بركات المتعال في دحض شبهة زواج الأطفال, شبهة و رد

 

(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (الطلاق:4)

هذه الآية ذكرت في منتدى نصراني تحت عنوان : (هذه الآية القرآنية واحدة من اسباب عدم إيماني بالقران ).
وقال صاحب الموضوع بعد أن قرأ تفسير المفسرين الذي يفسر (واللائي لم يحضن) على أنهن هن الفتيات الصغيرات اللائي تزوجن وهن لم يبلغن الحلم (لم يحضن). فقال معلقا على هذا التفسير : نرى هنا ان زواج الاطفال وهو المحرم فى جميع شرائع العالم الان و الذى هو ضد حقوق الانسان لكنه مسموح به فى القران .

قلت: قد أجمع علماء الإسلام على جواز وطء الفتاة قبل المحيض و استدلوا بالآية الرابعة من سورة الطلاق .

قال الطبري رحمه الله: تأويل الآية: { واللائي يئسن من المحيض… فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن} يقول: وكذلك عدة اللائي لم يحضن من الجواري لصغرهن إذا طلقهن أزواجهن بعد الدخول (14/142) " ومثله قال ابن كثير ( 4/402)، والقرطبي (18/165) وغيرهما.

و كذلك استدلوا بحديث زواج النبي بعائشة ..
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين “ رواه البخاري ومسلم وعنده "سبع سنين" .
قال النووي :
كان لها ست وكسر، ففي رواية اقتصرت على السنين وفي رواية عدت السنة التي دخلت فيها “ .
شرح مسلم (9/207) .

نُقل الإجماع على جواز تزويج الأب البكر الصغيرة - على الأقل إجماع الصحابة - وممن نقل الإجماع : الإمام أحمد في " المسائل " - رواية صالح – ( 3/129 ) والمروزي في " اختلاف العلماء " ( ص 125 ) ، وابن المنذر في " الإجماع " ( ص91 ) وابن عبد البر في " التمهيد "، والبغوي في " شرح السنة "( 9/37 ) والنووي في " شرح مسلم " ( 9/206 ) وابن حجر في" الفتح " ( 12/27 ) ، والباجي في " المنتقى " ( 3 / 272 ) ، وابن العربي في " عارضة الأحوذي " ( 5 / 25 ) ، والشنقيطي في " مواهب الجليل " (3/27) .

و لكن يجب أن نفرق بين الزواج – و هو عقد – و بين الدخول . قال النووي :
وأما وقت زفاف الصغيرة المزوجة والدخول بها : فإن اتفق الزوج والولي على شيء لا ضرر فيه على الصغيرة : عُمل به ، وإن اختلفا : فقال أحمد وأبو عبيد : تجبر على ذلك بنت تسع سنين دون غيرها ، وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة : حدُّ ذلك أن تطيق الجماع ، ويختلف ذلك باختلافهن ، ولا يضبط بسنٍّ ، وهذا هو الصحيح ، وليس في حديث عائشة تحديد ولا المنع من ذلك فيمن أطاقته قبل تسع ولا الإذن فيمن لم تطقه وقد بلغت تسعا ، قال الداودي : وكانت عائشة قد شبَّت شباباً حسناً رضى الله عنها .
"
شرح مسلم " ( 9 / 206 ) .

قال ابن قدامة في المغني
(5635) فصل : وإمكان الوطء في الصغيرة معتبر بحالها واحتمالها لذلك . قاله القاضي . وذكر أنهن يختلفن , فقد تكون صغيرة السن تصلح , وكبيرة لا تصلح . وحده أحمد بتسع سنين , فقال في رواية أبي الحارث في الصغيرة يطلبها زوجها : فإن أتى عليها تسع سنين , دفعت إليه , ليس لهم أن يحبسوها بعد التسع .
وذهب في ذلك إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة وهي ابنة تسع .

قال القاضي : وهذا عندي ليس على طريق التحديد , وإنما ذكره لأن الغالب أن ابنة تسع يتمكن من الاستمتاع بها , فمتى كانت لا تصلح للوطء , لم يجب على أهلها تسليمها إليه , وإن ذكر أنه يحضنها ويربيها وله من يخدمها , لأنه لا يملك الاستمتاع بها , وليست له بمحل , ولا يؤمن شره نفسه إلى مواقعتها , فيفضها أو يقتلها . وإن طلب أهلها دفعها إليه , فامتنع , فله ذلك , ولا تلزمه نفقتها ; لأنه لا يمكن من استيفاء حقه منها .

قلت: من الثابت طبياً أن أول حيضة تبدأ بعد بدء مرحلة البلوغ بسنتين . فأول حيضة و المعروفة باسم المينارك menarche فتقع بين سن التاسعة و الخامسة عشر .

أما علامات البلوغ في الفتيات فهي الآتي كما ذكرها مرجع طبوزاده لأمراض النساء Toppozada's Textbook of Gynaecology

1.
تغير الصوت نحو الطبيعة الأنثوية .

2.
استدارة منحنيات الجسم فتأخذ زوايا الجسم تدورات لطيفة بسبب الترسيب الإنتقائي للدهون .

3.
نمو الحلمتين و الثديين بتأثير هرمون الإستروجين .

4.
وجود بعض الميول النفسية مثل الخجل و الإنعزال و الميل للجنس الآخر .

5.
النمو السريع للرحم و المهبل و باقي الأعضاء الجنسية .

6.
ظهور أول حيضة .

فثبت أن الحيض يتأخر عن البلوغ و لا يحدد بدايته . و هكذا نجمع بين كل الآراء فعلى ما يبدو كان علمائنا يقصدون بوطء الصغيرة الفتاة التي لم تحض بعد و إن كانت أعراض البلوغ قد نالتها .

و قد نبه خالق المرأة إلى هذا الأمر في كتابه فلم يشترط نزول دم المحيض كعلامة على بدء البلوغ و ما هي بعلامة له أصلاً عند أهل الطب بل هي تدل على اكتمال عملية البلوغ .

و أيضاً د. دوشني - و هي طبيبة أمريكية - تقرر أن الفتاة البيضاء في أمريكا قد تبدأ في البلوغ عند السابعة أو الثامنة و الفتاة ذات الأصل الأفريقي عند السادسة .
http://www.mercyporthuron.com/news/january2003/

و هذا ليس له علاقة ببدأ الحيض .

لذا فكلام هذا النصراني عن زواج الأطفال و غيره من الهراء بعيد عن الصحة فالفتاة عادة تبدأ سن البلوغ في سن الثامنة أو التاسعة بظهور علامات البلوغ المعتبرة عند أهل الطب و في هذا السن يمكن الدخول بها بلا مشاكل طبية أو نفسية من أي نوع .

و الله أعلم .

The different changes of puberty in body and mind , what we call the secondary sexual characters, start to appear about two years before the first period.
(Toppozada’s Textbook of Gynaecology, p. 82)

Menstruation starts between 9-15 years of age. In Egypt, the menarche usually occurs between 11-13 years depending on constitutional factors or ethnic origin.
(ibid. p. 83)

 

 

 


مصادر البحث ...

الآية 4 من سورة الطلاق
في ملتقى أهل التفسير

هل كان عُمر عائشة (رضي الله عنها )اكبر من 18 عاما؟؟
في ملتقى أهل الحديث

 

بواسطة : د.هشام عزمي

 

 

تعقيب أبو تراب

 

بارك الله فيك دكتور هشام رد علمى رائع
فأنت تحدثت فى أمر طالما حاولت الإشارة إليه و هو ان بلوغ المحيض ليس مقياساً لاستعداد الفتاة للزواج لأن العبرة هى بصلاحيتها للوطء و الفتاة قد تنضج و تشتهى بغض النظر عن بلوغها المحيض و تستمر ترغب حتى بعد انقطاع المحيض، و لعل الإشكال نجم عن قياس البلوغ عند الفتى الذى لا يصلح وللدخول بزوجة قبله ببلوغ المحيض عند الفتاة الذى لا يعدو أن يكون دليلاً على قابليتها للإنجاب لا للمارسة الحياة الزوجية
و هذا السؤال قد طرحة أحد النصارى فى منتدى فأجبته بهذه الإجابة التى استعنت فيها ببعض مقالات المنتدى هنا بفضل الله:
----------------------------------------------
السلام على من اتبع الهدى،
بالنسبة للموضوع المطروح هنا، فقد أفاد أحدالأعضاء انه لا يؤمن بكتاب الله (القرأن) لأنه يبيح زواج البكر الصغيرة فأجيب الأستاذ من عدة جهات:
1)
بمراجعة التفاسير و كتب الفقه لا نجد مقولة (زواج الأطفال) بل نجد زواج البكر الصغيرة، و اللفظ القرأنى دقيق فقال ((و اللائى لم يحضن)) لأنه و إن كان يجوز للأب (الولى) أن يزوج ابنته و هى صغيرة، فإنه لا يُمكن زوجها منها إلا بعد أن تصير صالحة للوطء كما فصل الكثير من الأئمة كالإمام القرطبى رحمه الله،و من المعروف علمياً أن الفتاة كثيراً ما تنضج بدنياً و غريزياً حتى قبل بلوغها المحيض، فلاعلاقة بين هذا و ذاك لأن المحيض يعنى قدرتها على الإنجاب ليس أكثر بعكس الفتى الذى لا يصلح للدخول بزوجته قبل بلوغ الحلم، فتنبه، لذا فإن رسول الله (ص) لم يدخل بام المؤمنين عائشة إلا بعد 3 سنوات كاملة من زواجه بهاعليه الصلاة و السلام و سنسهب بعد قليل فى الحديث عن زواج النبى من أم المؤمنين بعون الله الواحد،
2)
و خير دليل على أن هذا زواج لا غرابة فيه يظهر بمراجعة سبب نزول الأية الكريمة،فقد روى ابن كثير عن أُبَيّ بْن كَعْب قَالَ قُلْت لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ نَاسًا مِنْ أَهْل الْمَدِينَة لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة الَّتِي فِي الْبَقَرَة فِي عِدَّة النِّسَاء قَالُوا لَقَدْ بَقِيَ مِنْ عِدَّة النِّسَاء وَلَمْ يُذْكَرْنَ فِي الْقُرْآن : الصِّغَار وَالْكِبَار اللَّائِي قَدْ اِنْقَطَعَ مِنْهُنَّ الْحَيْض وَذَوَات الْحَمْل قَالَ فَأُنْزِلَتْ الَّتِي فِي النِّسَاء الْقُصْرَى " وَاَللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيض مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ اِرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَة أَشْهُر وَاَللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ)
فأنظر أيها اللبيب كيف أن أهل البلاد هم الذين يسألون بأنفسهم عن حكم هذه الحالات مما يؤكد كون ذلك الزواج طبيعياً شائعاً لا حرج فيه ، فالقرأن لم يستحدث شرعاً بل قنن عرفاً مستساغاً ، و لم نسمع عن استنكار رجل أو امرأة مسلماً أو غير مسلم، و نلاحظ كذلك أن زواج البكر الصغير لا يكون إلا عن طريق وليها الذى هو أحرص الناس على ابنته و مصلحتها و كما قلنا فلا يصح الدخول بها إلا بعد أن تصير صالحة للوطء،و زد على هذا أن سن البلوغ للفتاة فى المناطق الحارة يكون بين 8-12 فلو تزوجت فتاة فى هذه الحدود حتى لو لم تبلغ المحيض لما وقع حرجاً
-------------------------------
2) زواج رسول الله من أم المؤمنين عائشة:
و هذا أكثر ما يطعن به الطاعنون فى شخص النبى الكريم ،فلنا أن نسال بداية لماذا لم نسمع عن اعتراض أحد من المشركين او اليهود أو النصارى فى عهد رسول الله و هم الذين كانوا يشاقونه و يحاربونه ليل نهار؟
الجواب أن ذلك كان أمراً طبيعياً و ليس بمطعن، إلا أن بعض الناس ينظرون للمسائل دون مراعاة اختلاف الزمان و المكان و البيئة و الأحوال،ففى يومنا هذا نجد سن التاسعة و العاشرة (فى الأغلب) سناً صغيراً على الزواج،كما أن ما جرى عليه عرف الناس و القوانين الحديثة بما يناسب بيئة واضعيها يؤدى للاختلاف، فاذا ما روعيت كل هذه الملابسات زال الاضطراب بالكلية، وأنبه لعده مسائل فى هذا الصدد:
أ) إنّ زواج الرسول (ص) من السيدة عائشة رضي الله عنها كان أصلاً باقتراح من خولة بنت حكيم على الرسول (ص) لتوكيد الصلة مع أحبّ الناس إليه سيدنا أبي بكر الصدّيق ، لتربطهما أيضاً برباط المصاهرة الوثيق ، فالمسألة ليست كما يصورها أعداء الإسلام و ما كان رسول الله ليعلم بأمر عائشة رضى الله عنها إلا عن طريق خوله رضى الله عنها بينما كانت كل زوجاته الأخريات ثيبات
ب): أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها كانت قبل ذلك مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي، فرسول الله ليس أول من خطبها وهذا دليل على أن زواجها من رسول الله (ص) ليس أمراً شاذاً أو بدعاً!!
ج)و بالنسبة للذين ينكرون فارق السن بين رسول الله (ص) فإن العمر ليس مانعاً من الزواج و مرة أخرى يغفل المعترض اختلاف الزمان و المكان و البيئة فلم يعترض أحد على مدى التاريخ على هذا زواج و لم يستغربه أحد إلا المعاصرون و قد يرجع ذلك لما يعانيه هؤلاء من ضعف بدني و جنسي و هم يظنون أن هذا الأمر منطبق على الجميع، فنذكرهم أن الرجال في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم و قبله و بعده كانوا يُسّيرون و يقودون الجيوش و هم في عمر فوق السبعين سنة و كان الرسول صلوات الله و سلامه عليه يُسير و يقود الجيوش إلى معارك تبعد مئات الأميال عن مركزه في المدينة المنورة، و نذكرهنا أن تسيير الجيوش في ذلك العصر ليست كما هي عليه اليوم فهم كانوا يسيرون على الأقدام نصف النهار و يركبون الدواب النصف الآخر ثم في المعركة يحملون سيوفاً تصل في الوزن إلى ما فوق سبعة كيلو جرامات و يبارزون بها و يتصارعون معظم النهار و هذا ما يفوق طاقة شبابنا في هذا العصر. و هذه الحقائق تبطل دعوى كل مدعي بعدم تناسب الزواج بسبب العمر. و عندنا شواهد في العصر الحديث عن الاختلاف الكبير في الصحة و القدرة الجنسية بين أهل المدن و أهل القرى و الجبال، و هل يعلم من يعترض أن رسول الله (ص) مات و فى لحيته عشرون شعرة بيضاء فقط؟و كان الصحابة ينعجبون من قوته التى من الله عليه بها
د)وقعت حادثة الإفك بعد سنوات قليلة من دخول رسول الله (ص) بأم المؤمنين مما يعكس حالها و أنها كانت سيدة ناضجة و إلا لما أثار المبطلون حولها مثل هذه الشبهة الحقيرة، والعجب ان نقرأ الإعتراض من أناس يزعمون اشفاقهم على أم المؤمنين عائشة لا يتوانون عن الطعن فى شرفها للوصول إلى الطعن فى دين الله، و هذا أمر اعتاده المسلمون فكما أن اليهود طعنوا فى مريم الصديقة فالنصارى يطعنون فى عائشة الصديقة و هلم جرا،....
ه) نذكر المعترض بأن زواج رسول الله (ص) من السيدة عائشة كان أنجح زواج و كان عليه الصلاة و السلام يرأف بها و يحسن إليها حتى أننانقرأ فى مرة أنهاالقت صحن الطعام على الأرض بسبب غيرتها الشديدة عليه(ص) فقام رسول الله (ص) بلم الفتات و ينظف المكان بنفسه و نظر إلى الصحابة و ابتسم قائلاً(غارت أمكم)، و كان عليه الصلاة و السلام قرة عينها و نور قلبها، نقلت عنه أكثر من ألفى حديث، و عاشت بعده عابدة زاهدة يضرب المثل بتقواها و ورعها، و كانت تقول عنه عليه السلام: (كان ألين الناس ضحاكاً بساماً) و كانت تقول له(ومال مثلى ألا يغار على مثلك) وسيرة رسول الله مع أم المؤمنين لا يمكن أن نحيط بعظمتها فى هذا المرور المتواضع، و لكن الشاهد أن ام المؤمنين لو كانت بين ظهرانينا لكانت أول من تولى الدفاع عن رسول الله و كيف لا و هى التى هبت تذب عنه حين مر نفر من يهود فقالوا السام عليك يا محمد: فقالت: عليكم السام و اللعنة، فهدأها رسول الله قائلاً: "عليك يا عائشة بالرفق وإياك والعنف"
6)
و بالنظر إلى امثلة العرب فى ذلك الزمان سنجد الكثير فنكتفى بأن السيدة حفص أم المؤمنين كانت قد تزوجت قبل رسول الله (ص) و هى فى الحادية عشر من عمرها،
و هذا كان الحال عند اليهود أيضاً (أهل الكتاب) فهذا حييى ابن أخطب كبير أحبار اليهود يزوج ابنته صفية -زوجة رسول الله (ص) فيما بعد- فقد زوجها من يهودى و هى فى العاشرة من عمرها
7)
و المفاجأة أن هذه الشبهة المثارة حول زواج النبى عليه السلام من السيدة عائشة لم تثر غى التاريخ لأول مرة إلا منذ ستين عاماً فقط و اتحدى من ياتنى بكتاب أو كتيب واحد تطرق لهذه المسألة قبل ذلك
و نحن لن نتحدث عن أثر هذا الزواج المبارك فى العلم الغزير الذى وصل للأمة بواسطة السيدة عائشة التقية الفقيهة
----------------------------------------------------------------
3)زواج الأطفال فى الكتاب المقدس
أ) ورد فى التلمود حكم زواج البكر الصغيرة صراحة
ب) كما سبقنى الأخ الموحد و قال: هل يوجد نص واحد فى كل الكتاب المقدس يحرم زواج البكر الصغيرة مع أن توراة موسى اوضحت كل شىء حتى حكم من يشذ مع الحيوانات؟!
الإجابة لا لم يات نص بالتحريم لا فى العهد القديم ولا الجديد،فهل تعلمون ماذا يعنى ذلك؟ إنه يعنى ان ذلك الزواج لا حرج فيه لأن الأصل فى الأشياء الإباحةو التحريم هو الإستثناء، فدليل جواز هذا الزواج هو عدم وجود دليل التحريم أو كما يقال فى القاعدة الأصولية(الدليل عدم وجود دليل) اللهم إلا لو كنا نخاطب أناس بشرعون و يحرمون و يحلون باراءهم و هذا جهالة لا شان لها بها.
ج)زواج فى سن السادسة فى الكتاب المقدس(للدكتور منقذ السقار)
---------------------
دعونا نتأمل في ثنايا هذه القصة ، لنر كم كان عمر فارص بن يهوذا بن يعقوب حين تزوج ، سنرى أنه تزوج وعمره 8 سنوات على أحسن تقدير، وانجب طفلين وهو في التاسعة من عمره، وهذا مستحيل طبعاً.
ودعونا نوضح مسألة تتعلق بيوسف عليه السلام، ومن خلالها سنقف في المسألة الثانية على الخطأ الكبير

1-
عندما كان يوسف في السابعة عشرة من عمره تآمر عليه إخوته، يقول سفر التكوين: ".يوسف اذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي ابيه.واتى يوسف بنميمتهم الرديئة الى ابيهم." (التكوين 27/1-2)

وبعد ثلاث عشرة سنة وقف أمام فرعون ، وعين مسئولا على خزائن مصر "وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر" (41 : 46 )،

ثم مرت سبع سنين رخاء على مصر، قام يوسف فيها بالمحافظة على غلات الأرض "فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في ارض مصر وجعل طعاما في المدن.طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها" (التكوين 41/47).

ثم بدأت سنين الجوع، وفي السنة الثانية منه جاء إخوة يوسف يطلبون الغوث من مصر فعرفهم وأمرهم بإحضار أبيهم " لان للجوع في الارض الآن سنتين.وخمس سنين ايضا لا تكون فيها فلاحة ولا حصاد.. اسرعوا واصعدوا الى ابي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف.قد جعلني الله سيدا لكل مصر.انزل اليّ"(التكوين 45/6_9)،

وبالفعل جاء إسرائيل وبنوه إلى مصر، وممن كان مع الآتين فارص بن يهوذا وولديه، "وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح.واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان.وكان ابنا فارص حصرون وحامول" (التكوين 46/12)

وقد مر على ضياعه وقدومه إلى مصر 39 -17 (عمره عندما فقد) =22 سنة
2-
فلنرى ماذا جرى في هذه ال 22 سنة من احداث تتعلق بفارص الذي نود أن نعرف عمره حين دخل مصر مع ولديه ، ونحسب زمن الاحداث
يقول الكتاب في التكوين : "وحدث في ذلك الزمان (زمن ضياع يوسف) ان يهوذا نزل من عند اخوته ومال الى رجل عدلاميّ اسمه حيرة. ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع.فاخذها ودخل عليها. فحبلت وولدت ابنا ودعا اسمه عيرا. ثم حبلت ايضا وولدت ابنا ودعت اسمه أونان. ثم عادت فولدت ايضا ابنا ودعت اسمه شيلة.وكان في كزيب حين ولدته

واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار. وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب.فأماته الرب. فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها واقم نسلا لاخيك. فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه. فقبح في عيني الرب ما فعله.فاماته ايضا."

حصلت الأحداث التالية في ال22 سنة

أ‌. تزوج يهوذا من حيرة وأنجبت له أبناءه عيرا ثم أونان ثم شيلة

ب‌. كبر أبناء يهوذا وتزوج عيرا من ثامار ثم مات فتزوجها أخوه أونان ثم مات

لنفرض أن عير تزوج ثامار وعمره 10 سنوات فقط، فإن ذلك يعني أننا في السنة الحادية عشرة من ال22 سنة، ولنفرض أن اونان تزوجها في نفس السنة ثم مات عنها.

ج. انتظرت ثامار حتى كبر شيلة ليتزوجها كما وعد يهوذا كنته " فقال يهوذا لثامار كنته: اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني.... ولما طال الزمان " (التكوين 38/11) لقد انتظرته طويلا حتى يكبر، لنفرض أنها انتظرته سنة واحدة فقط فكبر فيها، ولم يزوجه أبوه منها، فقررت الانتقام من حماها يهوذا على طريقتها الخاصة (نكاح المحارم).فنحن وفق هذا الفرض في السنة الثانية عشرة من السنوات ال22.

د. حملت ثامار سفاحا من يهوذا وأنجبت ابنيها فارص وزارح بعد تسعة أشهر، لقد أصبحنا في السنة الثالثة عشرة من ال22 .

هـ. في السنة ال22 أي سنة الدخول إلى مصر قدم فارص وعمره تسع سنوات (وفق أكبر الافتراضات) والمفاجأة أنه كان يحمل معه ولدين هما حصرون وحامول، يقول سفر التكوين وهو يعدد الداخلين إلى مصر: "وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح.واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان.وكان ابنا فارص حصرون وحامول" (التكوين 46/12)، فله من الاولاد ولدين، وعمره تسع سنوات (على الافتراض الاكثر).

و. لنفترض أن الولدين توأم وأنهما ولدا في السنة الاولى من زواج أبيهما، وأنهما عندما قدما معه إلى مصر كان عمرهما يوما واحدا، فهذا يعني أن والدهما فارص قد تزوج وعمره ثمان سنوات فقط، واستطاع أن ينجب وعمره تسع سنوات. وهذا محال.وهو إحدى عجائب الكتاب المقدس.

ختاما أرجو من القارئ الكريم أن يلحظ أنا قد استخدمنا أحسن الافتراضات، ففرضنا أن عيرا تزوج ثامار وعمره عشر سنوات فقط، وأنه في نفس السنة مات عنها وتزوجها أخوه أونان الذي هو أصغر من بسنة على أحسن تقدير، فعمره حين تزوجها تسع سنوات، كما افترضنا أن أخوهما الصغير شيلة قد صار مؤهلا للزواج خلال سنة واحدة أي وعمره تسع سنوات.

كما افترضنا أخيرا ان الطفلين الذين انجبهما فارص دخلا مصر وعمرهما يوم واحد وأنهما توأم...

فهل أخطأ الروح القدس أم الأنبياء أم كتبة العهد القديم الذين أضافوا إلى الله ما لم يوح به.

وبقي احتمال أخير أن بني إسرائيل كانوا بشرا فوق العادة ، يقدر على النكاح أطفالهم وينجبون وهم مازالوا دون الثامنة من العمر....

ولنا أن نتساءل عن عمر زوجة فارص ، هل كانت أكبر من زوجها أم أصغر منه، ولسوء الحظ فإن الكتاب المقدس لا يبين لنا شيئا عن هذه النقطة....
-------------------
زواج فى سن العاشرة فى الكتاب المقدس:
-----------------------
ورد في 2ملوك 2:16 «كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك، وملك 16 سنة في أورشليم. وورد في 2ملوك 2:18 و«في السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، ملَكَ حزقيا بن آحاز ملك يهوذا. كان ابن 25 سنة حين ملك، وملك 29 سنة في أورشليم». فيكون عمر آحاز 36 سنة. فإذا ملك ابنه وعمره نحو 25 سنة يكون أبوه قد ولده وعمره نحو 11 سنة.
و لم يجد النصارى جواباً على ذلك حتى أن القس عبد النورقال: (لا مانع من أن يكون بينه وبين أبيه 11 سنة) و أخذ يضرب الأمثلة التاريخية على ذلك،
قلت:إذا كان أحاز قد أنجب و هو فى الحادية عشر من عمره، فهذا يعنى انه قد تزوج فى سن العاشرة على الأقل فكم كان عمر زوجتهيا ترى؟!
ز) و اخيراً أسأل الأستاذ العالم بتفاسير المسلمين هل تعلم كم كان عمر مريم القديسة التى تركعون امام أصنامها و صورها و تسألونها الستر و العافية و السماح والرزق و الشفاعةمن دون الله، فهل تعلمون كم كان عمرها حين تزوجت من يوسف النجار؟ الإجابة المذهلة أنها كانت فى الثانية عسرة و كان يوسف قد تجاوز التسعين من عمره و قد جاء فى موقع كاثوليكى النص هكذا
(The History of Joseph the Carpenter, written in
Egypt between the fourth and fifth centuries.
Although it makes the saint a widowed father of
six who is 90 years old when he marries
twelve-year-old Mary, this story describes him
as still hale and healthy up to his death at 111. )
و إليك المواقع النصرانية التى تؤكد هذا الأمر
http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm
http://www.crisismagazine.com/april2002/feature3.htm
ج) 1) تزوج ابراهيم من هاجر و هو جارية سارة، و لجارية هى الامة فى سن الصبا و سمت كذلك لانها تكثر من الجرى و اللعب فتزوجها ابراهيم و هو ابن 85 سنة فكم كان الفارق يا ترى؟؟
و تزوج ابراهيم من امة اخرى و هو قطورة التى انجبت له عدة أبناء (1أخبار23:1)
و قد كان ابراهيم قد تجاوز المئة عام حين تزوجهالان ذلك كان بعد إنجاب إسحق بزمن،
و تزوج موسى و هو ابن 90 سنة من كوشية(العدد1:12) و هذا ليس كلامى و انما كلام القس الدكتور منيس عبدالنور الذى قال (( تزوج موسى من صفورة ابنة كاهن مديان لما كان في نحو الأربعين من عمره، وفي عمر التسعين تقريباً تزوج الكوشية.))
و داوود بعد أن بلغ أرذل العمر يجعله كتابكم يضاجع فتاة صغيرة فى فراشه
((
1وَشَاخَ \لْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي \لأَيَّامِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: [لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا \لْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ \لْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا \لْمَلِكُ]. )) 1ملوك 1:1

د) و أخيراً أقول لمن كفر بكتاب الله لأنه اباح زواج الأطفال بزعمه: ما رأيك فى كتاب يأمر بذبح الأطفال الذكور و الإستمتاع الأطفال الإناث (( وقال لهم موسى هل ابقيتم كل انثى حيّة. ... فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال. وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات. ))عدد15:31،