إنجيل مرقص السري

أرسل بواسطة : Jesus is muslim

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه اجميعين.

هذه الترجمة ليست نهائية ولست راضيا عنها لكنني اضعها تحت تصرف الإخوة حتى يعدلوا عليها ويصححون ما يجدون فيها من اخطاء لنصل الى افضل ترجمة ممكنة. وجزى الله خيرا كل من يساهم في التعديل.

________

معلومات حول الأنجيل

في عام 1958 اكتشف البروفيسور ( مورتون سميث ) من جامعة كولومبيا اكتشافا كبيرا ,فقد عثر اثناء فهرسته لمكتبة دير مار سابا وتقع في جنوب شرقي القدس مخطوطة لرسالة الى شخص اسمه ( ثيودور ) . وكاتب الرسالة هو ( كلمنت السكندري ) * .في هذه الرسالة , يذكر الكاتب "انجيل مرقص السري ". ويذهب كلمنت الى ابعد من ذلك حين يصرح بأن انجيل مرقص قد دخله التغيير والتزييف , ثم نراه يقتبس بعض المقتطفات من ذلك الانجيل السري ( الصحيح ) الذي لم يمس. ويشير كلمنت ايضا ان هذا الإنجيل الكامل هو بحوزة كنيسة الاسكندرية التي تبقيه سرا.

سأبدأ بترجمة الفقرات التي اقتبسها كلمنت من انجيل المرقص ثم سأترجم رسالته كاملة.

المقطع الأول الذي اقتبسه كلمنت من انجيل مرقص في الاصحاح العاشر بين الاعداد 34 و 35 .

(
وجاؤوا الى قرية (بيت حاني ) ** واذا بامرأة قد مات اخيها كانت هناك. وجائت وسجدت ليسوع قائلة له " يا ابن داود,ارحمني ". فانتهرها التلاميذ.فغضب يسوع منهم وذهب معها الى الحديقة حيث كان الضريح. وفي الحال سمع صوت بكاء عالي من داخل الضريح. فدحرج يسوع الصخرة من امام الضريح. فذهب حيث كان الشاب فمد يسوع يديه واحياه. " فنظر الشاب اليه ( الى يسوع ) , فاحبه وتوسله ليبقى معه. وعند خروجهم من الضريح, ذهبوا الى بيت الشاب, لأنه كان غنيا. وبعد ستة ايام قضاها يسوع يعلمه, جاء اليه الشاب في المساء مرتديا ثوبا ( خفيفا ) من الكتان فوق جسده العاري. فبقى معه تلك الليلة. يعلمه يسوع اسرار ملكوت الله ".وحين استيقظ يسوع , عاد الى الجانب الآخر من الأردن).

اما المقطع الثاني فمكانه 10:46

(
واخت الشاب الذي احبه يسوع كانت هناك, مع امه وسالومة , لكن يسوع لم يستقبلهم).


رسالة كلمنت الى ثيودور :

إلى ثيودور

لقد فعلت حسنا في اسكات التعاليم الرديئة ( للكاربوكرات ) *** لأنهم كـ" النجوم الضائعة " المشار اليها في النبوءة , الذين يتيهون من الطريق المحدد للوصايا الى قعر خطيئة الجسد اللا محدودة . لتباهيهم بالمعرفة , كما يقولون , " في الاشياء العميقة للشيطان , فانهم لا يعلمون انهم يطردون انفسهم بعيدا الى " عالم الأموات المظلم " للكذب., وبتباهيم انهم احرار, فقد اصبحوا عبيدا اذلاء للجسد. فمثل هؤلاء البشر يجب ان نقاومهم جميعا بشتى الطرق.
لأنهم حتى لو قالوا شيئا صحيحا , فان من يحب الحقيقة لا يجب عليه ان يتفق معهم. لأن ليس كل الأشياء الصحيحة هي الحقيقة , ولا يجب حتى تفضيل الحقيقة التي تبدو حقيقية لرأي الإنسان على الحقيقية الحقة حسب الإيمان.
الآن بالنسبة للأشياء التي يقولونها باستمرار عن انجيل مرقص الموحى به من الله. بعضها مزيف, والبعض الآخر حتى لو حوى بعض الحقيقة . فهي على أية حال لم تقدم بالشكل الصحيح. لأن الأمور الحقيقية خلطت مع المزيفة , واسيء تقديمها , اذا , كما يقول المثل , حتى الملح فقد طعمه.

بالنسبة لمرقص , فخلال اقامة بطرس في روما فقد كتب حول اعمال الرب . وليس , على أية حال , جميع اعماله , ولا حتى لمح للأعمال السرية , لكنه اختار ما كان يعتقد ان له فائدة ليزيد من ايمان الذين كان يعلمهم. لكن حين مات بطرس شهيدا . جاء مرقص الى الاسكندرية , محضرا معه كتاباته وكتابات بطرس معه , فنقل ( مرقص ) الى كتبه الأشياء المناسبة التي تفيد في التقدم نحو المعرفة .

وهكذا ألف انجيلا اكثر روحية ليستخدمه من يكون كاملا. لكنه على أية حال لم يفشي الأمور التي لا يجب افشائها , ولكن للقصص التي كتبت سلفا فقد زاد عليها. وبالإضافة الى ذلك , فكقائد ديني جلب اقوالا محددة يعرف ان تفسيرها سيقود المتلقين الى سبر اغوار الحقيقة المخفية من وراء سبعة حجُب.
لذلك , ففي الخلاصة , فقد اعد مسائل , لا مُكرها ولا غير حذر , في رأيي , و حين شارف على الموت , ترك مؤلفاته للكنيسة في الاسكندرية , حيث تحرس بعناية كبيرة . وتقرأ فقط لمن تعلموا الخفايا العظيمة.

لكن بما ان ( الجان – الارواح الشريرة ) تخطط دائما لتدمير الجنس البشري, فان ( الكاربوكراتيون ), تعلموا منهم واستخدموا فنون الخداع , فاستعبدوا احد قساوسة الكنيسة بالاسكندرية وحصلوا منه على نسخة من الانجيل السري, ففسره حسب عقيدته الكفرية والجسدية , علاوة على ذلك , لوث , وخلط مع الكلمات النقية والمقدسة اكاذيب مخزية. ومن هذ الخليط خرجوا بتعاليم ( الكاربوكراتيون )

وبالنسبة لهم فكما قلت عاليه , فلا يجب ان نفسح لهم المجال; ولا حتى حين يقدمون ( ادلتهم ) الكاذبة , فلا يجب ان نعترف ان الإنجيل السري كتبه مرقص, ولكننا يجب ان ننكره حتى لو اقسمنا على ذلك .لأن " ليس كل الحقائق تقال للناس ". لهذا السبب فان حكمة الله لسليمان تقول " اجب الاحمق بنفس حماقته " , فنور الحقيقة يجب ان يخفى عن العميان باذهانهم.
مرة اخرى تقول ( الحكمة الإلهية ) , " منه الذي سوف لن تؤخذ بعيدا " و " دع الاحمق يمشي في الظلام " . لكننا نحن " ابناء النور " تمت انارتنا من قبل " فجر " روح الله " من العالي " و " حيث تكون روح الله " , تقول , " هناك حرية " , لأن " كل الأشياء نقية للنقي ".

إليك ( ثيودور ) , اذن , سوف لن اتردد في اجابة اسألتك التي سألتها , لدحض الاكاذيب بكلمات الانجيل, على سبيل المثال , بعد " وكانوا في الطريق ذاهبين الى اورشليم " وما بعدها , حتى " بعد ثلاثة ايام سوف يقوم ", الإنجيل السري يذكر هذا المقطع كلمة بكلمة:

(
وجاؤوا الى قرية (بيت حاني ) واذا بامرأة قد مات اخيها كانت هناك. وجائت وسجدت ليسوع قائلة له " يا ابن داود,ارحمني ". فانتهرها التلاميذ.فغضب يسوع منهم وذهب معها الى الحديقة حيث كان الضريح. وفي الحال سمع صوت بكاء عالي من داخل الضريح. فدحرج يسوع الصخرة من امام الضريح. فذهب حيث كان الشاب فمد يسوع يديه واحياه. " فنظر الشاب اليه ( الى يسوع ) , فاحبه وتوسله ليبقى معه. وعند خروجهم من الضريح, ذهبوا الى بيت الشاب, لأنه كان غنيا. وبعد ستة ايام قضاها يسوع يعلمه, جاء اليه الشاب في المساء مرتديا ثوبا ( خفيفا ) من الكتان فوق جسده العاري. فبقى معه تلك الليلة. يعلمه يسوع اسرار ملكوت الله ".وحين استيقظ يسوع , عاد الى الجانب الآخر من الأردن.

وهذه الكلمات تتبع النص , " وجاء يعقوب ويوحنا اليه " وكل ذلك المقطع . لكن " رجل عاري مع رجل عاري " والاشياء الاخرى التي كتبتها لي , ليست موجودة. وبعد الكلمات ." وجاء الى اليهودية ", يضيف الانجيل السري فقط ," واخت الشاب الذي احبه يسوع كانت هناك , مع امه وسالومه , لكن يسوع لم يستقبلهم " لكن اشياء كثيره مما ذكرتها لي يبدو انها اكاذيب وهي كذلك فعلا.
انتهى

*
كلمنت السكندري : القديس تيطوس فلافيوس كلمنس – راجع الموسوعة الكاثوليكية تحت اسم Clement of Alexandria.

•**
قرية بيت حاني شرق القدس

***
الكاربوكراتيون : لم اعرف حقيقة المقصود بالكاربوكراتيون على وجه الدقة لكن وجدت حسب الموسوعات ان الاقرب الى هذا الإسم هو الفيلسوف السكندري كاربوكريتيسc.130-c.150 المؤسس مع ابنه ابيفانيس المذهب الهلنستي المجاهر بالإباحية وهم على علاقة بالغنوصية كما تذكر الموسوعة.

والحمد لله

وهذه صورة للمخطوطة لتي التقطها البروفيسور مورتون سميث

الصورة المرفقة
الصورة المرفقة

 

وهذه هي الرسالة باللغة الإنجليزية ليستخدمها الإخوة في المقارنة.

To Theodore.
You did well in silencing the unspeakable teachings of the Carpocrations. For these are "wandering stars" referred to in the prophecy, who wander from the narrow road of the commandments into a boundless abyss of the carnal and bodily sins. For, priding themselves in knowledge, as they say, "of the deep things of Satan, they do not know that they are casting themselves away into "the netherworld of the darkness" of falseness, and boasting that they are free, they have become slaves of servile desires. Such men are to be opposed in all ways and alltogether. For, even if they should say something true, one who loves the truth should not, even so, agree with them. For not all true things are the truth, nor should that truth which merely seems true according to human opinions be prefered to the true truth, that according to the faith.
Now of the things they keep saying about the divinely inspired Gospel according to Mark, some are altogether falsifications, and others, even if they do contain some true elements, nevertheless are not reported truely. For the true things being mixed with inventions, are falsified , so that, as the saying goes, even the salt loses its savor.
As for Mark, then, during Peter`s stay in Rome he wrote an account of the Lord`s doings, not, however, declaring all of them, nor yet hinting at the secret ones, but selecting what he thought most useful for increasing the faith of those who were being instructed. But when Peter died a martyr, Mark came over to Alexandria, bringing both his own notes and those of Peter, from which he transferred to his former books the things suitable to whatever makes for progress toward knowledge. Thus he composed a more spiritual Gospel for the use of those who were being perfected. Nevertheless, he yet did not divulge the things not to be uttered, nor did he write down the hierophantic teaching of the Lord, but to the stories already written he added yet others and, moreover, brought in certain sayings of which he knew the interpretation would, as a mystagogue , lead the hearers into the innermost sanctuary of truth hidden by seven veils. Thus, in sum, he prepared matters, neither grudgingly nor incautionously, in my opinion, and, dying, he left his composition to the church in 1, verso Alexandria, where it even yet is most carefully guarded, being read only to those who are being initated into the great mysteries.
But since the foul demons are always devising destruction for the race of men, Carpocrates, instructed by them and using deceitful arts, so enslaved a certain presbyter of the church in Alexandria that he got from him a copy of the secret Gospel, which he both interpreted according to his blasphemous and carnal doctrine and, moreover, polluted, mixing with the spotless and holy words utterly shameless lies. From this mixture is withdrawn off the teaching of the Carpocratians.
To them, therefore, as I said above, one must never give way ; nor, when they put forward their falsifications, should one concede that the secret Gospel is by Mark, but should even deny it on oath. For, "For not all true things are to be said to all men". For this reason the Wisdom of God, through Solomon, advises, "Answer the fool with his folly," , teaching that the light of the truth should be hidden from those who are mentally blind. Again it says, "From him who has not shall be taken away" and "Let the fool walk in darkness". But we are "children of Light" having been illuminated by "the dayspring" of the spirit of the Lord "from on high", and "Where the Spirit of the Lord is" , it says, "there is liberty", for "All things are pure to the pure".
To you, therefore, I shall not hesitate to answer the questions you have asked, refuting the falsifications by the very words of the Gospel. For example, after "And they were in the road going up to Jerusalem" and what follows, until "After three days he shall arise", the secret Gospel brings the following material word for word:
"And they came into Bethany and a certain woman whose brother had died was there. And, coming, she knelt down before Jesus and said to him, "Son of David, have mercy on me". But the disciples rebuked her. And Jesus got angry with them and went off with her into the garden where the tomb was. Right away there was a loud cry from inside the tomb. Then Jesus rolled away the stone from in front of the tomb. He went in where the youth was and stretched forth his hand and raised him up. The youth, looking upon him, loved him and began to beg him to be with him. They they left the tomb and went to the young man's house, for he was rich. Six days later, Jesus gave him instructions of what to do and in the evening the youth came to him, wearing nothing but a linen cloth over his naked body. He remained with him that night, for Jesus thaught him the mystery of the Kingdom of God. And when Jesus woke up, he returned to the other side of the Jordan."
And these words follow the text, "And James and John come to him" and all that section. But "naked man with naked man" and the other things about which you wrote, are not found.
And after the words,"And he comes into Jericho," the secret Gospel adds only, "And the sister of the young man whom Jesus loved was there, along with his mother and Salome, but Jesus did not receive them." But many other things about which you wrote both seem to be and are falsifications.

 

أنتهى..

أرسل بواسطة : Jesus is muslim

منتدى الجامع

 

 

 

موضوع مشابه

يا للهول .....إنجيل سري لمرقص ؟!!!

 

في عام 1958م طلب   البروفيسور مورتون سميث بروفيسور علم اللاهوت المسيحي في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة إلى دير مار صابا[ الواقع جنوب شرق مدينة القدس ] ليستفاد بخبرته في فهرسة وترتيب الكتب الموجودة بالدير التاريخي وهناك وجد العديد من المخطوطات النفيسة والتي كان يظن أنها قد فقدت منذ زمن بعيد والكثير منها كان باللغة اليونانية ،، وكان من بين ما وجد ثلاث صفحات باليونانية في آخر إحدى المخطوطات كتب عليها " رسالة من كليمنتس السكندري إلى تيودور " ذكر فيها شيء غريب ومفزع ...

" الإنجيل السري لمرقص " ما هذا ؟ لم يعرف العالم المسيحي لقرون عديدة إلا إنجيل مرقص الوارد في العهد الجديد ولكن كليمنتس يقتبس من ذلك الإنجيل مصححا لصديقه تيودور بعض الأقوال التي وردت في نسخة من ذلك الإنجيل تسربت لطائفة تدعى بالقربقراطيين [ قامت بتحريف ذلك الإنجيل السري وفقاً لمعتقداتها كما سنبين لاحقا ً  ]

 

ما قيمة هذه الرسالة؟   إنها شهادة من كلمنت السكندري على كيفية كتابة مرقص كاتب  أحد الأناجيل الأربعة المعتمدة لدى الكنيسة لإنجيله  وقيمة تلك الشهادة عالية جداً فكليمنت يعتبر من الطليعة الأولى للمسيحيين وعاش في زمن لا يبعد إلا بسنوات قلائل عن كتبة الإنجيل

 ورد في موسوعة ماكميلان البريطانية The Macmillan Encyclopedia الصادرة عام 1980م ما يأتي :

كليمنت السكندري  Clement of Alexandria [ عاش من عام 150م إلى 215م ] عالم لاهوت مسيحي يوناني ، ولد على الأرجح في أثينا ، ودرس المسيحية في الإسكندرية والتي أصبح فيما بعد رئيساً لكنيستها عام 190م وخلفه تلميذه أوريجانوس  بعد أن اضطر للهروب من الإسكندرية بسبب الاضطهاد الروماني

تأثرت كتابات كليمنت بالفلسفة اليونانية  وتميز في استخدامه لتلك الفلسفة في شرح مفاهيم المسيحية المختلفة

 

والشيء الذي يجب توضيحه أيضا هي قيمة إنجيل مرقص  فوفقا ً للمتخصصين في الدراسات المسيحية  فإن إنجيل مرقص هو أقدم الأناجيل كتب على الأرجح بين عامي 65م و 70 م وليس فقط ذلك بل انه يعتبر مصدر رئيسي لكتبة إنجيلي كل من متى و لوقا  والتي أثبتت الدراسات أنهما لا بد وقد استفادا من إنجيل مرقص  في كتابة قصتهما عن المسيح ...والذي سيكشف لنا عنه الكثير بعد قراءتنا لهذه الرسالة الخطيرة ..

 

ملحوظة:

* الكتابة المظللة باللون الأسود في بعض الأقواس هي للإيضاح فقط وليست في النص الأصلي للرسالة

* نظرا ً للأهمية فقد ظللنا المواضع التي يقتبسها كلمنت من الإنجيل السري لمرقص باللون الأحمر أما بقية الاقتباسات التي أوردها كليمنت فهي بين الأقواس دونما تظليل وهي موجودة في نسخ الإنجيل الحالية

رسالة كليمنت السكندري إلى تيودور بخصوص الإنجيل السري لمرقص

إلى تيودور:

حسناً  ما فعلت عندما قمت بإخراس التعاليم الواجب كتمانها للقربقراطيين [ طائفة غنوصية مسيحية ] لأن هؤلاء هم  " النجوم الحائرة " التي تحدثت عنها النبوءة  ، والذين ضلوا من الطريق الضيقة للوصايا  [ يقصد الوصايا العشر للتوراة ] ووقعوا في دوامة سحيقة للخطايا الحيوانية والجسدية .

فهم يفخرون بما لديهم من معرفة ٍ ، على حد قولهم ،   بأشياء عميقة للشيطان هم أنفسهم لا يعلمون أنهم بذلك يلقون بأنفسهم إلى عالم سفلي للظلام والأكاذيب ،  ويفخرون بأنهم أحرار ، ولكنهم أصبحوا عبيداً لشهوات ٍ أذلتهم

 

إن أمثال هؤلاء يجب أن يعارضوا بكل السبل الممكنة ، وبشكل نهائي ، لأنه حتى وإن قالوا شيئاً صحيحاً  فإن من يحب الحقيقة لا يجب أن يتفق معهم ، لأنه ليس كل الأشياء الحقيقية هي الحقيقة ولا حتى الحقيقة التى يراها البشر كذلك  نقول عنها أنها حق لا شك فيه ، وهذا وفقاً للإيمان .

 

أما عن الأشياء التي دائماً ما يقولونها عن إنجيل مرقص الملهم من عند الرب  ، فبعضها أكاذيب قطعاً ، والبعض الآخر – حتى ولو اشتملت على عناصر من الحقيقة – فإنهم لا يذكرونها بشكل صحيح حيث أنهم يخلطون ما هو حقيقي باختلاقات مزيفة تجعل – لو نظرنا إلى مجمل الكلام – حتى الملح يفقد طعمه.

 

فالنسبة لمرقص – عندما كان بطرس مقيماً في روما – فإنه قام بكتابة قصة  لأفعال الرب [ يقصد المسيح وفقاً للاعتقاد المسيحي] ، ولكنه لم يفصح عنها كاملة ولا حتى قام بالتلميح إلى الأسرار التي يعرفها ، ولكنه قام بانتقاء ما رآه مفيداً لزيادة إيمان الأشخاص المراد دعوتهم

ولكن عندما مات بطرس شهيداً فإن مرقص قد رحل إلى الإسكندرية محضراً معه كتاباته و كتابات بطرس أيضاً

والتي  نقل منها إلى كتبه السابقة ما رآه مناسباً للسير نحو المعرفة .

وهكذا قام بتأليف إنجيل أكثر روحانية ليستخدمه أولئك المراد لهم الكمال ، ولكنه على الرغم من ذلك لم يقم بالكشف عن الأشياء التي لا يجب البوح بها ولم يكتب تعاليم الرب السرية  [i][1]  .

ولكنه أضاف المزيد من القصص إلى تلك المكتوبة مسبقاً ،وبخلاف  ذلك ، أدخل بعض المقولات  التي علم أنها تمتلك تفسيراً يجعلها بما لها من غموض تقود السامعين إلى قلب بناء الحقيقة المحجوبة بسبعة أحجبة

 

وهكذا فإنه في المحصلة قام بعمل تلك الأمور، في رأيي ،  دونما طمع أو قلة حرص

 وترك ذلك التأليف – في كتاب كتب من جهة  الشمال [ii][2]- في كنيسة الإسكندرية  حيث يتم حراستها إلى هذا الوقت بمنتهى الحرص ، ولا يسمح بقراءتها إلا  لأولئك المراد إطلاعهم على أعظم الأسرار .

ولكن حيث أن الأرواح الشريرة دائماً ما تخطط لدمار الجنس البشري ، فإن قربقراطيس  بأمر منهم وباستخدام  أساليبهم الخادعة  ، قام بالاستحواذ [ يقصد عن طريق السحر ]على  أحد رعاة الكنيسة في الإسكندرية وحصل منه على نسخة من الإنجيل السري والتي قام بتفسيرها وفقاً لعقيدته المجدفة [ يقصد الكافرة ] الشهوانية ، وأكثر من ذلك لوثها.. حيث قام بخلط الكلمات المقدسة التي لا غبار عليها مع أكاذيب ٍ مخزية ٍ قطعا ً ومن هذا المزيج تُستمَد ُ  كل تعاليم القربقراطيين

 

لذلك وفقا ً لهم    كما أوضحت سابقا ً لا يجب أن يتخلى أحدنا أبدا ً ولا حتى – عندما يعرضون أكاذيبهم – يستنتج أن هذا الإنجيل السري هو لمرقص ولكنه يجب أن ينكره وحتى أن يقسم على ذلك لأنه " ليس كل الأشياء الحقيقية يجب أن تقال لجميع الرجال "[iii][3]

ولهذا السبب فإن حكمة الرب ، المعطاة  لسليمان تقول " أجب الأحمق مستخدماً حماقته "  معلما ً لنا كيف أن نور الحقيقة يجب أن يحجب عن أولئك الذين أعميت عقولهم ، والتي تقول  أيضا ً  " من لا يملك يجب أن

تؤخذ منه " [iv][4]  وأيضاً  " دع الغبي هائماً في الظلمات "[v][5] ولكننا " أبناء النور " قد أنارنا " بزوغ فجر روح الرب من الأعالي " و " حيثما وجدت روح الرب " فإنها تقول " هنا الحرية " لأنه " كل الأشياء نقية لمن هو نقي " .

 

وإليك [ يا تيودور ] من أجل ذلك  لن أتردد في إجابة الأسئلة التي سألتها [vi][6] مفندا ً الأكاذيب تلك بكلمات ذلك الإنجيل السري نفسه [vii][7]

فعلى سبيل المثال بعد قوله [viii][8] (( وكانوا في الطريق الموصلة لأورشليم [ix][9]))[x][10] وما بعد ذلك إلى قوله (( وبعد ثلاثة أيام سينهض من القبر )) [xi][11] فإننا نجد في الإنجيل السري هذه الأمور كلمة بكلمة :

 

((ووصلوا إلى بيثانيا [xii][12] حيث كانت هناك إحدى النساء قد مات عنها أخوها ، و جاءت حيث حنت نفسها أمام يسوع [xiii][13] وقالت له " يا بن داو ود[xiv][14] لتأخذك الرأفة بي " ولكن الحواريين نبذوها ، أما يسوع فقد غضب [xv][15] وذهب معها إلى الحديقة التي كان بها الضريح وقام من فوره بمد يده إليه وأقامه [xvi][16] قابضا ً على يديه ، ولكن الشاب – عندما نظر إليه – أحبه وبدأ يرجوه أن يبقى معه . وعندما غادروا الضريح ذهبوا إلى منزل ذلك الشاب –لأنه كان غنيا ً [xvii][17]- وبعد ستة أيام أخبره يسوع بما يجب عليه أن يفعله وفي المساء أتاه الشاب مرتديا ً ثوبا ً من الكتان فوق جسده العاري وظل معه تلك الليلة ، حيث أخبره يسوع  بأسرار ملكوت الله وبعد ذلك  نهض وغادر إلى الجهة الأخرى من نهر الأردن ))[xviii][18]

 

ثم إننا نجد هذه الكلمات في النص (( و أتى جيمس ويوحنا إليه )) وكل ذلك المقطع باستثناء (( رجل عار مع رجل عار )) والأشياء الأخرى التي كتبت بها إلي فإنها لا توجد في النص [xix][19].

 

وبعد الكلمات التي هي (( و أتى إلى بيت لحم ))[xx][20]  فإننا نجد أن الإنجيل السري يضيف الآتي فقط :

(( وأخت الشاب التي اسمها سالومي الذي أحبه يسوع  وأمه كانا هناك ، ولم يستقبلهما يسوع ))

ولكن الكثير من الأشياء التي كتبت عنها يبدوا أنها – وهي بالفعل- أكاذيب .

هذا آخر ما وجد من الرسالة

بعد قراءة هذه الرسالة فإننا نستنتج الآتي :أنها جاءت رداً من كليمنت على صديقه تيودور عندما أرسل الأخير له مستفسراً عن عبارات وردت في نسخة من إنجيل مرقص السري تسربت إلى طائفة من أتباع قربقراطيس تدعى بالقربقراطيين والذين قاموا بتعديلها لتفق مع أفكارهم وطقوسهم .
ويجدر بنا هنا أن نقول أن هذه الطائفة تأثرت بالثقافة اليونانية القديمة التي انتشر فيها الشذوذ فحاولت أن تفسر عبارات وردت في ذلك الإنجيل السري على أنها أوضاع للشذوذ
وهنا انبرى كليمنت السكندري راداً تلك الدعاوى الكاذبة والتي نتفق معه بأنها ملفقة ولم يجد بدا ً من أن يبين العبارات الأصلية في ذلك الإنجيل السري
ويكمن تفسير ذلك أنه كان أحد أوائل رؤساء كنيسة الإسكندرية [ تولى رئاستها بين عام 190م و202 م] ومثله طبعاً قادر على الوصول إلى تلك الكتابات المخفية.
ولكن هذا يثير تساؤلين مهمين :
أولهما هي أن الكنيسة قد دأبت على إخفاء الكثير من الكتب والأسفار عن جموع الشعب ربما لما بها من أقوال قد تؤدي لو علمت إلى ما يحمد عقباه من وجهة نظرها
ثانيهما وهو الأهم هي مصداقية مرقص ككاتب للإنجيل فرسالة كليمنت تبين أنه قد كتب ثلاثة كتب مختلفة لإنجيله
1- عندما كان في روما كتب النسخة المبدئية لإنجيله ونشرها بين المسيحيين الأوائل ولكنه استثنى بعض أقول المسيح التي رأى أنه يجب أن تكتم ربما لما لها من خطورة على المدعوين
2- بعد وفاة بطرس غادر روما إلى الإسكندرية آخذا معه كتاباته وكتابات بطرس والتي استفاد منها في كتابة إنجيل وصفه كليمنت بأنه أكثر روحانية !!! تم نشره أيضاً
3-  وأخيراً قام بكتابة إنجيل ضمنه أقوال المسيح السرية ولكنه هذه المرة لم ينشره بين الناس ولكنه تركه في حوزة كنيسة الإسكندرية والتي عملت بكل السبل على منع تسربه خارجها

كل ما سبق يقودنا إلى النتيجة الآتية هو أن القول بأن كتابة الإنجيل كانت بإلهام من الله هي محض افتراء فكيف يكون الله قد ألهم شخصاً أن يعدل في إنجيله ثلاث مرات ولم يسمح على الإطلاق للناس بمعرفة بعض الأشياء عدا قلة قليلة من الصفوة التي تعاهدت على كتمانه فيما بعد
قال الله تعالى ((فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ)) [79] سورة البقرة
وقال تعالى ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ )){15}سورة المائدة

وأخيرا ً بقي أن ننوه أنه لا توجد الآن في العالم كله نسخة معروفة لهذا الإنجيل ...كل ما نعرفه عنه هو أنه وجد في وقت من الأوقات ومقطعين منه فقط ورد ذكرهما في الرسالة المذكورة سالفا ً ....وهل سنعثر عليه في يوم الأيام هذا ما لا يعرفه إلا الله وحده .

 



[i][1]  أي تعاليم المسيح السرية

[ii][2]  يعني باليونانية  في مقابل العبرية والآرامية التي تكتب من جهة اليمين

[iii][3]  يبدوا أن سياسة الكتمان هذه قد استمرت قروناً طويلة بعد ذلك

[iv][4]  أي من لا يملك المعرفة لا يجب أن تصل إليه !!!

[v][5]  يا لها من سياسة عظيمة في دعوة الناس ، ترى كم من الحقائق حجبت عن المسيحيين على مدى القرون ،،، مثل هذه الرسالة المكتشفة وغيرها  تدل على أنه قد حجب الكثير من العلم بأوامر من كبار رجال الكنيسة

[vi][6]   طبعا ً فتيودور ممن  يجوز أن تكشف لهم الأسرار لأنه رجل دين مثله ،،، أما العامة فلا . وهنا تبرز قيمة هذه الرسالة المكتشفة في إيضاح هذه النقطة

[vii][7]  يتضح هنا أن كليمنت رجل محظوظ إذ تمكن من الاطلاع على مثل هذا الإنجيل السري ،، وبعد قليل سيبدأ في الاقتباس منه

[viii][8]  أي في الإنجيل الخاص بطائفة القربقراطيين

[ix][9]  أي القدس

[x][10]  ترد هذه العبارة في النسخ الحالية للإنجيل في الإصحاح العاشر العدد 32  من إنجيل مرقص

[xi][11]  ترد هذه العبارة في النسخ الحالية للإنجيل في الإصحاح العاشر العدد 34  من إنجيل مرقص

[xii][12]  فرية بالقرب من القدس اسمها الحالي العيزارية

[xiii][13]  ربما كان هذا الانحناء تحية في ذلك الزمان

[xiv][14]  لأنه ينتهي نسبه إلى داو ود عليه السلام من جهة أمه

[xv][15]  من تصرف حوارييه لطردهم هذه المرأة

[xvi][16]  أي أقام الميت من القبر ، وهي من معجزات عيسى التي ذكرها القرآن

[xvii][17]  أي له من الغنى ما أمكنه من تملك منزل في حياته

[xviii][18]  هذه العبارة يوافق كليمنتس على أنها وردت في الإنجيل السري لمرقص

[xix][19]  هنا ينفي كليمنت وجود هذا المقطع في إنجيل مرقص السري الذي بحوزته   والموجود في الإنجيل السري لدى طائفة القربقراطيين وهي طائفة غنوصية تبنت تعاليم الفكر اليوناني الذي كان يسمح بالشذوذ ولذلك عدلت الإنجيل ليتفق مع أفكارها تلك

[xx][20]  ترد هذه العبارة في النسخ الحالية للإنجيل في الإصحاح العاشر العدد 46  من إنجيل مرقص

 

المصدر

http://islamiglobe.jeeran.com/