وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون
س لماذا لم
يحدد عدد الذين أرسل اليهم وقال (أو ) يزيدون
عندما ذكر العدد ( مئة الف ) لماذا قال أو يزيدون
كان من باب أولى طلما ذكر مئة الف كان ذكر العدد تحديدا ؟
الرد
قوله تعالى : ــوَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ
يَزِيدُونَ
ــ بالطبع لا توجد أى شبهة فى الآية الكريمة .. وإنما هو
ناتج عن عدم معرفتك باستخدامات (أو) فى اللغة العربية ...
الذى تعرفه فقط للأسف أنها تفيد هنا الشك ... لأنك تريد ذلك فقط
...
ــ ( أو) فى لغة العرب جاءت باستخدامات متعددة ..
فقد جاءت بمعنى (الواو) ... كما قال الشاعر: ــ
نال الخلافة أو كانت له قدراً **** كما أتى ربه موسى
على قدر
وقول الآخر:ــ
وقد زعمت ليلى بأنى فاجر *** لنفسى تقاها أو عليها فجورها
ــ فمعنى البيت الأول .. أى نال عمر بن عبدالعزيز الخلافة وكانت
من قدره ... ومعنى البيت الثانى : لنفسى تقاها إذا كانت من المتقين
وعليها فجورها إذا كانت من الفاجرين ....
وقد ذكر الأخفش وبعض الكوفيين بالفعل أن( أو) فى الآية الكريمة (وَأَرْسَلْنَاهُ
إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) جاءت بمعنى الواو
...
ــ وأيضاً تأتى (أو) بمعنى (بل) كما فى المثال الذى جئت به أيضاً
فى الآية الكريمة
وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ
والمعنى أن يونس عليه السلام قد أرسله الله إلى مائة ألف إنسان بل يزيدون على
ذلك ...
ومثل ذلك قول الشاعر: ــ
بدت مثل القرن فى رونق الضحى***وصورتها أو أنت فى العين
أملح
فمعنى البيت أنها كانت كالشمس ساطعة فى الضحى ثم ترقى الشاعر إلى ما هو أجمل من
الشمس فقال: بل أنت أملح من الشمس ...
ــ كل هذه وجوه جائزة ياصديقى ...
ــ اللغة العربية ... هذه واحدة من أكبر مشكلاتنا مع أصدقائنا المسيحيين نتيجة لعدم
اهتمامهم وقلة معرفتهم باللغة العربية وأساليبها ..
الأندلسي بتصرف يسير
تكملة
الزميل الغالى ..طبقا لقواعد ومعاني اللغة
التي نزل بها القرآن ...هل تعرف معنى أو ؟؟
لمعرفة ذلك ينبغي علينا الرجوع إلى لغة العرب ... ولو لم تكن عارفا بهذه اللغة
فلديك القواميس والمعاجم المتخصة..
من أشهر هذه القواميس "مختار الصحاح" يقول في معنى
أو
أ و أوْ حرف إذا دَخَل الخَبَر دَلَ على الشَّكّ والإِبْهام
وإذا دخل الأَمرْ والنَّهْي دل على التَّخْيير أو الإباحة فالشك كقولك رأيت زيداً
أو عمراً. والإبهام كقوله تعالى (وإنَّا أو إيَّاكم لَعَلى هُدًى) والتخيير كقولك
كُلِ السَّمَكَ أو اشرَبِ اللَّبَن أي لا تَجْمَعْ بينَهما. والإباحة كقولك جالِس
الحَسَنَ أو ابْن سِيرِينَ. وقد تكون بمعنى إلَى نحو أن تقول لأَضْرِبَنّه أو
يَتُوبَ وقد تكون بمعنى بَلْ في تَوَسُّع الكَلاَم قال الشاعر
بَدَتْ مِثْلَ قَرْنِ الشمس في رَوْنَق الضُّحَى ... وصورتِها أو أنتِ في العين
أَمْلَحُ
يُريد بَلْ أنتِ وقوله تعالى: (وأرسلناه إلى مائَةِ ألفٍ أو يَزِيدون)
بمعنى بل يزيدون
وقيل معناه إلى مائة ألف عند الناس أو يزيدون عند الناس....إنتهى
(مختار الصحاح - حرف الألف)
أما أنا....فلا تعليق لي على هذه النقطة
أما تعليقي فهو عام على موضوع أن يكون اللفظ الواحد ذو معنى واحد....هذا خطأ لا يقع
فيه إلا الجهلة باللغة العربية ...اللغة العربية لغة واسعة جدا وغنية واللفظ الواحد
ربما يأتي بأكثر من معنى ...
مثال على ذلك .... كلمة "أمة" بضم الألف ماذا تعني بالنسبة لك ؟
ستقول لي إنها تعني مجموعة من الناس ........ ونحن نقول لك ....... إنك تقول حقا
ولكن ليس كل كلمة "أمة" بمعنى مجموعة من الناس ...
مثال "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110 آل عمران)
أمة هنا بمعنى جماعة من الناس
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ (104 آل عمران)
أمة = جماعة من الناس
ولكن من الجهل المحدق أن نقول أن كل أمة في القرآن بمعنى جماعة من الناس مثلا
وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ
مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ
مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8 هود)
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ
(يوسف 45)
في الآيتين السابقتين جاءت أمة بمعنى فترة زمنية
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ
حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120 النحل)
أمة هنا بمعنى الإمام الذي يقتضى به
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ
وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ
قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا
آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23 الزخرف)
أمة هنا المراد بها الدين
فلديك الآن 4 معاني مختلفة تماما لكلمة واحدة وردت في القرآن
فلا يمكن أن نقتصر في فهم أو ترجمة الكلمة للغات أخرى على معنى واحد...أليس كذلك؟
وما قصدته بهذا المثال هو أن أهل الجهل باللغة هم الذين يجعلون اللفظ الواحد بمعنى
واحد...وكذلك كلمة أو فهي كما قال مختار الصحاح من معانيها الشك والتخيير والإباحة
أو بمعنى " بل " وبذلك سقطت شبهتك وزهق الباطل الذي نقلته لنا ...
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين