زوال الدولة الإنجيلية حقيقة تاريخية

 

 

 

 

 

إعداد الباحث

زهدي جمال الدين محمد عامر

 

 

 

مقدمة

حوادث التاريخ الكبرى عائمات جليد.. من أراد أن يعرف أكثر عليه أن يغوص أكثر..

كنت قد بدأت في صيف عام 1990 دراسة حول كيفية إيجاد دولة إسرائيل تلك الدولة الوحيدة الموجودة وسط الأمة العربية ولفت نظري علاقتها الوثيقة بسورة العنكبوت فرحت أدرس عوامل الانهيار وخرجت بدراستي المعنونة بـ [ زوال إسرائيل حتمية قرآنية ] ، وأثناء البحث والدراسة وجدت أن الانهيار سوف ينال الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، وأن عوامل الانهيار هنا تختلف عن عوامل الانهيار هناك فشرعت في البحث والتنقيب فكانت هذه الدراسة والمعنونة بـ [ زوال أمريكا حتمية تاريخية ].

وليعذرني القارئ إذ أنه سوف يجد أحداثاً كنت قد تنبأت بها أثناء إعدادي لهذه الدراسة ووقعت بالفعل ولكنني لا أستطيع حذفها الآن نظراً لظروف حالت دون النشر آنذاك، والأحداث متسلسلة ومستمرة.

أن الحلف المنعقد بين إسرائيل والولايات المتحدّة ، هو حلف عقائدي عسكري تُغذيه النبوءات التوراتية والإنجيلية . لدرجة أن الكثير من أفراد  الشعب الأمريكي الضالّ يتمنى لو أنه ولد يهوديا ، لينعم بالانتساب إلى شعب الله المختار ، الذي يقاتل الله عنهم في جميع حروبهم ضد الكفرة من المسلمين والشيوعيين . ونحن كمسلمين بتواجدنا على أرض اليهود وبمقاومتنا للاحتلال الصهيوني، نمنع الله من تحقيق إرادته بإعطاء أرض فلسطين لليهود. فالشعب الأمريكي ينظر على أن اليهود هم جنود الله ، وأن الفلسطينيون هم إرهابيون وجنود الشيطان ، وأن قلة قليلة من شُرفاء أمريكا يعتقدون بعكس ذلك ، من الذين سبروا أغوار الحقيقة ودرسوا التاريخ والجغرافيا والواقع بعين العدالة والإنصاف ، حتى أن بعضهم طعن في مصداقية كتبهم المُقدّسة ، ولكن كل جهود الشرفاء من مواقف ومحاضرات وبرامج ومؤلفات ذهبت أدراج الرياح ، ذلك لأنهم قلة ولا يملكون ما يملكه اليهود وأتباعهم من القوة والمال ، فكانوا كمن يُجدّف بالرمال .

 

ونستطيع تلخيص العلاقة ما بين إسرائيل وأمريكا ( اليهود والنصارى ) كما يلي:

أن التحالف بين الدولتين، فضلا عن كل شيء، هو حلف ديني عقائدي، أقوى من أي معاهدة أو اتفاقية مكتوبة على الورق.

كل من الأمريكان والإسرائيليون ينتظرون المسيح الخاص بهم .

يتفق الطرفان على أن قيام الدولة اليهودية في فلسطين إشارة لقرب مجيئه.

ويتفق الطرفان على وجوب سيطرة اليهود على فلسطين كاملة، واتخاذ القدس عاصمة للدولة اليهودية، ومن ثم يتوجب عليهم إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى، وأن هذه الأمور ما لم تأخذ مجراها على أرض الواقع فإنها ستعطل مجيء المسيح بالنسبة للطرفين.

وأن ظهور المسيح سيكون مسبوقا بحرب مُدمرة ستقع بين إسرائيل وأعدائها، تحصد ما لا يُعدّ ولا يُحصى من أرواح البشر وتنتهي بخراب الأرض، وروّاد المؤامرة اليهودية العالمية يبذلون قصارى جهدهم لإشعالها، لقطف ثمار مخططهم الشيطاني بإثارة الفتن وافتعال الأزمات.

وبناء على ذلك ، تجد أمريكا نفسها ملزمة عقائديا بتسليح إسرائيل ما أمكنها ذلك ، وبدعمها في كل مخططاتها داخل فلسطين وخارجها ، استعدادا لوقوع هذه الحرب المدمرة لضمان انتصار إسرائيل وحلفائها ضد أعداء الله .

هكذا هي المعادلة بكل بساطة ، فساسة الشعب الأمريكي جملة وتفصيلا صهاينة أكثر من ساسة إسرائيل أنفسهم ، وما عبادة الأمريكيين لإسرائيل إلا لتقرِّبهم إلى الله زلفى ، ولذلك يسعى الأمريكيون قبل الإسرائيليون لتلبية متطلبات مجيء المسيح ، وأعجب من العرب عندما يطلبون من صهاينة الغرب رفع ظلم صهاينة الشرق .

ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء وبدأنا بتتبّع الرؤساء الأمريكيين المتأخرين ، لتبين لنا أن الرؤساء من الحزب الديمقراطي كانوا أكثر اعتدالا وأكثر ميلا إلى السلام مع العرب وروسيا ، بغض النظر عن مفهومهم له ، وأقل تجاوبا مع متطلبات كل من الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية الأصولية المُتطرّفة ، كما هو حال الرئيس ( كارتر ) – الذي انتهت ولايته عام 1980م – حيث أُنجزت في عهده اتفاقية ( كامب ديفيد ) بين مصر وإسرائيل ، والرئيس ( كلينتون  ) ، 1992-2000م ، الذي أُنجزت في عهده اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل ، وحاول جاهدا صنع ( كامب ديفيد ) أخرى مع الفلسطينيين ، رغم خروجه عن النص بمحاولاته الخجولة لإرضاء هؤلاء بقصف مصانع الأدوية السودانية وقصف العراق بين حين وأخر .

ولتبين لنا أيضا ، أن الرؤساء من الحزب الجمهوري اليميني المسيحي الإنجيلي التوراتي الأصولي المتطرّف ، كانوا أكثر تطرفا وعدوانية وأقل اهتماما بالسلام ، ويتجاوبون مع متطلبات اليهود بل يُنفّذونها بحذافيرها . فالرئيس ( ريجان ) 1980-1988م شنّ الحرب على ليبيا ، وتم في عصره ضرب المفاعل العراقي واجتياح بيروت ، واشتعلت في عصره نيران الحرب الإيرانية وتم إطالة أمدها وانتهت بنهاية ولايته . والرئيس ( بوش الأب ) ، 1988-1992م ، شنّ الحرب على العراق وفرض عليه الحصار ، وتم إسقاط الشيوعية وتفكيك الاتحاد السوفييتي ، وأعلن عن نظامه العالمي الجديد المذكور في بروتوكولات اليهود.

ومؤخرا جاء دور ( بوش الابن ) ، ليُكمل سلسلة جرائم أسلافه من الجمهوريين ، ويُنفذ ما أُعدَّ له هؤلاء من برامج مسبقة ، كان أبالسة اليهود قد خطّوها ، قبل وصوله لسدة الحكم ، كما خطّ أجدادهم أسفار التوراة والإنجيل ، وبروتوكولات الحكماء ، فيما يُسمّى ( بتقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى 2001 م) ، حيث بدأ بتنفيذ ما جاء فيه من أوامر ، فور تسلّمه للسلطة :

فضرب بغداد دون سابق إنذار، وبدأت إدارته بالترويج " للعقوبات الذكية "، التي طالب بها خبثاء معهد واشنطن.

وأظهر عداءه لروسيا والصين .

وطلب الرئيس المصري لمعاقبة مصر على موقفها المتشدّد مع إسرائيل في قمة القاهرة، بخفض المساعدات وتأخير إنشاء منطقة التجارة الحرة فيما لو أصرّت على ذلك.

وصرّح عن رغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .

ودعم إسرائيل في قمعها لانتفاضة ( الإرهابيين ) الفلسطينيين، وبرّر وما زال يُبرّر جرائمها.

وظهر هناك من يدعو إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان، من اللبنانيين المدعومين بالأموال اليهودية تحت غطاء الدين.

وقام وزير الخارجية بجولة في دول المنطقة ، لشرح السياسة الجديدة التي جاء بها هذا التقرير ، الذي تمت صياغته بذكاء ودهاء يهودي صرف ، بناء على المخاوف النبوية التوراتية .

وإننا لنذكـر في سياق الحديث نبوءة أثبتها يومها باحث في علم السياسة إذ تنبأ بقيام دولة إسرائيل ثم تنبأ هو نفسه بانحلالها , معللاً هذا الانحلال بأن عقدة الاضطهاد التي توقع أن تكون سبباً في الإسراع بنشأة دولة إسرائيل سوف تزول وبالتالي تزول نتائجها معها ) .(1)

إن هذه النبوءة التي انحفرت في ذهني لسنوات طويلة حفزتني أكثر من مرة للبحث في الظاهرة الصهيونية وتطورها ومستقبلها باعتبارها ظاهرة اجتماعية تاريخية تحكمها قوانين مفهومة أو يمكن فهمها .

 

وماذا بعد ؟؟.

من يذكر احتفالات الاتحاد السوفييتي بالذكرى الخمسين لقيام أول دولة شيوعية في التاريخ  لقد كانت احتفالات غاية في الضخامة والمبالغة حتى تتناسب مع المعنى الذي أراده المحتفلون بهذه المناسبة وهو النصر المظفر للنظام الاشتراكي على منافسه الرأسمالي ، لقد تردد في هذا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1)     الدكتور: زكي نجيب محمود , مجتمع جديد أو الكارثة ، دار الشروق , ص 49 ـ 50 , 1975

 الاحتفال كثيراً عن قرب نهاية النظام الرأسمالي بفعل تناقضاته التاريخية ، وأن الانتصار النهائي والحاسم للاشتراكية مسألة وقت ..

والسؤال الآن : هل كان في تقدير هؤلاء المحتفلين أن الإمبراطورية السوفيتية التي شغلت العالم كله ستسقط بعد أقل من ربع قرن على هذا التاريخ ؟ .. بالطبع لا .. ولكن السؤال الأهم في رأيي هو : هل كان في تقدير أعداء الاتحاد السوفيتي وأعداء الاشتراكية قبل أيام قليلة من انقلاب 1991 أن الدولة السوفيتية آيلة للانهيار, وأنها ستنهار بالفعل في غضون أيام قليلة ؟ .الإجابة بالنفي القاطع , وإلا فلماذا طلب الرئيس رونالد ريجان في نهاية رئاسته للولايات

المتحدة الأمريكية بإجراء تحقيق واسع داخل أروقة وكالة المخابرات المركزية والتي لم يخرج منها تقرير واحد ينذر بهذا الانهيار الذي لم يتوقعه أحد في المعسكرين..الأصدقاء والأعداء..    

إن الخبرة التاريخية التي تقدمـها لـنا واقـعة انـهيار الإمبراطـورية السوفـيتية (النووية ) تفيد كثيراً في المقارنة المشروعة في رأيي مع نموذجها المحلي, وأقصد بنموذجها المحلي الإمبراطورية الإسرائيلية ( النووية ) والإمبراطورية الأمريكية المتغطرسة...

لقد انهارت الإمبراطورية السوفيتية دون مواجهة عسكرية مباشرة مع خصمها الرأسمالي, من دون إهدار نقطة دم واحدة, رغم امتلاك الطرفين لقدرات عسكرية ونووية مرعبة.. إن إدراك هذه ( الواقعة ) والإحاطة بها وتثمين دروسها التاريخية يفتح لنا آفاق المقارنة مع إسرائيل التي تلعب الدور المسلح والنووي نفسه في المنطقة العربية وتسعى للسيطرة عليها بتهديد السلاح النووي وآفاق المقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي تلعب دور شرطي الكرة الأرضية..

وقد يحتج البعض بأن خبرة انهيار الاتحاد السوفيتي قد لا تصلح نموذجاً للمقارنة

بالصراع العربي الصهيوني ـ الأمريكي , ففي حالة الاتحاد السوفيتي كان هناك خصم قوي يحاصر الدولة السوفيتية ويستنزفها عسكرياً واقتصادياً , بينما إسرائيل تتمتع ومازالت بدعم سخي من القوى الغربية  وهذا صحيح في ظاهره  , ولكن خبرة انهيار الدولة العنصرية ( النووية ) التي كانت قائمة في جنوب إفريقيا بعد كل هذه السنوات من الدعم الغربي العلني والخفي للنظام العنصري الذي كان يحكمها تصلح للمشابهة مع النموذج الصهيوني العنصري النووي ..

إن الأسباب والدوافع التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تختلف عنها     في الأسباب التي أدت إلي انهيار دولة جنوب إفريقيا العنصرية وتولي أحد أبنائها الأفارقة رئاستها ـ نيلسون مانديلا ـ فأهم الأسباب التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي هو قيام الدولة على المادية الجدلية والحتمية الديالكتيكية وهي نفس الأسباب التي تنطبق على الولايات المتحدة الأمريكية  , في حين أن أهم أسباب انهيار الدولة العنصرية إنما يكمن في سلاح الوحدة الأفريقية والالتفاف حول الزعيم الواحد ـ حتى ولو كان هذا الزعيم في السجن ـ هذه الوحدة وهذا الالتفاف كانا العامل الرئيسي وراء الانهيار بل والأكثر من ذلك هو تحول الحكومة العنصرية إلى رعايا تحت ظل الحكومة الجديدة والتي وجدت فيها الأمن والأمان الأمر الذي أدى معه رفضهم مغادرة البلاد وفضلوا العيش بسلام تحت مظلة حكومة نيلسون مانديلا والذي استحق جائزة نوبل للسلام .

إن حكومة نيلسون منديلا لم تصنعها الحكومات الخارجية مثل ما حدث مع إسرائيل وإنما إرادة الشعب وحده كانت وراء الانهيار , وهناك دروس كثيرة مستفادة عبر التاريخ فالاحتلال البريطاني لمصر انهار بفعل المقاومة الداخلية من جانب أبنائه , والاحتلال الفرنسي للجزائر اندحر بفعل مليون شهيد , وشهد العالم كله اندحار الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان تحت جنح الظلام في الخامس والعشرين من عام ألفين ، وكل حركات التحرير في العالم كله ما كان ليكتب لها النجاح لو لم تتوحد الصفوف الداخلية وتلتف حول قيادة واحدة(1).

  وفي حديثه في برنامج بلا حدود ـ في محطة الجزيرة الفضائية ـ بتاريخ 27/4/2000     قال المستر ( ديفيد إيرفينج ) المتخصص في شـئون الحرب العالمية الثانـية ما نصه        ( إن اليهود قد تجاوزوا حدودهم في أمريكا , ولسوف تدور الدائرة عليهم , فمن كان يتوقع في خلال الثلاثينات في ألمانيا أن يُحَرّقوا بعد أن كانوا هم القوة المسيطرة على مقاليد الاقتصاد والسياسة والحكم , وعندما ينهار الاقتصاد في أمريكا ـ وحتما سوف ينهار ـ عندئذ سوف يبحث الأمريكان على كبش للفداء , ولسوف يكون اليهود إنهم مكروهون جداً لا في أمريكا وحدها بل في كل العالم ) . والسؤال الذي كنت أتوقع من السيد معد البرنامج أن يطرحه على خبير الدراسات الإستراتيجية هو : لماذا يعادي الغرب الرأسمالي ـ ومعه إسرائيل ـ أي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في 25/5/2000 اندحر العدوان الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد احتلال دام عشرين عاماً. فلقد حققت المقاومة الإسلامية أهدافها نظراً لالتفافها حول قيادة واحدة بزعامة الشيخ البطل حسن نصر الله , ولم تحقق المقاومة الفلسطينية أهدافها حتى كتابة هذه السطور , والسبب واضح جلي هو تعدد القيادات والمنظمات , ويكفي أن تعرف أن السيد ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية قد أصدر تعليماته بالقبض على اثنين من ناشطي حركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فور تنفيذها لعملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي يوم الأربعاء الموافق 17/10/2001 بعد أن شجب الحادث واستنكر، والخبر بتمامه كما تناولته وكالات الأنباء العالمية كالتالي:( أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن مسئوليتها عن اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي رئيس حزب موليدت وصاحب نظرية الترنسفير ـ طرد العرب ـ وأعلنت مجموعة الشهيد وديع حداد الخاصة التابعة للجبهة الشعبية مسئوليتها عن الحادث حيث أكد علي جرادات الناطق الإعلامي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن هذه العملية جاءت ردا على جريمة اغتيال أبو علي مصطفى الأمين العام الذي اغتيل في مكتبه في 27 أغسطس 2001 في مكتبه بالبيرة جراء قصف مكتبه بصاروخين أطلقتهما مروحية أباتشي إسرائيلية. وأعلن منسق الأمم المتحدة تيري رود لارسن في بيان له أمس الأربعاء 17/10/2001 أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمر بالاعتقال الفوري لقتلة وزير السياحة رحبعام زئيفي والسؤال الآن : أين ياسر عرفات من نلسون مانديلا ؟.   

مشروع ديمقراطي عربي يتضمن الاستقلال , أيّاً كانت اللافتة الأيديولوجية التي يحملها , قومي .. عربي .. إسلامي. لماذا يعادي الغرب أي مشروع ديمقراطي عربي إذا كان متصادماً مع المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني ؟.

لماذا يقبل الغرب كله ـ ومعه إسرائيل ـ أي ديكتاتورية متعفنة مادامت متحالفة معهما ,,..

لذلك كله وغيره لا يوجد سلاح لإنهاء المشروع الصهيوني وإعطاب فاعلية السلاح النووي الإسرائيلي (من دون مواجهة نووية كما حدث مع الاتحاد السوفيتي أو لنظام جنوب إفريقيا)

سوى سلاح الوحدة العربية الإسلامية..

  ونقول بوضوح أكثر :

إن احتمالات المواجهة العسكرية مع إسرائيل ستظل قائمة دوماً هنا أو هناك ولقد رأينا آثارها بفعل أبطال المقاومة الإسلامية لحزب الله حينما أجبرت قوات الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان في الخامس والعشرون من مايو عام ألفين هذا الأمر حقيقي وواقع ملموس ولكنه لن يكون السبب الحاسم في انهيار المشروع الصهيوني الذي سينتهي عملياً عندما يتأكد فشله التاريخي في إعطاب المشروع العربي الإسلامي.

من هنا سوف يكتسب سلاح الوحدة العربية الإسلامية أهميته الإستراتيجية في مواجهة السلاح النووي على غرار الخبرة المكتسبة من انهيار النظام العنصري في جنوب إفريقيا.

بمعنىً آخر :

مستقبل إسرائيل هو مستقبل العرب مقلوباً.. والمعادلة بسيطة :

                                العرب ضـعفاء = إسـرائيل قوية

                                 العرب أقـوياء = إسـرائيل ضعيفة

ولا يمكن الحديث عن عرب أقوياء دون تحقيق وحدة عربية إسلامية شاملة...

 

ولسوف تنهار الولايات المتحدة الأمريكية مثل ما انهار الإتحاد السوفيتي نظرا لتحكم قوى الديالكتيك فيه، تلك القوى التي سوف تكون المسئولة الأولى عن الانهيار من الداخل.

 

 ولقد تم الانتهاء من كتابته في صلالة ـ سلطنة عمان

الثلاثاء 9/8/2005 للميلاد،  الموافق 4 رجب 1426 للهجرة.

 

                                                        زهدي جمال الدين محمد

باحث في مقارنة الأديان

 

الفصل الأول

 

إسرائيل الكبرى

 

 

 

 

 

 

من كارثة الخليج .. إلى المذبحة .. إلى الحرب العالمية الثالثة..إلى المجهول

 

يبدو أن الحرب الدعائية الحالية والتي تنتشر فيها بعض الإشاعات والأخبار المتناقضة والتي تمد بها بعض الجهات المشبوهة أطراف النزاع في حرب الخليج  تسعي اليوم بدهاء لإيقاع الفتن بين الدول العربية وحكومتها وشعوبها وهو أمر حذرت منه كتاب غربيون قبل أحداث احتلال الكويت بفترة، ولصرف النظر عن إدراك الخطر الحقيقي الذي يكمن وراء الأحداث، ولقد حرصنا على أن تكون هذه الدراسة الخطيرة قائمة علي أسس علمية وموضوعية ليتخذ رجال القرار في العالم حيالها ما يتطلبه التحدي الكبير والمصيري للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع العالمي ككل .

وقد تكشفت في الآونة الأخيرة أصابع إسرائيل في أحداث أزمة الخليج ولاسيما تزويد العراق بالسلاح والاتصالات التي كانت تدور بين إسرائيل وبعض الدول في المنطقة .

وقد بدأ إعداد هذه الدراسة فور أحداث الخليج، للبحث عما وراء الأكمة إذ أن أي مراقب ذي بصيرة يدرك أن الأحداث أكبر بكثير مما يبدو ظاهريا، وفى هذه الدراسة يتبين لنا أن الدور الإسرائيلي ليس إلا جزء من المؤامرة اليهودية العالمية والتي تتجاوز بكثير تفكير الكثيرين من المسئولين والقادة السياسيين في العالم والتي نجح اليهود في إقناع العالم بان الحديث عنها هو من المبالغات وبأنه إعطاء اليهود حجما اكبر منهم حتى بات المثقفون منا يتحرجون في الحديث عن اليهود وخطرهم حتى جاءت تصريحات شامير الأخيرة عن إسرائيل الكبرى بعد احتلال  العراق للكويت .

ومن المفيد أن نسترجع هنا التحذير الخطير الذي أطلقه الصناعي الأمريكي المشهور (هنري فورد) في العشرينات من هذا القرن : (أنني واثق من أن الحروب تتم ليستفيد طرف ما منها وأن الطرف الذي استفاد دائما هم اليهود فإنهم يبدءون بالحروب الدعائية التي يوجهونها من بلد ضد الآخر ، وقبل الحرب يتاجرون بالسلاح والذخيرة ويثرون من وراء تلك التجارة التي يقدمون فيها للطرفين المتحاربين – وإيقاعهم في مصيدة الديون – وبعد الحرب يضعون أيديهم علي جميع مصادر الثروة في هذه البلاد‍‍ ) .

وتحذر هذه الدراسة بان العالم يندفع بسرعة إلى الهاوية تقوده مطامع بشرية تتاجر بخرافات ونبوءات واعتقادات حذرت منها الكتب السماوية ونبه إلى خطورتهم بعض المفكرين المخلصين الذين دفعوا حياتهم ثمنا لكشف هذه المخططات الرهيبة.

 

اكتشاف المؤامرة اليهودية العالمية

 

بعد الحرب العالمية الثانية اكتشف الأدميرال وليام جاي كار الضابط بالاستخبارات البحرية الكندية إن أحداثا تجرى في نفس الوقت في مناطق مختلفة من العالم لا يمكن أن تكون الصدفة وراءها وبتكليف من الجهة الحكومية المختصة في البلاد بدأ فريق عمل كندى بتعقب الخيوط التي ما لبثت أن قادتهم إلى المفاجأة التي فجرها وليام كار في كتابة  ( أحجار على رقعة الشطرنج ) والمتمثلة في اكتشافه شبكه يهودية عالمية أثبتت بالأدلة والوثائق أنها كانت ليس فقط وراء أحداث الحربين العالمية الأولى والثانية بل وراء العديد من الأحداث العالمية كالثورة الفرنسية ، واغتيال الرئيس الأمريكي ( لينكولن ) ، وفي بحثه تبين لوليام كار أن أصدق وصف لأطراف المؤامرة هو وصف حكومة العالم الخفية  والذي أطلقه (سيريب سبيروفيتش) على كتابة الذي فضح فيه  دور اليهود في إشعال الفتن والثورات والحروب في العالم ثم جاء بعدة كتاب( الأخوة الزائفة ) لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي  (جاك تيني ) الذي أعده على أثر تكليف حكومة كاليفورنيا له لقيادة فريق عمل للتحري عن قوة خفية تسيطر على اقتصاد الولاية ورغم أن التقرير تضمنه كتاب ( الأخوة الزائفة ) خرج إلى الأسواق وان كان اليهود سارعوا إلى إخفاء الطبعة باستثناء نسخ نادرة تسربت إلى بعض المهتمين ورغم أن المؤلف تعرض لمحاولة اغتيال خرج منها مشلولا ولكن تظل عباراته  التي صدرها مقدمته الإنذار الصريح للعالم حيث قدم كتابه قائلا : أن هذا الكتاب ليس إلا صرخة لأبناء الولايات المتحدة والغرب والعالم أجمع يحذرهم من الصهيونية التي تسعى للسيطرة على البلاد وتغيير معالمها وتدمير الأمم والقضاء على كافة الأديان،وقوله أنها القوى الصهيونية الخفية التي ورطت أمريكا في الحروب العالمية والحروب الفرعية الأخرى!! والقوى الصهيونية هي التي ستكون السبب في حرب عالمية ثالثة لإخضاع الدول العربية لإسرائيل وجعلها دويلات قزمه تدور في فلكها .

وقد تندهش إن علمت أن اليهود قد تغلغلوا في الديانة المسيحية حتى جاءوا بديانة جديدة يطلق على أتباعها المسيحيون "المَولُودُون من جديد" وهي ديانة ذات صبغة(عسكرية سياسية) أساسها هو التوراة وغايتها هو تدمير العالم (1) من ناحية ، وإنشاء إسرائيل الكبرى من ناحية أخري وبناء هيكل سليمان كشرط أساسي لعودة المسيح وان الملايين من الأمريكيين في الثمانينات أصبحوا على قناعة بأن كارثة نووية فقط يمكن أن تعيد المسيح إلى الأرض . وأن هذه الرسالة تبث يوميا عبر1400محطة إذاعة في أمريكا وعشرات المحطات التلفزيونية في أمريكا وفي أجزاء كثيرة من العالم الغربي(2) وان أتباع هذه الديانة بالتحالف مع اليهود تنبئوا بتولي (ريجان) رئاسة الولايات المتحدة والذي يبدوا أنه على قناعة بهذا المعتقد.

وأما الرئيس الأمريكي( بوش) فلا ريب أن صلته وثيقة بزعماء هذه الحركة الدينية السياسية العسكرية والتي لها اليوم بالتحالف مع اللوبي اليهودي الأثر الكبير في الانتخابات الأمريكية والذين أبدوا في أكثر من مناسبة ارتياحهم من بوش ورغبتهم في توليه الرئاسة ففي 25 ينار 1986م مثلا أقام "فولويل" أحد أقطاب الديانة الجديدة حفل غداء في واشنطن علي شرف نائب الرئيس جورج بوش وقد أخبر فولويل ضيوفه الخمسين الذين حضروا (حفل الغداء السخي) بوش سيكون أفضل رئيس في 1988 (3) وقد كان ... ، تقول جريس هالسل :

(أخبرني الدكتور وال فورد - 70عاما - ما يعتقد المؤمنون بالتدبيرية وهو أن الله لا ينظر إلى جميع أبنائه بطريقة واحدة ، وأن الله ينظر إلينا على إننا منقسمون إلى فئتين :

 اليهود والعامة (جنتل) - يطلق عليها اليهود الجويم - أن لله خطة واحدة هي خطة أرضية , من أجل اليهود . وأن لله خطة ثانية , خطة سماوية للمسيحيين المخلصين)، وتضيف أما بقية شعوب الأرض من المسلمين والبوذيين وغيرهم من أصحاب الاعتقاد وكذلك المسيحيين غير المخلصين فأنهم لا تهمهم (4) .

إن اكتشاف جذور المؤامرة اليهودية العالمية   في العصر الحديث بما فيها من فكرة تدمير العالم ترجع إلي عام 1784م عندما اكتشفت الحكومة البافارية في ألمانيا المخطط اليهودي والذي قام (آدم وايزهايت) أستاذ علم اللاهوت في جامعة (أنجول شتات) لألمانية في سنة 1776م بإعداده ، والذي تضمن النقاط التالية :-

1-     تدمير جميع الحكومات الشرعية والأديان السماوية .

2-     تقسيم الجويم ( غير اليهودي ) من كافة الشعوب إلي معسكرات متنابذة تتصارع فيما بينها بشكل مستمر تغذيها المؤامرات باستمرار ملبسة أيها أثوابا مختلفة وذلك حسب الظروف ( اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو عنصرية أو دينية ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1 ـ 4 ) : جريس هالسل ( النبؤة والسياسة ) .

3-     تسليح هذه المعسكرات لتنقض بعضها على البعض .

4-     بث الشقاق والنزاع داخل البلد الواحد لتقويض مقوماته وتخريبه .

5-    التوصل إلي تحطيم الحكومات الشرعية والأنظمة الاجتماعية السائدة ونشر الفوضى   

       والإلحاد والإرهاب.

وتلا إعداد هذا المخطط قيام (وايزهوايت) بالترويج لفكرة ( تكوين حكومة عالمية واحدة مؤلفة من الأشخاص ذوي الطاقات الفكرية الكبرى ) ثم أعقبها ( تأسيس المحفل الماسوني الرئيسي ) والذي تطور إلى ( محفل الشرق الأكبر ) ولأهمية هذا الموضوع ، فقد أفردنا ملحقا أكثر تفصيلا في نهاية هذه الدراسة عن جذور المؤامرة اليهودية العالمية  في العصر الحديث .

 

كيف عملت الحكومة الخفية لإشعال حرب الخليج

 

إن المعروف اليوم أن هذه الحكومة يديرها ثلاثمائة يهودي أطلق عليهم حكماء صهيون ينتخبون شخصا ملكا عليهم ويعتبرونه وريث لملك سليمان وداود ولا يعلنون اسمه وكلما مات اختاروا بدلا عنه من أحبار اليهود وهم لا يخفون ذلك فقد ذكر المليونير اليهودي والتر راثنيو Walter rathenau  في جريدة نمساوية The Wiener  Press   بتاريخ 25/12/1990 (هنالك 300 رجل كل منهم يعرف جميع زملائه الآخرين ، يتحكمون   في مصير العالم وأنهم ينتخبون خلفائهم من الأشخاص المحبطين بهم وهؤلاء اليهود يملكون الوسائل التي تمكنهم من القضاء على أية حكومة لا يرضون عنها ) .

لقد شبة اليهود حكومتهم الخفية بالأفعى السامة التي زيلها في فلسطين وتحرك رأسها لتخرب العالم منذ خراب هيكل سليمان عام 70م ولا يعود الرأس للالتقاء بالذنب إلا بعد تدمير العالم والتربع على أنقاضه تحت حكم ملك يهودي يحكم العالم من القدس ، ولما كانت الحكومة اليهودية مخفية وغير قادرة على التحكم في مصائر الشعوب والحكومات ما دام هناك دين وأخلاق , فقد كان من أهم أعمال تلك الحكومة القضاء على الدين و الأخلاق عند شعوب العالم  وقد عمد اليهود إلي تنفيذ خطط عديدة للوصول إلي أهدافهم ولم تبق جميع مخططاتهم سرية وقد عثر على نص خطبة ألقاها الحاخام رشمون REICHORN في اجتماع سري عقدة اليهود – أعضاء الحكومة السرية – على قبر قديسهم ( سيمون بن يهوذا ) في مدينة بودابست سنة 1869 م .

ويعقد هذا اللقاء على الأقل مرة كل مائة عام وقد كان عددهم فيها قبل الحرب العالمية الثانية ما يزيد عم 250.000 يهودي وكانوا يطلقون عليها مجازا أسم ( جودا بست ) نسبة لهم وقد نشرت الوثيقة في مجلة كاثيمبوريان CAHTEMPORIAN بتاريخ 1/7/1880 م من قبل السير جون ردكليف والتي جاء فيها ( كانت القرون الثمانية عشر الماضية لأعدائنا ولكن القرن الحالي والقرون المقبلة ستكون لنا لأن عصور الاضطهاد والعذاب والعهود السود المؤلمة التي تحملها شعب يهودا بصبر وشجاعة قد مرت بسلام) .

وفي عام 1954 م اجتمع رؤوس اليهودية الكبيرة في عاصمة المجر وألقى الحاخام عما نويل ايفانوفيتش خطابا خطيرا في اجتماع سري يضم جميع حاخامات وزعماء يهود أوروبا وقد جاء في خطابة :

( كنا نرجو أن تنقضي فترة طويلة أكثر من عشرين عاما على الحرب العالمية الثانية قبل نشر الصراع المقبل - أي الحرب العالمية الثالثة - إلا أن الحركات العدوانية التي ظهرت ضد اليهود في أقطار متفرقة من العالم توجب علينا العمل على إشعال حرب عالمية ثالثة في غضون السنوات المقبلة لقد أثارت حملاتنا الدعائية منذ 1930 م وما بعدها حقدا متبادلا بين ألمانيا وأمريكا مما أدى إلى إشعال الحرب العالمية الثانية ولقد شرعنا في شن حملات مماثلة في جميع أنحاء العالم حتى نوقف كلا من أمريكا وروسيا مواجهين ولكن يجب على الدول الصغيرة أن تحدد موقفها أما إلى هذه أو إلى تلك ، وحين تنشب الحرب العالمية الثالثة ستقف إسرائيل على الحياد وكي تتمكن من إرسال وفود إلي البلاد للسيطرة عليها ) وفى فقرة أخرى..( وعندئذ تبدأ فترة سلام تستمر مئات السنين يتمكن لليهود خلالها من السيطرة علي العالم وسوف يساعدنا ذكاؤنا ونشاطنا على ذلك ولن تكون هناك أديان أخرى لأن وجود الأديان خطر على سيطرتنا وسوف تنتشر اليهودية في جميع أرجاء العالم،و قد تدفعنا الظروف بالتضحية بجزء من شعبنا إلا إننا سنتخذ من ذلك ذريعة لمحاكمة الزعماء النازيين وأن موت بضعة الألف من شعبنا ليس ثمنا باهظا للسيطرة على العالم ).

هذا حديث حبر من أحبار اليهود بل هو أكبر أحبارهم تفوه به في اجتماع سرى ،ونرى أن بعض الأحداث قد تغيرت في تلك الخطة وربما عقد اجتماع سريع في بودابست منذ فترة قريبة خاصة بعد الانفتاح والتغيير الذي حمل أحد اليهود   في عام  1990م لكي يصبح رئيسا للوزراء ويهودي آخر وزيرا للخارجية أضف إلى ذلك أن ضرب ستالين للمجر عام 1956م غير بعض خطط اليهود، واستسلام روسيا لأمريكا غير ميزان الحرب العالمية الثالثة فبدلا من أن تكون بين أمريكا وروسيا ستكون بين الغرب والعالم الإسلامي ، وهذا ما ذكره قبل احتلال الكويت بأكثر من شهر الرئيس الحالي للمجلس الأوروبي ووزير الخارجية الإيطالي ( دي ميكاليس) ولاشك أن هذه المعادلة الأخيرة أفضل لليهود من المعادلة الأولى حيث ستدفع العالم الإسلامي والعالم الغربي المسيحي في مواجهه دينية إن أجلا أو عاجلا وستضرب الكيانات العربية القوية اقتصاديا أو ماليا وسيعم الفقر أو عدم الغنى كل المنطقة المحيطة بإسرائيل هذا بالإضافة لموت أعداد كبيرة من العرب والمسلمين وكذلك أعداد أخرى من الجرحى والمرضى مما يجعل كافة الميزان ترجح جانب إسرائيل وفي نفس الوقت تصبح أمريكا منهكة مما يساعد بيوت المال اليهودية من إحكام القبضة عليها وعلى الدول الأوروبية والتي فتحت مؤخرا باب الهجرة لليهود للاستفادة من ثقافتهم، وطبعا إسرائيل لن تدخل الحرب وإنما ستدفع دولا أخرى لتخوض الحرب بدلا عنها إلا في حالة الأردن وهذا ما نراه اليوم   في أزمة الخليج وبذلك تتوفر لإسرائيل القوة التي تريد استخدامها في الوقت المناسب حيث يضعف العالم كله ويقوى جانبها ويمكن عندئذ أن تنصب ملكا يهوديا يرث عرش سليمان وداود ويحكم العالم كله باسم اليهود ويعود رأس الأفعى إلى ذنبه في فلسطين، وأن هذه الدراسة تتوقع بناء على خلفية اليهود وتفكيرهم أنه في مكان ما من العالم تعد إسرائيل وتدرب (حاليا) الشخص المناسب الذي ستبرزه خلال العشر سنوات القادمة في الوقت المناسب لتعلن للعالم بأنه المسيح المنتظر وأن الدارس للتاريخ المعاصر والدور اليهودي فيه يدرك أن التاريخ يعيد نفسه وتوصي هذه الدراسة قرائها بضرورة القراءة المتمعنة لكتاب وليم كار ( أحجار على رقعة الشطرنج ) والذي يبين فيه دور الحكومة اليهودية الخفية في إشعال الحربين العالميتين الأولى والثانية وإشعال الثورة الفرنسية والحرب الأهلية في أسبانيا وتدمير الخلافة العثمانية وتدمير الإمبراطورية الروسية ولسوف نعرض لبعض ما جاء فيه بعد توضيح المؤامرة الأولي لهم في التاريخ .

 

المؤامرة الأولى في تاريخ بني إسرائيل

قال تعالى في سورة يوسف ( لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ءَايَاتٌ لِلسَّائِلِينَ )(7) .

وبالرغم من تسميتها باسمه عليه السلام ، فهي تحكي في الواقع قصة أُخوة يوسف ، وتروي تفاصيل أول مؤامرة حاكها ونفذها بنوا إسرائيل ( يعقوب ) بدم بارد ، ضد أبيهم وأخيهم يوسف عليهما السلام ، أحبّهم إلى قلب أبيه وبوحشية منقطعة النظير ،والمتأمل في قوله تعالى (فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ءَايَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ) يؤكد أن موضوع السورة هو ما قام به أخوة يوسف من أفعال ، تدلّ على عدم إيمانهم بالله وما جاء به أنبياءه ، من علم وموعظة وحكمة ، وأنهم لما كادوا ليوسف ما كادوه ، كانوا قد أغفلوا كليا وجود الله سبحانه وتعالى ، وأنكروا قدرته على التدخل بمجريات الأمور ، وقلب نتائج ما يُخطّطون له رأسا على عقب ، وأنكروا أيضا نبوة أبيهم يعقوب عليه السلام .

أخوة يوسف ليسوا أنبياء :

جاء في تفسير القرطبي رحمه الله للآية التالية ( قَالَ يَبُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) ما نصه : " ودل أيضا على أن يعقوب عليه السلام ، كان أحس من بنيه حسد يوسف وبغضه ، فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم ، خوف أن تغلَّ بذلك صدورهم ، فيعملوا الحيلة في هلاكه ، ومن هذا ، ومن فعلهم بيوسف ، يدل على أنهم كانوا غير أنبياء.

لفظ سبط يُطلق على الأحفاد وليس على الأبناء :

وفي لسان العرب " قيل السبط واحد الأسباط وهو ولد الولد ، وقال ابن سيده : السبط ولد الابن والابنة ، وفي الحديث الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهما ، ومعناه طائفتان وقطعتان منه ، ومنه حديث الضباب ، إن الله غضب على سبط من بني إسرائيل فمسخهم دواب ، والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب ، وهم الذين يرجعون إلى أب واحد سُمّي سبطا ، ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق وجمعه أسباط .

قالوا والصحيح أن الأسباط ، في ولد إسحاق بن إبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل عليهم السلام ، وإنما سمي هؤلاء بالأسباط ، وهؤلاء بالقبائل ليفصل بين ولد إسماعيل ، وولد إسحاق عليهما السلام .

وبالتالي نستطيع القول  بأن لفظ الأسباط ، أُطلق على أحفاد يعقوب عليه السلام وليس على أبنائه ألاثني عشر ، بل يتعدى ذلك إلى كل نسل بني إسرائيل حتى يومنا هذا ، وأمّا قوله تعالى ( وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ  (136 البقرة ) فالمقصود هنا الأنبياء من الأحفاد على مرّ العصور ، ومنهم يوسف وموسى وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ، ومن كُذّب وقُتل من أنبياء بني إسرائيل وهم كثير ، ممن لم تُذكر أسمائهم . والوحيد من أبناء يعقوب ألاثني عشر ، الذي نصّ القرآن على نبوّته هو يوسف عليه السلام ، بدلالة قوله تعالى في الأنعام :84( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) وقوله في غافر: 34 ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا).

 بالإضافة إلى ما جاء من آيات في سورة يوسف .

وانظر في قوله تعالى في الأعراف: 160 ( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا) ، وقوله تعالى (أَسْبَاطًا أُمَمًا) أي تم فرزهم حسب انتساب كل فرد منهم ، إلى أحد أبناء يعقوب عليه السلام فنتج بالتالي اثنتي عشرة أمة ، وكل أمة أُطلق عليها لفظ سبط ، وسُمي كل سبط باسم أحد أبناء يعقوب ، وعلى ذلك يُطلق لفظ سبط على مجموعة من الأفراد ، يجمعهم انتسابهم إلى أب واحد ، فيقال سبط يوسف أي قبيلة يوسف .

فصول المؤامرة الأولى :

 ( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا ، وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)

قام أبناء يعقوب بعقد اجتماع سري ، بعيدا عن المعنيين بالأمر ( يعقوب ويوسف وأخيه )

1 ـ كانت المشكلة مدار البحث حب أبيهم ليوسف وأخيه، والدافع هو الحسد وحب التملّك.

2 ـ كان هناك إقرار بالإجماع، أنّ أبيهم يعقوب نبيّ الله ضالّ، وضلاله واضح لا لُبس فيه.

3 ـ كانوا يؤمنون بالقوة المتحصّلة من الكثرة ( فهم عشرة أشقّاء كبار مقابل اثنان صغار ) .

4 ـ جمعتهم وحدة الغاية والمصلحة .

( اقْتُلُوا يُوسُفَ، أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا، يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ، وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ 9)

الطرح الأول كان القتل أي حتمية الهلاك.

الطرح الثاني كان النفي إلى أرض بعيدة مع احتمالية الهلاك.

كانت الغاية الاستفراد بحبّ أبيهم .

5 ـ الإقرار بعدم مشروعية عملهم وفساده ، وذلك قبل شروعهم بالتنفيذ .

6ـ تبييت نية بالتوبة والصلاح، قبل ارتكاب الجريمة، وهذا منطق أعوج لا يقبله ربّ ولا عبد.

7ـ إغفالهم للعناية الإلهية المُدّخرة في علم الغيب ، والتي تتدخل في الوقت المناسب لتسيير الأمور .

( قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ ، لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ ، وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ، يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ ، إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)

كان أصلحهم فاسدا، حيث وافقهم على فعل المنكر مع تخفيف الضرر.

8ـ كان هناك إصرار لدى الأغلبية .

9ـ كان القرار النهائي أخف الضرر: إلقاء يوسف في بئر مع توافر احتمالية الهلاك، فيما لو لم يلتقطه أحد.

10ـ عدم الاكتراث بنبوة أبيهم، وما كان يتنزّل عليه من الوحي.

11ـ غفلة وعمى بصر وبصيرة وإتباع للهوى ، فليس فيهم ذو رأي سديد.

12ـ جهل بعواقب الأمور ، كالأثر النفسي والمعنوي البالغ ، على من يطمحون بالاستفراد بحبه ، وبالتالي عدم تحقق مرادهم .

13ـ تبييت النية للقيام بالفعل عندما تحين الفرصة .

( قَالُوا يَأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ، وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ، وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ، وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ، وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ، إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ ، وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ، وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا  وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15))

لم يكن يعقوب في العادة يأمنهم على يوسف وأخوه لمعرفته بعدم صلاحهم .

لم ينتظروا الفرصة للتنفيذ، بل سعوا إلى خلقها وإيجادها، باستخدام الحيلة والمكر والدهاء .

تجاهلوا تأكيد أبيهم لهم بأن غيبة يوسف عن وجهه، ولو لفترة بسيطة تسبب له الحزن. فكيف إذا كان ذلك أبديا ؟! وكانت تلك محاولة منه عليه السلام لإحياء ضمائرهم لعلّهم يرجعون ، ولكنهم لم يشعروا بذلك فكان كما أخبره سبحانه .

كان أبوهم عليه السلام على علم بمخطّطهم قبل التنفيذ ، وقد أخبرهم بما كانوا قد خطّطوه مسبقا بشأن الذئب ، لكن ذلك لم يُثنهم عن عزمهم .

قرار التنفيذ اتُخذ بالإجماع .

1ـ تم إخفاء النوايا الإجرامية اتجاه يوسف، تحت غطاء من الحرص على ترفيهه، لإقناع أبيهم بالاستجابة لمطلبهم.

( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ ، وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا ، فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ، وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا ، وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ، قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)).

2ـ الاستخفاف بأبيهم واستضعافه لكبر سنّه .

3ـ التضليل واختلاق وفبركة الشواهد والأدلة، لتبرئة أنفسهم وإدانة الذئب.

4ـ الجرأة في الكذب على نبيّ الله مع علمهم بذلك .

5ـ يقين يعقوب عليه السلام من كذبهم وتجنّيهم على الذئب .

6ـ ومما أحزنه عليه السلام هو ما كان عليه أبناءه من قلة إيمانهم ، وعقوقهم له ، وظلم لأخيهم ، وفسادهم وإفسادهم ، وصفات وطبائع غاية في السوء ، لا تليق بالأنبياء أو بأبناء أنبياء يتنزّل الوحي بين ظهرانيهم ، وفي المقابل لم يملك عليه السلام إلا الصبر والرجاء وطلب العون من الله لمجابهتهم .

( وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ، ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ، قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ، فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) … ( قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ ، فَقدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ، فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ ، وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ، قَالَ : أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) ).

7ـ بعد أن مرّت سنين على تلك الحادثة ، وأصبح يوسف وزيرا لمالية فرعون ، وقدِمَ أخوته إليه في مصر ، احتال عليهم ليأمن منهم على أخيه ، ويرفع عنه ما كان قد وقع عليه من ظلم وكيد .

 8ـ كان يوسف عليه السلام على علم، بما كانوا يكيدون لأخيه، عن طريق الوحي أو القياس.

 9ـ عدم توبتهم عما فعلوه سابقا، وبقائهم على نفس الحال.

10ـ خيانة يوسف بالغيب بعد كل هذه السنين، واتهامه زورا وبهتانا بالسرقة، فيوسف من عباد الله المخلصين، وما كان له أن يسرق.

11ـ تأكيد يوسف على فسادهم وإفسادهم بما حدّث به نفسه ، حيث لم يجهر نبي الله بقوله  أنهم أسوء حالا ممن يسرق ( قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ) فما فعلوه معه لا يُقارن بخطيئة السرقة التي اتهموه بها ، والتي أقرّوا بأنها أحد أشكال الإفساد في الأرض ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)) .

12ـ عدم اكتراثهم بسوء حال يعقوب عليه السلام ، ومدى ما نزل به من أذى نفسي وجسدي ( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)).

13ـ قسوة قلوبهم باستنكارهم حزن أبيهم على يوسف( قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)).

14ـ يعقوب يقطع الرجاء من أبنائه ، ويشكو قسوة أبنائه وضعفه وقلة حيلته في مواجهة أفعالهم إلى الله( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَبَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)).

15ـ لم يعترفوا لأبيهم بحقيقة فعلتهم مع يوسف، مع علمهم ومعرفتهم ومعايشتهم لحال أبيهم، وما وصلت إليه من سوء.

16ـ كان يعقوب على يقين من نجاة يوسف وكذب أبنائه عليه .

هنا تتضح مفارقة عجيبة ، توضح الكثير من معالم الشخصية اليهودية الإسرائيلية القديمة الحديثة ، فهم يعلمون علم اليقين أن يوسف ذهب إلى غير رجعة وأنه قُتل على الأرجح ، ولكنهم لم يعترفوا لأبيهم بحقيقة ما فعلوا ، وظلّوا مصرّين على حكاية الذئب ، فلا ضمير يؤنبهم ولا قلب يشعر مع أبيهم . وأبيهم يعلم علم اليقين من ربه ، أن يوسف على قيد الحياة ، وأنه نبي وسيكون له شأن كبير مستقبلا ، إذ كان عالما بتأويل رؤيا يوسف السابقة ، وأن أخوته سيسجدون له لعلو منزلته ، وهذا ما كان يُصبّره عليه السلام حين قال ( فصبر جميل )  أما ما كان يؤلمه عليه السلام ، هو إصرار أبنائه على ما هم عليه واستمرارهم ، وعدم التوبة والرجوع إلى الله .

( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) … ( وَقَالَ يَأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) … ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)).

هنا يتضح خلق الأنبياء وأدبهم في يوسف عليه السلام، حيث قابلَ السيئة بالحسنة ونسب خطيئة أخوته إلى الشيطان.

معطيات المعادلة كانت:

جمع واجتماع في الخفاء + قرار بالإجماع + تنفيذ بمكر ودهاء = مؤامرة.

أخوة يوسف لم يكونوا أنبياء بأي حال من الأحوال.

انظر إلى الآيتين (102-103) التي جاءت تعقيبا على قصة يوسف عليه السلام وأخوته ، لتقول أن هذا هو حال نبي الله يوسف مع أخوته ، وحال نبي الله يعقوب مع أبنائه ، الذين لم يكونوا على الأقل مؤمنين بنبوة أبيهم ، إن لم يكونوا أصلا غير مؤمنين بالله ، فما بالك في عدم إيمان قومك بنبوتك ودعوتك ، وهم ليسوا بأبنائك ، فلا تكن شديد الحرص على من لا أمل في هدايته بعدما أضلّه الله ، ولكن أُدعُ الناس وفوّض أمر هدايتهم لله ، كما فوّض يعقوب عليه السلام أمره إلى الله فيما كان من شأن أبنائه . أما من يستنكر فكرة أنهم غير أنبياء ، والله أعلم بحالهم ، فليرجع إلى القرآن وليقرأ قصة نوح عليه السلام مع ابنه ، وقصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه ، وقصة أبو لهب عم رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولاحظ أنه سبحانه نسبهم بالأخوة إلى يوسف عليه السلام ، في قوله : ( لقد كان في يوسف وأخوته آيات للسائلين ) ولم ينسبهم إلى يعقوب عليه السلام مع أنهم أبنائه .

ما تقدّم من أمر أخوة يوسف عليه السلام، ليس بحاجة لزيادة أو توضيح أو تعليق، فهذا ما جاء به القرآن الكريم، وكان هذا أول فسادهم وإفسادهم في الأرض، الذي كان موجّها ضد أخيهم وأبيهم .

 ومنذ ذلك اليوم ، احترف بنو إسرائيل فنون التآمر ومارسوه أولا فيما بينهم ، منذ نشأتهم وحتى نهاية مملكتهم الأولى في فلسطين . وبعد السبي البابلي وشتاتهم في شتى بقاع الأرض ، أصبح بعضا من تآمرهم يُحاك ضد الشعوب التي يقيمون فيما بينها . وكان تطلّعهم دائما وأبدا إلى الملك والقوة والغنى والأفضلية ، وكان سبيلهم إلى ذلك جمع المال بطرق غير مشروعة من ربا ونصب واحتيال ، والتقرب من أصحاب السلطة والنفوذ بالإغواء والإغراء ، للتلاعب بهم وتحريكهم من وراء الستار ، لإيقاع الفتن والحروب بين الشعوب ، لضمان السيطرة لتلبية مصالحهم واحتياجاتهم ، ولذلك تجدهم يجتمعون ويُخطّطون في السر والعلن ، ويعملون باستمرار بلا كلل أو ملل ، وتاريخهم قديما وحديثا غني بالأمثلة والشواهد .

 

الاضطهاد الأوروبي لليهود وفشلهم في تحصيل المُلك القاروني :

وعندما تبين للأوربيين مع مرور الوقت ، أن الكثير من المشاكل والمصائب والكوارث الاجتماعية والاقتصادية ، من فقر ومجاعات وانهيارات اقتصادية ، وانتشار للفساد والرذيلة ، كان سببه اليهود ، وضعوا الكثير من الحلول لمواجهة مشكلتهم ، مثل سن القوانين التي تقيد حركتهم وتعاملاتهم ، فلم تكن تجدي نفعا مع ما يملكون من مكر ودهاء ، وتم عزلهم في أحياء سكنية خاصة بهم فلم يجدي ذلك نفعا ، فكان لا بد من الحل الأخير وهو طردهم ونفيهم من معظم بلدان أوروبا الغربية ، وكان رجالات الكنيسة آنذاك يعملون كمستشارين للملوك في العصور الوسطى ، وكانوا يؤيدون تلك الإجراءات ضد اليهود لتحريم المسيحية للزنا والربا ، بالإضافة إلى ما اكتشف من تجديف على المسيح والدته وكرهٍ وبغضٍ وعداءٍ للمسيحيين في تلمودهم السري ، الذي جلب لهم المذابح الجماعية في بعض البلدان الأوربية كإسبانيا والبرتغال ، وفي النهاية تم طردهم بالتعاقب وعلى فترات متباعدة ، من فرنسا وسكسونيا وهنغاريا ، وبلجيكا وسلوفاكيا والنمسا ، وهولندا وإسبانيا وليتوانيا ، والبرتغال وإيطاليا وألمانيا ، بدءا من عام 1253م وحتى عام 1551م ، فاضطر اليهود للهجرة ، إلى روسيا وأوروبا الشرقية والإمبراطورية العثمانية .

إذن لا بدّ من التآمر:

آنذاك أصبح لليهود كشعب مشتت همّا مشتركا، من جرّاء الاضطهاد والتعذيب والطرد من قبل الأوروبيين، وأبواب الجنّة الأوربية قد أغلقت من دونهم ، حيث بدأ هناك بعد رحيل أغلب اليهود ما يُسمى بالنهضة الأوروبية ، فحيل بينهم وبين تحقيق أحلامهم ، سواء على مستوى الملك الأممي ، أو مستوى الملك الفردي ، وهذا ما لا يستطيعون احتماله أو تقبّله ، وهذه الأجواء تذكّرنا بأجواء المؤامرة الأولى في تاريخهم ، حيث واجه أخوة يوسف همّا مشتركا ، تمثّل في شعورهم بالدونية بالمقارنة مع يوسف وأخيه ، وكان دافعهم الحسد فاجتمعوا سرا وتآمروا وأجمعوا فنفّذوا .

 

ويحضرني في هذا المقام قول لابن القيم ، إذ يقول في كتاب الفوائد أن أصول المعاصي ، ثلاثة : الكبر والحرص والحسد ، فالكبر جعل إبليس يفسق عن أمر ربه ، والحرص أخرج آدم من الجنة ، والحسد جعل أحد ابنيّ آدم يقتل أخاه ، وبعد التدبر في هذا القول ، ستجد أن الطريق إلى الوقوع في المعصية ، هو الوقوع فريسة للمقارنة والمفاضلة ، من خلال الاعتماد على الحواس فقط وبتغييب العقل والفؤاد ، وبالتالي فقدان القدرة على الاستبصار والحكم على الأمور ، وقد نهى سبحانه في مواضع كثيرة من القرآن عن المقارنة والمفاضلة ، وحسم الأمر بأن الفضل من لدنه يؤتيه من يشاء من عباده ، أما اليهود وبعد إطلاعي على ما جاء في توراتهم وتلمودهم ، فإنهم جمعوا فيها أصول المعاصي كلها ، فالكبر جعلهم أفضل الناس على الإطلاق ، والحرص جعلهم يفضّلون الدنيا على الآخرة ، والحسد جعلهم يستبيحون ممتلكات الآخرين ويستحلّونها لأنفسهم .

احتلال أوروبا اقتصاديا:

وعندما تم تدمير السلطة الكنسية ، التي قام بها الإصلاحيون في أوروبا مثل( لوثر ) الذي قام بإصلاحاته الكنسية في القرن السادس عشر (و بفعل اليهود أنفسهم ) ، حيث ضُمّت التوراة إلى الإنجيل في كتب النصارى المقدسة ،عندها وجد اليهود بعض القبول في الدول الأوروبية ، فعادوا إليها شيئا فشيئا ، ونتيجة للاضطهاد والطرد الجماعي ، الذي تعرض له اليهود في هذه الدول فيما مضى ، اجتمع قارونات المال اليهود ، وبدءوا يعقدون اجتماعاتهم السرية في نهايات القرن الثامن عشر ( قبل أكثر من مائتي سنة ) للانتقام وتجنب ذلك المصير المرعب مرة أخرى . وبوجود المال اليهودي ، تشكل لديهم مخططا شيطانيا للسيطرة على العالم كله وحكمه فوضعوا مخططا مبدئيا ، كان موجها في الدرجة الأولى ضد ملوك أوروبا ورجالات الدين المسيحي .

أكبر وأخطر مؤامرة في تاريخ اليهود

 المخطط في أطواره الأولى :

ويتلخص مخططهم المبدئي مما كُشف من محاضر اجتماعاتهم في كتاب ( أحجار على رقعة الشطرنج ) لمؤلفه ( وليام كار ) ضابط الاستخبارات في البحرية الكندية ، بما يلي :

الهدف العام: تأليه المادة ونشر المذاهب الإلحادية، لتمهيد سيطرة اليهود على العالم، ومن ثم تتويج أنفسهم ملوكا وأسيادا على الشعوب. ( ونتيجة لذلك برز الكثيرين من المُفكّرين اليهود كفرويد وماركس وغيرهم ، ومن غير اليهود من المأجورين كداروين وغيره ، حيث بدأت الأطروحات والنظريات الإلحادية المنكرة لوجود الله عزّ وجلّ ، فظهرت الشيوعية ( لا إله ) والرأسمالية ( المال هو الإله ) وظهرت الاشتراكية ( التي جمعت ما بين المبدأين من حيث الكفر ) .

فلسفة المخطط : يتم تقسيم الشعوب إلى معسكرات متنابذة ، تتصارع إلى الأبد دونما توقف ، حول عدد من المشاكل ، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعرقية وغيرها ، ومن ثم يتم تسليح هذه المعسكرات ، ثم يجري تدبير حادث ما ( فتنة ) ، تتسبب في إشعال الحروب بين هذه المعسكرات ، لتُنْهِك وتحطّم بعضها بعضا ، وبالتالي تتساقط الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية تباعا .

برنامج العمل:

السيطرة على رجالات الحكم ، على مختلف المستويات والمسؤوليات ، بالإغواء المالي ( الرشوة ) والإغراء الجنسي ، وعند وقوعهم ، يتم استغلالهم لغايات تنفيذ المخطط ، وعند تفكير أي منهم بالانسحاب ، يتم تهديده بالانطفاء السياسي أو الخراب المالي ، أو تعريضه لفضيحة عامة كبرى تقضي على مستقبله ، أو تعريضه للإيذاء الجسدي أو بالتخلص منه بالقتل .

دفع معتنقي المذهب الإلحادي المادي ، للعمل كأساتذة والجامعات والمعاهد العلمية وكمفكرين ، لترويج فكرة الأممية العالمية بين الطلاب المتفوقين ، لإقامة حكومة عالمية واحدة ، وإقناعهم أن الأشخاص ذوي المواهب والملكات العقلية الخاصة ، لهم الحق في السيطرة على من هم أقل منهم كفاءةً وذكاءً ( وذلك كغطاء لجرهم لاعتناق المذهب الإلحادي ) .

يتم استخدام الساسة والطلاب ( من غير اليهود ) الذين اعتنقوا هذا المذهب كعملاء خلف الستار ، بعد إحلالهم لدى جميع الحكومات بصفة خبراء أو اختصاصيين ، لدفع كبار رجال الدولة إلى نهج سياسات ، من شأنها في المدى البعيد خدمة المخططات السرية لليهود ، والتوصل إلى التدمير النهائي لجميع الأديان والحكومات التي يعملون لأجلها .

السيطرة على الصحافة وكل وسائل الإعلام، لترويج الأخبار والمعلومات التي تخدم مصالح اليهود، وتساهم في تحقيق هدفها النهائي.

أما القائمون على المؤامرة فهم مجموعة كبيرة منظمة من جنود إبليس ، تضم حفنة من كبار أثرياء اليهود في العالم ، بالإضافة إلى حفنة من كبار حاخامات الشرق والغرب ، ومن الأسماء التي أطلقها عليهم الباحثون في مؤلفاتهم ، جماعة النورانيون ، وحكومة العالم الخفية ، واليهود العالميّون . يعملون بلا كلل أو ملل على تدمير الأخلاق والأديان ، وإشعال الحروب الإقليمية والعالمية ، ويسيطرون على كثير من المنظمات السرية والعلنية اليهودية وغير اليهودية تحت مسميات عديدة ، ولهم عملاء ذوي مراكز رفيعة ومرموقة في معظم الحكومات الوطنية لدول العالم ، من الذين باعوا شعوبهم وأوطانهم بأبخس الأثمان ، وتميّزوا بولائهم المطلق للمؤامرة وأصحابها ، وفيما يلي سنعرض أهدافهم وسياساتهم .

بروتوكولات حكماء صهيون

يقول ( ويليام كار ) أن هذه البروتوكولات ، عرضها ( ماير روتشيلد ) أحد كبار أثرياء اليهود ، أمام اثني عشر من كبار أثرياء اليهود الغربيون ، في فرانكفورت بألمانيا عام 1773م ، أما كشفها فقد تم بالصدفة عام 1784م في ألمانيا نفسها من قبل الحكومة البلفارية ، وتمت محاربتها ومحاربة كل رموزها الظاهرة في ألمانيا آنذاك . ولذلك انتقلت إلى السرية التامة ، وسارع معظم يهود العالم إلى التنصل منها ، واستطاعوا بما لديهم من نفوذ من إرغام الناس والحكومات على تجاهلها ، ومنذ ذلك اليوم الذي كُشفت فيه وحتى منتصف القرن الماضي ، والكتّاب والباحثون الغربيون يتناولونها بالبحث والتقصي ، ويؤكدون مطابقة ما جاء فيها ، مع ما جرى ويجري على أرض الواقع ، ويحذّرون حكوماتهم من الخطر اليهودي المحدّق بأممهم ، ولكن لا حياة لمن تنادي في حكومات تغلغل فيها اليهود ، كما تتغلغل بكتيريا التسوس في الأسنان ، ومعظم الكتب التي حذّرت - وما زالت - تحذّر من الخطر اليهودي على شعوب العالم كان مصيرها الاختفاء من الأسواق ، أو الإلقاء في زوايا النسيان .

أما من يُفكّر اليوم بمناهضة اليهود ومعاداتهم في الغرب فقد ثكلته أمه ، فخذ ( هايدر ) مثلا ، زعيم أحد الأحزاب النمساوية الذي أطلق يوما عبارات مناهضة لليهود ، عندما فاز حزبه ديمقراطيا بأغلبية في مقاعد البرلمان قامت الدنيا ولم تقعد ، ضجّة إعلامية كبرى في إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة ، حتى أُرغم الاتحاد الأوروبي على مقاطعة النمسا لمنع ( هايدر ) من ترشيح نفسه لمنصب في الحكومة النمساوية .

 

الصيغة النهائية لمبادئ المخطط الشيطاني

أن قوانين الطبيعة تقضي بأن الحقّ هو القوة.

 ( بمعنى أن الذي يملك القوة هو الذي يُحدّد مفاهيم الحق ويفرضها على الآخرين ).

أن الحرية السياسية ليست إلا فكرة مجردة ولن تكون حقيقة واقعة.

 ( بمعنى أنك تستطيع الادعاء ظاهريا بأنك ديمقراطي وتسمح بحرية الرأي ولكن في المقابل يجب قمع الرأي الآخر سرا ).

سلطة الذهب ( المال ) فوق كل السلطات حتى سلطة الدين.

 ( محاربة الدين وإسقاط أنظمة الحكم غير الموالية، من خلال تمويل الحركات الثورية ذات الأفكار التحررية وتمويل المنتصر منها بالقروض ).

الغاية تبرّر الوسيلة .

( فالسياسي الماهر : هو الذي يلجأ إلى الكذب والخداع والتلفيق في سبيل الوصول إلى سدة الحكم ) .

من العدل أن تكون السيادة للأقوى.

( وبالتالي تحطيم المؤسسات والعقائد القائمة ، عندما يترك المستسلمون حقوقهم ومسؤولياتهم ، للركض وراء فكرة التحرّر الحمقاء ) .

ضرورة المحافظة على السرية .

( يجب أن تبقى سلطتنا الناجمة عن سيطرتنا على المال مخفيّة عن أعين الجميع، لغاية الوصول إلى درجة من القوة لا تستطيع أي قوة منعنا من التقدم ).

ضرورة العمل على إيجاد حكام طغاة فاسدين .

( لأن الحرية المطلقة تتحول إلى فوضى وتحتاج إلى قمع ، لكي يتسنى لأولئك الحكام سرقة شعوبهم ، وتكبيل بلدانهم بالديون ولتصبح الشعوب برسم البيع ) .

إفساد الأجيال الناشئة لدى الأمم المختلفة .

( ترويج ونشر جميع أشكال الانحلال الأخلاقي لإفساد الشبيبة ، وتسخير النساء للعمل في دور الدعارة ، وبالتالي تنتشر الرذيلة حتى بين سيدات المجتمع الراقي إقتداءً بفتيات الهوى وتقليدا لهن ) .

الغزو السلمي التسللي هو الطريق الأسلم ، لكسب المعارك مع الأمم الأخرى .

( الغزو الاقتصادي لاغتصاب ممتلكات وأموال الآخرين ، لتجنب وقوع الخسائر البشرية في الحروب العسكرية المكشوفة ) .

10ـ إحلال نظام مبني على أرستقراطية المال، بدلا من أرستقراطية النسب.

( لذلك يجب إطلاق شعارات: الحرية والمساواة والإخاء، بين الشعوب بغية تحطيم النظام السابق، وكان هذا موجها إلى الأسر الأوروبية ذات الجذور العريقة، ومن ضمنها الأسر الملكية والإمبراطورية، ليلقى لصوص هذه المؤامرة بعدها شيئا من التقدير والاحترام ).

11ـ إثارة الحروب وخلق الثغرات في كل معاهدات السلام التي تعقد بعدها لجعلها مدخلا لإشعال حروب جديدة.

( وذلك لحاجة المتحاربين إلى القروض ، وحاجة كل من المنتصر والمغلوب لها بعد الحرب لإعادة الإعمار والبناء ، وبالتالي وقوعهم تحت وطأة الديون ومسك الحكومات الوطنية من خنّاقها ، وتسيير أمورها حسب ما يقتضيه المخطط من سياسات هدامة ) .

12ـ خلق قادة للشعوب من ضعاف الشخصية الذين يتميزون بالخضوع والخنوع .

 ( وذلك بإبرازهم وتلميع صورهم من خلال الترويج الإعلامي لهم ، لترشيحهم للمناصب العامة في الحكومات الوطنية ، ومن ثم التلاعب بهم من وراء الستار بواسطة عملاء متخصّصين لتنفيذ سياساتنا ) .

13ـ امتلاك وسائل الإعلام والسيطرة عليها .

( لترويج الأكاذيب والإشاعات والفضائح الملفّقة التي تخدم المؤامرة ).

14ـ قلب أنظمة الحكم الوطنية المستقلة بقراراتها، والتي تعمل من أجل شعوبها ولا تستجيب لمتطلبات المؤامرة.

 ( وذلك بإثارة الفتن وخلق ثورات داخلية فيها لتؤدي إلى حالة من الفوضى ، وبالتالي سقوط هذه الأنظمة الحاكمة وإلقاء اللوم عليها ، وتنصيب العملاء قادة في نهاية كل ثورة وإعدام من يُلصق بهم تهمة الخيانة من النظام السابق ) .

15ـ استخدام الأزمات الاقتصادية للسيطرة على توجهات الشعوب .

 ( التسبب في خلق حالات من البطالة والفقر والجوع ، لتوجيه الشعوب إلى تقديس المال وعبادة أصحابه ، لتصبح لهم الأحقية والأولوية في السيادة ، واتخاذهم قدوة والسير على هديهم ، وبالتالي سقوط أحقية الدين وأنظمة الحكم الوطنية ، والتمرد على كل ما هو مقدّس من أجل لقمة العيش ) .

16ـ نشر العقائد الإلحادية المادية .

 ( من خلال تنظيم محافل الشرق الكبرى ، تحت ستار الأعمال الخيرية والإنسانية ، كالماسونية ونوادي الروتاري والليونز ، والتي تحارب في الحقيقة كل ما تمثله الأديان السماوية ، وتساهم أيضا في تحقيق أهداف المخطط الأخرى داخل البلدان التي تتواجد فيها ) .

17ـ خداع الجماهير المستمر باستعمال الشعارات والخطابات الرنّانة والوعود بالحرية والتحرر .

 ( التي تلهب حماس ومشاعر الجماهير لدرجة يمكن معها ، أن تتصرف بما يخالف حتى الأوامر الإلهية وقوانين الطبيعة ، وبالتالي بعد الحصول على السيطرة المطلقة على الشعوب ، سنمحو حتى اسم الله من معجم الحياة ) .

18ـ ضرورة إظهار القوة لإرهاب الجماهير .

( وذلك من خلال افتعال حركات تمرد وهمية على أنظمة الحكم ، وقمع عناصرها بالقوة على علم أو مرأى من الجماهير ، بالاعتقال والسجن والتعذيب والقتل إذا لزم الأمر ، لنشر الذعر في قلوب الجماهير ، وتجنُّب أي عصيان مسلح قد يُفكّرون فيه عند مخالفة الحكام لمصالح أممهم ) .

19ـ استعمال الدبلوماسية السريّة من خلال العملاء .

( للتدخل في أي اتفاقات أو مفاوضات، وخاصة بعد الحروب، لتحوير بنودها بما يتفق مع مخططات المؤامرة ) .

20ـ الهدف النهائي لهذا البرنامج هو الحكومة العالمية التي تسيطر على العالم بأسره .

 ( لذلك سيكون من الضروري إنشاء احتكارات عالمية ضخمة ، من جرّاء اتحاد ثروات اليهود جميعها ، بحيث لا يمكن لأي ثروة من ثروات الغرباء مهما عظُمت من الصمود أمامها ، مما يؤدي إلى انهيار هذه الثروات والحكومات ، عندما يوجّه اليهود العالميون ضربتهم الكبرى في يوم ما ) .

21ـ الاستيلاء والسيطرة على الممتلكات العقارية والتجارية والصناعية للغرباء .

 ( وذلك من خلال ؛ أولا : فرض ضرائب مرتفعة ومنافسة غير عادلة للتجار الوطنيين ، وبالتالي تحطيم الثروات والمدخرات الوطنية ، وحصول الانهيارات الاقتصادية بالأمم .

 ثانيا : السيطرة على المواد الخام وإثارة العمال ، للمطالبة بساعات عمل أقل وأجور أعلى ، وهكذا تضطر الشركات الوطنية لرفع الأسعار ، فيؤدي ذلك إلى انهيارها وإفلاسها ، ويجب ألا يتمكن العمال بأي حال من الأحوال من الاستفادة من زيادة الأجور ) .

22ـ إطالة أمد الحروب لاستنزاف طاقات الأمم المتنازعة ماديا ومعنويا وبشريا.

( لكي لا يبقى في النهاية سوى مجموعات من العمال ، تسيطر عليها وتسوسها حفنة من أصحاب الملايين العملاء ، مع عدد قليل من أفراد الشرطة والأمن لحماية الاستثمارات اليهودية المختلفة ، بمعنى آخر إلغاء الجيوش النظامية الضخمة حربا أو سلما ، في كافة البلدان ) .

23ـ الحكومة العالمية المستقبلية تعتمد الدكتاتورية المطلقة كنظام للحكم.

( فرض النظام العالمي الجديد ، الذي يقوم فيه الدكتاتور بتعيين أفراد الحكومة العالمية ، من بين العلماء والاقتصاديين وأصحاب الملايين ) .

24ـ تسلل العملاء إلى كافة المستويات الاجتماعية والحكومية .

 ( من أجل تضليل الشباب وإفساد عقولهم بالنظريات الخاطئة ، حتى تسهل عملية السيطرة عليهم مستقبلا ) .

25ـ ترك القوانين الداخلية والدولية التي سنتها الحكومات والدول كما هي ، وإساءة استعمالها وتطبيقها .

 ( عن طريق تفسير القوانين بشكل مناقض لروحها ، يستعمل أولا قناعا لتغطيتها ومن ثم يتم طمسها بعد ذلك نهائيا ) .

ثم يختم المتحدّث عرضه بالقول : " لعلكم تعتقدون أن الغرباء ( غير اليهود ) لن يسكتوا بعد هذا ، وأنهم سيهبّون للقضاء علينا ، كلا هذا اعتقاد خاطئ . سيكون لنا في الغرب منظمة على درجة من القوة والإرهاب ، تجعل أكثر القلوب شجاعة ترتجف أمامها ، تلك هي منظمة الشبكات الخفية تحت الأرض ، وسنعمل على تأسيس منظمات من هذا النوع ، في كل عاصمة ومدينة نتوقّع صدور الخطر منها " ، انتهى . ـ بتصرّف من كتاب ( أحجار على رقعة الشطرنج ) ـ .

 

المخطط في مراحله النهائية تحت حماية أمريكا

ولو أنك نظرت إلى البروتوكول رقم (23) ، ستجد أن النظام الذي كان يُنادي به الرئيس الأمريكي ( بوش ) في بداية التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ، موجود تحت نفس الاسم ( النظام العالمي الجديد ) وهذه العبارة نفسها مكتوبة أيضا على الدولار باللغة اللاتينية ، وهذا مؤشر على أن المخطّط أصبح في مراحله الأخيرة ، حيث أن هذا البرتوكول هو الثالث قبل الأخير ، وما بقي عليهم للوصول إلى هدفهم النهائي ، سوى تنفيذ البرتوكولين (24) و (25) ، وهما المتعلقيّن بالعولمة بجانبيها الثقافي والاقتصادي ، والتي سنوضحها لاحقا .

الرؤساء الأمريكيون الأوائل يُحذّرون من الخطر اليهودي

ترجمة النص الكامل للجزء الخاص باليهود من خطاب بنيامين فرانكلين أمام الكونجرس :

" أيها السادة : هنالك خطر كبير يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية … وهذا الخطر هو اليهود … ففي أي أرض يحلُّ بها اليهود … يعملون على تدني المستوى الأخلاقي والتجاري فيها … وعلى مدى تاريخهم الطويل …ظلّوا متقوقعين على أنفسهم في معزل عن الأمم التي يعيشون فيها … ولم يندمجوا في حضاراتها … بل كانوا يعملون دوما على إثارة الأزمات المالية وخنق اقتصادياتها … كما حصل في البرتغال وإسبانيا .

لأكثر من 1700 سنة … وهم يبكون على قدرهم ومصيرهم المحزن … أعني طردهم ونفيهم من وطنهم الأم ( فلسطين ) … ولو أن العالم المتحضر ( الغرب ) أعاد لهم فلسطين الآن … فإنهم على الفور سيختلقون الكثير من الأسباب والأعذار والحجج الواهية … ليبرروا عدم رغبتهم في العودة إليها … لماذا ؟ … لأنهم كائنات طفيلية … والطفيليات لا تستطيع أن تتطفل على طفيليات أخرى … فهم لا يستطيعون العيش مع بعضهم البعض … مما يستدعي ضرورة تواجدهم بين المسيحيين … أو بين أناس من غير جنسهم .

وإن لم يُطردوا من الولايات المتحدة بموجب الدستور … فإنهم وخلال مائة عام على الأقل من الآن … سيتوافدون إلى هذا البلد بأعداد كبيرة … وبتلك الأعداد سوف يحكمونا ويدمّرونا … من خلال تغيير أنظمة الحكم لدينا … والتي بذلنا نحن الأمريكيين من أجل توطيدها على مر السنين … الغالي والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا … وإن لم يتم طردهم … وبعد مائتي سنة من الآن …فإن أحفادنا سيعملون في الحقول ليل نهار … من أجل إشباع بطونهم وجيوبهم … بينما يجلسون هم في قصورهم يفركون أيديهم فرحا واغتباطا … بما حصدوه من غلال وأرباح .

وها أنا أحذركم أيها السادة … إن لم تطردوا اليهود من هذا البلد إلى الأبد … فإن أولادكم وأحفادكم سيلعنونكم في قبوركم … ومع أنهم يعيشون بيننا منذ أجيال … فإن مُثُلهم العليا ما زالت تختلف كليا ، عما يتحلى به الشعب الأمريكي من مُثُل … فالفهد الأرقط لا يمكنه تغيير لون جلده … سوف يُعرّضون مؤسساتنا ومقوماتنا الاجتماعية للخطر … لذلك يجب طردهم بنص من الدستور " .

وكان فرانكلين من الرؤساء الأوائل في أمريكا ، والذي استشعر الخطر اليهودي قبل تغلغله في أمريكا ، من خلال دراسته لتوراتهم ولتاريخهم في أوروبا وما أحدثوه من خراب فيها .

وهذا قسم من خطاب الرئيس الأمريكي ( لنكولن ) للأمة ، في نهاية مدته الرئاسية الأولى :

" إنني أرى في الأفق نُذر أزمة تقترب شيئا فشيئا … وهي أزمة تثيرني وتجعلني أرتجف على سلامة بلدي … فقد أصبحت السيادة للهيئات والشركات الكبرى … وسيترتب على ذلك وصول الفساد إلى أعلى المناصب … إذ أن أصحاب رؤوس الأموال سيعملون على إبقاء سيطرتهم على الدولة … مستخدمين في ذلك مشاعر الشعب وتحزّباته … وستصبح ثروة البلاد بأكملها تحت سيطرة فئة قليلة … الأمر الذي سيؤدي إلى تحطم الجمهورية " .

وكان هذا الخطاب قبل أكثر من 130 سنة بعد أن تغلغل اليهود في أمريكا ، وقد اغتيل هذا الرئيس في بداية فترة الرئاسية الثانية ، لأن كل أصحاب رؤوس المال الأمريكي أصبحوا من اليهود .

كما اغتيل الرئيس ( جون كندي ) عندما أعلن عن برامجه الإصلاحية ، ورغبته ببناء أمريكا من الداخل ونهج التعايش السلمي مع الخارج كروسيا والبلدان الأخرى ، وهذا مما يتعارض كليا مع بروتوكولات أرباب المال اليهود وحكمائهم ، وتخيل لو أن أرباب المال اليهود يسحبون أرصدتهم من أمريكا ، بالتأكيد سينهار الاقتصاد الأمريكي برمّته على الفور ، وربما تصبح أمريكا من أفقر بلدان العالم .

بعد اغتيال ( كندي ) استوعب رؤساء أمريكا الدرس وحفظوه عن ظهر قلب ، فلم يجرؤ أحدهم على نهج أي سياسة تتعارض مع طموحات اليهود وتطلعاتهم على كافة الأصعدة ، بل كانوا فور انتخابهم يسارعون لتقديم فروض الطاعة والولاء لأسيادهم اليهود ، وخدماتهم لليهود خلال الأربعين سنة الماضية ظاهرة للعيان ، وأصبحت مهمة الرئيس الأمريكي لا تتعدى مهمة ( كلب الصيد المدرّب جيدا ) ، لاصطياد الشعوب وثرواتها وجلبها لليهود في الداخل والخارج ، وفي نهاية ولاية كل كلب جيد منهم يُعلّق في رقبته وساما رفيعا من المديح اليهودي ، فيهزّ ذنبه فرحا ويمضي خارجا من البيت الأبيض ، بعد حصوله على شرف عضوية ( نادي كلاب الصيد ) اليهودي ، وكلنا يذكر قصة ( كلينتون ) عندما نسي نفسه وحاول الضغط على نتنياهو ، ففجّروا في بيته الأبيض القنبلة ( لوينسكي ) ، التي كانت مُعدّة منذ لحظة انتخابه فأعادته إلى صوابه ، وإلى موقعه الحقيقي ككلب صيد لا أكثر ، فأصبح في نهاية مدة رئاسته صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم ، يمسح بفروه الأبيض الناعم نعال أحذيتهم ، عسى أن يقتات هو وزوجته على فتات موائدهم ، في قاعات مجلس الشيوخ الأمريكي بعد خروجهم من البيت الأبيض .

 

تأخر موسم الحصاد اليهودي للمحصول العالمي:

كان مخطط المؤامرة يقتضي تنفيذ ما جاء في البروتوكولات بحرفتيه ، والغاية من ذلك السيطرة على اقتصاديات دول العالم بأسرها ، وحصر رؤوس الأموال العالمية كلها في أيدي اليهود ، وعندما يحين الموعد المناسب يعمد اليهود إلى شراء الذهب من الأسواق العالمية وتكديسه ، ومن ثم يُشعلون نيران الحرب العالمية الثالثة ، والتي حسب تصورهم ستكون كارثية بكل معنى الكلمة على العالم بأسره ، وتخلف وراءها قطعانا بشرية جائعة ، ملحدة لا تؤمن إلا بما هو مادي ، ومنحلة لا تبحث إلا عن كل ما يُشبع غرائزها الجسدية ، آنذاك يُعلن ملوك الذهب عن أنفسهم ، ويشترطون لإنقاذ تلك القطعان البشرية من الموت جوعا ، بما أنهم يملكون الذهب ، تنصيبهم ملوكا على الأرض ليُقيموا دولتهم العالمية الدكتاتورية وعاصمتها القدس ، فلا تملك تلك القطعان إلا أن تدين بالعبودية المطلقة لليهود ، بعد أن جاءها نور الذهب ليُبدد ظلمة الأديان الموحشة .

إذ كان من المفروض أن تقوم الحرب العالمية الثالثة حسب مُخططاتهم ، بعد ( 20 – 25 ) عاما من الحرب العالمية الثانية ، ولكن ما لم يكن في الحسبان هو موت لينين نتاج المؤامرة اليهودية ، وانقلاب ( ستالين ) على مخطّطاتها ومخطّطيها ، وتخلّصه من جميع القادة اليهود في الحزب الشيوعي ، وإقامته لاتحاد سوفييتي قوي وامتلاكه للسلاح النووي ، ومقاسمته لأمريكا حكم العالم ودخول عصر الحرب الباردة ، الذي حجّم اليهود وطموحاتهم بوقوفه ندّا قويا في وجه أمريكا وطموحاتها ، فكان لا بد من تدميره وتفكيكه أولا ، عن طريق الغزو السلمي المطروح في البروتوكول رقم ( 9 ) .

فوجدوا في ( جورباتشوف ) ضالتهم ، ولما أوشك الاتحاد على الانهيار أجهزوا عليه بعمليهم الآخر ( يلتسين ) ، فسيطر على مقاليد الحكم بالقوة ، وأنهى ما يُسمى بحلف وارسو ، وأزاح الحكم الشيوعي المناهض لأمريكا عن روسيا ، وأخذ بنصائح صندوق النقد الدولي للإصلاح الاقتصادي من خصخصة وغيرها ، فاستطاع المليارديرات اليهود كـ ( بيريزوفسكي ) من شراء معظم المشاريع الاستثمارية الروسية ، وشراء القرار السياسي والاقتصادي الروسي ، وبالإضافة إلى ما كانت تواجهه روسيا من أوضاع اقتصادية متردّية ، أدخلوها في حرب استنزافية مع الشيشان في أوساط التسعينيات ، وكل ذلك حتى يتسنى لليهود أن يصولوا ويجولوا ، في كافة أرجاء العالم ليُحققوا طموحاتهم ، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ، وعندما خلت لهم الساحة بانهيار الاتحاد السوفييتي أشعلوا حرب الخليج الثانية ، باستخدام نفس السيناريو المستخدم في الحرب العالمية الثانية ، وخرجوا بنفس النتائج ، وشاركت روسيا في الحملة الثلاثينية على العراق ، على استحياء من حليفها السابق ، غير أن الحصار العراقي شمل كل مناحي الحياة.

وكان مؤتمر مدريد للسلام ، الذي كان في الأصل ، غاية لمخطّطي ومفكري اليهود التوراتيون في الغرب ، والذي لم يكن يوافق عليه حكام إسرائيل العلمانيون ، وذلك لخلق درع من معاهدات السلام ، لحماية إسرائيل من الأخطار الخارجية ، من دول ما وراء دول الطوق ، ولتحييد طول الطوق نفسها ، ودفعها لخوض الحروب نيابة عن الدولة اليهودية ، في حال فكرت أي دولة بعيدة كروسيا والعراق ، العدوين اللدودين حسب النبوءات التوراتية ، بالإضافة إلى مصر والسودان وليبيا ، والأردن وسوريا وإيران وأفغانستان ، وكل هذه الدول مذكورة في التوراة بأسمائها القديمة . ولذلك كانت هناك معاهدة السلام المصرية ، لقطع الطريق على مصر نفسها والسودان وليبيا ، وكانت المعاهدة الأردنية لقطع الطريق على الدول الشرقية ، ولم تتحقق معاهدة السلام السورية ، نتيجة التعنت السوري لاسترجاع هضبة الجولان ، التي لا تستطيع إسرائيل التخلي عنها بأي حال من الأحوال ، فكانت هناك معاهدة أمنية بين إسرائيل وتركيا بديلا عن المعاهدة السورية مؤقتا لقطع الطريق على روسيا ، أما هذه الأيام فالموقف من سوريا قد اختلف باختلاف الموقف السوري من إسرائيل ومن العراق ، مما يستدعي أفكارا جديدة وأسلوبا جديدا للتعامل مع سوريا .

 

صندوق النقد الدولي والبنك الدولي

وبالتالي تصادر أو بالأحرى تُشترى القرارات السياسية ، كما اشتُريت قرارات الاتحاد السوفييتي ، في حرب الخليج وما بعدها بعد أن اختلس ( جورباتشوف ) وحاشيته ، ما مجموعه أربعة مليارات دولار ثمنا لتدمير الاتحاد السوفييتي ، لكي يتمكن اليهود من التفرّد بحكم العالم من خلال نظامهم العالمي الجديد ، وبعد أن أزاح الرئيس الروسي ( يلتسين ) غريمه من الكرملين بقوة المدرعات أكمل صفقة البيع ، فاختلس على مدى سنين حكمه ما مجموعه سبعة مليارات دولار من مساعدات صندوق النقد لدولي، ولما اكُتشف الأمر من قبل الروس وصار ( يلتسين ) قاب قوسين أو أدنى من الملاحقة القضائية ، اشتعلت بقدرة قادر أحداث داغستان والتفجيرات الوهمية في موسكو والتي لم تُسجّل أي ضحية ، وشُنّت حرب غير مبررة للقضاء على( الإرهاب) في الشيشان وانشغل الشعب الروسي فيها ، ونسي اختلاسات ( يلتسين ) الذي قدّم استقالته واشترط علنا على خليفته ( بوتين ) ، عدم ملاحقته قضائيا عند تسلمه للسلطة ، فمن الذي مكّن ( يلتسين ) من ذلك ؟ وكيف صعد ( بوتين ) من المجهول ليصبح رئيسا لروسيا ؟!

يُصرّح الملياردير اليهودي ( سوروس ) بأن المسئول عن تدبير ذلك ، هو الملياردير اليهودي الآخر ( بيريزوفسكي ) الذي قدّم التمويل لثوار داغستان الإسلاميين ، وبعد اشتعال النيران وغزو الشيشان انقطع التمويل ، ويصرح زعيم الإسلاميين ( خطّاب ) صحفيا بعد أن شرب المقلب اليهودي ، وتبخرّت أحلامه في إقامة دولة إسلامية في داغستان ، حسبما أفادت إحدى الصحف بأن الاتفاق مع ( بيريزوفسكي ) لم يتطرّق إلى تدخل الطيران الروسي لقصف الثوار ، وبالتالي ذهب الشعب الشيشاني المسلم ضحية لمؤامرة ( يلتسين ، بيريزوفسكي ، بوتين ) . وكما حصل مع الشريف حسين في الثورة العربية في الحرب العالمية بعد أن غُدر به ، فكانت نتيجتها الاستعمار والانتداب وضياع فلسطين وتشرذم الأمة العربية ، وكما حصل مع هتلر في الحرب العالمية الثانية ، ومع صدام حسين في حربي العراق المُدمّرتين .

هل المشكلة في أن العرب لا يقرءون التاريخ أو القرآن أو التوراة أو الإنجيل ؟! أم أن العرب لا يقرءون شيئا، وإن قرءوا لا يفهمون، وإن فهموا لا يعملون.

في الحقيقة هذا ليس من قولي ، وإنما سمعته يوما من أحدهم ، منسوبا إلى أحد زعماء اليهود ، والغريب أن سيناريو المؤامرة هو نفسه بكل حيثياته يتكرّر في كل مرة !!!

هناك فرق شاسع بين فلسفة الاقتصاد وفلسفة الدمار والخراب . تقضي فلسفة الاقتصاد بأن تنفق أقل مما تُنتج ، وتدّخر الفائض لتقلبات الزمن ، وأما فلسفة الدمار والخراب تقضي بأن تنفق أضعاف أضعاف ما تنتج ، لتنتهي في أحضان صندوق النقد الدولي ، ولا أظن من قال : على قدّ لحافك مدّ رجليك كان حاصلا على دكتوراه في الاقتصاد ليصل إلى هذه النتيجة . وأتساءل كيف عاشت البشرية ما يُقارب الستة آلاف سنة ، بدون صندوق النقد الدولي وبرامجه الإصلاحية .

أما الآن … فأمعن النظر والفكر والوجدان، في كل ما يدور من حولك، في بيتك، في الشارع، في المدرسة، في الجامعة، في وطنك، بل في العالم أجمع … وأجب عن هذا التساؤل … على أيّ هدي ، يسير هذا الواقع الذي نحن عليه الآن … ؟! على هدي القرآن … أم على هدي أسياد هذا الزمان !

وقد يسأل سائل : ثم ماذا ؟ نُجيب بقوله تعالى : ( وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ، يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ، وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42 الرعد ) وقوله في سورة النحل: ( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ ، فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ، وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ 26 ) .

والعلو اليهودي قائم على قاعدتين:

1ـ  هما إسرائيل كموطن بما فيها القدس، كعاصمة مستقبلية للدولة اليهودية العالمية الأبدية. 2ـ وأمريكا كقوة اقتصادية عسكرية ، لتمكين هذا الحلم اليهودي .

 فلا غرابة ولا عجب إن أتى الله هذا البنيان من القواعد ، فخرّ على رؤوسهم وعلى رؤوس من يشدّ على أيديهم سقف أحلامهم وطموحاتهم ، فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون .

وإليك هذا النص من التوراة والذي يؤكد لليهود أن عاقبة أفعالهم ستكون مدمرة لا محالة ، وأن الكأس التي جرّعوها للشعوب لا بد أن يتجرّعوها في النهاية ، حتى لو تخندقوا في الحصن الأمريكي البريطاني المنيع فذلك لن يُجدي نفعا ، ومهما كُبرت أمريكا وعظمت وتعالت فالله أكبر وأعظم وأعلى ، وليت عبدة أمريكا من أمتي يفقهون ذلك ، لعلهم يرجعون قبل فوات الأوان اقرأ النبوءة في سفر حبقوق 2: 6-12  .[ 6فَهَلاَّ يَنْطِقُ هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ بِهَجْوٍ عَلَيْهِ وَلُغْزِ شَمَاتَةٍ بِهِ، وَيَقُولُونَ: وَيْلٌ لِلْمُكَثِّرِ مَا لَيْسَ لَهُ! إِلَى مَتَى؟ وَلِلْمُثَقِّلِ نَفْسَهُ رُهُونًا؟ 7أَلاَ يَقُومُ بَغْتَةً مُقَارِضُوكَ، وَيَسْتَيْقِظُ مُزَعْزِعُوكَ، فَتَكُونَ غَنِيمَةً لَهُمْ؟ 8لأَنَّكَ سَلَبْتَ أُمَمًا كَثِيرَةً، فَبَقِيَّةُ الشُّعُوبِ كُلِّهَا تَسْلُبُكَ لِدِمَاءِ النَّاسِ وَظُلْمِ الأَرْضِ وَالْمَدِينَةِ وَجَمِيعِ السَّاكِنِينَ فِيهَا.9«وَيْلٌ لِلْمُكْسِبِ بَيْتَهُ كَسْبًا شِرِّيرًا لِيَجْعَلَ عُشَّهُ فِي الْعُلُوِّ لِيَنْجُوَ مِنْ كَفِّ الشَّرِّ! 10تَآمَرْتَ الْخِزْيَ لِبَيْتِكَ. إِبَادَةَ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ وَأَنْتَ مُخْطِئٌ لِنَفْسِكَ. 11لأَنَّ الْحَجَرَ يَصْرُخُ مِنَ الْحَائِطِ فَيُجِيبُهُ الْجَائِزُ مِنَ الْخَشَبِ.12«وَيْلٌ لِلْبَانِي مَدِينَةً بِالدِّمَاءِ، وَلِلْمُؤَسِّسِ قَرْيَةً بِالإِثْمِ! 13أَلَيْسَ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْجُنُودِ أَنَّ الشُّعُوبَ يَتْعَبُونَ لِلنَّارِ، وَالأُمَمَ لِلْبَاطِلِ يَعْيَوْنَ؟ 14لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ..]

ويل لمن يكوّم لنفسه الأسلاب، ويثرى على حساب ما نهب ، إنما إلى متى ؟ ألا يقوم عليك دائنوك بغتة ، أولا يثورون عليك ويُملأونك رُعبا . فتصبح لهم غنيمة لأنك سلبت أمما كثيرة ، فإن بقية الشعوب ينهبونك ثأرا ، لما سفكت من دماء ، وارتكبت من جور في الأرض ، فدمّرت مُدنا ، وأهلكت الساكنين فيها . ويل لمن يدّخر لبنيه مكسب ظلم ، ويُشيد مسكنه في مقام حصين ، ليكون في مأمن من الخطر . لقد لطّخَتْ مؤامرتك بيتك بالعار ، حين استأصلت أمما عديدة ، وجلبت الدمار على نفسك ، حتى حجارة الجدران تصرخ من شرّك ، فتردّد الدعائم الخشبية أصداءها . ويل لمن يبني مدينة بالدماء ، ويُؤسس قرية بالإثم " .

قال تعالى

( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ، غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ، وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ، بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ، يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ، وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ ، مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، طُغْيَانًا وَكُفْرًا ، وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ، وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64 المائدة

ونظرة على العالم تري أصابع اليهود على سبيل المثال تشعل حربا أهليه في ليبريا تعقبها كارثة كبرى للاقتصاد اللبناني المهاجر ومطاردة للمهاجرين اللبنانيين في كافه أفريقيا حتى إذا ما عاد السلام النسبي إلى لبنان لم يكن اللبناني المهاجر قادراُ على استخدام ثرواته لتعمير وبناء بلادة .. وتلمس الأصابع اليهودية التي وعدت بتدمير قوة باكستان النووية فتشعل فتيل الحرب بين باكستان والهند ولكن هذه المرة ستكون مدمرة للأمتين.

 وقد رأينا كيف أسقطت حليف الغرب (ذو الفقار علي بوتو) فجأة وأتيحت للعسكر فرصة الصعود ، واليوم نرى كيف ترتفع الأصوات اليهودية في العالم تعاضدها قوة ANGLSOAMERICANS  وهو نفس الاصطلاح الوارد عند (الإنجيليين العسكريين) لتوريط الولايات المتحدة  في مهاجمة العراق وإشعال الحرب ولم يجد اليهودي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر والذي قال عن نفسه " أنا رسول من رسل اليهود ولكن لم تذكرني التوراة " غضضته في أن يحرض بشكل كبير أمريكا للدخول  في الحرب بأسرع وقت ضد العراق حتى وإن كان ذلك على حساب أرواح الرهائن الغربيين ، ويبدو أن أحد الذين يمثلون الحكومة الخفية  في إسرائيل هو (شارون) والذي كان وزيرا للدفاع منذ غزو لبنان والذي يتولى اليوم وزارة الإسكان التي تشرف على توطين اليهود السوفيت والذي سيكون له الدور الخطير في الإخراج الثاني للفلسطينيين من بلادهم , وهو له الدور في توريط العراق وأمريكا في الدخول في هذه الحرب حيث كشفت صحيفة أيد عوت أحر نوت الإسرائيلية في مقال لها في عددها الصادر في أول سبتمبر1981م عن خطة شارون لغزو الخليج واحتلال الكويت ولم يفت هذه الصحيفة أن تقول " يعتبر أريل شارون الوحيد الذي يملك وجهه نظر إستراتيجية شاملة بالنسبة  لدور إسرائيل في الشرق الأوسط وفي العالم في الحاضر والمستقبل وحتى ربما أبعد من ذلك ويمكن أن نفهم إن الحرب اللبنانية على أنها مجرد جزء من مخطط شامل أكثر اتساعا " وتعده إسرائيل منذ ذلك الحين ليكون رئيساً للوزراء ولسوف يصبح كل رؤساء الوزراء والذين عمل شارون معهم وتحت قيادتهم سوف يتعاونون معه ويحملون حقائب وزارية داخل وزارته .

ومن ناحية أخري نري أن صدام حسين رغم أن الجميع يتفق على طغيانه وشخصيته الدموية إلا أنه أعلن عدة مرات بأنه لا يريد الحرب وأنه يريد حلا سلميا وأنه مثل الأخريين يمكن   أن يتفاوض ولكن تبدو منة بعض التصرفات الخطيرة التي تتعارض مع ما يصرح به وتبرزه للعالم كأنه رجل غدار لا يوثق به ورجل لا يمكن التنبؤ بتصرفاته (حادثة غزو الكويت رغم تأكيد أنه يحفظ حقوق الجوار – وقضية الانسحاب المفاجئ من إيران) ،وكأن هناك أيد خفيه هي التي تسير الأمور خاصة في اللحظات الحرجة وإن كانت أصابع الاتهام  تشير إلي طوني حنا عزيز (طارق عزيز) ومواقفه المشبوهة والغربية حيث لعب دورا هاما في توريط العراق وإجهاض كل جهود السلام .

كما تبين ذلك من أخر اجتماع طارئ للقمة في القاهرة حيث كان (عزيز) أشد المشاركين على إفشال المؤتمر وواضح أن خطة شارون والذي تصفه صحيفة أيد عوت أحرنوت الإسرائيلية بأنه الرجل الوحيد الذي يملك وجهه نظر إستراتيجية شاملة بالنسبة لدور إسرائيل في الشرق الأوسط والعالم لم يكن ليسرب هذه الخطة إلى الصحيفة الإسرائيلية ، حتى يأتي مثل هذا اليوم ليجد صدام حسين من يوحي إليه بضرورة احتلال الكويت ( قبل دخول إسرائيل واحتلالها ) كما أن الحكومة الخفية كان تأثيرها واضحا في لقاء صدام حسين بالسفيرة الأمريكية في بغداد قبل الأحداث بيومين والتي أخبرته فيه بأن الولايات المتحدة لن تمانع من دخوله إلي الكويت كما سبق وأن فعلت أمريكا عند دخول العراق الحدود الإيرانية .

 

 

 

يهود 1990 وكارثة الخليج

في الآونة الأخيرة وبعد اندلاع حرب الخليج ( الحرب العراقية الإيرانية ) وبعد أن بدأت العلاقة الواضحة بالدور اليهودي ولاسيما في تزويد العراق بالسلاح قام فريق من المختصين بدراسة الأحداث العالمية فتوصلوا للنتائج التالية:

أولاً :  إن إسرائيل ومن خلفها حكومة العالم الخفية تدفع بالعالم اليوم إلي تصعيد أزمة الخليج لتتحول إلي حرب تحقق من ورائها هدفها المرحلي وهو إقامة إسرائيل الكبرى ومن ثم إقامة الحكومة اليهودية العالمية رغم أن شخصيات أمريكية حاولت أن تحد من هذه الطموحات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها كوزير الخارجية الأمريكي (جيمس بيكر) والذي صرح قبل الأحداث بشهرين في تجمع يهودي " بأن على إسرائيل أن تنسى إسرائيل الكبرى ". إلا أن اليهود والذين تتوفر لهم في الولايات المتحدة وفي أوروبا ودول أخرى القوى التالية ، يبدو أنهم يسيرون بنجاح في تحقيق مخططهم الرهيب…… وهذه القوى باختصار كالآتي :

1 ـ سيطرة اليهود على العقول : عن طريق تغلغلهم وسيطرتهم على وكالات الأنباء العالمية وكبريات المؤسسات الصحفية وشركات السينما والتلفزيون والإذاعة .

 

2 ـ سيطرة اليهود على البنوك العالمية وأسواق المال : والدور الذي قامت به أسرة روتشيلد في هذا المجال للسيطرة على المؤسسات المالية .

 

3 ـ تغلغل اليهود في أجهزة الاستخبارات الأجنبية: بصفتهم مواطني تلك البلدان أو عن طريق تبادل المعلومات واصطياد عملائهم من غير اليهود عن طريق الوسائل غير المشروعة.

 

4 ـ لجوء اليهود إلى الإرهاب والاغتيالات السياسية:مستغلين بعض ضحايا الحروب كاللاجئين والمشردين وبعض ضعاف النفوس ومستخدمين وسائل غير مشروعة كالمخدرات والإغراءات والتهديدات والفضائح وعمليات غسيل الدماغ لدفع عملائهم لتنفيذ عمليات الاغتيال ولعل من المناسب لهذه الظروف أن يطلع القارئ على كتاب (عن طريق الخداع ) الذي كتبة هذا العام عميل سابق للموساد والذي يبين كيفية تلطخ الأيدي اليهودية بدماء الأبرياء في مختلف مناطق العالم .

 

5 ـ   تغلغل اليهود في تجارة الحروب ولعل العبارة التالية التي ذكرها في العشرينات من هذا القرن رجل الأعمال الأمريكي هنري فورد تلخص دور اليهود في الحروب حتى اليوم ( ضع يدك على الخمسين الأكثر ثراء بين الممولين اليهود الذين يديرون الحروب ابتغاء الحرب وسوف تتوقف الحروب ) وهنا أيضا نشير إلي ضرورة قراءة كتاب عن طريق الخداع .

6    تغلغل اليهود في المجتمعات العالمية عن طريق سفاراتهم السرية المتمثلة في الواجهات الماسونية: أن الماسونية  هي السلام الذي استطاع اليهود من خلاله إشعال الثورة الفرنسية والقضاء على النفوذ المسيحي في فرنسا ليتمكن اليهود والفرنسيين من الحصول على حقوقهم الكاملة من المواطنة ولإزالة التفرقة التي كانت تمارسها المملكة الفرنسية على اليهود

فترتب على قيام الثورة الفرنسية ورفع شعار حرية - عدالة - مساواة تطورين هامين في التاريخ وهما إسقاط الدين كعنصر أساسي في المجتمع وإحلال العلمانية بديلا له وإسقاط النظام الملكي واستبداله بالنظام الجمهوري وفـي الوقت الراهن ولأول مـرة في التاريخ وبعد أحداث احتلال العراق للكويت تجرأت الماسونية بالإعلان جهرا بأنهم قرروا تشكيل جبهة موحدة للتيارات العلمانية لمواجهه الإسلام في إفريقيا والعالم .

 

7 ـ    استخدام تنبؤات نوستراس داموس وقناعة بعض الناس بالتنجيم والنبوءات: لإقناع العالم بأهمية شن حرب شرسة ضد المسلمين في العالم وتحذيرهم من خطرهم بالترويج في كافـة وسائـل الإعلام لنبوءة نوستراس داموس والتي حرصت السينما اليهودية بشكل مقنع أن تخاطب من خلاله الرأي العام غير المتدين لإقناعهم بأنهم أمام شخصية تاريخية ولدت منذ أكثر من أربعمائة عام واستطاعت أن تتنبأ بنجاح بإبراز ما يجري في العالم من أحداث حتى اليوم والتي من أخطرها نبؤته بالحرب العالمية الأولي والثانية وتحذيره من أن حربا عالمية ثالثة ستبدأ من الجزيرة العربية وستؤدي إلي تدمير شامل في جزء كبير من العالم والتي سيقودها مسيح دجال أخر غير نابليون وهتلر يأتي من العالم العربي ويتحالف مع إيران والاتحاد السوفيتي ولعل المؤامرة الإسرائيلية العراقية الإيرانية الذي يقود مفاوضتها طارق حنا عزيز ورافسنجاني وشامير ومستشار جورباتشوف لشئون الشرق الأوسط اليهودي بريماكوف تبين أن اليهود يسعون فعلا للتأكيد للعالم بصحة نبوءات نوستراس داموس وهو أمر يخطط له اليهود منذ فترة طويلة وأن هذه النبوءات تخضع لرغبات اليهود ويكيفوها ويفسروها لتحقيق مآربهم السياسية ويتبين للدارس والمتعمق في الأمور أن ما يسمي بنبوءات نوستراس داموس ليست إلا مخططات تسعي اليهود إلي تنفيذها.

 

مستقبل العرب في الشرق الأوسط :

ناس بلا أرض وأرض بلا ناس...

تخطط إسرائيل ومن ورائها اليهودية العالمية أن تبذر الانقسام والحروب بين العرب والمسلمين وجيرانهم وأن تشتتهم في الأرض ليهيموا دون مأوى كما تشتت اليهود قبل قيام إسرائيل على أرض فلسطين وأن تنتشر بينهم الحروب الكيماوية والجرثومية وتستخدم الأسلحة الإستراتيجية التي تقضى على البشر وتبقى المنشآت وإذا كان بن جوريون عام 1948 م حين

 أنشأت إسرائيل وعندما طلب الكونت برناردوس للفلسطينيين أن يعودا إلى أرضهم كان رده (سنفعل كل شئ حتى لا يعود الفلسطينيون إلي أرضهم أبدا ) فان اليهودي مائير كاهان يسعي اليوم لإخراج كل العرب من فلسطين دون رحمة أو هوادة مهما كلف الأمر(1) .

ويبدو أن إسرائيل الكبرى تتطلب خروج عرب آخرين ويبدو أيضا أن مطامع شارون وخطة احتلاله للكويت 1981 والتي بدأت الحكومة الخفية في تنفيذها عن طريق طارق عزيز توحي بأن المأساة كبيرة ,إن كان هذا الأمر لم يقل به بن جوريون فأن الكاتب الأمريكي بيتر ما نسيفيلد في مقاله الذي نشرته مجلة المجلة بعنوان مناحيم بيجن هل تعرفونه فعلا ؟ 

قال الكاتب : أن بن جوريون حكى عنه ( أنه يريد القضاء على العرب لإنشاء إسرائيل الكبرى ) بيد أن الخطر من ذلك أنه قبل غزو الكويت بأسابيع وصلت مجلة الوطن العربي التي تربطها بالعراق وبالذات طارق عزيز ( حيث بدأ حياته صحفيا ودخل إلي حزب البعث عن طريقها ) دراسة خطيرة وقد صدرت في 3 أغسطس( بعد الغزو بيوم واحد ) بعنوان هجرة المسيحيين من العالم العربي تضمنت عبارات مثل دعوة الدول الغربية للعمل من أجل تهجير مسيحيين من دول عربية معينه قبل فوات الأوان إذ تتوقع أحداثا دامية داخل تلك الدول وتغيرات جذرية في أنظمة الحكم الحالية قد ينعكس سالبا على المسيحيين فيها وتعتقد الدراسة أن حروبا بين بعض الدول العربية يغذيها الخارج سوف تضعف تلك الدول تمهيدا للحرب الأساسية بين العرب وإسرائيل.

 وهناك بعض الأبعاد يجب الانتباه إليها :

البُعد السياسي: أن النفط هو شريان الحياة وتدخل أمريكا لحماية البترول من الخطر العراقي هو حماية لمكانة الولايات المتحدة ومركزها القيادي في العالم.

البُعد الديني : أن فشل المسيحية في العالم الغربي وبحثها عن مواقع جديدة ولا سيما في مناطق غنية مثل الخليج ستكون أهم مصادر تمويل أنشطتها في العالم والحروب وما ترتب عنها  من عشرات الآلاف من الأيتام واللاجئين وما يواجهه الإنسان في مواقف الضعف          وما استطاعت أن تجنيه المنظمات المسيحية من التسلل عن طريق العمل الإغاثي الإنساني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع الكتب التالية : النفوذ الإسرائيلي في الأجهزة الإعلامية والمؤسسات الدولية ، لمؤلفة فؤاد سيد رفاعي 1987م ـ و ـ السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية ، لمؤلفة زياد أبو غنيمة  (دار عمان للنشر والتوزيع/ عمان)   ـ و ـ جذور البلاء ، لمؤلفة عبد الله التل ( المكتب الإسلامي ـ بيروت ) .

 

كلها عوامل تجعل تيارا كبيرا من المسيحيين ولا سيما الفئة التي تأملت في نفوسها النزعة الصليبية والتي تري أهمية اجتثاث الإسلام من جذوره تؤيد الحرب في الخليج .

ولسنا هنا بصدد الحديث عن فئة من المسيحيين الجدد ( الإنجيليين العسكريين ) والذين يدفعهم الفكر التوراتي لإقامة إسرائيل الكبرى على تقبل حقيقة ليس فقط قيام حرب… بل وحرب نووية !.

لعبة المطامع : يمكن إيجاز هذه اللعبة في الإشارة إلي ما ذكره الكاتب الأمريكي جو زيف   بر ويدا في مجلة EIR FEATURE  في 20 يوليو 1990 م قبل احتلال العراق للكويت ( بأنه هناك مخطط تشترك فيه حكومات عدة – دول غربية وإسرائيل – بقصد تحقيق عدة أهداف منها – القضاء النهائي على الفلسطينيين ومشكلتهم وخلق أزمة للنفط لرفع أسعار البترول ووضع أولوية استعمال الأسلحة النووية والكيماوية والتي سينظر إليها على إنها حرب سكانية سيكون تأثيرها بشكل خاص كارثة على السكان المدنيين بعد الحرب وسيستخدم الحرب الأهلية في لبنان كأسلوب لتشتيت تلك الأمة لتقليل عدد السكان حيث تنظر تلك الدول إلي تزايد عدد السكان العرب إلي أنه إنذار خطير وكبير – بعد أقل من أسبوع من صدور هذا المقال غزت العراق الكويت !!).

 

ماذا يحقق اليهود من اندلاع حرب الخليج

 

إن اليهود يستهدفون – في رأي الباحث – من قيام هذه الحرب إقامة إسرائيل الكبرى والتي تمهد لإقامة الدولة اليهودية العالمية والتي تؤدي إليها تلقائيا تحقيق الأهداف الفرعية التالية :

أولا : القضاء على كل القوى العسكرية في العالم وتدمير ترسانتها من الأسلحة والتي كان من أهم دعاتها اليهودي الألماني كيسنجر والذي دعا إلى سياسة الوفاق بين الشرق والغرب وإلي سياسة نزع السلاح في نفس الوقت الذي يحرض فيه بشدة على اندلاع الحرب في الخليج !! كما أن اليهود لم يفتهم أن يشجعوا حركات الإسلام التي تخدم هدفهم لتجريد الدول العربية   من السلاح وإلي السعي الحثيث لتفكيك الأحلاف العسكرية ( ناتو ووارسو )  وإلي تفكيك الدول الكبرى ( الاتحاد السوفيتي ) وإلي تشجيع قيام الحرب الإقليمية في القرن الأفريقي وغرب أسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وفي حالة حرب الخليج فإن اليهود يحرصون على المحافظة على إسرائيل في موقع الدول المحايدة في نفس الوقت الذي يحرضون فيه دولا أخرى كثيرة للتورط في الحرب لتحقيق أهدافهم العديدة والتي من أهمها إنهاك الدول المجاورة لها كالأردن أو السودان ليتسنى لها الانقضاض عليها، أما عن طريق دعوات السلام تتدخل كلما وجدت أن بعض الضحايا منهكة بحيث يمكن احتلالها بأدنى الخسائر وتعتبر الأردن والسودان من أبرز أهدافها السهلة ) .

ثانيا: خروج إسرائيل كأقوى قوة عسكرية بعد حرب الخليج تضم أكبر ترسانة من الأسلحة الإستراتيجية والمتقدمة: ووفق نبوءات التوراة فإن إسرائيل ستخرج بعد الحرب العالمية الثالثة منتصرة وستظل تدمر الأسلحة التي غنمتها من الأعداء لمدة سبع سنوات.

 

ثالثا: القضاء على أكبر ثقل إسلامي سياسي واقتصادي وديني والمتمثل في مصر و المملكة العربية السعودية والكويت.

 

رابعا : بناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى : أثناء انشغال العالم بالحرب وإعلان القدس عاصمة أبدية محاولة استغلال الأوضاع التفاوضية وأولويات المصالح للوصول إلي قرار من الأمم المتحدة بإعلان القدس عاصمة إسرائيل وذلك طبقاً للمعتقدات التالية :

 حيث يزعم اليهود في معتقداتهم وهى بالطبع مقدسة عندهم أنه في  اليوم التي تظهر فيه البقرة الحمراء المقدسة يستطيعون بناء الهيكل أي هدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم وان غالبية اليهود يعتقدون أن هذه البقرة هي الوحيدة التي من خلالها يستطيعون أن يدخلوا الهيكل كيف؟.. تحرق البقرة الحمراء و يأخذ رمادها ويتطهر به اليهود قبل دخول الهيكل.

 

 وفي عام 1992اكتشف اليهود هذه البقرة الحمراء وقاموا بإعداد المذبح المقدس لها وتم تدريب عدد من الحاخامات على طريقة التطهير والذبح والحرق لبقرتهم بل إنهم قاموا بتصميم الهيكل الذي سيبنونه على أنقاض الأقصى بعد تدميره ولكن ظهرت مشكلة عطلت هذه العملية إذ مع بلوغ البقرة تبين أن بها بقعة مائلة للسواد في جلدها وهذا حسب معتقداتهم ينفى أن تكون هذه البقرة هي المقصودة إذ يجب أن تكون البقرة حمراء بالكامل، ويعترف معظم اليهود أن الدخول إلى منطقة جبل الهيكل(المسجد الأقصى ) يعد خطيئة كبرى بدون التطهير والذي سيتم عبر اكتشافهم البقرة الحمراء التي ستعطيهم التصريح بالدخول إلى هذه المنطقة المقدسة.ومعظم اليهود الذين يعيشون في فلسطين يعتبرون أن بناء الهيكل يعجل بقدوم ملك اليهود المنتظر.

كما يرى اليهود انه إذا تأكدوا من أن هذه البقرة هي فعلا البقرة المرجوة انه يجب عليهم بهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل، وتساعد الحكومة في التحضير لهذا اليوم وتهيئة العالم الإسلامي للقبول بان يبنى هيكل اليهود، وفى المقابل يستطيع المسلمين بناء المسجد الأقصى ثانيا ولكن ليس على نفس الجبل...............و حتى لا نطيل الكلام... إليك هذه الصور

 

 

 

1ـ هذا أول شمعدان ذهبي يصنع منذ دمار الهيكل الثاني قبل حوالي 2000 سنة ... و يسمى بالعبرية ( منوره ... و هو الآن محفوظ على بعد أمتار من الأقصى في مكتب يهودي يسمى ( معهد جبل الهيكل... و الذي يزوره الآلاف من اليهود يوميا ليطلعوا على ما تم الفراغ منه في التجهيز لبناء الهيكل و المعهد هو مؤسسة حكومية أنشأتها الحكومة الصهيونية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2ـ هذا ما سيرتديه رهبان و كهنة المعبد الصغار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3ـ هذه الأقداح الذهبية تم صنعها لتستعمل في عيد طهارة الماء

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4ـ المعول الفضي ... و هو ما سيستخدمه الكهنة في إزالة رماد القرابين من المذبح

 

 

 

 

 

 

 

 

5ـ قرون ثور , واحد منهم ذهبي ينفخ الكهنة فيه في أعيادهم ... و الثاني فضي ينفخون فيه ليعلنوا وقت صيامهم

 

 

 

 

 

 

 

6ـ هذه هي البقرة الحمراء ( ميلودي ...( و التي ولدت في شمال فلسطين و يعتقد اليهود أن ميلادها هو علامة من الرب  - بأنه قد حان الوقت لبناء الهيكل و أن رماد هذه البقرة سيطهر شعب إسرائيل تمهيدا لهم لدخول الهيكل

 

 

 

 

 

 

 

7ـ قيثارة تم صنعها للمعبد حسب الوصف التوراتي لها ... 22 وتر على عدد الحروف العبرية الأبجدية

 

 

 

 

 

 

 

 

8ـ إناء الطهارة ... و حق أن نقول إناء النجاسة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

9ـ الأختام المقدسة... و التي تميز أي القرابين سوف تذبح.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

10ـ صورة للمذبح الذهبي محاط بالأبواق الفضية و التي يعزفونها في عدة مواسم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

11ـ هذين السكينين الذهبي و الفضي هما الذين سيتعملهما الكهنة لذبح القرابين

 

 

 

 

 

 

 

12ـ هذا مجسم لما سيكون عليه بناء الهيكل لا سمح الله ولا قدر

 

 

 

 

 

 

 

 

خامسا: تهديد كيان الولايات المتحدة كقوة عظمى : حيث لا توجد دولة عظمى اليوم تشكل خطرا على إسرائيل وطموحاتها كالولايات المتحدة وإسقاط الرئيس الأمريكي بوش إدارته  وقد بدأ الرئيس الأمريكي يتعرض لانتقادات اليهود وازداد انتقادهم له بعد موقف الإدارة الأمريكية من اعتداء إسرائيل علي المسلمين في المسجد الأقصى , وفي الولايات المتحدة هاجم المؤتمر اليهودي الرئيس جورج بوش وسياسة الإدارة الأمريكية وشارك في الهجوم والانتقاد د/ ديفيد كوهين المنتمى ( لحركة السلام الأمريكية ) وستيفن يعقوب رئيس جماعة (الأمريكيون لحماية إسرائيل ) ولا ريب في أن إسرائيل ستسعى إلي إسقاط بوش كأن تقوم بتزويد العراق بسلاح نووي يوجهه لإبادة جزء من القوات الأمريكية في الخليج مما يضطر الولايات المتحدة لاستخدام أسلحتها الإستراتيجية لإباده العراق مع محاولة اليهود في أمريكا توسيع دائرة الحرب لتشمل دول أوروبية غربية وشرقية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي ودول عربية أخرى مع محاولة إيصال أحد الأمريكيين من " الإنجيليين العسكريين " لتولي رئاسة الولايات المتحدة لتنفيذ المخطط اليهودي التوراتي .

سادسا: إبادة أكبر عدد ممكن من المسلمين : ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط عن طريق تشجيع الحروب الكيماوية والجرثومية وحتى النووية وتشجيع الحروب والفتن الأهلية والحروب الإقليمية بالأسلحة التقليدية بين الدول العربية بعضها ضد البعض وتوطين اكبر عدد من يهود العالم ولاسيما الاتحاد السوفيتي .

سابعا: السيطرة على السودان : لتحقيق ثلاثة أهداف .

1-     إنشاء حكومة على غرار حكومة (سعد حداد) التي أنشئت في جنوب لبنان يتحكم فيها اليهود على البحر الأحمر ويهددون من خلالها المملكة العربية السعودية في الوقت المناسب .

2-     السيطرة على النيل: لتحقيق هدف استراتيجي دفاعي وهو تهديد مصرعن طريق تحكمها في مياه النيل .

3-     تحقيق هدف أمنى : عن طريق نقل المياه من السودان إلي الأراضي الإسرائيلية التي ستحتلها لاحقا وجعل البحر الأحمر بحيرة يهودية .

4 -    التحكم في سلة غذاء العالم : والتي لا تقل أهميتها عن أهمية الذهب في السنوات المقبلة والتي تقع في شمال السودان والسيطرة على الثروات النفطية والتي اكتشفت في السودان وتم تأجيل الإعلان عنها بالإضافة إلى إشعال نار الحرب والفتن بين الشمال المتدين والجنوب الشيوعي الوثني بقيادة (جون قرنق) والسعي حثيثا لجعل( قرنق) يصل لسدة الحكم في السودان وذلك عن طريق تمويل حركته والتي يطلقون عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان، والسؤال الذي يفرض نفسه على الساحة هو تحرير السودان ممن؟، ولسوف يكون لمصر الدور الفاعل والأكبر في هذا المجال  .

5 -    تشجيع حرب أهلية في اليمن وإثارة الحرب بين اليمن والسعودية: ليسهل على إسرائيل لاحقا التحكم في مضيق باب المندب لتحقيق هدفها من السيطرة على البحر الأحمر مستغلة يهود اليمن والذين اعتنق الكثير منهم الإسلام بعد قيام دولة إسرائيل في الاربيعنيات كما يشير إلي ذلك الكاتب اليمني عباس الشامي في كتابة (يهود اليمن) والذي نشر في عام 1988م كما أن العلاقة بين الشيوعية واليهودية تبين دور اليهود في تكوين اليمن الجنوبي وشقه عن اليمن الشمالي .

ثامنا : تدمير الكويت والعراق ومصر : لم يخدم إنسان إسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية كما خدمها صدام حسين باحتلال نظامه لدولة الكويت ويبدو أن اليهود يرقصون فرحا إذ أنهم على وشك تحقيق نبوءة التوراة للانتقام مما يسمونه ( الأسر البابلي ) وبيت العبودية الفرعونية وقد استطاع اليهود عن طريق عملائهم في العراق لحرب قد يتعرض فيها شعبها التعيس لمآسي رهيبة بعد توريطها في احتلال الكويت أما مصر فأن اليهود لن يترددوا في تغيير نظام الرئيس المصري حسني مبارك أما عن طريق التخلص من مبارك نفسه عن طريق إرهابيين من غير اليهود الذين يخضعون لتعليمات الموساد كجماعة أبو نضال وأبو عباس أو عن طريق بعض متعاطي المخدرات كما حدث لوزير الداخلية الألماني بعد توحيد الألمانيين  حيث استخدمت جهة ما شخصا من متعاطي المخدرات لأداء المهمة أو عن طريق خلق اضطرابات داخل الدولة تجبر الرئيس علي الاستقالة وتسعي إسرائيل إلى إشاعة الفوضى في مصر وإشعال حرب أهلية علي غرار الحرب اللبنانية لاستغلال هده الظروف لاسترجاع سيناء والسيطرة علي قناة السويس بحجة محافظة إسرائيل علي أمن القناة وحرية الملاحة الدولية في منطقة غير مستقرة !!!!

أ- تدمير العراق :  في التوراة التي كتب اليهود أكثر نصوصها وحرفوها بما يتفق مع نفسيتهم ورغباتهم يقول الإصحاح 34 : 5ـ 14من سفر إشعيا[5لأَنَّهُ قَدْ رَوِيَ فِي السَّمَاوَاتِ سَيْفِي. هُوَذَا عَلَى أَدُومَ يَنْزِلُ، وَعَلَى شَعْبٍ حَرَّمْتُهُ لِلدَّيْنُونَةِ. 6لِلرَّبِّ سَيْفٌ قَدِ امْتَلأَ دَمًا، اطَّلَى بِشَحْمٍ، بِدَمِ خِرَافٍ وَتُيُوسٍ، بِشَحْمِ كُلَى كِبَاشٍ. لأَنَّ لِلرَّبِّ ذَبِيحَةً فِي بُصْرَةَ وَذَبْحًا عَظِيمًا فِي أَرْضِ أَدُومَ. 7وَيَسْقُطُ الْبَقَرُ الْوَحْشِيُّ مَعَهَا وَالْعُجُولُ مَعَ الثِّيرَانِ، وَتَرْوَى أَرْضُهُمْ مِنَ الدَّمِ، وَتُرَابُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ يُسَمَّنُ. 8لأَنَّ لِلرَّبِّ يَوْمَ انْتِقَامٍ، سَنَةَ جَزَاءٍ مِنْ أَجْلِ دَعْوَى صِهْيَوْنَ.9وَتَتَحَوَّلُ أَنْهَارُهَا زِفْتًا، وَتُرَابُهَا كِبْرِيتًا، وَتَصِيرُ أَرْضُهَا زِفْتًا مُشْتَعِلاً. 10لَيْلاً وَنَهَارًا لاَ تَنْطَفِئُ. إِلَى الأَبَدِ يَصْعَدُ دُخَانُهَا. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ تُخْرَبُ. إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ لاَ يَكُونُ مَنْ يَجْتَازُ فِيهَا. 11وَيَرِثُهَا الْقُوقُ وَالْقُنْفُذُ، وَالْكَرْكِيُّ وَالْغُرَابُ يَسْكُنَانِ فِيهَا، وَيُمَدُّ عَلَيْهَا خَيْطُ الْخَرَابِ وَمِطْمَارُ الْخَلاَءِ. 12أَشْرَافُهَا لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَدْعُونَهُ لِلْمُلْكِ، وَكُلُّ رُؤَسَائِهَا يَكُونُونَ عَدَمًا. 13وَيَطْلَعُ فِي قُصُورِهَا الشَّوْكُ. الْقَرِيصُ وَالْعَوْسَجُ فِي حُصُونِهَا. فَتَكُونُ مَسْكِنًا لِلذِّئَابِ وَدَارًا لِبَنَاتِ النَّعَامِ. 14وَتُلاَقِي وُحُوشُ الْقَفْرِ بَنَاتِ آوَى، وَمَعْزُ الْوَحْشِ يَدْعُو صَاحِبَهُ. هُنَاكَ يَسْتَقِرُّ اللَّيْلُ وَيَجِدُ لِنَفْسِهِ مَحَّلاً. 15هُنَاكَ تُحْجِرُ النَّكَّازَةُ وَتَبِيضُ وَتُفْرِخُ وَتُرَبِّي تَحْتَ ظِلِّهَا. وَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشَّوَاهِينُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ.].

وإذا عاد المرء إلى وضع العراق قبل غزو الكويت فانه يفاجأ كيف أن العراق كانت تتمتع بالأرصدة التالية :

ارتفاع معنوية الشعب لتوقف الحرب العراقية – الإيرانية وخروج العراق ولو ظاهرا كدولة منتصرة وتدفق الدعم المالي العربي للعراق والدعم الحكومي والشعبي للعراق عندما تعرضت لحملات إعلانية شرسة من إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة علي اثر إعدام الجاسوس البريطاني وفجأة تغيرت الأمور.ربما لم يكن هناك دليل على عدم وجود تلك الأيدي الخفية التي غيرت الأمور فجأة ولكن حوار عزيز ورافسنحاني وشامير يؤكد علي أن الأمور تسير وفق ما يريده اليهود لتهيئة الظروف لاندلاع الحرب العالمية الثالثة وأوضح أن اليهود كانوا يدفعون لهذه الحرب بإلحاح برز ذلك واضحا عندما لم يتورع كيسنجر من التحريض      على دخول القوات الأمريكية ولو أدى ذلك إلى قتل الأسرى الغربيين وبالطبع لم يفت اليهود أن يبينوا أن تدمير العراق هو الحل لتدمير هتلر وقواته والذي بدا مقنعا لكثيرين بعد احتلاله للكويت وانه فعلا يشكل خطرا علي سلامة الخليج وربما العالم وان التخلص منه أصبح أكثر ضرورة .

كما أن المستشارين الاقتصاديين اليهود في تحليلاتهم لم يفتهم أن يبينوا تبريرات اقتصادية نافعة لتدمير المنشآت النفطية في العراق وان كان من سيئاته خفض الاحتياطي العالمي إلا أن هذا الخفض يبرزونه كميزة إذ من شأنه رفع أسعار بترول الاتحاد السوفيتي والذي يعانى حتى وقت قريب من ارتفاع تكلفة إنتاج البترول –  قبل احتلال الكويت – إذ ستتمكن من بيع كميات كبيرة من النفط وبالتالي يحصل على العملات الصعبة اللازمة لتنمية بلاده .

 

ب – تدمير الكويت :

      يقدر سكان الكويت الأصليين بـ 600.000 كويتي ويقدر عدد الفلسطينيين بنفس العدد 600.000 فلسطيني وتعتبر الكويت هي الدولة الثالثة بعد فلسطين المحتلة والأردن التي تضم اكبر عدد من الفلسطينيين في العالم وان اليهود يخططون لتدمير الكويت وإبادة الفلسطينيين وجعل الكويت فرنا ضخما لحرق الفلسطينيين وإخوانهم من الكويتيين .

جـ – تدمير مصر:

     في الإصحاح 19: 2ـ15 من سفر أشعيا تورد التوراة النبوءة التالية  [1وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. 2وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ، فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةٌ مَدِينَةً، وَمَمْلَكَةٌ مَمْلَكَةً. 3وَتُهْرَاقُ رُوحُ مِصْرَ دَاخِلَهَا، وَأُفْنِي مَشُورَتَهَا، فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالْعَازِفِينَ وَأَصْحَابَ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ. 4وَأُغْلِقُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ فِي يَدِ مَوْلًى قَاسٍ، فَيَتَسَلَّطُ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ عَزِيزٌ، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ.5وَتُنَشَّفُ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ، وَيَجِفُّ النَّهْرُ وَيَيْبَسُ. 6وَتُنْتِنُ الأَنْهَارُ، وَتَضْعُفُ وَتَجِفُّ سَوَاقِي مِصْرَ، وَيَتْلَفُ الْقَصَبُ وَالأَسَلُ. 7وَالرِّيَاضُ عَلَى النِّيلِ عَلَى حَافَةِ النِّيلِ، وَكُلُّ مَزْرَعَةٍ عَلَى النِّيلِ تَيْبَسُ وَتَتَبَدَّدُ وَلاَ تَكُونُ. 8وَالصَّيَّادُونَ يَئِنُّونَ، وَكُلُّ الَّذِينَ يُلْقُونَ شِصًّا فِي النِّيلِ يَنُوحُونَ. وَالَّذِينَ يَبْسُطُونَ شَبَكَةً عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ يَحْزَنُونَ، 9وَيَخْزَى الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْكَتَّانَ الْمُمَشَّطَ، وَالَّذِينَ يَحِيكُونَ الأَنْسِجَةَ الْبَيْضَاءَ. 10وَتَكُونُ عُمُدُهَا مَسْحُوقَةً، وَكُلُّ الْعَامِلِينَ بِالأُجْرَةِ مُكْتَئِبِي النَّفْسِ.11إِنَّ رُؤَسَاءَ صُوعَنَ أَغْبِيَاءُ! حُكَمَاءُ مُشِيرِي فِرْعَوْنَ مَشُورَتُهُمْ بَهِيمِيَّةٌ! كَيْفَ تَقُولُونَ لِفِرْعَوْنَ: «أَنَا ابْنُ حُكَمَاءَ، ابْنُ مُلُوكٍ قُدَمَاءَ»؟ 12فَأَيْنَ هُمْ حُكَمَاؤُكَ؟ فَلْيُخْبِرُوكَ. لِيَعْرِفُوا مَاذَا قَضَى بِهِ رَبُّ الْجُنُودِ عَلَى مِصْرَ. 13رُؤَسَاءُ صُوعَنَ صَارُوا أَغْبِيَاءَ. رُؤَسَاءُ نُوفَ انْخَدَعُوا. وَأَضَلَّ مِصْرَ وُجُوهُ أَسْبَاطِهَا. 14مَزَجَ الرَّبُّ فِي وَسَطِهَا رُوحَ غَيٍّ، فَأَضَلُّوا مِصْرَ فِي كُلِّ عَمَلِهَا، كَتَرَنُّحِ السَّكْرَانِ فِي قَيْئِهِ. 15فَلاَ يَكُونُ لِمِصْرَ عَمَلٌ يَعْمَلُهُ رَأْسٌ أَوْ ذَنَبٌ، نَخْلَةٌ أَوْ أَسَلَةٌ. 16فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ مِصْرُ كَالنِّسَاءِ، فَتَرْتَعِدُ وَتَرْجُفُ مِنْ هَزَّةِ يَدِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّتِي يَهُزُّهَا عَلَيْهَا..]

لماذا تدمير العراق ومصر ؟ :

بالنسبة للعراق تقول التوراة في الإصحاح 47 : 1ـ15 من سفر إشعياء

الإصحَاحُ السَّابعُ والأَرْبَعُونَ

1«اِنْزِلِي وَاجْلِسِي عَلَى التُّرَابِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ ابْنَةَ بَابِلَ. اجْلِسِي عَلَى الأَرْضِ بِلاَ كُرْسِيٍّ يَا ابْنَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ، لأَنَّكِ لاَ تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ نَاعِمَةً وَمُتَرَفِّهَةً. 2خُذِي الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقًا. اكْشِفِي نِقَابَكِ. شَمِّرِي الذَّيْلَ. اكْشِفِي السَّاقَ. اعْبُرِي الأَنْهَارَ. 3تَنْكَشِفُ عَوْرَتُكِ وَتُرَى مَعَارِيكِ. آخُذُ نَقْمَةً وَلاَ أُصَالِحُ أَحَدًا». 4فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ. 5«اجْلِسِي صَامِتَةً وَادْخُلِي فِي الظَّلاَمِ يَا ابْنَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ، لأَنَّكِ لاَ تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ سَيِّدَةَ الْمَمَالِكِ.6«غَضِبْتُ عَلَى شَعْبِي. دَنَّسْتُ مِيرَاثِي وَدَفَعْتُهُمْ إِلَى يَدِكِ. لَمْ تَصْنَعِي لَهُمْ رَحْمَةً. عَلَى الشَّيْخِ ثَقَّلْتِ نِيرَكِ جِدًّا. 7وَقُلْتِ: إِلَى الأَبَدِ أَكُونُ سَيِّدَةً! حَتَّى لَمْ تَضَعِي هذِهِ فِي قَلْبِكِ. لَمْ تَذْكُرِي آخِرَتَهَا. 8فَالآنَ اسْمَعِي هذَا أَيَّتُهَا الْمُتَنَعِّمَةُ الْجَالِسَةُ بِالطُّمَأْنِينَةِ، الْقَائِلَةُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. لاَ أَقْعُدُ أَرْمَلَةً وَلاَ أَعْرِفُ الثَّكَلَ. 9فَيَأْتِي عَلَيْكِ هذَانِ الاثْنَانِ بَغْتَةً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ: الثَّكَلُ وَالتَّرَمُّلُ. بِالتَّمَامِ قَدْ أَتَيَا عَلَيْكِ مَعَ كَثْرَةِ سُحُورِكِ، مَعَ وُفُورِ رُقَاكِ جِدًّا. 10وَأَنْتِ اطْمَأْنَنْتِ فِي شَرِّكِ. قُلْتِ: لَيْسَ مَنْ يَرَانِي. حِكْمَتُكِ وَمَعْرِفَتُكِ هُمَا أَفْتَنَاكِ، فَقُلْتِ فِي قَلْبِكِ: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. 11فَيَأْتِي عَلَيْكِ شَرٌّ لاَ تَعْرِفِينَ فَجْرَهُ، وَتَقَعُ عَلَيْكِ مُصِيبَةٌ لاَ تَقْدِرِينَ أَنْ تَصُدِّيهَا، وَتَأْتِي عَلَيْكِ بَغْتَةً تَهْلُكَةٌ لاَ تَعْرِفِينَ بِهَا.12«قِفِي فِي رُقَاكِ وَفِي كَثْرَةِ سُحُورِكِ الَّتِي فِيهَا تَعِبْتِ مُنْذُ صِبَاكِ، رُبَّمَا يُمْكِنُكِ أَنْ تَنْفَعِي، رُبَّمَا تُرْعِبِينَ. 13قَدْ ضَعُفْتِ مِنْ كَثْرَةِ مَشُورَاتِكِ. لِيَقِفْ قَاسِمُو السَّمَاءِ الرَّاصِدُونَ النُّجُومَ، الْمُعَرِّفُونَ عِنْدَ رُؤُوسِ الشُّهُورِ، وَيُخَلِّصُوكِ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْكِ. 14هَا إِنَّهُمْ قَدْ صَارُوا كَالْقَشِّ. أَحْرَقَتْهُمُ النَّارُ. لاَ يُنَجُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ يَدِ اللَّهِيبِ. لَيْسَ هُوَ جَمْرًا لِلاسْتِدْفَاءِ وَلاَ نَارًا لِلْجُلُوسِ تُجَاهَهَا. 15هكَذَا صَارَ لَكِ الَّذِينَ تَعِبْتِ فِيهِمْ. تُجَّارُكِ مُنْذُ صِبَاكِ قَدْ شَرَدُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى وَجْهِهِ، وَلَيْسَ مَنْ يُخَلِّصُكِ.]

 ويرى اليهود أن تدمير مصر بثقلها السكاني هو الحل النهائي لأي مواجهة عسكرية مستقبلية مع مصر إذ أن اليهود يدركون إن انتهاكهم لاتفاقية كامب ديفيد وتدميرهم للمسجد الأقصى لابد وأن يدفع بالمصريين لخوض حرب أخرى ضد إسرائيل إن آجلا أو عاجلا ولا ينسي اليهود أن العدو التقليدي لهم في مواجهتهم العسكرية في الأعوام 1956 م – 1967 م – 1973 م هي مصر العربية المسلمة .

 

تاسعا: تدمير اليابان والصين : وذلك بتهيئة الظروف بدخولهم في حرب مدمرة وقد تدخل دول مثل كوريا وفيتنام وإندونيسيا في تحالفات .

 

عاشرا: السيطرة على ألمانيا الموحدة : المتتبع للأحداث يلمح السعي المتواصل لليهود لنقل مركز ثقلهم من الولايات المتحدة ألمانيا الموحدة لتكون القوة التي تسخر لتهديد الدول الأوروبية والولايات المتحدة في حالة مقاومتهم للنفوذ اليهودي في العالم ويبدو أن نفس السيناريو الذي نجح فيه اليهود في القضاء على الخلافة العثمانية والسيطرة عن طريق اليهود الأتراك على تركيا وفصلها عن العالم الإسلامي يسعى لتكراره اليهود على ألمانيا الموحدة في أوروبا وينبغي هنا الإشارة إلى أن الخلية السرطانية الشيوعية التي نمت في ألمانيا الشرقية وزرعت الآن في الجسم الألماني الموحد سيكون لها أكبر الأثر في تحقيق هدف حكومة العالم الخفية حيث يتغلغل اليهود في أكثر المراكز الحساسة في ألمانيا الشرقية ولعل من ابرز ما نتجت عنة الصفقات السوفيتية الإسرائيلية السرية التعاون ألاستخباراتي بين إسرائيل والسوفيت وأوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية والشخصية التي ستلعب دور رئيسي في هذا التنسيق ألاستخباراتي هو ماركس وولف الرئيس السابق للعمليات الخارجية لمخابرات ألمانيا الشرقية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خارطة إسرائيل الكبرى والتي صدرنا بها هذا الفصل وبها نختمه.