يسوع هو المسحور و هو الذي تسلط الشيطان عليه


 
يزعم المجرمون من النصارى أن في تعرض النبي صلي الله عليه و سلم للسحر أكبر دليل علي تسلط الشيطان عليه و بالتالي فهو ليس نبيا من عند الله و قد رد عليهم إخواننا ردودا شافية يرجع إليها في مظانها إلا انه بدا لي بعد قراءتي لنص من الكتاب المدعو مقدسا أن أشارك برأيي من خلال ما فهمته منه في الزود عن عرض نبينا صلي الله عليه وسلم .

يري المجرمون أن النبي صلي الله عليه و سلم كان نبيا مضلا و بالتالي فنظرية الوحي المحمدي عندهم لا تخرج عن احتمالين :

الأول منهما أن النبي صلي الله عليه و سلم صادق في دعواه بأن أحد الأرواح يأتي إليه و يلقي إليه القرآن- كما زعموا في قصة الغرانيق - و لكن الضلال يأتي من أن محمدا (عليه الصلاة و السلام ) يظن أن هذا الروح هو جبريل ملاك الوحي بينما يعتبره النصارى شيطان من الشياطين جعل النبي أداة لإضلال الناس . و هنا نجد ظهور الشيطان للنبي واضح و صريح

أما الاحتمال الثاني فهو أن محمدا صلي الله عليه و سلم كاذب ( حاشاه ) و أنه هو من ألف قرآنه أو حتى " يعلمه بشر " سواء أكان هذا البشر هو بحيرا الراهب أو ورقة بن نوفل أو حتى أنه اقتبس القرآن من التوراة و الإنجيل ثم ادعي أن جبريل الملاك الذي وصف في إنجيل لوقا أنه " جبرائيل الواقف قدام الله " هو من أوحي القرآن إليه و هنا لا يخرج محمد (عليه الصلاة و السلام ) أيضا عن كونه كاذب في دعوي الوحي و أنه بكذبه كان أداة إضلال من الشيطان.

نخرج من الحالتين السابقتين كلتيهما أن رسول الإسلام من وجهة نظرهم كان الشيطان متسلط عليه و كان أداة للإضلال الشيطاني يعني بالعامي غير الفصيح شغال مع الشيطان إن جاهلا أو واعيا .

ثم جاء أحد الكفار من اليهود فعمل سحرا للنبي صلي الله عليه و سلم فكان يخيل إليه انه أتي بعض زوجاته و لكنه في الحقيقة لم يفعل. وهذا في نظر النصارى أكبر دليل يدحض دعوى النبوة التي يدعيها النبي محمد عليه الصلاة و السلام

وعلي هامش القصة حدث أمر مهم لا يلتفت إليه هؤلاء المجرمون و لا يعيرونه بالاً لا لشيء إلا لأنه يبرئ ساحة النبي صلي الله عليه وسلم مما ألصقوه به من اتهامه بأن الشيطان يوحي إليه بل إن في ثنايا هذه الشبهة إثباتاً قوياً لنبوة النبي صلي الله عليه و سلم .

الأمر الذي حدث هو أن جبريل عليه السلام - شيطان محمد بزعمهم الذي يأتيه بالوحي الشيطاني الذي يضل به المسلمين – جاءه و أخبره بأمر السحر و دله علي مكانه الذي أخفي فيه فأرسل النبي من أصحابه من يخرجه و هنا النقطة المهمة 0000000000000 محمــــد صلي الله عليه و سلم بزعمهم نبي كاذب تأتيه الشياطين و توحي إليه بالقرآن و هو مجرد دَعِيُّ كان كارها للإيمان المسيحي و استخدمه الشيطان لتأليف القرآن الذي يحارب به هذا الإيمان و خاصة عقيدة الثالوث المقدس و الصلب و الكفارة و الفداء و هو يدعي إنسانية المسيح و أنه ما هو إلا " عبد " أنعم الله عليه و جعله مثلا لبني إسرائيل

رغم أن المسيح شهدت حتى الشياطين علي أنه الله الحال في الجسد إله حق من إله حق و أنه ابن الله

يقول القديس متي في إنجيله

Mat 8:28
وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.

Mat 8:29
وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟»

الســــــــــــــــــــــــــؤال هنا



***
إذا كان محمد صلي الله عليه و سلم بهذا السوء و الضلال0000 فلماذا إذاً تؤذيه هذه الشياطين و تتسلط عليه بالضرر و تقبل أن تطيع من يحاول أن يؤذيه من السحرة ؟؟؟؟؟؟



***
لماذا يساعد الشيطان الذي يوحي لمحمد قرآنه الشيطاني - بزعمهم- و الذي يزعم لمحمد صلي الله عليه وسلم أنه جِبْرَائِيلُ الذي هو - حسب الإيمان المسيحي - الملاك "الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ " لوقا 1 : 19؟؟؟؟؟؟؟؟؟ محمدا عليه الصلاة و السلام في إبطال هذا السحر وفي إبطال عمل أخيه الشيطان الآخر ؟

***
و إن كان محمد صلي الله عليه وسلم كاذب في ادعائه أن جبريل يأتيه 000فمن أين له أن يعرف أنه مسحور أو حتى إن هذا السحر مخبأ في مكان كذا و كذا حتى يرسل أصحابه لاستخراجه ؟؟؟

***
و إن لم يكن من يأتيه شيطان كما سنثبت إن شاء الله و من الإنجيل فمن ؟؟ أليس البديل النقيض للشيطان هو الملاك ؟؟؟

***
هل من تعاليم المسيح التي علمهم إياها في العهد الجديد أن مملكة إبليس منقسمة علي نفسها إلي هذه الدرجة أن تؤذي الشياطين إنسانا مضلا رغم انه ينفذ أوامرهم و يضل البشر ؟؟؟

أو أن يساعد كبير من الشياطين محمدا ضد أحدِ إخوانِهِ من الشياطين فيستخرج السحر و يبطل عمل أخيه ؟؟؟

أقول مستعينا بالله ثم بكلام المسيح نفسه : إن مملكة منقسمة علي نفسها لا تثبت أبدا بل ينبغي أن تنهد علي رؤوس أصحابها و إن الشياطين لا يبطل أحدها عمل الآخر بل يعملون بروح الجماعة - بالعامية المصرية - ما بتعضش في بعضها و هذا بالتمام ما قاله السيد المسيح في معرض الدفاع عن نفسه حين اتهم بالاتهام نفسه و صدق الله عز وجل حين قال (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ) (فصلت:43)



و لكن ما الدليل من الإنجيل علي أن المسيح اتهم مثل هذا الاتهام ؟؟؟؟

إليكم ما قاله السيد المسيح عليه السلام في إنجيل مرقس :

Mar 3:21
وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!».

Mar 3:22
وَأَمَّا الْكَتَبَةُ الَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ فَقَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ».

Mar 3:23
فَدَعَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ بِأَمْثَالٍ: «كَيْفَ يَقْدِرُ شَيْطَانٌ أَنْ يُخْرِجَ شَيْطَاناً؟

Mar 3:24
وَإِنِ انْقَسَمَتْ مَمْلَكَةٌ عَلَى ذَاتِهَا لاَ تَقْدِرُ تِلْكَ الْمَمْلَكَةُ أَنْ تَثْبُتَ.

Mar 3:25
وَإِنِ انْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَقْدِرُ ذَلِكَ الْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ.

Mar 3:26
وَإِنْ قَامَ الشَّيْطَانُ عَلَى ذَاتِهِ وَانْقَسَمَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَثْبُتَ بَلْ يَكُونُ لَهُ انْقِضَاءٌ.

Mar 3:27
لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ قَوِيٍّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلاً وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ.

Mar 3:28
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا.

Mar 3:29
وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً».

Mar 3:30
لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ رُوحاً نَجِساً».

Mar 3:31
فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجاً وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ.

Mar 3:32
وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِساً حَوْلَهُ فَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجاً يَطْلُبُونَكَ».

Mar 3:33
فَأَجَابَهُمْ: «مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟»

Mar 3:34
ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي

Mar 3:35
لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».



و حتى لا نتهم من النصارى أننا نفسر الإنجيل حسب أهوائنا و بدون الرجوع إلي التفاسير المعتمدة لدي النصارى إليكم تفسير الأب يعقوب تادرس ملطي - و هو قس أرثوذكسي – في تفسيره للعهد الجديد يقول :

"
لم يقف الأمر عند أقربائه حسب الجسد لكن حتى جماعة من المتعلمين، أي الكتبة، نزلوا من أورشليم ليتهموه أن معه بعلزبول، وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين. لقد نزلوا من أورشليم العليا وتركوا الحياة السماوية، ففسد فكرهم واسودت بصيرتهم بالجهالة واتهموه هكذا!

في محبة كشف لهم غباوة تفكيرهم، بقوله: "كيف يقدر شيطان أن يخرج شيطانًا. وإن انقسمت مملكة على ذاتها، لا تقدر تلك المملكة أن تثبت. وإن انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت أن يثبت. وإن قام شيطان على ذاته وانقسم، لا يقدر أن يثبت، بل يكون له انقضاء. لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته، إن لم يربط القوي أولاً، وحينئذ ينهب بيته. الحق أقول لكم أن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة" [23-29].

لقد سبق لنا تفسير هذه العبارات في دراستنا لإنجيل معلمنا متى البشير (12: 25-32). غير أنني أبرز هنا النقاط التالية:

أ. من الواقع العملي اليومي لا يمكن قبول أن شيطانًا يخرج شيطانًا، وإلا انهارت مملكته، ففي الحروب العادية، كما في الحياة الأسرية، إن حدث شقاق يتبعه خراب لا محالة." أ.هـ



ملحوظــــــــــة أخيرة :

ذكرت النص من أوله لعلة في نفسي و هي أن أبين لماذا اتهم اليهود المسيح أن معه شيطان و لماذا أجاب المسيح هذه الإجابة الغريبة عندما قيل له «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجاً يَطْلُبُونَكَ». فَأَجَابَهُمْ: «مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟»

فاليهود لما سمعوا من أقاربه انه مختل -مجنون يعني- أو حسب اللفظ القرآني به جنة قالوا أن سبب اختلاله أن به شيطان و أنه بقوة هذا الشيطان يخرج الشياطين فرد عليهم المسيح أن الشيطان لا يخرج شيطانا و أن مملكة الشيطان مملكة موحدة غير منقسمة علي ذاتها و لا يضر أحد الشياطين الآخر و لا يبطل عمله ثم لما ألقم اليهود حجرا بحجته القوية و أخرسهم قال له تلاميذه : ها هم أمك و أخوتك (أقاربه حسب الجسد كما يقول الأب يعقوب تادرس ملطى ) خارجا يطلبونك , فرد المسيح بلهجة فيها ما فيها من الغضب و العتاب : «مَنْ أُمِّي و َإِخْوَتِي؟» ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي , لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي»

و لو أمعنا النظر في إجابته هذه نفاجأ أن المسيح هنا يعتبر أمه العذراء البتول أم الإله - حسب الإيمان الكاثوليكي - لا تصنع مشيئة الله( كافرة يعني أو مشلوحة زي برسوم و زكريا بقلز) و لا تستحق الانتماء للجماعة المؤمنة التي أشار إليهم بقوله :هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي

 

بواسطة : Limby2005