كيف ترد على من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن
كتبه / أبو عبد المعز
المصـــدر




أثار بعض الإخوة موضوع أخطاء لغوية مزعومة في القرآن الكريم وقد تولي كبر هذا الافك نصارى وعلمانيون .. ولا يمكن لمثل هذا الزعم إلا أن يصدر من مثل اولئك .. فالنصارى مشهود لهم بالضلال ومعتقداتهم أبعد ما تكون عن مقتضيات العقل الصحيح , وقد صرح قديسهم أوغسطين قديما أنه لا يؤمن بالنصرانية إلا لأنها تخالف العقل ؛ أما علمانيونا فلا هم في العير ولا في النفير وأحسن أحوالهم اتباع كل ناعق والتلذذ – مرضيا - في تخريب بيوتهم بأيديهم .

لكن المحزن في الأمر أن إخواننا لا يحسنون الرد عليهم فتجدهم يبحثون في كتب النحو عن الوجوه والنظائر لتوجيه كلمة مرفوعة في القرآن أو لتبرير كلمة منصوبة يرى النصراني أنها مرفوعة حسب القاعدة .. كل هذا لا يجدي فانا متيقن أن المجادل لا يفقه شيئا في النحو ولا في لغة العرب .. لكنه يكسب جولة معنوية كبيره عندما يتخندق المسلم للدفاع عن القرآن .. أوَ يحتاج القرآن الى مدافع عنه ؟ أوَ ليس هو قذيفة الحق الدامغة لكل باطل ؟

بدل هذه الإستراتيجية السلبية كان الأجدر بالمسلم أن يلزم خصومه بأنهم لا يعقلون .. فهم بادعائهم وجود أخطاء لغوية في القرآن قد نادوا على أنفسه بالجهل المركب .. وعلى المسلم أن يثبت عليهم ذلك ليلقمهم حجرا بدل الفرار الى كتب اللغة والبلاغة والنحو والصرف .

كيف ذلك؟

ليس من العجب أن يرشدنا القرآن العظيم نفسه إلى المسلك الصحيح.اقرؤوا هذه الآية:
{
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (65) سورة آل عمران

قال ابن كثير:عن ابن عباس رضي الله عنه قال : اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار : ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى : ما كان إبراهيم إلا نصرانيا فأنزل الله تعالى : { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم } الاية أي كيف تدعون أيها اليهود أنه كان يهوديا وقد كان زمنه قبل أن ينزل الله التوراة على موسى ؟ وكيف تدعون أيها النصارى أنه كان نصرانيا وإنما حدثت النصرانية بعد زمنه بدهر ؟ ولهذا قال تعالى : { أفلا تعقلون }


انتبهوا أيها المسلمون إلى تذييل الآية بـ"أفلا تعقلون" .. فاليهود والنصارى بادعائهم أن خليل الرحمن منهم قد ارتكبوا خطأ فاحشا من شأنه أن يلحظه صبي .. فالخطأ هنا مغالطة تاريخية لا تخفى على أحد .. كما لو شاهدنا زجاجة كوكاكولا في خيمة عنترة !!!

هؤلاء لا يعقلون .. فهل من العقل أن تنسب شخصا إلى مذهب سيظهر بعد قرون ؟ (لست أدري أين قرأت أن ابن تيمية وهابي!)

يبدو أن حماقة النصارى دورية .. فهاهي تظهر مرة أخرى مع أخطائهم المزعومة في القرآن .

يا أهل الكتاب لم تحاجون في القرآن وما وضعت القواعد إلا من بعده أفلا تعقلون
.
هؤلاء لا يعلمون شيئا عن تاريخ الأفكار عند المسلمين ولا عند غير المسلمين .. فالنحو لم يكن قالبا لتصب فيه اللغة العربية وإنما هو نموذج ذهني منطقي لتفسير كلام العرب .. من غباوتهم أنهم لا ينتبهون إلى الترتيب الصحيح : كلام العرب أولا .. ثم تفسير نظامه ثانيا .. فالنحو هو الذي ينبغي أن يطابق كلام العرب لا العكس .. أما الذين لا يعقلون فيرون أن النحو هو الأول في الوجود ثم جاء كلام العرب وفقه .. فيخطؤون امرأ القيس بسبب قاعدة سيقترحها الكسائي بعد قرون !!

ولو سالتهم : هذه القواعد التي استنبطها النحاة في عصر التدوين من أين جاءتهم ؟ لقالوا من كلام العرب .

والآن هل يعقل أن تستنبط قاعدة من كلام ثم يخطأ ذلك الكلام نفسه بتلك القاعدة ؟ هذا هو الجنون المحض .. تذكروا تذييل الآية مرة أخرى ( أفلاتعقلون) .

ثم تعالوا لتنظروا حماقة النصارى من جهة أخرى : هم يعتقدون أنهم بصنيعهم ذاك يثبتون أن القرآن ليس من عند الله .. ويغيب عنهم أن القرآن على فرض أنه من عند محمد صلى الله عليه وسلم فهو من كلام العرب الذي ينبغي أن يخضع له عنق النحوي وأعناق قواعد النحوي . فالامر هنا لا يتعلق بوحي أوحي أو افتراء افتري .. بل يتعلق بالحجة اللغوية . والنحاة المسلمون احتجوا بكلام الكفار من الجاهليين ولم يحتجوا بكلام أئمة المسلمين الذين تأخر بهم الزمان .. فلم يكن همهم النقاء العقدي بل النقاء اللغوي . وهل في الدنيا أنقى من لغة القرآن - على فرض أنه مفترى - : متواتر تكلم به عربي في بيئة عربية وتحدى به عربا فصحاء بلغاء .. لم ينتبهوا إلى أخطائه وانتبه إليها لكع بن لكع من نصراني أعجمي وعلماني أخذا اللغة العربية من كتاب : كيف تتكلم اللغة العربية في خمسة أيام بدون معلم !!!!!

أرسل بواسطة : د.هشام عزمي

 

 

 

مشاركة :رحيم

 

بما أنك تحب النقل عن العلماء

قال محمد رشيد رضا في رده على مثل هذا: " وههنا قاعدة عامة في البلاغة، تدخل في بلاغة المنطق والكتابة. وهي: أن ما يراد تنبيه السمع أو اللحظ إليه من المفردات أو الجمل يميز عن غيره، إما بتغيير نسق الإعراب ـ في مثل كلام العرب مطلقاً ـ وإما برفع الصوت في الخطابة، وإما بكبر الحروف أو تغيير لون الحبر أو وضع خطوط في الكتابة..
وقد تجرأ بعض أعداء الإسلام على دعوى وجود الغلط النحوي في القرآن !.. وهذا جمع بين السخف والجهل. وإنما هذه الجرأة من الظاهر المتبادر من قواعد النحو مع جهل، أو تجاهل أن النحو استنبط من اللغة ولم تستنبط اللغة منه. وأن قواعده إن قصرت عن الإحاطة ببعض ما ثبت عن العرب فإنما ذلك لقصور فيها، وأن كل ما ثبت نقله عن العرب فهو عربي صحيح، ولا ينسب إلى العرب الغلط في الألفاظ.. ".
في تفسير المنار 6/394 عند تفسير قوله تعالى في سورة المائدة: " إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(69) ".


ومثل هذا ما ذكر الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ في مقدمة تفسيره: " التحرير والتنوير " 1/13 : روي أن ابن الراوندي ـ وكان ملحداً ـ قال لابن الأعرابي: أتقولُ العرب " لباس التقوى " ؟ فقال ابن الأعرابي: لا بَاسْ لا بَاسْ، وإذا أنجى الله الناسْ، فلا نجى ذلك الراسْ. هَبْكَ يابن الرواندي تنكر أن يكون محمد نبياً، أفتنكر أن يكون فصيحاً عربياً ?!


وقد ردَّ السكَّاكي على أولئك الناس في نهاية كتابه العظيم: " مفتاح العلوم " بكلام قاسٍ .. منه:
"
أضلُّ الخلق عن الاستقامة في الكلام، إذا اتفق أن يعاود كلامة مرة بعد أخرى، لا يعدم أن ينتبه لاختلاله فيتداركه.. قدِّروا أن لم يكن نبياً، وقدِّروا أن كان نازل الدرجة في الفصاحة والبلاغة، وقدِّروا أن كان لا يتكلم إلا خطأً.. أوَ قد بلغتم من العمى إلى حيث لم تقدروا أن يتبين لكم أن عاش مدة مديدة بين أولياء وأعداء؟ .. ألم يكن له وليٌّ فينبهه ـ فعلَ الأولياء ـ ؛ إبقاءً عليه أن يُنسَب إلى نقيصة ؟ ولا عدو فينقص عليه ؟ .. سبحان الحكيم الذي يسع حكمته أن يخلق في صوَر الأناسي بهائم أمثال الطامعين أن يطعنوا في القرآن. ثم الذي يقضي منه العجب، أنك إذا تأملت هؤلاء، وجدت أكثرهم لا في العِير ولا في النفير، ولا يعرفون قُبيلاً من دُبير، أين هم عن تصحيح نقل اللغة ؟ أين هم عن علم المعاني ؟ أين هم عن علم البيان ؟ أين هم عن باب النثر ؟ أين هم عن باب النظم ؟ ... أبعَدُ شيء عن نقد الكلام جماعتهم، لا يدرون ما خطأ الكلام وما صوابه، ما فصيحه وما أفصحه، وما بليغه وما أبلغه.. ".
مفتاح العلوم، السكاكي، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، ص708 -715. ثم شرع يرد على بعض ما أثير من شبهات حول القرآن الكريم، إلى نهاية الكتاب.



"
فهل ينخدع عاقل بتقوُّل جاهلٍ لم يبلغ في معرفة العربية رتبة مسيلمة الكذاب ؟!! "
العجزة الخالدة، د. حسن ضياء الدين عتر، ص350.

 

 

 

مشاركة : متعلم

 

الحمد لله رب العالمين ..

لهجة أهل الإسكندرية هى إحدى اللهجات العامية. ولا يستطيع القاهرى أن يزعم خطأ أى من ظواهرها، ولا العكس. ولكل عامية قواعدها التى تشترك باقى العاميات فى قواعد كثيرة، وتخالفها فى قواعد أخرى. وهذا الاتفاق والاختلاف يكون على مستوى الأصوات والصرف والنحو والدلالة إفرادًا وتركيبـًا.

واختلاف اللهجات هذا يفهمنا اختلاف العربية بين قبائل العرب وقت نزول القرآن. بل إن لهجاتنا الحالية نزعت فى كثير من ظواهرها إلى مشابهة مثيلاتها فى قبائل العرب قديمًا.

ومثال ذلك القبيلة التى كان تغير حرف اللام من (أل) التعريف إلى ميم، فتقول: (امصيام) بدلاً من (الصيام)، فى الرواية الشهيرة. والدارس المبتدئ قد يستنكر اللهجة بشدة، ويصعب عليه تخيل حدوثها. وغاب عنه أنه نفسه يستخدم هذه الظاهرة كثيرًا ! .. وذلك مثل لفظة (امبارح)، كان أصلها (البارحة)، حذفت تاء التأنيث على عادة العامية فى التسهيل، وتحولت (اللام) إلا (الميم) لتقارب المخارج. ومثلها (امبابة) وألفاظ كثيرة أخرى.

وزكريا بطرس وأمثاله من علماء النصارى ليسوا من اجتهد ورصد المخالفات القرآنية للقواعد النحوية الشائعة. وإنما نقلوها عن كتب المستشرقين. والمستشرقون بدورهم ليسوا من اجتهد ورصد، وإنما هم وجدوها مرصودة فى كتب علماء المسلمين، جاهزة مع تخريجاتها النحوية، ومذاهب المدارس النحوية فيها، فنقلوا ما شاءوا من (المخالفات) واستلوه من باقى الكلام، وألقوا به على أعين العوام.

ولا يفوتنا من مضحكات هذا المقام أنهم يسردون مسائل بلاغية تحت عنوان (أخطاء نحوية) أو (لغوية)، لجهلهم بدائرة علم النحو ودائرة علوم البلاغة، وعدم فهمهم للعلاقة بين علوم اللغة وعلوم الأدب.

ولا يفوتنا أيضـًا أن من النصارى مَن كان محبًا للعربية، ضليعًا فيها، ذابًا عنها. ومنهم ـ مثلاً ـ الأب أنستاس الكرملى والدكتور إميل يعقوب وغيرهما. ولا يمكن بالطبع أن تسمع من هذه الطائفة أمثال هذه السخافات التى روج لها المستشرقون الأعاجم، وتلقفها قساوسة النصارى الجهلاء، وهرف بها أميون لا يعلمون كتابهم فضلاً عن كتاب غيرهم.

الذى ننبه إليه، أن علماء النصارى عندما يروجون لهذا الموضوع، لا يريدون فقط مهاجمة القرآن كما يتخيل البعض. فمع الأسف يظن بعض الأحبة ـ بل كثير منهم ـ أن المهمة تنتهى عند إبطال مزاعم الأخطاء فى القرآن. وليس الأمر كذلك.

الإسلام هو البادئ وهو المهاجم. والإسلام يهاجم بإعجاز القرآن اللغوى البلاغى. ويحتاج علماء النصارى إلى حائط أمام العوام بينهم وبين رؤية هذا الإعجاز القاهر. ولا يطمحون أبدًا إلى صد الإعجاز، ولكن يكفيهم (التغبيش) على أذهان العوام.

فإذا شغلوا المسلم بتفنيد الأخطاء اللغوية المزعومة، فقد نجحوا فى مهمتهم، نجحوا ولو نجح المسلم فى تفنيد الأخطاء المزعومة ! .. لماذا ؟!

لأن المسلم الذى شغل بتفنيد الأخطاء المزعومة وتوقف بعدما نجح، لم يقم بالهجوم القرآنى بإثبات الإعجاز القاهر. فغاية أمر هذا المسلم أن ينجح فى الدفاع عن القرآن، وليس فى ذلك ـ عند القساوسة ـ كبير خطر على عوامهم. وإنما الخطر كل الخطر فى الاستماع إلى إثبات الإعجاز القرآنى القاهر.

وينتهى المسلم من التفنيد والدفاع، ويحمد ربه على النجاح الباهر فى الذب عن القرآن. ويسعد القساوسة فى داخلهم بنجاح مسعاهم، وعدم تعرض العوام للهجوم القرآنى !

وطائفة من المسلمين يقولون: لا تدافع فقط، ولكن اهجم على كتابهم وانتقده.

وهؤلاء أيضـًا ينجحون مساعى القساوسة !

والمطاعن ضد الكتاب واقعة لا محالة سواء قالها المسلم أم أغفلها !

الخطر كل الخطر أن تهاجم بالقرآن !

وقل مثل ذلك فى باقى أوجه الإعجاز .. القرآن هو المهاجم .. يضطر القساوسة للتغبيش على العوام .. ينبرى المسلم للدفاع وتفنيد (التغبيش) وينجح فعلاً .. ثم يتوقف .. تاه عن الأصل القرآنى ! .. و(الذكى) يعقب ببعض نقد الكتاب المقدس، لكنه أيضـًا تاه عن الأصل القرآنى !

شبهة الاقتباس .. اقتباس القرآن عن الكتب السابقة .. لا يريد بها قساوسة النصارى (ابتداء) الهجوم، وإنما لو سكتوا عن (التغبيش) بذلك لما استطاعوا الرد على الإعجاز التاريخى للقرآن العظيم. كيف استطاع محمد صلى الله عليه وسلم معرفة ما لم يشهده؟ .. كيف استطاع النبى الأمى الذى لم يكن من أهل الكتاب ولا تلقى عنهم كيف استطاع معرفة ما قصه القرآن من نبأ المرسلين؟ .. من رب المرسلين والعالمين أجمعين !

فماذا يفعل قساوسة النصارى أمام هذا الإعجاز القاهر ؟ .. اضطروا إلى الاستمساك بشبهة الاقتباس .. ومهما حاججتهم بالأدلة والبراهين على إبطالها سيظلون يكررونها ! .. لماذا ؟ .. لأنهم لو تركوها لما بقى له شىء ! .. لو تركوها فبم سيجيبون العوام السائلين عن كيفية معرفة النبى الأمى لأخبار السابقين ؟!

ومع ظهور الكلام على الإعجاز العلمى للقرآن .. بصرف النظر عن تناول تفاصيله .. يظهر (الأخطاء العلمية) فى القرآن !

وهكذا كل وجه قرآنى للإعجاز القاهر ، لا بد من التغبيش عليه بشىء .. أى شىء ! .. بكلام .. أى كلام !

ومع محمد صلى الله عليه وسلم .. نفس المنوال !

الانحرافات الأخلاقية التى يزعمها قساوسة النصارى سفهـًا وكذبًا .. كم عددها ؟! .. إن عددها لا يقارن بالكثرة الكاثرة من الأخلاق الحسنة الظاهرة ممن رباه ربه جل وعلا. فضلاً عن فساد فهم النصارى لما يروجون له فى هذا الجانب.

لكن ماذا سيفعل القساوسة لو تركوا هذا الموضوع ؟ .. لو تركوه لاستبانت إحدى دلائل النبوة الظاهرة .. حسن الخلق وجوامع المكارم!

فليغبشوا إذن على الخلق العظيم، الذى تُسرد فى فضله المجلدات، بأى كلام وأى هراء ! المهم ألا يرى العوام الحق !

وللنبى الأمى عليه الصلاة والسلام معجزات حسية كغيره من الأنبياء تثبت نبوته بأظهر طريق .. فليكن إذن دأب القساوسة ترديد أن القرآن نفى عن النبى المعجزة !

وللنبى عليه الصلاة والسلام تنبؤات غيبية تثبت صدق نبوته .. فليكن التغبيش فى ذلك بأى كلام .. حتى لو اضطر قساوسة النصارى إلى (الإجماع) على ذكاء وعبقرية محمد عليه الصلاة والسلام هربـًا من الاعتراف بنبوته !

وشريعة الإسلام تدل على صدق نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام .. فليكن التغبيش دائمـًا عن الحجاب والجهاد والمرأة فى الإسلام !

ويثور السؤال لدى العوام وهم محقون: إذا كان دين محمد فاسدًا فلماذا طبق مشارق الأرض ومغاربها ؟

لا بد للقساوسة من إجابة .. لا بد لهم من صد لهذا الهجوم الإسلامى الكاسح ! .. أو التغبيش فى القليل ! .. فقالوا كذبـًا وسفهـًا: إن الإسلام انتشر بالسيف، ولولا السيف ما قبله أحد !

قل لى بربك: هل رأيت مسلمًا يفند دعوى السيف ثم يكمل؟ مع الأسف الأغلبية تقف عند ذلك ولا تتعداه، وتحمد الله أنها فندت عدم انتشار الإسلام بالسيف. والواجب عليه أن يكمل: لماذا انتشر الإسلام؟ ويبين مزايا هذا الدين .. يهاجم بالإسلام والقرآن .. لأن هذا هو الأصل .. كان هو الأصل !

وحتى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لها من الفضائل ما يدل على صدق نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام .. فليغبش قساوسة النصارى إذن بأحداث الفتنة الأولى، وباختلاف الفرق، وتناحر الدول !

وهكذا .. كل طريق يوصل إلى الإيمان بصحة الإسلام وإلهية القرآن وصدق نبوة محمد صلى الله عليه سلم وربانية شريعته .. لا بد من التغبيش عليه، وشغل المسلم بالدفاع عن ذلك.

الذى أريد أن أصل إليه، أن مجرد نقد الكتاب المقدس لا يكفى، وقد تم وهدم بيد المسلم أو بيد غيره، ومجرد ترك النصرانى لدينه لا يكفينا، وقد حصل بيد المسلم وبيد غيره. الذى نريده هو الهجوم القرآنى بالقرآن لا بنقد الكتاب المقدس.

ولا يُفهم من كلامى أنى أثبط عن (الدفاع) ضد الشبهات، أو عن نقد الكتاب المقدس والعقيدة النصرانية. وإنما أدعو إلى وضع الأمور فى نصابها، فلا نكتفى بذلك، وإنما نرجع إلى الأصل وننبه إليه، وهو الهجوم القرآنى .. عرض الحقائق القرآنية.

وأعلم أن هذه الدعوى لا يحسنها كثيرون، لأنهم ما دخلوا هذا المجال وتصدوا له إلا بقراءتهم لنتف من هنا وهناك فى نقد الكتاب المقدس. لكن الحق أحق أن يتبع، وعلى كل منا تكميل نفسه.

بل على المسلم أصلاً تعلم دينه والتفقه فيه ولو لم يتصدى لدعوة النصارى أو جدالهم، فكيف على من تصدى؟