د. منقذ بن محمود السقار مقدمة : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسل الله أجمعين، عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وبعد: انتهينا في الحلقات الماضية من سلسلتنا - سلسلة الهدى والنور - إلى حقيقة واضحة وساطعة كما الشمس في رابعة النهار، وهي أن الكتاب المقدس - وكما رأينا - عمل بشري لا يمثل كلمة الله بحال من الأحوال، وعليه فلا يصح الاستدلال به على أي من العقائد أو الأحداث الهامة، ومن ذلك الصلب والفداء. وتنزلاً مع النصارى في الحوار، ورغبة في عدم غلق هذا الباب نعود لطرح سؤالين هامين، أحدهما تاريخي، والآخر عقدي، أولهما : هل صلب المسيح عليه السلام كما تذكر الأناجيل، وكما تجمع الفرق النصرانية المعاصرة؟ والسؤال الثاني، وهو متعلق بالسؤال الأول، ونطرحه جدلاً: إن قلنا بصلب المسيح فهل كان صلبه فداء لنا وللبشرية؟ وتثور تبعاً لهذا السؤال أسئلة كثيرة: مم الخلاص؟ من دينونة جهنم أم من نكد الدنيا وعثراتها؟ وهل الخلاص متعلق بذنب أبوينا (آدم وحواء) فقط أم يسري إلى كافة ذنوبنا وخطايانا؟ وهل الخلاص مشروط أم أنه منحة محبة من الله ومسيحه، وهي أعظم من أن يطلب لها مقابل؟ ثم هل الخلاص لليهود الذين اختص المسيح بهم في رسالته أم يمتد ليشمل الجنس البشري الذي ولد مسربلاً بالخطيئة؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها في حلقتنا الرابعة من سلسلة الهدى والنور، ونجملها في سؤال يلُم شعثها: هل افتدانا المسيح على الصليب؟ نجيب عنه بموضوعية ومنهجية علمية، نقلب صفحات الأسفار المقدسة عند النصارى، ونحتكم وإياهم إلى العقل المجرد والفطرة السوية، مستشهدين بدلالة التاريخ وحكمة عقلائه من النصارى. اللهم اهدنا لما اختلفنا فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. - تفرد أحد الإنجيليين في الرواية - إبطال وقوع صلب المسيح بالدليل التاريخي - إبطال الصلب بنبوءات وأخبار الأناجيل والرسائل - عقيدة المسلمين في الخطيئة والخلاص - مبررات صلب المسيح عند النصارى - خاتمة
|