بواسطة /أ. أبو حبيبة -أ. أبو تراب

سند الكتاب المقدس

 

 مبحث السند و التواتر

 

إعلم أرشدك الله تعالى,أنه لابد لكون الكتاب سماويا واجب التسليم,أن يثبت أولا بدليل تام أن هذا الكتاب قد كتب بواسطة النبى فلان, و وصل الينا بالسند المتصل بلا تغيير أو تبديل عن طريق من كانوا شهود عيان للأحداث الذين شهد لهم النبى بأنهم أهلا لحمل هذه الأمانه, ثم عن طريق تابعيهم, ثم عن طريق تابعى تابعيهم و هكذا, على أن لا يخالف كل منهم ألأخر فى روايته,,, و الإستناد الى شخص ذى إلهام بمجرد الظن و الوهم لا يكفى فى أثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص .
فان ثبت و جود سند متصل ينتهى بالرسول المرسل بهذا الكتاب, فلابد من تحقيق هذا السند , بمعنى التحقق و التثبت و التأكد من الرواه (رواة السند) من حيث:


1- ثبوت معاصرة و مقابلة الراوى لمن روى عنه بأدله دامغه(أدله مكانيه و زمانيه وعيانيه و تاريخيه)
2- أستقامة الدين و المرؤه للراوى


أما استقامة الدين فهو : أن يتميز الراوى بأداء الواجبات و اجتناب ما يوجب الفسق و المحرمات .
أما استقامة المروءه فهو:أن يفعل الراوى ما يحمده الناس عليه من الأداب و الأخلاق و أن يترك ما يذمه الناس عليه من ذلك....فإن تبين أن الراوى فاسق أو سيئ الحفظ أو يخالف ما أمر به الكتاب من تعاليم و أوامر و نواهى أو صاحب بدعه تخالف ما جاء به النبى المرسل بهذا الكتاب,,,فهذا لا تقبل روايته .
3- إتصال الأزمنه بين طبقات الرواه.

فان التواتر عباره عن إخبار عدد كثير لا يجوز العقل إتفاقهم و تواطئهم على الكذب بشئ قد أدركوه بحواسهم إدراكا صحيحا لا شبهة فيه, و كان خبرهم بذلك متفقا لا إختلاف فيه,هذا إذا كان التواتر فى طبقه واحده رأوا بأعينهم شيئا(مثلا) و أخبروا به, فان كان التواتر فى طبقات كان ما بعد الأولى مخبرا عنها, و يشترط أن يكون أفراد كل طبقه لا يجوز عقل عاقل تواطأهم على الكذب فى الأخبار عمن قبلهم, و أن يكون كل فرد من كل طبقه قد سمع جميع الأفراد الذين يحصل بهم التواتر ممن قبلهم, و أن يتصل السند هكذا الى الطبقه ألأخيره, فان أختل شرط من هذه الشروط لا ينعقد التواتر.

و أنّى للنصارى بمثل هذا كله, و كتبهم تفتقد للإسناد بالكلية و إنجيل المسيح نفسه كُتب بعده رفعه بعشرات السنين من قبل أشخاص متفرقون يناقض بعضهم البعض و لم يتسنى حتى التحقق من شخصياتهم !

 

العهد القديم
اعلم انه من بين اسفار العهد القديم كلها لا يوجد دليل قاطع على الأتى:
1- كون هذه الكتب إلهاميه(سوف يتم مناقشة دعوى الألهام)
2- كون الكتبه معلومين الهويه(أسماءهم-إتصالهم بالأنبياء الذين أوحى اليهم من قبل الله تبارك وتعالى او بتابعيهم-زمان ومكان الكتابه)
فلقد وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للعهد القديم، ولا نقصد هنا أن هناك ثلاث ترجمات ، بل نعني أنه توجد نصوص يستقل بعضها عن بعض.
وهذه النصوص متشابهة في عمودها الفقري، لكنها مختلفة ومتناقضة في بعض التفاصيل الدقيقة، كما ثمة فرقين كبيرين، وهما أن الترجمة اليونانية تزيد أسفار الأبوكريفا السبعة عن العبرية، فيما تزيدان معاً كثيراً عن التوراة السامرية، والتي لا تعترف إلا بالأسفار الخمسة.
وهذه النصوص هي: الترجمة اليونانية (السبعينية) المعترف بها عند الكاثوليك والأرثوذكس و التى كتبت بأمر من بطليموس الثانى على يد إثنين و سبعين شيخا من شيوخ اليهود و لا يعلم احد من هم ؟ و لا حتى واحدا منهم؟، ثم (العبرانية) المعتبرة عند اليهود والبروتستانت، و(السامرية) المعتبرة عند طائفة السامريين من اليهود فقط.
و كل ذلك على خلاف بينهم فالكاثوليك يقرون اسفارا عددها سبعه و أربعون, بينما يقر ألأرثوزكس تسعا و ثلاثين فقط بحذف ثمانية أسفار لم يقرها الأرثوزكس أو البروتستانت على أنها كلمة الله!

* جاء فى مقدمة أسفار موسى الخمسه (الترجمه المسكونيه)" كثير من علامات التقدم تظهر فى روايات هذا الكتاب و شرائعه مما جعل المفسرين كا ثوليك وغيرهم على التنقيب عن أصل هذه ألأسفار الأدبى فما من عالم كاثوليكى فى عصرنا يعتقد أن موسى قد كتب البانتيك(الأسفار الخمسه)منذ قصة الخلق الى قصة موته,كما أنه لا يكفى أن يقال ان موسى أشرف على وضع النص الملهم الذى دونه كتبه عديدون فى غضون أربعين سنه!
إذاً فهذا ليس كلام الله و لا حتى تلك كتب موسى.
ثم رأينا زعم البعض أن عزرا قد أعاد كتابة التوراة بإلهام من الله، وهو أحد مزاعم كثيرة يتعلق بها الغريق، وهو يصارع في الأنفاس الأخيرة.
إذ لا تستند تلك الدعوى على أى دليل ولا يمكن الجزم بأن التوراة الموجودة (الأسفار الخمسة) من كتابة عزرا لأمور من أهمها وجود تناقضات فيها وأخطاء ، لا يقع فيها كاتب واحد.
ولكن الأهم من ذلك، الفحص الجديد الذي قام به المحققون النصارى عبر دراسات طويلة، يؤكد أن هذه الأسفار لها كتبة يربون على المائة ، وينتمون إلى أربع مدارس ظهرت في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد في مملكتي إسرائيل ويهوذا. وتسمى هذه الدراسات نظرية المصادر الأربعة.
وقد تبلورت هذه النظرية بعد سلسلة من الدراسات، بدأت بدراسة جان استروك عام 1753م وقد نشرها من غير أن يجرؤ على ذكر اسمه ، وسار على خطاه الباحث اينهورن وذلك في سنة 1780 - 1783م . وأيضاً إيلجن في عام 1798م .ثم العالم كار داود الجن 1834م ثم هرمن هوبفلد في عام 1853 ، ثم العالم لودز عام 1941م . وقد أضحت هذه النظرية مسلمة عند العلماء المحققين.
وقد اعترف بنظرية المصادر الأربعة مدخل الكاثوليك للكتاب المقدس,و التى لا يعلم أحد حقيقتها( مدخل الكاثوليك للكتاب المقدس طبعة دار المشرق),,,, و قد أقر التفسير التطبيقى للكتاب المقدس لنص كتاب الحياه أن كتاب تلك الأسفار مجهولين.
و ما عليك الا فتح ترجمة كتاب الحياه و سوف تجد مقدمه قبل بداية كل سفر من أسفار العهدين, و سوف تجد العجب العجاب فى تلك المقدمات, فالأمر لا يخرج عن أمرين .


الأول:

 اذا كان السفر فى طياته أخبار عن أحد الأنبياء,, نسبوا ذلك السفر الى ذلك النبى أفتراءً من عند أنفسهم بلا أى سند أو دليل,,,,و نتحدى الإتيان بسند متصل كما فصلنا على أن الأنبياء كان لهم ضلع فى تلك ألأسفار.


مقدمة سفر اللتكوين
(فيما بين1420-1220 ق م – و بوحى من الروح القدس قام موسى بتدوين هذا الكتاب ليكون سجلا الهيا, و وثيقه مقدسه)

 


مقدمة سفر يشوع
(فى هذا الكتاب أظهر يشوع,بوحى من الروح القدس,أن الله يفى بكل وعد يقطعه)


مقدمة سفر عزرا
(عمد عزرا فى القرن الخامس قبل الميلاد, بو حى من الروح القدس,الى تدوين هذا الكتاب)


مقدمة سفر الجامعه
(
من المرجح أن كاتب هذا السفر بأرشاد من الروح القدس هو سليمان , و يعتقد أن تاريخ تدوينه يعود الى القرن العاشر ق م)


مقدمة سفر نشيد الأنشاد
(ناظم هذه القصيده المطوله الرائعه ,بوحى من الله,هو سليمان بن داود)


مقدمة سفر أرميا
(تدور نبؤات هذا الكتاب التى سجلها ارميا)


و هكذا نسبوا اسفارهم الى ألأنبياء بغير دليل(سند) الا أتباع الظن كما رأيتم.

الثانى:

و أذا عجزوا عن انساب سفر ما الى أى من أنبياء الله...رأيت المكر و الخداع.... فلا يذكرون أى شئ عن الكاتب , ويروغون كرواغان الثعالب و ألأفاعى بعبارات مثل(و من المرجح أنه دون بوحى من الروح القدس فى القرن- - - -),,,أنظر الى الفعل (دُون)بضم الدال...أنه فعل ماضى مبنى للمجهول (الذى هو الكاتب) .
اربعون كاتبا و كلهم مجهولين!!!!!!!


مقدمة سفر القضاه
(ان الدرس المؤلم الذى يلقنه هذا السفر هو "ان أجرة الخطيئه هى الموت)


مقدمة سفر راعوث
(هذه القصه هى قصة راعوث التى صممت على ملازمة حماتها نعمى)

 


مقدمة سفر كتاب صموئيل الأول
(من المرجح أن هذا الكتاب قد تم تدوينه,بوحى من الروح القدس,فى القرن العاشر ق م..... يستعرض هذا الكتاب سجل المعارك.....ان الفكره الأساسيه فى هذا الكتاب أن الله )


مقدمة سفر صموئيل الثانى
(يستعرض هذا الكتاب أحداث نحو أربعين سنه من حكم داود.....يرسم لنا هذا الكتاب صوره حيه لحياة داود)


مقدمة سفر الملوك الأول
(و قد تم تدوين هذه الأحداث لكى لا نرتكب نفس الأ خطاء مره أخرى)


مقدمة سفر الملوك الثانى
(دون هذا الكتاب بوحى من الروح القدس فى نحو القرن السادس ق م)

 

فالحال باعتراف أهل الكتاب هكذا:

الكاتب

اسم السفر

ينسب معظمه إلى أشعيا، ولكن بعضه من المحتمل كتبه آخرون.

سفر أشعياء

غير معروف

خاتمة سفر يشوع

المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.

أخبار الأيام الأول

المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.

أخبار الأيام الثاني

غير معروف ( ربما كتبه صموئيل )

القضاة

غير معروف ( ربما كتبه صموئيل )

صموئيل الأول

غير معروف

صموئيل الثاني

غير معروف

سفر الملوك الأول

غير معروف

سفر الملوك الثاني

غير معروف

سفر أستير

يحتمل أن يكون أيوب ، ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو أليهو

سفر أيوب

كتب داود 37 مزموراً ، وكتب آساف 12 مزموراً ، وأبناء قورح 9 مزامير ، وكتب سليمان مزمورين ، وهناك 51 مزموراً لا يعرف كاتبها .

المزامير

غير معروف

سفر راعوث

لا يعرف شيء عن مكان أو زمان ولادته.

سفر حبقوق

من المحتمل أن عزرا كتبه أو حرره.

سفر عزرا

غير معروف

سفر راعوث

المؤلف مجهول، ولكنها عادة تنسب إلى سليمان

سفر الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد

 


وهكذا الأمر فى بقية الأسفار,,,

 

فهذه أسفار لا نقول ليس لها سند متواتر بل لا يوجد سند من الأصل ولا يوجد من يُسند إليه إبتداءً

فتالله إن كان أهل الكتاب لا يستطيعون نسب هذه الأسفار لكاتبها فكيف ينسبونها إلى الله تعالى؟!

 

فالحاصل ان هذه الأسفار مجهولة المؤلف، لا تصح نسبتها للأنبياء، بل هي من عمل الشعب اليهودي طوال عصور التاريخ اليهودي، وقد استلهموا هذه الكتابات من تقاليدهم، لا من الله ووحيه، وكل ذلك شاهد على أن العهد القديم ليس كلمة الله.


و التوراة الحالية نتاج عمل العشرات من المؤلفين الذين اجتهدوا في تسجيل تاريخ بني إسرائيل، ولم يدر بخلدهم أن تعتبر كتاباتهم مقدسة، إذ لو خطر على بالهم لصاغوها بطريقة أخرى .

 

تضخم التوراة بفعل اليهود :



وسنعتمد في هذا على التوراة نفسها ، فالتوراة التي بين أيدينا الآن . لا يمكن أن تكون كلماتها بنفس الكم الذي نزلت به ، فنحن نرى أسفارها الخمسة تملأ 379 صفحة بالحروف الصغيرة ، بينما التوراة نفسها تحدد لنا الصورة التي نزلت بها ، بشكل لا وجه فيه للمقارنة بين حجمها الحالي وحجمها الذي نزلت به ، حيث يذكر سفر الخروج [ 24 : 12 ] ، أن موسى تلقي التوراة مكتوبة على لوحين من حجر :

(( وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى : اصْعَدْ إِلَى الْجَبَلِ وَامْكُثْ هُنَاكَ لأُعْطِيَكَ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعَ الَّتِي كَتَبْتُهَا عَلَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ لِتُلَقِّنَهَا لَهُمْ)) .

ويذكر سفر الخروج أيضاً في [ 32 : 15]

(( ثُمَّ نَزَلَ مُوسَى وَانْحَدَرَ مِنَ الجَبَلِ حَامِلاً فِي يَدِهِ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ ، وَقَدْ نُقِشَتْ كِتَابَةٌ عَلَى وَجْهَيْ كُلٍّ مِنْهُمَا، وَكَانَ اللهُ قَدْ صَنَعَ اللَّوْحَيْنِ وَنَقَشَ الْكِتَابَةَ عَلَيْهِمَا))

وقد يتبادر إلى الذهن ، أنه لا مانع عقلاً من أن يكون اللوحان من العظم والاتساع ، بحيث يملأ المسطر عليها 379 صفحة من الورق كما نراها الآن .

ولكن التوراة نفسها تدفع هذا الاحتمال حين تحدد حجم اللوحين بالتابوت الذي أمر الله موسى أن يصنعه ويحفظ فيه التوراة :

فقد جاء في سفر الخروج [ 25 : 10 ، 16 ]

(( تابوتاً من خشب طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف ، وتضع في التابوت الشهادة التي أعطيك ))

وقد يرد على الذهن احتمال أن ما كتب على اللوحين ، بلغت حروفه حداً من الصغر ، بحيث إذا نقلت كلماته على الورق ، ملأت صفحات عديدة ، ونحن نرى الآن القرآن الكريم يكتب في صفحة واحدة لا تزيد كثيراً عن ذراع في ذراع.

ومرة أخرى نجد التوراة نفسها تدفع هذا الاحتمال ، حين تحدد لنا الزمن الذي يستغرقه كتابتها وقراءتها ، بحيث لا يبقى لدينا أدنى شك في تقدير حجمها ، وأنها لا تزيد عن كلمات لا تملأ أكثر من بضع ورقات فيقول كاتب سفر التثنية [ 31 : 9]

(( وَكَتَبَ مُوسَى كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ وَسَلَّمَهَا لِلْكَهَنَةِ بَنِي لاَوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَإِلَى سَائِرِ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَأَمَرَهُمْ مُوسَى قَائِلاً: «فِي خِتَامِ السَّبْعِ السَّنَوَاتِ، فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ مِنَ الدُّيُونِ، فِي عِيدِ الْمَظَالِّ عِنْدَمَا يَجْتَمِعُ جَمِيعُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ لِلْعِبَادَةِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ، تَتْلُونَ نُصُوصَ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي مَسَامِعِهِمْ))

ويحدد لنا سفر يشوع [ 8 :32 ] الزمن بدقة أكثر ، حين يذكر أن يشوع نقش نسخة من التوراة على الحجر وتلاها على الشعب في جلسة واحدة :

(( وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى . وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة ، البركة واللعنة ، حسب كل ما كتب في سفر التوراة لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل )) .

ولكن قد يرد احتمال أخير :

أليس من الجائز أن يكون موسى عليه السلام قد تلقى مع اللوحين نصوص أخرى ، وأن المجموع هو ما يطلق عليه التوراة .

ولكن هذا الاحتمال الأخير نجد ما يرده من سفر الملوك الأول [ 8 : 9 ] حيث يذكر بوضوح أن سليمان حين نقل التابوت إلى المعبد الذي بناه ، لم يكن فيه سوى اللوحين :

((وَلَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ سِوَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ اللَّذَيْنِ وَضَعَهُمَا مُوسَى فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ.))

وأخيراً فإن التوراة تعين لنا على لسان موسى عليه السلام قبل موته مضمون التوراة ، بأنه عبارة عن الوصايا العشر ، وهي فقط ما كتب في اللوحين :

((ودعا موسى جميع إسرائيل وقال لهم أسمع يا إسرائيل الفرائض والأحكام التي أتكلم بها في مسامعكم اليوم وتعلموها واحترزوا لتعملوها فقال أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية ، لا يكن لك آلهة أخرى أمامي ، لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً . . لا تطنق باسم الرب إلهك باطلاً . . لا تقتل ، ولاتزن ، ولا تسرق ، ولا تشهد على قريبك زور ، ولا تشته امرأة قريبك ، ولا تشته بيت قريبك ولا حقله ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا كل ما لقريبك ، هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم في الجبل من وسط النار والسحاب والضباب وصوت عظيم ولم يزد وكتبها على لوحين من حجر وأعططاني إياها )) . تثنية [ 5 : 1 ، 22]

كل هذا يرجح إن لم يكن يؤكد أن التوراة التي كتبها موسى في اللوحين لا تعدو أن تكون الوصايا العشر ، وهذا هو ما يتفق مع العقل ومع النصوص التي أوردناها من التوراة نفسها ، خصوصاً إذا علمنا أن كلمة ( سفر)  تعني في اللغة العبرية ورقة أو صحيفة ، أما هذا الحشد أو التضخم الذي عليه التوراة الآن إنما هو من فعل بشري . والله الموفق .

 

 

 

شهادات حية

 

(1)   محققو العهد القديم:

 

يُعرف محققو "العهد القديم" في ما سمي "بمدخل إلى الكتاب المقدس" والذي نقلته "الرهبانية اليسوعية من الترجمة المسكونية الفرنسية للكتاب المقدس"،  هذا الكتاب (العهد القديم) بانه "مجموعة كتب مختلفة جدا" يمتد زمن وضعها " على اكثر من عشر قرون، وتنسب إلى عشرات المؤلفين المختلفين"، وقد وضع "بعضها بالعبرية، مع بعض المقاطع بالآرامية، وبعضها الاخر باليونانية، وتشتمل على مختلف الفنون الادبية "كالرواية التاريخية ومجموعة القوانين والوعظ والصلاة والقصيدة الشعرية والرسالة والقصة"  . اما واضعوه فهم عبارة عن "اناس مقتنعين بان الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكانا في التاريخ بتشريعه ومبادئه في الحياة الفردية والجماعية"

فالقضية، اذن، قضية قناعة من اناس يدعون ان "الله دعاهم لتكوين شعب" وليست قضية وحي منزل ولا قضية اناس ملهمين. انها مسألة تأليف بشري لنصوص سطرت فيها القناعات الشخصية لهؤلاء المؤلفين "بدعوة من الله" كما يدعون.

وكان محققو العهد القديم اكثر صراحة ووضوحا في التعبير عن قناعاتهم عندما قالوا ان اسفار الكتاب المقدس "عمل مؤلفين ومحررين عرفوا بانهم لسان حال الله في وسط شعبهم، ظل عدد كبير منهم مجهولا" وان "معظم عملهم مستوحى من تقاليد الجماعة"  . ويذكر هؤلاء المحققون ان هذه الاسفار لم توضع في صيغتها النهائية الا بعد ان "انتشرت زمنا طويلا بين الشعب، وهي تحمل آثار ردود فعل القراء في شكل تنقيحات وتعليقات، وحتى في شكل اعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هام او قليل الاهمية". واكثر من ذلك، فان احداث الاسفار "ما هي، احيانا، الا تفسير وتحديث لكتب قديمة"  غير منزلة ولا سماوية ولا دينية طبعا، وهو ما يؤكد، بلا ادنى شك، ان معظم ما جاء في هذه الاسفار لا علاقة له، من قريب او من بعيد بالسماء.

ويذكر هؤلاء المحققون ان اسفار الشريعة الخمسة، او "التوراة" تحتوي "من جهة على روايات وتقاليد قصصية، ومن جهة اخرى على شرائع بحصر المعنى، وتقاليد اشتراعية اثرت في مراحل تكوين شعب "اسرائيل" وامنت بنيته" ، الا انه، وان كانت شرائع التوراة إلى حد كبير، عن شريعة موسى، رغم ما ادخل عليها من تعديلات واضافات وفقا لاهواء المؤلفين، فان الروايات والقصص التي وردت في اسفار هذه التوراة تبدو اقرب إلى الاساطير الخرافية منها إلى الحقائق التاريخية العلمية.

 

(2) سبينوزا:

لقد اكتسبت آراء الفيلسوف الهولندي "باروخ دي سبينوزا Baruch de spinoza " (1632 ـ 1677) في التوراة خصوصا، والعهد القديم عموما، اهمية خاصة لدى الباحثين والمفكرين في كل الاوساط العالمية، وذلك لما تضمنته من صراحة وجرأة نادرتين في نقد الفكر الديني العبراني.

يرى سبينوزا  ان الظواهر المعجزات التي رواها العهد القديم ليست خروجا على الطبيعة، بل انها خليط من خيال الرواة وحوداث الطبيعة، ويتساءل عما اذا كان ممكنا حدوث شيء ما يناقض قوانين الطبيعة، ولكنه ينفي ذلك قائلا انه "لا جديد يحدث في الطبيعة" وانه يتبين "بأعظم قدر من الوضوح، ان يجب ان نفسرها مبينين، بقدر ما نستطيع، اتفاقها التام مع سائر الاشياء" وعلى هذا الاساس، يحاول سبينوزا ان يفسر ما ورد في العهد القديم من معجزات مثل شق البحر بعصا موسى، والضربات العشر، وتوقيف الشمس في كبد السماء، بانها احداث طبيعية ليس فيها شيء من الاعجاز، وان شق البحر، مثلا، حصل على يد الاسكندر المقدوني كما حصل على يد موسى، فهل يجب اعتبار الاسكندر نبيا، اذن؟ وهكذا يحاول سبينوزا ان يجرد العهد القديم، ولا سيما التوراة، من خصوصية مهمة ترفعه إلى مرتبة القداسة، وهي اعتماد المعجزة، إلى حد كبير، لاثبات نبوة موسى (عليه السلام)

انطلاقا من هذه النظرية، يرى سبينوزا ان "القاعدة العامة" التي يجب اعتمادها لتفسير الكتاب المقدس هي ان "لا ننسب اية تعاليم سوى تلك التي يثبت الفصح التاريخي"، بوضوح تام، انه قال بها  يعني ان تكون علمية البراهين التاريخية هي الاساس في تفسير الكتاب المقدس وتصديق روايته. ويحدد سبينوزا الطريقة التي يجب ان يتم بها هذا "الفحص التاريخي"، وهي كناية عن مجموعة من الاسئلة يجب طرحها قبل اتخاذ القرار النهائي بمصداقية الكتاب، وهي :

"
سيرة مؤلف كل كتاب واخلاقه والغاية التي كان يرمي اليها، ومن هو، وفي اية مناسبة كتب كتابه، وفي أي وقت، ولمن، وباية لغة كتبه؟

ـ "الظروف الخاصة بكل كتاب على حدة: كيف جمع اولا، وما الايدي التي تناولته، وكم نسخة مختلف معروفة من النص، ومن الذين قرروا ادراجه في الكتاب المقدس؟

ـ واخيرا، كيف جمعت جميع الكتب المقننة (أي اعترفت بها الكنيسة رسميا) في مجموعة واحدة ؟

ويرى سبينوزا انه لا بد من قرار حاسم بان "لا نسلم بشيء لا يخضع لهذا الفحص اولا يستخلص منه، بوضوح تام، على انه عقيدة مؤكدة للانبياء"، وعندها، وبعد ان تنتهي من فحص الكتاب على هذا الاساس، نعمد إلى "دراسة فكر الانبياء والروح القدس"  لكي نصل إلى النتيجة المنطقية التي نصنف، على اساسها، الكتاب بين الكتاب المقدسة او نرفض تصنيفه بينها.

وعلى هذا الاساس، ينتقل سبينوزا إلى التحقيق في اسفار العهد القديم، والتحقق من "قدسيتها"، فيقرر اننا "نجهل تماما مؤلفي كثير من هذه الاسفار، او نجهل الاشخاص الذين كتبوها… او نشك فيهم"، كما اننا "لا ندري في اية مناسبة وفي أي زمان كتبت هذه الاسفار التي نجهل مؤلفيها الحقيقيين، ولا نعلم في أي ايدي وقعت، وممن جاءت المخطوطات الاصلية التي وجد لها عدد من النسخ المتباينة، ولا نعلم، اخيرا، اذا كانت هناك نسخ كثيرة اخرى في مخطوطات من مصدر آخر"  اضافة إلى ذلك، فنحن " لا نملك هذه الاسفار في لغتها الاصلية، أي في لغة كتابها" مما يزيد من صعوبة تفسيرنا لها تفسيرا صحيحا

ويرى سبينوزا ان المعلومات التاريخية عن الكتاب المقدس، "ناقصة، بل وكاذبة"، وان الاسس التي تقوم عليها معرفة هذا الكتاب "غير كافية، ليس فقط من حيث الكم" بحيث لم نستطيع ان نقيمها بشكل صحيح، "بل انها، ايضا، معيبة من حيث الكيف"، ولكن الناس المتشبثين بآرائهم الدينية يرفضون "ان يصحح احد آراءهم" هذه، بل انهم "يدافعون بعناد" عن هذه الآراء، مهما كانت مغلوطة ومشوشة، كما يدافعون عن "الاحكام المسبقة… التي يتمسكون بها باسم الدين". وهكذا لم يعد العقل مقبولا "الا عند عدد قليل نسبيا"

واستنادا إلى هذه النظريات، يثير سبينوزا تساؤلات مهمة حول اسفار العهد القديم عموما، واسفار التوراة خصوصا، ثم يقرر ما يلي، معتمدا في تقريره على (ابن عزرا) : "ان موسى ليس هو مؤلف الاسفار الخمسة (التوراة) بل ان مؤلفها شخص اخر عاش بعد بزمن طويل، وان موسى كتب سفرا مختلفا"

ولتأكيد تقريره هذا، يقدم سبينوزا البراهين التالية:

1
ـ "لم يكتب موسى (ع) مقدمة التثنية لانه لم يعبر الاردن".

2
ـ "كان سفر موسى (ع)، في حجمه، اقل بكثير من الاسفار الخمسة" (كتب السفر كله على حافة مذبح واحد، وفقا لما جاء في التثنية 27 ويشوع 32:8)

3
ـ ورد في سفر التثنية (9:31) ان موسى كتب هذه التوراة (او هذه الشريعة)، "ويستحيل ان يكون موسى (ع) قد قال ذلك، بل لا بد من ان يكون قائلها كاتبا آخر يروي اقوال موسى واعماله".

4
ـ عندما يتحدث الراوي، في سفر التكوين (الاصحاح 12) عن رحلة ابراهيم (ع) في ارض كنعان، يقول:

"
والكنعانيون حينئذ في الارض" مما يدل على انهم، أي الكنعانيين، لم يكونوا في هذه الارض عندما كتب هذا الكلام، مما يعني ان هذا الكلام قد تبت "بعد موسى، وبعد ان طرد الكنعانيون ولم يعودوا يشغلون هذه المناطق"، وبالتالي، فان الراوي " لم يكن موسى، لان الكنعانيين في زمان موسى، كانوا لا يزالون يملكون هذه الارض".

5
ـ ورد في سفر التكوين (14:22) ان "جبل موريا سمي جبل الله" الا ان ذلك الجبل لم يحمل هذا الاسم "الا بعد الشروع في بناء المعبد"   ويستطرد سبينوزا: "والواقع ان موسى لا يشير إلى أي مكان اختاره الله، بل انه تنبأ بان الله سيختار، بعد ذلك، مكانا سيطلق عليه اسم الله".

6
ـ ورد في سفر التثنية (11:3) عبارة خاصة بعوج ملك باشان: "وعوج هذا هو، وحده، بقي من الرفائيين، وسريره سرير من حديد، او ليس هو في ربة بني عمون؟ طوله تسع اذرع وعرضه اربع اذرع بذراع الرجل؟ "وتدل هذه الاضافة" بوضوح تام، على ان من كتب هذه الاسفار عاش بعد موسى بمدة طويلة وفضلا عن ذلك، فلا شك في انه لم يعثر على هذا السرير الحديدي الا في عصر داوود الذي استولى على الرباط (ربة عمون) كما يروي صموئيل الثاني (30:12).

7
ـ تتحدث التوراة في اسفارها (ما عدا التكوين) عن موسى (ع) "بضمير الغائب" فتقول مثلا : قال موسى لله، وذهب موسى، وكلم الرب موسى، ودعا الرب موسى، وغضب موسى على ضباط الجيش الخ… (ونجد ذلك بكثرة في الاسفار الاربعة. من التوراة: الخروج والاحبار والعدد والتثنية، بينما نرى، احيانا، وفي سفر التثنية، ان موسى يتحدث بنفسه، وبضمير المتكلم، وذلك بعد ان يقدمه الراوي قائلا : "هذا هو الكلام الذي كلمه الله به موسى كل "اسرائيل" في عبر الاردن" (تث 1:18) ثم يستطرد : "شرع موسى في شرح هذه الشريعة فقال : الرب الهنا…قلت لكم … ثم رحلنا … فأجبتموني … كما امرني الرب … ثم كلمني الرب … فأرسلت رسلا … ثم تحولنا… وامرتكم .. الخ…" وظل موسى يتكلم بنفسه، كما قدمه الراوي، طيلة الخطاب الاول من السفر المذكور (تث 39:4) حيث عاد الراوي إلى الكلام عن موسى بضمير الغائب : "حينئذ افرد موسى ثلاث مدن" (تث 41:4) وبدأ الراوي خطاب موسى الثاني بقوله: "هذه هي الشريعة التي وضعها موسى امام بني "اسرائيل"" (تث 44:4) فكانت: الوصايا العشر(تث 5ـ تث 12) ثم مجموعة الفرائض والاحكام (تث 12ـ تث 26)، وقد صيغت كلها بضمير المتكلم، حتى اذا وصل الراوي إلى خطاب الخاتمة الذي هو نهاية الخطاب الثاني (تث 27ـ تث 28) عاد ليتحدث عن موسى بضمير الغائب، إلى ان يصل إلى اعمال موسى الاخيرة ووفاته، حتى آخر السفر. ويرى سبينوزا، ان بعض اسفر التثنية، وليس كله، هو الذي يمكن نسبته إلى موسى، وان الراوي هو الذي نقل كلام موسى وليس موسى نفسه الذي تحدث مباشرة، وان طريقة الكلام والشواهد، ومجموع نصوص القصة كلها، يدعو إلى الاعتقاد بان موسى لم يكتب هذه الاسفار، بل كتبها شخص آخر .

8
ـ بالاضافة إلى ان سفر التثنية وقد روى قصة وفاة موسى ودفنه، وهي قصة لا بد من ان تكون خارجة عن نطاق اعمال موسى في هذا السفر، فان الراوي يرى ان موسى فاق من جاء بعده من الانبياء في بني "اسرائيل"، إذ يقول: "ولم يقم من بعد في "اسرائيل" نبي كموسى الذي عرفه الرب وجها لوجه" (تث 10:34) مما يؤكد، بلا ادنى شك، ان صاحب الكلام هو غير موسى بالطبع.

9
ـ وردت في اسفار التوراة اسماء اطلقت على امكنة لم تعرف بها في عهد موسى، بل عرفت بعده بزمن طويل، مثل ما ورد في سفر التكوين بان ابراهيم "جد في اثرهم" (أي في اثر الاعداء) حتى دان (تك 14:14). ولم تحمل "دان" هذا الاسم الا بعد موت يشوع بمدة طويلة، كما ورد في سفر القضاة

10
ـ كثيرا ما يتجاوز الراوي، في رواياته في اسفار التوراة، حياة موسى، كأن يروي، في سفر الخروج (35:16) ان بني "اسرائيل" اكلوا "المن اربعين سنة، إلى ان وصلوا إلى ارض عامرة، اكلوا المن إلى حين وصلوا إلى ارض كنعان" حيث "انقطع المن من الغد، منذ اكلوا من غلة الارض" (يش 12:5)  ومعلوم ان موسى قد أتى قبل دخول العبرانيين إلى ارض كنعان واكلهم من غلتها، او ان يروي، في سفر التكوين (31:36) عن "هؤلاء الملوك الذي ملكوا في ارض ادوم، قبل ان يملك ملك في بني "اسرائيل""، اذ يتحدث الراوي "عن الملوك الذين كانوا يحكمون الادوميين قبل ان يخضعهم داود لحكمه" حيث جعل داود "في ادوم محافظين، وصار جميع الادوميين رعايا لداوود" (2 صم 14:8) مما يؤكد ان الراوي في هذا السفر قد عاش بعد داود .

بعد كل ما تقدم، يصل سبينوزا (ونشاركه في ذلك) إلى الاستنتاجات التالية:

أـ من الواضح "وضوح النهار" ان موسى لم يكتب الاسفار الخمسة، بل كتبها شخص عاش بعد موسى بقرون عديدة"، وان كان موسى قد كتب بعضها مثل: سفر حروب الرب، وسفر العهد، وسفر توراة الله، التي ورد ذكرها في اسفار التوراة (في سفر العدد وسفر الخروج وسفر التثنية).

ب ـ ليس لدينا أي سفر " يحتوي، في الوقت نفسه، على عهد موسى وعهد يشوع"، مما يدل على ان سفر "توراة الله" قد فقد، ونستنتج بالتالي، من ذلك، ان هذا السفر "لم يكن من الاسفار الخمسة (التي تؤلف التوراة حاليا) بل كان سفرا مختلفا كليا، ادخله مؤلف الاسفار الخمسة في سفره، في المكان الذي ارتآه".

جـ ـ يبدو انه "من بين جميع الاسفار التي كتبها موسى"، لم يأمر بالمحافظة دينيا، إلا على سفر واحد هو سفر العهد الثاني  الذي هو "التوراة الصغير والنشيد".

دـ ليس من الثابت ان موسى (ع) قد كتب غير هذه الاسفار التي سبق ذكرها، "ولما كانت توجد نصوص كثيرة، في الاسفار الخمسة، لا يمكن ان يكون موسى كاتبها، فان احدا لا يستطيع ان يؤكد، عن حق، ان موسى هو مؤلف هذه الاسفار الخمسة، بل على العكس، يكذب العقل هذه النسبة".

هـ ـ حتى لو اننا سلمنا بانه "مما يبدو متفقا على العقل ان يكون موسى قد كتب الشرائع في نفس الوقت وفي نفس المكان الذي اوحيت اليه فيه" يقول سبينوزا "فاني، مع ذلك، انكر امكان تأكيد ذلك" لسبب هو اننا "لا ينبغي ان نسلم، في مثل هذه الحالات، الا بما يثبته ذلك الكتاب نفسه، او ما يستنبط كنتيجة مشروعة من الاسس التي يقوم عليها، اذ ان الانفاق الظاهر مع العقل ليس دليلا، واضيف ان العقل لا يضطرنا إلى التسليم بهذا".

ويتابع سبينوزا، فيما تبقى من كتابه، تقديم براهين مماثلة لاثبات ان الاسفار المتبقية من العهد القديم (يشوع والقضاة وصموئيل والملوك الخ..) لم يكتبها من سميت بأسمائهم (مثل يشوع وصموئيل مثلا)، انما يبدو، من تسلسلها ومحتواها، ان كاتبها "مؤرخ واحد اراد ان يروي تاريخ اليهود القديم نشأتهم الاولى حتى هدم المدينة لاول مرة" ، وربما عزرا .



(3)  الدكتور صبري جوهرة

 

 من اقباط مصر.. يعمل جراحا في الولايات المتحدة، وله ثقافة واسعة، وخاصة في امور العقيدة القبطية، له رسالة يصفها بأنها ملخص موقف الكنيستين الارثوذكسية والكاثوليكية "تلخيصا جيدا". وقد جاء في الرسالة ان الله (عزوجل) قد سمح للانسان (وهو، في هذه الحالة، كاتب السفر) ان يضع "كل احساساته وميوله في النصوص، ما دام ذلك لا يغير ما قصده الله من معاني السفر الاخلاقية والدينية"، وعلى هذا الاساس تعترف الكنيسة بعدم دقة الكتاب في معلوماته الفلكية والجغرافية والتاريخية والجيولوجية ذلك ان الغاية منه هي ان يعمل الدين والاخلاق ويساعد على الوصول إلى طريق الصلاح والسعادة، ومن هنا فان كل من يتمسك بحر فيته كمصدر اخر غير الاخلاق والدين لا بد من ان يبتعد به عن غايته الاصلية، ويحيد عن الفهم الصحيح للغرض الديني والاخلاقي للكتاب.

وترى المسيحية، كما يشرح الدكتور جوهرة في رسالته، ان الكتاب المقدس هو عمل مشترك بين الله والانسان، وضع فيه كلاهما ما يريد بحيث جاءت النتائج وهي تعكس "كما قال الله في صحة تعالمي الاخلاق وعلاقات البشر بعضهم ببعض" كما تعكس عدم كمال الانسان بكتابته لمعلومات علمية غير دقيقة، واحيانا مضحكة، واما ما يقال عن التحريف المتعمد او غيره فالكنيسة لا تعتقد بحدوثه، كما انها لا تعترف بتحريف وتغيير المعاني الاصلية. ويرى الدكتور جوهرة ان مزامير داوود منقولة حرفيا وبدون تصرف، من اناشيد اخناتون اول فرعون اعتمد ديانة التوحيد في مصر.

ونحن اذ ننقل حرفيا بعض ما ورد في رسالة الدكتور جوهرة للدكتور البار، باعتبار ان الاول مسيحي قبطي مثقف في مور اللاهوت، نحرص على ان لا نعلق على ما ورد في الرسالة، تاركين للمراجع اللاهوتية المسيحية (الارثوذكسية والكاثوليكية) مناقشته ان ارتأت ذلك.

5ـ شهادات اخرى:

1
ـ ترى "الموسوعة البريطانية" ان مؤلفي اسفار "العهد القديم" مجهولون، وليس معروفا ان كان جمعها قد تم، على يد افراد او جماعات، وانها كتبت "باللغة العبرية فقط، عدا بعض المقاطع القصيرة النادرة التي دونت باللغة الآرامية، الا ان الجماعة اليهودية عمدت، لاسباب فقهية، إلى ترجمة التوراة (او الاسفار الخمسة) من العبرية إلى الآرامية، وقد ضاعت المخطوطات العبرية الاصلية، ولم يصلنا سوى الترجمات".

وفي القرن الثالث قبل الميلاد ، قام الفقهاء اليهود بترجمة الشريعة العبرية إلى اليونانية فيما يعرف "بالترجمة السبعينية" ثم ادى انتشار المسيحية إلى ترجمة نصوص الكتاب المقدس (العهد القديم والجديد) في مختلف اللغات.

وترى الموسوعة البريطانية، بحسب روايات العهد القديم: ان موسى احتفظ بصحف مكتوبة (خر 14:17و خر 4:24 و خر 27:34ـ 28 وعد 2:33 وتث 9:31 و24ـ26) وانه حتى مع التوسع في تقدير هذه الصحف فإنها لا تبلغ اكثر من خمس الأسفار الخمسة، وهكذا يكون الادعاء التقليدي بان موسى هو مؤلف الأسفار الخمسة ادعاء غير قابل للثبات وغير مدافع عنه. كما ترى هذه الموسوعة ان موسى وضع الوصايا العشر، وكان وسيطا للعهد (مع الرب) وبدأ عملة إصدار فتاوى أضافها إلى بنود العهد، وجمعها وتصنيفها وانه دون، ولا شك بعض الصحف التي استخدمت أساسا لمجموعة متزايدة من القوانين والتقاليد. ورغم ذلك فهي ترى انه يمكن وصف الأسفار الخمسة الاولى من الكتاب المقدس العبري (العهد القديم) بأنها موسوية، ذلك انه بدونها لم يكن هناك وجود لـ"اسرائيل"، ولا لمجموعة تعرف بالتوراة .

أما الوسائل التي أتاحت للباحثين تمييز المصادر الأساسية للاسفار الخمسة وتحديد تسلسلها الزمني فهي : اليهودية (نسبة للرب باسم يهوه) والألوهية (نسبة للرب باسم الوهيم) والتثنوية، والكهنوتية. وقد تم بعد ذلك اكتشاف مصادر اخرى للعهد القديم، منها كتابان من الادب العبري القديم مفقودان اليوم ويحتويان في اجزاء منهما القصص الاولى، وهذان الكتابان هما : كتاب حروب يهوه وكتاب "ياشار" (العادل) وقد كتبا بلغة شعرية .


2
ـ وترى الموسوعة الفرنسية "كييه Quillet" ان اقدم  نص  كامل للعهد القديم بالعبرية يعود تاريخه  إلى العام 950م،  ولم يصلنا منه، قبل ذلك  ، سوى نتف قليلة "باستثناء مخطوطات صحراء اليهودية التي تعود، عادة إلى  القرن  الثاني ق.م والتي تعود إلى كل اسفار العهد القديم،  باستثناء سفر استير".

وقد كتبت معظم اسفار العهد القديم باللغة العبرية (اللغة السامية التي استخدمت في فلسطين حتى القرن السادس ق.م) بينما كان هناك بعض اقاسم من الاسفار باللغة الآرامية (اللغة الدولية المتداولة في آسيا القديمة، والتي استخدمها اليهود منذ سبيهم إلى بابل) كما ان آخر سفر من العهد القديم. وهو سفر الحكمة، قد كتب باللغة اليونانية.

ووفقا للمفهوم المسيحي، تعتبر التوراة حصيلة تعاون بين الله والانسان، فالله هو المؤلف الحقيقي، لانه هو الذي اوحى للكاتب وتكشف له، ولكن الكاتب، هو ايضا، المؤلف كليا، للكتاب الذي كتبه، لانه وضع فيه كل شخصيته، وينتسب مؤلفو التوراة إلى العصور القديمة، السامية والهلينية، لذا نراهم يستخدمون عدة اشكال للتعبير الادبي ليس مألوفا لدينا، وعلى هذا فاننا نجد مثلا في الفصلين الاولين من سفر التكوين "فكرا لاهوتيا مع مجموعة من التقاليد الشعبية، في الوقت نفسه".

وفي أي حال، فان مؤلف التوراة لم يكن ينوي في أي وقت ان يعلم العلوم ولكن بما انه ينتمي إلى عصر محدد، فهو يستخدم علوم ذلك العصر ومعارفه، وحتى اساطيره وفنونه الشعبية وهكذا فان التوراة تاريخ لتقدم بطيء في المجالين الاخلاقي والروحي لشعب الله، هذا التقدم الذي هو اليوم بالنسبة إلى المسيحيين مستمر في الكنيسة.

3
ـ ويرى الباحث "موريس بوكاي" ان اليهودية المسيحية ظلتا خلال قرون طويلة تقولان بان مؤلف التوراة هو موسى نفسه، وربما كان ذلك  بسبب ما ورد في سفر الخروج (1ـ14) والعدد (23:2) والتثنية (31:9) من ان الله امر موسى بان يكتب.

ومنذ القرن الاول قبل الميلاد، كان هناك دفاع عن النظرية القائلة بان موسى هو كاتب الاسفار الخمسة للتوراة، ولكن هذه النظرية سقطت اليوم ولم تعد قائمة، رغم ان "العهد القديم" ينسب إلى موسى "ابوة" هذه الاسفار.

ويستند "بوكاي" في حججه لدعم النظرية القائلة بان موسى ليس مؤلف التوراة، على تلك التي يقدمها الاب ديفو De Vaux  ( مدير المدرسة التوراتية في القدس)، الذي وضع عند ترجمته لسفر التكوين (عام 1962) مقدمة عامة للاسفار الخمسة للتوراة تضمنت "حججا ثمينة جدا تنقض التأكيدات الانجيلة لابوة موسى لهذه الاسفار"، كما ذكر انه في القرن السادس عشرلاحظ (كارلستادت Karlstadt  ) أن موسى لم يستطع كتابة قصة موته في سفر التثنية (34:5 ـ 12). وعدد كارلستادت، كذلك انتقادات اخرى ترفض نسبة قسم من الاسفار الخمسة إلى موسى. وهناك ايضا، كتاب ريشارد سيمون Richard Simon التاريخ النقدي للعهد القديم Histoirc critique du vicux testament ( عام 1678) الذي يبين الصعوبات التاريخية والتكرار وفوضى الروايات والاختلاف في الاسلوب، في هذه الاسفار، ومع ذلك لم يؤخذ بحجج ريتشارد سيمون قط، وظلت كتب التاريخ ترجع، حتى مطلع القرن الثامن عشر، إلى المراجع السحيقة القدم للتحدث عن ما كتبه موسى.

وكان من الصعب جدا الغاء هذه النظرية التي يدعمها المسيح نفسه في العهد الجديد.

وفي العام 1753، صدر كتاب لجان استروك Jaen Astruc الطبيب الخاص للملك لويس الخامس عشر، وضع الحجة الحاسمة لالغاء هذه النظرية اذ اثبت هذا الكتاب ان سفر "التكوين" متعدد المصادر.

وفي عام 1854، برزت نظرية تقول بان للتوراة اربعة مصادر هي : الوثائق اليهودية والوثائق الالوهية والتثنية، والقانون الكهنوتي، وقد حددت ازمنة هذه المصادر كما يلي:

أـ تعود الوثائق اليهودية إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وقد كتبت في مملكة يهوذا.

بـ وتعود وثائق الالوهية إلى زمن اقرب، وقد كتبت في مملكة "اسرائيل".

جـ ـ وتعود التثنية إلى القرن الثامن قبل الميلاد، عند بعضهم (أدموند جاكوب E. Jacob  )او إلى عهد يوشيا في القرن السابع قبل الميلاد، عند بعضهم الاخر (ديفو)

د ـ ويعود القانون الكهنوتي إلى عهد السبي او ما بعد السبي، أي إلى القرن السادس ق.م وهكذا يمتد ظهور نصوص الاسفار الخمسة على مدى ثلاثة قرون على الاقل.

وفي عام 1941 اكتشف لودز ( A. Lods) ثلاثة مصادر للوثائق اليهودية، واربعة مصادر للوثائق الالوهية، وستة مصادر للتثنية، وتسعة مصادر للقانون الكهنوتي. ويستطرد الاب ديفو : هذا عدا الاضافات الموزعة بين ثمانية كتبة.

وقد ادى تعدد مصادر التوراة إلى كثير من التناقضات والتكرار. واعطى الاب ديفو العديد من الامثلة على ذلك.

وهكذا تبدو الاسفار الخمسة مؤلفة من تقاليد متنوعة جمعها كتاب بمهارة تزيد او تنقص، بحيث راكموا تجميعهم (تقميشهم) تارة، او حولوا الروايات طورا بهدف تركيبها، الا انهم تركوا فيها كل ما بعد ذلك، ان يقسم الاب ديفو سفر التكوين، وحده إلى ثلاثة مصادر اساسية، وذلك في مقدمة ترجمته لهذا السفر عام 1962.

اضافة إلى ذلك، ينكر بعض الباحثين المصريين القدامى ان يكون موسى عبرانيا، ومنهم "مانيتو" المؤرخ المصري في عهد بطليموس الثاني، وكان قد اشتهر كأستاذ يقصده الباحثون في مكتبة الاسكندرية، وهو يقول ان موسى مصري عاش في ايام امنحوتب الثالث وانه اراد ان يرى الاله بعينيه حتى يصدق، وانه درس بمدينة هليوبوليس (عين شمس). كما ينكر بعض المؤرخين اليونانيين ان تكون قد قامت دولة او مملكة لـ"اسرائيل" في فلسطين، لا في ايام يشوع، ولا في ايام داوود، ولا في ايام سليمان وذلك استنادا إلى ما جاء في كتابات المؤرخين اليونانيين، منذ القرن الثامن ق.م وهي كتابات لم يرد فيها وجود لمملكة "اسرائيل" في فلسطين.

 

4- ونختم مع اعتراف مهم يسجله مدخل التوراة الكاثوليكية وفيه:

" صدرت جميع هذه الكتب عن أناس مقتنعين بأن الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكاناً في التاريخ ... ظل عدد كبير منهم مجهولاً .. معظم عملهم مستوفى من تقاليد الجماعة ، وقبل أن تتخذ كتبهم صيغتها النهائية انتشرت زمناً طويلاً بين الشعب ، وهي تحمل آثار ردود فعل القراء في شكل تنقيحات وتعليقات ، وحتى في شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هام أو قليل الأهمية ، لا بل أحدث الأسفار ما هي إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة "

 

و أخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سفر التكوين

 

الإصحاح الأول

 

رد على كتاب شبهات وهمية



قال المعترض : ورد في تكوين 1: 3 وقال الله: ليكن نور فكان نور وفي تكوين 1: 14 وقال الله لتكن أنوار في جَلَد السماء , ألم يخلق الله النور في آية 3 ؟!

وللرد نقول : الذي يعترض بهذا يكشف جهله العلمي، فكل من درس عن الغيوم السديمية التي يعرفها كل علماء الفلك يدرك أنه كانت هناك عصور أنوار كونية قبل أن تتشكل الشمس, فكانت أضواء الغيوم السديمية تضيء الكون

_____________________________

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:

 

 الحق أن جناب القس عبدالنور هو الذى يكشف عن جهله العلمى للأسباب الأتية:

(1)
فالغيوم السديمية لم يسبق وجودها الشمس و إنما كان تشكلها معاصراً لها فى السماء الدخانية .

(2)
الغيوم السديمية هذه تختلف عن نجم الشمس و لا تسبب إختلاف الليل و النهار ، كما أن تعاقب اليل و النهار على الأرض لم يحدث منذ البدء إلا بسبب الشمس بينما يزعم الكتاب المقدس أن الله عندما خلق النور الأول المزعوم هذا فصل بينه و بين الظلام و دعا ذلك النور نهاراً و الظلمة ليلاً و بذلك مر اليوم الأول فى الخلق كمساء و صباح يوماً واحداً (( وَقَالَ اللهُ: لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ ،وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ.وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً.)) تكوين 3:1-5

(3)
يزعم القس فى رده الخاطىء أساساً أنه كانت هناك عصور أنوار كونية قبل خلق الشمس مع أن النور المذكور خُلق فى اليوم الأول و الشمس خُلقت فى اليوم الرابع (تكوين 14:1) و قد عُلم أن القصة التوراتية تفسر الستة أيام التى خلق الله فيها الكون بالأيام المتعارف عليها التى يتتابع فيها الليل و النهار و عقب كل يوم نقرأ (( و كان مساءً و صباحاً يوماً ثانياً..ثالثاً..رابعاً..)) و إذا علمت أن الليل و النهار فى أول الأمر كانا أقصر بكثير من حالهما فى الوقت الحاضر يكون التناقض أكبر و أظهر . فيجب على من يتعرض للمسائل العلمية أن يحترم التخصص و لا يتشدق بجهالات لا أساس لها من الصحة

 

 

تناقضـــــــــــــــــات

 

(1) يتعارض تك(1: 11-13, 27-31)مع تك(2: 4-9)
إذ يقول النص الأول أن الشجر أنبت قبل خلق الإنسان أما النص الثانى فيقول أن الشجر أنبت بعد خلق الإنسان. فأيهما كان قبل الآخر؟؟!

(2) يتعارض النص تك(11:1) مع العلم الحديث إذ أنه فى النص أن النباتات خلقت قبل الشمس وهذا لايمكن إذ أن النباتات لا تعيش بدون شمس لإجراء عملية التمثيل الضوئى حتى تتغذى وتنمو. فهل يعقل هذا؟؟ّّ!

(3) يتعارض النص تك(1: 16-19) مع أيوب(38: 4-7) إذ فى النص الأول أن النجوم خلقت بعد الأرض أما فى النص الثانى فالنجوم خلقت قبل الأرض. فأيهما أولا؟؟!

(4) يتعارض النص تك(1: 17-18) مع العقل إذ يقول على النجوم أن الله جعلها فى السماء لتنير على الأرض ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة (وهذه الأوصاف تنطبق على الشمس وليس النجوم). فلم أنقلبت الآيه؟؟!

(5) يتعارض تك(1: 25-27) مع تك(2: 18-19)
إذ يقول النص الأول أن الله خلق الحيوان ثم الإنسان أما النص الثانى فيقول أن الله خلق الإنسان ثم الحيوان. فأيهما خلق أولا؟؟!

 

 

(6) نقرأ فى تك1 : 16-17 (فعمل الله النورين العظيمين:النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم , وجعلها الله فى جلد السماء لتنير على الأرض) .
وهنا نرى أن القمر يضىء فهو الذى يحكم الليل


و ذلك يـــــــــعــــــــــــارض


أيوب 25: 5 (هو ذا نفس القمر لا يضىء).


(7) نقرأ فى تك1: 18 (ورأى الله ذلك أنه حسن.)
وهنا رأى الله السموات حسنة


و هذا يــــــــعــــــــــارض


أيوب 15:15 (والسموات غير طاهرة بعينيه.)
أيوب 25: 5 (والكواكب غير نقية فى عينيه)

 

 

 

 

 

الله فوجىء بحسن صنعته!

 



في الاصحاح الأول من سفر التكوين ، بعد أن خلق الله وحوش الأرض ، نظر الله إلى ما خلق (( فرأى الله ذلك أنه حسن )) 1: 24.... ((ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن ))  1 : 31  . استخدام ( إذا) الفجائية يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد فوجىء بحسن صنعته - حاشاه - . كيف يفاجأ الخالق بحسن صنعته وكأنه لا يعلم مسبقاً هيئة ما سيخلق ؟ إن الله يعلم ما سيصنع قبل أن يصنع ويعلم حسن ما سيخلق قبل أن يخلق

 

 

هل كلمة الوهيم تفيد التثليث؟

 

فى محاولة يائسة لاثبات وجود الثالوث فى العهد القديم يستشهد البعض بلفظة الوهيم و هى صيغة جمع ومذكورة فى العهد القديم و هذا ملخص قولهم و يليه الرد بعون الله و توفيقه .


وبيان قوة الدليل على تعدد الأقانيم في ذات الله الواحدة جاء من خلال استعمال اسم الله " الوهيم " بصيغة الجمع في العهد القديم ، غير أن نعته يجئ ، أحيانا، بلفظ المفرد ، وأحيانا بلفظ الجمع ، وكذلك الفعل المسند إليه والضمير الذي يعود إليه .

و هذا هو الرد :

اولا :


لفظة الوهيم فى صيغة الجمع تعنى الهة و لا تعنى اقانيم و نحن نتحدث عن اقانيم و ليس الهة ..... و اعتبارها جمع يصل بنا فى النهاية الى تعدد الالهة و ليس تعدد الاقانيم .....(و لا دليل انها ثلاثة ربما اثنين و ربما خمسة او عشرة ) و لكن حتى لو كانت ثلاثة فهى ثلاثة الهة و ليست ثلاثة اقانيم و من المستحيل اثبات ان الوهيم هنا جمع لثلاثة فقط .


و اذا كانت الوهيم تعنى ثلاثة اقانيم فى اله واحد او اى عدد من الاقانيم فى اله واحد اذن كيف نفسر هذا النص فى المزامير 45 : 6 و 7 .

 ((كُرْسِيُّكَ يَا للهُ إِلَى دَهْرِ لدُّهُورِ. قَضِيبُ سْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 7أَحْبَبْتَ لْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ لإِثْمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ للهُ إِلَهُكَ بِدُهْنِ لاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ. ))

فى العدد السادس كرسيك يا الوهيم اى المخاطب هو الوهيم و يستانف المخاطبة فى العدد التالى قائلا احببت البر و من اجل ذلك مسحك الوهيم !!

الوهيم متعدد الاقانيم مسح الوهيم اخر متعدد الاقانيم و هذا كلام غير منطقى ابدا .... و يحتاج الى شرح.
انظر كذلك عبرانيين 1: 8، 9
((وَأَمَّا عَنْ لاِبْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ لدُّهُورِ. قَضِيبُ سْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 9أَحْبَبْتَ لْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ لإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ للهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ لاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ))
و التفسير المنطقى الوحيد ان اطلاق اسم الوهيم على يسوع كان لاثبات انه اعظم و اعلى رتبة من بقية البشر او الشركاء كما يسميهم النص مثل موسى تماما كما سوف نرى بعد قليل.(انظر سادسا).

و هذا النص فى التكوين 42 : 30
((تَكَلَّمَ مَعَنَا لرَّجُلُ سَيِّدُ لأَرْضِ بِجَفَاءٍ وَحَسِبَنَا جَوَاسِيسَ لأَرْضِ))
المقصود يوسف و الكلمة التى ترجمت سيد الارض هى كلمة بصيغة الجمع فى العبرية و هذا كما هو واضح للتعظيم .

ثانيا :


من القاموس
Definition
1. (plural)
a. rulers, judges
b. divine ones
c. angels
d. gods
2. (plural intensive - singular meaning)
a. god, goddess
b. godlike one
c. works or special possessions of God
d. the (true) God
e. God
كما ترى هناك معنى جمع و معنى جمع تعظيم و لكنه مفرد فى المعنى هذا ما يقوله القاموس على هذا الرابط :
Crosswalk.com


ثالثا :

لماذا اختفت كلمة الوهيم من العهد الجديد قد تقول انها عبرية و العهد الجديد يونانى و لكن هل عندنا كلمة فى العهد الجديد ممكن ان تكون جمع فى الوحدانية و وحدانية فى الجمع كما يحاول ان يفعل البعض مع كلمة الوهيم ....
بمعنى اخر هل كلمة ثيؤس و هى تعنى اله هل تحمل اى معنى لتعدد الاقانيم ......!!!!.


يسوع نفسه يقول فى مرقص 12 : 29
((فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ لْوَصَايَا هِيَ: سْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. لرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.))
طبعا الكلام هنا باللغة اليونانية و يسوع يقتبس من التثنية 6 : 4
 ((إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: لرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَحِدٌ. ))

المشكلة ان فى النص العبرى استعملت كلمة الوهيم و كاتب انجيل مارك استعمل ثيؤس المفرد و لم يستعمل الجمع و اذا كان تعدد الاقانيم هو المعنى المراد لكان يجب ان تذكر باليونانية ايضا و كل ما نستطيع ان نقوله ان الكاتب فهم من كلمة الوهيم معنى اله واحد مفرد فذكره كذلك باليونانية ....

رابعا :

فى القضاة : 16 : 23
 
((واما اقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون الههم ويفرحوا وقالوا قد دفع الهنا ليدنا شمشون عدونا.))


داجون اله الفلسطينيين اسمه فى النص الاصلى الوهيم و مذكور مرتين و الفعل المصاحب له مفرد هل داجون هذا مكون ايضا من ثلاثة اقانيم ؟؟. النص لا يحوى الا اله مزيف وحيد كما هو واضح .....


و النصوص الاتية كلها الهة مزيفة اطلق عليها الوهيم
القضاة 8 : 33
((وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ جِدْعُونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا وَزَنُوا وَرَاءَ لْبَعْلِيمِ, وَجَعَلُوا لَهُمْ بَعَلَ بَرِيثَ إِلَهاً. ))

القضاة 11 : 24
((أَلَيْسَ مَا يُمَلِّكُكَ إِيَّاهُ كَمُوشُ إِلَهُكَ تَمْتَلِكُ؟ وَجَمِيعُ لَّذِينَ طَرَدَهُمُ لرَّبُّ إِلَهُنَا مِنْ أَمَامِنَا فَإِيَّاهُمْ نَمْتَلِكُ)).
و كذلك القضاة 16 : 23 الاله داجون و الملوك 11:5 عتشروت و الملوك الثانى 1: 3 و الملوك الثانى 19 : 37 و لاننسى العجل الذهبى فى الخروج 32 اطلق عليه الوهيم مرتين فى العدد الاول و العدد 32 .


و كل الامثلة السابقة كانت لاله مفرد فقط بدون اقانيم داخلية .
و هنا ملاحظة جديرة بالاهتمام فى الملوك الاول 5: 11
((فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ لصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ لْعَمُّونِيِّينَ. ))

عشتروت اله مؤنث و رغم ذلك اخذت لقب الوهيم الجمع المذكر و هذا يبطل تماما الاستشهاد بهذا اللفظ لاثبات اى تعدد للاقانيم سواء ثلاثة او اكثر او اقل . و الله المستعان وحده .

خامسا :


مفرد الوهيم ايل ترجمت اله فى نحميا 9: 17

((وَأَبُوا لاِسْتِمَاعَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَجَائِبَكَ لَّتِي صَنَعْتَ مَعَهُمْ وَصَلَّبُوا رِقَابَهُمْ. وَعِنْدَ تَمَرُّدِهِمْ أَقَامُوا رَئِيساً لِيَرْجِعُوا إِلَى عُبُودِيَّتِهِمْ. وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ لرُّوحِ وَكَثِيرُ لرَّحْمَةِ فَلَمْ تَتْرُكْهُمْ. ))

و اذا كانت الوهيم تعنى ثلاثة اقانيم يكون مفردها يعنى اقنوم واحد فقط فهل هذا ينطبق على هذا النص و اى اقنوم هو المقصود و لماذا ؟؟.


و كذلك كلمة ال العبرية تترجم مرات كثيرة الله انظر تكوين 18 : 14
((وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً لِلَّهِ لْعَلِيِّ. ))
الله العلى هذا ترجمة لكملة ال العبرية هل ممكن ان يكون هذا اقنوم واحد فقط على حسب المنطق المتداول لاثبات التثليث.؟ على من يؤمن بذلك ان يوضح لنا بكلام منطقى له معنى كيف يبرر ذلك ؟؟.

سادسا:


موسى نفسه يطلق عليه الوهيم
فى خروج 4: 16 و 7: 1
((وَهُوَ يُكَلِّمُ لشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَماً وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلَهاً. ))

فَقَالَ لرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ))
نجد هنا ان موسى يدعى الوهيم مرتين هل موسى ايضا متعدد الاقانيم الامر باختصار الوهيم صحيح جمع لكنها هنا تستعمل لمفرد بدون اقانيم او خلافه .

فى نسخة الملك جيمس يضيف كلمة بدلا من غير موجودة فى الاصل .
And he shall be thy spokesman unto the people: and he shall be, even he shall be to thee instead of a mouth, and thou shalt be to him instead of God.
و انظر هذا النص


 ((أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ لإِنْسَانَ لذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي لذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ))

.
طبعا لن نتحدث هنا عن النبى الذى مثل النبى و لكن من مفهوم النصارى هنا موسى مثل المسيح و موسى يدعى الوهيم فهل يدعى المسيح ايضا الوهيم ؟؟ و هل يكون فى هذه الحالة مكون من عدة اقانيم ايضا ؟؟.


و يؤيد ما اقول النص التالى فى اعمال الرسل : 3 : 22
((فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ لرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ. ))


على حسب هذا النص موسى المدعو الوهيم مثل المسيح هل المسيح الوهيم ايضا ؟؟؟ موسى ليس اكثر من شخص و الجمع هنا للتعظيم و هو ما يسمى بالانجليزية (plural intensive)
و استعملت كلمة الوهيم مع موسى لبيان ان القوة التى ستعطى له اقوى من قوة فرعون على جبروته و طغيانه
و ادعائه الالوهية .

سابعا :


بعض المراجع تؤيد ما نقول عن ان كلمة الوهيم هى للتعظيم و ليست جمع عادى :
(Hertz, The Pentateuch and Haftorahs).
الوهيم كلمة جمع تستعمل عادة فى العبرية لبيان غزارة القوة و العزة لمفرد .
Flanders, Cresson; Introduction to the Bible).
تكوين كلمة الوهيم البنائى جمع و فى العبرية تستعمل للتعظيم و التقديس.
Smith's Bible Dictionary
شكل الجمع فى كلمة الوهيم اثار مناقشات كثيرة و الفكرة الوهمية الخيالية ان كلمة الوهيم تشير الى الثالوث لا تجد اى مؤيد لها الان بين الباحثين ان الكلمة اما ان تكون جمع تعظيم او لبيان قوة عظمى فوق اى قوة
Lexical Aids to the Old Testament
الوهيم كلمة جمع لكن تستعمل للمفرد و للجمع و فى حالة الجمع تشير الى حكام او قضاة ذوى طبيعة مقدسة مثل خروج 21 : 60 او الهة وثنية مثل خروج 18: 11 و مزامير 86:8 و ربما ملائكة مثل مزامير 8: 5
و 97:7 وترجمت كذلك فى الترجمة السبعينية
و الذى يؤيده المذكور فى العبرانيين 2 : 7
((وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ لْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. ))


اما عن المعنى المفرد فهى تستعمل للدلالة على الله او الالوهية مثل 1 صمويل 5:7 و الملوك الثانى 18 : 34 و تستعنل للدلالة على رجل له وضع مثل الاله مثل خروج 7: 1 و بمعنى الله فى تثنية 7: 9 و اعداد اخرى كثيرة و دائما تاخذ فعل مفرد و لذلك لا وجود لاى جمع فى الذات الالهية ممكن استنتاجه من مجرد كون الكلمة جمع.
و المراجع كثيرة جدا لاثبات هذه النقطة .
ثامنا : نقط سريعة و التفاصيل موجودة
هناك كلمات عبرية كثيرة بصيغة الجمع و لكن لها معنى مفرد مثل كلمة حياة و كلمة ماء و كلمة وجة و كلمة سماء كلها تنتهى بالياء و الميم و لكنها مفرد فى الاستعمال .
يعقوب قام بمصارعة الوهيم هل هذه المصارعة كانت مع اقنوم واحد ام مع الثلاثة اقانيم مجتمعة
تكوين 32 : 28
((فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى سْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ للهِ وَلنَّاسِ وَقَدِرْتَ))


جاهد مع الوهيم هل هذا الالوهيم مكون من ثلاثة اقانيم ؟؟. هل المصارع مع يعقوب هو تجسد للاقانيم الثلاثة ام تجسد للاب فقط هل يستطيع احد ان يجيب ؟؟
فى ملاخى 2 : 10
((أَلَيْسَ أَبٌ وَحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلَهٌ وَحِدٌ خَلَقَنَا؟ ))


الاب هنا يشار اليه ب الوهيم واحد اى ان الاب هو الاله الواحد الا يثبت هذا النص فقط مدى تعسف و اوهام من يحاول ان يثبت ان الوهيم تعنى ثالوث ؟؟ من يعتقد ذلك عليه ان يرد على هذا النص .....
اعتذر عن الاطالة و خاصة ان الموضوع واضح جدا و اى نقطة فيه كافية تماما لاثبات بطلان الاستشهاد بهذا اللفظ لاثبات التثليث.

و الحمد لله رب العالمين

 

 

 

الاصحاح الثانى

 

 

رد على كتاب شبهات وهمية

 

 

يقول الدكتور القس منيس عبد النور :
قال المعترض: ((يقول تكوين 2:2 إن الله «استراح» بينما يقول إشعياء 40: 28 إن الله لا يكلّ ولا يعيا. وهذا تناقض، فالذي يتعب هو الذي يستريح))

وللرد نقول: كلمة )استراح( معناها أنه أكمل عمل الخلق وانتهى منه. لكن الله لم يتوقَّف عن العناية بخليقته، فهو ضابط الكل. ويقول المسيح: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل» (يوحنا 5: 17)

 

بعد الحمد لله و الصلا و السلام على رسول الله

 

الحق أن صفة الراحة المذكورة منطبقة حرفياً على السياق، و هى كلمة لا تستعمل فى لغة العرب بمعنى التوقف فقط ، بل بمعنى (التوقف نتيجة التعب)
فهل عجزت كلمات اللغة العربية عن مساعدة النصارى على اختيار اللفظ الصحيح للترجمة رغم توافره؟ لماذا لم يترجموا اللفظ لكلمة (توقف) بدلاً من هذا التعدى؟؟و ماذا عن كلمة rest بالانجليزية هل تعنى التوقف أيضاً؟! و كذا الحال فى سائر الترجمات!
و دعونا نعود للخلف قليلاً 1400 عاماً ماضية - حين كان القرأن ينزل على رسول الله  salla.gif فى المدينة- فذلك القرأن الذى ذكر بعز صفة استواء الرحمن على عرشه هو نفسه القرأن الذى هب للرد على اليهود حين رددوا أن الله جعل يوم السبت يوم الراحة لأنه استراح فيه ، فقال تعالى مكذباً إياهم:

 start-icon.gif وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ end-icon.gif

فانظر إلى الارتباط اللغوى بين الراحة و اللغوب أى التعب
و لم يجرؤ يهودى يحترم نفسه أن يزعم أن المقصود بالراحة التوقف ، لأنهم كانوا يتعاملون مع أهل اللغة و أصحاب فنها أعلم الناس بدلالتها

و نزيد فى جواب القس ههنا من وجهين :

(1)  أن لفظ ( וַיִּשְׁבֹּת ) يعني الإستراحة بالفعل من العمل مع وجود شواهد من الكتاب المقدس على هذا .

(2)  أنه في موضع آخر في العهد القديم تم ذكر الراحة مع الخلق على دلالة الإستراحة بالفعل مع خلوها من الفعل ( וַיִּשְׁבֹּת ) ليدل على أن المقصود بالفعل كما قال اليهود للرسول أنها راحة فعلية - تعال الله عما يقولون علوا كبيرا ً -


الوجه الأول :-

 

 الشاهد على أن (וַיִּשְׁבֹּת يشبوت ) تعني إستراحة فعلية من الكتاب المقدس :

سفر الخروج الإصحاح السادس عشر من العدد 27 حتى العدد 30 :

((وحدث في اليوم السابع ان بعض الشعب خرجوا ليلتقطوا فلم يجدوا.  فقال الرب لموسى الى متى تأبون ان تحفظوا وصاياي وشرائعي. انظروا. ان الرب اعطاكم السبت لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين. اجلسوا كل واحد في مكانه. لا يخرج احد من مكانه في اليوم السابع. فاستراح الشعب في اليوم السابع)).


والنص العبراني :

כז וַיְהִי בַּיּוֹם הַשְּׁבִיעִי, יָצְאוּ מִן-הָעָם לִלְקֹט; וְלֹא, מָצָאוּ. {ס}

כח וַיֹּאמֶר יְהוָה, אֶל-מֹשֶׁה: עַד-אָנָה, מֵאַנְתֶּם, לִשְׁמֹר מִצְו‍ֹתַי, וְתוֹרֹתָי.

כט רְאוּ, כִּי-יְהוָה נָתַן לָכֶם הַשַּׁבָּת--עַל-כֵּן הוּא נֹתֵן לָכֶם בַּיּוֹם הַשִּׁשִּׁי, לֶחֶם יוֹמָיִם; שְׁבוּ אִישׁ תַּחְתָּיו, אַל-יֵצֵא אִישׁ מִמְּקֹמוֹ--בַּיּוֹם הַשְּׁבִיעִי

ל וַיִּשְׁבְּתוּ הָעָם, בַּיּוֹם הַשְּׁבִעִי

 

 

وإذا رجعنا إلى أول النص نجد( وحدث في اليوم السابع ..) مما يدل على حالة الكد والتعب التي حصلت لهم في اليوم السابع فأذن الله لهم بالإستراحة في العدد 30 :

ל וַיִּשְׁבְּתוּ הָעָם, בַּיּוֹם הַשְּׁבִעִי
فاستراح الشعب في اليوم السابع


وأيضا ً , في سفر نحميا الإصحاح التاسع العدد26- 28 :

(( وعصوا وتمردوا عليك وطرحوا شريعتك وراء ظهورهم وقتلوا انبياءك الذين اشهدوا عليهم ليردوهم اليك وعملوا اهانة عظيمة.  فدفعتهم ليد مضايقيهم فضايقوهم وفي وقت ضيقهم صرخوا اليك وانت من السماء سمعت وحسب مراحمك الكثيرة اعطيتهم مخلصين خلّصوهم من يد مضايقيهم.  ولكن لما استراحوا رجعوا الى عمل الشر قدامك فتركتهم بيد اعدائهم فتسلطوا عليهم ثم رجعوا وصرخوا اليك وانت من السماء سمعت وانقذتهم حسب مراحمك الكثيرة احيانا كثيرة)).


والشاهد كلمة " إستراحوا " وتصريف إستراحوا بالعبري هو " يشوبو יָשׁוּבוּ "

النص العبري :

וּכְנוֹחַ לָהֶם--יָשׁוּבוּ, לַעֲשׂוֹת רַע לְפָנֶיךָ; וַתַּעַזְבֵם בְּיַד אֹיְבֵיהֶם, וַיִּרְדּוּ בָהֶם, וַיָּשׁוּבוּ וַיִּזְעָקוּךָ, וְאַתָּה מִשָּׁמַיִם תִּשְׁמַע וְתַצִּילֵם כְּרַחֲמֶיךָ רַבּוֹת עִתִּים

 

الوجه الثاني:-

 

تأكيد على الإستراحة في ذلك النص من التعب بدون فعل (וַיִּשְׁבֹּת)  دلالة على أن كاتب النص يقصد إستراحة فعلية من الله - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ً -

الشاهد من سفر الخروج الإصحاح 31 العدد 17 :

בֵּינִי, וּבֵין בְּנֵי יִשְׂרָאֵל--אוֹת הִוא, לְעֹלָם: כִּי-שֵׁשֶׁת יָמִים, עָשָׂה יְהוָה אֶת-הַשָּׁמַיִם וְאֶת-הָאָרֶץ, וּבַיּוֹם הַשְּׁבִיעִי, שָׁבַת וַיִּנָּפַשׁ
((هو بيني وبين بني اسرائيل علامة الى الابد.لانه في ستة ايام صنع الرب السماء والارض وفي اليوم السابع استراح وتنفّس))

 

فترى كيف نقول فى الوصف التفصيلى لصفة راحة الرب فى سفر الخروج حين بصف الله أنه استراح و تـنـفــــــــــــس كما يستريح الإنسان بعد العمل الشاق ( و ياخد نفسه)


ولا ننسى أيضا ً ماهو مكتوب في العهد الجديد :

(لان الذي دخل راحته استراح هو ايضا من اعماله كما الله من اعماله) عبرانيين 10:4


و أخيراً نذكر ما قاله علماء النصارى انفسهم نقلاً عن التفسير التطبيقى 1/9

[نحن نعيش فى عالم مشحون بالحركة ومع ذلك فقد بين الله لنا أن الراحة مفيدة وليست خطأ. إن كان الله نفسه قد أستراح من عمله فلا عجب أن نكون نحن أيضا فى حاجة إلى الراحة]

 

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد salla.gif

 

أدم عرياناً قبل الخطيئة!

 

نقرأ فى سفر التكوين 17:2 {وأوصى الرّبُّ الإلهُ آدمَ قالَ: مِنْ جميعِ شجرِ الجنَّةِ تأكُلُ، *وأمَّا شجرَةُ معرِفَةِ الخيرِ والشَّرِّ فلا تأكُل مِنها. فيومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ}
فوفقاً لهذا النص يتبين:
فى سفر التكوين 25:2 {وكانَ آدمُ واَمرأتُه كِلاهُما عُريانَينِ، وهُما لا يَخجلانِ}

 بينما نقرأ فيما بعد فى( تك7:3 ) أن أدم حين أكل من الشجرة تفتحت عينيه هو و زوجه فوجدا أنفسهما فى هذه الحالة من العرى التى تنافى الحياء و تعارض الفطرة التى فطر الله الناس عليها {فاَنْفَتَحت أعيُنُهما فعَرفا أنَّهُما عُريانَانِ، فخاطا مِنْ وَرَقِ التِّينِ وصَنَعا لهُما مآزِرَ.}


السؤال الأن هل معرفة أدم لحقيقة ما هو عليه من العرى المخزى عقوبة أم تبصرة محمودة؟
فالكتاب اللامقدس يقول أن أدم و حواء كانا فى من العرى يحيان و منه لا يخجلان و للحياء معنىً لا يعرفان ، فلما أكلا من الشجرة استبصرا.و بحثا عن ستر لهما..!!
فأين هذا من القران الكريم الذى اكد ان الإنسان جُبل على الخلق الجميل و على رأسه الحياء الذى كُرم به ، فأخبرنا ربنا بأن ادم و زوجه كانا مستورين بلباس قبل المعصية و كانت النتيجة المعصية نزع هذا الباس عنهما start-icon.gif يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ end-icon.gif

 

خطأ فى الترجمة



كلمة آدم ذكرت فى هذا الأصحاح 14 مرة فى نسخة الشرق الأوسط وكتاب الحياة وكلها موجودة فى نسخة الملك جيمس المعترف بها عالميا بكلمة man أى الرجل.

كلنا نعرف أن الرجل هنا كان يقصد بها آدم ولكن السؤال هو:
أين هى كلمة الله فيهم أهى الرجل أم آدم ؟ أم كان الروح القدس متلخبط؟
أم كان الروح القدس العربى غير الروح القدس الأجنبى؟
و أخيرا
أين ضمير المترجمين لكلام الله عندما يجدوا كلمة man فتترجم آدم؟!

 

تنـــــــــــــــــــاقض

 

يقول تكوين 2: 18 «ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره».

 

 وهذا يتناقض مع

وصية الرسول بولس في 1كورنثوس 7: 27 والتي تقول: ((أنت منفصلٌ عن امرأة فلا تطلب امرأة))

 

نحن نعلم علم اليقين أن الدين النصرانى وإن لم يحرم الزواج فإنه  يعتبره مكروها و دون المرتبة الاسمى و الافضل لذا يقدسون الرهبنة و المتبرهبنين
1
كو1:7) فحسن للرجل أن لا يمس امرأة).
1
كو 8:7 (ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا.)
1
كو27:7 (أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال.أنت منفصل عن امرأة ! فلا تطلب امرأة. ) سبحان الله حتى أنه توجد علامة تعجب فى كتابكم بعد "أنت منفصل عن امرأة


1
كو38:7 ( إذا من زوج فحسن يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن)




الاصحاح الثالث

 

أيهما أصدق الله أم الشيطان

 

 

جاء فى تكوين3:3 {وأمَّا ثَمَرُ الشَّجرَةِ التي في وسَطِ الجنَّةِ فقالَ اللهُ: لا تأكُلا مِنهُ ولا تَمَسَّاهُ لئلاّ تَموتا». 4فقالتِ الحَيَّةُ لِلمَرأةِ: «لن تموتا، 5ولَكِنَّ اللهَ يعرِفُ أنكُما يومَ تأكُلانِ مِنْ ثَمَرِ تِلكَ الشَّجرَةِ تنفَتِحُ أعينُكُما وتَصيرانِ مِثلَ اللهِ تعرفانِ الخيرَ والشَّرَّ}

فهذا النص يمثل إشكالاً جوهرياً إذ يظهر منه ان الحية اصدق من الرب ، و إذا كان الرب قد توعد أدم و حواء بالموت إن اكلا من شجرة معرفة الخير و الشر ، فلما اغرتهما الحية اكدت لهما انهما لن يموتا بل سيصيران عالمين بالخير و الشر، و يبدو أن هذا هو ما كان بالفعل لسبب بسيط

أن أدم عاش بعد هذه الواقعة اكثر من تسعمائة عام و لم يمت إلا بعد هذه الفترة ، بينما خبر الوعيد فى سفر التكوين 17:2 نصه كالأتى: {وأمَّا شجرَةُ معرِفَةِ الخيرِ والشَّرِّ فلا تأكُل مِنها. فيومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ} فجعل الموت مقرراً على ادم يــــــوم يـأكل من الشجرة و ليس بعدها
و بمراجعة أجوبة النصارى مجدها على رأيين:
الاول: أن المقصود ههنا هو أن تدب أسباب الموت فى أدم لا أن يموت فى الحال ، فهو بأكلة من الشجرة فقد الخلد و صار معرضاً للموت،
و جواب هذا أنه مخالفة لصريح النص و صرف له عن ظاهره بلا صارف ، فالعبارة فاصلة فى ايقاع الموت يوم ارتكاب المعصية (فيومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ)
كما أن ادم لم يكن له الخلد اساساً حتى يؤخذ منه بل فإن الرب ما أخرج أدم من الجنة إلا (خشية) من أن ياكل من شجرة الخلد بعدما صار عارفاً بالخير و الشر { وقالَ الرّبُّ الإلهُ: «صارَ آدمُ كواحدٍ مِنَّا يعرِفُ الخيرَ والشَّرَ. والآنَ لعلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ إلى شجرةِ الحياةِ أيضًا فيأخذَ مِنها ويأكُلَ، فيحيا إلى الأبدِ». } تكوين22:3
كما ان كل مخلوقات الله تموت من الإنس و الجن و النبات و الحيوان بل و حتى اهل السماء سيموتون يوم ينفخ فى الصور ، فهل هؤلاء ايضاً يموتون عقوبة على ذنب؟؟ الجواب اليقينى لا و إنما لأن الله قد كتب الموت و الفناء على كل من سواه {الذى له وحده عدم الموت}1تيموس، و سنستفيض فى نقد ذلك النص وفق عقيدة النصارى فى موضعه

الثانى: أن الموت هنا هو الإنفصال عن الله فأدم بخطيئته قد انفصل عن الله.
و جواب ذلك أن هذا التفسير معلول لان ادم قد تاب و ندم و الله تواب رحيم فلا يتصور أن يكون الموت الذى هو سنة الله فى كل خلقه عقوبة لخطئه الذى ندم عليه و أناب!!
كما أنه من الظلم البين أن يكتب على البشرية الموت بسبب خطيئة أدم!!
زد على هذا أن النصارى يزعمون أن يسوع قد صلب فداءً للناس عن خطيئة أدم كى يتم الصلح بين الله و الناس عن طريق صيرورة المسيح (لعنة على الصليب) كما يزعم المجدف بولس، فلو صدق هذا لكان الواجب أن يكون كل نصرانى بتنصره و تعمده فى براءة من خطيئة أدم و فى صلح مع الله ، فلماذا إذاً يموت النصارى و يعذبون بذنوبهم حتى يومنا هذا إن كانوا صادقين؟؟

-
 كما اننا نقرأ فى قصة المراة الزانية التى أراد اليهود أن يرجموها أن المسيح قد تحايل على حكم التوراة ليعطل حكم الله و قال (مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ) ، و هذا ليس موضع نقاشها إلا أن الشاهد منها أن يسوع غفر لها رغم أنها لم تبدى ايماناً به ولا توبة عن زناها فقال { وأنا لا أحكُمُ علَيكِ. إذهَبـي ولا تُخطِئي بَعدَ الآنَ} يوحنا11:8 ،
كما نجده يوزع المغفرة على الناس فقال للمرأة التى غسلت قدميه بالطيب {مغفورة لك خطاياك} لوقا 48:7 ، حتى ان الحاضرين تعجبوا من هذا الذى يوزع المغفرة بسهولة مقابل تدليك قدميه فقالوا {من هذا الذى يغفر خطايا أيضاً؟} يوحنا 49:7
فهل كانت خطيئة أدم المؤمن التائب أشد من خطيئة الزانية التى لا نعرف لها حال؟؟!!



من صفات الرب المضحكة!


نقرا فى تكوين 8:3 ((وسَمِعَ آدمُ واَمرأتُه صوتَ الرّبِّ الإلهِ وهوَ يتمشَّى في الجنَّةِ عِندَ المساءِ، فاَختبأَا مِنْ وَجهِ الرّبِّ الإِلهِ بَينَ شجرِ الجنَّةِ. 9فنادَى الرّبُّ الإلهُ آدمَ وقالَ لَه: «أينَ أنتَ؟»10فأجابَ: سَمِعتُ صوتَكَ في الجنَّةِ، فَخفتُ ولأنِّي عُريانٌ اَختَبأتُ». 11فقالَ الرّبُّ الإلهُ: «مَنْ عَرَّفَكَ أنَّكَ عُريانٌ؟ هل أكلتَ مِنَ الشَّجرَةِ التي أوصَيتُكَ أنْ لا تأكُلَ مِنها؟» 12فقالَ آدمُ: «المرأةُ التي أعطَيتني لِتَكونَ مَعي هيَ أعطتني مِنَ الشَّجرَةِ فأكَلْتُ». 13فقالَ الرّبُّ الإلهُ لِلمرأةِ: «لِماذا فَعَلتِ هذا؟» فأجابَتِ المَرأةُ: الحَيَّةُ أغوتْني فأكلْتُ))

الــــــــــرب يتمشى

 

إذ وصف النص الشابق الرب بأنه كان (يتمشى) فى الجنة ، فتعالى الله علواً كبيراً ، أى جنة هذه التى يتمشى فيها رب العالمين الذى لا تسع ذاته السماوات و الأرض ليس كمثله شىء و هو القاهر فوق عباده؟؟
و يجب اولا ان نعرف ما هو القانون الذى نمشى به , نحن نمشى بقانون الفعل و رد الفعل , و نحن حين نمشى فاننا ننشىء فعل او طاقه نصرب بها الارض و ترتد الينا تلك الطاقه او القوة فى شكل رد فعل او قوة تحركنا , و عندما تصدر مشيتنا صوتا فهذا يدل على ان الطاقه التى انشاناها اكبر من القوة الازمة لحركتنا و هذا نوع من العبث غالبا يغعله الاطفال , فهل يقبل هذا على الله , كيف يفكر النصارى ان الله يفعل امرا هم يعيبون على من يفعله , طبعا من الممكن ان يرد على هذا الكلام بشكل اخر الا اننى احببت ان استخدم اسلوب يناسب عنوان المقال , كما ان سفر التكوين يحتوى على كثير من الكلام الذى لا يليق بذات الله 

الـــــــــــــرب جاهل

 

 إذ يفيد النص ذاته أن كان  سأل عن أدم قائلا: (أين أنت؟) فهو لا يعلم أين أدم لأنه إختبأ!!
 - يجيب أدم: (سمعت صوتك فى الجنة فاختفيت) لعله سمع قريع نعلى الرب أو صوت خطواته اثناء السيرفاختبأ منه كى لا يراه عرياناً كما يختبىء الإنسان من الإنسان!!-ا الـــــــــــرب مخادع

إذ نقرأ فى  النص أن الرب سأل أدم: (من عرفك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة؟) فقد   فوجىء الرب هنا  بأن أدم خرج من غيبويته و من حالة الجهل و انتكاسة الفطرة فأبصر عريه فتستر، فقال أدم لربه أنه اختبأ لأنه كان عرياناً ، فما كان من الرب إلا أن سأله: "من أين عرفت أنك عريان" فكما هو واضح أن الرب كان يريد أن يخدع أدم و يستخف بعقله فيحييه فى الجنة عرياناً مهاناً و يوهمه أنه فى النعيم ، و لكن فشلت الخطة عندما استبصر أدم بأكله من شجرة (المعـــــــــرفة)


ولا يزال  الرب فى حالة الذهول و الإستفسار فيسأل أدم: ( هل أكلت من الشجرة؟)

 فيجيبه أدم : (المراة التى أعطيتنى لتكون معى هى سبب المصايب) و هذا هو موقف الكتاب المقدس من المراة، فهى سبب المعصية، سبب الضلال و الغواية، هى المسئولة عن خروج الإنسان من الجنة،
يقول بولس ((بل لست أذن للمراة ان تُعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت لأن أدم جعل أولاً لم يغو لكن المراو أغويت)) اتيكوثاوس 9:2

يقول يوحنا ذهبى الفم: (( من العدل أن تكون المراة خاضعة للرجل ، لأن المساواة فى الكرامة يجلب الصراع، و هى ليست خاضعه له لهذا السبب فقط، و لكن أيضاً لسبب الخيانة التى حدثت فى بداية العالم....عندما أساءت استخدام السلطة المخولة لها و مع أنها خُلقت كمعين اكتشف أنها خائنة و قد دمرت كل شىء))

ترى هل من أجل هذا ابتدع النصارى الرهبانية كى يتحرروا من نجاسة المراة الخاطئة؟

و هل من أجل هذا ناقش مجمع ماكون فى القرن السادس هل المرأة كائن به روح ام لا؟

و هل من اجل هذا نقرأ فى الموسوعة الكتابية:  ((السبب فى خلق حواء من ضلع أدم كان مصاغاً هكذا: {قال الله: لن أخلقها من الرأس كى لا ترتفع رأسها فى الكبرياء، و لن أخلقها من الفم كى لا تكون ثرثارة، و لن أخلقها من القلب حتى لا تكون غيورة أكثر من اللازم، و لن أخلقها من اليد كى لا تكون متطلعة أكثر من اللازم إلى الحصول على الأشياء، و لن أخلقها من القدم كى لا تكون كثيرة التجوال هنا و هناك، اكن خلقنها من الضلع كى تكون متواضعة})

و تقول الموسوعة: ((خُلقت المرأة لخدمة الرجل ، فقد خلقت من أحد الأضلاع للرجل الأو (أدم) ....و أن الزوجة فى مرتبة أدنى من الزوج الذى يسيطر عليها ))

 كما قال الرب : {«أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ، وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. إلى زَوجكِ يكونُ اَشتياقُكِ، وهوَ علَيكِ يسودُ} تكوين16:3

و تقول الموسوعة: ((كان من الأقوال فى كتاب الصلوات: " بوركت يا إلهى يا من لم تخلقنى امرأة))

فهذه نبذة عن عقيدة النصارى فى النساء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

و قد برأ القرأن ام البشر من هذا و اكد أن الغوايى كانت لأدم و زوجه معاً دون إلصاق التهمة بالمراة و ايقاع اللوم عليها بهذه الطريقة المقززة

 

الـــــــــــرب ظالم

نقرأ فى سفر التكوين 3: 5 قول الحية لأدم  " بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر"

و العجيب أن الحية لم تكذب بل صدقت و هذا باعتراف الرب

((ثم قال الرب الاله: هاهو الانسان قد صار كواحد منا يميز بين الخير و الشر)) تك3: 22
أى أنهما لم يكونا عارفين للخير والشرعند الأكل فلم عوقبوا هم وذريتهم بسبب الأكل من الشجرة وهما لا يعرفان أن ما يفعلوه شرا؟!
أهذا عدل أن يؤخذ المرء بما لا يعلم، و أى ظلم فى حرمان الانسان من التمييز بين الصلح و الفساد؟

 

الــــــــــرب جبان

 

تك3 : 22-23
وقال الرب الإله : ((هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد)) فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التى أخذ منها.

وهنا بعد أن أكل آدم وحواء من شجرة الخير والشر أصبحا عالمين الخير من الشر وكان هذا لا يريده الرب الإله فخاف أن يأكلا أيضا من شجرة الحياة فيصبحان مثله ويحيوا إلى الأبد فطردهما من الجنة.

 

عقوبات مضحكة

عقاب حواء :

حسب الكتاب المقدس فإن حواء أكلت من الشجرة المحرمة وخضعت لإغواء الحية، فغضب الله عليها وقال : (( بالوجع تلدي أولاداً. وإلي رجلك يكون اشتياقك. وهو يسود عليك )) تكوين 3 : 16

هذا النص يجعل عقاب الله لحواء ثلاثة أصناف : الولادة بالوجع واشتياقها للرجل وسيادة الرجل عليها .

والسؤال هو : هل الولادة عقاب ؟ وهل ألم الولادة عقاب ؟ إن جميع إناث الحيوانات تلد وتتألم أثناء الولادة. فهل ولادة البقرة مثلاً عقاب لها أم من وظائفها الطبيعية ؟

والسؤال الثاني : هل اشتياق المرأة للرجل عقاب لها ؟! كيف ؟ والرجل يشتاق للمرأة ، فهل هذا عقاب له أيضاً ؟! إن الاشتياق فطرة فطر الله عليها الناس حتى تتكون الأسرة ويحصل الود والحب ويحفظ النسل، وليس عقاباً كما يقول كاتب سفر التكوين ..... ان هذا النص ليس له أدنى نصيب من المعقولية أو المقبولية .....

ومن جهة أخرى نسأل عباد المسيح ألستم تقولون أن الله صالحنا بموت المسيح على الصليب فلماذا ما زالت المرأة تلد بالاوجاع - لدرجة ان البعض منهن يستخدمن المخدر من شدة الألم - ولماذا عقاب الاشتياق ما زال موجوداً منها ومن الرجل ولماذا ما زال عقاب الرب للحية بأن تمشي على بطنها مستمراً ( تكوين 3 : 14 ) ؟؟! فأين هو عدل الله بحسب ايمانكم ؟؟ ونلاحظ ايضاً ان الله أعطى عقوبة لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزاً " " ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها " (تك 3: 19،17) فإذا كانت قصة الخلاص المسيحية هي حقيقة فلماذا ما تزال هذه العقوبات قائمة ؟! أم انها باقية للذكرى كما قال البابا شنودة في احدى كتاباته ؟!!! وهل من عدل الله بعد ان خلصنا المسيح وصالحنا ان يبقي هذه العقوبات ؟

عقاب الحية :

حسب زعم الكتاب المقدس ، فإن الرب غضب على الحية لأنها أغوت آدم وحواء فأكلا من الشجرة المحرمة . ولذلك عاقب الله الحية (( فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ : لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ )) تكوين 3 : 14

أولاً : 

 

من المعروف أن الذي أغوى آدم هو ابليس ، وليست الحية. فكيف تكون للحية القدرة على الاغواء وكيف تستطيع ان تغوي إنسان ؟! فمن غير المعقول أن تكون خرافة الحية هي سبب الاغواء كما يقول سفر التكوين . ومن أجل أن يخرج المسيحيون من هذا المأزق قالوا أن المقصود بالحية هو الشيطان ولاشك بأن هذا التعليل باطل لأن النص يصور حال الحية على هذه الأرض ، بعد أن عوقبت بالسعي على البطن ، وانها ملعونة من بين جميع البهائم والحيوانات ثم ان الشيطان لا يسعى على بطنه . . ولأن النص في [تك 1 : 25] يقول (( فَخَلَقَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ، وَالْبَهَائِمَ وَالزَّوَاحِفَ، كُلاً حَسَبَ نَوْعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. )) وفي [تك 3 : 1-6] يقول (( وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ ))

إذن فبحسب النصوص السابقة فإن حقيقة العدو الأول الذي تولى اغواء حواء ليس إبليس الشيطان بل هي الحيه التي عملها الله ضمن باقي حيوانات البرية !!!!!

ثانياً :

 

معنى قول الرب للحية : (( على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك )) تكوين 3 : 14 هو ان الحية لم تكن تسعى على بطنها قبل العقاب ، وأن زحفها على بطنها طرأ بعد العقاب . إذاً كيف كانت تسير الحية قبل العقاب إن لم تكن تسير زاحفة ؟! ومن قال إن سعيها على بطنها عقاب لها ؟ هناك الآف الأنواع من الزواحف التي تسير على بطنها، فهل هذا عقاب لها ؟!! عقاب على ماذا ؟! ثم ان هناك حيات تعيش في البحر وتسبح في جوف الماء ولا تسعى على بطنها ولا تأكل التراب .

ثم ان قول الكاتب بأن الله لعن الحية هو قول غير مقبول لأنها لو كانت فعلا ملعونة لما اختارها الله لتكون عصا موسى ومعجزته، ولكان الله سبحانه قد اختار حيواناً آخر غيرها .

ونريد أن نعرف ما هو الدافع من إنزال العقاب بحيوان غير عاقل وغير مكلف ؟!

وكيف يكون الحيوان غير مسئول عن عمله أدبياً ثم يعاقب على ما يقترفه من ضرر ؟
و هل تتوارث الحيات الخطيئة عن الحية الاولى كما يتوارثها الإنسان عن ادم؟

و كيف يكون الخلاص حينئذ هل يقوم الرب بالتجسد فى جسد حية تُدهس ليفدى الحيات ام لا؟؟ الا يقول الكتاب المقدس ان الله أحب العالم؟ فلماذا لا يساعد الحيات على الخلاص اليست جزءاً من العالم ؟؟

 

ناهيك عن الخطأ العلمى الجسيم فة هذا النص إذ لا يصح أبداً أن الحيات تأكل التراب!!!

ويقول الكاتب والكلام عن الحية : (( َأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ))

ولا شك أن هذا الكلام باطل لأن العداوة التي بين الحية والبشر ليست على العموم . فهناك من يتعامل معها من القدم على اعتبارها مورداً للرزق باستخدام جلدها في المصنوعات الجلدية عالية الجودة . واستخدام لحمها في إعداد الاطباق الشعبية في بعض البلدان كالفلبين والصين . . وهناك من يتعامل معها باستخدام سمها في معالجة بعض الأمراض . . .

ويقول الكاتب : (( هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ )) ولا شك أن ضرر الحية لا يقتصر على لدغ قدم الانسان بل ان البعض منها يقذف بالسم على بعد أمتار وهناك أنواع منها تقوم بخنق فريستها ثم بلعها . ... وهكذا يكشف لنا الكتاب المقدس عن جهل كاتبه والله المستعان . . .

 

 

رد على كتاب شبهات وهمية

 

نقرأ فى تكوين 3: 16 في عقوبة حواء: إلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك , ولكننا نجد دبورة قاضيةً لبني إسرائيل، وقال لها باراق بخصوص محاربة الملك يابين: إنْ ذهبتِ معي أذهب ( قضاة 4: 4 و5 و14), فكان باراق خاضعاً لدبورة

 

فأجاب القس منيس عبدالنور بجواب هزيل فقال: (1) ان دبورة لم تكن زوجة لباراق، ولابد أن دبورة كانت تخضع لزوجها كما تعلّمها الشريعة التي كانت تقضي بها للشعب, فليس في تصرفها حينئذ تناقض مع نص التكوين
(2)
ولابد أن حالة الرجال كانت مستقرة مطمئنة روحياً واجتماعياً حتى التفَّ الشعب كله حول دبورة لمحاربة سيسرا العدو المغتصِب, كما أن قيادتها للشعب جعلت الملك يابين وقائد جيشه سيسرا يستهينان بقيادة بني إسرائيل، مما ساعد على إيقاع الهزيمة بهما,
(3)
تكوين 3: 16 كان عقاباً لحواء على سقوطها, لكن في حالة فدائها يرتفع عنها الحكم القاسي، ويكون قانون الحياة الزوجية خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أفسس 5: 21)

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
كما نرى فعبدالنور لم يجب عن الإشكال بتاتاً و إنما اخذ يسبح بحمد دبورة و بمدح فيها ليملأ فراغ الجواب!!
(أ)اما قوله أن دبورة لم تكن زوجة لباراق الذى قال لها(إن ذهبت أذهب معك) فلن يغير من الحقيقة شيئاً ، فدبورة كانت لها السيادة على بنى إسرائيل و كانت كما يقول سفر القضاة قاضية عليهم، فخضعوا لها جميعاً بما فيهم باراق قائد الجيش ، فمن باب الاولى شمل الخضوع و الطاعة زوجها المواطن الإسرائيلى النكرة فيدوت ، و إلا فماذا لو حدث نزاع بينه و بين احد الأشخاص هل كانت ستقضى دبورة لزوجها أو ترضى بحكمه و هو الخصم الماثل بين يديها؟ و ماذا لو أمرها زوجها فيدوت هذا الذى يزعم القس أن دبورة كانت خاضعة له كما تقول الشريعة فماذا لو أمرها أن تجلس فى البيت ترعى شئون العيال و الطبيخ و غيره....ترى اكانت ستخضع وقتها و تستجيب ام كانت فسمتحوه من الوجود؟!

 

(ب)اما حديثه عن حالة بنى إسرائيل و وصفه إياها بالمستقرة فلا أعلم ما محلها من الإعتراض هنا فلن نلقى لها بالاً

 

)اخيراً تكلم القس عن الحكم (القاسى) الذى قرر الرب بمقتضاه إخضاع المراة لزوجها و تبعيتها له، فزعم أن هذا الحكم كان عقوبة تُنسخ عنها فى حال فدائها مستشهداً بقول بولس (خاضعين بعضكم لبعض فى خوف الله)افسس21:5، و هذا النص ليس فى خصوص الأزواج و إنما فى خصوص عموم الناس مع بعضهم ن و قد نبه بوليس نفسه ان الزوجه لا تدخل فيه حين قال فى النص التالى مباشرة (أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب، لان الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة..)أفسس22:5
كما أننا لا نعلم ايضاً ما علاقة رفع العقوبة عن المراة بموجب الفداء بتسلط دبورة و ملكها على اليهود، فهل تم فدائها بأثر رجعى ام ماذا؟؟
و كما قلنا من قبل إن كانت عقوبة خضوع الزوجة لزوجها عقوبة قاسية رُفعت بفداء يسوع فلماذا لم ترفع بقية العقوبات القاسية كعقوبة الحمل و الولادة مثلاً؟

 

 

الاصحاح الرابع

 

 

تنــــــــاقضات

 

مشرد أم مستقر؟

 

نقرأ فى تكوين 4: 12عن قايين
"
متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها, تائها وهاربا تكون فى الأرض"


و هذا يتعارض مع

 

تكوين 4:17  " و عرف قايين أمرأته فحبلت وولدت حنوك وكان يبنى مدينة فدعا أسم المدينة كاسم ابنه حنوك"

كيف يصبح قايين بعد قتل أخيه هاربا وتائها و جائت فى نسخة الملك جيمس vagabond أى متشردا
ثم يتزوج وينجب بل ويبنى مدينة ويسميها بأسم أبنه فأى شرف أكثر من هذا؟!

 

هابيل أم يابال ؟


يقول كاتب سفر التكوين 4 : 2 : ( وكان هابيل راعياً للغنم ) إلا اننا نجد في تكوين 4 : 20 ان يابال وهو الحفيد السابع لهابيل كان أول راع للمواشي

فيقول النص حسب ترجمة كتاب الحياة (ولدت عادة كلاً من يابال أول رعاة المواشي وساكني الخيام )

وفي ترجمة الفانديك : ( فولدت عادة يابال. الذي كان أباً لساكني الخيام ورعاة المواشي ) . تناقض واضح بين النصين



معضـــــــــلات

معضلات تاريخية:

 

(1) جاء فى تكوين 4: 14

"إنك قد طردتنى  اليوم عن وجه الأرض ومن وجهك أختفى و أكون تائها هاربا فى الأرض فيكون كل من وجدنى يقتلنى "

 

وهذا خطأ تاريخى فادح إذ لم يكن على وجه الأرض بشرسوى قايين و أبويه أدم و حواء فمن هذا الذة يقتله؟!

 

(2) جاء فى تكوين 4: 17

"وعرف قايين امرأته فحبلت"


من أين جائت هذه المرأة ولا يوجد على الأرض سوى آدم وحواء؟!


(و كان هذا سبب إسلام فتاة من جنوب شرق آسيا فقالت فى قصة إسلامها: ان من أكثر الأشياء التى كانت تحيرنى فى الكتاب المقدس هو امرأة قايين من أين جائت؟؟!)

 

معضلة لغوية



يقول سفر التكوين: (( وولدت له قايين، وقالت: اقتنيت رجلاً من عند الرب )) التكوين 4/1،

فكلمة " قايين" كما في قاموس الكتاب المقدس معناها: " حداد "، فالمناسبة معدومة بين الاقتناء أو الشراء، واسم قايين الذي يعني: حداد

 

 

تحريف فى الترجمة


 يقول تكوين 4: 8 «وكلّم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله». وفي الترجمة السامرية والسبعينية يقول: ((تعال نخرج إلى الحقل))

فهذا دليل صريح على وقوع التحريف اما بالزيادة فى اليوانية و السامرية و اما بالنقصان فى العبرانية، و علماء النصارى بعدما يئسوا من الاعتراف بصحة كل الترجمات للتباين الشديد بينها صاروا يدندنون بأن الأصل المعول عليه هو العبرى و هنا سقطوا فى شرار أعمالهم و سنثبت فى ما سيأتى باذن الله أن النص العبرى به الكثير من الأخطاء و أن النص اليونانى أصح منه و أن كتبة العهد الجديد كانوا يقتبسون منه حرفيا و ان اختلف عن النص العبرى!


 
رد على كتاب شبهات وهمية


قال المعترض: «يقول تكوين 4: 15 «كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقَم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده». وهذا يناقض تكوين 9: 6 والذي يقول «سافك دم الإنسان، بالإنسان يُسفَك دمه))

وللرد نقول: (1) لم تتقرر شريعة القتل كقانون للمجتمع إلا بعد الطوفان (تكوين 9: 5، 6) فلا يمكن سنّ قانون قبل أن توجد جريمة! ولم يعرف قايين أن القتل جريمة إلا بعد أن قتل أخاه، فاستيقظ ضميره وخاف من أن يقتله أحد. ولم يسمح الله بقتل قايين لأنه لم يكن يعرف الشريعة.

(2)
كان قايين يتمنى أن يقبل الله تقدمته، فينال رضى الرب. ولما قتل أخاه غضب الله عليه، ولكنه لم ينْسَ له حُسن نيَّته. ومقاييس الله غير مقاييس البشر، وموازينه أكثر حساسية من موازين بني آدم.

(3)
لا بد أن الله رأى أن موت قايين سيُضاعف حزن آدم وحواء، إذ يُفجَعان في قايين وهابيل معاً! فأخذ الله الأبوين في حسابات رحمته.
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
 قال القس :

[لم تتقرر شريعة القتل كقانون للمجتمع إلا بعد الطوفان (تكوين 9: 5، 6) فلا يمكن سنّ قانون قبل أن توجد جريمةٍ]

 

و هذا خطأ لان جريمة القتل وقعت قبل الطوفان و رتب الرب عليها عقوبة بحق قايين نفسه كما فى النص:
 (( صوتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ. *فَالْآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ! *مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهاً وَهَارِباً تَكُونُ فِي الأَرْضِ)) تك 4: 10-12

 

ثم قال:

[ولم يعرف قايين أن القتل جريمة إلا بعد أن قتل أخاه، فاستيقظ ضميره وخاف من أن يقتله أحد. ولم يسمح الله بقتل قايين لأنه لم يكن يعرف الشريعة]


و هذا أيضاً فاسد لأن الجهل بالجريمة لا يعفى من العقاب ، و إلا لكان أدم احق بالعفو و هو الذى لم تبلغ خطيئته القتل و لم تقع منه عن عمد بل و لم تقع حتى عن علم كما وضحنا انفاً أنه لم يكن يعرف الخير من الشر قبل الاكل من الشجرة لانها هى نفسها "شجرة معرفة الخير و الشر"!!
و مع ذلك فقد عاقبه الرب أشد العقاب بزعمهم و زاد عليه أن ورث ذريته الخطيئة بغير حق!
و على النقيض فمادام الإنسان عالماً بالخير و الشر - كما يقول الرب فى تكوين22:3- فهذا يستوجب أن يكون قايين عالماً بشر فعلته
كما أن قايين تقررت فى حقه عقوبة كما أسلفنا و قد كان يعلم بان القتل جريمة و اذى و إلا لما أقدم عليه فى حق أخيه!
و أيضاً فكون الرب قد سن عقوبة صريحة فى حق من يقتل قايين فإن هذا يفند دعوى القس أن جريمة القتل لم تكن موجودة قبل الطوفان و ان الرب لم يقررعليها عقوبة ، كيف و قد قال جهاراً:

((كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده))تكوين 4: 15

 
ثم قال :

 [كان قايين يتمنى أن يقبل الله تقدمته، فينال رضى الرب. ولما قتل أخاه غضب الله عليه، ولكنه لم ينْسَ له حُسن نيَّته]


و هذه سذاجة شديدة و لو علقت العقوبات على النوايا لكنا نحيا فى شريعة الغاب!
و لا ندرى ما ذنب هابيل ان يُقتل حتى يعتذر القس باكذوبة حسن نية قايين ؟
زد على هذا أن قايين كان فاجراً شريراً من الأساس و هو ما منعه ان يُقبل قربانه فقال له الرب : ((«لِمَاذَا اغْتَظْتَ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟ إن أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ. وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا)) تك6:4
فحقد على اخيه و قتله ظلماً و عدواناً!

 
أخيراً قال القس المبجل:

 [لا بد أن الله رأى أن موت قايين سيُضاعف حزن آدم وحواء، إذ يُفجَعان في قايين وهابيل معاً! فأخذ الله الأبوين في حسابات رحمته]

 

و هذا عذر لا يختلف عن الذى قبله فكلاهما فاسد مردود كما بينا
و هو رد لا يدفع الإشكال على كل حال إذ لو افترضنا جدلاً ان الرب عفا عن قايين و حرم قتله شفقة بأبويه فلماذا رتب عقوبة مضاعفة سبعين ضعفاً على من يقتله؟ لماذا لم يقل ان من يقتل قايين سيقتل فحسب؟


و نذكر مرة أخرى بنقطة الإعتراض التى تاه فيها القس الفاضل على ما يبدو

فسؤالنا عن الإختلاف بين ما قرره الرب من عقاب ينال من يقدم على قتل قايين فقال:
((كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده))

بينما جاء فى شريعة نوح (( سافك دم الإنسان، بالإنسان يُسفك دمه))تك6:9

ففى النص الاول يشرع الرب صراحة عقوبة مضاعفة سبعين ضعفاً على من يقتل قايين مع أنه نفس واحدة بل و أثمة!
بينما فى تك6:9 يشرع الرب قصاص النفس بالنفس بلا مضاعفة ولا تجاوز

 

فلا يعدو الأمر ان يكون إحتمالاً من اثنين:
إما أن الرب نسخ حكمه الاول بالشريعة التى سنها لنوح ، و إما أن النصين متناقضين مما يحيل إعتبارهما من عند الرب تبارك و تعالى ، و أى الرأين أقر النصارى فسيخالفون أصول إعتقادهم التى طالما تهجموا على الإسلام و لله الحمد و المنة

 

الاصحاح الخامس و السادس

قال اللإمام الهمام رحمة الله الهندى فى كتاب إظهار الحق:
إن الزمان من خلق آدم إلى طوفان نوح عليه السلام على وفق (التوراة العبرانية) ألف وستمائة وست وخمسون سنة 1656
وعلى وفق (اليونانية) ألفان ومائتان واثنتان وستون سنة 2262
وعلى وفق(السامرية) ألف وثلثماية وسبع سنين 1307.

وفي تفسير (هنري واسكات)جدول كتب فيه في مقابلة كل شخص غير نوح عليه السلام من سنين عمر هذا الشخص سنة تولد له فيها الولد، وكتب في مقابلة اسم نوح عليه السلام من سني عمره زمان الطوفان والجدول المذكور هذا :

اليونانية

السامرية

العبرانية

الأسماء

230

130

130

آدم عليه السلام

205

105

105

شيث عليه السلام

190

90

90

آنوش

170

70

70

قينان

165

65

65

مهلئيل

262

62

162

يارد

165

65

65

أخنوخ

187

67

187

متوشالح

188

53

182

لامك

600

600

600

نوح عليه السلام

2262

1307

1656

المجموع

 

فبين النسخ المذكورة في بيان المدة المسطورة فرق كثير، واختلاف فاحش لا يمكن التطبيق بينها ولمّا كان نوح عليه السلام في زمن الطوفان ابن 600 سنة على وفق النسخ الثلاث، وعاش أدم عليه السلام تسعمائة وثلاثين سنة
فيلزم على وفق النسخة السامرية أن يكون نوح عليه السلام حين مات آدم عليه السلام ابن مائتين وثلاث وعشرين سنة!!!
.
وهذا باطل باتفاق المؤرخين، وتكذبه النسختان العبرانية واليونانية إذ ولادته على وفق الأولى بعد موت آدم عليه السلام بمائة وست وعشرين سنة، وعلى وفق الثانية بعد موته بسبعمائة واثنتين وثلاثين سنة 732، ولأجل الاختلاف الفاحش لما يعتمد يوسيفس اليهودي المؤرخ المشهور المعتبر عند المسيحيين على نسخة من النسخ المذكورة واختار أن المدة المذكورة ألفان ومائتان وست وخمسون سنة.

 

رد على كتاب شبهات وهمية

 

قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض : ورد في سفر التكوين 6: 3 فقال الرب: لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد, لزيغانه هو بشر، وتكون أيامه 120 سنة , وهذا خطأ، لأن أعمار الذين كانوا في سالف الزمان طويلة جداً, عاش نوح إلى 950 سنة، وعاش سام إلى 600 سنة، وعاش أرفكشاد 338 سنة، وهكذا ,

وللرد نقول بنعمة الله : لما كان الله عازماً على إهلاك الإنسان بالطوفان لشرّه، لم يشأ أن يهلكه حالًا، بل تأنّى عليه، وحدَّد مدة ذلك التأني 120 سنة, فلم يقصد أن عمر الإنسان سيكون 120 سنة، بل أن الطوفان لا يأتي لهلاك البشر إلا بعد 120 سنة، وبعد ذلك ينجو التائب من الهلاك وتهلك كل نفس عاصية,

فإذا اعترض أنه ذُكر في تك 5: 32 أن نوحاً كان ابن 500 سنة، ثم جاء الطوفان وعمره 600 سنة، فيكون الفرق هو 100 لا 120 سنة فنجيب: لا ريب أن قول الرب عن الإنسان: وتكون أيامه 120 سنة كان قبل أن يبلغ عمر نوح 500 سنة, وإن كان قيل في 5: 32 وكان نوح ابن 500 سنة قبل أن يقول الرب عن الإنسان وتكون أيامه 120 سنة إلا أننا نجزم أن القول الثاني قيل قبل الأول لأن تك 5 خُصِّص كله للمواليد، وكانت الضرورة تحتم أن يُختَم بذِكر نوح وأولاده, إلا أن ما قيل من عددد 1_5 كان قبل أن يبلغ نوح السنة ال 500 من ميلاده، لأن الكلام من 6: 1 _ 7: 9 تاريخ لمائة وعشرين سنة, وكل ما قيل في 5: 32 من أن عمر نوح كان 500 سنة حين ابتدأ أن يلد بنيه، من المحتمل جداً أن الإنذار بالطوفان حصل قبله,

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
أما قول القس عبد النور بأن النص لا يُقصد به أن عمر الإنسان سيكون 120 عاماً ، وأن المقصود هو أن الطوفان سياتى بعد 120 عاماً فهو كالعادة قول لا دليل عليه بل و يعارض صريح النقل الذى ينسب إلى الله تعالى قوله " لا يدين روحى فى الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر " فكما نرى الكلام موجه للانسان عامةً لا لقوم نوح أو معاصريه وحدهم.

و مع ذلك فقد سقط القس عبد النور فى الإشكال و هو يجيب على الأعتراض الآخر ذلك لأن الطوفان جاء بعد أن قرر الرب معاقبة الإنسان ب100 سنة فقط و ليس 120سنة كما زعم إذ جاء فى تكوين 32:5 (( و كان نوح ابن خمس مئة سنة. و ولد نوح ساماً و حاماً و يافث ))
ثم جاء بعد ذلك فى الاصحاح السادس 1 - 3 (( و حدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض , و ولد لهم بنات , أن أبناء الله رأو بنات الناس أنهن حسنات ,فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا , فقال الرب: لا يدين روحى فى الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر, و تكون أيامه مئة و عشرين سنة )),
ثم جاء بعد ذلك فى الاصحاح السابع العدد6 (( وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ \بْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ )) و لا أعلم من أين للقس باليقين من أن الله قرر إهلاك الناس قبل أن يبلغ نوح 500 سنة مع أنه يخالف بذلك صريح السياق ولا يكتفى بهذه المخالفة بل و يجزم بصحة قوله هو!!

وحاول البرهنة على ذلك بحجه أن الإصحاح الخامس من سفر التكوين خُصص كله للمواليد لذا ذكر نوح و أبناءه فى أخره قبل أن يُذكر النص الذى يتحدث عن إهلاك الناس فى الصحاح التالى, و هذا التبرير السخيف لا يخفى ما فيه من التكلف المؤدى لتلبيس اللأحداث و و تحريف تسلسلها !!

,
عموماً الرد على القس عبد النور سيكون بنفس منطقه لأن الاصحاح السادس - الذى لم يخصص للمواليد- ذكر أيضاً أن انجاب نوح لأبناءه سبق قرار الله أن باهلاك الناس و إليك النص (( و ولد نوح ثلاثة بنين: ساماً و حاماً و يافث, و فسدت الأرض أمام الله و امتلأت الأرض ظلماً و رأى الله الأرض فإذا هى قد فسدت , لإذ كان كل البشر قد أفسد طريقه على الأرض , فقال الله لنوح: نهاية كل البشر قد أتت أمامى , لأن الأرض امتلأت ظلماً منهم, فها أنا مهلكهم مع الأرض , اصنع انفسك فلكاً من خشب جفر...... و لكن أقيم عهدى معك فتدخل الفلك أنت و بنوك و امرأتك و نساء بنيك معك )) تكوين 10:6-

 

 

 

 

 

 

 

رد على كتاب شبهات وهمية

 

قال القس منيس عبدالنور:
قال المعترض:ورد في تكوين 6: 6 و7 فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، وتأسف في قلبه, فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء، لأني حزنت أني عملتهم , وورد في مزمور 106: 44 و45 : ((فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم، وذكر لهم عهده، وندم حسب كثرة رحمته , وورد في 1صموئيل 15: 11 : ((ندمت على أني جعلت شاول ملكاً لأنه رجع من ورائي ولم يُقم كلامي)) , وفي آية 35 أن الرب ندم, فهل يندم الله؟! علماً بأن هذا يناقض ما جاء في سفر العدد 23: 19 ليس الله ,, ابن إنسان فيندم ,

وللرد نقول بنعمة الله : كتاب الله ناطق من أوله إلى آخره أن الله منزّه عن الندم والحزن والأسف وغيرها, ورد في عدد 23: 19 ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم, هل يقول ولا يفعل، أو يتكلم ولا يفي؟ وفي 1 صموئيل 15: 29 : نصيح إسرائيل لا يكذب ولا يندم، لأنه ليس إنساناً ليندم , وفي يعقوب 1: 17 : كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران , وفي إشعياء 46: 9 و10 : لأني أنا الله وليس آخر، الإله وليس مثلي, مخبرٌ منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يُفعَل, قائلًا: رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي , وفي ملاخي 3: 6 : لأني أنا الرب، لا أتغيّر

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
كما هو واضح للعيان فإن القس المحترم يشعر بالخزى مما يحويه كتابه المقدس من نصوص تتطاول على الله تعالى و يحاول تارةً تحريفها و تارةً تبريرها فكلما وجد نصاً ينتقص من الله العظيم سارع إلى نصوص مضادة يستنجد بها , و نحن نذكر ثانيةً بأننا نعلم أن كتابه مكتظ بمثل هذه التناقضات و نعلنها صراحة, كما أنّنا نؤمن بأن كتاب الله من أوله إلى أخره ينزه الله عن كل نقص سبحانه, و لكن أى كتاب يقصد؟ إن كان يقصد التوراة و الإنجيل و القرأن الذين أنزلهم الله تعالى على قلوب أنبياءه فلن نختلف , أما إن كان يقصد كتابه المقدس الحالى فقد اختلفنا لأن ذلك الكتاب فيه حق جميل و فيه أيضاً باطل قبيح و من بطلانه ذلك النص الذى يقول أن الله حزن لأنه صنع الإنسان و تأسف فى قلبه و كذلك نصوص أخرى كقوله "الرب ندم لأنه ملك شاول على إسرائيل" صموئيل الأول 35:15, و أيضاً " فندم الرب على الشر الذى قال إنه يفعله بشعبه " خروج 14:32 , فكيف يزعم عبد النور أن كتابه اللا مقدس ينزه الله و هذه النصوص تصرخ بالانتقاص منه سبحانه؟

!
ثم قال الدكتور الملهم: ندم الله لا يعني تغييره, إن الله لا يتغيَّر، فهو يكره الخطية ويعاقبها, فلو غيَّر إنسان موقفه من الخطية بالتوبة، فهل يبقى الله بدون تغيير في معاقبته للإنسان المخطئ التائب؟ ,, والله يبارك المؤمن المطيع, فلو غيَّر مؤمن موقفه من الله وعصى، فهل يستمرالله يباركه؟ إن الله لا يتغيّر، لكن معاملته للإنسان تتغيَّر بتغيير موقف الإنسان من وصايا الله,
لقد سُرَّ الله بالإنسان لما خلقه، ثم حزن وتأسف وندم لما سلك الإنسان سبيل الشر ويقولون: يا حسرةً على العباد (يس 36: 30) والحسرة هي الندم, فالله في محبته يطيل أناته على العباد والكافرين ليتوبوا، ويرزق الصالحين والطالحين لينتبهوا إليه, فإذا لم يندموا ويتحسروا على خطاياهم يتحسر هو ويندم على سوء أفعالهم

 
و هنا يزعم القس أن ندم الله لا يعنى تغيره , ثم لجأ للف و الدوران بالكلام الإنشائى ليخبرنا أن الله يكره الخطيئة و يعاقب عليها و إن  تاب الإنسان فلما يُعاقب ؟! و هو كما نرى يخلط بين غضب الله تعالى و رحمته من ناحية و بين صفة الندم من ناحية أخرى , فلا شك أن الله تعالى يغضب على العاصى و يعاقبه كما أنه تعالى يتوب على من تاب و يفرح بتوبته و يرحمه و لكن هذه الصفات كلها لا تشتمل على انتقاص من الله تعالى بل هى تعكس عدله و حكمته سبحانه كما أن الإيمان بها له أكبر الأثر على العبد الذى يستحضر مراقبة ربه له و يعلم أن مكانته عند الله و مصيره يتوقفان على ما تقدمه يداه فيخشى عذابه و يرجوا رحمته أما صفة الندم فهى صفة نقص محض إذ الندم نتاج الخطأ أو العجز أو الجهل فلا يوصف به الله سبحانه أبداً لأنه يتنافى مع كماله و حكمته جل و علا
و قد حاول القس بائساً تمرير تجديفات الكتاب المقدس على الله باستشهاد باطل بأيات القرأن العظيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فزعم أن قوله تعالى start-icon.gifيا حسرةً على العبادend-icon.gif تعنى تحسر الله و ندمه (تعالى الله عما يقولون ) ,و قد وضع عبد النور نفسه فى ورطة فالقرأن الكريم لم ينسبب لله تعالى صفة الندم قط, و قوله سبحانه "يا حسرة على العباد" لم يفسرها أحد من سلف الأمة و علماءها بانها ندم الله , و لم تقل الأية " يا حسرتى" أو " يا حسرة الله " بل جاء اللفظ مطلقاً له محامله الصحيحة , و لو توقف الفقراء الخابطين فى أمر اللغة أمثال عبدالنور عن الحديث فيما يجهلون لأراحو و استراحو , فعن ابن عباس قال: ياحسرة على العباد أى يا ويل العباد,و قال قتادة: أى يا حسرة العباد على أنفسهم على ما ضيعت من أمر الله و فرطت فى جنب الله,و عن مجاهد:كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل, و قال الامام ابن كثير : و معنى هذا يا حسرتهم و ندامتهم يوم القيامة إذ عاينوا العذاب كيف كذبوا رسل الله و خالفوا أمره ,و قال ابن جرير مثله و نقل عن بعض أهل العربية قولهم: معنى ذلك يا لها من حسرة على العباد بذنبهم, و جاز أن يكون ذلك من باب الاضافة إلى الفاعل فيكون العباد فاعلين فهو كقول"يا قيام زيد"
,
ويظهر ذلك المعنى بوضوح فى سائر أيات القرأن العظيم كقوله تعالى start-icon.gifكذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النارend-icon.gif و قوله سبحانه start-icon.gif إن الذين كفروا ينفقون أمالهم ليصدوا عن سبيل الله, فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلبون, و الذين كفروا إلى جهنم يحشرونend-icon.gif و يقول تعالى عن القرأن start-icon.gif و انه لحسرة على الكافرينend-icon.gif , و يقول عن يوم القيامة start-icon.gif و أنذرهم يوم الحسرة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمينend-icon.gif و كقوله تعالى start-icon.gif أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله و إن كنت لمن الساخرين , end-icon.gif 
و كذلك فى قوله تعالى start-icon.gif فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ end-icon.gif فالأسف محرك يستعمل فى لغة العرب بمعنى شدة الحزن و بمعنى شدة الغضب و هو المراد فى الأية و الإنتقام مكافأة بالعقوبة فيكون المعنى ( فلما أسخطونا بأعمالهم السيئة عاقبهم الله تعالى)


قال الإمام ابن كثير : ((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: آسَفُونَا أَسْخَطُونَا ، وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْهُ :أَغْضَبُونَا وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ )) و عَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَالَ "كُنْت عِنْد عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْده مَوْت الْفَجْأَة فَقَالَ تَخْفِيف عَلَى الْمُؤْمِن وَحَسْرَة عَلَى الْكَافِر ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ( فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ))، وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَضِيَ اللَّه عَنْهُ "وَجَدْت النِّقْمَة مَعَ الْغَفْلَة يَعْنِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى start-icon.gif فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَend-icon.gif
-  و قد أمر الله تعالى نبيه الكريم (صلى الله عليه و سلم) بعدم التحسر أو التأسف على الكافرين و ما ينتظرهم من مصير و جعل عمدة ذلك العلم و الإيمان بأسماء الله و صفاته , فيطمئن بأنه لن يهلك هالك إلا عن بينة و أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة و لكن الناس أنفسهم يظلمون ,وأنه سبحانه علام الغيوب يضل الفاسقين بحق و يهدى إليه من اناب و هو الحكيم العليم فقال عز و جل start-icon.gifفلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ إن الله عليم بما يصنعونend-icon.gif , و المتأمل فى الأيات الحكيمات من صورة البقرة يدرك أن علم الله و حكمته الأزليين أكبرو أعظم من إدراك المخلوقات فقال تعالى

 start-icon.gifوإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة, قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك, قال إنى أعلم ما لا تعلمونend-icon.gif فالله لا يتحسر و لا يكون شيئاً إلا بعلمه و إذنه تعالى فيجب على من يقدم على تفسير أيات الله أن يعود للقرأن و السنة و قول سلف الأمة لا أن يقول بأهواءه و جهالاته


ثم قال: ندم الرب أو حزن معناه الشفقة والرقة والرحمة عند الرب, فلو أن أباً محباً أدّب ابنه لمخالفته إياه، فلما رأى ما حل به توجع لوجعه وتألم لألمه وتأسف وحزن وندم، مع أن الأب عمل الواجب في تقويم ابنه وتأديبه وخيره، فوضع كل شيء في محله, إنما أسفه وندمه وحزنه كله ناشئ من الشفقة والرحمة, ولا يجوز أن نقول في مثل هذا المقام إن أباه رحمه أو شفق عليه، بل نقول إن أباه ندم، وإن كان المراد بذلك الرحمة والشفقة, فعلى هذا القياس قال النبي إن الله ندم، والمراد به إعلان شفقة الله ورحمته وجوده وكرمه, ولا يمكن أن يؤتى بلفظة غيرها للتعبير عن رحمة الله في هذا المقام، فلا يجوز أن نقول: رحمهم بعد عقابه لهم , بل نقول ندم بعد العقاب والعذاب دلالة على رحمته, والدليل على ذلك أن النبي داود قال: وندم حسب كثرة رحمته


طبعاً قوله بأن الندم يعنى الشفقة هوتحريف مثير للشفقة , و أى شفقة هذه التى يهلك الله بسببها الانسان و الحيوان و كل المخلوقات؟
فهذا الموضع لا ينطبق عليه معانى الشفقة و الرحمة التى يتحدث عنها عبد النور, و ماذا عساه يقول فى النصوص المتواطئة على انتقاص الله تعالى بهذا المعنى و منها للمثال لا الحصر (( إلى الوراء سرت فأمد يدى عليك و أهلكك . مللت من الندامة)) ارمياء 6:15 , فالندامة بكل صورها ينسبها الكتاب اللا مقدس لله العظيم

 ,
ثم قال القس المحترم: كأن المعترض لم يعرف أن استعمال مثل هذه الألفاظ البشرية في جانب الله جائز، ليقرّب لعقولنا الأمور المعنوية، فإن الله لا يخاطبنا بلغة الملائكة بل بلغتنا واصطلاحاتنا لندرك حقائق الأمور, وعلى هذا فهو يقول لنا إن الله ندم، بمعنى أنه غيَّر قضاءه بسبب تغيير الشروط التي سبق ووضعها, ولو أن هذا الندم يختلف عن ندم الإنسان، فالإنسان يندم بسبب عدم معرفته لما سيحدث, وهذا لا ينطبق على الله، الذي ليس عنده ماضٍ ولا مستقبل، بل الكل عنده حاضر,
فعندما نقول إن الله يحب ويكره ويتحسَّر ويندم، لا نقصد أن له حواس مثل حواسنا، وإنما نقصد أنها مواقف لله إزاء ما يفعله البشر,


و هنا يزعم عبد النور أن استعمال مصطلحات مثل الندم )جائز) من قبل الله ليقرب لنا الصورة محاولاً العزف على وتر إثبات بلا تشبيه , و قد سقط بهذا التعدى المريع فهناك صفات لا يجوز إثباتها لله ابتداءً بأى حال من الأحوال بصرف النظر عن كيفها لأنها نقص محض كصفة الندم و التعب و النوم و البكاء و العجز و النسيان و التجسد (و كلها قد نسبها الكتاب المقدس لله تعالى) ,و لا حجة للنصارى فى القول أن الصفات ليست على حقيقتها فنحن نثبت الصفة لله تعالى بلا تشبيه ,و لكن هناك قطعاً قدراً مشتركاً نعقله بقلوبنا و لا يوجد فى الخارج مشتركاً إذ المعنى المشترك لا يوجد إلا فى الأذهان و لا يوجد فى الخارج إلا معيناً مختصاً فنثبت الصفة لله بما يليق بجلاله و نثبت الصفة للمخلوق بما يليق به , و القول بغير ذلك سيدخلنا فى دوامة سوفسطائية عقيمة فهل يجوز أن نقول بأن الله سبحانه و تعالى (يتوجع أو يمرض أو يقضى الحاجة) بحجة أن الصفة ليس على أصلها أو أنها تقريبية؟! (أستغفر الله العظيم)


و أخيراً أخرج القس الدكتور كل ما فى جعبته من جهلٍ مركبٍ بأسماء الله الحسنى و صفاته العلى فى محاولة للدفاع عما حواه كتابه من تطاول على رب العالمين فقال: نسب القرآن لله النسيان والمكر والكيد وغيره, ورد في التوبة 9: 67 : نسوا الله فنسيهم , وورد في السجدة 32: 14 : فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنّا نسيناكم
ونسب القرآن إلى الله المكر، فورد في الرعد 13: 42 : فلله المكر جميعاً , وفي آل عمران 3: 54 : ومكر الله، والله خير الماكرين , قال المفسرون: أقواهم مكر الله وأحذرهم على إيصال الضرر من حيث لا يحتسب , وفي الأعراف 7: 99 : أفأمنوا مكر الله , وفي الأنفال 8: 30 ويمكرون ويمكر الله , وفي النحل 27: 50 : ومكرنا مكراً ,
ونسب القرآن إلى الله الكيد، فورد في الأعراف 7: 183 : إن كيدي متين , قال المفسرون إن أخذي شديد، وإنما سماه كيداً لأن ظاهره إحسان وباطنه خذلان, وفي القلم 68: 45 إن كيدي متين , وفي الطارق 86: 16 : وأكيد كيداً ,
ونسب إليه صفة العجب: بل عجبتُ (الصافات 12) وقوله: إن تعجب فعجبٌ قولهم (الرعد 5), وصفة الرحمة كثيرة الورود في القرآن, وقال علماء المسلمين: كل صفة يستحيل حقيقتها على الله تُفسَّر بلازمها , قال الإمام فخر الدين الرازي: جميع الأعراض النفسانية، أعني الرحمة والفرح والسرور والغضب والحياء والمكر والاستهزاء، لها أوائل ولها غايات, مثاله الغضب، فإن أوله غليان دم القلب، وغايته إرادة إيصال الضرر إلى المغضوب, فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب، بل على غرضه الذي هو إرادة الإضرار, وكذلك الحياء له أول وهو انكسار يحصل في النفس، وله غرض وهو ترك الفعل، فلفظ الحياء في حق الله يُحمَل على ترك الفعل لا على انكسار النفس , وقال الشيخ محيي الدين ابن العربي في الباب الثالث من الفتوحات: جميع ما وصف الحق تعالى به نفسه من خلق وإحياء وإماتة ومنع وإعطاء ومكر واستهزاء وكيد وفرح وغضب ورضا وضحك وتبشيش وقدم ويد ويدين وأيد وعين وأعين، وغير ذلك كله نعت صحيح لربنا، ولكن على حد ما تقبله ذاته وما يليق بجلاله

 ,
و نجيب بإذن الله تعالى على أطروحات عبدالنور بما يلى:
أما زعمه الباطل أن القرأن نسب صفة النسيان لله تعالى و أن ذلك فى قوله سبحانه  start-icon.gifفذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكمend-icon.gif فإن أى إنسان يملك الحد الأدنى من العلم والأمانة العلمية يفهم أن النسيان يأتى فى اللغة بمعنيان معنى ضد التذكر و هو صفة نقص قطعاً , كما يأتى بمعنى الإعراض و الترك و هذا هو المراد فى الأية الكريمة و نزاهة الله الحى القيوم عن صفة النسيان المذموم معلومة لكل مسلم إذ يقول تعالى start-icon.gif لا يضل ربى و لا ينسىend-icon.gif, و نحن معشر المسلمين لا نلجا إلى أساليب النصارى فى لى أعناق النصوص , فحسبنا هنا أن نذكر بعض الأيات التى توضح المعنى بكل نقاء لا يدع مجالاً للشك , يقول تعالى start-icon.gifنسوا الله فنسيهمend-icon.gif فهل يقول أحد بأن الله ضعفت ذاكرته فنسيهم لأنهم نسوه ؟!
إن نسيانهم هنا كان بالإعراض عن الإيمان و هجر إتباع الشريعة فعاقبهم الله بالإعراض عنهم و تركهم فى العذاب يوم القيامة و ذلك كقوله تعالىstart-icon.gif إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم فى الأخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليمend-icon.gif "البقرة"و من أظهر الأيات فى ذلك المعنى قوله تعالى start-icon.gifو من أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيامة أعمى, قال رب لم حشرتنى أعمى و قد كنت بصيراً, قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى, و كذلك نجزى من أسرف و لم يؤمن بأيات ربه, و لعذاب الأخرة أشد و أبقىend-icon.gif  "طه" , فبين الله تعالى أن نسيان العاصى كان بالإعراض عن ذكر ربه سبحانه و عبادته, فعاقبه  فى الدنيا بضنك المعيشة و حشره أعمى يوم القيامة , و حين سأل ربه: لما حشرتنى أعمى و قد كنت مبصراً فى الدنيا؟ أجابه تعالى : بأن ذلك جزاء من أعرض عن ذكره فى الدنيا فإن الله يعرض عنه فى الأخره و يذله و يتركه فى العذاب المهين, و هذا دليل أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية و لا يغفل سبحانه عن خلقه أبداً و يحشر كل إنسان على الحال الذى يستحقه
و الحق أن صفة النسيان بمعناها الذى لا يليق بذات الله قد ذُكرت فقط فى الكتاب المقدس و فى أكثر من موضع ففى صموئيل الأول 3:15 نقرأ ((هكذا يقول الرب إنى قد افتقدت ما عمل العماليق بإسرائيل)) و كلمة افتقدت هذه رغم تحريف الترجمة إلا انها تعنى بوضوح"إنى قد تذكرت"كما هى (marked) فى الترجمة الانجليزية

و جاء أيضاً فى قوس قزح ((و صنعت قوسى فى السماء علامة ميثاق بينى و بين كل الأرض فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض, و يظهر القوس فى السحاب أنى( اذكر) ميثاقى الذى بينى و بينكم)) تكوين 13:9, و ذلك النص فضلاً عما يحويه من جهل و تخريف فهو ينال أيضاً من ذات الله كما نرى
و جاء أيضاً فى سفر الخروج الاصحاح السادس العدد6 يذكر أن الله تذكر عهده مع أنبياءه ((... تذكرت عهدى)) و فى الاصحاح الثانى العدد 24 ((فَسَمِعَ اللهُ أَنِينَهُمْ فَتَذَكَّرَ اللهُ مِيثَاقَهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوب))

-
أما قوله بأن القرأن نسب لله صفة المكر و الكيد ، فيقول الامام العلامة ابن القيم فى الرد على أنصاف الأميين أمثال القس المحترم: " إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد و المكر و الخداع و الاستهزاء مطلقاً , و لا ذلك داخل فى أسمائه الحسنى , و من ظن من الجهال المصنفين فى شرح أسماء الله الحسنى أن من أسمائه تعالى الماكر المخادع الكائد فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود و تكاد الأسماع تُصم عند سماعه, و غر ذلك الجاهل أن الله سبحانه أطلق على نفسه هذه الأفعال فاشتق منها أسماء , و أسماؤه تعالى كلها حسنى فأدخلها فى الأسماء الحسنى و قرنها بالرحيم الودود الحكيم الكريم, و هذا جهل عظيم, فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقاً بل تُمدح فى موضع و تُذم فى موضع , فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله مطلقاً ,فلا يقال أنه سبحانه يمكر و يخادع و يكيد , فكذلك من طريق الأولى لا يُشتق له منها أسماء يُسمى بها بل إذا كان لم يأت فى أسماءه الحسنى المريد و المتكلم و الفعل و الصانع لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح و مذموم و إنما يوصف سبحانه بالأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم و العزيز و الفعال لما يريد فكيف يكون منها الماكر و الكائد؟!, المقصود أن الله سبحانه و تعالى عما يقولون لم يصف نفسه بالكيد و المكر و الخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق , و قد علم أن المجازاة بذلك حسنة من المخلوق فكيف بالخالق"
و لذا نجده فى النصوص مقيد دائماً و لكن عبد النور كشأن سائر النصارى يحترفون مهنة القص و اللصق , فطرح الأيات ناقصة و قال start-icon.gif فلله المكر جميعاً end-icon.gifو كان متوجباً عليه أن يذكر النص كاملاً إذ يقول سبحانه start-icon.gif و قد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعاً end-icon.gifفنفهم من ذلك أن مكر الله و هو التدبير بخفاء جاء لرد مكر الظالمين و بياناً أنه لايمكنهم فعل شيء فى ملكه إلا بإذنه سبحانه و هو القاهر فوق عباده كما قال تعالى start-icon.gifو ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن اللهend-icon.gif و كقوله عز و جل start-icon.gifو كذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها و ما يمكرون إلا بأنفسهم و ما يشعرونend-icon.gif و أيضاً الأية الأخرى التى طرحها عبد النور مبتورةstart-icon.gif  و مكر الله و الله خير الماكرينend-icon.gif و هى كاملة هكذا: start-icon.gifو مكروا و مكر الله و الله خير الماكرينend-icon.gif فالله سبحانه مكره خير و عدل يعاقب المجرمين ,و قال القس المحترم : و فى النحل 27:50 start-icon.gifو مكرنا مكراًend-icon.gif و هذا فى سورة النمل و نصه: start-icon.gifو مكروا مكراً و مكرنا مكراً و هم لا يشعرون end-icon.gif

- و كذلك الحال فى صفة الكيد فالله يكيد بالظالمين فقال تعالى: start-icon.gif أم يريدون كيداً , فالذين كفروا هم المكيدونend-icon.gif و فى النصوص التى ذكرها عبدالنور نجدها هكذا: start-icon.gifإن كيدى متينend-icon.gif هى كالأتى: start-icon.gifو الذين كذبوا بأياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون, و أملى لهم إن كيدى متينend-icon.gif ,و كذلك ذكر عبد النور الأية الكريمة فى سورة الطارق بعيداً عن سياقها فكتبها: start-icon.gifأكيد كيداً end-icon.gif بينما هى: start-icon.gifإنهم يكيدون كيداً, و أكيد كيداً, فمهل الكافرين أمهلهم رويداًend-icon.gif  فالجزاء هنا من جنس العمل , و الله سبحانه يمكر بالماكرين و يكيد الكائدين , و يخدع المخادعين كقوله start-icon.gifيخادعون الله و هو خادعهمend-icon.gif فجاء اللفظ من سبيل المقابلة كما قال عز و جل start-icon.gif و جزاء سيئة مثلهاend-icon.gif ، فمثلية العقوبة لفظاً هو من باب المجانسة و هذا أيضاً كقوله سبحانه start-icon.gifوإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم بهend-icon.gif ، و بهذا نفهم أن الصفات التى تحوى قسمين مذموم و ممدوح لا تُطلق على الله مطلقاً و لكن تقيد لأن الله سبحانه لا يصل المكر و الكيد إلا بمن يستحقه فيكون ذلك من عدله و كمال حكمته سبحانه, و قد جاء فى الكتاب المقدس كيف يمكر الله تعالى باليهود ويغيظهم بإذلالهم على يد أمة بربرية أمية تغط فى الظلمات - و هذا هو حال العرب قبل أن يبعث الله رسوله بالهدى ليزكيهم فغير بهم وجه الأرض- فقال ((فانا أغيرهم بما ليس شعباً بأمة غبية أغيظهم)) التثنية21:32, و جاء فى انتقام الله أيضاً ((الإله المنتقم لى و الذى يخضع الشعوب تحتى)) مزموز 47:18 و فى المزامير ((لكن الساكن فى السماوات يضحك الرب يستهزىء بهم)) مزمور 2: 4
أما إذا كانت الصفة مذمومة مطلقاً فلا تُنسب إلى الله بأى حال من الأحوال لذا فعندما تكلم الله تعالى عن الخائنين قال start-icon.gif إن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم و الله عليم حكيمend-icon.gif فقال ( فأمكن منهم) و لم يقل (فخانهم) ,بينما لا يتوانى الكتاب المقدس فى نسبة تلك الصفة لله تعالى فنجد فى ارميا7:20 أن ارميا يتحسر على خيانة ربه له و يقول: ((قد أقنعنتى يا رب فاقتنعت و ألححت على فغلبت , صرت للضحك كل النهار, كل واحد استهزأ بى )) و بينما تقول الترجمة العربية استعمال لفظاً مخففاً (لقد أقنعتنى) نجد فى الترجمة الانجليزية(لقد خدعتنى)
you have (deceived) me
و جاء فى التثنية 10:20 : ((حين تقترب من مدينة كى تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابت إلى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الوجود فيها يكون لك للتسخير و يُستعبد لك))
و أخيراً بخصوص حديثه عن صفات الغضب و الرحمة و العجب و اليدين و الوجه فقد ذكر القس المحترم لمحات من أقوال العلماء و كان ينبغى أن يتدبرها ويفهمهما لا أن يحرف مدلولاتها ليستخدمها كوسيلة لتبرير ما جاء فى كتابه من سب لله تعالى!
فما قاله العلماء بخصوص اثبات الصفة لله بلا كيف لا يعنى كما أسلفنا أن يُنسب لله صفات النقص و العيب ثم نقول بأن الكيف مجهول أوالمعنى تقريبى !!
و كل صفات الرب فى الإسلام هى صفات كمال لا تحوى أدنى إنتقاص من ذاته سبحانه , و لكن الذى يُشكل على البسطاء أمثال عبدالنور هو جهلهم بفقه التعامل مع أسماء الله تعالى و كيفية الإيمان بها , فذكر مثلاً صفة الغضب ثم ذكر تعليق الامام الرازى عليها , و نحن نقول أن الامام الرازى شابت عقيدته شوائب تخالف اهل السنة ... و حسبنا أن ندرك خطا نتيجته من فساد مقدماتها فهو يقول أن الغضب بدايته غليان القلب فلا ينسب إلى الله و هذا خطأ لأن غليان القلب نتيجة للغضب و ليس هو الغضب و هى نتيجة إن انطبقت على الانسان فلا تنطبق على خالقه الذى ليس له نظير!

و اعترض مثلا على صفة العجب ، ولا محل للاعتراض .. يقول العلامة ابن عثيمين [والعجب نوعان: "أحدهما": أن يكون صادراً عن خفاء الأسباب على المتعجب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع حاصل للإنسان محال على الله؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء كما هو معلوم بالأدلة العقلية و النصوص القطعية فى الكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة. "الثاني": أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى.]

 و لكن القس لم يضرب المثال إلا جدلاً لذا سنعطيه نبذة عن أصول الإيمان عند المسلمين الموحدين لعلها تزيل الغشاوة عن قلبه


فالمسلم يبنى إعتقاده فى أسماء الله و صفاته على المبدأ التالى :
(أ)  تنزيهه أن يشبه شىء من صفاته شىء من صفات المخلوقين لقوله تعالى فى الأية المحكمةstart-icon.gif ليس كمثله شىء و هوالسميع البصيرend-icon.gif فمن عظمة القرأن فى تقرير العقيدة نجد فى هذه الأية أن الله ينفى أن يكون أى شى مثله و فى نفس الأية يقول سبحانه ( و هو السميع البصير) و كأنه يقول أن سمع الله ليس كسمع مخلوقاته و بصر الله تعالى ليس كبصر المخلوقات القاصرة فهو سبحانه لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و لا يخفى عنه شىء
(ب) الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه و نثبتها له كما أثبتها سبحانه لنفسه إثبات بلا تمثيل, و تنزيه بلا تعطيل , فلا يستلزم الإشتراك فى الأسماء و الصفات تماثل المسميات و الموصوفات مثال: فالله يوصف بالعلم و قد يوصف الإنسان كذلك به و لكن علم الإنسان مكتسب و ناقص start-icon.gif و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاًend-icon.gif  أما علم الله فهو أزلى و كامل و هو من صفاته السرمدية جل فى علاه , إذاً فلا إشكال لو طبقنا ذلك المبدأ على سائر الصفات, و يحدث الخلل حين نجد من يثبتها و لكن يمثلها بصفات المخلوقين و هم (المشبهة), و من أمثلة المشبهة ما قالوه فى صفة الغضب بأن الغضب أوله غليان القلب , و هذا انحراف لأن غليان القلب هو من أثر الغضب و ليس هو الغضب, وذلك الأثر على الإنسان المخلوق لا على الله الخالق, و فى المقابل نجد (المعطلة) و قد اشترك المعطلة مع المشبهة فى الجهل بكيفية التعامل مع أسماء الله تعالى و صفاته فكانوا يقيسون صفة الخالق على صفة المخلوق فشعروا أن كل صفة قد تنطوى على تشبيه الله تعالى مخلوقاته يجب نفيها , فأولوا صفات كالولاية و الحب و البغض و الفرح و اليدين و القدم , و هذا انحراف أيضاً ومنشأه أن نقول أن سمع الله ليس بسمع و بصر الله ليس ببصر و حياة الله ليست بحياة و وجود الله ليس بوجود بهذا يصل إلى نفى وجود الله و العياذ بالله , فكقاعدة عامة يجب على كل من ينفى صفة من صفات الله لامتناع ذلك على المخلوق أن يثبت شيئاً لله تعالى على خلاف ما يعهده و حينها لن يصل العاقل إلا إلى منهج الوسطية منهج أهل السنة و الجماعة الذين كما قلنا يثبتون الصفات اثبات بلا تمثيل , و تنزيه بلا تعطيل تحت قاعدة (ليس كمثله شىء) فنحن نثبت الصفة للعبد بما يليق به و نثبت الصفة للرب بما يليق به فالله موجود و العبد موجود و لكن وجود الله تعالى من صفاته التى لم تزل و لا تزال و يستحيل عليه العدم , أما وجود العبد فهو مخلوق لا يستحيل عليه العدم , و الله يغضب و يرحم و العبد كذلك و لكن صفة الغضب عند الله تعالى لا تشبهها عند العبد بل لو قلنا صفة الغضب عند الملاك فهذا لا يلزم تشبيهها بالغضب عند الإنسان لأن الملائكة ليسوا من الأخلاط الأربعة حتى يغلى دم قلوبهم فكيف بالله سبحانه و تعالى؟!
بل إن الله تعالى قد يغضب غضباً شديداً على إنسان ما فى مكان ما و فى نفس الوقت يفرح فرحاً شديداً بانسان أخر فى مكان أخر,و بهذا نفهم أن صفات اليد و الوجه والقدم و الرحمة و الغضب ليست صفات نقص أبداً و لا يحدث الخلل إلا بالتشبيه الباطل للمخلوق بالخالق سبحانه و تعالى
بينما نجد أن اثبات تلك الصفات عند النصارى يتبعه تشبيه حقيقى للرب بالبشر فبالغوا فى الصفات وأضافوا إليها ما ليس منها و شبهوا ما كان حق منها بما يقابله عند الإنسان، ففضلاً عن انحرافهم فى الاعتقاد فى صفات كالوجه و العين و و القدم و اليد , أضافوا إليها الشعر و النفس و الشم و الأحشاء و البطن و القلب و الظهر و الفرج و الدم و الشفة و اللسان(تكوين 26:1-27) (اشعيا 17:59) (دانيال9:7) (الخروج 23:33) (دانيال 17:19) (مزمور6:17-15) (اشعيا 27:30) (ارميا 19:4) (خروج 18:31) (مزمور2 :7) (أعمال الرسل 20: 28  )
بل و شبهوا الرب تعالى بالحيوانات فجعلوه كالخروف والثور يزأر كالأسود و يخرج الدخان من خياشيمه و النار من فمه كالتنين إذا غضب و يركض كاللبوة (الع24: 9,2صموئيل 9:22,ارميا 30:25, رؤيا 14:17,عدد8:24)

 

 

تنــــــــاقض

 

هل كان أخنوخ السادس أم السابع من آدم؟


تكوين 5 : 3- 18أخنوخ السادس من آدم :

1
شيث
2آنوش
3قينان

4 مهللئيل

5 يارد

6 أخنوخ

بينما نجده فى رسالة يهوذا 14أخنوخ السابع من آدم ((وتنبأ عن هؤلاء ايضا اخنوخ السابع من آدم قائلا هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه))

 

رد على شبهات وهمية

 

قال القس منيس عبدالنور
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في التكوين 6: 2 أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساءً من كل ما اختاروه . فهل لله الأبناء وللناس البنات؟!
وللرد نقول بنعمة الله : هناك أربعة تفسيرات للتعبير أبناء الله (1) الشرفاء والنبلاء (2) الملائكة، ويؤيد هذا التفسير ما جاء في 2بطرس 2: 4 ويهوذا 6. وليس هذا هو المعنى المقصود هنا، فالملائكة لا يتزوجون (لوقا 20: 27_36) (3) أبناء شيث الصالح الذي وُلد بعد موت هابيل، عوضاً عن هابيل، وأن نسل هذا الرجل الصالح تزوج من بنات الناس أي نسل قايين القاتل. ولكن هذا التفسير لا يشرح كيف تكون مواليد هؤلاء جبابرة! (4) أبناء الله يعني الأقوياء، كما يُقال للجبل المرتفع جبل الله ولأشجار الأرز العالية أرز الله (خروج 3: 1). وأن هؤلاء تزوجوا من شريرات، فكان نسلهم متجبّراً في الأرض.
فليس لله الأبناء وللناس البنات! ولكن النبلاء تزوجوا من شريرات، والصالحون تزوجوا من غير صالحات. فجاء النسل بعيداً عن مخافة الله، يرفض توبيخ روح الله (راجع تكوين 6: 3) ووصفهم الله بأنهم زائغون، كثُر شرّهم في الأرض (تك 6: 5)
غير أننا نشكر الله أن الله من قبل الطوفان دعا البشر أولاده، وقد علّمنا المسيح أن ندعو الله قائلين: يا أبانا الذي في السموات (متى 6: 9)
_______________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
أورد القس المبجل أربعة احتمالات أراحنا مشكوراً من اثنين منهما، و خلاصة ما حاول به القس تفسير ذلك النص الذى ينسب الأبناء الذكور إلى الله بينما ينسب البنات إلى الناس أن ابناء الله مقصود به الشرفاء و النبلاء و هذا رد باطل من جهات:

(1)  أنه تفسير بلا دليل ولا قرينة فليضرب به عرض الحائط
(2)  أنه تكلف لا يتناسب مع سياق النص لإذ تتحدث الفقرات عن عمل الإنســـــــــــــــــــــــان بصفة عامة و أن الرجال استحسنوا النساء فاتخذوا لانفسهم نساءً من كل ما اختاروا و لنقرا سوياً : ((1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً))


أ- فابتدأ النص بقوله أن الناس كثروا على الأرض و ولد لهم بنات، فالكلام هنا عن تكاثر البشرعامة ولا يحتمل تفلسفاً،و لم يقل فى أى موضع أن البنات اولئك كن أشراراً أوشيئاً من هذا!!
ب-لا نعلم كيف يعقل أن كل النبلاء و الطيبين يستحسنوا الخبيثات هكذا مرة واحدة ,و يصطفوا لأنفسهم منهن ما لذ و طاب فأى نبل هذا ؟، و لماذا لا نقرا فى أى موضع من الكتاب المقدس خبر عن (بنات الله) الشريفان المؤمنات إن كان الأمر كما يزعم القس فأين ذهبن يا ترى؟ أم أن كل الإناث على وجه الأرض كن خبيثات؟!
ج- يؤكد سخافة رد القس قول الرب فى حق الجنس البشرى عامة ((لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ))  فهل المقصود بالإنسان البشر هنا النبلاء و الشرفاء فقط؟؟!!
(3)  الحقيقة هى أن الرجال فى الكتاب اللامقدس يقال لهم (أبناء الله ) و النساء فى هذا الكتاب يحقر من شأنهن و يقال لهم (بنات الناس) لأن ذلك الكتاب ينظر للمراة على أنها رأس الغى و الفساد و أن الرب خلق الرجل على صورته لا المرأة و أن المرأة شىء حقير خلق فقط لخدمة الرجل و لا يصح إضافتها إلى الرب تشريفاً
كما جاء فى كتاب "الأباء و الكنيسة": { و نحن نعرف أن أدم لم يخطىء قبل خلق المراة بل بعد خلقها، فقد كانت اول من عصى الأمر الإلهى، بل إنها دفعت زوجها أيضاً لارتكاب الخطيئة ...فإن كانت المرأة فى الواقع هى مرتكبة الذنب فكيف يكون خلقها حسن}
يقول بولس ((الرجل لم يخلق من اجل المراة بل المراة من اجل الرجل)) كورنثوس 8:11
و يقول (( المسيح هو الرأس لكل رجــــل اما رأس المراة فهو للرجل )) كورنثوس3:11
فهذه النصوص و غيرها كثير فى كتب القوم تفسر سبب نسبة الأبناء إلى الله و البنات إلى الناس بهذا الشكل العنصرى
و كان بولس يحث على الترهبن الذى يقدسه القوم إلى يومنا هذا ، لأنه يرى فيه الطهارة من رجز المرأة كما قال :
((و حسن للرجل ألا يمس امرأة و لكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته)) كورنثوس 7:1
(( أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة)) كورنثوس27:7
فترى هل هذا هو سبب غضب الرب على الرجال لأنهم تزوجوا النساء؟؟ و لماذا خلق النساء منذ البداية إن كن مغويات و عدم التزوج بهن أفضل ؟!

 

رد على كتاب شبهات وهمية

 

قال القس منيس عبدالنور
قال المعترض الغير مؤمن: في تكوين 6: 19 أمر الله نوحاً أن يأخذ معه إلى الفلك من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل . وورد في تكوين 7: 8 و9 : من البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض، دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك ذكراً وأنثى . ولكن في تكوين 7: 2 و3 كان أمر الرب من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى .
وللرد نقول بنعمة الله : الأمر الأول كان أمراً عاماً (زوجين من كل البهائم والطيور) ولم يبين إذا كانت طاهرة أو غير طاهرة. ثم أوضح بعد ذلك بسطرين أن يأخذ من الطاهرة سبعة لاستبقائها ولتقديم الذبائح منها.
ونقدم الآيات بحسب ترتيبها، كالآتي:
1 -
الله يأمر نوحاً أن يأخذ معه من كل أنواع الطيور والبهائم وذوات الأربع اثنين اثنين. فقال في تكوين 6: 19 و20 ومن كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكراً وأنثى. من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تُدخل إليك لاستبقائها .
2 -
على أن يزيد نوح عدد ما يمكن تقديمه كذبائح الطاهر طقسياً إلى سبعة، فيقول في تكوين 7: 2 و3 من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى. ومن طيور السماء أيضاً سبعة سبعة ذكراً وأنثى لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض .
3 -
أطاع نوح أوامر الرب، فيقول في تكوين 7: 7-9 فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه الطوفان. ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك، ذكراً وأنثى. كما أمر الله نوحاً .

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:

تاقض تك19:6 مع تك 2:7 ففى النص الأول يأمرالرب نوحاً أن يأخذ معه من كل الدواب و الطيور و كل الحيوانات مطلقاً زوجين اثنين بينما فى النص الثانى نجده يأمره يأخذ من البهائم الطاهرة و طيور السماء سبعاً سبعاً و من الطيور، فزعم القس عبدالنور أنم النص الأول كان عاماً يخصصه الثانى ليهرب من التعارض ، و كلامه هذا مردود عليه لأن ذلك النص العام بزعمه فُصلت أحاده تفصيلاً كما رأينا فلم يقل الرب خذ من كل زوجين اثنين إلا من الطيور و البهائم الطاهرة ، بل قال حرفياً: ((و من كل حى من كل ذى جسد اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك تكون ذكراً و أنثى و من الطيور كأجناسها و من البهائم كأجناسها و من كل دابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تدخل إليك لإستبقائها.))
فهذا التفصيل واضح بين فى اشتماله على جميع الكائنات بلا تفريق ولا استثناء .
و أظهر من ذلك أننا نقرأ بشكل قاطع فى تكوين8:7 ، أن نوحاً ادخل معه فى الفلك من كل البهائم و الطيور الطاهر منها و الغير طاهر فقـــــــــــــــــط زوجين اثنين من كل نوع (( و من البهائم الطاهرة و البهائم التى ليست بطاهرة و من الطيور و كل ما يدب على الأرض دخل اثنان اثنان إلى نوح فى الفلك ذكراً و انثى))
زد على هذا أننا نقرأ فى موضع أخر أن كـــل ما يدب على الأرض أو يطير فى السماء أو يحيا فى الماء احله الله لنوح و قومه بعد الطوفان بلا إستثناء:
((1
وَبَارَكَ اللهُ نُوحاً وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ. 2وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ السَّمَاءِ مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ وَكُلِّ أَسْمَاكِ الْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ. 3كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَاماً. كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ الْجَمِيعَ. 4غَيْرَ أَنَّ لَحْماً بِحَيَاتِهِ دَمِهِ لاَ تَأْكُلُوهُ)) تكوين1:9-4،
فتامل النص جيداً لأنه يتحدث عن نفسه بقوة و حسم لا تدع مجالاً للتحريف !!

 

 

 

 

 

 

تنـــــــــــــــــاقض

 

جاء فى التكوين24:5 ((و سار أخنوخ مع الله و لم يوجد لأن الله أخذه))

و جاء فى حق أخنوخ أيضاً ((بالإيمان نُقل أخنوخ لكى لا يرى الموت ، و لم يوجد لأن الله نقله)) العبرانيين 5:11

و هـــــــذا يعــــــــــــــــارض

((ملك الملوك و رب الأرباب الذى له وحده عدم الموت)) تيموثاوس16:6

 

 

تعليق بسيط من التفسير التطبيقى للكتاب المقدس


تك 6 : 6
فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض وتأسف فى قلبه.
لقد كسرت خطية الناس قلب الله , فخطايانا تكسر قلب الله كما فعلت الخطية فى أيام نوح.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




 

الاصحاح السابع

 

تنــــــــــاقض

 

متى دخل نوح الفلك؟


قبل الطوفان بسبعة أيام
تك7 : 7-10 ((.7فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. 8وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: 9دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ ذَكَراً وَأُنْثَى. كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحاً. 10وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ))

فى نفس يوم الطوفان
تك7 : 11-13 ((فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ وَ نْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ. 12وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْماً  وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. 13فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَأَةُ نُوحٍ وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى \لْفُلْكِ))

 

رد على كتاب شبهات وهمية

 

 

ورد في تكوين 7: 17 «وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض». وفي الترجمة السبعينية أربعين يوماً وليلة». زيدت كلمة (ليلة) على الأصل))

وللرد نقول: المراد باليوم هو 24 ساعة، والدليل على ذلك قوله (آية 12) «وكان المطر على الأرض 40 يوماً و40 ليلة». ثم اكتفى في آية 17 بأن قال «أربعين يوماً». وفوق ذلك نقول إن اليوم المصطلح عليه بين الناس هو 24 ساعة. قيل إن موسى قضى عند الله أربعين ليلة، مع أنه كان عند الله في الأيام والليالي. ولو كان مع الله في الليالي فقط، وكان في النهار مع بني إسرائيل لَمَا عبدوا العجل. فإنهم عبدوه لغياب موسى عنهم. وعليه فالمراد بالليلة 24 ساعة. وما أحسن عبارة التوراة «وكان عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة» (خروج 34: 28)

 

 

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:

اولاً

نجد هنا بفضل الله اعتراف من جناب القس  بأن النسخة السبعينية زيد فيها ما ليس من كتاب الله بحجة التفسير مع أننا نقرأ فى رؤيا 18:22 (( إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة))

و سنناقش تحريف النسخة العبرية و السبعينية و اختلافهما الفاحش قريباً باذن الله فى مواضع شتى  ليتبين للقارىء ان أعذار القس حول إختلافهما أوهن من بيت العنكبوت

ثانياً

قال القس :

[المراد باليوم هو 24 ساعة، والدليل على ذلك قوله]

[وفوق ذلك نقول إن اليوم المصطلح عليه بين الناس هو 24 ساعة]


نرجو التثبت من قوله حتى نصل الى آيه يونان النبى فى العهد الجديدو التى سنناقشها فى حينها