تفنيد اسطورة القربان المقدس وسر الاستحاله الافخارستيا بالمخطوطات

 



اسطورة القربان المقدس وسر الاستحاله الافخارستيا
تأخرت عليكم فى المقالات واتمنى الا تغضبوا منى لكنى ، ويعلم الله ، مشغول مشغول لاقصى حد
فى الحقيقه لابد ان نوضح شيئا هاما بخصوص انجيل لوقا ، وهو انه رغم انه جاء بعد انجيلى مرقس ومتى فى تاريخ التدوين كما يعتقد اغلب علماء النصارى ، الا ان بعض الطوائف النصرانيه القديمه كانت تؤمن به دون غيره من الاناجيل مثل مرقيون والذى كان يعتبره الانجيل الوحيد الصحيح (ومرقيون هذا تعتبره الكنيسه مهرطقا ويؤمن ان المسيح ابن الاه الخير ) ولسنا بصدد مناقشة عقيدته لكننا نناقش نسخته من الانجيل ولاحظ ان ايمانه ان المسيح ابن الاه الخير يجعل المسيح الاها عظيما خيرا ايضا وبالتالى فليس من مصلحته تحريف اى شىء يضفى هذا على شخصية المسيح اضافة الى قدم عهد مرقيون هذا الى اوائل القرن الثانى الميلادى)
النقطه الثانيه هى ان لوقا قرأ الاناجيل التى كتبت قبله كما يقول هو نفسه ، وتتبع كل شىء بتدقيق (قدر استطاعته وان كانت اخطاؤه كثيره) فكان يحذف ما يراه غير صحيح ويضيف ما يراه سليما وحقيقيا ، والسبب فى هذا انه لم ير المسيح ابدا وبالتالى اعتمد على روايات غيره كما يقول هو نفسه فى مقدمة انجيله ودقق فيها ليكتب الانجيل الحالى

الغريب حقا هو الايات التى تتحدث عن تأسيس القربان المقدس فى لوقا فى العشاء الاخير مع التلاميذ
"19
واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم.اصنعوا هذا لذكري.
02
وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم."
وهذا فى الاصحاح 22 من انجيل لوقا اعداد 19 – 20
هذا هو القربان المقدس الذى يعرف فى الكنيسه باسم سر الافخارستيا ، او سر الاستحاله ، اى استحالة الخبز والخمر الى لحم المسيح (جسده) ودمه بداخل المؤمن الذى يأكل ويشرب هذا القربان
ولن نناقش هذه التخاريف ، ويكفى مااثاره البروتستانت حولها من انتقادات جعلتها مسخره حقيقيه ولكننا سنناقش ما قاله لوقا فى انجيله فى هذا الشأن
المخطوطات ترى شيئا فى منتهى الغرابه
اولا هناك مخطوطات تحذف هذه الفقره
"
الذي يبذل عنكم.اصنعوا هذا لذكري.
12
وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم."
مثل المخطوطه بيزا والمخطوطات اللاتينيه الايطاليه a b d e ff2 I l و المخطوطات السريانيه من النوع Syr-C (Codex Curetonianus ) وتعود للقرن الخامس فى اوائله
وقد رأى العلماء الكبار ويستكوت وهورت WH حذفها فوضعوها بين اقواس ، وكذلك نيستل والاند NA فى الاصداره 25 (اخر اصدارة راجعتها) ووضعوها بين اقواس ايضا
وللتوضيح فقد وضعوها بين اقواس مزدوجه كهذه (( )) وهو ما يعنى ثقتهم التامه فى انها غير اصليه وانها مضافه ،
اما القوس المفرد ( ) فهو يعنى انهم يميلون لكونها مضافه لكن هذا غير مؤكد بنسبة
مائه بالمائه
لكنهم وضعوا هذه الفقره بين قوسين مزدوجين مما يشير الى ثقتهم فى تزويرها !

وليس الامر فقط الى هذا الحد فهناك مخطوطات تحذف ايضا الايات 17 ، 18 اضافة الى الايات 19 و 20
اى تحذف القصه برمتها مثل
المخطوطه L32 والمخطوطات السريانيه من نوع Syr-P (البشيطا الشهيره وترجع للقرن الرابع الميلادى وهى من اهم واقدم الترجمات على الاطلاق واكثرها موثوقيه لسبب بسيط وهو انها لغة المسيح وتلاميذه فهى اكثر تعبيرا عن كلامهم بالفاظهم او اقرب لها من اليونانيه التى لم يتحدثوها قط) ، المخطوطات البحيريه القبطيه ، المخطوطات الخاصه بجماعة مرقيون (وسبق ان ذكرنا اهمية هذه الجماعه بالنسبه لهذا الانجيل حيث احتفظت به دون غيره وليست لهم مصلحه فى حذف مسأله القربان هذه لانها لن تتعارض مع معتقداتهم فى المسيح فى شىء )

هناك مشكله اضافيه وهى ان هناك مخطوطات تعيد ترتيب الايات والسبب ان ترتيبها غير منطقى
انظر
الايه محتواها
15
يريد ان يأكل الفصح
16
لن يأكل بعد ذلك الافى الملكوت
17
تناول كأسا وجعلهم يقتسمونها
18
لن يشرب حتى يأتى الملكوت
19
اعطاهم الخبز وقال هذا جسدى الذى يبذل عنكم
02
الكأس مرة ثانيه وانها هى العهد الجديد بدمه الذى يسفك عنهم

نجده تناول الكأس مرتين واعطاها اياهم مرتين دون مبرر وهو مايشير الى ان الاعطاء الثانى تمت اضافته على النص وغير اصلى لانه مقحم على سياق الاحداث مما يؤكد ان المساله برمتها تحريف
وحذف القصة يحذف ايضا كلمة (اصنعوا هذا لذكرى) وهى ما اعتبره النصارى اشارة لموت المسيح ، فيكون المسيح لم يعط مثل هذه الاشاره لتلاميذه

والاغلب اما ان القصه كلها غير اصليه كما فى المخطوطات التى ذكرناها وتحذفها من اول 17 – 20 ، او ان الجزء الهام منها الخاص بالقربان المقدس هو فقط المزور كما تؤكد مخطوطات اخرى
ونعود فنؤكد انه لا مصلحه لتلك المخطوطات فى حذف القربان المقدس من لوقا من تلقاء نفسها لانها كتبت فى عصور واماكن تعتقد فى القربان المقدس
فيظهر السؤال اذن ، لماذا اختفى القربان المقدس وتأسيسه من لوقا كما اثبتت المخطوطات ووافقها العلماء الكبار ؟
ان القربان بصورة ما موجود فى متى و مرقس لكن اختفائه القديم من لوقا يثير الريبه فى الامر كله ، فهل رأى لوقا ان المسأله كذب فحذفها من انجيله ؟ وهل لوقا الانجيلى لم يؤمن ابدا بسر الافخارستيا واعتبره خرافه ؟ ام انه لم ير شيئا عنه مكتوبا فى النسخ التى راها لمتى ومرقس وبالتالى لم يكتبه فى انجيله لانه لم يعرفه ولم يسمع به فى الاناجيل اصلا ، وان الامر هو اضافه لاحقه على الانجيل (اذ يختفى من نسخ مرقيون التى تعود للقرن الثانى الميلادى دون منطق ان نتهم المرقيونيين بحذفها لانها فى الحقيقه لا تخالف عقيدتهم فلماذا يحذفونها ؟ )
ان اقرب الامور للعقل ان لوقا لم يجد هذا الامر اصلا فى مرقس ومتى وبالتالى لم يكتبه فى انجيله ، ثم تمت اضافة هذه الفقرات على الاناجيل ، لكن الدليل على اضافتها على مرقس ومتى مفقود ، وكل ما لدينا على ان الفقره مختفيه من لوقا فى زمن ما ، واعتقد ان اثبات اختفائه من لوقا وانها غير اصليه كفيله باثارة الشك فى مثيلتها فى مرقس ومتى لانه لا يعقل ان لوقا راى مرقس ومتى قد كتبا هذه الاحداث فحذفها هو من تلقاء نفسه ، ولا شك انه لو راها مكتوبه لكتبها عنده ايضا لاهميتها القصوى فى الايمان المسيحى الحالى
الاستنتاج النهائى
المؤشرات تشير الى ان الفقره مضافة الى جميع الاناجيل بدلالة ثبوت اضافتها تزويرا وتحريفا على لوقا ، لانه لا مصلحه لاحد فى حذفها بينما المصلحه لدى الكنيسه فى اضافتها ، وينبغى ان نلاحظ ان انجيلين هما لوقا ويوحنا لايذكران هذه الحادثه على الاطلاق والتى تؤسس لسر الاستحاله والقربان المقدس مما يجعل الامر فى مهب الريح ويؤكد انها اكذوبه مخترعه وغير موجوده فى النصوص الاصليه

شكرا
اخوكم
د / شريف حمدى