هل كثرة المخطوطات هذه دليل على
صحة الكتاب الذى تقدسه؟
ألم تقرأ
أن هناك اختلافات بين المخطوطات بعضها
البعض؟ ألم تقرأ أن بعض المخطوطات التى تسمونها أصولا للكتاب الذى تقدسه ترجع إلى
القرن السادس عشر؟
ومثال بسيط
لهذه الإختلافات أنقلها لك من كتابى المناظرة
الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس:
إن الآيات
من 9 إلى 20 (للإصحاح السادس عشر من مرقس) غير موجودة فى النص الأصلى ، ولا تحتويها أقدم
النسخ للأناجيل وهى نسخة سيناء ونسخة الفاتيكان. أما باقى النسخ الأخرى فتحتويها
هذه النهاية.
وقد أقرت
ذلك الترجمة المشتركة ، التى تعترف بها كل الطوائف
الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية. إذ أضافت تعليق فى أسفل الصفحة يقول:
(9-20: ما جاء فى الآيات 9 إلى 20 لا يرد فى أقدم المخطوطات.)
أما
التفسير الحديث للكتاب المقدس الذى قام على ترجمته وتحريره لفيف من علماء الكتاب المقدس فيقول فى تفسيره للفقرات (مرقس 16:
9-20) صفحة 229: (إن هذا القسم وهو الذى ندعوه
“النهاية الأطول” لإنجيل مرقس ، محذوف من بعض المخطوطات ، ووُصف بأنه زائف من
بعض الكتَّاب القدامى من أمثال يوسابيوس وجيروم ، وهذا الأمر يجعلنا أمام مشكلة ،
ومن أجل الفائدة يتحتم أن نعرضها على النحو التالى. إن اختتام إنجيل مرقس عند الآية
الثانية [يقصد الثامنة] ليس فحسب نهاية فجائية مبتسرة من الناحية اللغوية. بل
إنه أيضاً نهاية فجائية من الناحية اللاهوتية. ومع ذلك فإن هذه الخاتمة الأطول
الخاصة لم توجد فى بعض الشواهد الهامة، فى حين تم استبعادها عمداً بواسطة آخرين.
وبالإضافة إلى هذا، فإنه يوجد بين الآية 8 والآية 9 فى العديد من المخطوطات
والترجمات القديمة القول: “ولكنهم أخبروا بطرس وجماعته باختصار عن كل الأشياء التى
أُمروا بها”. وبعد هذه الأمور ظهر يسوع نفسه لهم وأرسل من خلالهم من الشرق إلى الغرب
الإعلان المقدس غير القابل للفساد للخلاص الأبدى")
وتقول
ترجمة الكتاب المقدس الألمانية Einheitsübersetzung
لعام 1980 بشأن الفقرة مرقس 16: 9-20 (إن هذه الفقرةغير موجودة فى أقدم النسخ،
وهى ملخص نشأ فى القرن الثانى لتقارير
كانت تحتويها أناجيل أخرى عن القيامة وتعاليم الذى قام من الموت، وعلى ذلك فهى من
ناحية المعنى جزء من تواتر الأناجيل، ولقد عثرنا على مخطوطة يدوية كتبت باللاتينية
القديمة تذكر بدلا من الفقرة السابقة هذه الفقرة: وقد حكوا كل شىء كُلِّفوا به لبطرس
والجماعة المحيطة به، ثم أرسل يسوع بعد ذلك عن طريقهم من الشرق إلى الغرب
الرسالة الأبدية الخالدة المتعلقة بالخلاص. آمين). انتهى الاقتباس.
وعلى الرغم
من كل ما قاله يؤكد أنها جزء من الأناجيل ، فلماذا حذفتها إذن الطبعة الإنجليزية المسماة Revised Standard
Version لعام
1952م وكتبتها بخط مختلف فى كعب الصفحة؟ وهل
الملخصات تُضاف لكتاب الله وتعدونها من وحيه؟ أليس الصدق أقصر الطرق وصولاً للهدف؟
ويقول
عالما اللاهوت H. Conzelmann و A.
Lindemann فى
الطبعة العاشرة لكتابهما Arbeitsbuch zum
Neuen Testament ص285: “إن متى ولوقا لم يعرفا من إنجيل مرقس إلا إلى
الفقرة 16: 8 ، ولا يوجد أثر لتكملة إضافية لهذا الإصحاح فى أقدم المخطوطات
لدينا”.
ويقول
الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية حول الكتاب
المقدس ص 327: (قال غريغوريوس أسقف "نسَّا" فى كبدوكية: إن إنجيل مرقس ينتهى
بقوله (كن خائفات) مرقس 16: 8 ، لأنه لم يجدها فى بعض نسخ الفاتيكان. ومن المؤكد أنها
كانت موجودة فى نسخ كريسباخ ، ولكنها كانت مكتوبة بين قوسين.)
ويقول
نينهام أيضاً فى تفسير إنجيله: (لقد وقعت تغييرات تعذر اجتنابها ، وهذه حدثت بقصد أو
بدون قصد ، ومن بين مئات المخطوطات لإنجيل مرقس ، والتى ما تزال باقية حتى اليوم
، لا نجد نسختين اثنتين تتفقان تماماً). وتعتبر فى نظر المراجع المهمة مثل النسخة
القياسية المراجعة من العهد الجديد فقرات غير موثوق بها، لذلك كتبت فى الحاشية!!
“ويؤكد
تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام
1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : أنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح (Realenzyklopädie ) ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواضع قد تم كشطها ثلاث
مرات وكتب عليها للمرة الرابعة. (إرجع في
ذلك إلى "Synopse" لهوك ليتسمان "Huck-Lutzmann" صفحة (11) لعام 1950).”
“وقد اكتشف
ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم والمتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000
خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.”
“وينهي
القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحى الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم
الرامى إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية
لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ،
لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأى إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص
128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف
الكتاب المقدس.”
وتقول
دائرة المعارف البريطانية: “إن النسخ الأصلية
(الإغريقية) لكتب العهد الجديد فنيت منذ مدة طويلة، (وفيما عدا بعض بقايا من صعيد
مصر) وإن كل النسخ التى استخدمها المسيحيون فى الفترة التى سبقت مجمع نيقية قد غشيها
نفس المصير.”
وتواصل
دائرة المعارف البريطانية: “ومما يجب ذكره ،
أنه حتى اختراع الطباعة لم يكن قد تم الوصول إلى اتفاق كامل فى أى من نصوص العهد
الجديد: الاغريقية أو اللاتينية. [أى إلى منتصف القرن الخامس عشر وبالتحديد حتى
عام 1440 لم يكن تم الاتفاق الكامل فى أى من النصوص الاغريقية أو اللاتينية للعهد
الجديد!!]
ويقول محمد
عطاء الرحيم فى كتابه (عيسى يبشر بالإسلام) ص163-164
عن كيفية اختيار الكتب الإلهامية من غيرها المدسوسة: “لذلك تقرر فى مجمع نيقية أن
توضع جميع الأناجيل المختلفة تحت الطاولة فى قاعة المجمع. ثم غادر المجتمعون
القاعة، وأُقفِلً بابُها، ثم طُلبَ إلى الأساقفة أن يُصلُّوا طوال الليل من أجل أن
ترتفع النسخة الصحيحة من الإنجيل إلى أعلى الطاولة. وفى الصباح وُجدت الأناجيل
المقبولة لدى أثناسيوس، ممثل أسقف الإسكندرية مرتبة فوق الطاولة. وعندئذ تقرر إتلاف
جميع الأناجيل حرقاً، وهى التى بقيت تحت الطاولة. ولا يوجد ما يُشير إلى الشخص الذى
احتفظ بالمفاتيح فى تلك الليلة.” (نقلاً عن ناهد خياطة ص85)
إنها
سُبَّة فى جبين العقلاء من النصارى أن يؤمنوا أن هذه الكتب التى تمَّ اختيارها بهذه الكيفية تكون هى الكتب التى أوحى بها الله.
فكيف وثقوا أن هذه الكتب اختارها الرب نفسه،
ولم يتسلط عليها الشيطان الذى أسر الرب مدة أربعين يوما فى الصحراء، لم يدعه يأكل
أو يشرب خلالهم، بل سحبه وراءه أينما ذهب ليُجربه؟
ويقول نستل
(صفحة162) “يتحدث آباء الكنيسة بجانب التحريفات أيضاً عن "الإضافات" و
"التدنيس" و "التشويه" و "الكشط" و"القص"
و "الإزالة" و "التخريب" (وبصورة تهكمية) عن
"التحسين" و "التعديل" و "الطمس". كذلك يتحدث نستل
عن عدم ثقة أحد في الآخر داخل الكنيسة
(صفحة 162) ، وقد أضاف هنا أيضاً ملاحظته القائلة: "إنه لمن الجدير بالملاحظة أن هذا الإتهام لا يقع وزره على المارقين
فقط"”.
أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير
نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة (!) لأسباب
عقائدية (ص229 وأيضاً 234).
أخوك فى
الحياة أبو بكر_3