زكريا بطرس يؤكد تحريم الخمر في المسيحية
في كتاب "إعتراضات ديدات والرد عليها" لزكريا بطرس
زكريا يقول أن الخمر محرمة فعلا في المسيحية وليست مباحة كما يعتقد الشيخ ديدات!
إن زكريا بطرس أغفل قاعدة هامة جدا في الرد على الخصم ألا وهي نقض الدليل
طالما أنك لم تنقض دليل خصمك فإنك ما فعلت شيئا ...فقد جاء زكريا بدلائل تؤيد فكره من كتابه والأدلة التي ذكرها وإن كان في بعضها نظر إلا أن زكريا بطرس لا يعلم أنه بهذا يثبت التناقضات الشنيعة التي بين نصوص الكتاب وبعضها ...فلا تعرف هل الخمر حلال أم حرام ؟
وكما قلت إن الرد يقتضي نقض الدليل...ومازالت الدلائل على أن المسيحية دين الخمر قائمة وراسخة ..وطالما لم تنقضها فلم تفعل شيئا!!
يقول زكريا في كتاب "إعتراضات الشيخ ديدات والرد عليها" : (يقول المعترضون أن المسيح حول الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل وهذا دليل على إباحة المسيحية للخمر.!!
الـــــرد
إن من يقرأ هذه المعجزة في الكتاب المقدس يدرك أن هذه الخمر التي حولت من الماء:
1ـ قد أفاقت السكارى: (يو2: 9و10) إذ نقرأ: "فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا … دعا رئيس المتكأ العريس وقال له: كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولا، ومتى سكروا حينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن"
والملاحظ أن الذي يشرب الخمر تتخدر مناطق الحس في فمه، فبعد قدر معين من الخمر لا يحس بطعم الخمر، ولكن رئيس المتكأ عندما ذاق الماء المتحول إلى خمر فاق من سكره وميز طعم الخمر الجيدة فكأنه استرد حاسة التذوق. وهكذا عتب على العريس قائلا له: كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولا، ومتى سكروا حينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن"
إذن فهي خمر غير عادية لا تسكر بل على العكس تفيق. فمن يتهم المسيحية بإباحة الخمر استنادا على هذه الحادثة فهو غير محق.))
جاء في إنجيل يوحنا الترجمة الكاثوليكية ما نصه:
معجزة الخمر في عرس قانا الجليل
2 1وفي اليَومِ الثَّالِث، كانَ في قانا الجَليلِ عُرسٌ وكانَت أُمُّ يَسوعَ هُناك. 2فدُعِيَ يسوعُ أَيضاً وتلاميذُه إِلى العُرس. 3ونَفَذَتِ الخَمْر، فقالَت لِيَسوعَ أُمُّه: (( لَيسَ عِندَهم خَمْر)). 4فقالَ لها يسوع: ((ما لي وما لَكِ، أَيَّتُها المَرأَة ؟ لَم تَأتِ ساعتي بَعْد)). 5فقالَت أُمُّه لِلخَدَم: (( مَهما قالَ لَكم فافعَلوه)). 6وكانَ هُناكَ سِتَّةُ أَجْرانٍ مِن حَجَر لِما تَقْتَضيه الطَّهارةُ عِندَ اليَهود، يَسَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنها مِقدارَ مِكيالَينِ أَو ثَلاثَة. 7فَقالَ يسوعُ لِلخَدَم: (( اِمْلأُوا الأَجرانَ ماءً)). فمَلأُوها إِلى أَعْلاها. 8فقالَ لَهم: (( اِغرِفوا الآنَ وناوِلوا وَكيلَ المائِدَة)). فناوَلوه، 9فلَمَّا ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً، وكانَ لا يَدري مِن أَينَ أَتَت، في حينِ أَنَّ الخَدَمَ الَّذينَ غَرَفوا الماءَ كانوا يَدْرُون، دَعا العَريسَ 10وقالَ له: (( كُلُّ امرِىءٍ يُقَدِّمُ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ أَوَّلاً، فإِذا سَكِرَ النَّاس، قَدَّمَ ما كانَ دونَها في الجُودَة. أَمَّا أَنتَ فحَفِظتَ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ إِلى الآن)). 11هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه
الذي حدث ببساطة هو أن صاحب العرس كان يريد أن يقدم الخمر الجيدة أولا وعندما يسكر المدعويين يقدم لهم خمرا رديئا وطالما فقدوا الوعي فلن يدركوا الفرق وبالتالي يوفر في ثمن الخمر...لأنه سيقدم كمية أقل من الخمر الغالي وكمية كبيرة من الخمر الرخيص (يهودي طبعا !)
ولهذا فمعنى قول "صاحب العرس" أن الخمر التي عملها يسوع هي خمر جيدة الجودة وليس هناك أي دلالة على أنها أفاق منها السكارى...!!!!
وزكريا يركز على كون العريس أو "صاحب الليلة" ميز بين الخمر الجيدة التي صنعها يسوع..إذن فلقد أفاق بفعل خمر يسوع...والواقع أن النص لم يذكر أن الرجل قد سكر أصلا لكي يفيق بل على العكس يذكر النص أنه كان في قمة وعيه وهو يحاول أن يتصرف في مشكلة الخمر إلى أن حل الموضوع يسوع !!
والواقع يقول أن المسئول عن العرس –وحتى الآن- في أفراح سفلة القوم –العربحية والحثالة والمجرمين – يوزعون الخمر والنباتات المخدرة وأبدا لا يشرب المشرف على الفرح لأنه يكون مشغولا بالإشرف على العرس و–المدعويين- ...أليس هذا بصحيح؟
وأيضا ما سمي الخمر خمرا إلا لأنه يذهب بالعقل ومن هنا يتضح تماما أن خمر يسوع ما أفاق منها السكارى ..وإلا لما سميت خمرا جيدة على الإطلاق وإلا لما كان فائدة من أن يقولوا أن يسوع عمل خمرا جيدا فليقولوا عمل عصيرا ليفيق السكارى ولو أفاقوا لما سعدوا بهذا الخمر أبدا.... بل ربما كانوا يضربوا من صنعها...فالخمر الجيدة كالويسكي والشمبانيا والرديئة كالبيرة والأنواع الرخيصة...ويبدو أن صاحب العرس أحضر بيرة بينما يسوع صنع الويسكي ..فياله من إله طيب !!
وأخيرا فأن حادثة أفاقة السكارى في العرس حادثا جوهريا في القصة لم يكن ليغفله كاتب إنجيل يوحنا ...فيا ليت النصارى يدركون أن زكريا بطرس أبدا لا يحترم عقول قارئيه وسامعيه !!
ثاني دليل يرد عليه زكريا هو قوله:
((يقولون أنه مكتوب في الإنجيل (قليل من الخمر يصلح المعدة)
الــرد
(1) الواقع أن هذه العبارة التي يستخدمونها هي عبارة محرفة وليست "قليل من الخمر يصلح المعدة"، وإنما صحة الآية هي هكذا: "لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس إصحاح 5: 23)
(2) وواضح من هذه الآية أن تيموثاس كان يعاني من أمراض وأسقام كثيرة في المعدة.
(4) وكانت الخمر وسيلة العلاج لمثل هذه الأسقام، فلعلك تذكر مثل السامري الصالح الذي وجد إنسانا كان قد وقع بين اللصوص فجرحوه، وعندما مر به السامري الصالح "ضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا ..." (لوقا 10: 34).
(5) إذن فوصية بولس الرسول لتيموثاوس باستعمال خمر قليل هو للعلاج من الأسقام الكثيرة، وليس لمجرد التلذذ بشرب الخمر.
رأيت عزيزي القارئ أن هذا الاتهام أيضا هو اتهام باطل لا أساس له من الصحة.))
والله مارأينا إلا تدليسك الواضح الجلي ... !
فبولس يقول بكل شفافية ووضوح "لا تكن فيما بعد شراب ماء (إذن ماذا أشرب يا بولس ؟) بل استعمل خمرا قليلا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة"
ويعلل ذلك بقوله "ضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا ..." (لوقا 10: 34).
وهناك فارق صغير أن الأخير أستخدم الخمر كمطهر للجرح ولم يشربه ..؟
هل يستعمانا زكريا بطرس ؟ أم ماذا ؟
فما دخل الأسقام والمعدة بشرب الخمر...الواقع أن الخمر يسبب أمراض لا حصر لها سواء قليلا أو كثيرا..وهذا هو الفرق بين تشريعهم وتشريعنا !
جدير بالذكر أن بولس لم يأتي بهذا التشريع من عند نفسه –حاشا– ولا من عند الرب طبعا –حاشا وكلا- بل أتى به من زميله كاتب سفر المكابيين الثاني الذي يقول في نهاية سفره
سفر المكابيين الثاني 15 : 39-40(من
الأسفار القانونية الثانية)
"فان كنت قد
احسنت التاليف
واصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى وان كان قد
لحقني الوهن
والتقصير فاني قد بذلت وسعي . ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء
وحده مضر وانما
تطيب الخمر
ممزوجة بالماء
وتعقب لذة وطربا
كذلك تنميق الكلام على
هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف"
ونحن -مطالعي التأليف- نقول لك ... جزاك الله خيرا ...والله ما قصرت !!
أما الدليل الثالث الذي ينقضه لنا زكريا
(( يقولون أن الكنيسة تستخدم الخمر في التناول. ويدللون بذلك على زعمهم بأن المسيحية تبيح شرب الخمر!!
الــرد
(1) الواقع أن السيد المسيح قال عن نفسه في إنجيل معلمنا يوحنا: "أنا الكرمة الحقيقية" (يو15: 1)
(2) وقال أيضا عن أتباعه: "أنتم الأغصان" (يو15: 5)
(3) وكما تسري عصارة الكرمة في الأغصان لتغذيها، هكذا اتخذ السيد المسيح عصارة الكرمة لتشير إلى دمه المقدس الذي نتناوله فيسري في عروقنا ليقدس دماءنا وكياننا الداخلي كله.
(4) إذن فالسيد المسيح لم يعطنا عصير الكرمة لنتلذذ به ونسكر به، بل أعطاه لنا لهدف مقدس كسر طاهر لا يدركه إلا المؤمنون.))
وهذا من قبيل النكت والهزل ...وأنا معك لأخر الخط...تقول أن الخمر هو رمز ..ولن أجادلك في هذا الآن رغم فساده....وأسألك: لم تشربون الخمر في التناول إذن طالما هو لا يتجاوز الرمز؟
المصيبة أن زكريا بطرس أو غيره يرد هذه الردود السخيفة وكأنه لا عقول على الإطلاق لتفكر عقليا فيما كتبه ؟!
(لوقا 7 : 34) جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فتقولون هوذا انسان اكول وشريب خمر.محب للعشارين والخطاة. (SVD)
على العموم يقول يسوع في هذا الموقف في العشاء الأخير :
مت 26:29واقول لكم اني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي.
مر 14:25 الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله.
لو 22:18 لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله.
فذلك يبين أنه كان يتكلم عن خمر حقيقية بدليل الموقف لأن في يديه خمر فقال أنه لن يشرب الخمر مرة ثانية إلا في الجنة!!
وجدير بالذكر أن زكريا بطرس يستشهد بكلام الرب (أم 23: 20) "لا تكن بين شريبي الخمر بين المتلفين أجسادهم"
طالما هذا كلام الرب عندهم ...فلم يجلس الرب بنفسه ليشرب الخمر بين شريبي الخمر؟! ولم يصنع خمرا في عرس قانا ؟!
و من يفسرون كل شئ –لا يعجبهم- بالرموز أسألهم لم لا يفسرون الصلب مثلا أنه رمز؟ ما المعيار العلمي أن تقول أن شرب المسيح للخمر رمزا وصلبه ليس رمزا ؟!
وإن كان شرب المسيح للخمر حقيقيا ولا جدال فيه –كما هو معروف- فما فائدة ما جاء به زكريا؟ أليس تلبيسا وتدليسا وهروبا من الموضوع؟
ثم أيشرب يسوع الخمر ليبين ليطبق لهم الرمز على الحقيقة أم ماذا؟ ولم لا يطبق بقية الرموز مثل الرموز التي يدافع عنها زكريا بطرس في حزقيال والنشيد ؟!
أليس المسيح عريس النشيد والعروسه هي كنيسته –كما تقول التفاسير النصرانية- والكنيسة في العهد الأول هي مجموعة اشخاص وليس بناء..
يقول زكريا دفاعا عن نشيد الإنشاد: (الواقع أن السفر لم يتخذ تشبيها لعلاقة الله بالكنيسة من حديث بين عشيق وعشيقته، بل التشبيه المجازي مأخوذ من أحاديث بين عريس وعرسه. أي بين إثنين تربطهما علاقةُ حبٍ شرعيةٌ مقدسة. نعم نحن نؤمن أن المسيح في علاقته الحبية بالكنيسة التي هي جماعةُ المؤمنين تُشبَه بعلاقة الحب والارتباط التي بين العريس وعروسه. فقد قال يوحنا المعمدان "من له العروس فهو العريس أما صديق العريس فيفرح" (يو3: 29) لقد شبه المسيحَ بالعريس والكنيسة بالعروس وشبه نفسه بصديق العريس. وتشبيه المسيح بالعريس والكنيسة ـ التي هي جماعة المؤمنين ـ بالعروس، ورد في أماكن أخرى كثيرة في الكتاب المقدس، لا يتسع المجالُ لسردها.)
والسؤال هنا لم لا يطبق نشيد الإنشاد فهو العريس والكنيسة العروسة... كما طبق مثال الكرمة وشرب الخمر في العشاء الأخير؟ ولا أريد أن أوضح أكثر ...وهو مجرد تساؤل لشخص عديم العقل مثل زكريا !
ونعود لموضعو الخمر حتى لو سلمنا لزكريا أنه يقول بحرمة الخمر..أتدري معنى التحريم؟ هو –زكريا- بنفسه يقول أن مجرد النظر للخمر حرام...ولكن ألا تخالفون حرمة تناول الخمر بتناولكم لها في القداس الذي تأكلون فيه الخبز على انه لحم يسوع وتشربون الخمر على أنه دمه؟ فأين ستذهب يا زكريا بعقول من تضحك عليهم بهذه التفاهة ؟
ثم المسيحيين يشربون الخمر معللين ذلك أن يسوع قال "إصنعوا هذا لذكري" (لو 22:19 ) و( 1كو 11 : 25 ) ..إذن فالمسيح شرب الخمر حسب الأناجيل ..ولا يجادل في هذا مسيحي عاقل ..أبدا !
والآن نقول أنه حسب زكريا أن الخمر محرمة –ومعه أدلته من الكتاب المقدس- وإرتكاب المحرمات بالقطع خطيئة...وشرب الخمر خطيئة ..إذن إدعاء أن يسوع بلاخطية فاسد وزكريا بطرس بنفسه قطع بتحريم الخمر في الكتاب المقدس وبالتالي طعن في الإله عنده !!
وأخيرا فالدفاع عن قضية خاسرة يؤدي لما رأيتم...وقد رأيتم تلوي وتلون زكريا بطرس وأنه لايحسن ردا في المسيحية ولا يحسن إلا الكذب في الإسلام والهرب من المناظرات.... والحمد لله وحده!
ولعلكم لاحظتم أن كتابه –المقدس- أبدا لن يساعده عن الدفاع عنه فهو متهتك..والرد يقتضي نقض الدليل وزكريا لديه كتاب ملئ بالتناقضات ولذلك فهو يفضل دائما الطعن في الإسلام لأن الخوض في الكتاب المقدس معركة خاسرة بالنسبة له في كل مجال..والحمد لله وحده!
وقد لاحظتم أنني فندت فرضياته من كل وجه حتى أجعله كمن قال الله فيه (فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين)
قضية مثل الخمر تبين أن الكتاب المقدس كتاب متناقض تناقضات شنيعة فمرة الخمر غادرة في حبقوق ومرة أخرى أشرب قليل من الخمر لأجل أسقامك ومرة ثالثة ربهم نفسه يشرب الخمر بل وأولى معجزاته –أول القصيدة- هي تحويل الماء لخمر...هذا يؤكد التضارب في الكتاب وأنه ليس من مصدر واحد ولا شك !!
أما في الإسلام
"مراحل تحريم الخمر في الإسلام:
المرحلة الأولى: وهي تتضح في الآية رقم 67 من سورة النحل .. يقول القرآن “وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" .. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أنه أنعم على الخلق بثمرات النخيل والأعناب .. فمنهم من يحوله إلى المسكرات وهذا شيئ لايحبه الله .. ومنهم من يأكله طيبا حسنا وهذا يحبه الله .. وذلك كمثال أن أقول أعطيتك أموالا فأنفقتها أنت في الباطل والحق .. فأنا لاأرضى عن الباطل وأرضى عن الحق .. ولله المثل الأعلى.
المرحلةالثانية: وهي تتضح في الآية رقم 219 من سورة البقرة .. يقول القرآن "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا" .. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أن أضرار الخمر والميسر ومفاسدهما أكبر من نفعهما .. ولذلك فإنه من الواجب على كل صاحب عقل أن يقلع عنهما.
المرحلة الثالثة: وهي تتضح في الآية رقم 43 من سورة النساء .. يقول القرآن "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ".. حيث يوضح الله سبحانه وتعالى أنه من الواجب على كل مسلم أن لايقترب من الصلاة وهو سكران حتى يعقل ما يقول في صلاته .. وبما أن المسلم يصلي خمس صلوات في اليوم والليلة .. فإن المسلم يجب عليه الإقلاع عن شرب الخمر .. لأنه لن يجد وقتا يفيق فيه لأداء الصلاة المكتوبة.
المرحلة الرابعة: وهي تتضح في الآيتين رقم 89 - 90 من سورة المائدة .. يقول القرآن " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون"َ .. حيث يقول الله تعالى للمؤمنين أن الخمر والميسر عمل سيئ ومن الأعمال التي توقع العداوة والشحناء بين الناس وتصدكم عن الصلاة وعن أن تذكروا الله .. فهلا انتهيتم .
ومن السابق يتضح أنه لا يوجد تعارض ولا تناقض بين الآيات .. فلم يقل الله "الخمر حلال ثم عاد وقال الخمر حرام عليكم" .. بل إن التعارض والتناقض هو ما نجده في الكتاب المقدس .. من حل للخمر في أعداد .. وتحريمها في أعداد .. وذمها في أعداد .. ثم مدحها في أعداد أخرى .. فأنت لا تعرف فيه حقا من باطلا .. وذلك لأن أيدي الكتبة قد تلاعبت به . "
ثاني أسباب تقديس المسيحية للخمر بعد كونها أول معجزة لإلههم وأنه كان يشربها دائما حتى تاب منها في العشاء الأخير هو أن المسيحيين في حاجة لتغييب العقل كما يؤكد دائما قساوستهم
يقول د/ألخورى جرجس فرج (لا تقل فى قلبك كيف يمكن أن يتجسد الله ويصيرانسانا لأنه من شأنه الخاص)
ويقول القس وهيب عطا الله (إن التجسد قضية فيها تناقض مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية ..ولكننا نؤمن بهذا حتى ولو لم يكن معقولا !!! )
وهذا هو تغييب العقل سواء بالقول أن البحر لا يمكن أن تضعه في حفرة..أو بأن تشرب الخمر لتنسى هذه التناقضات!!
أما الإسلام فهو يقدس العقل فهو مناط التكليف وغير العاقل ليس مكلف عندنا ولذلك حرم الخمر لأنها تغييب العقل ..فما بالك بمن يغيبون عقولهم بإرادتهم ؟!
يقول زكريا في الحلقة الرابعة من أسئلة في الإيمان
((نحن نتفق بمحدودية العقل وعدم محدودية الله .. والعقل المحدود لا يتسع للغير محدود ويحضرنى هنا أنه كان هناك فيلسوفاً عقلانياً يريد إدراك الله ومعرفته وأن يدرك كل معرفته .. وواجه صعوبة لدرجة أنه قارب على الجنون .
وفى مرة رأى فى حلم أنه هناك شاطئ محيط مترامى الأطراف ورأى طفل صغير يحفر حفرة صغيرة على الشاطئ ومعه دلواً يحاول به أن يملأ الحفرة ماء من المحيط ، ثم يترك الحفرة الصغيرة ويرجع مرة أخرى إلى المحيط ويكرر هذه الفعل عدة مرات … فسأله الفيلسوف ماذا تفعل يا إبنى فرد الطفل أريد أن أنقل ماء المحيط إلى الحفرة الصغيرة . فرد عليه الفيلسوف أأنت مجنون يا أبنى ؟كيف تريد إحضار مياه المحيط المترامى الأطراف وتضعها فى حفرة صغيرة؟!.. فرد عليه الطفل وكيف تريد أنت إدراك الله غير المحدود بعقلك المحدود؟!.. فأستيقظ الفيلسوف من نومه وقد أيقن أنه يحتاج إلى معونه إلهية . ))
هذا بيان وفتوى أن تشغيل المخ في المسيحية ممنوع على المسيحيين فالرب فوق العقل "افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة"(فيلبي 2: 14 ) ..أما في الإسلام...فيدعي زكريا العقلانية ويتفلسف !!
قارن ذلك بقول زكريا بطرس حول تقديس الإسلام للعقل في خاتمة كتابه "الناسخ والمنسوخ"
ولكي لا يشك مسيحي في صدق الإقتباس عنه... فطبعا زكريا أوردها في معرض محاولة تشكيك المسلمين في دينهم ولكن سبحان الذي فضحه !!
يقول زكريا:
((ولكى أطمئنك قارئى العزيز دعنى أقول لك :
أنا لا أطعن في دين من الأديان، فإني أحترم معتقدات كل إنسان وحرية تفكيره، ولكني فقط أدعو كل إنسان أن يفكر ويبحث ويجتهد، فالإسلام يحض على ذلك.
أولا: هناك بالقرآن حوالي 50 آية تدعو إلى إعمال العقل منها:
(1) سورة البقرة 242) "يبين لكم الله آياته لعلكم تعقلون" .
(2) الأنفال 22: "إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون" .
(3) سورة يونس 100: " ويجعل الرجس على الذين لايعقلون" .
(4) سورة الحج 46: "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها" .
(5) سورة الفرقان 44: "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون" .
(6) سورة الحشر 14: "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون" .))
إنتهى الإقتباس عن زكريا بطرس
والحمد لله رب العالمين !