هل العهد القديم كلمة اللـه ؟؟


الحادي عشر: قانونية التوراة ( قدسيتها )

وإذا كانت التوراة نتاج عمل العشرات من المؤلفين الذين اجتهدوا في تسجيل تاريخ بني إسرائيل، ولم يدر بخلدهم أن تعتبر كتاباتهم مقدسة، إذ لو خطر على بالهم لصاغوها بطريقة أخرى .

إذاً متى اكتسبت هذه النصوص قداستها. وهل تم ذلك لجميع أسفارها معاً أو أنه تم بالتدريج ؟

1 ) أن الأسفار الخمسة أقرت في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد ، وتحديداً في عام 398 حين اعترفت الامبرطورية الفارسية بناموس اليهود حسبما جاء في دائرة المعارف الأمريكية .

ويقول اسبينوزا : " يظهر بوضوح أنه لم تكن هناك مجموعة مقننة من الكتب المقدسة قبل عصر المكابيين ( أي القرن الثاني قبل الميلاد ) ، أما الكتب المقننة الآن فقد اختارها فريسيو الهيكل الثاني بعد أن أعاد بناءه عزرا " الكاتب " .

وهذا الاختيار من الفريسيين في ذلك العهد لم يكن بموافقة طوائف اليهودية المختلفة فيقول اسبينوزا : " فقد اختارها الفريسيون في ذلك العهد من بين كثير غيرها، وذلك بقرار منهم وحدهم".

وقد كان مما أقره فريسيو العهد الثاني برأي اسبينوزا الأسفار الخمسة مضافاً إليها ما يسمى بأسفار الأنبياء وهي ( يشوع - القضاة - صموئيل - الملوك ) .

ولم تعتبر هذه المجموعة معادلة لسلطة الأسفار الخمسة ، ورغم ذلك ألحقت بها ، وقد كان ينظر إليها على أنها شروح وامتداد للأسفار الخمسة .

وفي عام 90 م عقد الفريسيون مجمعاً في جامينيا، وقرروا اعتبار بعض الأسفار أسفاراً قانونية وهي : المزامير - الأمثال - نشيد الإنشاد - راعوث ، دانيال ، أيوب، عزرا ، نحميا ، الأيام .... ) واعتبروا هذه القائمة نهائية ورفضوا ما عداها من الأسفار ، وقد بلغ عدد هذه الأسفار ستاً وثلاثين سفراً .

يقول القس إلياس مقار : " وقد استلمت الكنيسة المسيحية من اليهود أسفار العهد القديم التي قررها اليهود في مجمع " جامينيا " عام 90م " .

ولم تكن هذه القائمة محل اتفاق بين اليهود ، فمثلاً كان الفريسيون يعتبرون سفر دانيال قانونياً، فيما لم يعتبره الصدوقيون ، وكذلك كان لجماعة قمران أسفار كثيرة لم ترد في القائمة القانونية منها أخنوخ واليوبيلات وغيرها ، والأسفار التي لم تدخل في القائمة كانت خمساً وثلاثين سفراً كما عددها تشارلس في مقدمة كتابه " أبو كريفا " .

وفي مجمع " نيقية" 325م أقر المجتمعون النصارى سفر يهوديت فقط ، وأبقوا ثمانية أسفار مشكوكاً فيها. وفي مجمع "لوديسيا" 364م أقر المجتمعون سفراً آخر هو سفر استير ، وفي 397م عقد مجمع "قرطاجة" بحضور اكستاين ، فأضاف المجمع للقائمة ستة أسفار هي ( زوم ، وطوبيا وباروخ وايكليزنا سيتكس ( يشوع بن سيراخ ) والمكابيين الأول والثاني )

واعتبر المجتمعون سفر باروخ جزءً من إرميا ، ثم فصلوهما في مجمع " ترلو" وأصبحت هذه الأسفار متفقاً عليها عند النصارى .

ومن ذلك كله نستطيع القول إن هذه الكتب قد كتبها القوم بأيديهم ثم نسبوها لله، ثم أعطتها المجامع البشرية صفتها القداسة.


عودة