60 ع=70 ف= 80 ص=90 ق=100 ر= 200

ش=300 ت= 400

القران = 1+30+100+200+1+50=382

موجز= 40+6+3+7=56

الدين = 1+30+4+10+50= 95

اليهودى = 1+30+10+5+6+4+10 = 66

والمسيحى = 6+1+30+40+60+10+8+10 = 165

وبناء على ذلك يكون ... القران = موجز الدين اليهودى والمسيحى = 382

 

حم عسق

ح + م + ع + س + ق = 278

المسيح هو بن الله = 278

 

 

كل من يبحث عن معنى الأحرف النورانية عليه أن يكون ملما باللغة السريانية ...

 

والأحرف ( ك ه ي ع ص ) كهيعص ... يمكن معرفة مدلولها من الأبجدية السريانية والعربية والأرقام التي تقابلها ...

 

ك يقبلها الرقم 20

ه 5

ي 10

ع 70

ص 90

المجموع يساوي 195

 

وهو نفس الرقم لصيغة " المسيح الهي "

ا يقابلها الرقم 1

ل 30

م 40

س 60

ي 10

ح 8

 

 

ا 1

ل 30

ه 5

ي 10

المجمع الرقمي يساوي 195

وعليه: كهيعص = المسيح إلهي

 

اما ا ل م وايضا ا ل ر فهي اختصارات لجملة سريانية تتقدم دوما قراءتهم للكتاب المقدس فيقال : ا ل ر = اومر لي ربوني... وترجمة الكلام الى العربية هو" امرني المعلم الأكبر" ... وهذا لقب للمسيح العظيم ... وايضا ا ل م = اومر لي مريو... وترجمتها الى العربية " امرني الرب " ...

 

لاتقل لي ان هذه تراهات ... في الحقيقة هي اقرب الى العقل من قال فلان عن علان ... انها افضل جدا من تخبطات المفسرين ؟!

 

إنَّا أنزلناه قرآناً عربياً (آية 2)

 

في رأيي الأصح هو ان يقول " انا انزلناه قرآنا عربيا مليئا كلاما اعجميا وكلاما مبهما خفيا " ... ولنا في هذا كلاما كثيرا اتركه الى مابعد ...

 

لما قالت اليهود لمشركي مكة: سَلُوا محمداً عن أمر يعقوب وقصة يوسف،وكانت عند اليهود بالعبرانية، نزلت هذه السورة فيها قصة يوسف بالعربية لتفهمها العرب ويعرفوا معانيها. فقوله قرآناً من إطلاق الكل على الجزء. فالمسلمون يعترفون أن قصة يوسف مذكورة باللغة العبرية في الأصل، وأن القرآن ذكرها باللغة العربية ليفهمها العرب (الرازي في تفسير يوسف 12: 2).

 

ولكن نقول إنها كانت مترجمة إلى العربية قبل ظهور محمد بأجيال عديدة، وقد تصرف محمد في هذه القصة تارة بالزيادة وأخرى بالحذف، فذكر في عدد (4) أن يوسف رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين، وهذه العبارة مثل العبارة الواردة في تكوين 37: 9 11. لكنه حذف الحُلم المذكور قبل هذا فقال لإخوته إنهم كانوا حازمين حُزماً في الحقل: وإذا حزمتى قامت وانتصبت، فاحتاطت حُزمكم وسجدت لحزمتي فترك القرآن هذا ولم يذكر سوى الحلم الثاني...وارجوا منك ان تشير لي الى ماهو الهي في هذا الأختصار ... او ان تقول لي من جهة اخرى مالفائدة ليحرف اليهود في هذا الموضع فيزيدوا على النص حلم اخر ؟ فأما ان نأخذ بالزيادة في القصة التوراتية ونعتبره مضافا وغير موحى به من الله ، ااو ان نسلم بنقص الرواية القرآنية ... وبما ان لاوجود لأسباب تدعي اليهود الى مثل هذه الأضافة لايبقى علينا الا ان نسلم بنقص القصة القرآنية ولنا في ذلك سببا وجيها هو ان الرسول كان يسمع الكلام ومن ثم ينقله ناقصا الى قرآنه ، ولنا دليل على هذا في الأسم " عمرام " المنقول الى " عمران " ...

 

يوسف وإخوته

 

قالوا: يا أبانا مالك لا تأمَنَّا على يوسف وإنّا له لناصحون. أرسِلْهُ معنا غداً يرتعْ ويلعبْ وإنّا له لحافظون. قال: إني ليَحْزُنُني أن تذهبوا به، وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون (آيات 11 13).

 

قلنا قبلا ، لم يطلب إخوة يوسف من أبيهم أن يرسله معهم للعب، ولا كان هو متردداً مخافة أن يأكله الذئب... فالحقيقة هي في تكوين 37: 12 42 أن إخوة يوسف توجّهوا إلى شكيم لرعي مواشيهم، فغابوا مدة. فطلب أبوهم مِن يوسف أن يذهب ليرى سلامة إخوته وسلامة الغنم. فتوجّه فلم يهتدِ إليهم، فاستفهم عنهم وعرف أنهم في دوثان، فتوجَّه إليهم. فلما أبصروه من بعيدٍ عزموا على قتله بأن يطرحوه في أحد الآبار، ويقولوا إن وحشاً رديئاً أكله. فأنقذه رأوبين من أيديهم، وقال: لا تسفكوا دماً. اطرحوه في هذه البئر (وكانت فارغة ليس فيها ماء) لينقذه ثم يردّه إلى أبيه. فلما وصل يوسف إليهم نزعوا قميصه الملون وطرحوه في البئر...

 

ونرجع هنا الى تحديك المستمر لنا في اثبات بشرية النص او عدم الوهيته ... فاسالك ماهو الألهي في هذه اية ؟ ولماذا ينبغي ان نسلم بصحة هذه الية القرآنية وننسب التحريف الى الأية التوراتية ؟ فلماذا علينا ان نقول " ذهب ليلعب " ولانقول " ذهب ليرى سلامة اخوته "؟ اين هو الغلط في النص التوراتي ... لاغلط البتة ... ينسب اليه الغلط لنبرير تناقض القرآن ونقصانه ، وكل انسان له عقل يفكر به قادر على استخلاص هذا الحق ...

 

وتقول انت في ردك على تعليق لي :

 

((" قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف .. " .. اعترضت أنت على عدم ذكر القرآن لقائل الكلام .. وها هنا الفيصل عزيزى مرسل بين كلام الله وكلام البشر ! .. إن أسلوب النص التوراتى أسلوب بشرى ، فهو يذكر ما استطاع من التفاصيل والأسماء والأحداث ، وهذا أسلوب البشر عموماً فى قصصهم ، فالمسألة مسألة تأريخ وقصص لا أكثر وليست مسألة وحى وهداية ! .. أما أسلوب النص القرآنى فهو إلهى ، يعرض عما لا فائدة من ذكره ، ويوجه السامع إلى ما فيه الخير والعبرة ، فما فائدة أن تعرف اسم ))

 

ومالضرر في ان اعرفه ؟ بيت القصيد ليس ان نعرف الأسم او لانعرفه ... نحن بصدد التمييز بين الأصل والمزيف ، ولهذا نهتم بمثل هذه النقاط لأنها تثير لدينا السؤال الذي واجهنا وسيواجهنا كلما اصتدمنا بمثل هذا الأختلاف في الروايتين ... لماذا النقص في الرواية القرآنية ، وفي بعض الأحيان نقص الى حد الأبهام والتعتيم الكاملين على القصة ؟ لماذا يذكر اسمه في التوراة ولايذكر اسمه في القرآن ؟ اليست التوراة من عند الله والقرآن ( على حد زعمك ) من عند الله ؟ اذا لماذا يعلن هذا الأسم بينما يتركه الأخر ؟ سقول لي التوراة محرفة ... فأسالك : ومالفائدة من التحريف في هذه الآية واضافة الأسم اليها ؟

 

فتجيبني من ردودك السابقة ((لم نقل أبداً أن كل تحريف فى نص الكتاب المقدس كان لعلة( اذا لماذا .. من اجل التسلية ؟!) لا .. فبعضه فيه علة ظاهرة لأغراض فى نفس المحرف .. وبعضه لا علة ظاهرة فيه ، فنحن لم ندعى أبداً أن من حرف أتى على كل تفصيلة لا تخدمه وحذفها ( وفي هذا لم تصدق ياسيدي كما لم توافق اغلبية علماءك ).. .وكأنى برجل يدعى سرقة منزله ، إذ وجد كل ما خف حمله وغلا ثمنه قد سرق ، فتأتى أنت وتقول له لا لم يسرق المنزل بعد لأن هناك سجادة وبعض الأوانى لم يسرقوا !!... لكن المحرف نفسه بشر يصيب ويخطىء ... إذ كيف يجعل الله ذلك التحريف محكماً ، لا بد أن يظهر الله عز وجل الثغرات فيه ( يجعل الله !!! هل تقصد ان الله وافق على التحريف في كتابه ولكنه لم يسمح بأن يكون هذا التحريف محكما ؟! سمح بالتحريف ولم يسمح بكماله حتى يتسنى لمحمد ان يأتي بعد مئات السنين ليكتشف الأمر ) ... حتى يكون حجة للمؤمنين بالتحريف ...)) ياأخي صدقني ، بدي قولك باها بالعامية ... عيب عليك تحكي هيك حكيات ...

 

قلتم حرف الكتاب المقدس ... فسألناكم لماذا حرف؟ ... قلتم لأغراض يهودية نصرانية ... سألناكم ماهو الذي حرف ؟ قلتم كل ماهو متناقض مع القرآن ... قلنا لكم هنالك نصوص لاتتناقض معه ... قلتم انها محرفة لانها كتبت بأسلوب بشري ... قلنا لكم هنالك امور ذكرت في التوراة فيها العبرة والموعظة الحسنة ولاتضر ولاتخالف العقيدة الأسلامية ولكنها تناقض روايته وتفاصيلها ، فلماذا يحرف اليهود امور لاتضر ولاتنفع ... فلماذا يقولون عمرام ولايقولون عمران كما في القرآن؟ ... وهنا يأتينا ردك الفارغ ومثالك السخيف ... وتقول عني بأني متذبذب ياسيد متعلم ؟! هل هذا رد تقدمه لنا واصفا به الأغراض من تحريف التوراة وقصة يوسف التوراتية ؟!

 

وقال القرآن إن أولاد يعقوب لعنوا أباهم لأنه كان يحب يوسف أكثر منهم، وقالوا: إن أبانا لفي ضلال مبين (يوسف 8)...

 

وقد أورد الرازي شبهة قوية في هذه المسألة، لم يستطع الإجابة عليها، فقال:

 

(1) إن كان أولاد يعقوب مُقرِّين بكونه رسولاً، فكيف اعترضوا عليه وزيّفوا طريقته؟ وإن كانوا مكذِّبين لنبوته، فهذا يوجب كفرهم. وقال في الإجابة إنهم كانوا مؤمنين بنبوَّة أبيهم، إلا أنهم جوَّزوا منه الخطأ.

 

(2) إنهم نسبوا إلى أبيهم الضلال المبين وذلك مبالغة في الذمّ والطعن، مما يستوجب الكفر. وكان جواب الرازي: المراد الضلال عن رعاية المصالح في الدنيا (الرازي في تفسير يوسف 12: 11 13).

 

لقد قال القرآن عن إخوة يوسف ما لم يقولوه، ولذا وقع مفسروه في هذا المأزق! ثم كيف تتَّفق أفعالهم تلك مع كونهم أنبياء كما يقول القرآن: وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ؟ (النساء 4: 163).

 

وأذكرك هنا بحديث شريف للرسول صلعم يقول فيه ان لعن الأب هو من الكبائر ... وهل يوجد لعنة اكبر من تلك يقترفها الأبن ضد ابيه ...

 

ويقول القرآن إنهم لما رأوا أباهم يحب يوسف، اتفقوا على قتله وإلقائه في غيابة الجب ليلتقطه بعض السيارة. والحقيقة أنهم تداولوا بعد أن أرسل إسرائيل يوسف إلى إخوته. فهذه خمس أخطاء:

 

إنهم لم يلعنوا أباهم.

 

لم يتفقوا في قتله إلا بعد إرساله إليهم.

 

لم يطلبوا من أبيهم أن يرسله معهم، بل أبوهم هو الذي أرسله إليهم من تلقاء ذاته.

 

لم يذكر أبوهم شيئاً عن ذئب.

 

لم يظن يعقوب السوء في أولاده كما قال: بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً (آية 18). فإنه صدّق كلامهم وبكى على ابنه.

 

(6) نسب القرآن إلى إخوة يوسف الذين يصفهم بالنبوّة عدة أخطاء، منها أنهم سبّوا أباهم وضربوا أخاهم (الطبري في تفسير يوسف 12: 15).

 

بيع يوسف

 

وجاءت سيَّارةٌ فأرسلوا واردَهم فأدلى دَلْوَهُ. قال: يا بُشرى! هذا غلامٌ. وأَسَرُّوهُ بضاعةً (آية 19).

 

في قراءة جاءت يا بشراي! . و واردهم هو الذي يتقدّم الرفقة إلى الماء والدلاء. يُقال: أدليت الدلو إذا أرسلتها في البئر، ودلوتها إذا أخرجتها. فقال الوارد: أبشروا .

والتوراة تقول: إن يهوذا أشار على إخوته أن يبيعوا يوسف وقال لهم إنه أخونا من لحمنا. ولما مرّت قافلة من المديانيين سحبوا أخاهم وباعوه. وعبارة القرآن تفيد أن رجال القافلة هم الذين سحبوه...

 

ويقول القرآن إن الذي اشتراه من مصر قال: نتَّخذه ولداً (آية 22). والحقيقة هي أنه كان عبداً غريب الجنس...

 

امرأة فوطيفار ويوسف ... همت به وهم بها ... من افتراءات القرآن على يوسف ... لقد تكلمنا في هذا الكثير وقدمنا الكثير ، والينا هنا بعض ماقيل للتذكير مع اضافات للتنوير ...

ولقد هَمَّت به وهَمَّ بها، لولا أن رأى برهان ربه. كذلك لنصرفَ عنه السُّوءَ والفحشاء. إنه من عبادنا المخْلَصين (آية 24).

 

قال المفسرون: إن همّ يوسف كان معصية، وإنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته، وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم، فيما ذكر القُشيريّ أبو نصر، وابن الأنباريّ والنحاس والماورديّ وغيرهم. قال ابن عباس: حلّ الهِميان وجلس منها مجلس الخاتن، وعنه: استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه. وقال سعيد بن جُبير: أطلق تِكَّة سراويله. وقال مجاهد: حلّ سراويله. وقال مجاهد: حلّ السراويل حتى بلغ الإليتين، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته. قال ابن عباس: ولما قال: ذلك ليعلم أني لم أَخُنْهُ بالغَيْب (يوسف 52) قال له جبريل: ولا حين هممت بها يا يوسف؟! فقال عند ذلك: وما أبَرِّئُ نفسي (يوسف 53). قالوا: والانكفاف في مثل هذه الحالة دالّ على الإخلاص، وأعظم الثواب (القرطبي في تفسير يوسف 12: 24).

وأما تفسير قوله لولا أن رأى برهان ربِّهِ (آية 24) فقال قتادة وأكثر المفسرين: إن يوسف رأى صورة يعقوب وهو يقول له: يا يوسف، أتعمل عمل السفهاء وأنت مكتوب من الأنبياء! . وقال الحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك: انفرج له سقف البيت فرأى يعقوب عاضاً على أصبعه. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: مثل له يعقوب، فضرب بيده في صدره فخرجت شهوته من أنامله . وقال السدّي: نودي يا يوسف أتواقعها؟ إنما مثلك ما لم تواقعها مثل الطير في جو السماء لا يطاق عليه. وإن واقعْتَها كمثله إذا وقع على الأرض، لا يستطيع أن يدفع عن نفسه شيئاً. ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يُطاق، ومثلك إن واقعتها كمثله إذا مات ودخل النمل في قرنه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه (الكشاف في تفسير يوسف 12: 24).

أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: البرهان الذي أرى يوسف هو ثلاث آيات من كتاب الله وإنَّ عليكم لَحَافِظِين، كِراماً كاتِبِين، يعلمون ما تفعلون (الانفطار 82: 10 12). وقوله: وما تكونُ في شأْنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ (يونس 10: 61). وقوله: أفمَنْ هو قائمٌ على كلِ نفسٍ بما كسَبَت (الرعد 13: 33). زاد غيره آية أخرى ولا تَقْرَبوا الزنا (الإسراء 17: 32). وأخرج ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس في قوله لولا أن رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في الحائط (الإتقان للسيوطي فصل ما نزل على غير محمد).

 

كيف نزلت هذه الآيات على يوسف؟ هل باللغة العربية؟ فكيف فهمها وهو عبراني؟! أم بالعبرانية؟ فكيف تتفق مع إنّا أنزلناه قرآناً عربياً ؟ (يوسف 12: 2). (2) كيف نزلت الآيات القرآنية ليوسف قبل مولد محمد؟

 

اهاااااااااااااااا لقد فاتني ان القرآن كان في اللوح المحفوظ في السماء ازلا وباللغة العربية المبينة فأنزل ... لغة الله ... فأنزل الله على عبده يوسف بعض الآيات منها !!!

والكتاب المقدس يشهد أن يوسف منزّهٌ عن قوله هَمَّت به وهَمَّ بها . فورد في تكوين 39: 9 أنه لما طلبت امرأة فوطيفار من يوسف أن يضطجع معها، قال: إن سيدي سلّم كل شيء ليدي في هذا البيت، ولم يُمسك عني شيئاً غيرك، لأنك امرأته، فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟ وكانت تكلمه من يوم إلى آخر فلم يلتفت إليها...

 

مسك ثياب يوسف

 

واسْتَبقا الباب، وقَدَّت قميصَه من دُبُرٍ. وألفيا سيّدها لدى الباب. قالت: ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يُسجَن أو عذابٌ أليم؟ قال: هي راودتني عن نفسي. وشهد شاهد من أهلها: إن كان قميصُه قُدَّ من قُبُلٍ فصدقت، وهو من الكاذبين. وإن كان قميصه قُدَّ من دُبُرٍ فكذبت، وهو من الصادقين. فلما رأى قميصه قُدّ من دُبُرٍ قال: إنه من كيدكنَّ. إن كيدكنّ عظيم.

 

يوسف أعرض عن هذا (آيات 25-29) يعني: اترك هذا الحديث ولا تذكره لأحدٍ حتى لا ينتشر بين الناس. أو: لا تكترث به، فقد بانت براءتك.

 

والتوراة تعلمنا خلاف هذا، ففي ذات يوم دخل يوسف البيت ليعمل عمله، ولم يكن أحد في البيت، فأمسكت بثوبه قائلة: اضطجع معي فترك ثوبه في يدها وهرب. فنادت أهل بيتها وقالت: جاء إلينا برجلٍ عبراني ليداعبنا . فأخبرت زوجها فحبسه (التكوين 39).

ومن هذا نرى

لم يجد فوطيفار زوجته ويوسف عند الباب...

لم يقدّ قميصه لا من دُبُر ولا من قُبُل، لأنه ترك ثيابه في يدها وهرب...

من الغرائب تبرئة فوطيفار ليوسف وتوبيخ امرأته، وتوسله إلى يوسف ألا يشيع الفضيحة... فالرجل الذي يثبِت على امرأته الفسق والخيانة لا يبقيها في بيته، ولا يستمر على اقتناء العبد ليكون أحبولةً لامرأته الشريرة، ولا يسجنه بعد ظهور براءته... فالحق هو ما ذكر في التوراة لأنها هي الأصل، ولأنها توافق العقل السليم...

 

نساء المدينة

 

وقال نسْوة في المدينة: امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه. قد شغفها حباً. إنّا لنراها في ضلال مبين. فلما سمعت بمكرهنّ أرسلت إليهنّ وأعْتَدَت لهنّ متكأ. وأتت كل واحدةٍ منهنّ سكيناً وقالت: اخرج عليهنّ. فلما رأينه أكبَرْنه وقطَّعْن أيديَهنّ وقلن: حاش لله! ما هذا بشراً. إن هذا إلا مَلَكٌ كريم. قالت: فذلكُن الذي لُمْتُنَّني فيه، ولقد راودتُهُ عن نفسه فاستَعْصم، ولئن لم يفعل ما آمره ليُسْجَننّ ولَيَكونشّمن الصاغرين (آيات 30 32).

يقول المفسرون: سمعت نسْوة من أشراف مصر أن امرأة العزيز تراود عبدها عن نفسه. فلما سمعت أنهنّ يلُمْنَها على محبته صنعت لهنّ وليمة بألوان الفواكه والأطعمة، ووضعت الوسائد ودعت النسوة وأعطت كل واحدة منهنّ سكّيناً، لأنه كانت عادتهنّ أن يأكلن اللحم والفواكه بالسكين. وقالت ليوسف اخرج عليهنّ. وكانت قد زيَّنته وخبَّأته في مكانٍ آخر. فلما رأته النسوة حِضْن منالفرح، وجعلن يقطّعن أيديهنّ بالسكاكين التي معهنّ وهنّ يحسبن أنهنّ يقطعن الأترج، ولم يجدن الألم لدهشتهنّ. وقال قتادة: أَبَنَّ أيديهنّ حتى ألقَيْنها. وقال وهب: مات جماعة منهنّ، وأن النساء قلن ليوسف: أطع مولاتك فيما دعتك إليه. وقيل: طلبت كل واحدة أن تخلو بهوكانت تقول له: يا يوسف اقضِ لي حاجتي فأناخيرٌ لك من سيدتك. فقال: يارب كانت واحدةً فصرن جماعة. فاختار يوسف السجن على المعصية (القرطبي في تفسير يوسف 12: 31).

 

ولكن التوراة تعلّمنا

 

لم تقم امرأة فوطيفار وليمةً لنساء أشراف المدينة وتعترف لهن بما اقترفت، فلا نتصور أن تفضح نفسها...

لا نتصور أنها تزيِّن يوسفَ ثم تدخله عليهنّ لفتنتهن ، ويطيعها يوسف مع صلاحه وتقواه...

لا نتصور أن النساء يقطعن أيديهن ولا يشعرن لدهشتهن من جمال يوسف. ولو قال إنهن نسين طعامهن أو غير ذلك لكان مقبولاً... ولكن دعواه أن البعض قتلن أنفسهن ولم يشعرن هو من الأقوال السخيفة والخرافية ...

كيف يجوز سجنه بعد أن تأكد فوطيفار من براءته ونزاهته؟

يقول القرآن إن فوطيفار وبخ امرأته، وترجى يوسف أن لا يفضح أمره، ثم يقول بعد سطرين إن امرأته أشاعت هذا الخبر وهتكت نفسها بنفسها، واعترفت أنها هي الخاطئة وأنها معذورة بسبب جمال يوسف، وبعد هذا كله قال القرآن بحبس يوسف...

التماس يوسف

وقال للذي ظنّ إنه ناجٍ منهما: اذكرني عند ربك. فأنساه الشيطان ذكر ربه. فلبث في السجن بضع سنين (آية 42).

 

وتعترض حضرتك على مفهومي للأية بالقول : ((فأنساه الشيطان ذكر ربه " .. تقول أنت : لم ينس يوسف ربه .. كالعادة عزيزى مرسل تتسرع وتفهم الآية خطأ .. معنى الآية : فأنسى الشيطان الساقى ذكر يوسف عند الملك .. وما ذكرته أنت من مثال استعانة النبى صلى الله عليه وسلم بحيلة على بن أبى طالب ليلة الهجرة صحيح تماماً ، وأوافقك عليه ، فهو من اتخاذ الأسباب الذى أمرنا به ، فنحن المسلمين نعتقد أن التوكل على الله يتم بأمرين : أخذ بالأسباب ، وثقة بالله .))

 

اقول : اكد اكثر المفسرين إن الشيطان أنسى يوسف ذِكر ربه حتى ابتغى الفرج من غيره، واستعان بمخلوقٍ مثله في دفع الضرر... وتلك غفلةٌ عرضت ليوسف، بشغل الخاطر وإلقاء الوسوسة، فإنه ورد في الحديث أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم...

 

يقول ابن كثير في تفسيره للأية ، ومن الأفضل دوما ان نقول تخبط فلان وليس فسر فلان ، لأنه لاتفسير يؤكد على حقيقة ما وانما يزيدوا الأبهام ظلاما ويتوهوا الناس بين قال فلان وروى علان ... فأبن كثير يتخبط فيقول : " أَنَّ الضَّمِير فِي قَوْله " فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَان ذِكْر رَبّه " عَائِد عَلَى النَّاجِي كَمَا قَالَهُ مُجَاهِد وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَغَيْر وَاحِد وَيُقَال إِنَّ الضَّمِير عَائِد عَلَى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد أَيْضًا وَعِكْرِمَة وَغَيْرهمْ ..."

 

ويقول الطبري : " اُذْكُرْنِي عِنْد سَيِّدك , وَأَخْبِرْهُ بِمَظْلِمَتِي وَأَنِّي مَحْبُوس بِغَيْرِ جُرْم . كَمَا : 14770 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , عَنِ ابْن إِسْحَاق , قَالَ : قَالَ , يَعْنِي لنبو : { اُذْكُرْنِي عِنْد رَبّك } : أَيْ اُذْكُرْ لِلْمَلِكِ الْأَعْظَم مَظْلِمَتِي وَحَبْسِي فِي غَيْر شَيْء . قَالَ : أَفْعَل 14771 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه : { اُذْكُرْنِي عِنْد رَبّك } قَالَ لِلَّذِي نَجَا مِنْ صَاحِبَيِ السِّجْن , يُوسُف يَقُول : اُذْكُرْنِي عِنْد الْمَلِك - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنِ ابْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , بِنَحْوِهِ . 14772 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن يَمَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ جَابِر , عَنْ أَسْبَاط : { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اُذْكُرْنِي عِنْد رَبّك } قَالَ : عِنْد مَلِك الْأَرْض 14773 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { اُذْكُرْنِي عِنْد رَبّك } يَعْنِي بِذَلِكَ الْمَلِك..."

وهاهو الطبري يتبنى قول التوراة " اذكرني عند الملك " !!!

 

اذكرني عند ربك كلام افتراء ينسب الى يوسف الذي لم يكن يؤمن ويتكل الا على اله اسرائيل اباه ... اما الهة الفرعونيين فلم تكن تساوي عنده شيء

اذكرني عند الملك هي الأصح ... وهذا ماجاء في الأصل ...

 

عليك ان تختار بين هذه وتلك ولاخيار ثالث ياسيد متعلم ...

 

ثم يؤكد الطبري بالقول : " وَقَوْله : { فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَان ذِكْر رَبّه } وَهَذَا خَبَر مِنَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ غَفْلَة عَرَضَتْ لِيُوسُف مِنْ قِبَل الشَّيْطَان نَسِيَ لَهَا ذِكْر رَبّه الَّذِي لَوْ بِهِ اسْتَغَاثَ لَأَسْرَعَ بِمَا هُوَ فِيهِ خَلَاصه , وَلَكِنَّهُ زَلَّ بِهَا , فَأَطَالَ مِنْ أَجْلهَا فِي السِّجْن حَبْسَهُ وَأَوْجَعَ لَهَا عُقُوبَته . كَمَا : 14776 - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا عَبْد الْعَزِيز , قَالَ : ثنا جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعِيّ , عَنْ بِسِطَامِ بْن مُسْلِم , عَنْ مَالِك بْن دِينَار , قَالَ : لَمَّا قَالَ يُوسُف لِلسَّاقِي : { اُذْكُرْنِي عِنْد رَبّك } قَالَ : قِيلَ : يَا يُوسُف اتَّخَذْت مِنْ دُونِي وَكِيلًا ؟ لَأُطِيلَنَّ حَبْسك ! فَبَكَى يُوسُف وَقَالَ : يَا رَبّ أَنْسَى قَلْبِي كَثْرَةُ الْبَلْوَى , فَقُلْت كَلِمَة , فَوَيْل لِإِخْوَتِي 14777 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن عُيَيْنَة , عَنْ عَمْرو بْن دِينَار , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْلَا أَنَّهُ " يَعْنِي يُوسُف " قَالَ الْكَلِمَة الَّتِي قَالَ مَا لَبِثَ فِي السِّجْن طُول مَا لَبِثَ ..."

 

اذا الشيطان انسى يوسف وليس غيره ... لماذا كل هذا التذبذب واللف والدوران ؟

 

لقد انسى السيطان محمد ذكر ربه وسحره اشهرا طويلة والقى على فمه كلاما ... اما يوسف فلا ... والتوراة تعلمنا أن يوسف قال لرئيس السقاة: حينما يصير لك خير تصنع إليّ إحساناً وتذكرني لفرعون، وتخرجني من السجن ... وهذا الالتماس جائز في حد ذاته، بل واجب، لأن الله جعل لكل شيء سبباً. وأي حرجٍ على يوسف في طلبه هذا الطلب العادل؟ والعاقل يرى أن سلوك يوسف هذا كان مرضياً لله فإنه من باب التوكّل على الله... وقد ورد في تكوين 39: 21 أن الرب كان مع يوسف وبسط إليه لطفاً وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن، فسلّم له كل شيء، لأن الرب كان معه، ومهما صنع كان الرب ينجحه ...

 

" ان الرب كان مع يوسف " هذا اجمل وصف لرعاية الله القدير ومحبته القصوى لرجل أمين كيوسف ، الذي لم ينسى ذكر الله او عبادته يوما ... بل ونرى هنا بركات الرب الغنية وجزاءه العادل للذين يحبونه ويثقون في قوته وقيادته ورعايته " وبسط اليه لطفا " بل انه يجعل اعداءه يتحننون عليه ويحبونه فيجد نعمة في عيني رئيس بيت السجن ... ومااجمل قول الرب الكريم امثال " اذا ارضت الرب طرق انسان جعل اعداءه ايضا يسالمونه. " وهذا ينطبق في يوسف حق انطباق ويترك عبرة لجميع الأجيال اللاحقة لتسير في خطوات هذا الرجل العظيم ... يوسف التوراتي ... اما يوسف القرآني الذي هم بها ونسي ذكر ربه فلاحاجة لنا به ...

 

حلم فرعون

 

ذُكر في القرآن حلم فرعون، وهو ينقص عما في التوراة جملة أشياء... فلم يذكر أن البقرات التي رآها في الحلم كانت طالعةً من النهر، ولم يقل إن السبع سنابل كانت في ساق واحد... وقال إن رئيس السقاة طلب من فرعون أن يرسله إلى يوسف (كما في عدد 45) وإنه أرسله ففسّر له يوسف الحلم ثم رجع إلى الملك. وفي عدد (50) وقال الملِكُ ائْتوني به. فلما جاءه الرسول قال: ارجع إلى ربك فاسْأله: ما بالُ النِّسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ؟ إن ربّي بكيدهنّ عليم . وفي عدد (54) وقال الملك ائْتوني به استخلصْهُ لنفسي. فلما كلّمه قال: إنك اليوم لدينا مكينٌ أمين .

 

وهذا يعني أنه لما أخبر الساقي الملك بتفسير الرؤيا، أمر الملك بإخراج يوسف من السجن، فأبى يوسف أن يخرج مع رسول الملك حتى تظهر براءته وكيد النساء، فجمع فرعون النساء وخاطبهن، فاعترفت امرأةُ العزيز أنها راودته عن نفسه وحدها، وغير ذلك من الكلام، ثم دعا فرعونُ يوسفَ فأجاب الطلب.

 

والحقيقة هي كما في التوراة، أنه لما حلم فرعون اعترف رئيس السُّقاة لسيده بتقصيره في عدم ذِكر يوسف، وأخبره بما حدث له مع رفيقه في السجن. فأرسل فرعون ودعا يوسف من السجن، فأبدل ثيابه ودخل على فرعون، فأخبره بأحلامه ففسّرها له، وأشار عليه بتخزين القمح أيام الرخاء والخصب، استعداداً لأيام القحط. ولما انذهل من حكمته ومهارته جعله وزير مصر الأول (أنظر تكوين 41).

 

وهنا نرى:

ذهب رئيس السقاة إلى السجن واستفهم من يوسف عن تعبير حلمَي فرعون...

لما أرسل فرعون إلى يوسف رفض يوسف أن يلبي الدعوة مع أن يوسف هو الذي ترجى رئيس السقاة أن يتوسط في إخراجه من السجن... ولا يُعقل أن يوسف يخالف أمر الملك ويصر على البقاء في السجن إلى أن يبرىء فرعون ساحته، مع أنه عبد أسير... قال محمد: لو لبثْتُ في السجن طول ما لبث يوسف، لأجبْتُ الداعي (أي رسول الملك) (صحيح البخاري )...

ذكر يوسف تقطيع النساء أيديهن... وهذا غريب... فكيف يذكره وهو لم يصرّح بشيءٍ مما حصل له من ظلم إخوته؟ وأغرب من هذا قول القرآن إن فرعون جمع النساء واستفهم منهنّ عن حقيقة ما حدث...

قال القرآن إن امرأة فوطيفار اعترفت بذنبها، وهو بعيد عقلاً. وهذه مسألة عرض وشرف...

 

افتراء على يوسف

 

وما أُبرِّئ نفسي. إن النفس لَأَمَّارةٌ بالسوء (آية 53).

 

لما قال يوسف: لم أخُنْهُ بالغيب (آية 52). قال له جبريل: ولا حين هممت بها؟ فقال يوسف: وما أُبرّئ نفسي . هذه هي رواية ابن عباس، وهو قول الأكثرين...

والتوراة تعلمنا أنه منزه عن أنه هم بها كما تأكد لنا من الردود السابقة... وكيف يساعده الله على الارتقاء وقلبه فاسد؟

 

طلب يوسف الرئاسة

 

قال: اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظٌ عليم (آية 55).

 

ونقول:

ورد في الحديث قول محمد: يرحم الله أخي يوسف، لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته، ولكنه أخّر ذلك سنة . (القرطبي في تفسير الآية).

مدح يوسف نفسه مع أن القرآن يقول: فلا تزكّوا أنفسكم (النجم 53: 33).

والصواب هو ما ذُكر في التوراة (التكوين 41: 37 45). فإنه لما فسر يوسف الحلم لفرعون، حسن الكلام في عيني فرعون وفي عيون جميع عبيده، فقال فرعون لعبيده: هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله؟ ثم قال فرعون ليوسف: بعد ما أعلمك الله كل هذا، ليس بصير وحكيمٌ مثلك . وجعله على كل أرض مصر، وفوض له الأمر...

 

مجيء إخوة يوسف

 

وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له مُنْكِرون، ولما جهّزهم بجهازهم قال: ائْتوني بأخٍ لكم من أبيكم. ألا ترَوْن إني أوفي الكَيْل وأنا خير المُنْزِلِين؟ فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربونِ (آيات 58 60).

قال فخر الدين الرازي: هذا الكلام يضعف قول المفسرين إنه اتهمهم ونسبهم إلى أنهم جواسيس، لأن مَن يتهمهم بأنهم جواسيس لا يليق به أن يقول لهم: ألا ترون إني أوفي الكيل وأنا خير المنزِلين (الرازي في تفسير هذه الآيات).

 

وهنا نرى:

 

قال يوسف: ائتوني بأخٍ لكم، بدون استفهامٍ منهم...

قوله: إني أوفي الكيل ... والحق هو ما ورد في تكوين 42 أنه لما اشتد الجوع في كنعان وعرف يعقوب بوجود قمحٍ في مصر، أرسل أولاده ليشتروا قمحاً، فأتوا إلى يوسف وخروا له ساجدين. فتنكّر يوسف وقال لهم: أتيتم لتتجسَّسوا الأرض . وكانت غايته من ذلك أن يستدلّ منهم عما إذا كان أبوه وأخوه على قيد الحياة أم لا. فأجابوه: إننا اثنا عشر رجلاً بنو رجل واحد، والصغير عند أبينا اليوم، وواحد مفقود . فقال لهم: لا أصدّق كلامكم ما لم تأتوا بأخيكم، وإلا فأنتم جواسيس . وحبسهم ثلاثة أيام، ثم حجز شمعون إلى أن يأتوا بأخيهم، فتذكّروا يوسف وضيقة نفسه، وظنّوا أن يوسف لم يفهم كلامهم، فتحوَّل عنهم وبكى، وأمر أن تُملأ أوعيتهم قمحاً وتُردّ الفضة، وأن يُعطوا زاداً للطريق لأنه كلّفهم بمأمورية. فلا يتصوّر أحد إنهم يذهبون إلى أبيهم ويطلبون منه أن يُرسل أخاهم بنيامين بدون سبب... ولكن التوراة ذكرت سبب ذلك، وهو رغبتهم في تبرئة أنفسهم مما نُسب إليهم أنهم جواسيس، وشرعوا في إقامة البرهان على صدق كلامهم بإحضار أخيهم. ومن الأسباب الموجِبة لإحضار أخيهم بنيامين حجز يوسف لأخيهم شمعون. ولا يُفهَم من عبارة القرآن شيءٌ من ذلك فهي مقتضبة وموجزة... غامضة ومبهمة كالعادة ... ونعود الى طرح ذات السؤال حول ، هل هذا تحريف في التوراة ومااسبابه وأغراضه ، ام انه نقص في الرواية القرآنية سببه عدم رجوع النبي الى الأصل ؟

 

شر العين

 

وقال: يا بَنِيَّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ، وما أُغني عنكم مِن الله مِن شيءٍ (آية 67).

 

قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وجمهور والمفسرين: أمَرَهم أن يتفرّقوا في دخولهم المدينة لئلا يُصابوا بالعين،فإن العين حق . ووردت أحاديث كثيرة تثبت أن العين حق. وكان محمد يقول: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه ومن كل عين لامه (القرطبي في تفسير هذه الآية).

 

واعترض العقلاء اعتراضات جمة على ذلك، فرد أصحاب الوسوسة وقالوا: لا يبعد أن تنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعين فتتخلل مسام جسمه، فيخلق الله الهلاك عندها كما يخلق الهلاك عند شرب السم عادة ...

 

والحق أنه لا يعتقد عاقل بالعين، ويعقوب كان من المتوكلين على الله... ولم يرد في التوراة شيء من هذا، بل ورد قول يعقوب لبنيه: والله القدير يعطيكم رحمة أمام الرجل حتى يطلق لكم أخاكم الآخَر، وبنيامين (تك 43: 14) ... هاهو القرآن ينسب الى يعقوب الأعتقاد بالخرافة والشعوذة ورقى العين مما يحط من قدر هذا الرجل وعظمة ايمانه لاسيما في شيخوخته ... اما التوراة فتظهر مقدار ايمان هذا الرجل بالله وتمسكه بوعوده الأمينة له ... فالله وعد اباه وجده انه بنسلهم تتبارك الأمم ... وهو لم ينسى هذا فيقول مشجعا ابناءه " والله القدير يعطيكم رحمة امام الرجل " وصدق قول الله العزيز " ان كان الله معنا فمن علينا " ...

 

مقابلة يوسف لإخوته

 

ولما دخلوا على يوسفَ آوى إليه أخاه. قال: إني أنا أخوك فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يعملون. فلما جهَّزَهم بجِهازهم جعل السِّقاية في رَحْل أخيه. ثم أذَّن مُؤذِّنٌ: أيتها العير، إنكم لسارقون. قالوا وأقبَلوا عليهم: ماذا تفقدون؟ قالوا: نفقد صُوَاعَ المَلِكِ، ولِمَنْ جاء به حِمْلُ بعيرٍ (آيات 69 72).

 

قال القرآن إن يوسف عرَّف نفسه لأخيه دون باقي إخوته، والحقيقة هي أنهم لما وصلوا أكرمهم وأطعمهم واستفهم منهم عن سلامة أبيهم. ولما أزمعوا الرحيل أمر بوضع الطاس في فم عدل بنيامين. ولما انصرفوا أرسل وراءهم من فتَش عدالهم، ولما وجدوا الطاس في فم عدل بنيامين أمر بالقبض عليه، وكانت غايته من ذلك أن يعرف: هل كانوا يبغضونه، أم غيرت الأيام طباعهم؟ فاستعطفه إخوته وقصوا عليه حكايتهم المبكية، مما برهن تغير قلوبهم. وأخيراً كشف لهم يوسف الأمر. (تكوين 44 ، 45). هناك الأبهام والمغالطات وهنا التوضيح والتنسيق ... وان كان هذا لايجعلنا نحكم في بشرية القرآن او نؤكد الوهية التوراة به ، الا انه يخطوا بنا الى الأمام في تأكيد الأقتباس ...

 

سرقة يوسف

 

قالوا: إنْ يَسْرِق فقد سَرَق أخٌ له مِن قَبُْل. فأَسرَّها يوسف في نفسه ولم يُبْدِها لهم. قال: أنتم شرٌّ مكاناً (آية 77).

 

يؤخذ من عبارة القرآن أن بنيامين سرق الصاع مثل أخيه يوسف، فإن المسلمين قالوا إن يوسف سرق صنم جدّه أبي أمه. وقيل سرق بيضةً أعطاها للفقراء، وقيل دجاجة. وقيل كان يخبىء الطعام ليتصدّق به، وغير ذلك (الكشاف في تفسير هذه الآية)

وهو غير صحيح ... فإن يوسف لم يسرق شيئاً. والحقيقة هي أنه لما وجد عبيد يوسف الطاس في عدل بنيامين، مزّق إخوته ثيابهم، وتحدث يهوذا حديثاً مؤثراً جداً، وقال ليوسف: خذني عِوضاً عنه، لأني إذا صعدت إلى أبيه بدونه يموت والدي... وبذلك ظهرت محبتهم لبنيامين، وأن طباعهم تغيرت عما كانوا عليه وقت يوسف... فتأثر يوسف من أقوالهم وتصرفاتهم وأمر بإخراج الحاضرين وبكى، وعرفهم نفسه، وسكّن روعهم... وهنا نرى اجمل الصور ليوسف المتسامح المحب للذين اذوه ... ويسف الذي لايلوم الناس ولايلوم الله على ماحصل له بل ينسب كل شيء للأرادة الألهيه وصلاحها واهدافها ... يرى وراء كل هذا يد القدير تعمل لخير احباءه فيقول لأخوته :"لاتتأسفوا ولاتغتاضوا لأنكم بعتموني الى هنا . لأنه لاستبقاء حياة ارسلني الله قدامكم ... انتم قصتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا ... " نظرة الرجل المؤمن الثابت الذي يرى في كل الظروف وخلفها يد الله ... اين هي صورة يوسف القرآنية من صورة يوسف التوراتية ؟

 

رجوع إخوة يوسف إلى أبيهم

 

يُستفاد من يوسف 80 82 أن إخوة يوسف تركوا بنيامين في مصر وتوجّهوا إلى أبيهم وأخبروه أن ابنه بنيامين سرق، وأن حاكم مصر حجزه عنده. فأرسلهم ثانية إلى مصر لشراء قمح.

 

والتوراة تختلف مع هذا، فإنهم لو رجعوا إلى أبيهم بغير أخيهم لما عاش والدُهم من هو الصدمة... والحق هو أن يوسف الرجل الحكيم عرّف نفسه لإخوته، وأرسل المركبات واستدعى أباه إلى أرض مصر. ومن رغب في معرفة هذه القصة فعليه بمطالعة التوراة... هذا لأن القرآن ناقص وغامض ...

 

قميص يوسف

 

اذهبوا بقميصي هذا فأَلْقوه على وجه أبي يأتِ بصيراً، وأْتوني بأهلكم أجمعين. ولما فَصَلَتِ العِيرُ قال أبوهم: إني لَأَجِدُ ريحَ يوسف لولا أن تُفنّدونِ. قالوا: تَاللهِ إنك لَفِي ضلالِك القديم. فلمّا أن جاء البشيرُ ألقاهُ على وجهَهُ فارتدَّ بصيراً (آيات 93 96).

ولايسعني الا ان اكرر النقاط التي تم ذكرها قبلا مع التعليق الأضافي على ردودكم عليها ...

 

قال الضحّاك: كان هذا القميص من نسيج الجنة وقال مجاهد: أمره جبريل أن يرسل إليه قميصه، وكان ذلك القميص قميص إبراهيم، وذلك إنه لما جُرِّد من ثيابه وأُلقي في النار عرياناً أتاه جبريل بقميصٍ من حرير الجنة، فألبسه إياه، فكان ذلك القميص عند إبراهيم. فلما مات ورثه إسحق، فلما مات ورثه يعقوب، فلما شبّ يوسف جعل يعقوب ذلك القميص في قَصَبةٍ من فضَّة وسدّ رأسها وجعلها في عنق يوسف كالتعاويذ، لما كان يخاف عليه من العين، وكانت لا تفارقه. فلما أُلقي يوسف في البئر عُرياناً أتاه جبريل وأخرج له ذلك القميص وألبسه إياه. فلما كان هذا الوقت جاءه جبريل وأمره أن يرسل هذا القميص إلى أبيه، لأن فيه ريح الجنة، فلا يقع على مبتلى ولا سقيم إلا عُوفي في الوقت. فدفع يوسف ذلك القميص إلى إخوته وقال: اذهبوا بقميصي هذا وضعوه على وجه أبي. فلما فعلوا ذلك رُدَّ إليه بصره (القرطبي في تفسير يوسف 12: 93).

أما صواب قصة القميص فنقرأه في تكوين 37: 3 . كان يعقوب يحب يوسف فصنع له قميصاً ملوناً. ولما باع أولاد يعقوب أخاهم يوسف أخذوا هذا القميص الملوّن وذبحوا تيساً من المعز وغمسوا القميص في الدم، وأرسلوه إلى أبيهم وقالوا: وجدنا هذا القميص، فحقِّقْه: أقميص ابنك هو؟ فقال: قميص ابني. وحشٌ رديءٌ أكله. فناح.

وفي تكوين 37: 35 أرسل يوسف لطلب أبيه عَجَلاتٍ وعشر حمير حاملة من خيرات مصر، وعشرة أُتُنٍ حاملةً حنطة وخبزاً وطعاماً لأبيه في الطريق. ولم يرسل إليه قميصاً...

 

ونسب القرآن إلى هذا القميص تفتيح عيني يعقوب! ولاندري مالخرافة اليهودية التي اعتمد عليها الرسول هنا اذ ان الخرافات تكاثرت في ايامه ... هذا والله اعلم ...

 

 

 

تحياتي

 

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/13/03 02:36 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

واشكر في الحقيقة السيد عمرام الذي اشار لنا على نقطة مهمة جدا في الحديث النبوي الشريف لاتدع مجالا للشك ، ان تأملنا فيها من خلال المتشابهات الأخرى في القرآن ، ان الرسول كان يقتبس كلام الكتاب المقدس ...

 

صحيح البخاري - كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة

 

حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى

أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرؤوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين

عن :

http://islamweb.net

 

نقارن هذا مع كلام الكتاب المقدس :

 

1 كورنثوس 2 : 9

 

" بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه"

 

هذا الأقتباس يضع الرسول الذي اقتبس هذه الصيغة الكلامية في مأزق خطير ...

 

فالمسلم يقبل بالتشابهات بين الكتاب المقدس والقرآن ويعتبره دليل على مصدر القرآن الألهي ولايرى في ذلك حرجا على الأطلاق ... ولكن مايعطي الأمر خطورة في هذا الأقتباس ان الرسول اخذه عن بولس الرسول ، الذي لايعترف به الأسلام بل ينسب اليه الكذب ...

 

اذا كان بولس كاذب ومحمد اقتبس منه الكلام فمحمد ماذا يكون ؟

 

طبعا توجد اعتراضات على الموضوع وانا بانتظارها ...

 

تحياتي

 

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/13/03 05:40 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

سيد متعلم

 

ارجوا ان تعذرني على الأنقطاع لمدة سبعة اسابيع تقريبا بسبب ظروف طارئة وارجوا ان القاك بعدها ...

 

تحياتي لك

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

متعلم

(مشترك جديد)

01/15/03 03:06 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل ..

 

معك عذرك .. وسأسمح لنفسى وضع ما أنهيته من رد على رسائلك .. حتى تأتى وتنظر لعلك ترد !!

 

خيارات      

 

متعلم

(مشترك جديد)

01/15/03 03:15 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الأولى بتاريخ 12 / 1

 

كما عودتنا دائماً وقفت عاجزاً أمام الحلقة الثالثة .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .. أعانك الله على نفسك !!

 

" صار حوارنا حوار الطرشان " .. قلت أنت ذلك وأنا أوافقك لكن من طرف واحد .. صار حوارنا من طرف واحد فقط .. أنا أسمعك وأسمعك بوضوح ، ولا أتجاهل أى نقطة تكتبها ، وأرد على كل أمر تذكره ، وآتى بالدليل تلو الدليل ، والوجه تلو الوجه ، والسبب تلو السبب .. وأنت واقف تتفرج على !! .. كل ما عندك أنى بعد أن أنتهى تقول : هذا دليل ضعيف .. وهذا دليل لا ينفعك !! .. لا تؤخذ الأمور بمثل هذه البساطة عزيزى مرسل .. لا بد أن تبين وجه ضعف الدليل وتدلل على ذلك .. إنما أنت تؤيد دعواك بدعاوى أخرى !! .. وهكذا صار حوارنا من طرف واحد ..

 

عجزك هذا جعلنى أفكر ألف مرة فى صحة اختيارى للنقاش معك .. نصبت نفسك للتصدى فى الكلام على الإسلاميات ، وظننت عندك العلم بذلك ، ولهذا اخترتك فى النقاش ، وفضلتك على ( حياة أفضل ) ، بالرغم من أنه لا يقع فيما تقع أنت فيه من سوء القول وجرأة الدعوى ، لكنى فضلتك لأنى ظننت فيك العلم بالإسلاميات ، فإذا أنا وحدى فى النقاش ، أنت تكتفى بالدعاوى وتدلل عليها بدعاوى أخرى .. ولا تستطيع التفرقة بين الدليل والدعوى .. ولا تستطيع التفرقة بين موقف الممتنع وموقف المدعى ومن عليه الإتيان بالدليل .. ولا تستطيع التفرقة بين الموضوع الذى تناقشه وما هو خارج عنه .. ولا تستطيع التفرقة بين مذاهب المفسرين ومشاربهم .. ولا تستطيع أن تعرف بأى قول للمفسرين تستشهد .. بل لا تستطيع التفرقة بين رأى المفسر والأقوال التى ينقلها .. ولا تستطيع أن تعرف بأى حديث تستدل .. ولا من أين تأتى بالأحاديث .. ولا من أين تأتى بالحكم عليها .. ولا تفقه الصحيح من الضعيف .. وإنى أتعجب وأتساءل .. لماذا تجادل فيما لا علم لك به ؟ .. لماذا لا تقرأ فى الموضوع الذى تعرضه للنقاش ؟ .. لماذا تنقص من قدرك عند الآخرين بدخولك فيما لا تعلم ؟ .. ثم ترجع وتشتكى بعد ذلك من سخرية المسلمين منك فى المنتدى .. أنت تجرأهم عليك عزيزى مرسل لا غيرك !!

 

ثم تقول : " انت تدعي تقديم مايبطل مقياسي وعدم قدرتي على الرد ... وكل عاقل يقرأ يرى غير ذلك " .. لا يا مرسل بل قرأه كثير من العقلاء ورأوا عجزك وشاهدوا ضعفك ولمسوا اضطرابك .. لا تضحك على نفسك أكثر من ذلك !!

 

ثم تعترف بعجزك عن تبيين اقتباس القرآن من قصة يوسف ، وتعتذر عن ذلك بأنه لا بد لك من كمال الصورة .. أما أنا فأقول : يكفينى موضع قصة يوسف للدلالة على بشرية التوراة وإلهية القرآن .. وبينت لك ذلك من كل وجه .. فوقفت عاجزاً عن الانتصار لكتابك ، ولم تستطع النيل من القرآن .. ومع ذلك فأنا أدفعك إلى باقى المواضع .. حتى تكرر ما قلته هنا فى كل موضع من عجزك واعتذارك .. لكنى أوضح فقط أن القرآن يكفيه موضع واحد فقط لبيان إلهيته .. إذ كله معجز .. أما توراتك المحرفة فهى بعيدة عن ذلك .. شكراً لهذا الاعتراف عزيزى مرسل !!

 

ثم تدعى أنك تجيبنى لكنى أكرر دعواى .. !! .. ألم تجد غير هذا الكلام المضحك لتبرر عجزك !! .. بالله عليك لا تضحك القوم عليك أكثر من ذلك !! .. بدأت أرثى لحالك !!

 

ثم تنكر على أنى أبين بشرية التوراة وأن تهمة الاقتباس لا تنتفى بذلك .. اسمع يا مرسل وأنا أعلمك درساً جديداً فى قواعد النقاش .. الله المستعان !! .. إثباتى لبشرية التوراة أفادنى من أكثر من وجه :

 

الوجه الأول : أفادنى فى إثبات إلهية القرآن .. إذ بضدها تتميز الأشياء .. فكنت أحتاج لكتاب يتناول قصة يوسف ويدعى أنه إلهى ، فإذا وضعناه بجانب القرآن استبان الحق من الباطل .. وقد وجدت بغيتى فى التوراة .

 

الوجه الثانى : إثباتى لبشرية التوراة أفادنى فى نقض منطقك المضحك ، من حيث جعلك للتوراة حاكماً على القرآن ، فأنت تأتى على مواضع الاختلاف بينهما وتقول أخطأ القرآن .. وهذا منطق مضحك جداً .. إذ كيف تجعل من كتابك المقدس حاكماً على القرآن والاثنان يقفان موقف الاتهام .. ليس هذا من العقل فى شىء !! .. وبالرغم من هذا أثبت لك تحريف كتابك المقدس حتى لا تحاكم القرآن إليه .

 

الوجه الثالث : إثباتى لبشرية التوراة أفادنى فى تبيين المناقص التى تزخر بها ، وبالتالى إذا قلنا إن القرآن اقتبس منها لماذا لم يقتبس الفكاهات التى فيها والأمور التى يرفضها العقل والمتناقضات والاضطراب فى الأحداث وركاكة الأسلوب وتفكك العبارة وقبح تصوير الشخصيات واخفاء ذات الله .. إلى آخر هراء التوراة فى هذا الصدد .. لماذا لم يقتبس القرآن كل ذلك ؟ .. لا إجابة كالعادة عزيزى مرسل .. !!

 

وما زلت تثير الضحك بدعواك أن شخصية يعقوب خارجة عن قصة يوسف .. كيف تكون خارجة وهى ثانى شخصية رئيسية فى قصة يوسف عليه السلام ؟ .. كيف تكون خارجة وهى واردة فى النصين التوراتى والقرآنى على السواء ؟ .. هل أحتاج أن أثبت لك ذلك ؟ .. إلى هذه الدرجة لا تستطيع أن تفهم ما هو فى القصة وما هو خارج عنها ؟ .. ساعدنى قليلاً عزيزى مرسل .. أنا أقضى ربع رسائلى فى تفهيمك وتعليمك .. اسأل أى مسيحى وقل له إن شخصية يعقوب خارجة عن قصة يوسف فى القرآن أو التوراة .. لا تجعل من نفسك سخرية أكثر من هذا !!

 

الأنكى من ذلك أنك تتهمنى أنى أفعل ذلك لكى ألفت الأنظار عن القرآن .. كالعادة دعوى بدون دليل .. لقد سئمت حقاً يا مرسل .. بوق دعاوى وفقط !! .. أين حولت أنا الأنظار عن القرآن ؟ .. أنا ألفت الأنظار أولاً إلى التوراة ليعلموا البشرية حين تخطىء ثم ألفتهم إلى عظمة القرآن حتى يتذوقوا ما فيه من سمات إلهية .. ألم تشتكى أنت قبلاً من مواعظى وشرحى لآيات القرآن ؟!! .. وأنكرت على إطالتى فى ذلك .. أهذا صنيع من يحول الأنظار عن القرآن ؟!! .. ألا خرست الألسنة !!

 

وبالمناسبة لى ملاحظة صغيرة .. أنت حاولت أن تخالف طبعك وتكون منظماً .. أعلم كم كان ذلك شاقاً عليك ومنهكاً لقواك فأنت لم تتعوده !! .. فأوردت أنت أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً على أنها أسباب لاتهامك لى بأن أسلوبى صبيانى .. والحق أنها ليست كلها داخلة كأسباب لهذا الوصف ، بغض النظر عن صحتها بعد ذلك أم خطلها ، لكنها ليست داخلة بأكملها فى الأسباب .. وهو أمر ضحكت منه كثيراً .. إنك حتى غير قادر على تفريع الفروع على الأصول .. أعانك الله !! .. لكنى لا أنكر أنها محاولة جيدة .. وأنا أشجعك عليها .. لعلك تصل فى يوم من الأيام لفهم قواعد النقاش .. فتفهم الفرق بين الأصل والفرع .. والفرق بين الدعوى والدليل .. والفرق بين ما هو داخل فى الموضوع وما هو خارج عنه .. واصل اجتهادك والله معك !!

 

وقانا الله شر أنفسنا !!

 

خيارات