الرد على كتاب" الله واحد فى ثالوث" للقمص زكريا بطرس(2)

و يواصل القمص تدليسه و خداعه و يقول فى صفحة 8 : قال السيد المسيح لتلاميذه " اذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس " فالواحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم و لم يقل باسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة الهة لها ثلاثة اسماء . انتهى كلام القمص و يقول النصارى كلهم نفس هذا القول وللرد على هذا القمص نقول وبالله التوفيق :  

القمص و من ينخدع بكلامه يريد ان يقول ان ورود كلمة اسم بصيغة المفرد يثبت وحدانية الثالوث و نبحث فى الكتاب المقدس نجد ان كلام القمص لا يصمد امام هذه النصوص من كتابه المقدس :

النص الاول التكوين 48 : 6 : (( واما اولادك الذين تلد بعدهما فيكونون لك على اسم اخويهم يسمون في نصيبهم ))

لاحظ هنا اسم مفرد منسوبة الى اخوين هل معنى ذلك اى وحدة بين هذين الاخوين ؟!

النص الثانى التثنية 7 : 24 (( ويدفع ملوكهم الى يدك فتمحو اسمهم من تحت السماء. لا يقف انسان في وجهك حتى تفنيهم. ))

لاحظ لم يقل النص اسمائهم بل قال اسمهم بالمفرد هل معنى ذلك ان هؤلاء الملوك واحد لان النص يقول اسمهم طبعا كلا هذه اقوال مخادعين و لا يصدقهم الا مخدوعين سذج .

النص الثالث التثنية 9 : 14 (( اتركني فابيدهم وامحو اسمهم من تحت السماء واجعلك شعبا اعظم واكثر منهم. ))

 لاحظ الحديث عن شعب كامل و لكن النص يذكر اسمهم بالمفرد و ليس اسمائهم هل معنى هذا ان الشعب واحد فى شعب و شعب فى واحد ؟!

النص الرابع يشوع 23 : 7 (( حتى لا تدخلوا الى هؤلاء الشعوب اولئك الباقين معكم ولا تذكروا اسم آلهتهم ولا تحلفوا بها ولا تعبدوها ولا تسجدوا لها. ))  

هنا الكارثة الكبرى آلهة كثيرة يعبدها كفار يذكر النص اسمهم بصيغة المفرد لو طبقنا قاعدة القمص فهذا النص دليل على وحدانية هذه الالهة النص يقول اسم الهتهم و ليس اسمائهم ؟؟!

النصوص كثيرة لاثبات تهافت وسخف ما يقوله القمص الذى يجهد نفسه لاثبات التثليث الباطل و لكن يأبى كتابه المقدس الا ان يكذبه و يدحض زعمه. و اثناء بحثى فى هذا الموضوع وجدت النص التالى تكوين 5 : 2 (( ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُ وَبَارَكَهُ وَدَعَا \سْمَهُ آدَمَ يَوْمَ خُلِقَ.)) هنا اسمه بالمفرد و تعود على ادم و هذا طبيعى لا خلاف عليه و لكن انظر النص من نسخة الملك جيمس :

 Male and female created he them; and blessed them, and called their name Adam, in the day when they were created.

فى نسخة الملك جيمس يقول اسمهم او ربما يقصد اسميهما للمثنى لان الكلام يعود على ادم عليه السلام و حواء و بديهى ان احدى النسختين خطأ و لكن هذا خطأ غريب و اختلاف لا يمكن تبريره الا بان احد المترجمين مهمل و غير دقيق و يدل على قلة اعتناء بكتابهم المقدس و السؤال الذى اسأله دائما هل النص الموجود و المحفوظ على زعمهم به اسمه ام اسمهم ؟! و بالبحث وجدت ان النص العبرى يقول :

و ترجمته من نفس الموقع تقول :

2 male and female created He them, and blessed them, and called their name Adam, in the day when they were created.

وهذا هو عنوان الموقع :

http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt0105.htm

و هذا يرجح ان النسخة العربية هى التى ينقصها الدقة . .

و بهذا الكلام اكون قد اثبت بطلان الاستشهاد بهذا العدد من كل جوانبه و هو العدد الوحيد الباقى الذى كان يثبت التثليث فى الكتاب المقدس . و هناك مناقشات طويلة حول هذا الموضوع فى منتدى السنة و منتدى برسوم لم يستطع اى محاور معى ان يثبت اصالة هذا العدد فى انجيل متى رغم محاولاتهم المستميتة .

ثم يجد هذا القمص المدلس الجرأة ان يقول بعد ان أورد الدليلين الفاشلين السابقين يقول بكل فخر "هذا هو الثالوث الاقدس فى الاله الواحد الذى نؤمن به " هل يجرؤ هذا القمص ان يرد على ما قلته و ما شعوره بعد ان اثبت له ان الاعداد التى يتمسك بها لا تصلح و باطلة و مفبركة ؟!

الفصل الثالث

و الفصل الثالث مكون من خمسة اسطر فقط يثبت فيها القمص " حتمية الثالوث فى الوحدانية " وهذه هى اسبابه .....!!!

" الله الواحد الذى اوجد الموجودات لابد ان له وجود ذاتى "

" ومادام الانسان خلق ناطقا لابد ان يكون الله هو نفسه ناطق بالكلمة "

" والله خلق الحياة فلابد ان يكون حى بالروح "

و يستنتج قداسته من الطرح السابق ان الله الواحد ثالوث اقدس !!!!!!

و هذا الطرح لا يناقش لشدة تفاهته و لكن نرد باختصار : الله الواحد موجود و ناطق بالكلمة و حي هل هذا يثبت الثالوث هل الرب نطق بكلمة واحدة فقط ام كلمات كثيرة كما قلت سابقاً و صفات مثل ناطق و حى تطلق على معظم الكائنات الحية .

الفصل الاول من الباب الثانى

و هذا هو اهم فصل و يتحدث عن شهادة القران لايمان المسيحيين !!

اول آية من القران الكريم هى الاية من سورة العنكبوت و اليك صورة من كتاب القمص نفسه لترى هذا المدلس ولا اعرف هل يحاول القمص ان يقنع المسلمين ام يحاول ان يطمئن النصارى اتباعه ؟! و لكن الاكيد انه يحاول ان يخدعنا ......... يحاول ان يخدعنا لاثبات عقيدته الوهمية من كتاب الله الكريم.

كما ترى حذف قداسته الامين على النصوص جزء من الاية و الكل يعرف هذا الجزء المحذوف عن عمد طبعا و ليس للاختصار و هو " إلا الذين ظلموا منهم " اى الذين اشركوا لان الشرك ظلم عظيم هذا اول استشهاد له ...... لأن اى مسلم عادى يقرأ الاية كاملة لن يفهم ما فهمه القمص او ما يحاول ان يجعلنا نفهمه و الذين ظلموا منكم لا نجادلهم بالتى هى احسن و كونهم ظلموا يعنى انهم مشركين لا يعبدوا الله الواحد القهار. و الاستثناء فى كلمة " الا الذين ظلموا " تدل على ان هناك من اهل الكتاب من ظلموا أنفسهم و اشركوا بالله وكونك حذفتها ايها القمص المخادع عن تعمد من الاية تدخل فى باب يكاد المريب ان يقول خذونى و بالعامية المصرية "على راسك بطحة " تحذف الجزء الذى يدينك و هذا فى حد ذاته يفقد كلامك اى مصداقية او اسلوب علمى تدعيه و اذا كان كتابك يعلمك عدم احترام النصوص و لى الحقائق لاثبات نظريات سخيفة ما انزل الله بها من سلطان فلا نسمح لك ان تطبق هذا السخف فى ديننا او فى القرآن الكريم . و هذا النص بعد ما حذفته انت كافى لاثبات انك مدلس و يؤخذ كلامك على انه بحث يقوله عالم يبحث عن الحق بل مخادع يحاول ان يخدع السذج من انباعه و كلامك لا ينطلى على اى مسلم موحد بالله يفهم الحد الادنى من تعاليم دينه و لن تؤثر فيه محاولاتك الفاشلة للتدليس . و يقول ابن تيمية عن نفس الاية ان الظالم باغ معتد فيجوز ان يقابل بما يستحقه و لا يجب الاقتصار معه على التى هى احسن بخلاف من لم يظلم . و الظالم يكون ظالما بترك ما تبين له من الحق و اتباع ما تبين انه باطل و الكلام بلا علم فاذا ظهر له الحق فعند عنه فكان ظالما .

و الاية الثانية التى يستدل بها القمص على ان القرآن يشهد للمسيحيين هى الاية 113 من سورة آل عمران و اولها " من اهل الكتاب امة قائمة " و طبعا حرف الجر" من " للتبعيض اى ان بعض اهل الكتاب قائمين يتلون ايات الله اناء الليل و يسجدون و كل هذه افعال لا تنطبق على النصارى لان ليس عندهم سجود و هذا كافى لتصبح الاية الكريمة لا تنطبق عليهم و كذلك لم نسمع عن نصرانى واحد يقضى الليل يقرأ فى كتابه الموصوف بالمقدس . .

قلت : قد روي عن ابن عباس ان الآية نزلت في حق الذين آمنوا من أهل الكتاب بالنبي صلى الله عليه وسلم جاء في تفسير القرطبي َقَالَ اِبْن إِسْحَاق عَنْ اِبْن عَبَّاس لَمَّا أَسْلَمَ عَبْد اللَّه بْن سَلَام , وَثَعْلَبَة بْن سَعْيَة , وَأُسَيْد بْن سُعَيَّة , وَأُسَيْد بْن عُبَيْد , وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ يَهُود ; فَآمَنُوا وَصَدَّقُوا وَرَغِبُوا فِي الْإِسْلَام وَرَسَخُوا فِيهِ , قَالَتْ أَحْبَار يَهُود وَأَهْل الْكُفْر مِنْهُمْ : مَا آمَنَ بِمُحَمَّدٍ وَلَا تَبِعَهُ إِلَّا شِرَارنَا , وَلَوْ كَانُوا مِنْ خِيَارنَا مَا تَرَكُوا دِين آبَائِهِمْ وَذَهَبُوا إِلَى غَيْره ; فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلهمْ : " لَيْسُوا سَوَاء مِنْ أَهْل الْكِتَاب أُمَّة قَائِمَة يَتْلُونَ آيَات اللَّه آنَاء اللَّيْل وَهُمْ يَسْجُدُونَ . إِلَى قَوْله : وَأُولَئِكَ مِنْ الصَّالِحِينَ "

وقال الامام ابن كثير :

وَالْمَشْهُور عِنْد كَثِير مِنْ الْمُفَسِّرِينَ كَمَا ذَكَرَهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَق وَغَيْره . وَرَوَاهُ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس : أَنَّ هَذِهِ الْآيَات نَزَلَتْ فِيمَنْ آمَن مِنْ أَحْبَار أَهْل الْكِتَاب كَعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام وَأَسَد بْن عُبَيْد وَثَعْلَبَة بْن شُعْبَة وَغَيْرهمْ . أَيْ لَا يَسْتَوِي مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرهمْ بِالذَّمِّ مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " لَيْسُوا سَوَاء " أَيْ لَيْسُوا كُلّهمْ عَلَى حَدّ سَوَاء بَلْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِن وَمِنْهُمْ الْمُجْرِم وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى" مِنْ أَهْل الْكِتَاب أُمَّة قَائِمَة " أَيْ قَائِمَة بِأَمْرِ اللَّه مُطِيعَة لِشَرْعِهِ مُتَّبِعَة نَبِيّ اللَّه فَهِيَ قَائِمَة يَعْنِي مُسْتَقِيمَة " يَتْلُونَ آيَات اللَّه آنَاء اللَّيْل وَهُمْ يَسْجُدُونَ " أَيْ يُقِيمُونَ اللَّيْل وَيُكْثِرُونَ التَّهَجُّد وَيَتْلُونَ الْقُرْآن فِي صَلَوَاتهمْ.

و بذلك يخرج القمص و اتباعه من هذه الآية أيضاً .

و الآية الثالثة التى يستدل بها القمص الملفق هى من سورة المائدة الآية 83 (( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ))  . يفسرها بأن النصارى خرجوا من دائرة الكفر و الشرك و الآية لا تثبت ذلك ابداً الاية تثبت انه يوجد ثلاث فئات مشركة هم اليهود  والذين اشركوا و النصارى و لكن اقربهم مودة للذين امنوا هم النصارى و لا تامرنا الاية بأي معاملة خاصة لهم هذا أولاً .

ثانياً : الاية التى تليها مباشرة تثبت بما لا يدع مجال للشك ان هذا القمص اعمى البصيرة و هذا نصها : (( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ))

والامر ببساطة ان من تفيض عينه من الدمع إذا سمع ما انزل إلى الرسول هو الذى تنطبق عليه الاية السابقة و على القمص ان يخبرنا عنهم لكى تنطبق عليهم الاية !!!

قلت : قال سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن: وليس كل من قالوا إنهم نصارى إذن داخلين في ذلك الحكم: وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى [المائدة:82]..... كما يحاول أن يقول من يقتطعون آيات القرآن دون تمامها، إنما هذا الحكم مقصور على حالة معينة لم يدع السياق القرآني أمرها غامضاً ولا ملامحها مجهلة ولا موقفها متلبساً بموقف سواها في كثير ولا قليل. انتهى

الامر واضح جداً لا يحتاج الى اطالة الشرح و نذكر للفائدة ما قاله ابن تيمية فى الجواب الصحيح صفحة 64 الجزء الثانى : يقول ان عداوة المشركين و اليهود للمؤمنين اشد من عداوة النصارى و النصارى اقرب مودة لهم و هذا معروف من اخلاق اليهود فان اليهود فيهم من البغض و الحسد و العداوة ما ليس فى النصارى . و فى النصارى من الرحمة و المودة ما ليس فى اليهود و ليس فى هذا مدح للنصارى و لا وعد لهم بالنجاة من العذاب و استحقاق الثواب كل ما فيه انهم اقرب مودة و قوله تعالى : (( ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا و انهم لا يستكبرون ))  اى بسبب هؤلاء و سبب ترك الاستكبار يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرا من المشركين و اقرب مودة من اليهود و المشركين . ثم قال تعالى : (( و اذا سمعوا ما انزل الله الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ))  فهؤلاء الذين مدحهم بالايمان ووعدهم بثواب الآخرة و الضمير و ان عاد على المتقدمين فالمراد به جنس المتقدمين لا كل واحد منهم . أما وصف النصارى بالشرك فهم واضح تماما فى سورة التوبة : ((  وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) )) فنزه الله سبحانه و تعالى عن شركهم و ذلك ان اصل دينهم ليس فيه شرك فان الله انما بعث رسله بالتوحيد و النهى عن الشرك انتهى كلام ابن تيمية و انا اقول للقمص هل تجرؤ ان تضع الايات السابقة فى كتابك المتهافت ؟؟؟ هذا هو ما يقوله القرآن الكريم عنك و عن امثالك من المشركين .

والاية الرابعة التى يستدل بها هذا القمص المفضوح هى آل عمران 55 : (( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))  

اول شىء لم يذكر القمص الاية كاملة و بقية الاية هكذا (( ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُم ْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (56) )) و هى تدل على وجود خلاف يحكم فيه الله سبحانه و تعالى يوم القيامة ..... و ذكر الايات كاملة يغنى عن أي نقاش ويكشف هذا القمص الملفق الذى يتلاعب و يتذاكى و اذا كانت حيله تنطلى على اتباعه السذج فهى لا تنطلى على اى مسلم يعرف الحد الادنى من دينه كما قلت سابقا و اليك الاية قى سياقها الذى يفسده القمص و امثاله : (( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (48) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (49) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (50) وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ (51) إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (52) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (53) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (54) وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (55) إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُم ْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (56) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (57) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (58) ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (59) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (60) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (61) ))

فلماذا لم يذكر القمص هنا أو فى أي مكان من كتابه الآية التى تلى الآية التى ذكرها و هى توضح ان مثل عيسى عليه السلام عند الله كمثل ادم خلقه من تراب و قال له كن فكان بأمر الله الواحد الأحد بكلمة منه سبحانه و تعالى و لعنة الله على الكاذبين المعروفين جيداً الان . و نزيد ايضاً ان الذين اتبعوه ليسوا النصارى الذين اعتقدوا انه ابن الله وأنه هو الله بل متبعوه هم الحواريون ومن تابعهم قبل ظهور القول بالتثليث و اولئك هم الذين رفعهم الله فى الدنيا و الاخرة و نحن منهم و هم منا ( باذن الله ).

قلت :  قوله تعالى : (( وَجَاعِل الَّذِينَ اتَّبَعُوك )) أي صَدَّقُوا بِنُبُوَّتِك ورسالتك الصحيحة مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالنَّصَارَى (( فَوْق الَّذِينَ كَفَرُوا ))  بِك وَهُمْ الْيَهُود يَعْلُونَهُمْ بِالْحُجَّةِ والبرهان والدليل الي يوم القيامة .

يقول السيد قطب رحمه الله في تفسيره لهذه الآية :

وأما أن الله جعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة . . فلا يصعب القول فيه . فالذين اتبعوه هم الذين يؤمنون بدين الله الصحيح . . الإسلام . . الذي عرف حقيقة كل نبي، وجاء به كل رسول، وآمن به كل من آمن حقاً بدين الله . . وهؤلاء فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة في ميزان الله . .

الفصل الثانى :

هذا الفصل قمة المهزلة من هذا المخادع و عنوانه " شهادة القرآن لثالوث المسيحية " و من العنوان نفسه لا داعى للرد أوالشرح و لكن حتى نثبت خداع هذا القمص حتى النهاية و نثبت ان كتابه هذا ليس به صفحة واحدة بل سطر واحد حقيقى بعيد عن الباطل. يستشهد القمص بالاية الكريمة من سورة النساء و هى :

(( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ))  

و كعادة القمص المخادع لا يذكر الاية كاملة بل يقطتعها من سياقها و يذكر هذا الجزء فقط :

" إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ " . و أهمل الجزء الاول من الاية و الجزء الاخير كذلك و هو أمر أهل الكتاب ألا يغلوا فى دينهم و لا يقولوا على الله الا الحق و ألا يقولوا ثلاثة و ان ينتهوا عن هذا الفساد و أن الله واحد سبحانه و تعالى ليس له ولد و كفى به وكيلا . و مجرد ذكر الاية كاملة يعتبر رد على هذا المخادع و لكن نستمر لعل هذا المقال يكون السبب فى هداية شخص واحد مخدوع الى الحق المبين .

ثم يقول القمص ان القرآن فى هذا الجزء الذى اقتطعه بخبث من سياقه يذكر الثالوث تماما كما تؤمن به المسيحية !!!!! . يريد ان يقول ان الله و الكلمة و الروح المذكورة فى الآية الكريمة تثبث الثالوث الفاسد . و لايذكر دليل على كلامه الا تفسير ابو السعود و محى الدين ابن عربى (و يسميه خطأ ابن العربى) و شيخ اسمه محمد الحريرى البيومى و يصفه بانه العالم الفقيه !!!!!!.

و رغم ان الامر لا يستحق عناء الرد ساذكر لقداسته اقوال علماء المسلمين و نرى هل ما ذكره هذا النصاب المخادع يصمد  أمام اقوال هؤلاء العلماء و اتحداه ان يجد كلمة واحدة عن العلماء التالى ذكرهم تؤيد عقيدته الفاسدة ...... و نقول بعون الله :

اولا عن الروح القدس :

الطبرى جزء 1 صفحة 219 و ما بعدها : قيل الروح القدس هو جبريل عليه السلام (و ذكر من قال ذلك ) و قال اخرون الروح القدس الانجيل مثل قوله تعالى عن القران فى سورة الشورى "و كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا " ( و ذكر من قال ذلك ) لان جميع كتب الله التى اوحاها رسله روحاً منه لانها تحيا بها القلوب. و يرجح ان المراد جبريل عليه السلام .

القرطبى الجزء 2 صفحة 23 : الروح القدس هو جبريل عليه السلام او الاسم الذى كان عيسى عليه السلام يحيى به الموتى ( اسم الله الاعظم ) و قيل المراد الانجيل و يرجح ان المراد جبريل عليه السلام .

ابن كثير الجزء 1 صفحة 122 : قيل الاسم الاعظم الذى كان يحيى به الموتى ثم ذكر اقوال القرطبى السابقة و ذكر ترجيحه لان المراد بها جبريل عليه السلام . ثم ذكر اقوال الطبرى كما سبق .

الجلالين صفحة 17 الروح القدس من اضافة الموصوف الى الصفة اى الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار .

الشوكانى الجزء 1 صفحة 110 : الروح القدس قيل هو جبريل عليه السلام ايد الله به عيسى عليه السلام و انشد حسان ابن ثابت

وجبريل امين الله فينا و روح القدس ليس به خفاء

ثم يكرر اقوال الطبرى و القرطبى السابقة .

الالوسى جزء 1 صفحة 316 ايدناه بالروح القدس اى قويناه بجبريل و هذا شائع فقد قال الله سبحانه و تعالى "قل نزله روح القدس " سورة النحل 102 و قال صلى الله عليه و سلم لحسان ابن ثابت "اهجهم يا حسان و روح القدس معك " و قال له فى موقف اخر " و جبريل معك "

الزمخشرى الجزء الثالث صفحة 175 اختلفوا فى الروح على وجوه قيل جبريل اى الروح المقدسة جبريل او لانه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح و قيل المراد بالروح الانجيل كما سبق و ترجيح ان المراد جبريل ايضا .

الطبرسى جزء 1 صفحة 346 و هو تفسير شيعى يقول نفس الكلام ان المراد جبريل و يذكر ثلاثة اسباب لتسميته بالروح القدس نفس ما ذكر سابقا و يضيف الطبرسى " اقوى الاقوال قول من قال هو جبريل و اذا قيل لم خص عيسى عليه السلام من بين الانبياء بانه مؤيد بجبريل و كل نبى مؤيد فالقول فيه انه انما خص بذلك لثبوت اختصاصه به من صغره الى كبره فكان يسير معه حيث سار و لما هم اليهود بقتله لم يفارقه حتى صعد به الى السماء .

البيضاوى جزء 1 صفحة 168 اراد بالروح القدس جبريل و قيل الانجيل او اسم الله الاعظم .... و تكرار لما سبق

الخازن جزء 1 صفحة 80 قيل المراد الروح الذى نفخ فيه و اضاف روح عيسى تشريفا و تكريما و تخصيصا كما تقول بد الله و ناقة الله و قيل الاسم الاعظم الذى كان يحيى به الموتى و قيل هو جبريل و الباقى تكرار .

ابو حيان الاندلسى الجزء الاول صفحة 298 هو اسم الله الاعظم الذى كان يحيى به عيسى عليه السلام الموتى او الانجيل كما سمى القران روحا او الروح التى نفخها الله تعالى فى عيسى عليه السلام او جبريل و يذكر الاقوال السابقة كلها .

و هذه مجموعة اخرى من التفاسير لا تخرج عن ما سبق نذكرها بسرعة للاختصار القاسمى جزء 2 صفحة 185

محمد عبده جزء اول صفحة 376

تفسير الجوهرى جزء 1 صفحة 96

المراغى جزء اول صفحة 163

سيد قطب جزء 1 صفحة 88

ما رأي القمص ألا يخجل من نفسه ؟  كل العلماء المفسرين السابقين حتى الشيعى منهم لم يذكر عنهم القمص أي كلمة بينما نجده يذكر اسم شخص لا نعلم من هو فقط اسمه محمد الحريرى البيومى (مش مكسوف من نفسه !!!!!!) ثم ان هذا الحريرى البيومى قال و العهدة على القمص ان الروح القدس هو روح الله و انا واثق انها مقطوعة من السياق و لكنها حتى بهذا الوضع لا تثبت اى شىء من الذى يريد ان يثبته القمص .

الى هنا ينتهى الجزء الاول من الرد على كتاب القمص زكريا بطرس " الله واحد فى ثالوث " و لى تعليق قبل ان اختم ان من يصدق هذا القمص من النصارى (لانه بديهى لن يصدقه اقل المسلمين علماً ) اقول من يصدقه يورد نفسه مورد التهلكة وهو لا يدرى و يجب ان يفيق قبل فوات الاوان .

و الحمد لله رب العالمين