قال الرب لربي : اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا
لقدميك
g _^&#@_&#&#&# s
هل يمكن أن يأخذ المسيحيون من قول المسيح لليهود في إنجيل لوقا 20 عدد 42: ** كيف يُـقال للمسيح أنه ابن داود، و داود نفسه يقول في كتاب المزامير قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟** دليلاً على لاهوته .
اذا رجعنا لمزامير داود
في العهد القديم وجدنا أن البشارة هي الفقرة الأولى من المزمور رقم 110، و لفظها ـ
كما في الترجمة الكاثوليكية الحديثة
:
**
قال الرب
لسـيّدي
اجلس عن يميني حتى أجعل
أعداءك موطئا لقدميك** العهد القديم / ص 1269 **
فما عبر عنه المسيح بلفظة ربي هو في الحقيقة بمعنى سيدي و لا حرج فالمقصود واحد .
لده نجد أن الترجمات
العربية المختلفة للعهد الجديد ، خاصة القديمة منها كانت تستخدم لفظة
السيد
في مكان لفظة
الرب
، و لفظة
المعلم
في مكان لفظة
رابِّـي
.
وهذه الجملة التي استشهد بها السيد المسيح من سفر المزامير ليست بشارة في حقه، بل هى دليل واضح على نفي ألوهيته المسيح لا على إثبات ألوهيته !
أولاً : عبارة المزامير تقول : قال الرب (أي الله) لربي (أي المسيح) اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطأً لقدميك ، و بناء على هذه الجملة لا يمكن أن يكون المقصود من كلمة ربي الثانية هو الله أيضا، و ده لأن المعنى سيصبح عندئذ : قال الله لِلَّه اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك !! و كيف يجلس الله عن يمين نفسه!؟
ثانياً : إذا كان ربي الثانية إلهاً فإنه لا يحتاج لأحد حتى يجعل أعداءه موطئا لقدميه ، بل هو نفسه يسخر أعداءه بنفسه و لا يحتاج إلى من يسخرهم له ! فتأمل …
ثالثاً : أن مخاطبة الله لإلـه آخر تعني وجود إلهين اثنين و هذا يناقض عقيدة التوحيد التي هي أساس الرسالات السماوية ! فهذا كله يؤكد أن ربي الثانية ليس الله و لا بإلـه ثان بل لا بد أن يكون معناها شيئا غير ده، فما هو؟
رابعا : ان المفهوم اللفظي للنص يكذب ما يفهمه النصارى منه ، فالمسيح عليه السلام لم يضع أعدائه في مواطىء قدميه ، بل كان يهرب من أعدائه كما في الاناجيل بل انهم ضربوه ولكموه وجلدوه كما تحكي الاناجيل .
الحقيقة أن ما يريده المسيح من عبارته تلك هو تذكير اليهود بمقامه العظيم ـ الذي تشير إليه عبارة نبيهم داود ـ قائلا لهم : كيف تعتبرون المسيح مجرد ابنٍ لداود مع أن داود نفسه اعتبر المسيح الآتي المبشر به و الذي سيجعله الله دائنا لبني إسرائيل يوم الدينونة : ربَّاً له: أي سيدا له و معلما ؟!
و بمراجعة بسيطة للأناجيل ندرك أن لفظة الرب تستخدم بحق المسيح بمعنى
السيد و المعلم،
و قد سبقت الإشارة لده و لا مانع أن نعيدها هنا، فقد جاء في إنجيل يوحنا 1 عد 38 :
** فقالا: ربي! الذي تفسيره يا معلم، أين تمكث؟**
و جاء فيه أيضا: 20 عدد 16 : ** قال لها يسوع: يا مريم! فالتفتت تلك و قالت له: ربوني! الذي تفسيره يا معلم **
وختاماً نقول : كيف يكون المسيح إلهاً لدواد وغيره ، وداود يقول في
مزاميره في نبوءة عن المسيح : ** أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ
يَتَرَاجَعَ : أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ
** مزمور 110 عدد 4 ، 5 وقد استشهد بها بولس في رسالته إلي العبرانيين 5
عدد 6