خواطر نصراني أسلم بين القرآن
والتوراة والانجيل(سورة النساء)
بسم الله الرحمن
الرحيم
تمهيد :-
الحمد لله الذي هداني إلي
نعمة و نور الإسلام بعد أن عشت في ضلال النصرانية حوالي أربعين عاماً ، ولا
يعلم مقدار عظمة الإسلام إلا من عاش في الكفر زماناً طويلاً.
ولا أجد أجمل و لا أعظم و لا أكمل من
كتاب الله الوحيد الآن - القرآن الكريم - لأكتب عن الإسلام. وأنا لا أدعّي
أنني أفسر القرآن و لكنني أشرح معانيه للنصارى ليعرفوا أنه كتاب الله بلا
جدال , و أنه لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا شرحها بأجمل و أكمل كلام لأنه
كلام الله الحقيقي
و تتضح عظمته أكثر حين نقارنه بكتاب
النصارى و عقيدة النصارى .
و أختار لكم بعض ما كتبته من سورة
النساء لأوضح للجميع أن القرآن سبق الدنيا كلها و مازال يسبقها و إلي يوم
القيامة في الإهتمام بالنساء و الأطفال و اليتامى .
و هذه (السورة) مثل كل (السور) فيها
الدعوة إلي عبادة الله وحده لا شريك له , وفيها الشرائع الخاصة بالنساء و
بالأيتام بصورة لم يسبقها أو يلحقه أي مشّرع علي وجه الأرض, و فيها الحقائق
الإيمانية الكونية و الأمثلة و كل ما يرام لاقتناع الناس بحقيقية الإيمان و
دعوتهم إلي تطبيق شرع الله عن اقتناع .
و هذه السورة مثل كل سور القرآن تناقش
الكافرين و الشركين بالعقل و بالترغيب و الترهيب لعلهم يرجعون إلي التوحيد و
يؤمنون بالإسلام و لكن اليهود و النصارى كذَّبوا بالقرآن بدون أن يلمسوه أو
يسمعوه أو يقرئوه أو يسألوا عن تفسيره و معانيه. فهل هؤلاء ناس مثقفين كما
يدّعون؟
هل هذه هي الديموقراطية ؟؟ هل هذه
حُرية الفكر وحُرية الثقافة وحُرية الإبداع كما يقولون لنا ؟؟ علي العكس
تماماً –
فقد أثبتوا أنهم عبيد الكهنة ولا رأي لهم و لا يملكون حُرية تفكير علي
الإطلاق .
و لنبدأ مع بعض
آيات من سورة النساء ...
... (عدد آياتها 176 آية )
(الآية الأولى )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم-- بسم
الله الرحمن الرحيم :
الله سبحانه و تعالى يأمر الناس قائلاً
: اتقوا الله الذي خلقكم من إنسان واحد(و هو آدم عليه السلام ) أي أنهم
جميعا سواء عند الله ، وأن الله خلق حواء من آدم ، و منهما البشر جميعاً ، ثم
يؤكد علي ضرورة تقوى الله و يربطها بضرورة حفظ صلة الرحم بينهم ، و أن الله
رقيب علي البشر في أعمالهم و حياتهم . و هذا تأكيد علي حب الله لاحترام صلة
الرحم.
تعليق :-
*
إعلم يا عبد الله أن خلق البشر جميعاً من آدم عليه السلام ،و خلق آدم من تراب
بدون أب أو أم من ضلع آدم . كل هذا أعظم من خلق عيسى عليه السلام من رحم مريم
بدون أب . لأن المرأة مهيأة للحمل و الولادة . و لا يوجد أمر مستحيل عند الله
. بل هي كلمة (كُن) فيكون الأمر ، وبها تقوم السموات و الأرض منذ خلقهما إلي
يوم القيامة ، وبها يقوم البشر جميعاً في يوم الدين لله عزّ و جلّ . بل إن
بعث البشر الموتى جميعاً في ثانية واحدة لهو أعظم من أي شيء حدث علي الأرض -و
بلا مقارنة - أعظم من خلق عيسى عليه السلام في رحم مريم . بل أن الاستنساخ
الذي توصّل إليه العلم و هو تكوين إنسان كامل
- بدون أب
–
في رحم أمه لهو دليل علي كذب إدعاء النصارى أن ولادة المسيح بدون أب دليل علي
تأليه المسيح ( تعالى الله عما يقولون ) و المسيح برئ منهم .
- و نأتي إلي كتاب النصارى الذي
يدعونه (الكتاب المقدس ) و في الجزء الأول منه ( العهد القديم ) - في أوله
–
يذكر كتاب (تكوين ) المنسوب إلي توراة النبي موسى عليه السلام تجد قصتان
متضاربتان عن خلق الله للسموات و الأرض و خلق آدم و حواء ، وتجدهم ينسبون إلي
الله صفات البشر لكي يصدق النصارى أن الله ممكن أن يكون إنسان له جسد حسب
عقيدتهم الفاسدة .
- ومن أسخف ما كتبوا أن الله استراح
و تنفس بعد ما خلق مخلوقاته ،و أن الله خلق آدم و حواء مرة واحدة و قال لهما
[ أثمروا و املئوا الأرض ] ثم جاء في الصفحة التالية في نفس الكتاب ليقول
أن الله خلق آدم ثم أوقع عليه نوماً و أخذ ضلعاً من أضلاعه و كسا مكانه لحماً
و خلق منه حواء ، و كان كل هذا في الجنة ثم طردهما من الجنة إلي الأرض ثم
أضاف أن الله خلقهما [ ذكراً و أنثى علي صورة الله و مثاله ] ؟؟؟
- ثم يضيف أن الله يمشي في الجنة و
خطواته لها صوت يسمعه آدم ؟؟ ثم يخشى الله أن يأكل آدم و حواء من (شجرة
الحياة ) فيعيشان للأبد ؟؟ فيضع حارسا
– ملاكا
قويا –
و معه سيف من نار ليحرس شجرة الحياة من آدم و حواء ؟؟ و كأن إذا أكل آدم من
الشجرة الخرافية فلا يستطيع الله أن يميته أي يصير إلهاً ؟ و كأن الله لا
يستطيع أن يمنع آدم من العودة إلي الجنة فيضع ملاكاً قوياً ليحرس الطريق بين
الأرض و الجنة ؟؟ ولأن الملاك لا يستطيع هو أيضاً أن يحرس الطريق فأعطاه الله
سيفاً من نار .
- في هذا الكتاب المُحرّف تجد بعض
الحق يشهد ضدهم حيث ذكر كتاب [خروج 33 : 200 ] أن الله قال للنبي قال للنبي [
الإنسان لا يقدر أن يراني و يعيش ] أي أن الله لا و لن يراه إنسان علي وجه
الأرض . ثم يضيف كتابهم في [ إشعياء18 : 40 ] أن الله قال لهم [ بمن تشبهونني
فأساويه] ثم قال في [إشعياء 16 :29 ، 8 :42 ] أن الله قال لهم [ يا لتحريفكم
..أتجعلون الجابل كالطين ] أي : لقد حرفتم كتاب الله و جعلتم الله الخالق
مثل البشر المخلوق من الطين . و الأسلوب استنكار و إنكار لما قالوه .
أما عن صلة الأرحام
–
فإني أََعجب للقول المدسوس علي المسيح الذي عبدوه في [ إنجيل متى 10: 14 ] و
[إنجيل لوقا 12 :46 ، 14 :25 ] أنه قال [لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً علي
الأرض . ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً . جئت لأُفّرق الإنسان ضد أبيه و
الإبنة ضد أمها و أعداء الإنسان أهل بيته ] و [ جئت لألقي ناراً علي الأرض
أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً –كلا
بل جئت انقساما ] .
- وأي نبيّ لا يمكن أن يقول هذا
الكلام ، فما بالكم أنهم جعلوه إله؟و يدعونه [ملك السلام] ؟ هذا الكلام
اخترعوه لإثارة الحملات الصليبية ضد المسلمين ، لأن أصل هذا الكلام مكتوب قبل
المسيح بمئات السنين في كتاب منسوب لنبيّ يهودي أسمه [ ميخا 6 : 7 ] أن هذه
الأفعال فعلها اليهود فعاقبهم الله بالدمار و الخراب و الشتات ، فكيف يفترون
و يقولون أن المسيح جاء ليفعل كل الخطايا لبتي بسببها عاقب الله اليهود ؟ ثم
يعبدون المسيح ؟ بل أنهم بقولهم هذا جعلوا المسيح يبدو جاهلاً بالتوراة . بل
إن كاتب الإنجيل هو الجاهل . و هذا كله عكس ما يدعونا الله إليه في القرآن
الكريم . فأيهما كتاب الله ؟
اليتامي ( الآيات 2 – 10 )
بعد التأكيد علي ضرورة احترام صلة
الرحم لأنها من تقوى الله ، يأتي الحديث عن أضعف البشر و هم الأيتام ، و
يجعلهم مثل الأهل تماماً . هكذا تكون الشريعة الكاملة .
و توضح الآيات الكريمة أن العرب كانوا
قبل الإسلام يأكلون ميراث اليتامى أو يبادلون الميراث الجيد بشيء أخر غير
جيّد ، أو يضموا أموال اليتيم إلي أموالهم في التجارة و يأكلون ربحها ، أو
ينفقون علي أنفسهم من أموال الأيتام بلا حدود . بل أن بعضهم كان يحتجز البنت
اليتيمة الجميلة عنده حتى إذا كبرت تزوجها بلا مهر أو طمعاً في مالها .
و جاءت شريعة الله الكاملة التي لم يأت
مثلها من قبل لأنها الختام مع خاتم الأنبياء ، وجاءت لكي تصحح كل هذا و غيره
، فجاء أمر الله بمنع كل ما سبق ،و تحديد الحدود الشرعية العادلة لكل فعل من
هذه الأفعال ، فجعل الزواج الشرعي يشمل أربع زوجات بدلاً من الطمع في البنات
اليتيمات ، بشرط العدل بينهن و من يخاف ألا يعدل يكتفي بواحدة ، و الزوجة
اليتيمة أو غير اليتيمة لها مهر و هذا المهر فرض من الله و يكون ملكاً خاصاً
للزوجة إلا إذا تنازلت للزوج عن شيء من مهرها برضاها . و أحب أن أضيف أن الله
حّرم تَبنيّ الأيتام تحريماً كاملاً ( سورة الأحزاب 5) و تشمل الآيات
تحذيرات شديدة من الله لمن يتجاوز هذه الأحكام .
§
و
نأتي إلي الأناجيل الأربعة فنجدها لا تذكر شيئاً عن اليتامى ، لأن المسيحية
امتداد لليهودية ، كما قال لهم المسيح و لم يفهموا كلامه في [ إنجيل متى 5 :
17 ] أن المسيح جاء ليكمل رسالة موسى و كل أنبياء اليهود ( عليهم السلام ) لا
لكي ينقصها ، و قال أن شريعة الله في التوراة لا يسقط منها حرف إلي أن تأتي
الرسالة الكاملة . و لو كان المقصود بالرسالة الكاملة هو الإنجيل لقال ذلك ،
و لكن المقصود هو القرآن الكريم .
أما التوراة الموجودة معنا الآن فقد
ذكرت الأيتام في عُجالة في موضع واحد فقط [ تثنية 24 : 17 ] مكتوب [ لا
تُعوِّج حكم اليتيم و الغريب ] .
§
أما
عن تعدد الزوجات فهو بلا حدود كما جاء في [خروج 21 : 10] و [ تثنية 21 : 16 ]
و [ تثنية 24 : 1 ] و رسائل بولس تؤكد أن المسيحية كان فيها تعدد زوجات قبل
أن يخترع البطاركة الزواج بواحدة .
الميراث ( الآيات 11 – 14 )
و تنتقل الآيات الكريمة من الحديث عن
الأيتام و ميراثهم و حقوقهم إلي الحديث عن الميراث عامة لأن القول بالقول
يُذكر و هذا الشرع يشمل : -
1.
الذَكر يرث مرتين مثل الأنثى لأنه المأمور بإعالة الإناث من أهله ، و هو
المكلف بالحرب و الصدقة و الزكاة
……
الخ .
2.
قبل
التوريث يتم سداد ديون المتوفى أولاً ، ثم يتم تنفيذ وصيته إن كان له ديون
أو وصية ، ثم يتم توزيع الميراث . و حددت السُنَة الوصية بثلث الميراث .
3.
الزوج يرث زوجته ، و الزوجة ترث زوجها في حدود الشرع المشروح في الآيات .
4.
المتوفى بدون ولد أو زوجة أو والدين يرثه اخوته ، للذكر مثل حظ الأُنثيين .
5.
و
ينتهي التشريع بالترغيب و الترهيب : من يُنفذ شرع الله و سُنَّة النبي يدخل
الجنة ، و من يعصي أي منهما يدخل النار و له عذاب مهين .
§
و
أحب أن اُعلق علي ضرورة طاعة النبي و ربطها بطاعة الله ، و أنها لا علاقةَ
لهل بشرك النصارى الذين جعلوا المسيح ابناً لله ثم جعلوه هو الإله .
و أقول : - إن الإيمان بالله - عن
طريق أي نبي - يستلزم أولاً الإيمان برسالة هذا النبي و التصديق بأنه رسول
الله ، و بالتالي تجب طاعته في كل ما جاء به و بالتالي فإن معصيته تكون معصية
لله لأنه يحمل أوامر الله إلي البشر كما جاء في الكتاب المنسوب للنبي موسى أن
الله قال له [ لكي يسمع الشعب فيؤمنوا بك أيضاً إلي الأبد ] [ خروج 19 : 9 ]
و إن كان أُسلوبهم في تَحريف .
§
كذلك طاعة الرسول واجبة في كل ما لم يذكره الله في كتابه لأن أي رسول يكون
أشد الناس عبادة لله و لا يفعل و لا يقول إلا ما يأمره الله به و هذه هي سُنة
الأنبياء المذكورة في كتابهم أيضاً [ حزقيال 43 : 11
–
12 ، 44 : 5 ]
§
أما
الأناجيل الأربعة فلم تتعرض للميراث إلا في موقف واحد لا أُصدق أن المسيح
فعله- كما جاء في [ إنجيل لوقا 12 : 14 ] أن يهودياً لجأ إلي المسيح لكي يقول
لأخيه أن يقاسمه الميراث ، فرَدّ المسيح بعُنف شديد .
§
و
التوراة كذلك لم تتعرض لموضوع الميراث .
و هذا إن دل علي شيء
يدل علي :-
1.
الشرائع السابقة علي الإسلام ناقصة و تحتاج إلي الشريعة الإسلامية .
2.
الكتب السابقة مُحرَّفة لأنه يستحيل ألا تتعرض لموضوع اجتماعي خطير مثل هذا .
لذلك نجد أن كل دولة مسيحية تخترع لنفسها
شرائع غير عادلة سواء في الزواج أو الأيتام أو الميراث ، بل أن الكثير منهم
يأخذ من شريعة الإسلام الكاملة و تجد قوانين هذه الدول تتغير كل فترة بعد أن
يظهر فسادها ، بعكس الشريعة الإسلامية الثابتة و لا تتغير منذُ أكثر من 14
قرناً لأنها شريعة الله الكاملة .
و المثال علي ذلك أن الدول المسيحية لا
تُحّرم التبني و لو كان الطفل معلوم الأبوين ، و أنتهي الأمر إلي شيوع بيع
الأطفال من الأُسر الفقيرة إلي الأغنياء ، و تمادى إلي تأجير الأرحام لإنجاب
أطفال مقابل ثمن معلوم . و الله أعلم بما سيحدث بعد ذلك .
هذا كله نتيجة عدم إتباع شرع الله و إتباع
شرائع البشر الكافرة .
§
أما
القرآن الكريم فهو شرع الله الكامل لكل البشر في كل شيء يخطر علي بالهم و
يستحق أن يكون الكتاب الناسخ و المهيمن علي كل ما سبقه إلي يوم القيامة .
الفاحشة و التوبة و حُسن معاشرة الزوجات و الصبر عليهن (
الآيات 15 - 19 )
و تنتهي بقوله تعالى عن الزوجات ( و
عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعيى أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً
كثيراً )
و هذه الآية الأخيرة أمر من الله -
للرجال - بالصبر علي النساء –
و لو كرهها الرجل - و عدم التسُّرع في الطلاق ، و الترغيب في المحافظة علي
الزواج بأن الله سيجعل منه خيراً كثيراً كما قال النبي صلي الله عليه و سلم
بأن يرزقه الله منها الولد الصالح يدعو له بعد موته .
و هذا الحديث يأتي بعد الحديث عن تعدد
الزوجات المُحدَّد بأربعة فقط ، و حقوق الأيتام و حقوق الميراث ، و يأتي قبل
الحديث عن حدود شريعة الزواج في المهر و الزواج المُحرَّم و المُحلَّل .
§
و تحتوي هذه الآيات
علي الأوامر و النواهي التالية : -
1.
النساء اللاتي تفعلن الفاحشة بشهادة أربعة رجال علي ذات الفعل يتم حبسهن في
البيوت إلي الموت ، إلي أن يجعل الله لهن طريقة أخرى للعقاب .
و قد حدث بعد ذلك أن جاء الشرع بعقاب
الزاني و الزانية بالرجم للمتزوجين و الجلد للبكر و هذا التدرج في إنزال
التشريع معروف في الإسلام و له أمثلة مثل تحريم الخمر .
2.
الرجال الذين يفعلون فعل قوم لوط يتم ضربهم و إهانتهم إلي أن يتوبوا وقد تبدل
هذا العقاب بعد ذلك بالرجم.
3.
المتزوج الذي يريد تطليق زوجته لا يقوم بمضايقتها حتى تتنازل عن حقوقها
4.
الأوامر بحُسن معاملة النساء و تحريم ظُلمهن : -
أ ) تحريم أفعال الجاهلية : - كان يحبس
زوجة أبيه أو أخيه المتوفى فإن شاء تزوجها غضباً عنها بدون مهر أو يزوجها
لغيره و يأخذ مهرها أو يحبسها لتخدمه بلا زواج .
ب)تحريم إمساك الزوجة للأضرار بها فلا
يعاشرها و لا يطلقها .
ج) يعاشرها بالمعروف و إن كرهها وله
الخير من عند الله و الولد الصالح أو الرزق الكثير .
5.
و
التوبة المقبولة : -
أ)
من
يفعل السوء بجهل ثم يتوب بسرعة فإن توبته مقبولة .
ب)
الذي لا يتوب إلا عند الموت يموت مَوتة الكافر و له عذاب النار .
§
و نأتي إلي التوراة
الموجودة معنا الآن نجد الآتي : -
1 ) الطلاق بلا حدود - في الإسلام ثلاث
تطليقات فقط ثم لا تحل له [ تثنية 24 ] .
2 ) الشهادة علي الزنا بشهادة رجلين فقط .
و الإسلام يتحرى العدالة فجعل الشهود أربعة و جعل لهم عقوبة الجلد إن كذبوا
أو اختلفت شهادتهم [ تثنية 19 : 15 ] .
3 ) أحكام متضاربة و هذا نتيجة التحريف و
شهادة دافعة علي أنها ليست التوراة الأصلية فنجد
فيها : -
أ ) من يزني مع العبدة المخطوبة يتم
تأديبهما فقط [ لاويين 19 : 20 ] بدون توضيح العقاب .
ب ) رجم الزاني و الزانية و إن كانت
بكر [ تثنية 22 : 23 ] ، [ لاويين 20: 15 ]
ج ) الذي يزني مع بكر غير مخطوبة يتزوجها
و لا يحل له أن يطلقها ؟ [ تثنية 22 : 28 ] و[خروج 22 : 16 ] و الذي يزني مع
البكر في حقل يتم رجمه هو فقط ؟ [ تثنية 22 : 25 ]
د ) ابنة الكاهن الزانية تُحرق
بالنار [ لاويين 21 : 9 ] .
ه) الزنا مع المحارم ( الأخت و زوجة الأب
و زوجة الأخ و العم ) يتم تعقيم الزناة ؟ [لاويين20 : 17 - 21 ]
و ) رجم من يفعل فعل قوم لوط ( لاويين 20
: 13 ] - و إن فعل ذلك مع حيوان يتم رجم الحيوان أيضاً ؟؟؟ [ تثنية 22
: 23 ] ، [ لاويين 20 : 15 ] .
§
و
أكرر أن المسيح أمر أتباعه بضرورة إتباع شريعة الله التوراة و لا يتركوا منها
حرفاً واحداً . [ متى 5 : 17 - 19 ]
§
أما
المسيحية فلا تذكر أي شيء عن كل هذا لأنها استمرار لليهودية كما قلت
و يقولون أن المسيح رفض رجم المرأة
الزانية التي أمسكها الرجال و هي في ذات الفعل و يحتجون بهذا ليقولوا أن
المسيح ألغى كل أحكام التوراة ؟؟ [ إنجيل يوحنا 8 ] .
§
و
يقول علماء النصارى أن المسيح رفض رجم الزانية لأن الذين امسكوها هم الذين
يزنون معها ، و قد فعلوا ذلك كيداً للمسيح لكي يختبروه : هل يعرفهم و يعرف
حقيقتهم إن كان نبيّ الله حقاً ، أو يأمرهم برجمها متخلياً عن دعوته إلي
التسامح ؟ لذلك قال لهم المسيح كلمته المشهورة [ من كان منكم بلا خطيئة
فليرمها أولاً بحجر ] و هو يعني أن من كان منكم لم يزني معها فليرجمها أولاً
. لذلك لم يتجرأ أي واحد منهم علي رجمها فتركوها . كذلك المسيح لم يرجمها لأن
الشهود كانوا زور و الأنبياء لا يأخذون إلا بشهادة شهود العدل .
و أكتفي بهذا القدر من
كتاب الله
الخاتمة
هذه السورة عدد آياتها 176 آية و قد
إختصرت شرح 19 آية فقط منها و الباقي حوالي 50 صفحة .
و هذه السورة ليست هي كل ما يتعّلق
بالنساء في القرآن الكريم بل يوجد غيرها الكثير في سور أخرى .
§
و
قد اشتملت علي كل ما يختص بالنساء و اليتامى،و علاقة الرجال بالنساء ، و حدود
الله في هذا الموضوع الحيوي الذي تقوم عليه الأمم . و حتى الإماء أنصفهن
الله في هذه السورة و في سور أخري مثل سورة النور و سورة الحجرات و سورة
الأحزاب شمل الأسرة كلها و حجاب المرأة و مسألة التبني و كل ما يهم الأسرة
حتى استئذان الطفل قبل دخوله حجرة أبويه . هذه عظمة دين الله الوحيد الصحيح
علي وجه الأرض .
§
الإسلام جعل المرأة إنساناً محترماً متحشماً ، تخضع للرجل في حدود ما أمر
الله به و في طاعة الله ، أما الآخرون فقد جعلوا المرأة جسداً عارياً مبتذلاً
لكل الرجال و جعلوا المرأة عبده لجسدها بدعوى الموضة و الحرية .
§
الإسلام جعل من المرأة : الأم - و لو كانت كافرة ، و الزوجة - و لو
كانت نصرانية أو يهودية و الشقيقة و الابنة ، و لكل حالة منهم أحكامها الخاصة
بها تحوطها الرحمة و العدل و تحافظ علي حقوقها و إن مات أهلها و الآخرون
جعلوها العشيقة و الخليلة المباحة للكل أو الراهبة المحبوسة ، و لا توجد
قوانين دينية خاصة بحماية المرأة، بل لها قوانين وضيعة في ظاهرها حماية
المرأة و الأسرة ، و في باطنها عذابها و تشريدها . بل جعلوا الزاني شاهداً
علي من زنا معها فيحبسونها و يطلقون سراحه ؟ ؟ أين المساواة التي يتشدقون بها
و فرضوا الزواج بواحدة بلا طلاق فأصبح الرجل يخشى الزواج و يسعى للزنا بزعم
الحرية و تجاوبت النساء مع الرجال لإشباع الرغبة الجنسية نظراً لصعوبة الزواج
.
و هكذا قوانين البشر تكون ضد مصلحة
البشر بعكس قوانين الخالق الأعلم بطبيعة خلقه .
§
الإسلام جعل المرأة مصونة في الملابس و التصرفات فتتحرك باحترام بدون زينة أو
عطر يلفت الأنظار و يستنفذ الشهوات نحوها ، و الآخرون جعلوا كل مكاسبها جسدها
و جمالها فإن ذبل ضاعت في الدنيا و الآخرة .
§
الإسلام جعل المرأة تحارب خلف الرجال و ترعى جرحاهم و تساعد المقاتلين بالماء
و الطعام ، و الآخرين جعلوها( سلاح ترفيه ) للجنود في السلم و الحرب و إن
دخلت تحت مسميات( تجنيد ) النساء ، لدرجة أنه اليوم أصبح لكل جيش غربي
(متعهدين ) لتوريد البغايا بعد فحصهن و بأعلى الأجور أو بالقوة و التهديد .
الحمد لله علي نعمة الإسلام و لا حول و
لا قوة إلا بالله
أعلي
الصفحة |