رسالة كورنثوس الثانية

المقدمة

مقدمة

بولس وكنيسة كورنثوس

التبرع بالمساعدة للمؤمنين في اليهودية

دفاع بولس عن سلطته كرسول

خاتمة


 

سلام وحمد

1 مِنْ بولُسَ رَسولِ المَسيحِ يَسوعَ بِمَشيئَةِ اللهِ، ومِنَ الأخِ تيموثاوُسَ، إلى كنيسةِ اللهِ في كورِنثُوسَ، وإلى جميعِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ في آخائِيَةَ كُلِّها. 2علَيكُم النِّعمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ أبينا ومِنَ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ.
3تبارَكَ اللهُ أبو رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الآبُ الرَّحيمُ وإلَهُ كُلِّ عَزاءٍ، 4فهوَ الّذي يُعَزِّينا في جميعِ شدائِدِنا لِنَقدِرَ نَحنُ بالعَزاءِ الّذي نِلناهُ مِنَ اللهِ أنْ نُعَزِّيَ سِوانا في كُلِّ شِدَّةٍ. 5فكَما أنَّ لنا نَصيبًا وافِرًا مِنْ آلامِ المَسيحِ، فكذلِكَ لنا بالمَسيحِ نَصيبٌ وافِرٌ مِنَ العَزاءِ. 6 فإذا كُنَّا في شِدَّةٍ فلأجلِ عَزائِكُم وخَلاصِكُم، وإذا تَعَزَّينا فلأجلِ عَزائِكُمُ الّذي يَمنَحُنا القُدرَةَ على احتِمالِ تِلكَ الآلامِ الّتي نَحتَمِلُها نَحنُ. 7ورَجاؤُنا فيكُم ثابِتٌ لأنَّنا نَعرِفُ أنَّكُم تُشارِكونَنا في العَزاءِ مِثلَما تُشارِكونَنا في الآلامِ. 8لا نُريدُ، أيُّها الإخوَةُ، أنْ تَجهَلوا الشَّدائِدَ الّتي نَزَلَتْ بِنا في آسيةَ، فكانَت ثَقيلَةً جدًّا وفوقَ قُدرَتِنا على الاحتمالِ حتّى يَئِسنا مِنَ الحياةِ، 9بَلْ شَعَرْنا أنَّهُ مَحكومٌ علَينا بالموتِ، لِئَلاَّ نَتَّكِلَ على أنفُسِنا، بَلْ على اللهِ الّذي يُقيمُ الأمواتَ. 10فهوَ الّذي أنقَذَنا مِنْ هذا الموتِ وسيُنقِذُنا مِنهُ. نعم، لنا فيهِ رَجاءٌ أنَّهُ سَيُنقِذُنا مِنهُ أيضًا. 11وستُعينونَنا أنتُم بِصلَواتِكُم، فإذا بارَكَنا اللهُ استِجابَةً لِصَلَواتِ كثيرٍ مِنَ النّاس ِ، فكَثيرٌ مِنَ النّاس ِ يَحمَدونَ اللهَ مِنْ أجلِنا.

بولس يغيّر خطة سفره

12وما نَفتَخِرُ بِه هوَ شَهادَةُ ضَميرِنا. فهوَ يَشهَدُ لنا بأَنَّ سيرَتَنا في هذا العالَمِ، وخُصوصًا بَينَكُم، هيَ سِيرةُ بَساطةٍ وتَقوى، لا بِحكمَةِ البَشَرِ، بَلْ بِنِعمةِ اللهِ. 13ونَحنُ لا نكتُبُ إلَيكُم إلاَّ ما تَقرَأُونَهُ وتَفهَمونَهُ، ورَجائي أنْ تَفهَموا كُلَّ الفَهمِ 14ما تَفهَمونَهُ الآنَ بَعضَ الفَهمِ، وهوَ أنَّنا فَخرٌ لكُم وأنتُم فَخرٌ لنا في يومِ ربِّنا يَسوعَ.
15كُنتُ على ثِقَةٍ بِهذا كُلِّهِ حينَ عَزَمتُ على السَّفَرِ إلَيكُم أوَّلاً حتّى تَتَضاعَفَ الفائدةُ لكُم، 16فأمُرَّ بِكُم في طريقي إلى مَكدونِيَّةَ، ثُمَّ أرجِعُ مِنْ مكدونِيَّةَ إلَيكُم، فتُسهِّلوا لي أمرَ السَّفَرِ إلى اليَهودِيَّةِ. 17فهَلْ عَزَمتُ على هذِهِ الخُطَّةِ لِخِفَّةٍ ظَهَرَتْ علَيَّ؟ وهَلْ أُدَبِّرُ أُموري تَدبيرًا بَشَرِيًّّا، فأقولُ نعم نعم ولا لا في الوقتِ ذاتِهِ؟ 18ويَشهَدُ اللهُ أنَّ كلامَنا لكُم ما كانَ نعم ولا، 19 لأنَّ يَسوعَ المَسيحَ ابنَ اللهِ الّذي بَشَّرْنا بِه بَينَكُم، أنا وسلوانُسُ وتيموثاوُسُ، ما كانَ نعم ولا، بَلْ نعم كُلُّهُ. 20فهوَ ((النَّعمُ)) لِكُلِّ وُعودِ اللهِ. لذلِكَ نَقولُ ((آمين)) بالمَسيحِ يَسوعَ إكرامًا لِمَجدِ اللهِ. 21ولكنَّ اللهَ هوَ الّذي يُثَبِّتُنا وإيّاكُم في المَسيحِ، وهوَ الّذي مَسَحنا 22وخَتَمَنا بِخاتَمِهِ ومنَحَنا رُوحَهُ عُربونًا في قُلوبِنا.
23 ويَشهَدُ اللهُ عليَّ أنِّي امتَنَعْتُ عَنِ المَجيءِ إلى كورنثوسَ شَفَقَةً علَيكُم، 24فنَحنُ لا نُريدُ السَّيطَرَةَ على إيمانِكُم، بَلْ نَحنُ نَعمَلُ مَعكُم مِنْ أجلِ فَرَحِكُم، فأنتُم في الإيمانِ ثابِتونَ.
2 لذلِكَ عَزَمتُ أنْ لا أعودَ إلَيكُم، لِئَلاَّ أُسَبِّبَ لكُمُ الحُزنَ مَرَّةً ثانِيةً. 2لأنِّي إنْ أحزَنتُكُم فَمَنْ يُفرِحُني غَيرُ الّذينَ أحزَنتُهُم؟ 3وما كَتَبتُ إلَيكُم تِلكَ الرِّسالةَ إلاَّ لأنِّي أُريدُ أنْ لا يكونَ مَصدرَ حُزني عِندَ مَجيئي إلَيكُم، أولَئِكَ الّذينَ يَجِبُ أنْ يكونوا مَصدَرَ سُروري. وأنا واثِقٌ بِكُم جميعًا، واثِقٌ أنَّ سُروري هوَ سُرورُكُم جميعًا. 4كَتَبتُ إلَيكُم وقَلبي يَفيضُ بالكآبَةِ والضِّيقِ وعَيني تَسيلُ مِنها الدُّموعُ، لا لِتَحزَنوا بَلْ لِتَعرِفوا كمْ أنا أُحِبُّكُمْ.

الصفح عن الذنب

5فالّذي كانَ سبَبًا لِلحُزنِ ما أحزَنَني أنا وَحدي، بَلْ أحزَنكُم كُلَّكُم بَعضَ الحُزنِ، لِئَلاَّ أُبالِـغَ. 6ويكفي هذا الرَّجُلَ مِنَ العِقابِ ما أنزَلَهُ بِه أكثرُكُم. 7والآنَ خَيرٌ لكُم أنْ تَصفَحوا عَنهُ وتُشجِّعوهُ، لِئَلاَّ يَبتَلِعَهُ الغَمُّ الشَّديدُ. 8فأُوصِيكُم أنْ تَزيدوهُ مَحَبَّةً. 9وإِنَّما كَتَبتُ إلَيكُم لأختَبِرَكُم وأرى هَلْ تُطيعونَني في كُلِّ شيءٍ. 10فمَنْ صَفَحتُم عَنهُ. صَفَحتُ عَنهُ أنا أيضًا، لأنِّي إذا صَفَحتُ عَنْ شيءٍ يَستَحِقُّ الصَّفحَ فَمِنْ أجلِكُم في حَضرةِ المَسيحِ، 11لِئَلا ّ يَتغَلَّبَ علَينا الشَّيطانُ، ونَحنُ لا نَجهَلُ مقاصِدَهُ.

الانتصار بالمسيح

12وصَلْتُ إلى تَرُواسَ لأُبشِّرَ بالمَسيحِ، فا نفَتَحَ لي بابُ العَمَلِ في الرَّبِّ. 13ولكنِّي قَلِقْتُ جدًّا لأنِّي ما وَجَدتُ تيطُسَ أخي، فوَدَّعتُ الإخوَةَ وسافَرْتُ إلى مكدونَِّيةَ.
14الحَمدُ للهِ الّذي يَقودُنا في مَوكِبِ نَصرِهِ الدّائِمِ في المَسيحِ، ويَنشُرُ بِنا في كُلِّ مكانٍ عَبيرَ مَعرِفَتِه. 15فنَحنُ للهِ رائِحَةُ المَسيحِ الذَّكِيَّةُ بَينَ الّذينَ يَخلُصونَ أوِ الّذينَ يَهلِكونَ. 16فَهيَ لِلَّذينَ يَهلِكونَ رائِحَةُ موتٍ تُميتُ، ولِلَّذينَ يَخلُصونَ رائِحَةُ حياةٍ تحيي. فمَنْ هوَ القادِرُ على هذا العَمَلِ؟ 17نَحنُ لا نُتاجِرُ مِثلَ كثيرٍ مِنَ النّاس ِ بِكلامِ اللهِ، بَلْ نَتكَلَّمُ في المَسيحِ كلامَ الصّادِقينَ، كلامَ رُسُلِ اللهِ أمامَ اللهِ.

خدمة العهد الجديد

3 هَلْ عُدنا إلى تَعظيمِ شأْنِنا أم أنَّنا نَحتاجُ، مِثلَ بَعضِ النّاس ِ، إلى رَسائِلِ تَوصِيَةٍ مِنكُم أو إلَيكُم؟ 2أنتُم أنفُسُكُم رِسالَتُنا، مكتوبَةً في قُلوبِنا، يَعرِفُها ويَقرَأُها جميعُ النّاس ِ. 3نعم، تَبيَّنَ أنَّكُم رِسالةُ المَسيحِ جاءَتْ على يَدِنا، وما كَتَبناها بِحِبرٍ، بَلْ بِرُوحِ اللهِ الحَيِّ، لا في ألواحٍ مِنْ حجَرٍ، بَلْ في ألواحٍ مِنْ لَحمِ ودمِ، أي في قُلوبِكُم.
4هذِهِ ثِقَةٌ لنا بالمَسيحِ عِندَ اللهِ، 5لا لأنَّنا قادِرونَ أنْ نَدَّعِيَ شيئًا لأنفُسِنا، فقُدْرَتُنا مِنَ اللهِ. 6فهوَ الّذي جَعَلنا قادِرينَ على خِدمَةِ العَهدِ الجديدِ، عَهدِ الرُّوحٍ لا عَهدِ الحَرفِ، لأنَّ الحَرفَ يُميتُ والرُّوح يُحيي. 7فإذا كانَت خِدمَةُ الموتِ المنقوشَةُ حُروفُها في ألواحٍ مِنْ حجَرٍ أُحيطَت بالمَجْدِ، حتّى إنَّ بَني إِسرائيلَ ما قَدِروا أنْ يَنظُروا إلى وَجهِ موسى لِمَجدِ طَلعَتِهِ، معَ أنَّهُ مَجدٌ زائلٌ، 8فكيفَ يكونُ مَجدُ خِدمَةِ الرُّوحِ! 9وإذا كانَت خِدمَةُ ما أدَّى إلى الحُكمِ على البَشَرِ مَجدًا، فَكم تَفوقُها مَجدًا خِدمَةُ ما يُؤدّي إلى تَبرِيرِهِم. 10فما كانَ في الماضي فائِقَ المَجدِ، زالَ بِفَضلِ المَجدِ الّذي يَفوقُهُ الآنَ. 11وإذا كانَ لِلزَّائِلِ مَجدٌ، فكَمْ يكونُ مَجدُ الخالِدِ؟
12ولأنَّ لنا هذا الرَّجاءَ، فنَحنُ نتَصَرَّفُ بِجُرْأَةٍ. 13فما نَحنُ كموسى الّذي كانَ يَضعُ قِناعًا على وَجهِهِ لِئَلاَّ يرى بَنو إِسرائيلَ نِهايَةَ ما يَزولُ. 14ولكِنْ عَمِيَتْ بَصائِرُهُم، فلا يَزالُ ذلِكَ القِناعُ إلى اليومِ غَيرَ مكشوفٍ عِندَ قِراءَةِ العَهدِ القَديمِ، ولا يَنزِعُهُ إلاَّ المَسيحُ. 15نعم، إلى اليومِ لا يَزالُ القِناعُ على قُلوبِهِم عِندَ قِراءَةِ شريعةِ موسى، 16ولا يَنزِعُ هذا القِناعَ إلاَّ الاهتداءُ إلى الرَّبِّ. 17فالرَّبُّ هوَ الرُّوحُ، وحَيثُ يكونُ رُوحُ الرَّبِّ، تكونُ الحُرِّيَّةُ. 18ونحنُ جميعًا نَعكِسُ صُورَةَ مَجدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مكشوفَةٍ، فنَتَحوَّلُ إلى تِلكَ الصّورَةِ ذاتِها، وهيَ تَزدادُ مَجدًا على مَجدٍ، بِفَضلِ الرَّبِّ الّذي هوَ الرُّوحُ.
4 واللهُ برَحمَتِهِ أعطانا هذِهِ الخِدمَةَ، فلا نتَوانى فيها، 2بَلْ نَنْبُذُ كُلَّ تَصرُّفٍ خَفِيٍّ شائِنٍ، ولا نَسلُكُ طريقَ المَكرِ ولا نُزَوِّرُ كلامَ اللهِ، بَلْ نُظْهِرُ الحقَّ فيَعظُمُ شأنُنا لَدى كُلِّ ضَميرٍ إنسانيٍّ أمامَ الله. 3فإذا كانَت بِشارَتُنا مَحجوبَةً، فهِيَ مَحجوبَةٌ عَنِ الهالِكينَ، 4عَن غَيرِ المُؤمنينَ الّذينَ أعمى إلهُ هذا العالَمِ بَصائِرَهُم حتّى لا يُشاهِدوا النُّورَ الّذي يُضيءُ لهُم، نُورَ البِشارَةِ بِمَجدِ المَسيحِ الّذي هوَ صُورَةُ اللهِ. 5فنَحنُ لا نُبَشِّرُ بأنفُسِنا، بَلْ بيَسوعَ المَسيحِ رَبًّا، ونَحنُ خَدَمٌ لكُم مِنْ أجلِ المَسيحِ. 6واللهُ الّذي قالَ: ((ليُشرِقْ مِنَ الظُّلمَةِ النُّورُ)) هوَ الّذي أضاءَ نورُهُ في قُلوبِنا لِتُشرِقَ مَعرِفَةُ مَجدِ اللهِ، ذلِكَ المَجدِ الّذي على وَجهِ يَسوعَ المَسيحِ.
7وما نَحنُ إلاَّ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ تَحمِلُ هذا الكَنزَ، ليظهَرَ أنَّ تِلكَ القُدرَةَ الفائِقَةَ هِـيَ مِنَ اللهِ لا مِنَّا. 8يشتَدُّ علَينا الضِّيقُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ ولا نَنسَحِقُ، نَحارُ في أمرِنا ولا نَيأَسُ، 9يَضطَهِدُنا النّاس ُ ولا يَتخَلَّى عنّا اللهُ، نَسقُطُ في الصِّراعِ ولا نَهلِكُ، 10نَحمِلُ في أجسادِنا كُلَّ حينٍ آلامَ موتِ يَسوعَ لِتَظهَرَ حياتُهُ أيضًا في أجسادِنا. 11وما دُمنا على قَيدِ الحياةِ، فنَحنُ نُسَلَّمُ لِلموتِ مِنْ أجلِ يَسوعَ لِتَظهَرَ في أجسادِنا الفانِيَةِ حياةُ يَسوعَ أيضًا.
12فالموتُ يَعمَلُ فينا والحياةُ تَعمَلُ فيكُم.
13وجاءَ في الكِتابِ: ((تكَلَّمتُ لأنِّي آمَنتُ)). ونَحنُ أيضًا بِرُوحِ هذا الإيمانِ الّذي لنا نَتكَلَّمُ لأنَّنا نُؤمِنُ، 14عارِفينَ أنَّ اللهَ الّذي أقامَ الرَّبَّ يَسوعَ مِنْ بَينِ الأمواتِ سيُقيمُنا نَحنُ أيضًا معَ يَسوعَ ويَجْعلُنا وإيَّاكُم بَينَ يَديهِ، 15وهذا كُلُّهُ مِنْ أجلِكُم. فكُلَّما كَثُرَتِ النِّعمَةُ، كَثُرَ عدَدُ الشّاكِرينَ لِمَجدِ اللهِ.

الحياة بالإيمان

16ولذلِكَ لا تَضعُفُ عَزائِمُنا. فمَعَ أنَّ الإنسانَ الظّاهرَ فينا يَسيرُ إلى الفَناءِ، إلاَّ أنَّ الإنسانَ الباطِنَ يتَجَدَّدُ يومًا بَعدَ يومِ. 17وهذا الضِّيقُ الخَفيفُ العابِرُ الّذي نُقاسيهِ يُهَيِّئُ لنا مَجدًا أبَدِيًّا لا حَدَّ لَه، 18لأنَّنا لا نَنظُرُ إلى الأشياءِ الّتي نَراها، بَلْ إلى الأشياءِ الّتي لا نَراها. فالّذي نَراهُ هوَ إلى حينٍ، وأمَّا الّذي لا نَراهُ فهوَ إلى الأبدِ.
5 ونحنُ نَعرِفُ أنَّهُ إذا تَهدَّمَتْ خَيمَتُنا الأرضِيَّةُ الّتي نَحنُ فيها، فلَنا في السَّماءِ بَيتٌ أبَدِيٌّ مِنْ بِناءِ اللهِ غيرُ مَصنوعٍ بالأيدي. 2وكم نَتأوَّهُ حَنينًا إلى أنْ نَلبَسَ فَوقَها بَيتَنا السَّماوِيَّ، 3لأنَّنا متى لَبِسناهُ لا نكونُ عُراةً. 4وما دُمنا في هذِهِ الخَيمةِ الأرضِيَّةِ فنَحنُ نَئِنُّ تَحتَ أثقالِنا، لا لأنَّنا نُريدُ أنْ نَتَعرَّى مِنْ جَسدِنا الأرضِيِّ، بَلْ لأنَّنا نُريدُ أنْ نَلبَسَ فَوقَهُ جَسَدَنا السَّماوِيَّ حتّى تَبتَلِعَ الحياةُ ما هوَ زائِلٌ فينا. 5والله هوَ الّذي أعَدَّنا لِهذا المَصيرِ ومنَحَنا عُربونَ الرُّوحِ.
6ولذلِكَ لا نَزالُ واثِقينَ كُلَّ الثِّقَةِ، عارِفينَ أنَّنا ما دُمنا مُقيمينَ في هذا الجَسَدِ، فنَحنُ مُغتَرِبونَ عَنِ الرَّبِّ، 7لأنَّنا نَهتَدي بإيمانِنا لا بِما نَراهُ. 8فنَحنُ إذًا واثِقونَ، ونُفَضِّلُ أنْ نَغتَرِبَ عَنْ هذا الجَسَدِ لِنُقيمَ معَ الرَّبِّ.
9وسواءٌ كُنَّا مُقيمينَ أو مُغتَرِبينَ، فغايتُنا رِضى الرَّبِّ، 10لأنَّنا لا بُدَّ أنْ نَظهَرَ جميعًا لدى مَحكَمَةِ المَسيحِ لِيَنالَ كُلُّ واحدٍ جَزاءَ ما عَمِلَهُ وهوَ في الجَسَدِ، أخَيرًا كانَ أمْ شَرًّا.

المصالحة مع الله

11ونَحنُ نُقنِعُ النّاس َ لأنَّنا نَعرِفُ مَخافَةَ الرَّبِّ. أمَّا اللهُ فيَعرِفُنا تَمامَ المَعرِفَةِ، وأرجو أنْ تَعرِفونا أنتُم أيضًا في ضَمائِرِكُم تَمامَ المَعرِفَةِ. 12ونَحنُ لا نُريدُ أنْ نَعودَ إلى تَعظيمِ شأنِنا، بَلْ نُريدُ أنْ نُعطِيَكُم سبَبًا لِلافتخارِ بِنا، فيكونُ لكُم ما تَرُدُّونَ بِه على الّذينَ يَفتَخِرونَ بِظاهِرِ الإنسانِ لا بِما في قَلبِهِ. 13فإنْ كُنَّا مَجانينَ فَلِلَّهِ، وإنْ كُنّا عُقلاءَ فلأجلِكُم. 14ونَحنُ أسرى مَحبَّةِ المَسيحِ، بَعدَما أدرَكْنا أنَّ واحدًا ماتَ مِنْ أجلِ جميعِ النّاس ِ، فجَميعُ النّاس ِ شارَكوهُ في مَوتِهِ. 15وهوَ ماتَ مِنْ أجلِهِم جميعًا حتّى لا يَحيا الأحياءُ مِنْ بَعدُ لأنفُسِهِم، بَلْ لِلَّذي ماتَ وقامَ مِنْ أجلِهِم.
16فنَحنُ لا نَعرِفُ أحدًا بَعدَ اليومِ حسَبَ الجَسَدِ. وإذا كُنَّا عَرَفنا المَسيحَ يومًا حسَبَ الجَسَدِ، فنَحنُ لا نَعرِفُهُ الآنَ هذِهِ المَعرِفَةَ. 17وإذا كانَ أحَدٌ في المَسيحِ، فهوَ خَليقَةٌ جَديدةٌ: زالَ القَديمُ وها هوَ الجديدُ. 18وهذا كُلُّهُ مِنَ اللهِ الّذي صالَحَنا بالمَسيحِ وعهِدَ إلَينا خِدمَةَ المُصالَحَةِ، 19أي إنَّ اللهَ صالَحَ العالَمَ معَ نَفسِهِ في المَسيحِ وما حاسَبَهُم على زلاَّتِهِم، وعهِدَ إلَينا أنْ نُعلِنَ هذِهِ المُصالَحَةَ. 20 فنَحنُ سُفراءُ المَسيحِ، وكأنَّ اللهَ نَفسَهُ يَعِظُ بألسِنَتِنا. فنُناشِدُكُم باسمِ المَسيحِ أنْ تَتصالَحوا معَ اللهِ، 21لأنَّ الّذي ما عَرَفَ الخَطيئَةَ جعَلَهُ اللهُ خَطيئَةً مِنْ أجلِنا لِنَصيرَ بِه أبرارًا عِندَ اللهِ.
6 وإذًا، ففي عَمَلِنا معَ اللهِ نَطلُبُ أنْ لا يكونَ قُبولُكُم نِعمَةَ اللهِ لِغَيرِ فائِدَةٍ. 2فهوَ يَقولُ: (( في وقتِ الرِّضى استَجَبتُ لكَ، وفي يومِ الخَلاصِ أعَنتُكَ)). وها هوَ الآنَ وَقتُ رِضى اللهِ، وها هوَ الآنَ يومُ الخَلاصِ. 3لا نُريدُ أنْ نكونَ عائِقًا لأحدٍ في شيءٍ لِئَلاَّ يَنالَ خِدمَتَنا لَومٌ، 4بَلْ ْ نُظهِرُ أنفُسَنا في كُلِّ شيءٍ أنَّنا خُدّامُ اللهِ بِصَبرِنا في الشَّدائدِ والحاجاتِ والمَشقّاتِ 5والضَّربِ والسَّجنِ والاضطرابِ والتَّعبِ والسَّهرِ والصَّومِ، 6بالنَّزاهَةِ والمَعرِفَةِ وطولِ البالِ والرِّفقِ ورُوحِ القَداسَةِ والمَحبَّةِ الخالِصَةِ، 7بالكلامِ الصَّادِقِ وقُدرَةِ اللهِ وسِلاحِ الحَقِّ في الهُجومِ وفي الدِّفاعِ، 8بِالكرامَةِ والمَهانَةِ، بِسوءِ السُّمعَةِ وحُسنِها. يَحسَبُنا النّاس ُ كاذِبينَ ونَحنُ صادِقونَ، 9مَجهولينَ ونَحنُ مَعروفونَ، مائِتينَ وها نَحنُ أحياءُ، مُعاقَبينَ ولا نُقتلُ، 10مَحزونينَ ونَحنُ دائِمًا فرِحونَ، فُقراءَ ونُغني كثيرًا مِنَ النّاس ِ، لا شيءَ عِندَنا ونَحنُ نَملِكُ كُلَّ شيءٍ.
11كلَّمناكُم بِصَراحَةٍ، يا أهلَ كورِنثوسَ، وفتَحْنا لكُمْ قُلوبَنا. 12نَحنُ لا نَضيقُ بِكُم، وإنَّما الضِّيقُ في قُلوبِكُم. 13 أُكَلِّمُكُم كما لَو كُنتُم أبنائي. عامِلونا بِمِثلِ ما نُعامِلُكُم، وافتَحوا أنتُم أيضًا قُلوبَكُم لنا.

نحن هيكل الله الحي

14لا تَقتَرِنوا بِغَيرِ المُؤمنينَ في نِيرٍ واحدٍ. أيُّ صِلَةٍ بَينَ الخَيرِ والشَّرِّ؟ وأيُّ علاقَةٍ لِلنُّورِ بِالظَّلامِ؟ 15وأيُّ تَحالُفٍ بَينَ المَسيحِ وإبليسَ؟ وأيُّ شَرِكَةٍ بَينَ المُؤمِنِ وغَيرِ المُؤمِنِ؟ 16وأيُّ وِفاقٍ بَينَ هَيكَلِ الله والأوثانِ؟ فنَحنُ هَيكَلُ اللهِ الحيِّ. هكذا قالَ اللهُ:
((سأَسكُنُ بَينَهُم وأسيرُ معَهُم،
وأكونُ إلَهَهُم ويكونونَ شَعبي.
17 لِذلِكَ اخرُجوا مِنْ بَينِهِم واترُكوهُم،يَقولُ الرَّبُّ.
لا تَمَسُّوا ما هوَ نَجِسٌ،
وأنا أتَقبَّلُكُم
18وأكونُ لكُم أبًا
وتكونونَ لي بَنينَ وبَناتٍ،
يَقولُ الرَّبُّ القَديرُ)).
7 هذِهِ الوُعودُ وهَبَها اللهُ لنا، أيُّها الإخوةُ، فلنُطَهِّرْ أنفُسَنا مِنْ كُلِّ ما يُدنِّسُ الجَسَدَ والرُّوحَ، ساعينَ إلى القَداسَةِ الكامِلَةِ في مَخافَةِاللهِ.
2 افسَحوا لنا مكانًا في قُلوبِكُم، فما أسأْنا إلى أحَدٍ ولا آذَينا أحَدًا ولا احتَلنا على أحَدٍ. 3لا أقولُ هذا لأَدينَكُم، لأنِّي قُلتُ لكُم مِنْ قَبلُ إنَّكُم في قُلوبِنا لِنَعيشَ معًا أو نَموتَ معاً. 4فأنا عَظيمُ الثِّقَةِ بِكُم وكثيرُ الافتِخارِ. ومعَ كُلِّ مَصاعِبِنا، فقَلبي مُمتَلِئٌ بِالعَزاءِ فائِضٌ فَرَحًا.
5فما عرَفَ جَسَدُنا الرّاحَةَ عِندَ وصولِنا إلى مكدونِيَّةَ، بَلْ كانَت المَصاعِبُ تُواجِهُنا مِنْ كُلِّ جِهةٍ: صِراعٌ في الخارِجِ ومَخاوِفُ في الدّاخِلِ. 6ولكِنَّ اللهَ الّذي يُعزّي المُتَّضِعينَ عَزّانا بِمَجيءِ تيطُسَ، 7 لا بِمَجيئِهِ فَقط، بَلْ بالعَزاءِ الّذي نالَهُ مِنكم. وازدادَ سُروري بِما أخبَرَنا عَنْ شَوقِكُم وحُزنِكُم وغَيرتِكُم علَيَّ.
8فإذا كُنتُ أحزَنتُكُم بِرِسالّتي ، فما أنا نادِمٌ على أنِّي كَتَبتُها. وإذا نَدِمتُ، حينَ رأيتُ أنَّها أحزَنَتكُم لَحظَةً، 9فأنا أفرَحُ الآنَ، لا لأنِّي أحزَنتُكُم، بَلْ لأنَّ حُزنَكُم جَعلَكُم تَتوبونَ. وهوَ حُزنٌ مِنَ اللهِ، فما نالَكُم مِنَّا أيَّةُ خَسارَةٍ. 10لأنَّ الحُزنَ الّذي مِنَ اللهِ يُؤدّي إلى تَوبَةٍ فيها خَلاصٌ ولا ندَمَ علَيها، وأمَّا الحُزنُ الّذي مِنَ الدُّنيا فيُؤدّي إلى الموتِ. 11 فانظُروا كيفَ أدَّى هذا الحُزنُ الّذي مِنَ اللهِ إلى اهتِمامِكُم بِنا، بَلْ اعتِذارِكُم واستِنكارِكُم وخَوفِكُم وشَوقِكُم وغَيرَتِكُم وعِقابِكُم! وبَرهَنتُم في كُلِّ شيءٍ على أنَّكُم أبرِياءُ مِنْ كُلِّ ما حَدَثَ. 12 فأنا ما كَتَبتُ إلَيكُم، إذًا، مِنْ أجلِ الظّالِمِ ولا مِنْ أجلِ المَظلومِ، بَلْ لِتَظهَرَ لكُمْ أمامَ اللهِ شِدَّةُ اهتِمامِكُم بِنا، 13فكانَ عَزاؤُكُم عَزاءً لَنا.
ويُضافُ إلى عَزائِنا هَذا ازديادُ سُرورِنا كثيرًا بِفرَحِ تيطُسَ، لأنَّهُ لَقِيَ مِنكُم جميعًا ما أراحَ بالَهُ. 14 وإذا كنتُ أظهَرتُ لَه افتِخاري بِكُم، فأنا لا أخجَلُ بِه. فكَما صَدَقْنا في كُلِّ ما قُلناهُ لكُم، فكذلِكَ صَدَقْنا في افتِخارِنا بِكُم لَدى تيطُسَ. 15ويَزدادُ قَلبُهُ مَحبَّةً لكُم، كُلَّما تَذكَّرَ طاعَتَكُم جميعًا وكيفَ قبِلتُموهُ بخَوفٍ ورِعدَةٍ. 16وكَمْ يَسُرُّني أنْ أثِقَ بِكُمْ في كُلِّ شيءٍ.

جمع التبرعات

8 ونُريدُ، أيُّها الإخوَةُ، أنْ نُخبِرَكُم بِما فَعَلَتْهُ نِعمَةُ اللهِ في كَنائسِ مَكدونِيَّةَ. 2 فهُم، معَ كَثرَةِ المَصاعِبِ الّتي امتَحنَهُمُ الله بِها، فَرِحوا فَرَحًا عظيمًا وتَحَوَّلَ فَقْرُهُم الشَّديدُ إلى غِنًى بسَخائِهِم.
3وأشْهَدُ أنَّهُم أعطَوا على قَدْرِ طاقَتِهِم، بَلْ فَوقَ طاقَتِهِم، ومِنْ تِلقاءِ أنفُسِهِم، 4وألَحُّوا علَينا أنْ نَمُنَّ علَيهِم بالاشتراكِ في إعانَةِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ. 5بَلْ عَمِلوا أكثرَ مِمَّا كُنّا نَرجوهُ، فأسلَموا أنفُسَهم إلى الرَّبِّ أوَّلاً، ثُمَّ إلَينا بِمشيئَةِ اللهِ. 6 فطَلَبنا مِنْ تيطُسَ أنْ يُتمِّمَ عِندَكُم هذا العَمَلَ المُبارَكَ كَما ابتَدأَ بِه. 7وكما أنَّكُم تَمتازونَ في كُلِّ شيءٍ: في الإيمانِ والفَصاحَةِ والمَعرِفَةِ والحَماسَةِ والمَحبَّةِ لنا، فلَيتكُم تَمتازونَ أيضًا في هذا العَمَلِ المُبارَكِ.
8ولا أقولُ هذا على سبيلِ الأمرِ، بَلْ لأمتحِنَ بِحماسَةِ الآخرينَ صِدقَ مَحبَّتِكُم. 9 وأنتُم تَعرِفونَ نِعمَةَ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ: كيفَ افتَقَرَ لأجلِكُم، وهوَ الغَنِيُّ، لتَغتَنُوا أنتُم بِفَقْرِه.
10 فهذا رَأْيـي في الأمرِ، وهوَ خَيرٌ لكُم، وأنتُمُ الّذينَ كانوا مُنذُ العامِ الماضي أوَّلَ مَنِ ابتَدأ بِهذا العَمَلِ، بَلْ أوَّلَ مَنْ رَغِبَ فيهِ. 11تَمِّموا الآنَ هذا العَمَلَ لِيكونَ التَّتميمُ على قَدْرِ الرَّغبَةِ.12لأنَّهُ متى ظَهَرَتِ الحَماسَةُ في العَطاءِ، رَضِيَ اللهُ على الإنسانِ بِما يكونُ عِندَهُ، لا بِما لا يكونُ عِندَهُ.
13لا أَعني أنْ تكونوا في ضِيقٍ ويكونَ غَيرُكُم في راحَةٍ، بَلْ أَعني أنْ تكونَ بَينَكُم مُساواةٌ، 14فيَسُدُّ رَخاؤُكُم ما يُعوِزُهُمُ اليومَ، حتّى يسُدَّ رخاؤُهم ما يُعوِزُكم غدًا، فتَتِمَّ المُساواةُ. 15فالكِتابُ يَقولُ: ((الّذي جَمَعَ كثيرًا ما فَضَلَ عَنهُ شيءٌ، والّذي جمَعَ قليلاً ما نَقصَهُ شيءٌ)).

توصية بتيطس ورفيقيه

16الحَمدُ للهِ الّذي جَعَلَ في قَلبِ تيطُسَ مِثلَ هذا الاهتِمامِ بِكُم، 17 فَما اكتَفى بِتَلبِـيَةِ طَلَبِنا، بَلْ دَفَعَهُ اهتِمامُهُ الشَّديدُ إلى المَجيءِ إلَيكُم مِنْ تِلقاءِ نَفسِهِ. 18وأرسَلْنا معَهُ الأخَ الّذي تَمدَحُهُ الكنائِسُ كُلُّها لِعَمَلِهِ في خِدمَةِ البِشارَةِ. 19وما هذا كُلُّ شيءٍ، فالكنائِسُ ا ختارَتْهُ رَفيقًا لَنا في السَّفَرِ مِنْ أجلِ هذا العَمَلِ المُبارَكِ الّذي نَقومُ بِه لِمَجدِ الرَّبِّ وتَلبِيَةً لِرَغْبَتِنا. 20ونَحنُ حَريصونَ على أنْ لا يَلومَنا أحدٌ على الطَّريقَةِ الّتي نَتَولَّى بِها أمرَ هذِهِ الهِبَةِ الكبيرَةِ مِنَ المالِ، 21لأنَّ غايتَنا أنْ نَعمَلَ ما هوَ صالِحٌ، لا في نَظَرِ الرَّبِّ وحدَهُ، بَلْ في نَظَرِ النـاسِ أيضًا. 22 وأرسَلْنا معَهُما أخانا الّذي طالَما اختَبَرناهُ فَوَجَدناهُ مُجتَهِدًا في كثيرٍ مِنَ الأُمورِ، وهوَ الآنَ أكثرُ حماسَةً لِثِقَتِهِ الكبـيرَةِ بِكُم. 23أمَّا تيطُسُ فهوَ رَفيقي ومُعاوِني عِندَكُم، وأمَّا الأخوانِ اللَّذانِ يُرافِقانِه، فَهُما رَسولا الكنائِسِ وبِهِما يتَمجَّدُ المَسيحُ. 24 فبَرهِنوا لَهُم أمامَ الكنائِسِ عَنْ مَحبَّتِكُم وعَنْ صَوابِ افتِخارِنا بِكُم.

توصيات في جمع التبرعات

9 وأرى مِنَ الفُضولِ أنْ أكتُبَ إلَيكُم في إعانَةِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ، 2لأنِّي أعرِفُ رَغْبَتكُم وأفتَخِرُ بِها عِندَ المَكدونيِّينَ وأقولُ لهُم إنَّ إخوَتَنا في آخائِيَةَ مُستَعدُّونَ مُنذُ العامِ الماضي. فغَيَرتُكُم حَرَّضَت كثيرًا مِنَ النّاس ِ، 3 ولكِنِّي أرسَلتُ إلَيكُم هَؤُلاءِ الإخوَةَ لِئَلاَّ يكونَ افتِخارُنا بِكُم باطِلاً في هذا الأمرِ، ولتكونوا مُستَعِدِّينَ كما قُلتُ. 4فأنا أخافُ أنْ يَجيءَ مَعي بَعضُ المَكدونيِّينَ ويَجِدوكُم غَيرَ مُستَعِدِّينَ، فنَخجلُ نَحنُ، حتّى لا أقولَ أنتُم، في ثِقَتِنا هذِهِ بالافتِخارِ بِكُم. 5ولذلِكَ رأيتُ مِنَ الضَّرورَةِ أنْ أطلُبَ مِنَ الإخوَةِ أنْ يَسبِقوني إلَيكُم ليُنَظِّموا ما وَعْدتُم بِه مِنْ إحسانٍ، لِيكونَ مُهَيَّأً عَنْ سَخاءٍ لا عَنْ تَقتيرٍ.
6وتَذَكَّروا أنَّ مَنْ زَرَعَ قَليلاً حَصَدَ قَليلاً، ومَنْ زَرَعَ كثيرًا حَصَدَ كثيرًا. 7فعَلى كُلِّ واحدٍ أنْ يُعطِيَ ما نَوى في قَلبِهِ، لا آسِفًا ولا مُجبَرًا، لأنَّ اللهَ يُحِبُّ مَنْ يُعطي بِسُرورٍ. 8والله قادِرٌ أنْ يَزيدَكُم كُلَّ نِعمَةٍ، فيَكونَ لكُم كُلَّ حينٍ في كُلِّ شيءٍ ما يَكفي حاجَتَكُم وتَزدادونَ في كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ، 9كما ورَدَ في الكِتابِ: ((فَرَّقَ بِسخاءٍ وأعطى الفُقراءَ، فَجودُهُ دائِمٌ إلى الأبَدِ)). 10واللهُ الّذي يُوَفِّرُ لِلزّارِعِ زَرعًا وخُبزًا لِلقوتِ سَيُوفِّرُ لكُم زَرعَكُم ويُكثِّرُهُ ويَزيدُ ثِمارَ جودِكُم. 11فَيُغنيكُم في كُلِّ شيءٍ، ليكونَ سَخاؤُكُم عَميمًا تَتَعالى مِنْ أجلِهِ إلى الله آياتُ الحَمدِ. 12فَقِيامُكُم بِهذِهِ الخِدمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَقتَصِرُ على سَدِّ حاجاتِ الإخوةِ القِدِّيسينَ، بَلْ يَفيضُ مِنهُ أيضًا حَمْدٌ جَزيلٌ للهِ. 13وهذِهِ الخِدمَةُ بُرهانٌ على إيمانِكُم، فيُمَجِّدونَ اللهَ على طاعَتِكُم في الشَّهادَةِ ببِشارَةِ المَسيحِ وعلى سَخائِكُم في إعانتِهِم وإعانَةِ الآخَرينَ جميعًا. 14فيَدعونَ لكُم مُتشوِّقينَ إلَيكُم مِنْ أجلِ نِعمَةِ اللهِ الفائِقَةِ فيكُم. 15فالحَمدُ للهِ على عَطِيَّتِهِ الّتي لا تُوصَفُ.

دفاع بولس عن نفسه

10 أنا بولُس أطلُبُ إلَيكُم بِوَداعَةِ المَسيحِ وحِلمِهِ، أنا المُتواضِعُ في حَضرَتِكُم والجَريءُ علَيكُم عَنْ بُعدٍ، 2راجِيّاً أنْ لا تَدفَعوني وأنا عِندَكُم إلى تِلكَ الجُرأَةِ الّتي أرى أنْ أُعامِلَ بِها الّذينَ يَظُنُّونَ أنَّنا نَسلُكُ سَبيلَ الجَسَدِ. 3نعَمْ، إنَّنا نَحيا في الجَسَدِ، ولكِنَّنا لا نُجاهِدُ جِهادَ الجَسَدِ. 4فما سِلاحُ جِهادِنا جَسَدِيٌّ، بَلْ إلَهيٌّ قادِرٌ على هَدْمِ الحُصونِ: 5نَهدِمُ الجَدَلَ الباطِلَ وكُلَّ عَقَبَةٍ تَرتَفِعُ لِتَحجُبَ مَعرِفَةَ اللهِ، ونَأْسِرُ كُلَّ فِكرٍ ونُخضِعُه لِطاعَةِ المَسيحِ. 6ونَحنُ مُستعدّونَ أنْ نُعاقِبَ كُلَّ مَعصيَةٍ متى أصبَحَت طاعَتُكُم كامِلةً.
7 واجِهوا حقائِقَ الأُمورِ. مَنِ اعتَقَدَ أنَّهُ لِلمَسيحِ، فلْيتَذكَّرْ أنَّهُ بِمقدارِ ما هوَ لِلمَسيحِ، كذلِكَ نَحنُ أيضًا لِلمَسيحِ. 8ولا أخجَلُ إنْ بالَغْتُ بَعضَ المُبالَغَةِ في الافتِخارِ بِسُلطانِنا الّذي وهبَهُ الرَّبُّ لَنا لبُنيانِكُم لا لِخَرابِكُم. 9فأنا لا أُريدُ أنْ أَظهَرَ كأنِّي أُحاوِلُ التَّهويلَ علَيكُم بِرَسائِلي. 10فيَقولُ أحَدُكُم: ((رَسائِلُ بولُسَ قاسِيَةٌ عَنيفَةٌ، ولكِنَّهُ متى حَضَرَ بِنَفسِهِ، كانَ شَخصًا ضَعيفًا وكلامُهُ سَخيفًا)). 11فلْيَعلَمْ مِثلُ هذا القائِلِ أنَّ ما نكتُبُهُ في رَسائِلِنا ونَحنُ غائِبونَ نَفعلُهُ ونَحنُ حاضِرونَ.
12نَحنُ لا نَجرُؤُ على أنْ نُساوي أنفُسَنا أو نَتشَبَّهَ بِبَعضِ الّذينَ يُعَظِّمونَ قَدرَهُم، فما أغباهُم! يَقيسونَ أنفُسَهُم على أنفُسِهِم، ويُقابِلونَ أنفُسَهُم بأنفُسِهِم. 13أمَّا نَحنُ، فلا نَفتَخِرُ بِما يتَعَدَّى حُدودَ عَمَلِنا، بَلْ نَقتَصِرُ في ذلِكَ على ما قَسَمَ الله لَنا مِنْ حُدودٍ بَلْ َغْنا بِها إلَيكُم. 14فنَحنُ لا نَدَّعي أكثرَ ممَّا لَنا، كما لَو كُنَّا ما بَلْ َغْنا إلَيكُم، لأنَّنا بَلْ َغْنا إلَيكُم حقّاً ومَعَنا بِشارَةُ المَسيحِ.
15ولا نتَعَدَّى تِلكَ الحُدودَ فنَفتَخِر بأعمالِ غَيرِنا، ولكِنْ نَرجو أنْ يَزدادَ إيمانُكُم فَيَتَّسِعَ مَجالُ العَمَلِ بَينَكُم في الحُدودِ الّتي لَنا، 16حتّى نَحمِلَ البِشارَةَ إلى أبعَدَ مِنْ بلادِكُم، فلا نفتَخِرُ بِما أنَجزَهُ غَيرُنا في حُدودِ عَمَلِه.
17فالكِتابُ يَقولُ: ((مَنْ أرادَ أنْ يَفتَخِرَ، فَلْيَفتَخِرْ بِالرَّبِّ))، 18لأنَّ مَنْ يَمدَحُهُ الرَّبُّ هوَ المَقبولُ عِندَهُ، لا مَنْ يَمدَحُ نَفسَهُ.

بولس والرسل الكذّابون

11 لَيتَكُم تَحتَمِلوني، ولَو أظهَرْتُ قَليلاً مِنَ الحَماقَةِ. نعَمْ، احتَمِلوني! 2فأنا أغارُ علَيكُم غَيرَةَ اللهِ لأنِّي خَطَبتُكُم لِرَجلٍ واحدٍ وهوَ المَسيحُ، لأُقَدِّمَكُم إلَيهِ عَذراءَ طاهِرَةً. 3لكنِّي أخافُ أنْ تَزوغَ بَصائِرُكُم عَنِ الصِّدقِ والوَلاءِ الخالِصِ للمَسيحِ، مِثلَ حَوَّاءَ الّتي أغوَتْها الحَـيَّةُ بِحيلَتِها. 4 فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُبَشِّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الّذي بَشَّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الّذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ الّتي تَلقَّيتُموها. لكُنتُم احتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ. 5ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ ((الرُّسُلِ العِظامِ! )) 6فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلِّ شيءٍ.
7فهَلْ أَخطَأتُ حينَ حَمَلْتُ إلَيكُم مَجّانًا بِشارَةَ اللهِ وأذْلَلْتُ نَفسي لِتَرتَفِعوا أنتُم؟ 8حَرَمتُ كنائِسَ أُخْرى وأخَذتُ مِنها النَّفقَةَ لِخِدمَتِكُم. 9وما ثَقَّلتُ على أحدٍ مِنكُم حينَ كانَت بي حاجَةٌ وأنا بَينَكُم، فالإخوَةُ الّذينَ جاؤُوا مِنْ مكدونِـيَّةَ سَدُّوا حاجَتي. وهكذا حَرَصتُ أنْ لا أُثَقِّلَ علَيكُم في شيءٍ وسأحرِصُ أيضًا. 10وبِحقِّ المَسيحِ فِـيَّ، لَنْ يَسلُبَني أحدٌ هذِهِ المَفخَرَةَ في بلادِ آخائيةَ. 11ولِماذا؟ ألأنِّي لا أُحِبُّكُم؟ اللهُ يَعلَمُ كَمْ أنا أُحِبُّكُم.
12وما أعمَلُهُ الآنَ سأعمَلُهُ حتّى أُبطِلَ دَعوى الّذينَ يُحاوِلونَ أنْ يَدَّعوا فيما يُفاخِرونَ بِه أنَّهُم يَعمَلونَ مِثلَما نَعمَلُ. 13هُمْ رُسُلٌ كَذّابونَ وعامِلونَ مُخادِعونَ يَظهَرونَ بِمَظهَرِ رُسُلِ المَسيحِ. 14ولا عَجَبَ، فالشَّيطانُ نَفسُهُ يَظهَرُ بِمَظهَرِ مَلاكِ النُّورِ، 15فلا أقَلَّ مِنْ أنْ يَظهَرَ خَدَمُهُ بِمَظهَرِ الخَدَمِ الصّالِحينَ. هَؤلاءِ عاقِبَتُهُم على قَدْرِ أعمالِهِم.

آلام بولس في خدمة البشارة

16 أُكَرِّرُ القَولَ: لا يَظُنُّ أحدٌ أنِّي جاهِلٌ، وإلاَّ فاقبَلْ وني ولَو كَجاهِلٍ لِيكونَ لي شيءٌ أُفاخِرُ بِه. 17ما أقولُهُ هُنا لا أَقولُهُ وَفْقًا للرَّبِّ، بَلْ أقولُهُ كجاهِلٍ لَه الجُرأةُ أنْ يُفاخِرَ. 18ولكِنْ ما دامَ كثيرٌ مِنكُم يُفاخِرونَ مُفاخَرَةً بَشرِيَّةً، فلي أنا أيضًا أنْ أُفاخِرَ. 19وأنتُمُ العُقَلاءُ تَحتَمِلونَ الجُهَلاءَ بِسُرورٍ. 20نعَمْ، تَحتَمِلونَ كُلَّ مَنْ يَستَعبِدُكُم ويَنهَبُكُم ويَسلُبُكُم ويَتكَبَّرُ علَيكُم ويَلطِمُكُم. 21فيا لَلخَجَلِ! يَظهرُ أنَّنا كُنَّا ضُعفاءَ في هذا السَّبيلِ.
فالّذي يُباهونَ بِه ـ وكلامي كلامُ جاهِلٍ ـ أُباهي بِه أيضًا. 22إنْ كانوا عِبرانيِّينَ فأنا عِبرانِيٌّ، أو إِسرائيليِّينَ فأنا إِسرائيليٌّ، أو مِنْ ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ فأنا مِنْ ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ. 23وإنْ كانوا خَدَمَ المَسيحِ أقولُ هذا كأحمقَ فأنا أفوقُهُم: في الجِهادِ جاهَدْتُ أكثرَ مِنهُم، في دُخولِ السُّجونِ قاسَيتُ أكثرَ مِنهُم، في الضَّرْبِ تَحمَّلْتُهُ أكثَرَ مِنهُم بِكثيرٍ وتَعرَّضتُ لِلمَوتِ مِرارًا، 24جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرّاتٍ تِسعًا وثَلاثينَ جلدَةً. 25 وضرَبَني الرُّومانيُّونَ بِالعِصِيِّ ثلاثَ مَرّاتٍ، ورَجَمَني النّاس ُ مَرَّةً واحدةً، وانكسَرَتْ بيَ السَّفينَةُ ثلاثَ مَرّاتٍ، وقَضَيتُ نَهارًا ولَيلَةً في عَرْضِ البَحرِ. 26وفي أسفاري المُتَعَدِّدةِ تَعرَّضتُ لِخَطَرِ الأنهارِ واللُّصوصِ، ولِخطَرِ اليَهودِ وغَيرِ اليَهودِ، وواجَهْتُ أخطارًا في المُدُنِ، وأخطارًا في البَراري، وأخطارًا في البَحرِ، وأخطارًا مِنَ الإخوَةِ الكَذّابينَ. 27عانَيتُ الكَدَّ والتَّعَبَ والسَّهَرَ الدّائِمَ، والجُوعَ والعَطَشَ والصَّومَ الكثيرَ والبَردَ والعُريَ. 28 وهذا كُلُّهُ إلى جانِبِ ما أُعانيهِ كُلَّ يومٍ مِن اهتمامٍ بِجميعِ الكنَّائِسِ. 29فمَنْ يَضعُفُ وأنا لا أضعُفُ معَهُ، ومَنْ يقَعُ في الخَطيئَةِ وأنا لا أحتَرِقُ مِنَ الحُزنِ علَيهِ.
30إنْ كانَ لا بُدَّ مِنَ الافتخارِ، فأنا أفتَخِرُ بِضُعفي. 31والله أبو رَبِّنا يَسوعَ ـ تَباركَ إلى الأبَدِ ـ يَعرِفُ أنِّي لا أكذِبُ، 32وأنَّ والي المَلِكِ الحارِثِ على دِمشقَ أمَرَ بِحراسَةِ المدينةِ لِلقَبضِ علَيَّ. 33ولكِنَّ الإخوَةَ وضَعوني في قُفَّةٍ وأنزَلوني مِنْ كُوَّةٍ في السُّورِ، فنَجَوتُ مِنْ يَدَيْه.

رؤى بولس

12 وإنْ كانَ لا بُدَّ لي مِنَ الافتِخارِ معَ أنَّهُ لا نَفْعَ مِنهُ فأنتَقِلُ إلى الكلامِ على رُؤى الرَّبِّ وما كَشَفَهُ لي. 2أعرِفُ رَجُلاً مُؤمِنًا بالمَسيحِ خُطِفَ قَبلَ أربَعَ عَشْرَةَ سنَةً إلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ. أبِجَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. أمْ بِغَيرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. الله يَعلَمُ. 3وإنَّما أعلَمُ أنَّ هذا الرَّجُلَ خُطِفَ إلى الفِردَوسِ: أَبِجَسَدِهِ أمْ بِغَيرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. اللهُ يَعلَمُ. 4أعلَمُ أنَّهُ خُطِفَ إلى الفِردَوسِ وهُناكَ سَمِعَ كلامًا لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه ولا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ. 5أمَّا هذا الرَّجُلُ فأفتَخِرُ بِه، وأمَّا أنا فَلا أفتَخِرُ إلاَّ بِضُعفي. 6ولَو أرَدتُ أنْ أفتَخِرَ لما كُنتُ جاهِلاً، لأنِّي أقولُ الحَقَّ. ولكِنِّي لَنْ أفتَخِرَ لِئَلاَّ يَظُنَّ أحدٌ أنِّي فَوقَ ما يَراني علَيهِ أو يَسمَعهُ مِنِّي.
7ولِئَلاَّ أنتَفِخَ بالكِبرياءِ مِنْ عَظَمَةِ ما ا نكَشَفَ لي، أُصِبْتُ بِشَوكَةٍ في جَسَدي وهِيَ كَرَسولٍ مِنَ الشَّيطانِ يَضرِبُني لِئَلاَّ أتكَبَّرَ. 8وصَلَّيتُ إلى اللهِ ثلاثَ مرّاتٍ أنْ يأخُذَها عَنِّي، 9فقالَ لي: ((تكفيكَ نِعمَتي. في الضُّعفِ يَظهَرُ كَمالُ قُدرَتي)). فأنا، إذًا، أفتَخِرُ راضِيًا مُبتَهِجًا بِضُعفي حتّى تُظَلِّلَني قُوَّةُ المَسيحِ. 10ولذلِكَ فأنا أرضَى بِما أحتَمِلُ مِنَ الضُّعفِ والإهانَةِ والضِّيقِ والاضطِهادِ والمَشَقَّةِ في سَبيلِ المَسيحِ، لأنِّي عِندَما أكونُ ضَعيفًا أكونُ قوِيّاً.

قلق بولس على الكورنثيين

11ها أنا صِرْتُ أحمَقَ، وأنتُم أجبَرتُموني على أنْ أكونَ كذلِكَ. فكانَ مِنْ حقِّي علَيكُم أنْ تُكرِّموني، وما أنا أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولَئكَ ((الرُّسُلِ العِظامِ))، وإنْ كُنتُ لا أُساوي شيئًا. 12فالعَلاماتُ على أنِّي رَسولٌ أظهَرتُها بِكُلِّ صَبرٍ بَينَكُم: مِنْ مُعْجِزاتٍ وعَجائِبَ وأعمالٍ خارِقَةٍ. 13ففي أيِّ شيءٍ كُنتُم دُونَ سائِرِ الكنائِسِ إلاَّ في أنِّي ما أثْقَلْتُ علَيكُم بِشيءٍ؟ فا غفِروا لي هذِهِ الإساءَةَ!
14ها أنا مُستَعِدٌّ أنْ أَجيءَ إلَيكُم لِلمَرَّةِ الثَّالِثَةِ، ولَنْ أُثَقِّلَ علَيكُم فأنا أُريدُكُم أنتُم لا مالَكُم. فالأبناءُ لا يُوَفِّرونَ لآبائِهِم، بَلْ على الآباءِ أنْ يُوفِّروا لأبنائِهِم. 15وأنا أبذُلُ كُلَّ ما عِندي راضيًا مُبتَهِجًا، بَلْ أبذُلُ حياتي في سبيلِكُم. أيكونُ أنَّ حُبَّكُم لي قَليلٌ، لأنَّ حُبِّي لكُم كثيرٌ؟
16 نعَمْ، أنا ما ثقَّلتُ علَيكُم بِشيءٍ، ولكِنْ هَلْ كُنتُ ماكِرًا فاحتَلْتُ علَيكم؟ 17هَلْ كَسَبتُ مِنكُم شيئًا على يَدِ أحدٍ مِنَ الّذينَ أرسَلتُهُم إلَيكُم؟ 18حينَ ألحَحتُ على تيطُسَ أنْ يَذهَبَ إلَيكُم وأرسَلتُ معَهُ ذلِكَ الأخَ، هل أخَذَ تيطُسُ مِنكُم شيئًا؟ أما عَمِلنا بالرُّوحِ نَفسِهِ؟ أما سَلَكْنا الطَّريقَ نَفسَهُ؟
19رُبَّما تَظُنّونَ أنَّنا نُطيلُ في الدِّفاعِ عَنْ أنفُسِنا عِندَكُم. فنَحنُ نَتكَلَّمُ أمامَ اللهِ في المَسيحِ، وهذا كُلُّهُ أيُّها الأحبّاءُ لِبُنيانِكُم. 20 وأنا أخافُ، إذا جِئتُ إلَيكُم، أنْ أجِدَكُم على غَيرِ ما أُحِبُّ أنْ تكونوا، وأنْ تَجِدوني على غَيرِ ما تُحبُّونَ أنْ أكونَ. أخافُ أنْ يكونَ بَينَكم خِلافٌ وحسَدٌ وغَضَبٌ ونِزاعٌ وذَمٌّ ونَميمَةٌ وكِبرياءٌ وبَلبَلَةٌ. 21 أخافُ، إذا جِئتُكُم مَرَّةً أُخرى، أن يُذِلَّني إلَهي في أمرِكُم، فأبكيَ على كثيرينَ مِنَ الّذينَ خَطِئوا مِنْ قَبلُ وما نَدِموا على ما ارتَكبوهُ مِنْ دَعارَةٍ وزِنًى وفُجورٍ.
13 والآنَ أنا قادِمٌ إلَيكُم مرَّةً ثالِثَةً. والكِتابُ يَقولُ: ((لا حُكمَ في أيَّةِ قَضِيَّةٍ إلاَّ بِشَهادَةِ شاهِدَينِ أو ثلاثةٍ)). 2عِندَ حُضوري في المَرَّةِ الثَّانِيَةِ قُلتُ للّذينَ خَطِئوا فيما مَضى ولِسواهُم ما أقولُهُ اليومَ وأنا غائِبٌ: إنْ عُدتُ إلَيكُم فلا أُشفِقُ على أحدٍ، 3ما دُمتُم تَطلُبونَ بُرهانًا على أنَّ المَسيحَ يَنطِقُ بلِساني. والمَسيحُ غَيرُ ضَعيفٍ في مُعامَلتِكُم، بَلْ قَوِيٌّ بَينَكُم. 4ومعَ أنَّهُ صُلِبَ بِضُعفِهِ، فهوَ الآنَ حَيٌّ بِقُدرَةِ اللهِ. ونَحنُ أيضًا ضُعفاءُ فيهِ، ولكنَّنا في مُعامَلَتِنا لكُم سَنكونُ بِقُدرَةِ اللهِ أحياءَ معَهُ.
5 امتَحِنوا أنفُسَكُم وحاسِبوها هَلْ أنتُم مُتَمسِّكونَ بإيمانِكُم. ألا تَعرِفونَ أنفُسَكُم وأنَّ يَسوعَ المَسيحَ فيكُم؟ إلاَّ إذا كُنتُم فاشِلينَ. 6أمَّا نَحنُ فنَرجو أنْ تَعلَموا أنَّنا غيرُ فاشِلينَ. 7ونُصَلِّي إلى الله أنْ لا تَعمَلوا شَرّاً، لا لِيظهَرَ أنَّنا ناجِحونَ، بَلْ لِتَعمَلوا أنتُم ما هوَ خَيرٌ ولَو ظَهَرْنا نَحنُ بِمَظهَرِ الفاشِلينَ. 8فنَحنُ لا نَقدِرُ على مُقاوَمَةِ الحقِّ، بَلْ على خِدمَتِهِ. 9وكَمْ نَفرَحُ عِندَما نكونُ نَحنُ ضُعفاءَ وأنتُم أقوياءَ، وما نُصَلِّي لأجلِهِ هوَ أنْ تكونوا كامِلينَ. 10أكتُبُ إلَيكُم وأنا غائِبٌ لِئَلاَّ أُعامِلَكُم بِقَسوَةٍ وأنا حاضِرٌ، حسَبَ السُّلطَةِ الّتي وهَبَها الرَّبُّ لي لِلبُنيانِ لا لِلهَدمِ.
11 والآنَ أيُّها الإخوَةُ، افرَحوا واسعُوا إلى الكَمالِ، وتشَجَّعوا وكونوا على رَأْيٍ واحدٍ وعيشوا بِسلامٍ، وإلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يكونُ مَعكُم.
12سَلِّموا بَعضُكُم على بَعضٍ بِقُبلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. يُسَلِّمُ علَيكُم جميعُ الإخوَةِ القِدِّيسينَ.
13ولِتكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ ومَحبَّةُ اللهِ وشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعكُم جميعًا.