تعدد الزوجات من منظور اجتماعي أخلاقي إسلامي

 

 

الخطيب - 2/11/03 في 12:29 AM      

تعدد الزوجات من منظور اجتماعي أخلاقي إسلامي:

تعدد الزوجات مبدأ إسلامي عالج به الإسلام كثيرا من المشاكل الاجتماعية التى تموج بها المجتمعات ، وقد قيّد الإسلام التعدد بأربع زوجات - بعد أن كان في الجاهلية لا حد له - وبشروط قاسية يصعب تحقيقها إلا من قبل الجادِّين الذين يرعون حق الله تعالى وحق زوجاتهم. فشرطا القدرة على التعدد والعدل بين الزوجات هما الأصلان الكلِّيّان اللذان يضبطان إباحة التعدد ، وعليه فمن لا قدرة له على التعدد ومن لا يستطيع أن يحقق العدل بين زوجاته فليس له أن يعدد. قال تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً } ( النساء: 3 ) لكن هذا المبدأ السامي تعرّض لضرر وقع عليه من طرفين متناقضين:
الطرف الأول – مسلمون تركوا لأنفسهم العنان في القيام بالتعدد دون مراعاة ضوابطه وقيوده ، فصاروا بذلك حجّة على المبدأ نفسه ، والواقع أن الإسلام من تصرفات هؤلاء براء ، والفرق بين الإسلام وبين المسلمين الذين يفعلون ذلك تماما كالفرق بين النظرية والتطبيق.
والطرف الثاني- معارضون لمبدأ تعدد الزوجات بادعاء أنه إهدار لكرامة المرأة والقائلون بذلك إما غربيون حاقدون على الإسلام ، وإما مقلّدون لهم مضوا في ركابهم حتى لا يتهموا بأنهم رجعيون متخلفون ويصبحوا جديرين بوصف أنهم "تنويريون" وقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في سبيل محاربة هذا المبدأ وسأعرض الآن لشبهتهم ثم أكر بالرد عليها.
شبهة المعارضين لمبدأ تعدد الزوجات والرد عليها:
احتج المبطلون على رفضهم لمبدأ التعدد بأن الإسلام قد امتهن المرأة وحطَّ من إنسانيتها حين أباح تعدد الزوجات في حين أنه لم يبح لها أن تعدد أزواجها كالرجل.
والواقع أن إثارة هذه الشبهة فى هذا الوقت بالذات يؤكد لنا مدى ما وصل إليه سوء النية من مثيريها ، لأن التعدد لم يعد هو المشكلة الآن بل المشكلة هو الزواج الأول ، ففي معظم البلاد الإسلامية لا يكاد يستطيع الإنسان أن يتزوج امرأة واحدة، حتى فى البلاد النفطية التى أعيش الآن فى واحدة منها أرى بعيني رأسي كثيرا من الشباب لا يستطيعون الزواج بواحدة فما بالكم ببقية الدول الإسلامية ، وأكثرها يعيش تحت خط الفقر ، ومع هذا فإننا لا نعفي أنفسنا من مناقشة قضية التعدد كنظام شرعه الإسلام علاجا لكثير من المشاكل التى تعتري الإنسان في حياته منها ما يرجع إلى ذاته وحاجاته الشخصية ، ومنها يفرضه الواقع0
والتعدد إذا نظرنا إليه من الناحية الاجتماعية فإن الأفضل أن تعيش امرأتان فى كنف زوج من عدم زواج إحداهما ، إذن فدعوى ظلم المرأة بالتعدد دعوى خفيفة الوزن لأن الزوجة الأولى إن نظرت إليه - بعين الغيرة فقط - هذه النظرة ، فإن الزوجة الثانية ستنظر إليه على أنه إنقاذ لها فإنها لأن ترضى بنصف رجل خير لها من أن تحرم الزواج بالكلية ، وعلى ذلك فهي دعوى غير متفق عليها بين النساء أنفسهن0
فإذا أضفنا إلى ذلك العوامل الأخرى الآتية بعد ، والتى يكون فيها التعدد حلا ، لم يبق وزن لعامل الغيرة عند الزوجة الأولى بحكم ترتيب الأولويات0
من الأسباب التي تدفع إلى التعدد:
1- ما يكون من تفوق عدد النساء على الرجال فى بعض البلاد خاصة في أوقات الحرب التي عادة ما تقضي على كثير من الرجال ، وقد لجأت بعض الدول الأوربية إلى هذا الحل فى ظروف الحرب ففى ألمانيا حدث هذا قبل أكثر من ثلاثمـائة سنة ،فقد نقص عـدد رجـال الألمـان بعد حرب الثلاثين سنة كثيراً ، فقـرّر مجلس حكومـة ( فرانكونيـا ) إجـازةَ أن يتزوّج الرجل بامرأتين ويقول الفيلسـوف الإنجليزي " سبنسر " في كتابه : أصول الاجتماع: " وإذا طرأت على الأمـة حـال اجتاحت رجالهـا بالحـروب ، ولم يكن لكل رجـل في الباقين إلا زوجـة واحـدة ، وبَقيَتْ نسـاء عديدات بلا أزواج ، ينتج عن ذلك نقص في عدد المواليد لا محالة ، ولا يكون عددهم مسـاوياً لعـدد الوفيات … وتكون النتيجـة أن الأمـة " الموحِّدة للزوجات " تفنى أمام الأمة المعددة للزوجات"
2. ومنها أيضا إصابة الزوجة بمرض مستعص يعوقها من ممارسة حياتها الطبيعية مع زوجها فإن التعدد في مثل هذه الحالة علاج بدلاً من أن يتجه الزوج اتجاها خاطئا لإشباع غريزته ، فالتعدد في مثل هذه الحالة أكرم للرجل من حيث تجنب الوقوع فيما هو ممقوت شرعا وطبعا وهو الزنى ، وأكرم للمرأة أيضا فالثانية خير من الزانية ، والحليلة خير من الخليلة ، ولا يقال: فلماذا لا يباح للمرأة التعدد أيضا إذا كان المانع من جهة الرجل ؟ فهذا كلام مخالف للفطرة لأن المساواة بين الرجل والمرأة في أمر التعدد مستحيلة طبيعة وخلقة ؛ وذلك لأن المرأة في طبيعتها لا تحمل إلا في وقت واحد، مرة واحدة في السنة كلها، أما الرجل فغير ذلك ، فمن الممكن أن يكون له أولاد متعددون من نساء متعددات ، ولكن المرأة لا يمكن إلا أن يكون لها مولود واحد من رجل واحد. فإن أجابوا بأن هذه المشكلة قد حلها العلم الحديث حيث يمكن تحديد والد الطفل بالتحاليل ونحوها – مع أننا لا ندري مدى مصداقية ذلك وهل هو يقيني بدرجة مائة فى المائة أم لا ؟ - فإن قيل ذلك ، قيل: هناك شيء آخر وهو أن للرجل رئاسة الأسرة في جميع شرائع العالم ، فإذا أبحنا للزوجة تعدد الأزواج فلمن تكون رئاسة الأسرة ؟ أتكون بالتناوب ؟ أم للأكبر سناً؟ ثم إن الزوجة لمن تخضع ؟ أتخضع لهم جميعاً وهذا غير ممكن لتفاوت رغباتهم ؟ أم تخـص واحداً دون الآخرين، وهذا ما يسخطهم جميعاً، إن السؤال فيه من الطرافة أكثر مما فيه من الجدية !
ويكفي في هذا المقام أن نعلم أن هناك إحصائيات وردت تؤكد أن نسبة عالية من سرطان الرحم تحدث بين النسوة اللائي يمارسن البغاء في أمريكا وأوروبا ، لتعدد مصادر الماء – المنيّ - في المكان الواحد
3-ومنها أيضا ابتلاء الزوجة بالعقم بينما الزوج توّاق إلى الإنجاب ، ولا يقال هنا: فهى محرومة من الإنجاب أيضا ، لأن الولد الذي سيأتي سيكون عونا لوالده ولوالدته ولزوجة أبيه أيضا فلها عليه حق الأم كذلك ، ولأن طلب الولد – ذكرا أو أنثى - مقصد شريف يتحقق به بقاء النوع0
4- ومنها كون التعدد علاجا لظاهرة العنوسة التى نشأت فى غياب مبدأ تعدد الزوجات { وقد وكشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بجمهورية مصر العربية أن حوالي [ 8 مليون شاب وفتاة ] وصلوا إلى سن الخامسة والثلاثين ولم يتزوجوا . من بينهم أكثر من [ 3 مليون فتاة ] وفى عام 2000 كان الرقم [ 9 مليون ] ثم انخفض إلى [ 8 مليون ] فكيف تحظى التي هذه حالها في ظل إقدام القادرين من الشباب على الزواج بشابات يناسبونهم فى السن ، وفى بلد كمصر يحرص الشاب على أن يكون الفارق الزمني بينه وبين من يريد الزواج بها كبيرا يصل أحيانا إلى عشر سنوات أو أكثر ، للاعتقاد السائد لدى الناس من أن المرأة يظهر عليها كبر السن سريعا ، بخلاف الرجل0 وعليه فإن هؤلاء الذين جاوزوا الخامسة والثلاثين من الشباب ولم يتزوجوا ، حين يتيسر لهم أمر الزواج فلن يقدموا على الزواج بفتاة جاوزت الخامسة والثلاثين للاعتبار الذى ذكرته سلفا ، ولاعتبارات أخرى من أظهرها الرغبة فى الإنجاب ، وهنا يبرز التعدد حلا لهذه المشكلة0 فإذا تجاوزنا هذه المشكلة فى مصر ، لننتقل إلى دولة عربية أخرى ولتكن مثلا سوريا لنرى حجم مشكلة العنوسة فيها فسنجد أن الإحصائية السورية لعام 1995 قد أشارت إلى [ أن 82.4% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 20 و24 عاما لم يتزوجن، و60% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و29 عاما لم يتزوجن أيضا ، بينما بلغت نسبة اللاتي تخطين 34 عاما دون زواج 37.2% ، ووصلت نسبة اللاتي تجاوزن 39 عاما دون زواج إلى 21.3% ] ولم نقف على إحصائيات أحدث من هذه ، لكن من المؤكد أن الأمور تتدنى من سئ إلى أسوأ فى عامة الدول العربية وأغلب الدول الإسلامية ، فإذا تجاوزنا هذه المشكلة فى مصر ، وفى سوريا إذ قد يدعى أن لمصر وسوريا ظروفهما الخاصة من الناحية الاقتصادية ، لننتقل إلى الدول النفطية ، فإننا سنجد أن مشكلة العنوسة قائمة فيها أيضا ، ففى الكويت مثلا بلغت نسبة العنوسة بين الفتيات الكويتيات قريبا 30% حسب بعض الإحصاءات الرسمية ، وفى المملكة العربية السعودية ، تشير الإحصاءات الرسمية لوزارة التخطيط السعودية إلى أن ثلث عدد الفتيات السعوديات بلغن سن الزواج ، وأن عدد من تجاوزن سن الزواج بلغ حوالي مليون ونصف مليون فتاة من بين نحو أربعة ملايين فتاة ، وكذلك في الإمارات ، تمثل العنوسة مشكلة كبرى لديهم0 وفي دولة عربية أخرى كالجزائر كشفت الأرقام الرسمية التي أعلنها الديوان الجزائري للإحصاء أن أكثر من51 بالمائة من نساء الجزائر الذين بلغوا سن الإنجاب يواجهن خطر العنوسة ، وأن هناك أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن رغم تجاوزهن الرابعة والثلاثين عاما ، في حين أن عدد العزاب بالجزائر تخطى 18 مليونا من عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة0
5- ومنها أيضا أن التعدد قد يكون علاجا لمشكلة اجتماعية ككفالة أرملة أو تربية أيتام0ولهذا السبب تزوج النبى صلى الله عليه وسلم بعض نسائه أمهات المؤمنين ، ومنهن السيدة سودة بنت زمعة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم رغم كبر سنها لأنها بعد عودتها من الحبشة - حيث كانت ممن هاجروا الهجرة الثانية إلى الحبشة – توفى زوجها ففقدت بعده العائل والمأوى ، وما كانت تستطيع العودة إلى أهلها كى لا يكرهوها على الارتداد عن دين الله تعالى ، فتزوجها النبى صلى الله عليه وسلم صيانة لها وحفظا من غوائل الزمن ، ولا نستطيع أن نفسر ذلك بأنه كان زواج اشتهاء لأنها كانت كبيرة السن حتى إنها تنازلت بعد ذلك عن ليلتها للسيدة عائشة رضي الله عنها ، واكتفت بشرف أن تكون أما للمؤمنين ، ولذات السبب أيضا تزوج بالسيدتين أم سلمة وأم حبيبة بنت أبى سفيان رضي الله عنهما بعد أن توفى زوج كل منهما فبقيتا بلا عائل ولا مأوى0
ثم إن نظام التعدد لم يكن أول تشريعه فى الإسلام - ولو كان كذلك فهو شرف له - أو بتعبير آخر إن الإسلام لم ينشئ التعدد لكنه حدده وقيده وضبطه ، فقد مارسه الأنبياء كإبراهيم ويعقوب وداود وسليمان عليهم السلام ، ومارسه أيضا اليهود واقروه في التوراة أو العهد القديم (
Old testament ) وزعم النصارى أن الإنجيل أو العهد الجديد testament) (New لم يبح تعدد الزوجات. لكن المحققين قد أكدوا أن فى بعض رسائل بولس الرسول ما يفيد إباحة التعدد عند النصارى ، وأكدوا أيضا أن الكنيسة هى التى حرمته منذ بضعة قرون0
وقد أخذ بتعدد الزوجات كثير من الشعوب منذ الزمن القديم ، منهم الصينيون ، والهنود ، والمصريون القدماء،والعرب،والفرس،والعبريون،وشعوب الصقالبة التي ينتمي إليهم معظم سكان روسيا وشرق أوربا،ووجد كذلك لدى الشعوب الجرمانية الذين ينتمي إليها سكان بلاد ألمانيا والنمسا وسويسرا وبلجيكا وهولندا والدانمرك والسويد وإنجلترا والنرويج ، وهناك طائفـة مـن الأمريكـان يُسمّـون "شيعة المورمون "وهم نصـارى ، ويقولون بتعدد الزوجات ومن منسوبي تلك الطائفة من يتزوّج عشر نساء ، بل كان لقائدهـم " يونج " عشرون زوجـة ،ويحق للرجـل منهم أن يجمع بين الأخوات ، وبين الأم وابنتها ، ومع ذلك لم تجد تلك الطائفة من يعارضها ، ويتهجم عليها كما يتهجمون على الإسلام بالباطل0
حرام على بلابله الد ّوح حلال على الطير من كل جنس
ثم ما الأنموذج الأمثل في ذلك هل هو الأسلوب الغربي في التعامل مع المرأة ؟
إن الغربيين يعددون بلا حساب، وقد ينجبون من وراء ذلك ، لكن حيث لا مسؤولية لا أخلاقية، ولا قانونية، والغربيون أنفسهم يعترفون بذلك ، يقول المستشرق فونس اتيين دييه: قد لاحظ جميع الرحالة الغربيين ونخص منهم بالذكر " جيرال دى نيرفال " و " ليدى موجان " أن تعدد الزوجات عند المسلمين – وهم يعترفون بهذا المبدأ – أقل انتشارا منه عند المسيحيين الذين يزعمون أنهم يحرمون الزواج بأكثر من واحدة ، وليس الأمر بالغريب على الفطرة البشرية ، فالمسيحيون يجدون الثمرة المحرمة عند خروجهم على مبدأهم أ0هـ
أما الإسلام فقد قنَّن هذا الأمر ووضع له الضوابط والقيود التى تجعل منه نظاما صالحا يحفظ لكل من الرجل والمرأة كرامته وعفته وإنسانيته ، لا وسيلةً للفوضى الجنسية كما هو الحال فى الغرب0
ولقد بدأت الآن دعوات تطالب بتعدد الزوجات وتدعو إلى تطبيقه بعدما رأت ما حل بمجتمعاتها من فساد وانحراف نتيجة كثرة النساء فيه ومحاربتهم لنظام التعدد وسماحهم باتخاذ العشيقات مما أثر سلبا على بعض الدول من حيث قلة المواليد ، ونتيجة لذلك فقد صرح من يعرف شيئاً عن الديانة الإسلامية منهم بتمني الرجوع إلى تعاليمها المرْضية وفضائلها الحقيقية ومنها التعدد. بل إن بعض المثقفات من الغربيات صرحن بتمني تعدد الزوجات للرجل الواحد لكي يكون لكل امرأة قيم وكفيل من الرجال تركن وتأوي إليه وليزول بذلك البلاء عنهم وتصبح بناتهم ربات بيوت وأمهات لأولاد شرعيين. تقول الدكتورة آنى بيزانت: إن فردية الزواج أو نظام الزوجة الواحدة المتبع فى بلاد الغرب ما هو إلا نظام ادعائي ، أو طريقة تصنيعية ، فهناك تعدد عملى فى الزوجات ولكن من غير مسؤولية ودون تحمل تبعية ، ألا وهو اتخاذ المحظيات اللائى يصبحن بعدما يملهن الرجل منبوذات ، وتغرق الواحدة منهن إثر واحدة في حمأة الرذيلة ، فتوصف بوصف امرأة الشارع ، لأن حبيبها الأول الذى أفسدها وحظي بها لم يكن مسؤولا عن مستقبلها ، وهى بهذه الحالة تصبح أحط - مائة مرة لا مرة واحدة – من الزوجة المصونة أو الأم التي تعيش فى منزل رجل له زوجات متعددة 0 ثم قالت: عندما نشاهد آلافا من النساء المتسكعات فى الشوارع بالمدن الغربية أثناء الليل ، ندرك من غير شك أن ما تردده ألسنة الغربيين من ذم الإسلام لإباحة تعدد الزوجات ذم فى غير محله 000وإن من المستحسن جدا للمرأة واحترامها أن تعيش فى نظام الإسلام المبيح لتعدد الزوجات حاملة فوق ذراعها طفلا شرعيا وهى محاطة بأنواع من الرعاية والعناية ، أوليس هذا خيرا من أن تبتذل ثم تنبذ إلى الشوارع وحدها أو حاملة معها ابنا غير شرعي ، لا يحميها إنسان ولا يهتم بحالها أحد ، وتصبح كل ليلة ضحية عابر من عابري السبيل محرومة من كل ما تتمتع به الأمومة ؟
ولا تقتصر تلك الدعوى على النساء ، ولكن المنصفين من الرجال ينادون أيضا بذلك يقول الكاتب الإنجليزي "برتراندرسل": "إن نظام الزواج بامرأة واحدة وتطبيقه تطيبقاً صارماً قائم على افتراض أن عدد أعضاء الجنسين متساوٍ تقريباً، وما دامت الحالة ليست كذلك فإن في بقائه قسوة بالغة لأولئك اللاتي تضطرهن الظروف إلى البقاء عانسات" ويقول المستشرق فونس اتيين دييه: إن تعدد الزوجات قانون طبيعى سيبقى ما بقى العالم ، مع أن نظرية التوحيد في الزوجة وهى النظرية الآخذة بها المسيحية ظاهرا تنطوي تحتها سيئات متعددة ظهرت على الأخص في ثلاث نتائج واقعية شديدة الخطر جسيمة البلاء تلك هى: الدعارة ، والعنوسة ، والأولاد غير الشرعيين0