الفرقان الحق
القرآن الأمريكي
أضحوكة القرن الحادي
والعشرين
إعداد أبي عبد الرحمن
محمد السيد
عبده عبد الرازق
دراسات عليا في مقارنة الأديان
***************************
بسم الله الرحمن الرحيم
في غفلة من أبناء الأمة تتنامي يوما وراء يوم الحملة على الإسلام فقد، فوجئ المسلمون يكتاب يسمى بالفرقان الحق يوزع في دول الخليج ويبث على عشرات المراقع على شبكة الإنترنت ويعرضونه على أنه القرآن البديل لقرآن المسلين وهي حملة جديدة تريد نسف الشئ الوحيد الذي اجتمع عليه المسلمون منذ بداية الإسلام وحتى يوم الدين ، إنه كتاب الله تعالى " القرآن الكريم " ومحاولة استبداله بقرآن Made in Americaأطلقوا عليه " الفرقان الحق " ، ولو صدقوا لقالوا " الفرقان الباطل ".
وغاب عن هؤلاء الأوباش أن كتابا ضمن الله تعالى حفظه لا يمكن أن تناله يد بسوء ، لقد تحداهم الله تعالى بقوله : } قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً{ (الإسراء:88)
وهذاالكتاب لم يدع شيئا من الإسلام إلا ونال منه سواء على المستوى الديني أو السلوكي أو الاجتماعي
وفى سُوَر هذا الفرقان هجومٌ كله إقذاع وفُحْش على سيد الأنبياء والمرسلين ، وتسفيهٌ لكل شىء جاء به الإسلام من توحيدٍ ونعيمٍ أُخْرَوِىّ وصلاةٍ وصيامٍ وحجٍّ وجهادٍ وطهارةٍ وتشريعاتٍ أسريةٍ ….
وهذه ليست هي المرة الأولى ، ولن تكون بالطبع هي الأخيرة ، لكن الشئ المؤكد أن الإسلام يسير مهما كثر نُبَاحُ الكلاب ، وهذا ما جعل الدهشة تتملك الباحثين عربا كانوا أو مستشرقين من ثبات ورسوخ قدم الإسلام منذ مَبعثه بشكل تحار فيه العقول، فلو أن أي ديانة أخري حيكت ضدها هذه المؤامرة لكانت الآن نسيا منسيا.
ولأن الكتاب والحمد لله لايوجد في مصر – حفظه الله – فقد حصلت على نسخة من هذا العفن من شبكة الإنترنت ، فوجدته فى موقع تابع لمركز تبشيرى اسمه: American Center of Divine Love وفوجئت بأن أصحاب هذا الموقع يعرضونه على أنه وحى سماوى ، وقد استبان لى بعد الدراسة التى قمت بها لتلك النصوص هذا الكتال أن أصحابها لم يكونوا بالذكاء الذي تتطلبه مثل هذه المؤامرة ، إذ أن الثقوب فيها كثيرة وشنيعة . وهذا من شأنه أن يؤكد لنا أن الأعداء ، رغم تفوقهم العلمي والاقتصادي والعسكري ليسوا معصومين بل كثيرا ما يقعون فى الأخطاء المضحكة ، … كما يؤكد أيضا أن دين الله لا يمكن أن يغلبه غالب مهما تآمر المتآمرون ومهما خطّطوا ومهما رصدوا الإمكانات والجهود . بَيْد أن هذا لا يعنى أن نَغُطّ فى نوم عميق .
وقد استعنت بالله وقمت بكتابة رد على نصوص هذا الضلال المبين المسمى زورا بالفرقان الحق ، وقد أسميت هذا البحث : (القرآن الأمريكي أضحوكة القرن الحادي والعشرين )
نبذة عن المؤلف
الاسم/ محمد السيد عبده عبد الرازق
مواليد /2/2/1972
المؤهلات/ حاصل على ليسانس الدعوة الإسلامية
وحاصل على دبلومة في الدراسات العليا في مقارنة الأديان جامعة الزقازيق
العمل /إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف
البريد الالكتروني /abrahman@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله S ، قال الله عز وجل : } يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ { (الحشر/24) ، وقال : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ { (آل عمران/10) وقال تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاًعَظِيما {(الأحزاب:70، 71)
أما بعد : فقد يعجب البعض من هذه التسمية " القرآن الأمريكي " ، ولكن يزول عجبك أخي عندما تتطلع على حجم المؤامرة الأمريكية الصهيونية على الإسلام باختلاق كتاب زعمت أنه البديل لقرآن المسلمين ، وأرادت أن تفرضه على العالم الإسلامي .
ففي غفلة من المثقفين ، وعلماء الأمة ، وأصحاب القرار في عالمنا العربي والإسلامي تتنامي يوما وراء يوم الحملة الأمريكية الصهيونية الشرسة ضد كل ما ينتمي للإسلام والعرب من قريب أو بعيد ، وفي الوقت الذي ينادي فيه البعض بالسلام والأمان ، ومد يد التعاون مع كل ما هو صهيوني بدعوى التطبيع وعفا الله عما سلف ، تخرج علينا كارثة جديدة تريد نسف الشيء الوحيد الذي اجتمع عليه المسلمون منذ بداية الإسلام وحتى يوم الدين ، إنه كتاب الله تعالى " القرآن الكريم ".
وهي مؤامرة جديدة تحيط بالعالم الإسلامي ، وتصيبه في أعز وأعظم ما يملك ( القرآن الكريم ) ، ومحاولة استبداله بقرآن Made in America أطلقوا عليه " الفرقان الحق " ، ولو صدقوا لقالوا " الفرقان الباطل ".
في البداية حاولت جاهدا الحصول على نسخة من هذا الكتاب المسمى بالفرقان الحق ؛كى أفهمَ الموضوع من مصدره الأصلى ، ونظرا لأن الكتاب والحمدلله لايوجد في مصر بصورة رسمية ، اسنعنت بالله ثم بشبكه الإنترنت ؛ فوجدته فى موقع تابع لمركز تبشيرى اسمه: " American Center of Divine Love " وفوجئت بأن أصحاب هذا الموقع يعرضونه على أنه وحى سماوى .
وهذا الكتاب الأضحوكة – الفرقان الحق - تمخضت عنه آلة الكره والحقد الدفين تجاه الدين الإسلامي.. وتجاه المسلمين - والذي تقدمه أمريكا للمسلمين على غرار القمح والمأكولات الأمريكية كبديل للقرآن - هو كتاب لا يستحق إلا الرثاء علي الجهد الهباء الذي ضاع في كتابته.
تم تنفيذ هذا الكتاب وفق خطة جهنمية مدروسة ، وتم تقديمه في هذه المرحلة من التمزق والتشتت والهجوم على الإسلام عقيدة ومنهاج حياة.. بعد اتهامه بالإرهاب.
ولم يدع هذا الكتاب المهزلة شيئا من الإسلام إلا ونال منه سواء على المستوى
الديني أو السلوكي أو الاجتماعي ، وما يخص الزواج ، أو الحرب ، أو العَلاقات
الإنسانية ، إلا وتدخل في سياقه ، وعصف بمضمونه الإصلاحي،
أو التوجيهي ، أو العقدي ، ومدعيا أن الإسلام امتهن كرامة النساء ، وضرب على هذا
الوتر المتهالك ، إلى غير ذلك من سخف لا ينطلي على عاقل .
وفى سُوَر هذا الفرقان هجومٌ كله إقذاع وفُحْش على سيد الأنبياء والمرسلين ، واتهامٌ بذىء بالكفر والضلال والنفاق لـه S ، وتسفيهٌ لكل شىء جاء به الإسلام من توحيدٍ ونعيمٍ أُخْرَوِىّ وصلاةٍ وصيامٍ وحجٍّ وجهادٍ وطهارةٍ وتشريعاتٍ أسريةٍ … ، وادِّعاءٌ بأن كتاب الله إنما هو وحىُ شيطانٍ إلى شيطان ، وتمجيدٌ للتثليث النصراني .
ولم يصدر هذا الكتاب المهزلة في يوم وليلة ، إنه عمل وجهد أسهم فيه : أعداء الإسلام ؛ بل أعداء الحياة الشريفة ، أعداء الإنسانية ، أعداء الحق والعدالة ، أعداء الأمن والأمان ؛ فقد مكث مؤلفه الكذاب - كما يقول - أكثر من سبع سنوات في تأليفه ، ولأنه ساقط العدالة فأكاد أجزم بأن هذه الخطة الشيطانية تدار منذ زمن بعيد .
ومؤلف الكتاب هو أحد القساوسة الأمريكان ويدعى " أنيس شورش" ([1]) كان خادما في المعسكرات اليهودية وأرضعه أسياده اليهود بغض الإسلام ، وقد كان يُقبل أحذيتهم صباح مساء ، وأصبح الآن يدرس في جامعات أمريكا ، وهاهو ذا يقدم لهم الفرقان الحق كرد للعرفان والجميل .
وقد استخدم اليهود والأمريكان الآلة الإعلامية الضخمة في نشر وتوزيع هذا الكتاب بصورة دقيقة ومنظمة وبدأوا حملة واسعة تحمل عنوان " لا للقرآن.. نعم للفرقان " مما أثار حفيظة المسلمين في العالم حول هذا الانتهاك الصارخ للأمة الإسلامية .
وهذه ليست هي المرة الأولى ، ولن تكون بالطبع هي الأخيرة ، لكن الشئ المؤكد أن الإسلام يسير مهما كثر نُبَاحُ الكلاب ، وهذا ما جعل الدهشة تتملك الباحثين عربا كانوا أو مستشرقين من ثبات ورسوخ قدم الإسلام منذ مَبعثه بشكل تحار فيه العقول فلو أن أي ديانة أخري حيكت ضدها هذه المؤامرة لكانت الآن نسيا منسيا.
وقد استبان لى بعد الدراسة التى قمت بها لتلك النصوص إن أصحابها لم يكونوا بالذكاء الذي تتطلبه مثل هذه المؤامرة ، إذ أن الثقوب فيها كثيرة وشنيعة . وهذا من شأنه أن يؤكد لنا أن الأعداء ، رغم تفوقهم العلمي والاقتصادي والعسكري ، ليسوا معصومين بل كثيرا ما يقعون فى الأخطاء المضحكة ، وإننا نستطيع أن نضع أيدينا على جوانب ضعفهم وأن نستفيد منها ونحوِّلها إلى نقاط قوة لنا لو صحَّتْ منّا العزيمة وتسلَّحنا بالإخلاص والدأب والصبر والإيمان بالله والثقة بأنفسنا والغيرة على حاضر أمتنا ومستقبلها… كما يؤكد أيضا أن دين الله لا يمكن أن يغلبه غالب مهما تآمر المتآمرون ومهما خطّطوا ومهما رصدوا الإمكانات والجهود . بَيْد أن هذا لا يعنى أن نَغُطّ فى نوم عميق .
ومع يقيني أن هذا الكتاب وغيره لن يقدم ولن يؤثر في معتقد المسلمين ، إلا أنني رأيت أن من واجبي أن أطلق هذه الصيحة التحذيرية من هذه الحملة المسعورة على القرآن الكريم ، والتي تولت كبرها أمريكا ؛ ليقف الناس على الوجه الحقيقي لهؤلاء الأقزام ، الذين قال الله عنهم : } وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ { (البقرة:217) وقد أسميت هذا الكتاب : (القرآن الأمريكي أضحوكة القرن الحادي والعشرين )
وقد قسمت هذا البحث إلى عدة فصول ، ويحتوي كل فصل على بعض النقاط على النحو الآتي: -
· أهمية الموضوع
· خطة البحث
الفصل الأول : القرآن معجزة الإسلام الخالدة .
وقد اشتمل على النقاط التالية :
· حفظ الله تعالى للقرآن .
· أوجه إعجاز
· عناية الأمة بكتاب ربها القرآن .
الفصل الثاني : المؤامرة على القرآن عبر التاريخ .
وقد اشتمل على النقاط التالية :
· لماذا القرآن ؟ .
· محاولات التحريف قديما وحديثا .
الفصل الثالث : تعريف بالقرآن الأمريكي.
وقد اشتمل على النقاط التالية :
· التعريف بمؤلف الكتاب.
· أسماء وعدد سور الفرقان الأمريكي .
· اللغة التي كتب بها .
· الجهود الأمريكية والصهيونية لنشر هذا الكتاب .
· أماكن نشر الكتاب .
· وقفات مع مؤلف هذه السخافات.
الفصل الرابع : أهداف القرآن الأمريكي .
وقد اشتمل على النقاط التالية :
· الدعوة لتنصير المسلمين.
· تشويه صورة الإله.
· تشويه صورة الرسول.
· تشويه صورة المسلمين.
· إلغاء فريضة الجهاد في سبيل الله.
· بث الشبهات حول التشريعات الإسلامية.
· تحطيم مبدأ الولاء والبراء.
· بث ثقافة الانحلال والإباحية.
الفصل الخامس : موقف العالم الإسلامي من فرقان أمريكا
وقد اشتمل على النقاط التالية :
· موقف الأزهر والمؤسسات الدينية في مصر.
· موقف المملكة العربية السعودية .
· موقف هيئة العلماء بفلسطين .
· الجالية الإسلامية في بريطانيا.
· دور منظمات المسلمين في أمريكا.
· الموقف السلبي للدول الإسلامية .
الخاتمة وتشتمل على :
وقد اشتمل على النقاط التالية :
· أهم النتائج .
· التوصيات.
ولا يفوتني وأنا ألملم أوراقي أن أتقدم بالشكر لكل من أعان على إخراج هذا الرد ، وهم كثيرون أخص منهم بالذكر: أبوي الكريمين أسأل الله تعالى أن يبارك لي فيهما ، ويرحمهما كما ربياني صغيرا ، كذا زوجي الكريمة أم عبد الرحمن فقد كانت خير معين لي على إنجاز هذا العمل وغيره ، والله يجيزها عني خير الجزاء .
وختاما أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ، وأن ينفع به مؤلفه وكاتبه وقارئه إنه سميع الدعاء ، وأهل الرجاء ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكتبه
الفقير إلى عفو الخالق
محمد السيد عبده عبد الرازق
الشرقية
– الحسينية – شهداء بحر البقر
(1) في بعض الترجمات 'أنيس سورس' ، وقد صرح باسمه الحقيقي لأول مرة في موقع " أمازون " علي الإنترنت للترويج للكتاب ، وسوف يأتي التعريف به قريبا.