نظرات فى الكتاب المقدس

 

 

 

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 “  مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها

كمـثل الحمــار يحمـــل أسفــــــــــــــارا 

 

صدق الله العظيم

 

سورة الجمعة الآية رقم ( 5 )

 

 

 

 

من الناس من يعيش في الجهل ولا يعلم ذلك

ومن الناس من يعلم ولا يقدر على قول ذلك

وبينهـم نـاس لا نـاس ولكــــن بـين ذلـــــك

إليهـــــم نهـــــدى لهـــــم جميعـــــا ذلـــــك

 

عبد العزيز المراغى

 

 

 

 

منهج البحث

 

 

 

  قصدنا فى بحثنا هذا البعد عن الإستناد الى أى دليل من الأصول لإسلامية  لبيان الزيف والخداع الذى يعيشه المؤصلين للمنهج المسيحى . وان يكون هذا البيان من كلام النصارى أنفسهم وما كتبه أنصارهم سواء كانوا فى الشرق او الغرب.

 

        وما قصدنا ذلك إلا إتباعا للقاعدة الغالية التى أسسها السيد المسيح – عليه السلام- وهى:

 

 

(" من فمك أدينك ")

 

 

 

 

 

الفهرس

 

     رقم الصفحة

          أولا     :         الكتاب المقدس                                                  5

          ثانيــــاً :         تدوين الكتاب المقدس                                          7

          ثالثــــاً            :         أصول الكتاب المقدس                                         11

          رابعــاً  :         العهد القديم                                                     17

          خامساً :         العهد الجديد                                                     24

          سادسـاً           :         قضايا في العهد القديم                                         27

          سابعــاً :         أخرى في العهد الجديد                                        31

          ثـامــناً            :         الخلاصة                                                         37

          تاسعــاً :         ثبت المراجع                                                    40

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أولاً :  الكتاب المقدس

                   الكتاب المقدس مكون من جزئين رئيسين

          أولهما :العهد القديم     وهو فى عرف أهل الكتاب : التوراة

          ثانيهما: العهد الجديد     وهو فى عرف أهل الكتاب الأناجيل والرسائل

          وهناك عدد من الملاحظات يجب وضعها فى الاعتبار :

أولاً  :  أختلف اليهود والنصارى على أسفار العهد القديم وانضمت إحدى الطوائف المسيحية إلى موقف اليهود وهى الطائفة البروتستانتينية .

ثانياً  :  تم حذف الأسفار المختلف عليها وسميت الأسفار المدسوسة ( الابوكريفا ) .

ثالثاً  :  يتعبد المسيحيون الشرقيون بأسفار زائدة عما فى الكتاب المقدس وتسمى الأسفار المنزوعة وطبعت فى كتاب مستقل سميت الأسفار القانونية .

رابعاً :  تم جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م بعد غارة أهل بابل وكتبت بيد عزير (كما يدعون).

خامساً: هذه الأسفار اختفت مرة أخرى فى حادثة إنطاكية .

سادساً: اليهود لا يعترفون إلا بالنص العبرى ، والنسخة العبرية نسخة حديثة لا ترجع لأكثر من القرن العاشر قبل الميلاد وقد حافظوا عليها بعناية تامة .

          وإذا نظرنا إلى كتاب الحياة الطبعة الثالثة فإن ناشروا الكتاب يقولون :

إن ما ورد فى أسفار العهد القديم من شرائع وسير وتواريخ وأحداث ونبوءات كانت كلها تسير وفق خطة إلهية يوجهها هذا الخالق الأزلى بناء على عدله وقداسته و رحمته ، لهذا فالعهد القديم بل الكتاب المقدس بكامله يتحدث عن جذور الحقد والغضب والفشل والخوف والخيبة والذنب والتهور والفوضى والإهانة والغيرة والوحدة والألم والمرض والعذاب والموت والتجربة والقلق . كما يتحدث عن الأصدقاء و الظلم ، والمحبة والزواج والعلاقات العائلية والأيمان .

          وأكثر من ذلك كله يشرع أمامنا طريق الخلاص والتوبة والغفران ومعرفة الله ، واختيار معنى الحياة الأبدية .

          فالعهد القديم هو كتاب وثيقة الخليقة ، وسجل تاريخ ونبوءات وأسفار حمد وتسبيح ، وكله يتمركز حول الله الأزلى وأعماله العظيمة .

يتألف العهد القديم من 39 كتابا ( سفرا ) أوحى الله بها إلى أنبيائه عبر حقبة طويلة من العصور ، ولكنها جاءت جميعا متماسكة تحمل رسالة واحدة لأن الذى أوحى بها هو الله.  أهـ

          وإذا نظرنا إلى نفس الكتاب فإننا نجده يقول عن العهد الجديد :   "الإنجيل هو كلمة الله التى أوحى بها للرسل بواسطة روح القدس ، وفيه يعلن لجميع البشر بشارة المحبة والنعمة والخلاص والحياة الأبدية .  وقد شاء الله العلى أن يدون الإنجيل باللغة اليونانية التى كانت سائدة آنذاك فى جميع نواحى الإمبراطورية الرومانية .

          وهذا دليل واضح على أن الله يريد أن تكون كلمته واضحة ومفهومة من الجميع . خاصة وأن لغة الإنجيل جاءت بسيطة يفهمها كل إنسان "أهـ

          وكما ذكرنا فإن اليهود لا يعترفون إلا بالنص العبرى وهى الأسفار التى كان نصها بين أيديهم فى القرن الأول قبل المسيح .

          وهم على ذلك لا يعترفون بالترجمة الإغريقية والمسماة بالترجمة السبعينية ، وهذه الترجمة ترجمت إلى الإغريقية ليسهل على المصريين الذين لا يعرفون العبرية معرفتها . والعهد القديم ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

أولها ، القانون: وهو أسم الأسفار الخمسة التى يعترف بها اليهود أنها نزلت على موسى وهو التكوين ، والخروج ، والعدد ، واللاويين ، والتثنيه .     

ثانيها ، الأنبياء: وهذه الطبقة كانت أقوى طبقة استطاعت أن تكون لها نفوذا على الناس وهم يشبهون دراويش هذه الأيام .

ثالثها ، بقية الكتب الأخرى :  وهى تحتوى على المزامير والأشعار الدينية والأمثال وغيرها .

ويجب أن يكون معلوما أيضا أن بعض حاخامات اليهود ينكرون التوراة المتداولة بينهم . وبالنظر إلى العهد الجديد فإن الكثيرين من قراء الأناجيل يشعرون بالحرج الشديد بل بالحيرة عندما يتأملون بعض الروايات ، أو عندما يقارنون روايات مختلفة لحدث واحد مروى فى كثير من الأناجيل .

ويقول الأب ر.ب. روجيه فى كتابه مقدمة إلى الأناجيل :

"فى عصور ليست بعيدة تماما كانت أغلبية المسيحيين لا تعرف من الأناجيل إلا مقاطع مختارة تقرأ عند القداس أو المواعظ .  وإذا وضعنا حالة البروتستانت جانبا فإنه لم تكن قراءة الأناجيل فى كتبها أمرا سائغا فيما عدا بعض المناسبات .  إن كتب التعليم الدينى لم تكن تحوى إلا مقاطع مختارة من الأناجيل ولم يكن هناك تداول للنص بأكمله .  وفى أثناء دراساتى الثانوية بإحدى المدارس الكاثوليكية وقعت يدى على مؤلفات لفرجيل وأفلاطون ، ولكن لم يحدث أبدا أن وقعت يدى على العهد الجديد،ومع ذلك فالنص اليونانى للعهد الجديد كان يمكن أن يكون مفيدا . و بعد ذلك بفترة طويلة أدركت لم لم يعطنا مدرسونا واجبات ترجمة من الكتب المقدسة  المسيحية؟ فقد كان يمكن أن تقودنا هذه الكتب إلى أن نطرح على أساتذتنا أسئلة الرد عليها محرج . أهـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانياً :  تدوين الكتاب المقدس

من كتب العهد القديم ؟

          على أهمية هذا السؤال ، فإن أحدا لم يتول الإجابة عليه ، فأحيانا يكتفى مؤلف مقدمة الكتاب المقدس بأن يجيب بهذا الجواب المقتضب : أن مؤلف هذه الكتب كلها هو الرب بالرغم من أنها كتبت بأقلام بشر ألهمهم روح القدس !

          وأحيانا أخرى يضاف تصحيحا فى طبعة أخرى يذكر فيها :  إن هناك تفاصيل قد أضافها بشر إلى النص الأول ، وأن الطابع المشكوك فيه لفقرة ما فى هذا النص لا يبتعد بالحقيقة العامة التى تنبع منه ، فدائما الكنيسة تتكفل بصحة النصوص مهما تعددت تداخل أيادى البشر فى النصوص من طبعة لأخرى .

          لقد نشرت الكنيسة منذ مجامع القرن الرابع المسكونيه التى انعقدت بفلورنسا 1441 ، وترنت سنة 1546 ، والفاتيكان 1870 ، بحيث أنها تشكل ما يسمى بالقانون .

          ومنذ عهد قريب قام أخر مجمع للفاتيكان الثانى 1962 1965 ، بنشر نص عن التنزيل الإلهى ، وهو نص ذو أهمية كبيرة إذ عمل المجمع طيلة ثلاث سنوات لإعداده .

          ومهما طمأنت الكنيسة اتباعها حول صحة هذا النص فيبقى أن من راجع هذا النص بشر لا يبعدون عن الهوى الشخصى .

          وهناك دراسات قيمة وموضوعية كدراسة ادموند جاكوب "العهد القديم" :

"يشير ادموند جاكوب إلى أنه فى البدء لم يكن هناك نص واحد فقط ، بل كان هناك تعدد فى النصوص ففى القرن الثالث قبل الميلاد تقريبا ، كان هناك على الأقل ثلاث نسخ معروفات للنص العبرى للتوراة ، كان هناك النص المحقق (الماسورى) ، والنص الذى استخدم جزئيا على الأقل فى الترجمة إلى اليونانية والنص السامرى أو ما يسمى أسفار موسى الخمسة .

          ثم بعد ذلك ، فى القرن الأول قبل الميلاد قوى اتجاه إلى تدوين نص واحد ، ولكن تدوين نص الكتاب المقدس ، لم يتم إلا فى القرن الأول بعد الميلاد" . أهـ

          وتعد الترجمة السبعينية ، أول ترجمة ، وهى باللغة اليونانية ، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد .  وقد قام بها يهود الإسكندرية ، وعلى نصها أعتمد كتاب العهد الجديد ، وقد ظلت معتمدة حتى القرن السابع بعد الميلاد .  والنصوص اليونانية الأصلية التى يستخدمها عموما العالم المسيحى هى المخطوطات المحفوظة بالمتحف البريطانى ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع بعد الميلاد .

          وهناك توراة تسمى توراة القديس ايرونيمس ، وقد استخدم وثائق عبرية ترجع إلى السنوات الأولى من القرن الخامس بعد الميلاد .  وقد سميت هذه الطبقة Vulgate ، وهناك مدونات أرامية وسريانية Peschitta  ، وهى غير كاملة .

          ومن هذه المخطوطات قام المتخصصين بإعداد نصوص سميت بالمتوسطة لأنها أشبه بحلول وسط بين مختلف النسخ أما الكتاب المقدس الشهير بنسخة والتون Walton  ( لندن 1657 ) فيحوى بين جلدتيه جنبا إلى جنب النسخ المختلفة من عبرية ، ويونانية ، ولاتينية ، وسريانية ، وأرامية ، وحتى العربية .

والنسخ المشهورة عن العهد القديم ثلاث :

أولاً :  النسخة العبرانية:         وهى المعتبرة عند اليهود والبروتستانت .

ثانياً : النسخة اليونانية :         وهى التى كانت معتبرة عند النصارى حتى القرن الخامس عشر وكانوا حتى ذلك الوقت يعتقدون بتحريف النسخة العبرانية ، ولا تزال هذه النسخة حجة عند الكنيسة اليونانية .

ثالثاً: النسخة السامرية :          وهى المعتمدة عند السامريين وهذه النسخة هى النسخة العبرانية ولكنها تشتمل على سبعة كتب من كتب العهد القديم ( الكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام إضافة إلى كتابى يوشع والقضاة ) .

وكثير من علماء البروتستانت يظنون النسخة السامرية أدق من العبرانية ويعتقدون أن اليهود حرفوا النسخة العبرانية وقد يضطرون إلى النسخة السامرية فى بعض المواضع ويقدمونها على العبرانية .

          ويجب ألا تفوتنا ذكر الملاحظات الآتية :

1-  أن رجال الدين المسيحى واليهود لم يتفقوا على المسمى الذى يتناوله العهد القديم ، وكان ذلك الموضوع مثار جدل فى المجالس الكنسية من عهد المسيح وإلى وقتنا هذا .

2-  أن كثيرا من الأسفار الموجودة بالعهد القديم يعتقد الكثير من العلماء أنها كتبت بعد موسى لأنها حوت أشياء لا يمكن أن تكون صادرة عن موسى أو أوحيت إليه من الله ، وأنها زيادات قد يتفق على تعيين من ألحقها فى البعض ، وقد لا يمكن ذلك فى الباقى .

3-  أن اليهودية حين اصطدمت بالإغريقية وثقافتها لم تستطع أن تحفظ العقائد على أصلها كما كانت فى عهد موسى ، وأن كثيرا من العقائد التى يقال عنها أنها يهودية هى فى الواقع فلسفة إغريقية تهودت أو يهودية صبغت بالإغريقية ، ولا نستطيع أن نكون صورة صادقة عن الأصل الذى أوحيت به .

4-    أن بعض علماء اليهود أنفسهم ينكرون بعض ما جاء فى نصوص التوراة المتداولة بينهم .

5-  إن كثيرا من الأحكام التشريعية التى قيل إنها جاءت من موسى ، لم تكن إلا من زيادات الملوك والعلماء فى عصور متأخرة ، وتلك الأحكام تمثل حياة متأخرة عن العصر الذى كان فيه موسى .

6-    أن علماء اليهود لا يمكنهم الإدعاء أن التوراة التى بين أيديهم نقلت إليهم تواترا جمعا عن جمع .

وأخيرا فإن التوراة لم تكتب إلا بعد الرجوع من المنفى ولم تضم أسفارها إلا بعد ذلك ، ومن هنا يتبين أن أكثر من ثلثى الكتاب المقدس لا يعترف به أكثر من ثلث أهل الكتاب فما السبب؟!

أما الأناجيل :

فالإنجيل الذى دونه متى يركز على أن المسيح هو الملك الذى كان اليهود ينتظرونه ، فلما جاء رفضوه وصلبوه ، مع أنه فى إنجيل متى أبن داود الذى تمت به نبوءات العهد القديم ، وأبن إبراهيم الآتى بالبركة للأمم جميعا .

وفى هذا الأنجيل وصف لنهاية المسيح وأحداث صلبه بتفصيل كبير عن باقى الأناجيل ، وهذا الأنجيل يتميز بنسب المسيح حتى داود عليه السلام وإبراهيم عليه السلام بتفصيل مدهش مما يكذب الدعوى بأنه أبن الله .

وقد كتب إنجيل متى عام 80 بعد الميلاد .

ويقول أدموند كولمان :

"    ويقدر غالبا أن إنجيل متى قد كتب بسوريا وربما إنطاكية ، أو بفينيقيا ، ففى هذه المناطق كان يعيش عدد كبير من اليهود ، ويمكن أن يستشف منه معركة فكرية ضد اليهودية المعبدية الأرثوذكسية العزيزية التى ظهرت بالمجمع الكنسى اليهودى بجامينا فى نحو عام 80 ميلادية ، وفى ظل هذه الظروف يكثر عدد الكتاب الذين يؤرخون للانجيل الأول بما بين عامى 80 ، 90 ميلادية .

أما إنجيل مرقس فحسب الترجمة المسكونية يكون إنجيل مرقس ، قد تحرر بعد موت بطرس أى على أكثر تقدير بين 65 ، 70م ، أو فى عام 70م حسب أكثر المؤرخين .

  وأنجيل لوقا يمكن تقدير تاريخ كتابته بالنظر إلى عوامل عدة ، فقد استعان لوقا بأنجيلى مرقس ومتى وكما تقول الترجمة المسكونية فيبدو أنه قد عايش حصار القدس وتدميرها تحت جيوش ثيتوس عام 70م ، وعلى هذا يكون هذا الأنجيل لاحقا على هذا التاريخ ، ويحدد النقاد الحاليون غالبا تاريخ تحريره ما بين عامى 80 ، 90م .

وعن إنجيل يوحنا فقد كتب فى عام 96م ويختلف تماما عن سابقيه إلى أن الأب روجى كتب فى مقدمة كتابه "مقدمة إلى الأناجيل" :  "إنه عالم أخر ". أهـ

         

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثالثاً : أصول الكتاب المقدس

 

يجمع معظم مؤرخو المسيحية على أن الكتاب المقدس ، عبارة عن تراث شعبى منقول بلا سند عبر الأجيال إلا الذاكرة ، وهى المؤثر الوحيد  الذى ساعد على نقل الأفكار من جيل إلى جيل .

ويقول ادموند جاكوب :

   "أن كل شعب يغنى فى مراحل تطوره البدائية ، وفى إسرائيل ، كما حدث فى غيرها من البلاد ، سبق الشعر النثر ، ولقد غنت إسرائيل كثيرا وكانت تحسن الغناء ، ولأن الظروف التاريخية ساعدت إسرائيل على الوصول إلى قمة الحماس ، و كذلك هوت بها إلى مهاوى اليأس ، ولأنها ساهمت بكل كيانها فى كل ما حدث لها حيث أنه كان لكل شئ معنى فى نظرها ، فإنها قد أعطت أغانيها تعبيرات شديدة التنوع". أهـ

ويعدد جاكوب هذه المناسبات التى يحتوى العهد القديم على الأغانى المصاحبة لها ومنها أغانى الطعام وأغنية الاحتفال بنهاية الحصاد ، وأناشيد العمل مثل نشيد البئر المشهور  ( سفر العدد 21/17 ) ، وأناشيد الزواج مثل نشيد الإنشاد ، وتراتيل الحداد ، وأناشيد الحرب وهى كثيرة فى العهد القديم ومنها ترنيمة دبورة ( القضاة 15/1-32 ) وفيها تترنم بنصر إسرائيل الذى أراده يهوه فى نهاية حرب مقدسة قادها بنفسه ( العدد 10/35 ) .

وهنك أيضا الحكم والأمثال ( سفر الأمثال ، وأمثال وحكم الكتب التاريخية المقدسة ) .

وقد لاحظ ادموند جاكوب أن هذه الأقوال تناقلها جيل وراء جيل إما عن طريق الأسرة وإما عن طريق المعابد على شكل روايات لتاريخ الشعب الذى سمى نفسه شعب الله المختار .

وقد ذكر على سبيل المثال قصة يوتام ( القضاة 9/7-21 ) وفيه :

ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا فتوجهت أولا إلى الزيتونة ، ثم إلى التينة ، ثم إلى الكرمة ثم إلى العوسج من هذا خلص جاكوب إلى أن :

يحتمل أن ما يرويه العهد القديم عن موسى والأباء الأولين لا يتفق إلا بشكل تقريبى مع المجرى التاريخى للأحداث ، ولكن الرواة كانوا يعرفون ، حتى فى هذه المرحلة من النقل الشفهى ، كيف يضفون الأناقة والخيال حتى يربطوا بين أحداث شديدة التنوع .  وقد نجحوا فى تقديم هذه الأحداث المختلفة فى شكل حكاية لما حدث فى أصل العالم والإنسان ، ويستطيع العقل النقدى أن يراها ، فى نهاية الأمر ، معقولة بشكل كاف .

 

 

 

والعهد القديم يتكون من مجموع أسفار لا تتساوى فى الطول وتختلف فى النوع ، كتبت هذه الأسفار على مدى يربو على تسعة قرون وبلغات مختلفة واعتمادا على التراث المنقول شفهيا. وقد صححت وأكملت هذه الأسفار ، بسبب أحداث حدثت أو بسبب ضرورات خاصة .

ويقول الباحث ج .ب. ساندورز الأستاذ بكلية الدومينيكان بسولشوار فى  دائرة معارف يونيفرسال :

"بحلول القرن العاشر قبل الميلاد ، تم تحرير النص المعروف بالرواية اليهوية ( لأن أسم الله بها يهوه )" .  والتى شكلت فيما بعد بنية الأسفار الخمسة التى عرفت باسم أسفار موسى الخمسة .  وقد أضيفت إلى هذا النص بعد ذلك الرواية المعروفة بالألهيمية ، والرواية الأخرى المعروفة بالكهنوتية ، ويعالج النص اليهوى الأول الفترة من الأصل للعالم وحتى موت يعقوب وهو صادر عن مملكة الجنوب .

ومن نهاية القرن التاسع وحتى أواسط القرن الثامن قبل الميلاد تكون وذاع النفوذ النبوى مع ايليا واليشع وكتابهما فى حوزتنا .  وتلك أيضا فترة النص الأليهمى للتوراة الذى يعالج فترة زمنية محدد بالنسبة إلى النص اليهوى . فهذا النص يكتفى برواية الأحداث الخاصة بإبراهيم ويعقوب ويرجع سفرا يشوع والقضاة إلى تلك الفترة .

أما القرن الثامن قبل الميلاد فهو عصر الأنبياء عاموس وهوشع فى إسرائيل وإسرائيل واسفياء وميخا فى مملكة الجنوب .

وبالاستيلاء على سامرا فى 721 قبل الميلاد انتهت مملكة إسرائيل ، وأستقبلت مملكة الجنوب ميراثها الدينى ، ويحتمل أن مجموعة الأمثال تنتمى إلى ذلك العصر ، والذى يتسم على وجه خاص باتحاد نص التوراة اليهوى والألهيمى فى مجلد واحد وبهذا تشكل ما يعرف بالتوراة ، ويحتمل أن يرجع تحرير سفر التثنية إلى هذه العصر أيضا .

ويلتقى حكم يشوع ، فى النصف الثانى من القرن السابع قبل الميلاد ، مع بدايات النبى إرميا ولكن مؤلف هذا الأخير لم يتخذ شكله النهائى إلا بعد ذلك العصر بقرن .

أما رسائل صفينا وناحوم وحبقوق فيرجع تاريخها إلى ما قبل النفى الأول إلى بابل عام 598 ق.م وكان حزقيال يمارس النبوة فى أثناء هذا النفى .  ثم سقطت القدس فى 587 ق.م هذا الحديث يسبق بداية النفى الثانى الذى امتد حتى 538 ق.م .

 

 

 

     أما كتاب حزقيال ، وهو أخر نبى كبير ونبى المنفى أيضا ، فإنه لم يدون فى شكله الحالى إلا بعد موته ؟ ! .  وقد دون الكتبة وهم الذين أصبحوا ورثته الروحيين ، وقد قام نفس هؤلاء الكتبة بتدوين رواية ثالثة لسفر التكوين وأسمها الرواية الكهنوتية وهى الرواية التى أوردت الجزء الخاص بالخلق والذى يمتد حتى موت يعقوب .

وهكذا إذن أدخل نص ثالث على النصيين اليهوى والألهيمى فى التوراة .  وأنتهى النفى إلى بابل بأمر سيروس فى 538 ق.م .  فعاد اليهود إلى فلسطين وأعيد بناء معبد القدس ، واستؤنف النشاط النبوى ، ومن هنا كانت كتب حجاى وزكريا واسفيا الثالث وملاخى ودانيال وباروك وقد كتب هذا الأخير باليونانية .

والفترة التى تلى النفى هى أيضا فترة كتب الحكمة جردت الأمثال نهائيا فى 480 ق.م وهى سفر أيوب فى القرن الخامس قبل الميلاد تقريبا .  كما يرجع تاريخ سفر الجامعة إلى القرن الثالث ق.م وذلك أيضا هو عصر نشيد الإنشاد ، وكتابى أخبار الأيام وكتب عزرا ونحميا .  أما كتاب بن سيراخ فقد ظهر فى القرن الثانى ق.م وأما سفر الحكمة لسليمان والمكابيين فقد كتبوا قبل المسيح بقرن .  وأسفار راعوث واستير ويونس فيصعب معرفة تاريخها مثل سفرى طوبيا ويهوديت وكل هذه المعلومات معطاة تحت تحفظات التعديلات اللاحقة ، لأن كتب العهد القديم لم تتخذ هيئتها الأولى إلا قبل قرون من ميلاد المسيح ولم تكتسب شكلها النهائى إلا فى القرن الأول بعد المسيح كما يرى الكثيرون .

على ذلك يبدو العهد القديم صرحا أدبيا للشعب اليهودى منذ أصوله وحتى العصر المسيحى ولقد دونت وأكملت وروجعت الأسفار التى يتكون منها فيما بين القرنين العاشر والأول ق.م  .

 

أنماط من تحريف النصوص :

وكما رأينا فإن التوراة لم تكتب إلى بعد الرجوع من المنفى ، ولم تضم أسفارها إلا بعد ذلك العهد ، وقد قال كليمنس : " إن الكتب السماوية ضاعت فألهم عزيز أن يكتبها مرة أخرى".

وقال جان ميلز :"  أهل العلم متفقون على أن نسخة التوراة الأصلية وكذا نسخ العهد القديم ضاعت بين عسكر بختنصر ولما ظهرت نقولها الصحيحة بواسطة عزير ضاعت تلك النقول أيضا فى حادثة انطاكية"  .

 

 

 

ويمكن الاستدلال على التحريف بعدة طرق :

          بعض الجمل التى توجد فى كتاب موسى تدل صراحة على أن موسى لم يقلها مثل آية العدد 32/40 وهى تنص :

"فأعطى موسى جلعاد لماكير بن منسى سكن فيها ، وذهب يائير بن منسى وأخذ مزارعها ودعاهن حووث يائير ، وذهب نوبح وأخذ قناة وقراها ودعاها نوبح باسمه" .

وكذلك الآية فى التثنية 2/14 وهى تنص :

والأيام التى سرنا فيها من قادش برنيع حتى عبرنا وادى زارو كانت ثمانى وثلاثين سنة  .

          وبالمثل عبارات هذا الكتاب ( سفر التثنية ) ليست على نمط محاورة كلام موسى ، ولا يمكن أن نقول جزما من الذى ألحقها ولكن نقول أغلب الظن أن عزيرا النبى ألحقها كما فى عنه الإصحاح التاسع والعشرين من كتابه والإصحاح الثامن من سفر نحميا .

          وذكر أدم كلارك الآية العدد 21/3 :

"فسمع الله دعاء إسرائيل وسلم فى أيديهم الكنعانيين فجعلوهم وقراهم حوافى وسمى ذلك الموضع حرما .

ثم قال إن هذه الآية ألحقت بعد موضع يوشع ، لأن جميع الكنعانيين لم يهلكوا إلى عهد موسى بل هلكوا بعد موته بفترة طويلة . 1 هـ

كما أن فى التوراة أشياء يكذب بعضها بعضا فإذا نظرنا التكوين 83/29،30

"فارص ولد زنا"

ولكن إذا ذهبنا إلى التثنية 23/2

"ولكن حين رد يده إذا أخوه قد خرج فقالت: لماذا اقتحمت ، عليك اقتحام فدعى اسمه فارص ، وبعد ذلك خرج أخوه الذى على يده القرمز فدعى اسمه زارح" .

  فكيف يكون فارص ولد زنا و ولد نكاح وعلى قولهم : فإن من ولد من الزنا لا يدخل جماعة الرب حتى يمضى عشرة أعقاب .

          فهذا الحكم لا يمكن أن يكون على لسان نبى وما يجوز أن ينزله الله على موسى ، وإلا لزم عدم دخوله ولا آبائه إلى فارص جماعة الرب لأن داود بطن عاشر من فارص .

وفى القرن السادس عشر أشار كارلتشاد إلى استحالة أن يكون موسى قد كتب بنفسه كيف مات كما فى التثنية 34/5-12.

وفى سنة 1753 نشر جان استروك طبيب لويس الخامس دراسة كان عنوانها :

          قرائن عن المذكرات الأصلية التى يبدو أن موسى قد أستخدمها لتحرير سفر التكوين ، " كان لديه( أى موسى ) من الشجاعة أن ينشر على الملأ ملاحظة أساسية وهى وجود نصين جنبا إلى جنب فى سفر التكوين يحتوى كل منها على خاصية مختلفة فى تسمية الرب ، إذ يسميه أحدهما يهوه والثانى يسميه ألوهيم" .

          وأما بحاثة القرن التاسع عشر فقد كرسوا جهدهم فى بحث أكثر دقة عن المصادر ، وفى عام 1854 اثبتوا أن تحرير نص أسفار موسى الخمسة قد أمتد على مدى ثلاثة قرون بأقل تقدير.

          وفى سنة 1941 استطاع ألبرت لودز أن يميز فى الوثيقة اليهودية ثلاثة مصادر ، وفى الوثيقة الألوهيمية أربعة ، وفى سفر التثنية ستة ، وفى النص الكهنوتى تسعة مصادر .

          وبهذا يتضح تكون كتاب أسفار موسى الخمسة من أقوال موروثة مختلفة جمعها بشكل يقل أو يزيد حذقا محررون وضعوا تارة ما جمعوا جنبا إلى جنب وطوروا وغيروا من شكل هذه الروايات بهدف إيجاد وحدة مركبة ، تاركين للعين أمورا غير معقولة وأخرى متنافرة كان من شأنها أن قادت المحدثين إلى البحث الموضوعى عن المصادر .

          أما المجمع المسكونى للفاتيكان الثانى فى دستوره العقائدى عن التنزيل ، هذا الدستور الذى أعد فيما بين عامى 1962 ، 1965 ، فإن القارئ يجد أعلاه إشارة تتعلق بالعهد القديم تقول: "إن الأسفار التى يحتويها العهد القديم تحتوى على شوائب وشيئا من البطلان" .

          وهكذا فإن المعلومات الغزيرة التى توافرت عن التاريخ الدينى المعاصر لميلا والأناجيل تستطيع أن توضح بعض سمات هذا الأدب الذى يبلبل القارئ المتأمل ، ولكن يجب الذهاب إلى أبعد من هذا ، كما يجب البحث عما يمكن أن تعلمنا به الدراسات المنشورة فى العصر الحديث عن المصادر التى أخذ منها المبشرون لتحرير نصوصهم ، كما يهم أيضا دراسة ما إذا كان تاريخ النصوص بعد استقرارها قادرا على شرح بعض الصفات التى تقدمها فى عصرنا .

          وأحدث أبحاث نقد النصوص الخاصة بمصادر الأناجيل فقد أوضحت وجود عملية أكثر تعقيدا من تشكل النصوص ، إذ تنوه طبعة الأناجيل الأربعة المتوافقة وهى للأبوين بنيوا وبومار الأستاذين بمعهد الكتاب المقدس بالقدس ( 1972 1973 ) ، تنوه بشكل خاص إلى تطور النصوص على مراحل متعددة بالتوازى مع تطور التراث ، ويجر هذا إلى نتائج يعرضها الأب بنيوا بهذه الألفاظ فى تقديمه للجزء الذى قام به الأب بومار من الكتاب المشار إليه يقول :

" أن أشكال الأقوال أو الروايات الناتجة عن تطور طويل للتراث لا تتمتع بنفس صحة الأقوال أو الروايات الموجودة أصلا .  وقد يدهش بعض قراء الكتاب أو قد يشعر بالحرج عندما يعلم أن هذا القول للمسيح ، أو هذا المثل أو ذلك التصريح بمصيره ، لم تقل مثلما نقرأ اليوم ، وأن هؤلاء الذين نقلوا هذا إلينا قد أجروا عليه لمسات وتعديلات إن هؤلاء الذين لم يعتادوا هذا النوع من البحث التاريخى يجدون هنا مصدرا ممكنا للاندهاش ، بل حتى للاستنكار" . أهـ

والعجيب أن نتائج هذا البحث الخاص بالأناجيل على أهمية بالغة ، فهى تثبت أن نصوص الأناجيل ، التى لها تاريخ تتمتع أيضا حسب قول الأب بومار بتاريخ ما قبل التاريخ .  أى أنها خضعت قبل ظهور الصيغة النهائية ، لتعديلات وذلك فى مرحلة الوثائق الوسيطة .  وبهذا يتضح على سبيل المثال ، إن حكاية معروفة جيدا وقعت فى حياة المسيح ، حكاية معجزة الصيد ، تقوم كما رأيناه فى إنجيل لوقا ، باعتبارها حدثا وقع فى حياة المسيح ، على حين يقدمها يوحنا كحادثة من حوادث ظهوره بعد قيامته .

          وينتج من كل هذه الأمثلة هو أننا لم نعد متأكدين مطلقا من أن ما نقرأه هى كلمات المسيح عندما نطالع الأنجيل .

          كما يظهر جليا أن ما قامت به مدرسة الكتاب المقدس بالقدس قد أتى على دعاوى المجمع المسكونى من القواعد وكذبها تكذيبا صارما .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رابعا :  العهد القديم

          من المفترض حسب أراء مؤرخى أهل الكتاب أن ما ورد فى العهد القديم عبارة عن سرد للشرائع والسير والتواريخ وأحداث ونبوءات كلها كانت تسير وفق خطة إلهية يوجهها الله ، ونلمح ذلك حقيقة فى بعض الكتب ولكن بقليل من التدقيق يمكن لنا أن نحذف الحشو واللغو الكثير الذى ملأت به هذه الكتب زورا على الله .

وسنكتفى بثلاثة أسفار من الخمسة الأولى لتدعيم هذه الوجهة :

سفر التكوين :

          لفظة تكون فى اللغة العبرية تعنى الأصل أو البدء .  ويقول المؤرخون أن موسى قد كتب هذا الكتاب فيما بين عامى 1220 1420 ق.م .

          ويتحدث هذا الكتاب عن أن الله هو خالق هذا الكون ومن جملته الإنسان الذى جعله الله فى أفضل مكان وجعله على صورته .  ويتحدث الكتاب أيضا عن خطايا الإنسان وكيف حلت اللعنات على بنى إسرائيل .

ويتحدث أيضا بتركيز حول بداية الخلق ونشوء الفنون والحرف ، وظهور اللهجات واللغات ومواطن الأمم الأصلية .

          وبدأ التركيز على التاريخ منذ بداية عهد إبراهيم وأبنائه خاصة إسحاق ثم يعقوب ، وينتهى السفر بقصة بيع يوسف وحمله إلى مصر وانتقال يعقوب وأفراد عائلته إلى هناك وبعد أن أستدعاه يوسف ليسكن مصر .

وأهم سمات هذا السفر :

أولاً  :            التناقض فإذا نظرنا إلى 9/1-3 نجده يقول :

"وبارك الله نوحا وأبناءه قائلا: اثمروا وتكاثروا واملأوا الأرض إلى قوله كما تأكلون البقول الخضراء التى أعطيتكم" .

نجد أنه فى الإصحاح لعن نوح حفيده ابن حام على ذنب ليس له يد فيه ففى           9/20-27

"واشتغل نوح بالفلاحة وغرس كرما ، وشرب الخمر فسكر وتعرى داخل خيمته ، فشاهد حاما أبو الكنعانيين عرى أبيه ، فخرج وأخبر أخويه الذين كانا خارجا .  فأخذ سام ويافت رداءا ووضعاه على أكتافها ومشيا القهقرى إلى داخل الخيمة من غير أن يستديرا بوجهيهما نحوه فيبصرا عريه ، وعندما أفاق نوح من سكره وعلم ما فعله به ابنه الصغير ، قال: ليكن كنعان ملعونا ، وليكن عبد العبيد لأخوته ثم قال: تبارك الله إله سام .  وليكن كنعان عبدا له ، ليوسع الله ليافث فيسكن فى خيام حام وليكن كنعان عبدا له .

فى هذه الحادثة هل يعقل أن يكون كنعان مسئولا عما فعله أبوه حام وهل يليق بالله أن يملى كلاما كهذا .

كما أننا  نجد أن لوطا فى حادثة سدوم وعمورة قد رفض أن يطيع الملكين وأن يصعد إلى الجبل وفضل الهرب إلى مدينة صغيرة اسمها صوغر فيقول 9/19،20 .

" هو ذا عبدك قد وجد نعمة فى عينيك ، وعظمت لطفك الذى صنعت إلى بابتغاء نفس وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل ، لعل الشر يدركنى فأموت ، هو ذا المدينة هذه قريبته للهرب إليها وهى صغيرة .  أهرب إلى هناك .  أليست هى صغيرة فتحيا نفس" . أهـ

ثم يعود بنا الكاتب لينسخ نفس القصة ونجده يقول بعدها 19/38 :

"وصعد لوط من صوغر وسكن فى الجبل وابنتاه معه ، لأنه خاف أن يسكن فى صوغر فسكن فى المغارة هو وابنتاه" . أهـ

بعدها يسوق قصة داعرة عن فجر ابنتى لوط به لعدم وجود رجال على الأرض ، مع أن صوغر كانت مدينة تحت الجبل وكانت مليئة بأبناء عمومة أبيهم ، ولكن ليضفى مسحة من الشرعية على زنا المحارم الذى يشيع بينهم .

ثانيا :   انقطاع السياق

نجد فى سفر التكوين أن السياق ينقطع فى أجزاء كثيرة حتى أنك لا تعرف من يحدث من وعلى سبيل المثال فى 18/9،10 يقول :

"وقالوا له :  أين سارة أمرأتك .  فقال :  ها هى فى الخيمة ، فقال :  أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن" .

فالحوار يظهر إن إبراهيم يتكلم مع الملائكة ، ثم فجأة أصبح بين الله وإبراهيم .

وأيضا فى نفس الإصحاح 18/1-2 يقول :

"وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس فى باب الخيمة وقت حر النهار ، فرفع عينيه ونظروا إذا ثلاثة رجال واقفون لديه . فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض" .

ولا ندرى هل ظهر له الرب فسجد أم أن ذلك توطئة للثالوث أم أن الشمس لفحته فتهيؤ له

ثالثا  :  استباحة الكذب على ألسنة الرسل

          نجد أنه فى 20/12،13 حينما سئل إبراهيم عن زوجته قال :

          "بالحقيقة أيضا هى أختى ابنة أبى غير أنها ليست ابنة أمى ، فصارت لى زوجة" .

والحق أن هذا القول لم يأت ما يؤيده فى أى مكان أخر بالكتاب المقدس ولا غيره من أن سارة كانت أختا لا من جهة الأب ولا من جهة الأم ، ثم إن كان هذا صحيحا فكيف يتزوج إبراهيم من أخته ؟، أليس هذا زنا ؟، إنما تسير هذه القصة مع الجو العام للكتاب وتوطئة لما سيأتى فى كتب نشيد الإنشاد .

رابعاً :  استباحة الفسق والتزوير من الأنبياء

كما حدث فى قصة يعقوب وعيسو عندما أدعى يعقوب أنه عيسو وكل ذلك لتبرير مبدأ الغاية تبرر الوسيلة .

خامساً: الجرأة على الله

          فى الإصحاح 32/24-30 يقول :

"فبقى يعقوب وحده ، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب فى مصارعته معه ، وقال اطلقنى لأنه قد طلع الفجر ، فقال :  لا أطلقك إن لم تباركنى .  فقال له:  ما أسمك؟  فقال:  يعقوب ، فقال: لا يدعى اسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت .  وسأل يعقوب وقال:  أخبرنى باسمك. فقال: لماذا تسألنى عن أسمى وباركه هناك.  فدعا يعقوب اسم المكان فينيئل قائلا:  لأنى نظرت إلى الله وجها لوجه" . أهـ

هل يجوز هذا ؟.

1-    الله ينزل على صورة إنسان على الأرض ويصارع الناس .

2-    لم يستطع الله وهو على صورة إنسان أن يصرع أحد مخلوقاته .

3-    الله يستعطف يعقوب لإطلاقه ليصعد ليدير شئون الكون الذى خلقه .

4-    يعقوب يرفض إطلاق الله حتى يباركه ويسميه باسم إسرائيل لأنه قدرعلى الله .

5-    إذا كان الله لا يستطيع التغلب على أحد مخلوقاته فكيف نثق بإدارته الكون .

هل يجوز هذا على الله؟. وبكتاب يدعون أن من كتبه أحد أنبياء الله؟. ونزل على من؟: شعب الله المختار .

سفر الخروج

          تم تدوين هذا الكتاب كما يذكر اليهود بيد موسى بوحى إلهى فى نفس الفترة التى تم فيها تدوين كل أسفار الكتاب المقدس.  ويعالج هذا السفر بعض الحقائق الهامة التى تمس مباشرة طبيعة بنى إسرائيل كأمة عنيدة كافرة.  ويظهر أيضا الضربات العشر التى كالها الله لفرعون ومصر بسببه ، وكيف اصبح عيد الفصح بعد الضربة العاشرة تذكار الإنقاذ الشعب الاسرائيلى من عبودية فرعون ، وعندما اجتاز موسى وقومه البحر الأحمر ( بحر سوف ) وكيف أعطاهم الله الوصايا العشر عند جبل سيناء وكيف تم تصميم خيمة الاجتماع ويبين هذا السفر مظهرين من مظاهر عبادة بنى إسرائيل وهما العبادة فى الخيمة ومراعاة الشريعة .

          ولهجة هذا الكتاب على ثلاثة أنواع :

أولاً  :  لغة راقية تدل على أنها موحى بها ومثال لها 3/6

"ثم قال أنه إله أبيك إله إبراهيم ، وإله اسحق وإله يعقوب. فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله" . أهـ

وأيضا 6/3،2

"كلم الله موسى وقال له: أنا الرب ، وأنا ظهرت لإبراهيم وأسحق ويعقوب بأنى الإله القادر على كل شئ" . أهـ

          فأين هذه اللغة من اللغة الركيكة التى قالت أن الله صارع يعقوب .

كما أن هناك ملحوظة هامة جدا وهى أن فى السفر يظهر أن تجلى الله كان تجلى قدرة لا تجلى رؤية .

ثانياً  :  لغة أقل رقيا ومثال لها 11/3،2

"تكلم فى مسامع الشعب أن يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضية وأمتعة ذهب وأعطى الرب نعمة للشعب فى عيون المصريين ، وأيضا الرجل موسى كان عظيما جدا فى أرض مصرفى عيون عبيد فرعون وعيون الشعب" . أهـ

وإذا نظرنا لهذا هل يعقل من الله أن يوحى شعب إسرائيل بسرقة فضة وذهب أهل مصر وهل يعقل أن يكتب موسى كلاما بيده ويقول أما الرجل موسى فكان عظيما جدا... ألخ .

ثالثا  :  لغة ركيكة ومثال لها 15/20

"فأخذت مريم النبية أخت هارون الدف بيدها ، وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص وأجابتهم مريم رنموا للرب فإنه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما فى البحر" . أهـ

من هى مريم هذه ، ومتى كانت نبية فى عهد موسى ، وهل يجوز تمجيد الله بالرقص والطبل .

   وهذا الكتاب رمز لتمرد اليهود على نبى الله موسى كما ذكر ابتعادهم عن الله عشر مرات وفى   

   كل مرة يقولون ليتنا متنا فى مصر ، لأنهم شعب استعذب السبى والاستضعاف .

ولم يفوتهم إشراك موسى معهم ففى 16/6

    "فقال موسى وهرون لجميع بنى إسرائيل فى المساء ، تعلمون أن الرب أخرجكم من أرض مصر وفى الصباح ترون مجد الله لاستماعه تذمركم على الرب ، وأما نحن فماذا حتى تتذمروا علينا .  وقال موسى ذلك بأن الرب يعطيكم فى المساء لحما لتأكلوا وفى الصباح خبزا لتشبعوا لاستماع الرب لتذمركم الذى تتذمرون عليه ، وأما نحن فماذا.  ليس علينا تذمركم بل على الرب .

ونجد فيه أيضا مسألة كلام الله لموسى فى 20/22 يقول الله :

"فقال الرب لموسى: هكذا تقول لبنى إسرائيل . انتم رأيتم أننى من السماء تكلمت معكم". أهـ

فلا ندرى من الذى تكلم معهم الله أم موسى .

بينما نجد فى الإصحاح 33/13 يقول:

"ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه" . أهـ

فورود التشبيه فى أخر الفقرة يدل على أن من كتبها يريد توضيح الأمر لمنع اللبس فيها فأضاعها برمتها لسقوط اللغة لأن بعدها بست فقرات 33/18 يقول :

"فقال موسى: أرنى مجدك .  فقال: أجيز كل جودتى أمامك .  وأنادى باسم الرب قدامك ، واتراءف على من اتراءف ، وارحم من ارحم .  وقال: لا تقدر ان ترى وجهى لأن الإنسان لا يرانى ويعيش" . أهـ

وإذا نظرنا إلى 33/24

"وحدث فى الطريق إلى المنزل أن الرب التقاه وطلب أن يقتله ، فأخذت صفورة صوانة وقطعت غرلة ابنها ، ومست رجليه ، فقال انك عريس دم لى ، فانفك عنه" . أهـ

ومن هذا نرى أن من كتب الكتاب رأى أن الله يمكن له أن يلعب بعض الألعاب مع مخلوقات له وينزل إلى الأرض فى صورة الإنسان ليصارع الناس وليته قدر عليهم ، فلماذا يعبدونه ؟، أعطفا عليه يعبدونه؟ .

وقد جاء فى هذا السفر الضربات العشر التى وجهها الله لفرعون لكى يؤمن بالله .

سفر التثنيه

يعرض هذا الكتاب جميع أقوال موسى لبنى إسرائيل فى سهل مؤآب قبل الدخول إلى أرض كنعان فى هذا السفر كلام لا يمكن أن يكون فى سياق الفقرات تم حشره حشرا ففى 2/14 "والأيام التى سرنا فيها من قادش برنيع حتى عبرنا وادى زارو كانت ثمانى وثلاثين سنة ، حتى فنى كل الجيل رجال الحرب من وسط المحلة كما أقسم الرب لهم" . أهـ

          سياق الكتاب قبل هذه الفقرة عن وصايا موسى لبنى اسرائيل أثناء عبورهم بحرسوف وأوصاهم بعدم تهجمهم على بنى عيسو الساكنين فى سعير.

وفى 3/25

"دعنى أعبر وأرى الأرض الجيدة التى فى عبر الأرون هذا الجبل الجيد ولبنان" . أهـ

          فى هذا الوقت كانت لبنان قضائيات مثل صور وصيدون وصرفة صور ولم تكن لبنان موجودة بهذا الأسم ولا كانت موجودة أصلا .

          وأهم ما فى هذا الكتاب هو ما أدعاه اليهود أن موسى عن الرب أوصاهم به ففى 7/1-7 يقول :

"متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التى أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوبا كثيرة من أمامك: الحيثيين والجرجاشبين والأموريين والكنعانيين والغرزيين والحويين واليبوسيين سبع شعوب أكثر وأعظم منك ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم .  لا تقطع لهم عهدا ، ولا تشفق عليهم ، ولا تصاهرهم ، بنتك لا تعط لإبنه وبنته لا تأخذ لإبنك لإنه يرد ابنك من ورائى فيعبد آلهة أخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعا .  ولكن هكذا تفعلون بهم :  تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار .  لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك .  إياك قد أختار الرب لتكون له شعبا أحض من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" . أهـ

          ويقول فى 15/1-4

          "هذه هى الفرائض والأحكام التى تحفظون لتعلموها فى الأرض التى أعطاك الرب إله أبائك لتمتلكها كل الأيام التى تحيون على الأرض :  تخربون جميع الأماكن حيث عبدت الأمم التى ترثونها آلهتها على الجبال الشامخة وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء . وتهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتحرقون سواريهم بالنار وتقطعون تماثيل آلهتهم وتمحون أسمهم من ذلك المكان" . أهـ

ثم يقولون صراحة أنهم لن يتبعوا نبيا أخر ففى 13/1-4

"إذا قام فى وسطك نبى أوحالم حلما وأعطاك آية أو أعجوبة ، ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التى كلمك عنها قائلا:  لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها ، فلا تسمع لكلام ذلك النبى أو الحالم ذلك الحلم لأنه الرب الهكم يمتحنكم لكى يعلم هل تحبون الهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم" . أهـ

          ويرينا هذا الكتاب كيف يتعامل بنو اسرائيل مع اتباع الديانات الأخرى ففى 13/18 يقول:

          "وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الأمر صحيح وأكيد قد عمل ذلك الرجس فى وسطك.  فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرقها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف .   وتجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك فتكون تلا إلى الأبد لا تبنى بعده" . أهـ

          هل رأى أحد مثل هذه الأحقاد وكل هذا العنف فى معاملة الأخرين وليس فلسطين منا ببعيد .

          وفى 21/22 كلام أخطر

          "وإذا كان إنسان على خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة ، فلا ثبت جثته على الخشبة بل تدفنه فى ذلك اليوم ، لأن المعلق ملعون من الله ، فلا تبخس أرضك التى يعطيك الرب إلهك نصيبا" . أهـ

          هل أصبح مفهوما الآن لماذا لم يتبعوا السيد المسيح ولماذا صلبوه ؟

وفى 22/15 يقول :

          "ويأخذ الفتاة أبوها وأمها ويخرجان علامة عذرتها إلى شيوخ المدينة إلى الباب ويقول هذه علامة عذرة ابنتى ويبسطان الثوب أمام شيوخ المدينة .  ولكن إن لم توجد عذرة للفتاة يخرجون الفتاة إلى باب بيت أبيها ويرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لأنها عملت قباحة فى اسرائيل بزناها .  وإذا وجد رجل مضطجعا مع أمرأة زوجة بعل يقتل الأثنان الرجل المضطجع مع المرأة والمرأة فتزع الشر من اسرائيل .  وإذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل فى المدينة وأضطجع معها فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة وأرجموهما" . أهـ

 فهل علمتم من أين جاء طقس الرجم بالحجارة .

          ثم نجد العجب فى 25/5 إذ يقول :

          "إذا سكن أخوة معا ومات واحد منهم وليس له أبن فلا تصر أمرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبى . أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب اخى الزوج والبكر الذى تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من اسرائيل" . أهـ

          وأكبر مثال على الاضطراب والوضع ففى نهاية الكتاب يضع تفاصيل عن موت موسى ودفنه والسؤال هل يستطيع موسى أن يصف موته وكيف دفن وأين دفن ؟

 

 

 

خامسا: العهد الجديد

 

          لا تشير أولى كتابات العصر المسيحى إلى الأناجيل إلا بعد مؤلفات بولس بفترة طويلة جداً ، فالشهادات المتعلقة بوجود مجموعة من الكتابات الانجيلية تظهر فقط فى منتصف القرن الثانى وبالتحديد عام 140 ، وذلك على حين أن هناك كثيرا من الكتاب المسيحيين يوحون بوضوح منذ بداية القرن الثانى بأنهم يعرفون عددا كبيرا من رسائل بولس .

          وهذه الملاحظات التى تعرفها المقدمة إلى الترجمة المسكونية للعهد الجديد المنشورة عام 1972 .  وهذه الترجمة خرجت بعد عمل جماعى تفرغ له أكثر من مائة متخصص من الكاثوليك والبروتستانت . وترجع الترجمة المسكونية التاريخ الذى اكتسبت فيه الأناجيل صفة الأدب الكنسى إلى عام 170م تقريبا .

          إن المبشرين لم يكونوا يعرفون أى شئ عن الأناجيل حتى ظهور كتابات بولس ويقول أ.كولمان فى كتابه العهد الجديد :

  " إن المبشرين لم يكونوا إلا متحدثين باسم الجماعة المسيحية الأولى التى ثبتت التراث الشفهى .  فقد بقى الانجيل طيلة ثلاثين أو أربعين سنة فى شكله الشفهى فقط أو بالكاد .  ولكن التراث الشفهى قد نقل اساسا أقوالا وروايات منعزلة وقد نسج المبشرون كل على طريقته وبحسب شخصيته الخاصة واهتمامه اللاهوتى الخاص الروابط بين هذه الروايات والأقوال التى تلقوها من التراث السائد .  إن تجميع أقوال المسيح وربط الروايات بصيغ اسلوبية غامضة مثل : "وبعد هذا" . أو "وما إن ……….. إلخ" وبالاختصار إطار الاناجيل المتوافقة ، كل هذا أدبى الطابع وليس له أساس تاريخى . أهـ.

          وتقول أيضا الترجمة المسكونية :

   "الأناجيل إذن نصوص تتكيف مع مختلف الأوساط وتستجيب لاحتياجات الكنائس وتعبر عن فكر ما عن الكتاب المقدس وتعدل من الأخطاء بل ترد بهذا على جميع  الخصوم . وبهذا جمع المبشرون وحرروا كل حسب وجهة نظره الخاصة ، ما أعطاهم إياه التراث الشفهى " . أهـ.

          والأخطر من هذا ما قاله كولمان من أن أنجيل يوحنا قد أدخل عليه ما ليس له أصل فيقول :

          "أما فيما يختص بالمرأة الزانية ، الاصحاح 7/53 إلى 8/11 فالكل يتفق على الاعتراف بأن هذا نص مجهول الأصل ، ألحق فيما بعد وإن انتمى برغم ذلك إلى الكتاب المقدس المعترف به كنسيا" . أهـ.

          وإذا ذهبنا إلى الترجمة المسكونية فهى تضيف فى أحد فصولها أختلافا خاصا عن الفترة الزمنية لبعثة المسيح .

          "على حين تحدثنا الأناجيل الثلاثة المتوافقة عن فترة طويلة بالجليل تتبعها مسيرة نحو الناصرة تمتد قليلا أو تقصر ثم يليها أخيرا المكوث فترة قصيرة بالقدس ، فإن يوحنا على العكس ، يسرد انتقالات عدة للمسيح ، من منطقة إلى أخرى ويتحدث عن مكوثه فترة طويلة بأرض الناصرة وبالقدس على وجه التحديد ، ويشير إلى احتفالات وضحية متعددة وهو بهذا يوحى بأن بعثة المسيح قد دامت أكثر من عامين" . أهـ.

          وبينما حددها مرقس ومتى ولوقا بعام واحد ، فمن الصادق فيهم ؟!

          فى منتصف القرن الثانى دفع مارسيون بصرامة السلطان الكنسية إلى أتخاذ موقف ، وكان خصما لدودا لليهود وكان يرفض كل العهد القديم و يرفض من الكتابات اللاحقة على المسيح ما كان يبدو منها على  ارتباط  وثيق بالعهد القديم و التراث اليهودى المسيحى ، ولم يعترف  "مارسيون " إلا بأنجيل لوقا لأنه فى رأيه المتحدث الوحيد باسم بولس وبكتابات بولس .

 و قد حكمت الكنيسة على مارسيون بالهرطقة ووضعت فى القائمة الرسمية كل رسائل بولس ولكن مع الأناجيل الأربعة الأخرى وألحقت به أيضا بعض الكتب الأخرى مثل أعمال الرسل .

ومع ذلك فإن القائمة الرسمية تنوعت مع الزمن فى هذه القرون الأولى من العصر المسيحى .  وهناك مؤلفات أعتبرت فيما بعد معدومة القيمة ( المزورة ) كانت تحتل مكانا مؤقتا فى هذه القائمة على حين كانت هناك كتابات أخرى تحتويها القائمة الحالية للعهد الجديد ، مستبعدة فى ذلك العصر .  لقد دام التردد فى الفترة بين مجمعى هيبون 393م ، وقرطاجنة 397 ، ولكن الأناجيل الأربعة كانت موجودة دائما فى هذه القائمة .

          وتقول أيضا الترجمة المسكونية :

          "فى العالم مائتان وخمسون مخطوطة رقية أخرى معروفة وآخرها يرجع إلى القرن الحادى عشر ، ولكن كل نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست متطابقة ، بل على العكس فيمكن للقارئ فيما بينها فروقا قد تختلف فى الأهمية ولكن عددها على أى حال كبير .  وبعض هذه الإختلافات لا تخص إلا تفاصيل فى النحو أو المفردات أو ترتيب الكلمات ، ولكن فى مؤلفات أخرى يلاحظ بين المخطوطات أختلافات تمس معانى فقرات بأكملها" . أهـ.

 

 

 

          ويعقب كولمان على هذا الكلام فيقول :

          "وإذا أردنا أن ندرك هذه الإختلافات النصية فيكفى الرجوع إلى العهد الجديد اليونانى فهذا الكتاب يحتوى على نص يونانى يقال له متوسط وهو نص مركب يشتمل فى حواشيه على كل النقاط المختلفة التى يجدها القارئ فى مختلف النسخ" . أهـ.

          ولنا أن نقول أن الضيق الذى يسود الأوساط المسيحية والذى يمس التنزيل قد ظهرت ترجمة له فى المجمع المسكونى للفاتيكان الثانى 1962 1965 حيث لم يلزم أقل من خمس صيغ حتى يتفق الجميع على النص النهائى بعد ثلاث سنوات من المناقشات ، وحتى ينتهى هذا الوضع الأليم الذى هدد بتوريط المجمع على حد قوله الأسقف" ويبر" فى مقدمته للوثيقة المسكونية الرابعة عن التنزيل .

          وهناك جملتان من هذه الوثيقة الخاصة بالعهد القديم ( الفصل الرابع ص 53 ) تقول :

          "بالنظر إلى الوضع الإنسانى السابق على الخلاص الذى وضعه المسيح ، تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان ، بما لا يقل عن معرفة الطريقة التى يتصرف فيها الله فى عدله ورحمته مع الإنسان غير أن هذه الكتب تحتوى على شوائب وشئ من البطلان ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم الهى" . أهـ.

          إن هذا النص جزء من تصريح شامل صوت عليه نهائيا بأغلبية 344 ، صوتا ضد 6 أصوات فقط يعترف صراحة بان الكتاب المقدس به الكثير من النصوص الباطلة ومع ذلك مازالت موجودة ؟؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سادساً :  قضايا من العهد القديم

 

          هناك العديد من القضايا التى أثارت الكثير من الجدل بين مختلف الأديان ، ولكننا سنركز على قضيتين :

          أولاً :   قصة الذبيح                        ثانياً :  التمييز العنصرى

أولاً :  قصة الذبيح :

          يدعى اليهود أن الذبيح هو اسحق فكيف يدعون ذلك وهم بنص كتابهم كاذبون :

1-          سفر التكوين 16/3-4

"فأخذت ساراى أمرأة ابرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لإقامة ابرام فى أرض كنعان وأعطتها لإبرام رجلها زوجة له فدخل على هاجر فحبلت وكان إبراهيم ابن ست وثمانين سنة".

2-          التكوين 17/4-8

"قال الله لابرام : فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك إبراهيم ، لأنى أجعلك أبا لجمهور من الأمم ، واثمرك كثيرا وأجعلك أمما وملوكا منك يخرجون ، وأقيم عهدى بينى وبين نسلك من بعدك فى أجيالهم عهدا أبديا .  لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك ، وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكا أبديا وأكون الههم" .

3-          التكوين 16/12-13

"أسماعيل يكون انسانا وحشيا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه ويملك جميع بلاد أخوته . وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ، ها أنا أباركه واثمره وأكثره كثيرا جدا ، أثنى عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة" .

4-          التكوين 21/2-4

"وحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابنا فى شيخوخته فى الوقت الذى تكلم الله عنه ودعا إبراهيم أسم ابنه المولود الذى ولدته له سارة أسحق .  وكان إبراهيم بن مئة سنة حين ولد له أسحق أبنه .  أى أن أسماعيل كان يكبر أسحق بأربع عشرة سنة "

5-          التكوين 21/17-21

"ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها: مالك يا هاجر . لا تخافى لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث ، قومى وأحملى الغلام وشدى يدك به ، لأنى سأحوله أمة عظيمة . وفتح الله عينها فأبصرت بئر ماء ، فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام . وكان الله مع الغلام فكبر وسكن فى البرية وكان ينمو رامى قومى وسكنى فى برية فاران" .

أى أن الذى تعرض للمحنة هو أسماعيل وأن هاجر كانت قلقة عليه مما كان سيحدث له .

6-          التكوين 22/1-3

"وحدث بعد هذه الأمور ان الله أمتحن إبراهيم: فقال له إبراهيم ، فقال: ها أنذا ، فقال خذ أبنك وحيدك ( اسحق الذى تحبه ) واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذى أقول لك .  فبكر إبراهيم صباحا وشد على حماره وأخذ أثنين من غلمانه مع ( أسحق أبنه ) وشق حطبا ، وذهب إلى الموضع الذى قال له الله" .

لاحظ هنا التزوير الذى حدث دون أن يعوا ، فإن أسحق لم يكن وحيد إبراهيم وإنما كان أبنه الثانى أما أرض المريا فهى التى كان يعيش فيها أسماعيل .

7-          التكوين 22/9-19

"ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح أبنه ، فناداه ملاك الرب وقال: إبراهيم إبراهيم فقال: ها أنذا ، فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا لأنى أنا الآن علمت أنك خائف الله فلم تمسك أبنك وحيدك عنى فرفع إبراهيم عينيه ونظر إذا كبش وراءه ممسكا فى الغابة بقرنيه ، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن إبنه .  فدعا إبراهيم ذلك الموضع يهده يراه حتى إنه يقال اليوم فى جبل الرب يرى .  ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء وقال: يقول الرب بذاتى أقسمت إنى من أجل أنك فعلت هذا الأمر ، ولم تمسك إبنك وحيدك أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثير النجوم السماء وكالرمل الذى على شاطئ البحر ويرث نسلك باب اعدائه .  فيتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض ، ومن أجل أنك سمعت لقولى ، ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه فقاموا وذهبوا معا إلى بئر سبع ، وسكن إبراهيم فى بئر سبع ".

لاحظ من هذا النص أن إبراهيم رحل مع الغلامين وترك الغلام( أى ابنه ) .

من هذه النصوص يتضح زيف ادعائهم فقد كذبوا على ثلاث مراحل وظنوا أنهم سيفلتون بكذبهم .

أولاً  :  كانت هاجر زوجة أى أن أبنها كان له كافة حقوق السادة الأحرار ولم يكن أبن ملك اليمين .

          وعندما ولد اسماعيل كان وحيد إبراهيم لمدة أربعة عشر سنة وهذا أول خطأ وقعوا فيه .

ثانياً  :  أن إبراهيم بعد الغداء ذهب مع غلاميه إلى بئر سبع وترك أبنه ، مما يدل على أن المفتدى به كان مقيما فى البرية بجوار الجبل وحيدا ، والثابت على مدار الكتاب المقدس أن إبراهيم لم يترك أسحق أبدا بينما كان أسحق يسكن حبرون بأرض فلسطين شمال بئر سبع . وهذه الثانية .

ثالثاً :   وهى النقطة الأخطر أن أقحام أسم أسحق فى هذه القصة ورد فى الترجمة العربية فقط ولم يرد فى النسخة العبرية مما يدل على أن مترجم هذه النسخة قد دق اسفين فى مصداقية هذه النسخة .

 

والأهم فى الموضوع لكل ذى بصيرة أن المنطق يقول أن الذبيح كان اسماعيل دون استدلال لأنه بنص كتابهم يقول:  وكان الله مع الغلام فكبر .  والغلام هنا هو اسماعيل بنص كتابهم .

فعلى الذين يتقولون من اليهود ومن اتبعهم من بعض علماء المسلمين أن يكفوا فالذبيح هو اسماعيل وليس اسحاق سواء استندنا إلى النصوص المقدسة أو نصوص التراث الأسلامى .

ثانيا :  التمييز العنصرى

          أتخذ اليهود النص الموجود فى التوراة بلعن أبناء حام أساسا للتمييز العنصرى ، فإذا نظرنا إلى تركيبة أى مجتمع يهودى قام كان يشمل طوائف ثلاثة :

1-    الاشكناز وكانوا يشملون يهود غرب ووسط وشرق أوربا وهم المنحدرون من أبناء سام .

2-    السفارديم ويشملون يهود البلقان والشرق الأدنى وهم ينحدرون من أبناء يافث .

3-    اليهود الشرقيون فهم المنحدرون من أفريقيا الشمالية والواق واليمن وأيران وكذلك الهند والصين .

ولكنهم حاليا فى المجتمع الاسرائيلى أصبح السفارديم معبرا عن الطائفتين الثانية والثالثة ، والاشكناز تاريخيا هم يهود الراين بألمانيا وبولندا وجنوب روسيا الذين تعرضوا للاضطهاد بدءا من الحملة الصليبية فى القرن الحادى عشر 1096م فهاجروا جميعا وأستقروا فى بولندا .

أما السفارديم فتبدأ قصتهم مع طرد اليهود جنبا إلى جنب مع العرب من أسبانيا فى حروب الأسترادا فى 1492م بعد عصر من الاضطهاد والإبادة على يد محاكم التفتيش ، وهم حتى اليوم يلبسون لباسا خاصا ويبدون خصائص حضارية وثقافية تذكرهم بقوة بفترة اضطهادهم فى أسبانيا .

وأننا نتحدى أن يكون أى يهودى شرقى فى منصب كبير فى الدولة اليهودية .

وكل هذه العصبيات قد جعلها اليهود جزءا أصيلا بناء على قصة حام الذى رأى عورة أبيه فلعن أبناء حام على ذنب لم يجنوه .

(وللعلم فإن كنعان هو أبو أهل أفريقيا السوداء وأبو العرب فليعلم كل من يهمه الأمر) .

ولقد أشار ارثر روبين عالم الاجتماع اليهودى فى دراساته إلى أنه من الصعب اعتبار السفارديم يهودا ويعانى هؤلاء السفارديم فى الدولة اليهودية من كل مظاهر التمييز .

وقد أطلقت كلمة اشكناز على الشعوب التى ورد ذكرها فى سفر التكوين 10/3 ويعتبرون هم مؤسسوا الحملة الصهيونية الفعليون .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سابعاً :  قضايا من العهد الجديد

 

          فى البدء كانت الكلمة ، هذا العهد كله يحمل التناقض وقبل أن ندخل فى مناقشة إلى قضية نرجع إلى أنجيل متى الأصحاح الثانى فقرة 1 إلى 3 .

          "لما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمة فى المشرق وآتينا لنسجد له.  فلما سمع هيرودس الملك أضطرب وجمع أورشليم معه ".

          أى أن هيرودس الملك كان وقت ولادة المسيح عليه السلام .

          ثم أن اليهود جاءوا للإيمان بالمسيح فلماذا كذبوه بعدها وصلبوه .

          وفى نفس الأصحاح 19-20

          "فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر فى حلم ليوسف فى مصر قائلا قم وخذ الصبى وأمه وأذهب إلى أرض اسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى ".

أى أن هيرودس مات ومازال المسيح صبيا .

          ثم فى 14/6-13

          "ثم لما صار مولد هيرودس رقصت أبنة هيروديا فى الوسط فسرت هيرودس ، ومن ثم وعد بقسم أنه مهما طلبت يعطيها .  فهى إذ كانت قد تلقنت من أمها قالت:  أعطنى ههنا على طبق رأس يوحنا المعمدان .  فأغتنم الملك ولكن من أجل الأقسام والمتكئين معه أمر أن يعطى فأرسل وقطع رأس يوحنا فى السجن فأحضر رأسه على طبق ودفع إلى الصبية فجاءت به إلى أمها فتقدم تلاميذه ودفنوا الجسد دفنوه ثم أتوا وأخبروا يسوع .فلما سمع يسوع أنصرف هناك فى سفينة إلى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن" .

 أى كلام هذا هيرودس كان وقت الميلاد. ثم مات وهو صبى .ثم أحتفل بعيد ميلاده بعد ما بعث المسيح أى فى الثلاثين من عمره .  كيف نصدق مثل هذا القول ؟!!!.

          عموما بدأنا هذا لنسرد بعض ا لقضايا المختلف عليها :

أولاً  :  تحديد النسل                                 ثانياً  :  زينة المرأة

ثالثاً  :  تعدد الزوجات                                رابعاً :  حجاب المرأة

خامساً: عمل المرأة                                   سادساً: الرق

سابعاً:  الطلاق                                        ثامناً  : الختان

 

 

          وسنجد من خلال متابعتنا نصوص كتابنا الذى بين أيدينا الذى هو ما يسمونه الكتاب المقدس أن كل ما طعنوا به على المسلمين أنما هم المقصودون ونحن منهم ومن تلك القضايا براء.

أولاً :  تحديد النسل

فكرة تحديد النسل عن طريق العزل هى اختراع يهودى بحت فإذا نظرنا فى سفر التكوين نجد 38/6-11

"وأخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار ، وكان عير بكر يهوذا شريرا فى عينى الرب فأماته الرب فقال يهوذا لأونان أدخل على أمرأة أخيك وتزوج بها وأقم نسلا لأخيك.  فعلم أونان أن النسل لا يكون له .  فكان إذا دخل على أمرأته أنه أفسد على الأرض لكى لا يعطى نسلا لأخيه .  فقبح فى عينى الرب ما فعله فأماته أيضا فقال يهوذا لثامار كنته أقعدى أرملة فى بيت أبيك حتى يكبر شيلة ابنى ، لأنه قال لعله يموت هو أيضا كأخويه فمضت ثامار وقعدت فى بيت أبيها" .

أى أن اليهود لا ينادون بتحديد النسل وهم أصحاب ابتكار العزوة الذى يتمسك به البدو والأعراب فأبناء يعقوب على سبيل المثال ثلاثة عشر .

وأبناء داود أيضا ثلاثة عشر وكل أبن منهم كان له على الأقل ثمانية أبناء .

أما فى العهد الجديد ففى رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس يقول 5/14

"فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم" .

وهكذا فإدعاء أن المسلمين وحدهم هم المنادين بكثرة الإنجاب هو إدعاء باطل تدحضه نصوص الكتاب المقدس بكتابيه القديم والجديد .

ثانياً :  التبرج

          نجد أنه فى العهد الجديد رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 2/9-15

"وكذلك إن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن .  بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة ، ولتتعلم المرأة بسكوت فى كل خضوع ولكن لست أذن للمرأة أن تعلم وتتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت لأن أدم جبل أولاً ثم حواء . وأدم لم يقو ولكن المرأة اغويت فى التعدى ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن الإيمان والقداسة مع العقل" .

هنا قضيتان الأولى أن المرأة لابد لها من الأحتشام أمام الرجل أما الثانية فهو عدم مساواة المرأة بالرجل فى حقوق التعلم وحق العمل .

فطلب الإسلام بحشمة المرأة لم يكن جديدا بل كان تقريرا لأمم سبقتنا فيها ولكن مع أحترامنا لمن سبقونا فقد سبقهم الإسلام بالمساواة الكاملة للمرأة مع الرجل مع عدم جور النساء على الرجال فى حقوقهم .

ثالثاً :  تعدد الزوجات

يعيبون على نبى الأسلام كثرة زوجاته وعلى الإسلام فى إباحة تعدد الزوجات مع أن أنبياء بنى أسرائيل كلهم دون استثناء كانوا متعددى الزوجات .

فقد تزوج يعقوب من أربعة هن: ليئة ، وراحيل ، وزلفة ، وبلهة .

وداود كان له من الزوجات وملك اليمين ما زاد عن المائة .

أما فى الأنجيل ففى رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 3/2

"فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل أمرأة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء".

من هنا نصل إلى نفس الأصحاح آية 12

"ليكن الشمامسة كل بعل أمرأة واحدة مدبرين أولادهم وبيوتهم حسنا" .

فمن يدعى بعد ذلك أن هناك تقييد للزواج فى اليهودية أو النصرانية والنصوص قاطعة فى إمكانية تعدد الزوجات إلا على من يدبرون أمر الكنيسة لئلا تشغلهم مطالب حياة أولادهم عن الكنيسة .

رابعأً :  حجاب المرأة

وحجاب المرأة ليس حكرا على نساء  المسلمين كما يدعون ويحاربون نساء المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها ففى سفر التثنية 22/5

"لا يكن متاع رجل على أمرأة ، ولا يلبس رجل ثوب أمرأة لأن كل من يعمل ذلك مكروه لدى الرب إلهك" .

وفى سفر التكوين 24/65،66

"وسألت العبد من هذا الرجل الماشى فى الحقل للقائنا؟ فقال العبد: هو سيدى ، فتناولت الحجاب وتغطت ، ثم حدث العبد أسحق بكل الأمور التى قام بها ، فأدخل أسحق رفقة إلى خيمة أمه سارة وتزوجها وأحبها وتعزى بها بعد موت أمه" .

وإذا رجعنا للعهد الجديد رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثيوس 11/6-10

"إذا كانت المرأة لا تتغطى ليقص شعرها .  وإن كان قبيحا بالمرأة أن تقص أو أن تحلق فلتتعظ فإن الرجل لا يجب أن يغطى رأسه لكونه صورة الله ومجده .  وأما المرأة فهى مجد الرجل ، لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل ، ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة ، بل المرأة من أجل الرجل ، لهذا ينبغى أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة" .

أى أن حجاب المرأة المسلمة ليس بدعة وأنما إذا فهموا منهجهم  لسبقونا فى أرتداء الحجاب والإلتزام برداء العفه والطهارة .

خامساً : عمل المرأة

          فى العهد الجديد رسالة بولس إلى تيماوثاوس 11-19 الأصحاح الثانى:

"لتتعلم المرأة بسكوت فى كل خضوع ، لكنى لست آذن للمرأة أن تعلم وتتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت" .

أى أن المرأة لها أن تتعلم ولكن لا تزاحم الرجال فى العمل .

وفى نفس الرسالة 5/14

"فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم" .

أى أن المرأة وظيفتها إنجاب الأولاد وطاعة الزوج وإدارة البيوت .

هل تعرفون ما هى هذه الدعوة ، أنها دعوة متطرفى الإسلام الذين تحاربهم الأمم كافة بحجة الإرهاب مع أن هذا الفكر فكر مسيحى قلبا وقالبا ولم يذكر الأسلام أبدا أن المرأة مكانها المنزل وإدارته وأنجاب الأولاد وخير مثال لنا فى ذلك السيدة خديجة عندما كانت تدير تجارتها وعندما كانت تدقق فى أختيار وكلاء عنها لإدارة هذه التجارة وكيف كانت تحاسبهم رضوان الله عليها والإسلام برئ من هذه الدعوة ولكنها دعوى جاهلية جاءت من نص مسيحى .

 

سادساً  :ا  الرق

إلى من يعيبون على الإسلام تشجيعه للرق مع كذب دعواهم فلم يدع الإسلام يوما إلى إستغلال الإنسان لحقوق أخيه الإنسان .

          إلى من يعيبون على الإسلام نهدى إليهم هذه النصوص من كتبهم .

 

الخروج 21/2

"إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفى السابعة يخرج حرا مجانا ، ولكن إن قال العبد أحب سيدى لا أخرج حرا يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب" .

الخروج 21/20

"فالآن ملعونون أنتم فلا ينقطع منكم العبيد ومحتطبوا الحطب ومستقوا الماء لبيت إلهى".

أما العهد الجديد ففى رسالة بولس إلى أهل أفسس 6/5 يقول :

"أيها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورهبة ورعدة فى بساطة قلوبكم كما للمسيح" .

تبا لكم . من يدعو إلى الرق وتنظيم سلوكيات العبيد الإسلام أم الكتاب المقدس وهل سيظل المسلمون فى غفلة من أمرهم ولا يتبصرون بالأمور ويرحبونها إلى نصابها .

 

سابعاً : الطلاق

إلى السادة الذين يذكرون أنه لا طلاق فى الملل الأخرى ويعيبون على الأسلام إباحته للطلاق نذكر له ما ورد فى سفر التثنية 24/1،2

"إذا أخذ رجل امرأة وتزوج بها فإن لم تجد نعمة فى عينيه لأنه وجد فيها عيب شئ وكتب لها طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقه من بيتها ، ومتى خرجت من بيته ، وذهبت وصارت لرجل أخر" .

وفى العهد الجديد لم يذكر إلا فى أنجيل مرقس 10/9 :

"فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان" .( أى أن من ارتبط بشرع الله لا يفترق إلا بشرع الله ) . فلو كانت هذه شريعة لوجدت فى كل الأناجيل أو حتى رسائل بولس الرسول الذى كتب التشريع المسيحى الأول .

ولكن لأن هذه النقطة مبهمة فقد تداركها قانون الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس فى المادة 57 من لائحة الأقباط الأرثوذكس والتى أقرها المجلس الملى العام سنة 1938 .

"يجوز طلب الطلاق إذا أساء أحد الزوجين معاشرة الأخر ، أو أخل بواجباته إخلالا جسيما نحوه ، مما أدى إلى استحكام النفور بينهما …….. وأنتهى الأمر بافتراقهما عن بعضهما وأستمرت الفرقة ثلاثة أعوام متوالية" .

أى أن الطلاق موجود فى الديانات الأخرى ولكن من نظم اجراءاته فيها هم البشر الذين قد تطغى أهواءهم على الصالح العام ولكن فى الإسلام فالله هو الذى نظم الطلاق ولم يترك فى يد البشر إلا تنظيم اجراءاته تبعا لتطور الزمن فقط ولكنه حذرهم اشد التحذير بتعدى حدود الله .

ثامناً :  الختان

          إذا رجعنا لسفر التكوين 17/23-27

"فأخذ إبراهيم اسماعيل إبنه وجميع ولدان بيته وجميع المبتاعين بفضته كل ذكر من أهل بيته وختن لحم غرلتهم فى ذلك اليوم عينه ، كما كلمه الله ، وكان ابن إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن فى لحم غرلته وكان اسماعيل ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن فى لحم غرلته .  وفى ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم واسماعيل ابنه وكل رجال بيته ولدان البيت والمبتاعين بالفضة من الغريب ختنوا معه .

وفى أعمال الرسل 7/7،8 :

"والأمة التى يستعبدون لها سأدينها أنا يقول الله .  وبعد ذلك يخرجون ويعبدوننى فى هذا المكان وأعطاه عهد الختان وهكذا ولد أسحق وختنه فى اليوم الثامن" .

وفى العهد الجديد نجد أنجيل لوقا 2/21

"ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبى سمى يسوع كما تسمى من الملاك من قبل أن حبل به فى البطن" .

          ولكى نزيد الأمر وضوحا نقول أنتبهوا لأمرين :

أولهما :  المسيح تم ختنه وعاد بولس فنقضه والتزموا بكلام بولس رغم عدم تطرق المسيح عليه السلام لهذه المسألة فالتزموا بكلام بولس . وكان الأولى بهم سماع كلام الههم و اتباعه ، الم يقولوا أن المسيح هو الله فلماذا سمعوا لبولس وألقوا بكلام المسيح ( الههم ) جانبا .

ثانيهما:   المسيح منع الطلاق وأقره بولس وألتزم المسيحيون بكلام المسيح .

أهذا هو المعيار الثابت فى رأيهم عند النظر للأمور؟  ما نفهمه هو الثبات على كلام النبى المرسل أو صاحب الرسالة أى المسيح ، أما إذا كان بولس نبى ناقض لما جاء به من قبله فكان يجب الإلتزام به وبكلامه كله .

 

          ذكرنا ثمان قضايا متشابكة بين الإسلام وأهل الديانات الأخرى وكل هذه القضايا الإسلام منها برئ والكلام مردود عليهم بأن هذه نصوصكم ولم نأت بنص واحد من كتاب الله عندنا وهو القرآن العظيم ولا بكلمة واحدة من كلام رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ، فقضاياكم خاسرة وإلى الأبد بإذن الله .

          وأذكر المسلمين بقول الله :

"ود كثير من أهل الكتاب لـو يردونكم من بعـد ايمانكـم كفـارا

حسدا من عند انفسهم مـن بعـد ما تبين لهـم الحـق فاعــنوا

واصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شئ قدير".

البقرة 109

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثامناً :  الخلاصة :

لا أجد خير ما نخلص به من بحثنا هذا إلا قولى لو أتفقوا على شئ فى عبادتهم لما حاربونا فى ديننا فهم أختلفوا على أبسط مبادئ ديانتهم .

إنهم يقولون أسرار الكنيسة سبعة :

1-    المعمودية            واجراؤه الماء والروح القدس

2-    العشاء الربانى      واجراؤه الخبز والخل

3-    التثبيت                واجراؤه وضع الأيدى

4-    الزواج                واجراؤه الخاتم ومقارنة أيدى العروسين

5-    التوبة                 صلاة ويتلوها القس للمعترف وهى صلاة الحل

6-    الكهنوت              واسسه المسيح بمنح الحواريين سلطانا ليشفوا   

                             المرضى ويطردون الشياطين

7-    مسحة المرضى     واجراؤه دهن المرضى بالزيت

 

فهل أتفقوا جميعا على ذلك .

تقول الكنيسة الأنجيلية ( المشيخية ) والكنيسة الاسقفية أنهما سران فقط :

1-    المعمودية

2-    العشاء الربانى

وذلك للأسباب التالية :

أولها  : أن الكتاب المقدس لم ينص على أن عدد الأسرار سبعة .

ثانيها : أن يسوع المسيح لم ينشئ إلا هذين السرين فقط .

ثالثها : أن الأسرار الخمسة الباقية ليس لها أى علامات منظورة .

          ومن باب الإيجاز سنناقش هذان السران :

أولاً  :  سر المعمودية

المعمودية سر مقدس يعطى ميلادا ثانيا بالتغطيس فى الماء ثلاث مرات ويعتبر الباب الذى يدخل منه المؤمن إلى الكنيسة .

ويرجع بداية ارساء هذا السر إلى يوحنا المعمدان عندما قام بعمادة السيد المسيح فى نهر الأردن وحل عليه الروح القدس مثل حمامة ومسحه .

وتعتبر الكنيسة أن أنسب وقت للعماد هو يوم الأحد من كل أسبوع قبل القداس مباشرة حيث يكون الكاهن صائما لأن المعمودية موت وقيامة .

ويوم الأحد يعتبر التذكار الأسبوعى لقيامة المسيح من بين الأموات .

وينقسم طقس المعمودية إلى أربعة أقسام :

أولها  : تحليل المرأة

ثانيها : جحد الشيطان

ثالثها : قداس المعمودية

رابعها: العماد وتسريح الماء

وكل قسم من هذه الأقسام له طقوس خاصة وليس هذا بمكانها .

 

ثانياً :   العشاء الربانى

          وهم يطلقون عليه أيضا سر التناول أو سر الشكر أو الأفخارستيا .

وقد أسسه السيد المسيح يوم خميس العهد قبل القبض عليه ومحاكمته بساعات قلائل وكان ذلك فى علية صهيون ، فبعد أن عمل طقس الفصح كعادة اليهود وقام وغسل أرجل تلاميذه كعلامة للتوبة والأستعداد ثم جلس وأخذ الخبر وبارك وكسر وأعطى تلاميذه قائلا :

"خذوا كلوا هذا جسدى وأخذ الكأس وشكر واعطاهم قائلا: اشربوا منها كلكم لأن هذا وحى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا".

وتحدد الكنيسة واجبات عديدة على الكاهن تجاه سر التناول .  وتوصى الكنيسة الكاهن الجديد يوم رسامته وتذكره أن الواجب عليه أكثر من كل الوصايا الكنسية وأفضل من كل سواه من الأوامر الرسولية وهو الأحتراس عند توزيع سرائر الرب المحببة ، وليكن ذلك منك بجد واجتهاد ونشاط ، وأن هذه الكأس هى دم المسيح المهرق عن الخطايا والذى به انقذ من الجحيم جميع السبايا ، لذلك فكن منتبها لنفسك أيها الكاهن غاية الأنتباه وأحرس هذه الذخيرة كحراسة الشاروبيم ( الملائكة ) لشجرة الحياة واحترز على هذه السراء احتراز يخلصك من الجرائر .

وأهم ما فى النصائح :  لا تناول إلا حسن السيرة وصالح السمعة الطاهرة . وامنع من كانت طريقه شريرة لئلا يقتل نفسه ،وتكون أنت السبب فى الجريرة. أى تشاركه فى الخطية التى ارتكبها بتناوله بدون استحقاق ، فصار مجرما فى جسد المسيح ودمه      و له عقابه .

وسنكتفى بذكر هذين السرين فقط ليس لأنهما متفق عليهما ولكن لبنين لهما أنهم جميعا بكل طوائفهم أخطأوا فإن المسيح لم ينشئ هذين السرين لماذا ؟

أولاً  :     يوحنا المعمدان لم يكن أول من عمد أخر فإنهم لو عادوا إلى العهد القديم لوجدوا أن بنى اسرائيل هم أول من أقام هذا السر فقد عمدوا موسى فى البرية .

ثانياً  :  أما السر الثانى فقد ذكرناه لأن الأناجيل لم تتفق عليه وجاء مضطربا فيها .

       ففى انجيل يوحنا 13/26:

"أجاب يسوع هو ذالك الذى اغمس أنا اللقمة وأعطيه ، فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطى" .

أى أن مسألة كسر الخبز غير متفق عليها لتأسيس هذا السر المتفق عليه عند جميع طوائف المسيحية .

ولكن كان يجب لاستكمال هذا الطقس إقامة صلاة كما صلى المسيح فإنه بعد العشاء الربانى هذا قام المسيح فصلى ثلاث مرات وقال فيها كما جاء فى مرقس 15/34 .

"يا أبا الأب كل شئ مستطاع لك ، فأجز عنى هذه الكأس" .

وصرخ وهو مع الصليب قائلا :

"إلهى إلهى لم تركتنى" .

ولقد قال المسيح قبل صلبه فى يوحنا 24/26

"الذى لا يحبنى لا يحفظ كلامى .  والكلام الذى تسمعونه ليس لى بل للآب الذى أرسلنى ، بهذا كلمتكم وأنا عندكم ، وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم" .

فهل يا ترى سمعوا كلامه أم سمعوا كلام بولس .

ويقول عليه السلام كما فى متى :

"ولا تدعو لكم أبا على الأرض لأن أباكم واحد الذى فى السموات ، ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح . وأكبركم يكون خادما لكم ، فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" .

وإذا جاز لنا أن نسأله فإنه يكون سؤالا أخيرا .

لماذا لم يسمعوا كلامه وجعلوا لهم أبا يختارونه ويقيمونه فى أعلى المراتب ويسجدون أمامه ويتبعون ما يقول ولا يتبعون ما قال المسيح ؟

مجرد سؤال برئ للغاية فهل من مجيب ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

إعداد الفقير إلى الله الراجى عفوه ورضاه

عبد العزيز المراغى

ماجستير العلوم الإسلامية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تاسعاً :  المراجع

 

 

 

1-          مقدمة إلى الأنجيل                            الأب روجى

2-          العهد الجديد                          البرت كولمان

3-          دائرة معارف الكون                 ج.ب ساندوزر

4-          ترجمة سفر التكوين                 ر.ب.دى ديفو مدير مدرسة الكتاب المقدس بالقدس

5-          التاريخ النقدى للعهد القديم         ريتشارد سيمون

6-          الايمان بالقيامة وبعث الأيمان      ر.ب. كانينجستر

7-          تاريخ الأديان                         ريناخ

8-          تاريخ الأمم                           أدم كلارك

9-          التقليد المقدس                       ملاك لوقا

10-    الأفخارستيا                           ملاك لوقا

11-    قصة الحضارة                       و ل ديورانت

12-    كتاب الحياة ترجمة تفسيرية للكتاب المقدس

13-    الكتاب المقدس